رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي
الفصلالتاسععشر
تلومني الدنيا إذا أحببتُه…كأني أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني على خدود الورد قد رسمته…كأنّني أنا التي للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته…وفي مياه البحر قد ذوّبته
كأنني أنا التي كالقمر الجميل في السماء قد علّقته…تلومني الدنيا إذا سمّيت من أحب أو ذكرتُه
كأنني أنا الهوى، وأمّه، وأخته….
نزار قبانى..
تضاربت مشاعر روجيدا مابين حب وخوف…هى تهاب تلك المشاعر التى اقتحمتها…هى تخشى ان تعيد تلك التجربه مره اخرى…فيكفيها ماضى ارهقه الجراح والالم…فكيف لها ان تنسى فمن احبته خذلها بكل ما يملك
كانت روجيدا تفكر كثيرا حتى اتى المساء….وسط شرودها اقتحم عزلتها والدتها التى ما ان رأتها بكامل عافيتها حتى ركضت تحضتنها وقالت بلهفه ولوعه ام..
جين:روجيدا حبيبتى الف سلامه
تأوهت روجيدا نتيجه اندفاع جين وقالت بتألم:الله يسلمك…بس براحه بالله عليكى
ابتعدت جين سريعا:اسفه يا حبيبتى اسفه
ابتسمت روجيدا وقالت:ولا يهمك ثم اكملت بعبوس…انتى ايه اللى جابك ينفع تتعبى نفسك
امسكت جين يدها وظلت تقبلها بدموع وقالت:ينفع..يعنى..مجيش اشوف..بنتى حبيبتى
ربتت روجيدا على يدها وقالت:بنتك حبيبتك بخير
كان جاسر يتابع ذاك المشهد وهو يبتسم فكانت حوريته سعيده بتلك المفاجأه البسيطه التى كانت لها اسبابها بالنسبه له
قاطعت فاطمه ذاك اللقاء الحار بين الام وابنتها وقالت بـ إبتسامه سعيده
فاطمه:روجيدا يابنتى الف سلامه عليكى يا حبيبتى
روجيدا:الله يسلمك يا طنط فاطمه تعبتى نفسك وجيتى ليه
فاطمه بعتاب:انتى بتقولى ايه عيب هزعل والله انتى زى بنتى واكملت بخبث..ومرات ابنى
خجلت روجيدا بشده فهى لم تستوعب بعد انها اصبحت حرم جاسر الصياد ذلك الذئب البشرى فى نظرها…بينما جاسر ابتسم لاحياء زوجته وقال
جاسر:طبعا انتى بقيتى مراتى
روجيدا بغضب مصطنع:متدخلش بينى وبين ماما ثم اخرجت له لسانها بطفوله
ابتسم جاسر ابتسامه ساحره جعلت روجيدا تسرح قليلا فى معالمه الجذابه والتى تزداد جاذبيتها ما ان يذوب الثلج الذى غلف قلبه فهى باتت تعلم جاسر ولو قليلا فخلف ذلك القناع الجامد طفل..ولكنه ينتظر من يساعده على اخراجه…
فاقت روجيدا على صوت جين وهى تقول بحنان
جين:يلا ياقلبى عشان تستريحى
اماءت روجيدا بالنفى وقالت:لأ انا لسه قايمه من النوم قبل م تيجى
تنحنح جاسر وقال:طب انا همشى بقى
رفعت فاطمه احدى حاجبيها وقالت بـ إندهاش:هو انت جايبنا عشان تمشى انت
جاسر بجديه:فى شغل عاوز اخلصه قعدت كتير…هشوف ورايا ايه وهرجع مش هتأخر
عبست روجيدا وقالت بنبره خجله:خليك يا جاسر هما..هما يومين وهخرج وبعدها روح شغلك براحتك
اقترب جاسر ثم قبل رأسها بعاطفه وقال وهو يضع يده على وجنتها
جاسر:مش هتأخر ساعتين بالكتير وهاجى ع طول
اما جين وفاطمه كانا يتابعان الموقف بـ إندهاش رهيب..ثم قالت جين بصوت خافت مستعجب
جين:هو ايه اللى بيحصل بالظبط
وضعت فاطمه يدها على الاخرى امام بطنها بحركه شعبيه وقالت بـ إستنكار
فاطمه:والنبى ياختى م اعرف
كاد جاسر ان يرحل الا ان روجيدا امسكت يده وقالت بخفوت
روجيدا:جاسر عاوزه اطلب طلب
جاسر:اطلبى
روجيدا بجديه:عاوزاك تخلى ماما وانكل يحيى يسافروا بكره
جاسر بنبره مستعجبه:يسافروا؟؟ ليه
روجيدا:عشان خاطرى اسمع الكلام وهفهمك
رفع جاسر منكبيه وقال بـ إستسلام:زى م تحبى
روجيدا بخجل:شكرا
جاسر:متقوليش شكرا انتى مراتى
روجيدا وقد احمرت وجنتيها وقالت بخفوت:طيب
جاسر بمزاح:و من امتى الكسوف دا ان شاء الله
عادت روجيدا لنبرتها الساخطه وقالت:جااااسر امشى
جاسر بـ إندهاش مصطنع:يا ساتر بتتحولى بسرعه..انا ماشى
ضحكت روجيدا وقال:مع السلامه
خرج جاسر فلحقت به فاطمه وندهت عليه بصوت عالى نسبيا
فاطمه:جاسر!!!
جاسر وهو يلتفت ناحيه والدته:ايوة يا امى
فاطمه وهى تتقدم ناحيته:رايح فين
جاسر:عندى شغل يا ماما
فاطمه:منا عارفه انه شغل بس فين يعنى
مسح جاسر على وجهه حتى لا يغضب ثم قال بضيق:ف الشركه يا امى
فاطمه بـ إستنكار:شغل برضو
جاسر بضيق قد بان على ملامح وجهه:هو تحقيق
فاطمه بحده:لا يا بيه مش تحقيق بس انا عارفه دماغك
جاسر:وايه اللى ف دماغى
فاطمه:بلاش يا جاسر
جاسر بحزم:ده كان طارى ودلوقتى بقى طار مراتى
فاطمه بشهقه:طاارك!! مش انت صرفت نظرك عن الطار دا
اظلمت عينيى جاسر بسواد قاتم…سواد قد تشكل فى فؤاده على مدار سنوات عده…سواد قد غلف كل انش فى جسده ليملأه بحقد كان له يد فى ما وصل اليه الان…
جاسر بنبره شيطانيه:ومين قال انى صرفت نظر
ادمعت عيني فاطمه بدموع:جاسر…بلاش دم انا اكتفيت
جاسر بجمود:مش هيرتاح بالى الا لما اخلص طارى
فاطمه بحزن:جاسـ….
قاطعها جاسر وقال:مش هرجع ف كلامى وعن اذنك بقى
تركها جاسر بجمود تحولت مشاعره فى لحظه…من مشاعر احبها هى ومن كانت سبب بها..الى مشاعر بغضها الى حد الموت..
كانت فاطمه تبكى بمرارة بما يحدث بإبنها البكرى ولكنها لن تسمح له بتدمير نفسه اكثر من ذلك يكفى الى ذلك الحد…هى تعلم بأى سلاح ستستخدم…نعم من دخلت حديثا الى حياته فهى رأت كم يتغير جاسر بمجرد وجوده بجانبها
دلفت فاطمه الى الغرفه واجمه لاحظتها جين و روجيدا فقالت جين بنبره قلقه
جين:فاطمه…مالك
فاطمه بـ إبتسامه باهته:مفيش يا حبيبتى شكل الضغط نزل شويه
روجيدا:طب ننادى ع الدكتور
فاطمه:لا مفيش داعى
جين وهى تنهض:لأ ازاى انا هروح اشوف دكتور واجى
فاطمه:لأ شويه وهبقى كويسه
روجيدا بعناد:لأ ازاى يعنى معلش ياماما روحى شوفى دكتور
نهضت جين سريعا وقالت:من غير اما تقولى انا رايحه اهو….
فى سياره جاسر
كان جاسر يقود السياره بوجوم وملامح مقتضبه وهو يتذكر احداث االماضى ولكن اقتحم ذاكرته وافكاره تلك البريئه المحطمه وذكرى قبلتهم الاولى حتى لاحت شبح ابتسامه على وجهه ولكن سريعا م انمحت تلك الابتسامه حينما تذكر ما حدث لها وكيف وصلت الى ذلك الحال..ومع ذلك لم تلومه او تحمله ذنب بل قابلته بـ إبتسامه اخر شئ كان يتوقعه من تلك العنيده ولكنها حقا تتخطى كل توقعاته…اخرجه من افكاره صوت هاتفه وهو يصدح..يعلن عن وصول اتصال من صديقه صابر
جاسر بنبره جامده:ها عملت ايه
صابر:يا ساتر ايه الدخله دى
جاسر بحده:صابر اخلص مش ناقص رخامه امك ع المسا
صابر بجديه:مالك فى ايه
جاسر وهو يزفر بضيق:مفيش يا صابر..ها عملت ايه
صابر جديه:كله تمام..الرجاله جبتهم ومستنينك عند المخزن اللى ع الصحراوى
جاسر بنبره خبيثه:حلو اوى انا ساعه واكون عندك…ثم اكمل جاسر:حد عرف انك نقلتهم
صابر بنبره واثقه:ولا الهوى متقلقش
جاسر بجديه:طيب اقفل و انا مسافه الطريق واكون عندك…
اغلق جاسر الهاتف وردد بصوت متوعد
جاسر:انتو اللى عجلتوا المقابله دى…بس ودينى م هعتق حد فيكم
عوده مره اخرى الى المشفى
تفرست روجيدا ملامح فاطمه وعرفت ان حدث صدام بين فاطمه وجاسر هو ما اوصل والدته الى ذلك الانزعاج…
روجيدا بهدوء:طنط فاطمه
فاطمه بشرود:امممم
روجيدا:مالك؟
تنهدت فاطمه بحزن وقالت:مفيش حاجه
قطبت روجيدا حاجبيها وقالت:مفيش ازاى..جاسر زعلك ف ايه
فاطمه بحزن:جاسر هيودى نفسه ورا الشمس
هوى قلب روجيدا الى قدميها وانتفض فزعا خوفا عليه وقالت بجزع
روجيدا:مـ ماله جاسر
ابتسمت فاطمه وقالت:بتخافى عليه
ارجعت روجيدا خصلات شعرها خلف اذنها وقالت بحرج:آآ.. مش بقى جوزى
فاطمه:بتحبيه يا روجيدا
فغرت روجيدا فاها وقالت بـ إنكار:هاه..لـ لا طبعا
ابتسمت فاطمه فقد فهمت بدهاء امرأه وغريزه امويه بحب بل بعشق روجيدا لابنها
فاطمه:يبقى بتحبيه
اخفضت روجيدا رأسها بخجل بينما اكملت فاطمه وقالت
فاطمه:انا عاوزة مساعدتك
ظهرت علامات الاستفهام على وجهه روجيدا بينما تابعت فاطمه حديثها
فاطمه:ها هتساعدينى
روجيدا بلا تردد:لو لمصلحه جاسر هساعدك
فاطمه بتأكـيد:اكيد لمصلحته
روجيدا بموافقه:يبقى موافقه
تنهدت فاطمه بـ إرتياح وقالت بجديه:يبقى لازم تعرفى عنه كل حاجه الاول….
على احدى الطرق الصحراويه والتى تبعد عن مدينه القاهره بمسافه مقبوله
BMW ترجل جاسر من سيارته الفارهه من النوع
ثم توجه ناحيه صديقه صابر والذى كان فى انتظاره
جاسر:ايه الاخبار
صابر بجديه:الرجاله جوه
جاسر:حد لمسهم
صابر بنفى:محدش لمسهم…كلنا مستنيينك
جاسر وهو ينظر ناحيه المخزن:طب واللى جوه
صابر بنبره خبيثه:هيموتوا من الرعب
جاسر بنبره شيطانيه:حلو بس انا مش عاوزهم يموتوا الموت هيرحمهم منى
ثم تحرك جاسر ناحيه المخزن وفتح الباب بهدوء مريب جعل من بداخله يرتعد خوفا..تقدم جاسر بخطوات هادئه حاده جعلت الرعب والفزع يدب فى اوصالهم بما فيهم الرجال الذى طلبهم جاسر من اجل خطته جثى جاسر امام جابر المكبل بسلاسل حديديه وقال
جاسر بنبره تشبه فحيح الافاعى:جه وقت الحساب يابن الهوارى
جابر بنبره ثابته رغم اهتزازها: هـ هتعمل اييه يابن الصياد
جاسر وقد اشار لاحد الحراس لكى يحمل جابر ويقيده بالحائط…
جاسر بنبره خبيثه:اللى كان لازم اعمله من زمان
ثم صدح صوت سوط(كرباك) وهوينزل بالهواء لكى يثير الرعب فى نفوسهم اكثر ليصرخ جابر ويقول بنبره خائفه متوعده
جابر:هتندم يا جاسر
جاسر وهو يمسك بفروة شعره بقسوة:ورينى هتعمل ايه يابن الـ*** اللى يجي على حاجه نخص جاسر الصياد يبقى جنى على نفسه بالموت
ليقوم جاسر بتمزيق ملابس وجاسر ليظهر ظهره العارى ويبدأ بالضرب بوحشيه وسط صرخات جابر ونظره جاسر المتشفيه…