رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي
الفصل_العشرون
انتهى جاسر ورجاله من تعذيب جميع الموجودين…كان جاسر كالوحش الكاسر نسى انسانيته مقابل انتقام…انتقام!! بالطبع لا هو لم يبدأ بعد..
رمى جاسر السوط(الكرباك) أرضا وهو يتنفس بسرعه رهيبه وكأنه خرج توا من سباق للعدو…نظر للمتألم امامه وقال بهمس مربك
جاسر:اظن كدا كفايه عليك عشان تحرم تفكر ولو مجرد فكر انك تيجى على حاجه جاسر الصياد
جابر بنبره ضعيفه:هتندم يا چاسر
جاسر بتهكم:ورينى هتعمل ايه
خرج جاسر نظر صابر لملابسه وقال بدهشه
صابر:هو انت عملت ايه جوه
جاسر وهو يزفر سحابه رماديه:خدت حق مراتى
صابر:منا عارف بس ايه اللى عمل فيك كدا؟
نظر جاسر لملابسه فوجدها ملطخه بالدماء وقال بلا مبالاه
جاسر:عادى اهو دمه الـ***
صابر:هتعمل ايه دلوقتى
جاسر بنبره غامضه:خلى رجالتك يطلعوهم وورايا على المنيا
صابر بتوجس:هتعمل ايه
جاسر:هتشوف….
فى المشفى بالقاهرة
فاطمه:بصى يا روجيدا اللى هحكهولك دلوقتى جاسر ميعرفش انى قولته
روجيدا:ماشى
بدأت فاطمه بسرد ماحدث وما جعل جاسر يصل الى تلك المرحله
فاطمه:جاسر مكنش كدا قبل 10 سنين…كان طيب وشاب لسه ف بدايه حياته كان فاضله سنتين ويخلص جامعه ويبقى مهندس…ثم اكملت بحزن…بس اللى حصل وهو راجع من ايطاليا غير فيه حاجات كتير
انتبهت حواس روجيدا لما يُقال وقالت بـ إهتمام
روجيدا:ايه اللى حصل!!!
اكملت فاطمه بحزن:موت حسين قدامه
شهقت روجيدا فـ جاسر عانى ايضا مثلها بينما اكملت فاطمه
فاطمه:ومن اليوم دا وجاسر اتغير تماما
فلاش باك
فى مطار القاهره كان يقف رجل فى منتصف الخمسينات من عمره ذو شعر رمادى وجسم ممتلئ الى حد ما وطول فاره وبشره سمراء قليلا وعيون عسليه يبدو ان جاسر قد ورثها عن ابيه حسين
اخذ حسين ينظر لساعه يده الثمينه كل خمس دقائق وهو يزفر توترا وقلقاً
حسين:اووووف اتأخر ليه دا
وماهى الا ثوان حتى ظهر الوسيم الصعيدى كما لقبه ابيه واخذ يلوح لأبيه بيده وهو يركض ناحيته وصاح بنبره سعيده
جاسر:والدى…ازيك
قبل جاسر يد والده ومن ثم احتضنه فقال حسين معاتبا
حسين:كل دى غيبه يابنى
جاسر بـ إبتسامه:متقلقش يا والدى انا خلاص رجعت وهكمل دراستى هنا
حسين بسعاده:بجد
جاسر وهو يومئ برأسه:اها…اخبار الست فاطمه والقرد الصغير ايه
حسين:فاطمه مستنياك ع نار…وسامح كل شويه يقولى فين جاسر هو هيجى امتى
ضحك جاسر بخفوت وقال:مجبتوش معاك ليه
حسين بتوتر:ها.. لـ لا ملوش لزوم الطريق طويل وهو هيتعب
استشعر جاسر وجود خطب ما فقال بنبره قلقه:والدى.! هو فيه حاجه انا معرفهاش
حسين وهو يزدرد ريقه بتوتر:لا ابدا…يلا بقى عشان منتأخرش
رفع جاسر منكبيه بقله حيله وسار دون كلمه
وعلى حدود المنيا استشعر جاسر وجود خطب ما وان هناك سياره تلاحقهم فقال جاسر وهويلتفت خلفه
جاسر:فيه عربيه غربيه ورانـ…..
ولم يكمل جاسر حديثه نتيجه توقف السياره فجأه التفت جاسر لوالده ليرى نظره معلق على شئ ما امامه فالتفت جاسر ايضا ليرى سيارتان من الدفع الرباعى تغلقان الطريق ويقف امامهم رجال اقل ما يُقال انهم وحوش ضاريه فأجسامهم معضله بشده واطوالهم تتعدى الحدود الطبيعيه لاى انسان وملامح صارمه
جاسر وهو يدقق فى احدهم:الله مش الحج سليم جوز عمتى
ابتلع حسين لعابه بتوتر وقال:آآ…اه اه
جاسر بجديه:والدى..هو فيه ايه ايه اللى بيحصل
حسين بتحذير:خليك ف العربيه
جاسر:لا
حسين بنبره حاده:اسمع اللى بقولك عليه
ان قلنا جاسر قد تغير بعد الحادث فـ صفه العناد لم تتغير..لم يستمع جاسر لكلام والده ونزل فزفر حسين بضيق وقال
حسين:هو انت مبتسمعش الكلام ابدا
جاسر بجديه:هو يعنى اسيبك واقف مع دول قالها وهو يشير للرجال
تقدم المدعو سليم منهم بهيئه صعيديه وكذلك لنبرته وقال
سليم:الحديت(الحديث)ده مش هيخلص ولا اييه
حسين بثبات:عاوز ايه ياسليم
سليم:عاوز حجى يا حسين بيه
حسين:حق ايه دا ان شاء الله
سليم بتهكم:مرتى!! جصدى اللى كانت مرتى
جاسر بعدم فهم:قصدك ايه ياحج سليم
حسين:اسكت يا جاسر..هى مش السيره دى اتفضت واللى عندى قولته اخر مره
سليم:الحديت ده مياكولش معايا يا ولد الصياد لازمن اغسل عارى بيدى دى
حسين بصوت غاضب:انت اكيد اتجننت اسلملك اختى عشان تقتلها انت اكيد مجنون
سليم بنبره حاده:حسين بيه…انى مش عاوز الامور تتعجد بينا
حسين بعناد:اعلى م خيلك اركبه
سليم:يعنى دى اخر كلام عنديك
حسين:اه
سليم بخبث:يبجى متلومنيش فى اللى هيوحصُل
اخرج سليم مسدس وقام بتصويبه ناحيه جاسر الذى قابله بثبات رغم خوفه الداخلى الا ان لم يتحرك او يرمش له جفن..اما عن حسين فقد وقف امام ابنه لتصيبه رصاصه فى القلب مباشراً ليسقط على الطريق فاقدا حياته..جثى جاسر على ركبتيه وحمل رأسه وظل يصرخ
جاسر:والدى..والدى فوق الله يخليك لا هقول لامى ايه طب هقول لسامح ايه ليصرخ بعدها بصوت قد دوى صوته فى الصحراء الساكنه لتفزع الذئاب من هذا الصراخ وتبدأ فى العواء..لاااااااااا
نظر لسليم بحقد وقال:نهايتك على ايدى يا كلب
نظر له سليم بتهكم ثم رحل…
انتهى الفلاش
بكت روجيدا لما حدث فا هى الحادثه تتكرر وها هو المشهد يُعاد لتنزل الستار ويعلن انتهاء العرض
فاطمه والدموع بعينيها:وبعد العزا جاسر راح لعيله الهوارى وقتل سليم وسط اهله ومشى وقتها كان عامل زى الاله قتله وكان مستعد يقتل اى حد وبعدها شال الحمل ما بين دراسه وشركه وحمايه بيته
روجيدا بحزن:طب..طب وبعدين
تنهدت فاطمه بمراره وقالت:عيله الهوارى مسكتتش ولما جات عشان تقتل جاسر حصلت مناوشات بين العلتين ولما جابر جه يقتل جاسر واحده من الرصاصات جه ف سامح والتانيه جت فـ أيمن اخوه
روجيدا بتعجب:اخوه!! ايمن
فاطمه:اه
روجيدا بتساؤل:طب هو ليه مش بيجيب سيرته
فاطمه بحزن:مبيحبش حد يجيب السيره دى ابدا جاسر حمل نفسه الذنب
روجيدا:وبعدين
فاطمه:ايمن مقدرناش نلحقه مات قبل م يوصل المستشفى اما سامح لحقناه ودخل المستشفى وفضل فـ غيبوبه لمده شهرين
نكست روجيدا رأسها بحزن وقالت بأسى:جاسر ليه الحق يتغير كدا ويتحول للشخص دا
تابعت فاطمه الحديث ودموعها تنهمر:ابنى مات والتانى كان على النار والتالت بقى شخص تانى
روجيدا وهى تمسك يد فاطمه:هرجعلك جاسر هرجعلك الشاب اللى كان عنده 20 سنه
فاطمه وهى تربت على يد روجيدا الممسكه بها:بجد يابنتى
روجيدا بـ إبتسامه:بجد
قاطع حوارهم صوت هاتف روجيدا يعلن عن وصول اتصال من جاسر
روجيدا بـ إستغراب:دا جاسر
فاطمه:طب ردى
روجيدا وهى تضع الهاتف هلى اذنها:ايوة يا جاسر
جاسر:ايوة يا روجيدا عامله ايه
روجيدا:كويسه انت اتأخرت ليه
جاسر بجمود:شغلى هيتأخر واحتمال معرفش اجيلك
روجيدا بتوجس:جاسر انت فين
جاسر بـ إقتضاب:ف الشغل هكون فين
روجيدا:ليه حاسه انك بتكدب عليا
جاسر بحده:روجيييدااا متنسيش نفسك مش معنى انى عاملتك كويس واتساهلت معاكى تتكلمى بالاسلوب دا
روجيدا بحزن:اسفه يا جاسر شكلى اتعديت حدودى
جاسر بقسوة:اه وتانى مره متتكلميش بالاسلوب دا تانى
روجيدا والدموع تتلألأ فى عينيها الفيروزيه:طب هتيجى امتى
جاسر:ملكيش دعوة…مع السلامه
أغلق جاسر الهاتف دون سماع ردها..بينما ظلت روجيدا تحملق بالهاتف والدموع تـأبى النزول من عينيها
فاطمه:مالك يا بنتى
روجيدا بتنهيده:مفيش حاجه
فاطمه:متأكده؟
روجيدا:اه
فاطمه بتساؤل:تومال جاسر كان عاوز ايه
روجيدا بتوتر:آآ… قالى انه عنده شغل ومش هيجى
فاطمه:طيب بس فين والدتك
روجيدا:لما كنتى فـ الحمام اتطمنت عليا ودخلت تنام وانتى كمان يلا نامى الوقت اتأخر
فاطمه وهى تتثائب:اه طب انا هنام هنا
روجيدا بنفى:لا روحى نامى مع ماما فـ الاوضه التانيه مينفعش تنامى على الكنبه هنا
فاطمه:بس آآآ….
قاطعتها روجيدا:مفيش بس يلا
ابتسمت فاطمه وقالت:طيب يا حبيبتى تصبحى ع خير
ردت روجيدا الابتسامه وقالت:وانتى من اهله
خرجت فاطمه بينما ظلت روجيدا قرابه ثلاث ساعات تفكر بجاسر ولما تحول هكذا…ماضيه…كل شئ الى ان غلبها النعاس وهى تبكى….
على الجانب الاخر فى سياره جاسر
عاتبه صديقه صابر لما فعله مع زوجته وقال
صابر:ليه بس كدا يا جاسر عملت معاها كدا ليه
جاسر بدون تعبير:اهو اللى حصل
صابر:طب هتصالحها
نظر له جاسر نظره ناريه وقال بغضب:وانت مالك
صابر بتوتر:آآآ…. مش قصدى بس….
قاطعه جاسر:مبسش وبلاش كلام كتير احنا قربنا نوصل
وصلت السيارات الى حدود قريه اخرى ودخلت…بينما نزل جاسر من سيارته وهو يغلق ازرار حلته وزعق بصوت جهورى اجتمع الناس على اثره
جاسر:اللى يفكر يجى ناحيه جاسر الصياد تانى هيبقى مصيره زى كبيركم
اشار لرجاله لكى يجلبوه (جابر)اليه هو ومن معه ثم امسكه جاسر من فروه شعره بقسوة وقال
جاسر:كبيركم زى الكلب بين ايديا..اللى يفكر بس يعمل زيه هيبقى مصيره العن منه اتقوا شرى
ثم دفعه بحده ليسقط جابر على الارض ثم يتركهم ويرحل…قبل ان يركب سيارته قال لرجاله
جاسر:شوفوا شغلكم..عايز اشوف عاليها واطيها
جلس جاسر فى سيارته يتابع مايحدث حيث قام رجاله بهدم وحرق جميع بيوت القريه وكذلك المحلات والقهاوى الشعبيه وكل ما تطوله يدهم دون ضرب او قتل احد فقد نهاهم جاسر عن ذلك
بينما كانت تتابع والده و زوجه جابر مايحدث من شرفه القصر وزوجته تصرخ وتعوى لتزجرها والده جابر بغضب
والده جابر:سدى خاشمك(فمك)يامره…
سكتت زوجه جابر على زجره حماتها اياها بينما تابعت الاخيره مايحدث بثبات وقالت بتوعد
والده جابر:انت اللى بديت يا ولد حسين والابدى أظلم…هندمك ندم..
فى المشفى بالقاهره
تململت روجيدا على يد تداعب وجنتها وتربت على شعرها برفق لتلتفت وتتفاجأ بجاسر لتبعد يده بحنق وقالت بغضب
روجيدا:جيت ليه يا جاسر بيه
أبتسم جاسر ليثير أستفزازها وقال:ملكيش دعوة
روجيدا بضيق:تانى
جاسر:انتى اللى ضايقتينى وانا كنت متعصب
روجيدا بتذمر طفولى:تقوم تطلعه فيا
جاسر:معلش يا ستى وادى راسك ابوسها
تقرب من جبينها وقبله بحنيه لتبتسم روجيدا وما ان ابتعد عنها حتى عبست بملامحها مره اخرى ليتنهد جاسر ويقول بقله حيله
جاسر:طب اعمل ايه عشان متزعليش
روجيدا:قولى كنت فين
زفر جاسر بضيق وقال:روجيدا مقولنا كان عندى شغل
روجيدا وهى تعقد يديها امام صدرها:بجد
جاسر وهو يومئ برأسه:اه خلاص بقى
تنهدت روجيدا وقالت:خلاص يا جاسر
جاسر:يعنى مش زعلانه
ادارت روجيدا رأسها ولم ترد
جاسر:يبقى زعلانه سكت قليلا ثم قال..بس عرفت هصالحك ازاى
التفتت روجيدا لتعرف كيف سيصالحها بتتفاجأ بفعلته……
اقترب جاسر برأسه منها ليقبلها قبله سريعه اسفل شفاها السفليه ليبتعد ويرى خجلها وملامح الصدمه ليقول بخبث
جاسر:مممم لسه زعلانه
ليقوم بتقبيلها بجانب شفتيها مره اخرى ولكن بقبله طويله ليبتعد مره اخرى ويرها على نفس وضعيتها السابقه ولكن بحمره اشد خجلا ليعود بنبره امكر وهو يهمس امام شفتيها
جاسر:بعد دى هتصالحينى
مال جاسر بشفتيه لينهل من نهر عسل شفتيها…قبلها بشغف جامح…كانت تحاول ابعاده ولكنه يتعمق اكثر ولكما حاولت الابتعاد كانت يتعمق اكثر واكثر فلم يكن امامها سوى ان تبادله الشغف بشغفها…جماحه بجماحها…لفت يديها حول عنقه ليحصل ذلك اللص على عدد لا نهائي من القبل الساخنه التى يعشقها…بل انه يعشق صاحبه الشفاه الورديه…
اخيرا استطاع جاسر الابتعاد عنها ليرى تورم شفتيها اثر قبلاته…رفع نظره لعينيها ليراها مغلقه ليقول بصوت متهدج
جاسر:روجيدا!!
روجيدا وهى تفتح عينيها:امممم
التقت اعينهم ليضيع هو فى فيروز عينيها…تُهيم هى بعسل عينيه الجذابه…تبادل كلاهما النظرات ليقطع جاسر هذا السكون بقوله الصاعق والذى جعل القشعريره تدب فى جميع انحاء جسدها
جاسر:بحبك….