رواية غزلًا يوقده الرجال

الفصل السابع (الجزء الاول)
سأخبرك سرًّا اكتمه في ثنايا وجداني..
سرًّا مطويًا تحت كتب الذكريات والآهات..
فدعني ارمقك بآهات نظراتي،
وإستنبط بنفسك خبايا اسراري.. 
إعرف لوحدك علقم عبراتي،
وداويني ببلسم كلمات العشّاق..
لن الومك على غدر الأيام،
ولن اعاتبك على فراقك الفتّاك..
سأدعك تقرأ الكلمات،
وتحذفها بقلم اجمل الذكريات..
فادنو مني لتحرّرني من قيد اشقى اللحظات،
ثم اهجرني واتركني استرسل في مساري..
———————
لم تفهم اي شيء من تصرفاته! لم تستوعب كونهما لوحدهما في غرفة تبديل الملابس! كلماته التي كان يبجسها لم تفهم اي منها..
تطلعت اليه بعينين واسعتين مذبهلتين ثم سرعان ما كانت تدفعه وتهتف بغضب:
– هل جننت؟ كيف تدفعني بهذه الطريقة امام الناس؟!

ثم نظرت الى ما ترتديه وقالت بحدة:
– اخرج.. اريد ان اغيّر ثيابي.

رمقها بنظرة لم تعجبها البتة خاصةً وعيناه تتفرس النظر بفستانها الأسود الذي بدى في غاية الروعة على جسدها.. لم تخجل ولم تذوب كشمعة تنتظر ان يشعلها عاشقها بنار النظرات المغرمة.. بل كان يحتقن وجهها بشعورها بالضيق والمهانة بسبب تصرفاته هذه.. واستفحل شعورها بالغضب حينما سألها ببرود وبصوت خافت:
– اين رسالة رسلان؟

– رسالته لا تخصك.. اخرج من هنا يا ريس.
قالت بنفاذ صبر ليستدير ويغمغم:
– سأنتظرك في الخارج لنتفاهم.. اما بالنسبة لهذا الفستان العاري اخلعيه وارميه في القمامة.. ولأرى واحدة من فتيات العائلة ترتدي فساتين كهذه لتدعني أعيد تربيتها مرة اخرى.

ثم خرج واغلق الباب خلفه لتتنفس قدر الصعداء وتحس بالحرارة تغزو وجنتيها هذه المرة بسبب الخجل لا الحنق! المغرور من يظن نفسه ليدع فتيات العائلة تسير وفقًا لمزاجه؟ المغرور ذو اللدغة الساحرة لا يكفيه تسلّطه على شقيقته ليتسلط على فتيات العائلة كلهن..

تبرّمت قدر وهي تتوسم الفستان الذي ينساب على جسدها بروعة وبهاء.. ستشتري الفستان رغمًا عنه.. وكأنها سترتديه لآجله ليعترض بهذا الأسلوب!
اعادت ارتداء ثيابها بسرعة وهي تفكر في سرّ جنونه المفاجئ.. لن يكون ريس اذا لم يفقدها عقلها في يوم من الأيام وكأن قلبها لا يكفيه!

فتحت الباب لتخرج فتجده يتحدث مع واحدة من العاملات فتواري قدر تنهيدة غيرة قابعة في وجدانها وتزلف منه بملامح جامدة واجمة..
انتبه لها ريس ليقول بأسلوبه المستفز ونبرته التي تخفي في طياتها الكثير:
– هيا لنغادر.

لم ترد عليه لا بكلمة ولا بتعبير فيغتاظ بشدة ويسير وراءها.. عقدت حاجبيها حينما فهمت سرّ رسالته برؤية والدة رسلان وشقيقته التي عرفتها من الشبه الذي يجمع بينهما..
تمنت ان لا تنتبها لها وتخرج بهدوء من المجمع فليست لها اي رغبة بخوض احاديث حسّاسة معهما.. يكفيها عتاب رسلان! وبالفعل تمكنت من الهروب بنجاح يتبعها ريس..

– ادخلي.
هتف ريس فور ان فتح سيارته لتدخل بصمت.. انتظرته ان يجلس وما ان فعل سألته بهدوء ظاهري:
– هل بامكانك ان تفسر لي سبب تصرفاتك المتعجرفة؟

– دعيني ارى رسالة رسلان وبعدها سأفسر لك.
ردّ بعناد لتزم شفتيها بغيظ وتدمدم:
– لماذا تحب ان تقحم نفسك في كل شيء يخصني؟ رسالة رسلان سند لم يراها فكيف اريها لك انت؟!

– ارغب في رؤيتها حالًا لأعرف سبب كلام والدته معي بهذه الطريقة!
قال ريس بجدية منفعلة لتعقد حاجبيها باستغراب وتسأله:
– ماذا قالت لك؟

– دعيني اقرأ الرسالة وبعد ذلك سأخبرك.
دمدم بحدة لتتبرطم وهي تكتب كلمة السر بينما عيناه تراقب بعبوس ما تكتبه.. ناولته الهاتف ليغمغم باستهزاء:
– الرسالة محفوظة ايضًا!

ثم رشقها بنظرة متجهمة وهتف:
– لماذا تحفظينها؟ ستحذفينها بعد ان اقرأها.

زفرت قدر بضيق ليشرع بقراءة الرسالة بصوت عالٍ:
– لم افهم سبب اصرار ثقيل الدم قريبك لنتقابل ولكنني عرفت جيدًا بعد ان رفضني شقيقك سند بهذه الطريقة.. انا لا الومه ولكن الوم قريبك ريس فهو السبب بما حدث…

تمكّث عن الاسترسال بقراءته وهو يرمقها بنظرات ساخطة لتستقبل قدر نظراته بابتسامة مستفزة لأول مرة تفعلها فيزجرها بعصبية بدت ممتعة لها:
– كيف يتجرأ هذه الابله وينعتني بثقيل الدم؟! وانت كيف سمحتِ له؟

– هذه الحقيقة!
ردت بلا مبالاة اهاجت من نار حنقه فيزمجر:
– حسابه معي كلما يكبر هذا الاحمق.

ابتسمت قدر فيزفر انفاسًا هائجة ويستأنف بقراءة الرسالة:
– انت تعرفين يا قدر كم انا معجب بك.. برقتك.. بأنوثتك.. وربما مستقبلًا تكونين لي.. من يعلم؟ ولكن اريدك ان تجدي حلًا لريس المتطفل.. لا يعقل ان يكوز همجيًا هكذا!!
في الواقع انا اخبرت والداي بما حدث تمامًا وكان رأي والدتي ان اتكلم مع شقيقك على انفراد ولكنني رفضت.. لست انا من أُهان بهذه الطريقة الجارحة بالرغم من كوني بريئًا!

قرأ ريس الكلمة الأخيرة باستهزاء لتقهقه قدر بصوت عال وتغمغم بشقاوة:
– يقهرك كثيرًا رسلان.. هل تغار منه؟

– هذا ما ينقصني ان اغار من رسلان!
هتف بسخرية لتقول بعبث:
– هو وسيم واخلاقه ترفع الرأس.. بالتأكيد ستغار منه.

– لماذا رفضتيه اذًا؟
سألها بتهكم لتهمس بابتسامة تخفي وراءها الكثير:
– لا اريد ان اتزوج الان.. ولست انا من رفضته بل سند.

ثم سحبت الهاتف من يده وقالت:
– لا داعي لأن تُكمل قراءة الرسالة فأنا محورها لا انت.. والان اريد ان اعرف ما قالته لك والدته.

– لا يخصك.. واحذفي الرسالة.
دمدم بفظاظة لترفع حاجبها فيضغط عليه بأصبعه ويهتف:
– لا ترفعي حاجبك امامي بهذه الطريقة.

ابعدت اصبعه بضيق وتمتمت بحنق:
– كف يا ريس عن افعالك هذه.. ظننت ان الموضوع هام ومخيف وفي الاخر يكون بسبب رسالة رسلان!

– والدته تنعتني بعديم الاخلاق! تخبرني اني لا اسبب غير المشاكل! ماذا تتوقعين مني؟ لو انها ليست امرأة لكنت تعاملت معها بأسلوب اخر كليًا.
هتف ليث بانفعال لتتنهد قدر بتعب وتقول دون ان تعير كلماته اي اهتمام:
– اعدني الى المنزل سيد ريس.

– احذفي الرسالة.
هدر بحدة لتحذفها وتردف:
– هل ارتحت الان؟ اعدني الى المنزل.. اود ان ادرس للإمتحان واخرج مع والدتي لأشتري الفستان الذي اعجبني.

– اعتقد انني اخبرتك ان لا ترتديه.. اليس كذلك؟
رد بجدية لتقول بانزعاج:
– سأضع فوقه شالًا فاهدأ.

– اذًا سأشتريه انا.
اردف بعناد فتبتسم وهي تراه يترجل من السيارة ويسير ناحيتها ليفتح لها باب السيارة..

****************
لم تتحمل اكثر.. كانت تعدّ الدقائق وهي تنتظر سند في ساحة منزل حمزة.. استغربت ريما تصرفاتها ولكنها كانت فعلًا غاضبة، لا تطيق حتى نفسها.. كانت تقبع في هذه اللحظة بين تلابيب الغضب بسبب حمزة.. كيف بامكانها ان تعمل اكثر في منزله وهو لا يرحمها من وقاحته وحقارته؟

تحسّ ببراكين تضطرم في داخلها تحرضها للانقضاض عليه وازالة نظرته الماكرة التي يرمقها بها.. الحقير الوقح ذو العينين الزائغتين!
قضمت شفتها السفلى بعصبية واضحة وهي ترشقه بلهيب نظراتها الشرسة فيبتسم لها حمزة ابتسامة رومانسية مضحكة كادت بسببها ان ترمي الطاولة فوق رأسه..

لم تكن تعرف ان انفعالاتها كانت حقًا تغريه ليفاقم من وقاحة افعاله معها.. بدت جامحة شرسة وهي تطالعه بنظرات بربرية تجذبه فعلًا فيبادلها الاخر نظرات باردة توقد فتيل الغضب الهمجي اكثر واكثر في ثناياها..

– لا تنظر اليّ!
زمجرت جهاد بعصبية فتنتفض ريما بتفاجؤ وتسألها بقلق:
– ما خطبك جهاد؟

– خالتي ريما ابن اختك وقح جدًا.. وانا لم أعد استطيع تحمله اكثر.
هتفت جهاد بنبرة حادة فيقهقه حمزة ويغمغم بنعومة:
– انت تجرحين مشاعري جهاد.

– إخرس.
صاحت بجنون وهي توثب عن مقعدها فيحاصرها بعينيه الماكرتين ويقول:
– اهدأي يا جوجو ولا تضغطي على نفسك اكثر مما يجب كي لا تنفجري.

توسعت عيناها وادلهمتا بسواد آسِر بسبب ثغره الذي لا ينطق الا بكلمات مستفزة.. ثم جهرت كلبؤة جامحة تحتاج الى ترويض من يديه هو فقط:
– انا لن اعمل بعد الان في منزلك.. جد ممرضة ثانية يا تافه.

– كفى.. ما خطبكما؟
صاحت ريما بعصبية ليرد عليها حمزة بدهاء:
– لا ادري خالتي.. هي تختلق الأعذار كي لا تعمل بعد الان في منزلي.

فغرت فاهها بتعجب بينما يتابع بمكر:
– هل رأيتيني بالقرب منها منذ ان بدأت تعمل.. بالكاد اراها.. لا ادري اليوم ما خطبها.. مجرد نظرتي العفوية عليها تثير غضبها وتجعلها تجرحني بهذا الأسلوب.

– ماذا قلت؟ نظرات عفوية! انت والعفوية!!
صرخت باستهزاء ليؤنبها بهمس ناعم:
– اخفضي صوتك انسة جهاد.. ولا تتهميني بمثل هذه الأمور.. لا تنسي انك من عائلة محترمة.

– حمزة ماذا فعلت لها؟
سألته ريما وهي ميقنة انه تجاوز حدوده فهي تعرف جيدًا هذا الرجل الماكر الذي عانت بسببه الكثير هي واختها.. تعرف جيدًا من يكون هذا الحذق الذي يقبع امامها والذي حتى ابنها لا يطيق تصرفاته..

– اسأليها خالتي.. انا لم افعل اي شيء لها.
اجاب حمزة ببراءة ثم نظر الى جهاد وسألها:
– ماذا فعلت لك يا جوجو حتى تودين ان تتركي امرأة مريضة بعدّة امراض وحالتها النفسية سيئة على الفراش وتغادري؟

لم تتمكن جهاد من الرد عليه بسبب اتصال سند الذي وفاها فابتعدت قليلًا وردت على اتصاله ليخبرها ان تنتظره في الخارج.. لم تود ان تدع سند يعرف ما حدث بينهما فبالتأكيد لن ترغب برؤية مزجرة دموية هنا.. ستخبر والدتها وتدعها هي توجهها للقرار الصحيح..

– خالتي ريما انا سأغادر.. سند خلال دقيقتين سيكون هنا.. سأتصل بك مساءًا لأتكلم معك.
غمغمت جهاد بهدوء قبل ان ترمي نظرة متوعدة على حمزة فتصلها قهقهته وهي تسير الى خارج الحديقة..

*******************
ومضت مقلتاه ببريق الاستمتاع وهو يراها واقفة قبالة باب مكتبه تنتظره.. ارتسمت الابتسامة الحثيثة على شفتيه وهو يدنو منها.. كان يبدو عليها الغضب.. عاقدة ذراعيها وملامحها متأهبة وكأنها ستخوض قتالًا ستخرج منه قاتلة او مقتولة!..

تأملها من رأسها حتى اخمص قدميها لثوانٍ قبل ان يغمغم:
– اهلًا اهلًا.. المحامية نرمين بجانب مكتبي تنتظرني.

رفعت نرمين رأسها ثم نهضت عن مقعدها واقتربت منه بهدوء قبل ان تمسكه بغتة من ياقة قميصه وتزمجر بانفعال:
– ماذا اخبرتَ شقيقي؟ ان قد يحدث بيننا شيئًا في المستقبل يا حقير؟!

ضحك ياسين وهو يبصر النيران تنفثها عيناها ثم مسّد على اناملها بلمسات ناعمة لتبعد يديها بعصبية بينما يقول بنبرة هادئة:
– هل تعرفين ان ما فعلتيه الان عيبٌ في حقي؟ كيف تمسكينني بهذه الطريقة؟ عيب في حقي!

– اشكر الله اني لم اقتلك! كيف تتجرأ وتتحدث مع شقيقي؟
هتفت بحنق ليهمس بجدية:
– هو من اتصل بي لا انا.. واخبرني انك ستتزوجين.

– محال ان اتزوج!
اردفت بعنفوان ليعلّق بغلاظة:
– هذا ما قلته انا ايضًا.. سألته على اي مسكين سيلقيك.

– انت لا تطاق.. هل تعرف؟
تمتمت بغيظ قبل ان تأمره وكأنها هي صاحبة المكتب لا هو:
– افتح الباب لندخل.. تعبت وانا واقفة هنا.

فتح لها الباب وهو يبتسم بمرح فدلفت قبله ثم قعدت على احد المقاعد وهتفت:
– اخبرني تمامًا ما دار بينكما لأنه كان غاضبًا وشقيقي مصطفى بشكل خاص لا احبذ غضبه او حزنه.

– لا ادري ما قال له زوج شقيقك الغبي.. اسأليه هو.
اردف ياسين بهدوء قبل ان يسألها بشقاوة:
– هل حقًا ستتزوجين وانتِ تكرهين صنف الرجال كلهم؟

– لست مجنونة لأقبل على خطوة كهذه.. واعتقد انك اصبحتَ تعرفني جيدًا سيد ياسين.
ردت بجدية قبل ان تستطرد:
– اذا اتصل بك مرة اخرى لا ترد عليه.. لا اريد اقحامك في حياتي الخاصة لأنني لن اسمح لك في الأصل.. لست انا من ترضى ان تتسرب معلومات حياتي الشخصية لعدوي.. وانت تعرف جيدًا نظرتي وفكرتي عنك.. واذا لم تكن تعرفها فاخبرني لأقولها لك بكل صراحة.

تأوه ياسين وكأنه تلقى ضربة قاسية ثم هتف بعبث:
– قاسية جدًا نرمينة.. لو اعرف فقط سبب كرهك للرجال حتى اغير فكرتك هذه واجعلك لي!

– احلم كما تشاء.. انت شخص مثير للاشمئزاز وانا اكره كل من هم مثلك.. رجال لا يهمها الا شيئًا واحدًا!
اردفت نرمين باشمئزاز قبل ان تنتصب واقفة وتضيف:
– انا سأغادر.. اتمنى ان لا يجمعنا لقاءًا مرة اخرى.. لانني لا ادري كيف ستكون ردة فعلي ولكنها بالتأكيد لن تعجبك اطلاقًا!

******************
تركت له مهمة اختيار فستان عقد القرآن بما انه هو من أصرّ ان يكون الفستان وفقًا لذوقه هو.. وهي اساسًا تعشق ذوقه الأنيق واختياره المميز..
استغربت حينما دخلا متجر الفساتين نظرته المتفحصة التي نظرها الى جسدها ولكن بعد ذلك فهمت جيدًا حالما طلب لها فستانًا مقياسه اصغر مما كانت تأخذه عادةً فادركت انه هو الاخر لاحظ انها بدأت بالفعل تنحف..

ابتسمت جهاد حينما سمعته يناديها لتجرّب احد الفساتين الذين اعجبوه.. دخلت لتجربه وبقيت في الداخل بينما يسألها سند باهتمام:
– كيف يبدو عليك؟

– جميل جدًا.
همست وهي تهم بالخروج فيمنعها قول سند الجاد:
– لا تخرجي.. دعيني اتخيلك به الى ان يحين موعد عقد القرآن واعرف اذا رسْمتك في عقلي حاليًا كما هي في الواقع.. وميقن انك اجمل ما خلق ربي.

رباه! من اين يحضر هذه الكلمات التي تثلب قلبها على ناصية طريق المنتظرين للمزيد من همساته؟ كل مرة تنتظر كلمة جديدة منه يبهر فؤادها بها ويسرق بها خفقاتها..
تخضبت وجنتيها ودوت هائجة دقات قلبها.. ودون ان تدري كانت تتأمل نفسها عبر المرآة الزجاجية التي عكست لها جمالها بالفستان الأبيض الذي يضيق على جسدها من الأعلى حتى الأسفل..

– سأغير الفستان واخرج.
اكتفت بالرد عليه بهذه الكلمات التي بان له فيها خجلها فابتسم بحب وانتظرها ان تخرج..
بعد دقائق قليلة خرجت وهي تحمل الفستان بيديها ليهمس بحب:
– كنت واثقًا انه سيبدو جميلًا عليك.. واثق بالرغم من كوني لم اراك.

– هل ارتحتَ الان؟
سألته بابتسامة خجول ليهز رأسه نافيًا ويغمغم:
– لن ارتاح الا حينما يرتبط اسمك بأسمي.. حينها حقًا سأرتاح.

– لا تدعني اعشقك اكثر.. امسيت اخاف على قلبي منك.
تمتمت باعتراض ليبتسم بنعومة ويردف:
– اعشقيني مثلما اعشقك وسأكتفي.

وهبته ابتسامة محفورة في قعر فؤادها له وحده فقط.. ثم غمغمت بدلال:
– ربما اعشقك انا اكثر.. فاعشقني انت مثلما اعشقك.

– سنعرف من يعشق من اكثر لاحقًا.
همس سند وهو يغمز لها فتبتسم وتومئ قبل ان تهتف:
– اريدك ان تأخذني الى مكان من اماكنك المفضلة.. فإلى اين ستأخذني؟

– ممم.. في هذه اللحظة لا اتمنى شيئًا غيرك وغير البحر.
اردف بجدية اضحكتها فقالت بشقاوة:
– اذًا لنحقق ما ترغب به وبعد ذلك تعيدني الى المنزل وتجلس قليلًا مع جدتي التي ترغب برؤيتك.

——————
يتبع..

 

error: