رواية غزلًا يوقده الرجال
لم أعرف يومًا معنى الموت
عشقًا الا بعد ان عشقتك..
لم اعرف يومًا معنى البكاء
لوعةً وحسرةً الا بعد ان خسرتك..
لم أعرف يومًا معنى الندم
الا بعد ان رأيت دموعك..
وبكل حماقة ادركت كم
ابدو كالطفل اليتيم ببعدك..
فأخبريني بربك الا يشفع
لي انهياري وانا دونك؟———————-
كلماته ترن في اذنيها كصخب أجراس الكنائس.. كلمات متملكة شغوفة توهن عظامها وتبعثر خفقاتها.. لقد اقسمت ووعدت نفسها انها لن تضعف.. ستكون تلك المرأة الإستثنائية بشموخها وكبريائها.. ستلقي ضعفها الماضي خلفها وتواصل المسار نحو القوة.. نحو الغد المشرق الذي ينتظرها.. ستجعل الشخص الذي تعشقه مصدر قوة لها.. لن تسمح لعشقها لريس ان يضعفها.. بل ستحلق نحو التألق.. فتمسك ريس الشديد بها صخّ في خلاياها قوة تُفتّت الصخور..
بدت قدر متفائلة جدًا وهي تمسك قلمها وتكتب بروايتها الجديدة.. عيناها تومض ببريق رومانسي حالم وكأنها هاجرت عبر الزمن الى عالم الحكايات والأساطير العاطفية.. روايتها الجديدة كانت تمثل حكايتها بريس تقريبًا.. فالرواية تتحدث عن فتاة أحبت ابن صديق والدها الوسيم.. وهذا الرجل تتهافت النساء حوله فيزداد غروره بنفسه.. وخاصةً بعد ان تعترف هذه الفتاة اكثر من مرة بعشقها له عسى ان يشفق على قلبها ويبادلها على الأقل كلمة حب واحدة.. ولكن في كل مرة تفعل يستحقرها اكثر ويصيح بها بكونها غير محترمة واذا استمرت بأفعالها هذه سوف يشكوها الى والدها ليعيد تربيتها من جديد.. ومن شدة الاهانات والرفض المكرر تستسلم الفتاة وتقرّر نسيانه.. خاصةً بعد ان سمعت انه يحب فتاة ما ويرغب بالزواج بها.. وفي خلال هذه الفترة تقرّر الفتاة ان تسافر الى خالتها التي تقطن في أمريكا لتتابع دراستها هناك.. وهناك يعجب ابن خالتها بشخصيتها وبجمالها..
وصلت قدر الى هذا الحد بروايتها.. وهنا تمسك قلمها وتكتب بتفاؤل.. لا يهم اذ كان النصيب سيحالف الفتاة ام لا الا انها ستواصل دربها.. وبالرغم من ان قدر محتارة بتحديد نهاية الرواية.. الا انها عازمة على جعل نهايتها تناسب نهاية حكايتها بريس فهي اقتبست الفكرة من حبها الأليم لريس..
توقفت قدر عن الكتابة فجأة وهي تبتسم كمراهقة صغيرة عرفت لتوها ان الشاب الذي تحبه يغار عليها..
تقلّبت على السرير وهي تتذكر كيف اعادها ريس الى منزل مها لتأخذ سيارتها بعد جنونه التام الذي أسعدها للغاية.. أكثر ما يريحها انه انفصل عن تلك الوقحة رغد الا انها لم تظهر اي رد فعل على وجهها لريس غير الرفض والقوة..
“تذكري يا قدر انني لا أهدد فقط.. انا أنفذ.. وليس من صالحك ابدًا ان تخوضي الحرب ضدي”
كانت هذه كلماته الأخيرة لها قبل ان تنزل من سيارته.. ولتغيظه أكثر تجاهلته قدر وكأنها تسخر منه.. الا انه لم يمل وهو يتبعها بسيارته الى ان تأكد من وصولها الى منزلها سالمة ثم بعد ذلك فقط حرّرها من مراقبته لها..
في الواقع هي تدري ماذا بإمكان ريس ان يفعل لرامي وتعرف انه سينفذ تهديده ولكن لذهولها التام لا تأبه.. لأول مرة تجد نفسها غير مبالية.. فعلى ما يبدو انها اعتادت تشاجر ريس مع كل رجل يقترب منها ولم تعد تشفق.. وخاصةً ان رامي السمج يستحق كل ما سيناله من ريس لأنه لا يُطاق..
طرقات خفيفة على باب غرفتها اخرجتها من ديمومة الذكريات التي تنحصر حول ريس فسمحت للطارق بالدخول وهي متأكدة انه سند..
دخل سند بإبتسامة دافئة على ثغره لتنهض قدر وتعانقه فيضحك ويقول:
– ها قد غبتِ بعض أسابيع فقط وإشتقتِ اليّ الى هذا الحد.. ماذا ستفعلين اذًا عندما تتزوجين؟
إبتسمت قدر بشحوب ثم تنهدت وقالت:
– إجلس حبيبي لنتكلم.
قعد سند قبالتها على سريرها ثم سألها وهو يتأملها بتفحص اثار توترها:
– قدر.. هل تحبين ريس؟
اومأت قدر بتنهيدة خجول:
– انتَ تعرف ذلك مسبقًا سند.. فمشاعري نحوه كانت مكشوفة للمعظم وفقًا لمَا أظن.
– ولكن ريس لا يناسبك حبيبتي.. هو لا يستحقك.
قال سند بجدية وهو يحاول ان يطمس انفعالاته فقدر ليست بفتاة صغيرة بل قريبًا ستبلغ الخامسة والعشرين عامًا.. ومن حقها ان تمنح قلبها لمن تريد ولكنه يخاف عليها ان تُكسر، خاصةً لأنها تحب الشخص الذي لا يستحقها ابدًا..
إبتسامة شاردة ارتسمت على ثغر قدر وهي ترد:
– أعرف حبيبي سند.. ولا تقلق انا الآن أعرف مصلحتي جيدًا.. اذا كان ريس حقًا لا يستحقني فسأسحق قلبي وأواصل دربي.
نظرت اليه وتابعت:
– فقط اريدك ان تثق بي سند وان تعرف انني من المستحيل ان أفعل ما قد يحزن عائلتي.. ابدًا.
ربت سند بنعومة على وجنتها لتبتسم له بحب.. إنتبهت قدر الى الحزن المدفون في مقلتيه فسألته بآسى:
– ألم ترضى بعد؟
تنهد سند بوهن:
– ستفعل قريبًا.. ما مرت به جهاد ليس بقليل.. كادت ان تفقد روحها بسببي.. وانا كنت كالمجنون غيرتي تغشي بصيرتي من ذلك الحقير حمزة.
– حمزة!! هل تقصد صديقك حمزة؟
تمتمت قدر بتعجب فعقد سند حاجبيه وهتف:
– لا املك صديقًا أسمه حمزة.. ومن اين تعرفينه؟
– رأيته عدة مرات وأخبرني انه صديقك.. وطلب مني ان أوصل سلامه اليك ولكنني نسيت.
ردت قدر بتوجس وهي تتطلع الى ملامح سند الغاضبة.. فشتم سند بعصبية شديدة وهو يوثب عن السرير ثم هتف:
– هذا اللعين الكاذب لا حل معه.. اياكِ والإقتراب منه مجددًا يا قدر.. حسابه معي كلّما يكبر.
اومأت قدر بخوف ليخرج سند بغضب أشوس، متوعدًا لحمزة بحقد شديد..
*****************
عقد ياسين حاجبيه وهو يراها تتحدث بهاتفها بعصبية واضحة.. تارةً تكوّر قبضتها الصغيرة.. وتارةً اخرى تقضم شفتها السفلى بطريقة مؤلمة له ولها..
فضوله الشديد لمعرفة سبب غضبها جعله ينهض عن مكتبه ويتوجه الى مكتبها..
طرق الباب المفتوح ليجعلها تنتبه الى وجوده فإكفهرت ملامح وجهها وهي تقول قبل ان تنهي المكالمة:
– سنتحدث بعد ان اعود الى المنزل.
نظرت نرمين الى ياسين بغضب تجاهد للتحكم به ثم هتفت:
– ماذا تريد سيد ياسين لتدخل الى مكتبي بينما اتحدث بالهاتف؟ ألم يكن بإمكانك الإنتظار ريثما انهي المكالمة؟
– صراخك أزعجني فأتيت لأعرف سبب غضبك هذا.
رد ياسين بسخرية فزمت نرمين شفتيها:
– كان بإمكانك ان تسأل من مكتبك بما ان باب مكتبي وباب مكتبك مفتوحان.
– لا أحب التحدث عن بعد.
غمغم ياسين بعجرفة فتشدقت نرمين بتهكم قبل ان تقول بنبرة جادة:
– أخرج.. ولا تدخل الى مكتبي مجددًا.
تغاضى عن طلبها منه وهو يدنو منها فعقدت نرمين ذراعيها حول صدرها وهتفت بإصرار:
– أخرج.
– لا.
همس ياسين بعناد وهو يقف قبالتها تمامًا.. يحدق بعينيها القويتين بحدقتيه الماكرتين..
عقدت نرمين حاجبيها بتفاجؤ حينما رفع ياسين يده وتحسّس بها وجنتها.. وتلقائيًا تراجعت الى الوراء وهي تصرخ به بشراسة غريبة:
– أخرج! أخرج يا ياسين حالًا والا سأترك العمل!
تغضن جبينه وهو يرفع يديه بإستسلام:
– اهدأي يا نرمين.. لم أفعل لكِ اي شيء يستدعي صراخك!
لم يقدر ياسين ان يبقى بعيدًا عنها وهو يراها كيف تلتقط انفاسها الثائرة بصعوبة كلبؤة تمّ طعنها فتجاهد لتتمالك نفسها كي تفرّ هاربة وتنجو بحياتها.. إقترب منها بخفة ثم همس برقة وهو يتأملها بعينين شغوفتين:
– انظري اليّ نرمين.. انا لن اؤذيك ابدًا فأخبريني ما خطبك.
تطلعت اليه نرمين بضيق شديد قبل ان تجرّ قدميها لتجلس على الأريكة الوثيرة القريبة منهما.. وبإختناق أوجعه غمغمت نرمين وهي تحيط وجهها براحتيها:
– اكره الرجال! أكرهكم جميعًا! فلا تقترب مني مجددًا.
عقد ياسين حاجبيه بحيرة وهو يجلس بجانبها ثم بنعومة ابعد يديها عن وجهها وتساءل بجدية:
– لماذا يا نرمين؟ لماذا تكرهين الرجال؟ بماذا أذوكِ؟
إستوطن الحقد حدقتيها وهي ترد بقوة عجيبة:
– لأنكم خائنين.. لأنكم لا تقدّرون الأنثى.. لأنكم تركضون وراء رغباتكم كالكلاب.. لأنكم تلعبون بمشاعر الأنثى.. لأنني لم ارى اي رجل منكم مختلف.. كلكم من نفس الطينة.. اكرهكم اكثر مما تتخيل!
– ولكن ليس كل الرجال متشابهين.
هتف ياسين بجدية تامّة لتبتسم نرمين بحقد مؤلم:
– بلى، كلكم متشابهين.. وأحقركم أبي الخائن وشقيقي فؤاد الذي يعتقد انني قد اسمح له بالعبث بحياتي!
انتصبت واقفة فجأة وهي تردف بجمود:
– ها قد أخمدتَ من لهيب فضولك قليلًا وعرفت جزءًا من اسباب كرهي للرجال فغادر واتركني لوحدي.
– أعدك انني سأنتشلك من دوامة الأفكار المظلمة التي تحيط بعقلك.. وسأغيّر فكرتك كليًا يا نرمين.
قال ياسين بهدوء ووعيد قبل ان ينهض ويخرج من مكتبها لتبتسم نرمين بسخرية مريرة وتهمس:
– ستثبت لي انك مثلهم تمامًا.. أعرف ذلك جيّدًا.
*******************
لم يتفاجأ حمزة كثيرًا برؤية سند الذي هجم على مقر عمله بغضب واضح.. وقف حمزة ببرود مثير للإستفزاز وهو يرمق سند بإستخفاف في حين هتف الآخر بعصبية:
– ماذا تريد من قدر؟ كيف تجرؤ وتتحدث معها؟
إبتسم حمزة بتهكم ليباغته سند بلكمة جعلته يرتد الى الوراء قبل ان يزمجر بشراسة:
– ابتعد عن امرأتي واختي والا قسمًا بربي العظيم سأقتلك.. قدر وجهاد خط أحمر.. هل فهمت؟
ازال حمزة قطرات الدماء التي سالت من شفتيه ببرود ثم هتف بعينين مظلمتين:
– عليك ان تُطلّق جهاد.. انت لا تستحقها!
مجرد حديثه عنها أفقد سند صوابه ليهجم عليه بغيرة وحشية وحقد شرس.. لم تصيب هذه المرة قبضة سند وجه حمزة لأنه ابتعد سريعًا وباغته بلكمة قوية.. لعن سند وهو يهجم عليه مرة اخرى فدفعه حمزة بقوة ليقع سند على الارض وقبل ان يهم سند بالنهوض كان حمزة يجلس فوقه يكيل اليه اللكمات بوحشية.. هاجت اعصاب سند عضبًا ليقلب حمزة على الارض فجأة ويضربه بغلٍّ شديد بينما يطلق السباب والشتائم من فمه..
لم يفصلهما عن بعضهما الا اخ حمزة “يعقوب” الذي دخل ليبعد سند عن حمزة قسرًا فتناله بعض اللكمات منهما.. رشق سند حمزة بنظرات محتدمة وهو يهدر:
– انا اهددك يا حمزة.. إبتعد عن كل ما يخصني.. إبتعد لأبقيك سالمًا.. وصدّق انك ابدًا لن تقدر لي ولعائلة الجايد فإبتعد لتنجو بنفسك.
ابتسم حمزة بلؤم وهو يبعد اخيه من امامه ثم قال:
– لا تهدد كثيرًا يا سند.. فلا انت ولا كل عائلة الجايد الذي تتكلم عنها تقدر ان تمسني بضررٍ بسيط حتى.
– ابتعد عن كل من يخصني.
هتف سند وهو يصرّ على اسنانه ليطق حمزة عنقه ببرود ويقول:
– جهاد أمانة عندي من قبل امها المرحومة.
– وانا لا اراك تستحق هذه الأمانة.. فها انت تشوّه حياتها فقط لا غير.
– لأنني بدأت أعجب بها.. وانا أحق بها منك.. وما اعرف عنها لا يعرفه احد غيري.
ابتسم سند بجمود، محاولًا ان يتمالك اعصابه وقال قبل ان يستدير ويغادر:
– ايّ كان ما تعرفه عنها لا يهمني.. فقط ابتعد عنا وكف عن الاعيبك القذرة.
– سنرى.
غمغم حمزة بغموض فهتف يعقوب بحنق:
– متى ستترك هذه العائلة يا سند وتكف عن خوض المشاكل معهم؟ هذا يكفي.. انت لم تعد صغيرًا.. وانظر الى وجهك كيف صار.
ابتسم حمزة باستهزاء:
– لا تقحم انفك بهذه الأمور وإذهب الى والدك.. لا بد انه يحتاجك!
– لا تنسى ان يكون والدك انت ايضًا.
قال يعقوب بجدية فهتف عمر بإستخفاف:
– والدك انت فقط.. انا ليس لدي أب!
*****************
نظر عمر الى شقيقه سيف بسخرية.. منذ عدة ساعات وهو يتحدث بالهاتف مع فتاة ما.. لأول مرة يرى شقيقه يتحدث بالهاتف مع فتاة ما.. ومن تكون هذه الفتاة الآن لن يعلم الا بعد انهاء سيف المكالمة..
بعد نصف ساعة تقريبًا انهى سيف المكالمة ليسأله عمر بتهكم:
– من هذه التي تتكلم معها منذ ساعات؟
ابتسم سيف وهو يرد بفخر:
– هذه حبيبة صديق لي.. تشاجرت معه وانا اصلح بينهما الآن واقنعهما بالعودة الى بعضهما.
رفع عمر حاجبه الأيمن بسخرية وهو يهتف:
– انت؟! سيف! تصلح بينهما!
– آجل، ولا تتدخل كثيرًا يا عمر بشؤوني الخاصة.
قال سيف بضيق فتمتم عمر بذهول:
– شؤونك الخاصة! يبدو انك قد كبرت يا ولد واصبحت تعرف كيف تتحدث!
– عمر!
زمجر سيف بحنق فقهقه عمر بخبث:
– هل تحب احداهن يا ولد؟
– عمر اذهب وتسلّى بشخص غيري.
هتف سيف بعصبية ليضحك عمر ملئ شدقيه:
– اخرج من البيضة اولا وبعد ذلك إعشق.
تجهم وجه سيف وهو يخرج من غرفته، متجاهلًا كلمات عمر المثيرة للإستفزاز ليضحك عمر قبل ان يخرج هاتفه من جيبه ويتصل بلونا التي اجابت سريعًا بلهفة:
– عموري! هل اشتقت الي بهذه السرعة؟
– لا.
اجابها عمر ببرود لتعبس وتتساءل:
– اذًا لماذا اتصلت؟
– لأخبرك انني اريدك ان ترافقيني غدًا الى مكان ما.
رد عمر بجفاء لتزم لونا شفتيها وتسأله بغيظ:
– الى اين سيد عمر؟
– غدًا ستعرفين والآن وداعًا.
قال عمر قبل ان ينهي المكالمة فزفرت لونا وهي تفكر بطريقة ترضيه بها لأنها تجاوزت حدودها بأفعالها الطائشة كما قال عمر لها..
في اليوم التالي..
ابتسمت لونا بشغف لعمر الذي اتى ليأخذها من العمل ثم صعدت الى السيارة وغمغمت:
– اشتقت لك عموري.
تفرست حدقتاه بما تتأزر بشبه ابتسامة راضية.. حيث كان ترتدي سروالًا اسود وقميص احمر وفوقه سترة سوداء بينما شعرها الأحمر مرفوع الى الأعلى بهيئة ذيل حصان قصير للغاية.. بإختصار شديد ملابس لا تحدد تفاصيل جسدها كمثل التي ترتديها عادةً..
انتبهت لونا الى نظراته فهتفت بلهفة:
– هل اعجبك ماذا فعلت بنفسي لآجلك؟
هزت عمر رأسه وهو يقول بعدم رضى:
– ليس بالشكل التام.. ولكن لن اتدخل كثيرًا الآن بثيابك.. فأنا سأفعل بعد زواجنا ان شاء الله.
– اريدك ان تفعل الآن عمر.
تمتمت لونا بعبوس فإبتسم عمر رغمًا عنه لتضحك هي الاخرى وتردف بإنشراح:
– الحمد لله، لقد إبتسمتَ.
حدجها عمر بغيظ لتتوسع إبتسامتها وتُحرّك حاجبيها له بإستفزاز محبّب فهز عمر رأسه ينفض تأثيرها عليه قبل ان ينطلق بسيارته نحو المجمع التجاري..
بقيت لونا طيلة الطريق صامتة على غير عادتها فألقى عمر نظرة عليها ليزم شفتيه بإستغراب وهو يراها شاردة تنظر من نافذة السيارة بشرود..
بعد ما يقارب النصف ساعة كان عمر يركن سيارته بموقف السيارات التابع للمجمع التجاري..
نزلت لونا من السيارة دون ان تنبس ببنت شفة ليستفحل قلق عمر وارتيابه بما انها لم تسأل عن سبب احضاره لها الى هذا المكان..
امسك عمر يدها فجأة وهو يسألها بتوجس:
– ما الأمر معك؟ ما الذي حدث فجأة حتى تبقين صامتة؟
– لا شيء.. انا فقط افكر.
ردت لونا بإبتسامة بسيطة فقال عمر بتجهم:
– بماذا تفكرين يا لونا؟ تبدين مختلفة اليوم.
– لم يحدث اي شيء يا عمر.. انا فكرت فقط ان اتغير لأن تصرفاتي صارت تزعج البعض.
همست لونا بهدوء فإنقبض قلبه بحزن ثم سألها بإصرار:
– ما الذي حدث لونا معك في العمل؟
تبرمت لونا كالأطفال وكأنها على وشك الإجهاش بالبكاء:
– لقد تشاجرت مع المدير اليوم وقال لي انني اتصرف كطفلة ساذجة لا كشابة واعية.. وهددني انه سيطردني اذا بقيت بهذه الشخصية المنفرة.. وتلقائيًا فكرت بكَ.. انت ايضًا قد تتخلى عني بسبب شقاوتي ومشاكستي لك دائمًا.. ولذلك فكرت ان اتغير.
فقد عمر عقله وهو يرى دمعة تنحدر من عينها على خدّها فضغط على يدها بعصبية وهدر:
– هل انت حمقاء يا لونا لتبالي بكلمات مديرك الحقير؟ الا تعرفين ان جنونك هو سبب حبي لك؟ روحك الشقية المفعمة بالطاقة هي اكثر ما اعشقه بك.
اطلق عمر سراح ذراعها وهو يزمجر بغضب:
– امسحي دموعك قبل ان اضربك لتبكي حقًا كما يجب.. وذلك مديرك اللعين حسابه معي سيكون كبيرًا جدًا.
سرعان ما كانت لونا تبتسم ببهجة وهي تنفذ ما قاله عمر فمرّر عمر يده على وجهه بعصبية وقال بتهديد:
– دعيني اراكِ مرة اخرى تهتمين بتعليقات الناس السخيفة عنك يا لونا لأضربك فعلًا.
ضحكت لونا وهي تتشبث بقميصه بدلال ثم غمغمت بتنهيدة:
– على الرغم من انك همجي حتى بالطريقة التي تعبّر بها عن حبك الا انني احبك كثيرًا كثيرًا يا عمر.
ابتسم عمر شبه ابتسامة وهو يمسك يدها ويجرّها خلفه، قائلًا:
– اريد ان اشتري لك شيئًا اعجبني من هذا المجمع التجاري بما انني دعوتك على زفاف شقيقتي.
– لكنك لم تدعوني.
هتفت لونا بغيظ فإبتسم عمر بعجرفة:
– ها انا افعل الآن ولذلك احضرتك.
ثم توقف ليتأملها قليلًا وأردف:
– سأعرّفكِ على العائلة وبعد زفاف جهاد ان شاء الله سآتي انا وعائلتي لأطلب يدك للزواج بي.
إبتسمت لونا بخجل:
– اذًا لا بأس سأرافقك الى اينما تريد.
*******************
نظرت لين الى حفيدها ريس بتوجس.. تبدو على وجهه تعابير شيطانية هي خبيرة بها.. عيناه تومضان ببريق شرس عازم على نيل ما يريده قسرًا..
غمغمت لين وهي تتمعن النظر به عسى ان تستنبط افكاره الشيطانية:
– بماذا تفكر يا ريس؟ بأي مصيبة؟
ابتسم ريس وهو يتطلع الى جدته بإصرار:
– احتاج مساعدتك لينو.. اريد ان اتزوج قدر!
– هل تعتقد انهم سيوافقون بعد الفضيحة التي تسببت بها للبنت يا ريس؟
هتفت لين بإستنكار فأجاب ريس بقوة:
– انا اريد ان اتزوجها والا قسمًا بالله العظيم سأخطفها وأخفيها الى ان يوافقوا على زواجي بها.. وانتِ تعرفين جنوني يا زوجة ريس الجايد.
رفعت لين حاجبها بسخرية وهي تردد:
– زوجة ريس الجايد!
ثم استأنفت بتجهم:
– هل تهددني يا ولد؟
ضحك ريس قبل ان يرفع يدها ليقبّلها، قائلًا بحب:
– وهل اجرؤ يا أم الكون؟
تبرطمت لين قبل ان تتنهد وتغمغم جدية:
– قد تكون قدر لا تريدك.. إجعلها تغفر لك اخطاءك التي تسببت بها لها اولًا وبعد ذلك سأساعدك يا ريس.
– قدر تحبني وانا أحبها.. انتِ فقط إفعلي ما قلته لكِ يا لينو واتركي ما تبقى لي انا لأتصرف.
قال ريس بهدوء فزمت لين شفتيها قبل ان تهمس بغيظ:
– كل من يواجه مشكلة بزواجه من الفتاة الذي يحبها يأتي اليّ!
– من طلب مساعدتك ايضًا؟
تساءل ريس بتعجب فأجابت لين سريعًا:
– لا يخصك.. هيّا غادر قبل ان يعود جدك ويراك هنا.. فهو لا يطيقك وصار يتشاجر معي كثيرًا في الأونة الأخيرة بسببك.
ضحك ريس بشقاوة ثم غمز لها بخبث وقال:
– أحبك وانت خائف على مشاعر حبيب القلب بهذه الضراوة يا مطيع.
– غادر يا ولد!
زمجرت لين ضاحكة فقبّلها ريس بقوة على وجنتها قبل ان يغادر تتبعه ضحكات جدته المرحة..
***************
في صباح يوم زفاف سند وجهاد..
رمقت سيلين الكدمات التي على وجه سند بتجهم وهي تتمتم بحنق:
– ايّ عريس هذا الذي يكون وجهه في يوم زفافه مكدومًا؟ كيف ستلتقط الصور يا سند؟
ضحك سند وهو يقبّل جبينها قبل ان يرد بشقاوة:
– سأكون عريسًا مميزًا يا أمي بهذه الكدمات.. لذلك اهدأي ولا تقلقي.
– ارغب فقط بمعرفة من الحقير الذي تسبب بهذه الكدمات لك.
هتفت سيلين بضيق ليبتسم سند وهو ينظر الى قدر.. فحمحمت قدر وغمغمت بمشاكسة:
– أمي دعي العريس وشأنه اليوم.. فعقله ليس معنا.. يكفي الحمام المثير للسخرية الذي ناله من الشباب وهو بهذا الوجه.. وهيّا يجب ان ننزل فالناس تنتظرنا في الاسفل لنذهب ونحضر العروس اليه.
اومأت سيلين ضاحكة قبل ان تعانق سند وتخرج ليزفر سند بضيق وهو يتخيل رد فعل جهاد حينما ترى وجهه..
ابتسمت سيلين مرغمة عندما احاط ادهم ظهرها بذراعه امام الضيوف ثم مالت عليه وهمست:
– إبتعد عني ولا تلمسني.
– انا مضطر لفعل ذلك بما ان اليوم حفل زفاف ابنك.. فإبتسمي وانسي المشاكل التي بيننا اليوم فقط.
قال ادهم وهو ينظر اليها بجدية فإبتسمت سيلين بتهكم ثم هتفت بصوت عالٍ:
– هيّا لنذهب ونحضر العروس.
سحبت قمر قدر من يدها وهي تقول لناي:
– أمي.. انا سأذهب مع قدر.
هزن ناي رأسها بلا مبالاة ثم همست لآسر بإستهزاء:
– هيّا لنغادر نحن ايضًا فزوجتك تنتظرك.
***************
شهقت قدر حالما صعد ريس الى السيارة هو الاخر، قائلًا بمرح:
– مرحبا يا فتيات.. عليك ان تأخذيني انا ايضًا معك يا قدر بما انني لم احضر سيارتي.. وهكذا سأرى كيف تقودين.
زمت قدر شفتيها بحنق وهي ترمق قمر بلومٍ فقال ريس لقمر:
– انهضي واجلسي انتِ في الخلف.
– لا.. قمر ستبقى جالسة في الأمام.. واذ كان لديك مشكلة فبإمكانك ان تترجل من السيارة قبل ان انطلق.
هتفت قدر بجدية فإبتمست قمر بتشفي وهي تسمع ريس يرد:
– انطلقي يا مغرورة.. حسابك سيكون لاحقًا.
انطلقت السيارة الواحدة تلو الأخرى وسط صخب الزمامير فضحكت قدر وهي تضغط على بوق السيارة لتصدر هي ايضًا الزمامير..
علّق ريس بسخرية:
– صدعتِ لي رأسي بلهفتك هذه.
تجاهلت قدر الرد عليه فغمغمت قمر بتساؤل:
– متى ستذهبين الى صالون التجميل؟
– ستأتي الى المنزل واحدة من الصالون بعد ان نحضر جهاد.. فأنا لا أملك الكثير من الوقت لأذهب بنفسي.
ردت قدر بهدوء فهتف ريس:
– لا تدعيها تضع لك الكثير من مستحضرات التجميل فلا يليق بك.
– لم اطلب رأيك فلا تتدخل.
قالت قدر ببرود لتنفجر قمر ضاحكة:
– بووم! قصفت جبهتك يا ريس.
– لحسن حظكما اننا وصلنا.
قال ريس قبل ان يترجل من السيارة بغيظ شديد فإبتسمت قدر بمكر قبل ان تنزل هي الأخرى..
****************
في المساء..
ضغطت جهاد على يد سند وهي تسأله بهمسٍ غاضب:
– ألن تخبرني مع من تشاجرت؟
– لا.
رد سند ببرود لتمط جهاد شفتيها قبل ان تتمتم بإستهزاء:
– نليق ببعضنا الآن حقًا.. انتَ وجهك مشوّه وانا كلّي اعاقات بسبب الحادث اللعين!
إبتسم سند وهو يقرّبها منه اكثر ثم همس بأذنها بصوت اجش أقشعر له جسدها:
– الم اخبركِ مسبقًا كم انتِ جميلة؟ وانتِ بهذا الفستان الأبيض الذي ترتدينه لي تبدين اجمل بعدة مراحل.
– لا تحلم كثيرًا.
غمغمت جهاد بصوت مهزوز فإتسعت ابتسامة سند اكثر وقال:
– لنرقص نحن ايضًا.. فها هو شقيقك الوسيم يرقص مع تلك الفتاة التي احضرها فجأة دون خجل.
نظرت جهاد الى عمر الذي يرقص مع لونا وهو يتأملها بعينين عاشقتين على الرغم من غيرة والدتها الواضحة للعيّان.. ازدردت جهاد ريقها وهي تسير بصعوبة مع سند ليحيط ظهرها بيده وبالأخرى امسك يدها ليسندها بما انها لا تستطيع الوقوف على قدمها كثيرًا..
اخذ سند يحرّكها وهو يتأملها بحب أربكها لتخفض عينيها وتتشبث بقميصه أكثر فتتيح له تنشق عطرها كما يرغب..
همس سند وهو ينظر اليها:
– انسي كل ما بيننا لهذه الليلة فقط.. وبعد ذلك تدلّلي علي وانتقمي لغضبك مني كما تريدين يا روح وقلب سند.
ومضت الحيرة بمقلتيها فضمها سند الى صدره بقوة اكبر وهو يغمغم بصدق:
– أعشقك جهاد اكثر مما تتصورين.
رفعت جهاد رأسها بتردد ثم تنهدت وإبتسمت له دلالةً على موافقتها فإبتسم سند هو الآخر وهو يتوسمها بحدقتين لامعتين بعشق لا يمكن إنكاره..
*****************
وضعت رين يدها على بطنها وهي تنظر الى سيلا بخبثٍ فضربها آسر بخفة على يدها وقال:
– كفى يا رين.. ما بالك هذه الفترة على سيلا؟
– انظر اليها كيف تحدق بغيرة بهذه الفتاة التي احضرها عمر معه.. ها قد بدأت مسرحية الحماة والكنة.
غمغمت رين بحماس ليزجرها آسر:
– اهدأي يا رين وإكبري.
ضحكت رين بصوت عالٍ فرشقتها سيلا بغيظ وهمست لليث الذي يضمها:
– أنظر الى شقيقتك كيف تسخر مني يا ليث.
إبتسم ليث بخبث وهو يتطلع الى رين:
– دعك منها ومن بطنها الذي سيكسر الطاولة تقريبًا ولا تبالي بها.
ثم اضاف بذات الخبث وهو يمسك يدها:
– وانظري الى ابنك الذي وقع بعشق هذه الفتاة الحيوية.
حدجتاه الإثنتان بنظرات غاضبة فقهقه غيث بإستمتاع وعلّق:
– ستبقى خبيث طيلة حياتك.
غمز له ليث بعبث فإبتسم غيث لتقول ناي وهي تنظر الى ريس ولين:
– لا احد سعيد بقدر خالي ريس.. انظروا اليه كيف يرقص مع خالتي لين وكأنه شاب صغير.
– ما شاء الله.. الله يسعدهما.
قالت حور قبل ان تنظر الى زوجها بحب وتسترسل:
– هكذا سأكون ان وزوجي ان شاء الله في المستقبل.
ابتسم لها آسر بحنو بينما هتفت رين بخبث:
– حور.. هل تتذكرين عندما قلتِ ذات مرة انك تريدين الزواج بليث؟
تخضبت وجنتا حور بإحراج وهي ترد بغيظ:
– من الأفضل لك ان تخرسي يا رين كي لا اخبر الجميع عن غباءك الذي كنتِ عليه.. وخاصةً عن افعالك السخيفة.
تعالت قهقهاتهم بينما ترمق سيلا ليث بتهديد وهي تهمس:
– جرِّب ان تضحك يا ليث على سخافة أختك وأعدك ان تنام خارج غرفتنا اليوم.
– حاضر حبيبتي.. لن اضحك.
غمغم ليث بانصياع لتقول رين بإستهزاء:
– ليرحم الله تلك الأيام الذي كان بها ليث يخيف الجميع.
– والله يرحم الأيام التي كنتِ تموتين بها خوفًا من ليث.. هل تتذكرين يا رين؟
هتفت سيلا بحنق لتتعالى ضحكاتهم مرة اخرى بصخب بينما يقول غيث لليث:
– منذ متى هناك عداوة بين زوجتك واختك؟
هزّ ليث كتفيه بقلة حيلة ليهتف آسر بعد ان وكزته رين ليدافع عنها:
– لا تتحدثوا عن رين والا ستلد وتدمر زفاف سند وجهاد بصراخها.
تجهمت لين بينما علّقت حور ضاحكة:
– اعانك الله على هذا الإبتلاء آسر حبيبي.
*****************
لم يأبه ريس بالنظرات التي تلاحقه وهو يتأمل قدر بحبٍ وانبهار.. فستانها كان طويلًا لونه أزرق فاتح دون أكمام.. وشعرها كان مرفوعًا الى الأعلى بتسريحة بسيطة.. اما زينة وجهها فكانت بسيطة جدًا كما يحب وكما يناسبها تمامًا..
إبتسم ريس بغرور وهو يقترب منها لتحدجه بإستخفاف لا يناسبها اطلاقًا قبل ان تنادي على أوس:
– خالي أوس لنرقص.
إستجاب أوس بإعجاب الى مكر ابنة شقيقته بينما رشقهما ريس بنظرات غاضبة فإبتسمت عدن وهي تزلف منه، قائلة بشقاوة:
– لنرقص نحن ايضًا.. بماذا جدك افضل مني ليرقص مع فتاة جميلة ويتركني لوحدي؟
ضحك ريس وهو يجذب جدته بخفة الى ساحة الرقص ليرقص معها.. وبمكر مال ريس على جدته وتساءل:
– جدتي انت تعرفين كم أعشقك.. اليس كذلك؟
– قل ماذا تريد؟ هل تريد ان اخذ جدك من قدر لترقص معها يا وقح؟
هتفت عدن بمشاكسة ليقهقه ريس ويرد:
– أحبك حينما تفهمين ما اريد دون ان اطلب.
ضحكت عدن قبل ان تأخذ اوس من قدر بمهارة فإبتسم ريس وهو يقترب من قدر، مغمغمًا:
– تبدين جميلة.
– شكرًا.
ردت قدر ببرود ليبتسم ريس بغموض ويقول:
– لم اراك كثيرًا هذه الأيام وبالتالي لم تعرفي آخر الأخبار.
تطلعت اليه قدر بحيرة فأردف ريس بإبتسامة لئيمة:
– ممم.. ماذا كان اسم ذلك الأحمق؟ اجل رامي عويدات.
عقدت قدر حاجبيها بتوجس فتابع ريس بتسلية:
– هذا الأحمق انتهى.. بَح!
– ماذا؟!
تمتمت قدر بتعجب فقهقه ريس بفخر:
– هذا الطفل المسكين في المستشفى.. يده مكسورة ا
تلم تعرفي؟
– همجي ولن تتغير!
علّقت قدر بيأس ليبتسم ريس ويقول:
– قريبًا ان شاء الله سيُقام ايضًا حفل زفافنا انا وانتِ.
– بالتأكيد لن اوافق.
هتفت قدر ببرود قبل ان تتركه وسط ساحة الرقص وتتوجه نحو المراحيض النسائية.. فلعن ريس بغيظ وهو يتبعها لترفع قدر ظهرها بخيلاء وهي تسير وكأنها لا ترى اي شخص امامها.. كأمها تمامًا!
امسك ريس يدها قبل ان تفتح باب الحمام فطالعته بعض النساء ليبتسم لهن ويقول:
– سوف أراكن ان شاء الله مجددًا في حفل زفافنا.
وبخفة جذب قدر الى المصعد القريب من الحمام لتهتف قدر بعصبية:
– اتركني يا ريس والا سأصفعك!
زفر ريس وهو يدفعها الى داخل المصعد ثم سرعان ما كان يثبت ذراعيها على جدار المصعد بيديه ويقول:
– قدر اسمعيني.. انا أعتذر على كل اذى تسببت لكِ به.. انا.. انا حقًا أحبك ولكنني احمق لم اعرف الا متأخرًا.. ارجوكِ وافقي على الزواج بي.. وانسي الماضي!
————————
يتبع..