رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي
الفصلالحاديوالعشرون
وعدتك أن لا أحبك ….ثم أمام القرار الكبير …جبنت ..
وعدتك أن لا أعود ..وعدت
وعدتك أن لا أموت إشتياقا …ومت ..
وعدت مرارا ..وقررت أن أستقيل … مرارا ..
ولا أذكر أني إستقلت
ترددت عباره جاسر على مسامعها…وقعت على أذنها كوقع الصاعقه…شُلت أعضاء التفكير..عجز اللسان عن الرد…أرتعاش جسدها ليس خوفا ولكن عشقاً بل هُيام به…ولكن أوليس الماضى دائماً كان عائقاً لإكمال حياتها…
لاحظ جاسر ترددها وهو يعلم لماذا فقطع السكون وقال برزانه
جاسر:أنا مش عاوز منك رد دلوقتى عارف إنى إقتحمت حياتك بطريقه غلط و…
قاطعته روجيدا وقالت:جاسر أنا كنت مخطوبه قبلك…
لم يتكلم جاسر فتابعت هى
روجيدا:والماضى مأثر عليا جدا
جاسر بتصنع عدم الفهم:إزاى يعنى؟
قصت له روجيدا ماحدث معها مثلما حكى يحيى ولكنها أستثنت بعض الاشياء التى لم يعلمها احد
أبتسم جاسر وكاد قلبه يطير فرحاً لأن فريسته – كما أعتاد تسميتها- وثقت به وحكت كل شئ يخصها ثم قال بهدوء
جاسر:قبلك ميهمنيش حد يا روجيدا صدقينى
روجيدا بحزن:جاسر أنا لسه بعانى من اللى حصل
جاسر وهو يمسك كف يدها ويحتضنه:وأنا مش مستعجل وهستناكى تحبينى
أبتسمت روجيدا وقالت بمرح:بس هو ايه اللى حصل لجاسر الصياد ها ايه اللى خلاك رومانسى كدا
رفع جاسر كف يدها وقبله ثم قال بحب:أنتِ
روجيدا بدهشه:أنا؟!!
جاسر وهو يومئ برأسه:أينعم
روجيدا وهى تضع يدها على خصرها:إزاى بقى
تنهد جاسر وقال:مش عارف بس اللى أعرفه إنى بقيت عاوز أشوفك ديما..بقيتى شغف بالنسبالى…بقيتى شاغله تفكيرى كله مش جزء بس
أبتسمت روجيدا بـ إستحياء بينما أكمل جاسر بمزاح
جاسر: مش عارف روجيدا أفندى بيتكسف إزاى
رفعت أحد حاجبيها بـ إستنكار وقالت بحده:والله
قهقه جاسر وقال:خلاص يا ستى متزعليش أوى كدا
نفخت روجيدا وقالت بجديه:جاسر عاوزة أسأل سؤال محيرنى من زمان أوى
جاسر:أسألى يا ستى
روجيدا بجديه:فاكر الراجل بتاع المخزن جوز البنت اللى أسمها سكتت قليلا تفكر ثم قالت فجأه وهى تطرقع ب أصابعها…أه خضره عملت فيه كدا ليه
ضحك جاسر بملئ فاه وقال:يااااااه بقى هو دا السؤال
روجيدا:أه
جاسر:طب والمفروض أجاوبك ليه
قطبت حاجبيها وقالت:عشان مراتـ… قطعت جملتها لتقول مره أخرى…أعتبرها لعبه صراحه
جاسر بتفكير:موافق
روجيدا:ها يلا ليه
جاسر:عشان خانى
روجيدا بعدم فهم:إزاى يعنى حد يقدر يخون جاسر الصياد
جاسر:كان بينقل أسرارى لعيله الهوارى وكمان بيشتغل شغل مشبوه فـ قريتى
روجيدا بتساؤل:طب هو فين هو وعيلته
جاسر:مشيتهم من القريه
روجيدا:بس هيعيشوا منين دول غلابه
أبتسم جاسر وقال:أنا قاسي أه بس عمرى ما كنت ظالم وخاصا أنه معاه عيال
أبتسمت روجيدا فـ جاسر يتخطى دائما توقعاتها بالرغم من قدرتها على فهم الأشخاص بسهوله ولكن جاسر كما يُقال “لكل قاعده شواذ” فهى لم تفهمه مطلقاً…وتخشى أنها لن تستطيع ولكنها تأمل…ثم تسائلت
روجيدا:طب عملت معاهم إيه
رفع جاسر حاجبيه وقال بـ إستنكار:دا تحقيق شكله
روجيدا ببراءه:والله أبدا مش أنا قولت دى لعبه صراحه…يلا بقى جاوب
تنهد جاسر ثم قال:قولتله يروح القاهره ومن هناك خليت حد معرفه يوظفه من غير أما أطلع فـ الصوره…ها أرتحتى
أماءت روجيدا رأسها بقوة وهى تكاد تلمس النجوم من فرط سعادتها فحقا قد يكون قاسي ولكنه ليس بظالم فمن تجرع الظلم لن يُسقيه لغيره…
بينما أكمل هو متسائلا:طب ليه أنتى ضربتيه فـ دراعه يعنى أنتى بتضربى نار كويس فـ ليه؟؟
أبتسمت روجيدا لتُجيب بثقه:عشان كنت عارفه أنك مش هطلعه سليم…وعشان مكنتش واثقه فيك ساعتها مكنتش أعرف هتعمل إيه فيه
نظر لها مطولا لتسأله
روجيدا:بتبصلى كدا ليه؟
جاسر وهو يتعمق بنظره:معجب ياستى
روجيدا بخجل: بجد ليه
جاسر:والله معجب بذكائك…لأنى كنت فعلا ناوى أأذيه جامد يعنى ألعن من مجرد إصابه فـ دراعه
روجيدا وهى تتفاخر بنفسها:شوفت بقى
جاسر وهو يسحبها ليتسطحا على الفراش:أه شوفت ويلا ننام
خجلت روجيدا من فعلته وجرأته التى تزداد ولكن لم يكن بيدها حيله هى تعشقه ولكن يجب التخلص من الماضى سريعا…
مضى اليومان سريعا ما بين مداعبات جاسر لروجيدا ومغازلاته الجريئه…وخجل روجيدا وقلبها الذى هام بجاسر عشقاً…أما هو فهام بها أكثر وأكثر…
ذهبت روجيدا مع جاسر الى شقته بالقاهره بأحد البنايات الشاهقه الخاصه بالطبقه المخمليه كانت ذات ذوق رفيع والوان مبهجه تجمع مابين الاخضر العشبى والليمونى والاثاث من اللون الفضى والابيض ذا طابع حديث كما انها واسعه بدرجه مرعبه تحتوى على صالون كبير وغرفه أستقبال ومطبخ واسع من الطراز الإيطالى وممر له درجات قليله يؤدى الى خمس غرف غرفه كبيره ملحق بها مرحاض خاص بها لا يقل مساحه عن باقى أجزاء الشقه وأربع غرف صغيره نسبيا ملحق بهم أيضا مرحاض…
أما عن أهل روجيدا فقد أوفى جاسر بوعده وقام بحجز طائرته الخاصه لكى يعودوا الى الولايات المتحده فى سريه كما طلبت
مرت ثلاث أيام ظلت تتردد ممرضه لكى تهتم بروجيدا وجاسر يهتم بأعماله ولم ينسى محبوبته فكان لها النصيب الاعظم من الاهتمام
جاسر:روجيدا أنا جيت
ركضت روجيدا وقالت بـ إبتسامه:أخيرا أنا قربت أزهق
أبتسم جاسر وأحاط خصرها وقال:وأدينى جيت اهو ثم مرر نظره وقال…أومال فين الممرضه
روجيدا وهى تشيح بيدها:سربتها
جاسر بـ إندهاش:سربتيها؟؟ ليه
روجيدا وهى تزم شفتيها دليلا على ضيقها:نكديه كدا ومش بتتكلم وأنا بصراحه حساها زى الروبوت كدا (الانسان الآلى)
قهقه جاسر وقال:طيب ياستى أنا عاوز أكل هموت من الجوع
أمسكت روجيدا يده وسحبته خلفها:تعالى انا لسه حاطه الاكل ع السفره ومستنياك
جاسر بمزاح:سيدى يا سيدى بتتصرفى ولا أكنك ست بيت بجد
عبست روجيدا بوجها وقالت بتذمر:وهو أنا مش ست بيت ولا إيه مش طول الفتره اللى فاتت وأنت بتاكل من إيدى
جاسر بمكر:وأنا أقول الاكل طعمه بيحلو ليه دا أنا فكرته من الممرضه
لكزته بشده فى ذراعه وهى تقول بغضب:أتلم يا جاسر
جاسر وهو ينظر لها:طيب ياست روجيدا
جلسا سويا يتناولان الطعام…حسنا بل هى من تتناول الطعام فقد كان جاسر يطعمها بيده ولم يأكل هو الا بضع لقيمات كانت هى تدسها فى فمه من الوقت للأخر…
بأحد الفنادق بشرم الشيخ
جلست نيره تبكى بشده لما أصابها وكلما نظرت لذلك الشئ الموضوع جانبها تبكى بشده ظلت تنظر له ثم أمسكته بيدها وقالت بين شهقاتها
نيره:ليه كدا مصطفى لو عرف هيموتنى
تذكرت مصطفى عندما نهاها عن الحمل…نعم أمسكت الأختبار الذى دل بالإيجاب…حدثت نفسها
نيرة بعزم:مش هخلى مصطفى يعرف دلوقتى خالص أيوة مش هعرفه أنا مش هتخلى عنك…
قالتها وهى تتحسس بطنها الصغير
دخل مصطفى فجأه فقامت بتخبأه الجهاز أسفل وسادتها…توترت نيرة كثيراً ولكن مصطفى كان شارداً فلم يلحظ ما بيدها لتسأله بتوجس
نيرة:مـ مصطفى مالك؟
لم يرد مصطفى عليها لتنهض هى عن الفراش وتتجه إليه ثم سألته مجددا
نيرة:مصطفى أنا بكلمك
أنتبه مصطفى عليها ورد بجمود:مفيش
أمسكت نيرة يده وقالت:لأ فيه
التفت إليها بحده ليجدها ترتدى قميص نوم عارى يظهر أكثر مما يُخفى لتتبدل نظرته من الحده إلى الرغبه..جذبها من خصرها بعنف لتصطدم بصدره بقوه وشدد هو على خصرها وقربها منه بشده حتى ألتصقت به تماماً وأخذ يقبلها بعنف شديد وشراهه…نزع عنها ملابسها وأتجه ناحيه الفراش هو لم يردها بل أراد جسدها ليفرغ شحنته
فعندما تحدث مع مارتن أخبره بأن سيده يريد الفتاه (روجيدا) بأسرع وقت….
عودة مره أخرى لشقه جاسر بالقاهره
جلسا على الاريكه أمام التلفاز لمشاهده فيلم ليقول جاسر
جاسر بتذكر:أه نسيت أقولك فى واحد صاحبى ومراته جايين بكره
روجيدا بـ إستغراب:ليه
جاسر بنبره عاديه:شغل كنت مأجله بسبب اللى حصل و هو جاى عشان نخلصه
روجيدا وهى تمئ برأسها:ماشى
جاسر:هما جايين ع الغدا إعملى حسابهم معانا
روجيدا:طيب
نامت روجيدا وهى تتابع الفيلم…أنتهى الفيلم بينما تمطع جاسر وهو يتجه ببصره ناحيه روجيدا وقال بنعاس
جاسر:روجيدا يلـ….
قطع حديثه عندما وجدها تغط فى نومٍ عميق إبتسم جاسر وقام بحملها ناحيه غرفتها ووضعها فى الفراش…كاد أن يذهب ولكنه تفاجأ بها تمسك يده وقالت بنعاس
روجيدا:خليك هنا نام معايا..
كان جاسر يعلم أنها ليست بوعيها ولكنه كان سعيداً جداً….تمدت جانبها وجذب رأسها على صدره وأحتضن خصرها بتملك قبل رأسها ثم نام بعمق….
فى صباح اليوم التالى تفاجأت روجيدا بوضعهم ولكنها عندما نظرت لجاسر وجدته نائم بهدوء تأملت ملامحه لتجدها جذابه…فشعره مشعث بطريقه عشوائيه ولكنها أحتفظت بوسامته…فتح جاسر عينيه فجأه ليجدها تحدق به فقال بخبث
جاسر:يا صباح الناس اللى بتبحلق
روجيدا بـ إرتباك:صـ صباح الخير
جاسر بمكر:كنت بتبصى عليا ليه
روجيدا بخجل: يوووه قوم بقى أنت أصلا إيه اللى نيمك هنا
رفع جاسر حاجبه ثم قال بشئ من المكر:أنتى اللى قولتيلى تعالى نام جمبى
روجيدا بدهشه:أنا؟
جاسر: أه أنتى أومال أمى
روجيدا:طب قوم بقى
جاسر:حاضر
وقبل أن ينهض أقترب بخبث ثم خطف زهره من بستان وجنتها الورديه ثم نهض وتوجه إلى المرحاض
بينما روجيدا ظلت مشدوهه مما حدث تحسست وجنتها بخجل ثم أردفت بـ إبتسامه
روجيدا:مجنون
تناولا فطورهما بسعاده فكان جاسر يُلقى النكات والمزحات..وطبعا لم تخلو من مغازلات جاسر الجريئه وبعض الحركات التى أغضبت روجيدا بشده
أنقضى النهار سريعا ليأتى موعد وصول الضيوف..كانت روجيدا بالمطبخ تعد ما لذ وطاب من الغداء والحلوى تفننت روجيدا فى صناعه الحلوى بالرغم أن عائله روجيدا فاحشه الثراء ولكنها كانت تفضل إعداد كل شئ بيدها
أتى صوت جاسر من الصالون ليحثها على القدوم..أتت روجيدا
جاسر:تعالى يا حبيبتي سلمى
تقدمت روجيدا ناحيه الصالون ولا تعلم لما دقات قلبها تعلو وأجتاح جسدها قُشعريره مخيفه..سارت بخطوات بطيئه مخفضه رأسها حتى دلفت إلى الصالون ليقول جاسر متفاخرا
جاسر:روجيدا مراتى
رفعت روجيدا رأسها لتُصاب بصدمه كبيره عندما رأت صديق جاسر ثم قالت بشهقه
روجيدا:مـ مصطفى؟!!
لتسقط مغشي عليها….