رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي
الفصلالرابعوالثلاثون
وصلت سيارات جاسر أمام الفندق…نزل جاسر من السياره وسريعاً دار حول الباب الأخر ليفتح لأميرته المدللة الباب…أمسك كفها برفق سحبها للخارج برقه ثم تأبط ذراعها وسار بها مرفوع الرأس…شامخ الهيبه…وقلب قد أعلن توبته…سارت هى معه تأوهت بخفوت فـ إنتبه إليها جاسر وقال بقلق
جاسر:مالك يا حبيبتي
نظرت له روجيدا وقالت بـ إبتسامة:لا أبداً الجزمه وجعتلي رجلي ومش قادره أمشي عليها
جاسر بخبث:تحبي أشيلك
ردت روجيدا سريعاً وقالت:لالا..أنا هقدر أمشي
شهقت روجيدا فزعاً عندما وجدت قدميها في الهواء…فقد حملها ذلك الذئب…وبعفويه لفت يديها حول عنقه…بينما قال جاسر بمرح
جاسر:أنتي لسه هتتكلمي…أنا بنفذ من غير ما أخد رأيك
روجيدا وقد زاغت عينيها على المتربصين بهما:جاسر..الناس بتبص علينا
جاسر بلا مبالاه:عادي هو أنا بعمل حاجة غلط
كانت نظرات المحيطة بهم متسلطة عليهما دفنت روجيدا وجهها في صدر جاسر حتى تتحاشى النظرات…بينما إبتسم جاسر وسار واثق الخطى…يضم رأس حبيبته إليه ثم قال معابثاً
جاسر:يا سلام لو تفضلي كدا
رفعت روجيدا رأسها حانقه على كلامه الذى يهدر به لا الوقت والمكان مناسبان لهذا العبث..فقالت تلك المحرجة بحنق
روجيدا:جاسر…حرسك وراك يسمعونا
جاسر ببرود:ما يسمعوا..إنتي مراتي هو أنا شقطك..
عقدت مابين حاجبيها وقالت:يعني إيه دى؟؟
قهقه جاسر بقوة ثم قال:لا إنتي محتاجه دروس كتيره عشان تتعلمي اللغه
قالت روجيدا بسخريه:ماشي يا بتاع اللغة
كان جاسر يصر وبشده على مشاكسه تلك العنيده سواء بكلماته..أو أفعاله..وأه من أفعال ذلك المشاكس…كانت تثير حنقها وبشدة..أنزلها جاسر أمام الغرفه فقد ابى أن ينزلها حتى فى المصعد رغم إلحاحها بالنزول…ولكن أيأبى؟؟ بالطبع جاسر الصياد ذو الرونق العالي..الذي لا يخضع لقوانين..دلفت روجيدا إلى الداخل..لترى مشهد قد أزهل عينيها…مره أخرى يفاجأها هذا اللعين بمفاجأت غير متوقعه بالمره
فكان الجناح الخاص بهما مزدان بـ إحتراف شديد حيث إمتلأت بالأزهار الملونه صفراء وبيضاء..ورديه وبالطبع الكثير والكثير من الورود الحمراء…البالونات المملوءة بغاز الهيليوم منها المعلق بالهواء ومنها المترامى على الأرض ولكن أكثر ما خطف أنفاسها..وجعل قلبها يطرب فرحاً..ودموعها تنهمر بشده هو تلك العبارة التي كُتبت على أحد حوائط الغرفه..كُتبت بحرفيه وخط عريض “بعشقك يا أحلى ماما فـ الدنيا”…إلتفتت إليه وهى تضع يدها على فمها وعيناها مغروقتين بالدموع…بينما هو كان يضع يديه في جيب بنطاله ويطالعها بنظرات حب…فقالت هى بسعاده
روجيدا:أعمل فيك إيه؟
فتح لها ذراعيه..فركضت هى ترتمى بأحضانه وقالت بحب
روجيدا:بحبك…بحبك
دفن جاسر وجهه في عنقها وقال:وأنا بعشقك..أنا عديت مراحل العشق من زمان
ورجيدا وهى تشدد من إحتضانه:مش هسيبك أبداً..أوعديني متسبنيش أنت كمان
جاسر وهو يستنشق عبيرها:مش هسيبك أبداً…مش هسيبك إلا على موتي
حملها جاسر وسار بها ناحيه الفراش…زادت ضربات روجيدا خوفاً مما هو قادم..أنزلها جاسر ووضعها على الفراش…إزادت خوفاً فلم تستطع أن تخفي تلك العلامات التى إرتسمت على وجهها…لاحظ جاسر نظراتها فم يشئ أن يهدم كل ما وصل إليه حتى الآن…بادلها بنظرات مطمأنه…وقال
جاسر:متخافيش يا حبيبتي…عمري ما هعمل حاجة تأذيكي
لم ترد عليه روجيدا بينما تابع جاسر
جاسر:عاوزك تثقي فيا ماشي
أماءت برأسها ثم قالت بـ إبتسامه:ماشي
ترك قبله حانية على جبينها أغلقت هى عينيها إثر تلك القُبلة…إبتعد جاسر عنها ثم قال
جاسر:قومي يلا غيري هدومك عشان ننام
روجيدا بطاعة:طيب
إبتسم جاسر إبتسامة غريبه لم ترتح لها روجيدا فقالت بتوجس
روجيدا:مش مستريحالك
جاسر ببراءة مصطنعة:هو أنا عملت حاجة..طب دا أنا غلبان
نظرت له روجيدا بنصف عين:ياخوفي منك
جاسر بغمزة:ثقي فيا..
ضحكت روجيدا على أفعال زوجها الطفوليه ثم سارت بـ إتجاه الخزانة وسط نظرات زوجها الخبيثه…وما كادت أن تفتح الخزانة حتى شهقت فزعه وتسربت إلى وجنتها حمرة خجل..نظرت روجيدا بحده ناحيه جاسر..الذي ما أن رأها حتى إنفجر ضاحكاً ملئ فاه فقالت روجيدا بغيظ
روجيدا:إيه دا
جاسر وهو يتصنع البراءة:إيه
روجيدا وهى تشير ناحيه الخزانه:دا
جاسر وهو يشرأب بعنقه حتى لمح الملابس فقال ببرود:هدوم
روجيدا بـ إستنكار:والله
جاسر:أه والله
روجيدا وهى تنظر للملابس بسخط:هى دي هدوم…فين هدومي
جاسر وهو يخلع جاكت الحُله خاصته:لسه مش نضيفة…يعني مهانش عليا أسيبك من غير هدوم
روجيدا بسخريه:هى دى هدوم
جاسر بمرح:أه
نفخت روجيدا بغيظ ثم سحبت ملابس من الخزانه…أكثر ملابس محتشمة…وقالت بحده
روجيدا:أنا داخلة أغير
جاسر بمزاح:طب ليه ما أنتي مش عجباكي الهدوم
نفخت روجيدا غيظا ثم دلفت إلى المرحاض أغلقت الباب..ثم همت بخلع ملابسها حتى أدخل جاسر رأسه وقال بغمزة
جاسر:مش محتاجة مساعده
روجيدا بغضب:إطلع يا جاسر
جاسر بمرح:هفتحلك السوسته بس
أمسكت روجيدا عبوة سائل إستحمام و ألقتها بوجهه..ثم إتجهت ناحيه باب المرحاض وأغلقته…وعلى وجهها إبتسامة محبه
فى الخارج كان جاسر على وشك الإنفجار ضحكاً من زوجته…ولكنه سعيد بشده…حمد الله كثيراً لتحسن الأحوال بينهم…وإستعاده ثقتها المسلوبة..التى سلبها عنوة…تذكر ما حدث فحزن بشده وعنف نفسه قائلاً
جاسر:غبي…غبي
قاطع تعنيف نفسه صوت هاتفه الذي صدح في جيبه أخرجه ثم نظر للمتصل وقال
جاسر:ألو..
الشخص:أيوة يا باشا
جاسر:ها إيه الأخبار
الشخص:مفيش جديد يا باشا غير إنه راح القريه إمبارح
عقد جاسر مابين حاجبيه وقال بتساؤل:ليه
الشخص:معرفش بس كان واقف قدام فيلا مدحت بيه
جاسر وهو يهز رأسه بـ إستنكار:مش ناوي يجيبها لبر…حمدي عاوز جاسر الكلب دا ميحسش بحاجة إعمل اللي بيقوولك عليه وخلاص
حمدي بطاعه:عنيا يا باشا..ولو فيه جديد هقولك…بس هو يعني..آآآ..
جاسر بنفاذ صبر:إيه يا بني
حمدي بتوتر:هو…حضرتك عارف هو عاوز إيه
أراح جاسر ظهره للخلف وقال ثم قال بمكر:امممم…يعني إنت مش عارف يا حمدي
إبتلع حمدي لعابه وقال:أنا بس بتأكد يا باشا..أصلي مش هعرف أتصرف
جاسر بتفهم:متخافش عرفني بس تحركاته…وأنا هزود الحراسه على سامح ومراته
حمدي:ماشي يا باشا..هوقعه فـ شر أعماله
جاسر بنظرات تحمل القساوة:أنا ناوي أحميه من على وش الأرض
سمع صوت باب المرحاض يُفتح…فقال جاسر بعجالة
جاسر:طب أقفل دلوقتي
أغلق جاسر الهاتف..ثم سلط نظراته على القادمه نحوه..ولم يكد ينظر إليها حتى أبهره منظرها الرائع…حيث كانت ترتدي منامه من اللون الأزرق…مكونة من هوت شورت أزرق وبادى ذو حمالات رفيعة من اللون الأزرق أيضاص ولكن بدرجة أفتح
إبتلع جاسر لعابه بصعوبة وظلت نظراته متعلقه بها…نهض جاسر عن الفراش وإتجه ناحيتها وقال بصوت خافت
جاسر:مش هقدر ع كدة…
روجيدا وقد تسربت حمره خجله لوجهها الأبيض:ليه
ملس جاسر على وجنتها وقال بهيام:عمرك شوفتي الجنة ع الأرض
روجيدا بخجل:لأ
جاسر وهو يقبل وجنتها:أنا بقى شايفها دلوقتي
إبتعدت روجيدا وقالت بتوتر:مش..مش هنام بقى
ضحك جاسر وقال:ماشي هدخل أغير وأجي
أخذ جاسر ملابسه وإتجه ناحيه المرحاض…بينما جلست روجيدا على الفراش منتظرة جاسر…وما هى إلا دقائق حتى خرج جاسر…كان يرتدى بنطال قطني من اللون الكحلي وتيشيرت من اللون الأبيض ضيق فـ أبرز عضلات صدره وبطنه…توجه ناحيه الفراش وقال لها
جاسر:إتأخرت؟
هزت روجيدا رأسها بلا فتابع هو
جاسر:مش يلا
روجيدا بخوف:يلا؟..يلا إيه
قهقه جاسر وقال بمزاح:مخك راح فين يا قليلة الأدب
عقدت ما بين حاجبيها وقالت:أومال قصدك إيه
جاسر وهو يتمدد:ننام يا حبيبتي
زفرت بـ إرتياح وقالت:ماشي يلا
أغلق جاسر الأنوار..تمددت روجيدا بجانبه…ولكنها أحست بيده تجذبها من خصرها ناحيته وقال بعتاب
جاسر:متناميش بعيد عني…متخافيش مني والله ما هاجي جمبك..عاوز أحس بنفسك بس..مش عاوز أكتر من كدا
روجيدا بـ إبتسامه:حاضر
أحاطها من خصرها بقوة ثم وضع رأسها على صدره وحدثها قائلاً
جاسر:روجيدا!!
روجيدا:نعم
جاسر بخوف:لسه بتخافي مني..أو مش بتثقي فيا
هزت رأسها بنفي فزفر بـ إرتياح…ثم قال لها بحنو
جاسر:مش قادر أتخيل إني هكون أب كمان كام شهر
روجيدا بسعادة:ولا أنا
جاسر وهو يمسد على شعرها:ربنا يخليكوا ليا
ضمته روجيدا بقوة وقالت:ويخليك لينا يارب
وضع جاسر ذقنه على رأسها قبلها من رأسها مطولاً ثم غطا في ثبات عميق…
في قرية الصياد
بفيلا مدحت السيوفي
في صباح اليوم التالي وبعدما أعلنت شمس مصر الشروق…ولكنها ظلت مختفيه خلف الغيوم التي تهدد بهطول أمطار
فاقت نادين إثر مداعبه الشمس لوجهها…نظرت للهاتف فوجدت رسالة من زوجها تحمل النص الآتي
“حبيبتي..أنا جاي بكره عشان أخدك القاهره…خلاص أنا قربت أخلص السنة..وهنبدأ نشتري حاجات لبيتنا..بحبك”
إبتسمت بسعادة فـ أخيرا سينتهي العام الدراسي…وسيتزوجا…نهضت بنشاط ثم توجهت للمرحاض تنعمت بحمام دافئ…خرجت ثم أبدلت ملابسها لفستان يصل إلى ركبتيها من اللون الأسود..ذو حمالات عرسضة وحزام أحمر…نزلت إلى أسفل وجدت والدها ووالدتها يجلسان لتناول الفطور…توجهت ناحيتهما وقالت
نادين:صباح الخير
مدحت/أمال:صباح النور يا حبيبتي
أمال:تعالي عشان تفطرى
نادين وهى تسحب كرسي:منا هفطر..هو أنا محتاجه عزومه
هز مدحت رأسه مستنكراص وقال:مش ناوية تبطلي لماضة
نادين وهى تضع قطعه التوست بالمربى في فمها:تؤ
أمال بمرح:ربنا يعين سامح
أبتلعت نادين ما بفهما وقالت:صحيح سامح هيجي بكره عشان نجيب حاجات لبيتنا
مدحت وهو يرتشف من كوب الشاي:ماشي…
أمال:بس متتأخروش
نادين بخبث:من عنيا
فهمت أمال بنرة أبنتها وقالت:ياخوفي يا بدران
نادين ببراءة مصطنعة:هو بدران عمل حاجة
نظر لها مدحت وقال بتحذير:نادين أسمعي كلام ماما
نادين بعبوس:طيب
تناولا فطورهم وسط مزحات نادين وضحكات مدحت وأمال…ولكن شعرت الأخيره بعد إطمئنان لذاك المشوار…فقالت في نفسها بخوف
أمال:أستر يارب من المشوار دا..قلبي مش مطمن…
عودة مرة أخرى لتركيا
تململت روجيدا في الفراش…فتحت عينيا ثم ما لبثت حتى أغلقتهم مره أخرى وأخذت ترمش بعينهيها حتى إعتادت على الإضاءة وفاقت..رفعت رأسها لجاسر فوجدته مستيقظاً وينظر لها بحنو فقالت هى بـ إبتسامه
روجيدا:صباح الخير
جاسر وهو يقبل جبينها:صباح الفراولة…
روجيدا وهى تحاول التملص:طب يلا نقوم
جاسر:تؤ خليكي فـ حضني
ضحكت روجيدا وقالت:طب الأستاذ اللى جوه دا جعان
جاسر وهو يملس على وجنتها:ودي تفتني..
أشار لها على الطاوله وقال بحب
جاسر:طلبت الأكل من شوية…
روجيدا وهى تقبل وجنته:مش عارفة أقولك إيه
نزعها من أحضانه وقال:متقوليش..إنتي تاكلي
نهض جاسر ثم أحضر الطعام ووضعه على الفراش وقال بحب
جاسر:يلا كلي
روجيدا:وأنت
جاسر وهو يمسك شريحه من القطعه الجبن الرومي ويضعها على قطعه التوست:هاكل لما تاكلي
روجيدا بعناد:مش هاكل إلا لما تاكل معايا
جاسر بصوت أمر:طب كلي الأول
روجيدا:آآ…
قاطعها جاسر وقال:ولا كلمة
بدأ جاسر في إطعامها بكم كبير…ولكنها كانت تختلس بعضاً من الطعام وتدسه في فمه…كان فطور فى غاية الرومانسية…تغزل جاسر في روجيدا وأغدق عليها بالحب والحنان…تنعمت روجيدا في هذا الفطور بدلال لم تراه من قبل..أنتهى كلاهما من الفطور
ثم قال جاسر:يلا عشان هنخرج
روجيدا بتساؤل:هو إنت معندكش شغل
جاسر بمكر:تؤ
روجيدا بجديه:بتكلم جد
جاسر وهو يمسك يدها:مفيش أصلاً شغل..أنا جايبك هنا نقضي شهر العسل
جحظت عيناها من المفاجأة وقالت بمرح
روجيدا:يعني كنت بتشتغلني
جاسر وهو يومئ برأسه:أينعم
روجيدا:رخم
جاسر بحب:بس بيعشقك..إحنا معملناش فرح فقولت لازم نعمل شهر عسل هو مش شهر شهر بس أهو تغيير جو..بس أوعدك في أقرب وقت هنسافر فـ كل حته
روجيدا بسعاده:ولو يوم أنا مبسوطة
نهض جاسر وقبل وجنتها ثم قبله بجانب شفاها الورديه…وقال
جاسر:طب يلا عشان هنتفسح
روجيدا بحماس:طيب
نهضت روجيدا وقاما كلاهما بتبديل ملابسهما…نزلا إلى أسفل متشابكين الأيادي..وعلى وجهيهما إبتسامة…كان جاسر يتحدث مع روجيدا حتى سمع صوت أنثوي ينادي عليه
الصوت:جاااسر
إلتفت جاسر لمصدر الصوت حتى جحظت عيناه من الصدمة وقال بدهشه
جاسر:إنتي……………