رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي
الفصلالثامنعشر
انتبهت حواس جاسر لحديث روجيدا
جاسر:ازاى يعنى مش فاهم
تنهدت روجيدا وقالت بحزن:الموقف اللى حصل ف القصر فكرنى بوفاه بابا الله يرحمه
جاسر:الله يرحمه
روجيدا:كنت انا وبابا راجعين من حفله عيد ميلاد واحده صاحبتى كان تقريبا عندى 13 سنه
ضحكت بسخريه ثم قالت:تخيل طفله عندها 13 سنه تشوف موت باباها قدامها
فلاش باك
روجيدا بسعادة:البارتى كانت حلوة اوى يابابى
جمال بـ إبتسامه:كويس يا حبيبه بابى انك اتبسطى
اماءت روجيدا برأسها بقوة وقالت بطفوله:بص بقى انا عاوزة اروح الملاهى بقى بكره انا خلصت مدرسه وعاوزة اخرج شويه
شعث والدها شعرها بحنان وقال:عيون بابى ليكى..
ولكن لم يستمر هذا الحديث طويلا حيث قطعت عليهم ثلاث سيارات سوداء الطريق ثم اجبرتهم على الخروج…لينزل خمسه رجال ملثمين
ليتحدث احد الملثمين:اذا كنت خائف على حياه ابنتك يجب عليك النزول الان
روجيدا برعب:بابى هو…هو فيه ايه
جمال:متخافيش يا حبيبتى
رجل اخر:لا تتحدثوا العربيه
جمال:ماذا تريد
الرجل الاول:سيدى يريد توصيل رساله
ضاقت عينا جمال بشده وقال:مهما اراد سيدك انا لن انفذ له مطلبه
الرجل بتحذير:ستكون العواقب وخيمه
جمال بثبات:لا يهمنى
ابتسم الرجل بخبث ثم قال بفحيح شيطانى:اذا فلتودع ابنتك
وماهى الاثوان وكان احد الرجال يوجه مسدس ناحيه رأس روجيدا…انتفضت روجيدا فزعه وهى تبكى بشده وقالت بصوت متحشرج
روجيدا:بابى..
هدر جمال بصوته وقال:لااااااا روجيدا متخافيش يابنتى ثم وجه نظراته للرجل وقال..سيب بنتى وهنتفاهم
قال الرجل بنبره تهديد:لا ستبقى معنا وانت قرر ثم قال للرجال الاخرون..هيا بنا واحضرو الفتاه
ظلت روجيدا تصرخ وتتلوى…فأنتضفت جمال وهويقول بتوسل
جمال:دعوا ابنتى وشأنها وسأفعل ما تريدون
توقفوا عما يفعلو واستدار الرجل وقال:حسنا
جمال:ولكن اريد ان اودع ابنتى اولا
الرجل بنبره خبيثه:حسنا
ركض جمال امام ابنته واحتضنها بشده وقال
جمال:انا اسف يا حبيبتى
روجيدا ببكاء هستيرى:بابى مش تروح لمكان وتسبنى
جمال بأسف:انا اسف يا روحى
وقبل ان يذهب انحنى الرجل وقال بهمس اشبه بفحبح افعى:سيدى يريد حياتك ايها الابله(احمق)
وقبل ان يدرك جمال معنى الكلام كانت روجيدا تحدق بهلع ماذا حدث….
قام احدهم باخراج سكين كبير يشبه السيف الى حد ما وقام بقطع رأسه امام ابنته وتناثرت الدماء على وجهها…ظلت روجيدا تبكى وتصرخ بشده حتى انبح صوتها اثر الصراخ والبكاء…فتاه فى 13 من عمرها شاهدت ذبيح والدها وموته بأبشع الطرق امام عينيها وهو يحاول حمايتها هكذا اعتقدت ولكن المسكينه لا تعلم انها الاراده سابقا…(عذرا لقساوة المشهد)
انتهى الفلاش
كانت روجيدا تحكى الحادث ووجهها يسيل عليه الدموع وبشده تذكرت الحادثه وكأنها حدثت بالامس لم تنسى اعداداهم..او اجسامهم..او اى شئ يتعلق بذلك اليوم الاسود…
اما عن جاسر فكان يستمع وقلبه يعتصر الما على محبوبته فهو بات يعلم كسف عانت فى الماضى كثيرا اولا موت والدها وثانيا ذاك الحقير الذى استغلها…نهض جاسر عن موضعه واقترب ناحيه فراشها وجلس على اطرافه مد يده احيه ذقنها ثم رفعه اليه وبدأ فى ازاله الدموع وقال
جاسر:طول منا عايش دموعك دى مش عاوز اشوفها سمعانى
اماءت روجيدا بخفوت ثم سكتت
كاد ان ينهض جاسر ولكنها باغتته بإمساك يده وقالت بخفوت ممزوج بخجل
روجيدا:جاسر ممـ ممكن تفضل جمبى لحد م نام
ابتسم جاسر ولكن قلبه كان يتقافز فرحا فها هى تطلب منه ان يظل بجوارها ثم قال برزانه عكس حماسته
جاسر:طيب
كانت تظن انه سيجلس على طرف الفراش ولكن جاسر لن يدع فرصه اقتراب واحده وبرضاها دون ان يستغلها..حيث تمدد جانبها على الفراش ووضع يده تحت رأسها ووضعها على رأسه برفق حتى لا تُصاب بألم ومن ثم حاوطها من خصرها جيدا وكأنه اعلن تملكه لها..
ابتسمت روجيدا رغم رهبه الماضى الا ان جاسر اقتحهما بعجرفته وقسوته وتملكه بكل خصاله دون قيود بل وانها تشعر بالاطمئنان الغريب بمجرد وجوده بجوارها..
ناما كلاهما بسعاده وراحه وكأنهما لم ينعما بنوم طوال حياتهم الماضيه…
فى صباح اليوم التالى دلفت الممرضه لغرفه روجيدا لتتفاجأ بهذا المشهد لتشهق فزعه لنتفض كلاهما اثر شهقتها للتأوه روجيدا بألم عقب حركتها المفاجأه…ليقول جاسر بصوت قلق
جاسر:روجيدا انتى كويسه
اماءت روجيدا وهى تعض على شفتيها السفلى لكى تتحمل الالم
ادار جاسر رأسه للممرضه وقال بصوت غاضب
جاسر:اللى حصل دا مش هيعدى ع خير شوفتى بسببك حصلها ايه
امسكت روجيدا يده وقالت بصوت واهن:خلاص يا جاسر محصلش حاجه
جاسركمحصلش حاجه ازاى
روجيدا:خلاص بقى
جاسر بجديه:انا هطلع عشان تغيرلك ع الجرح وانا هكلم الدكتور واجى
اماءت برأسها وخرج جاسر مسلط نظراته الساخطه على الممرضه وقال بصوت امر يحمل الصرامه:لو عرفت انك وجعتيها اعرفى انه هيبقى اخر يوم ليكى ف المستشفى ثم تابع بنبره ساخره:والدنيا كلها…
خرج جاسر من الغرفه وذهب الى الطبيب
الطبيب:اتفضل يا جاسر بيه
جاسر:منا هتفضل
الطبيب:خير؟
جاسر:هقدر اخرج المدام روجيدا امتى
الطبيب بجديه:مقدرش احدد دلوقتى
جاسر:ازاى يعنى
الطبيب بنفس الجديه:يعنى لازم اشوفها الاول وحدد
جاسر:طيب…ثم نهض جاسر عن مجلسه ورحل
بأحد الفنادق بمدينه شرم الشيخ
نهض مصطفى عن فراشه وهو عارى الصدر نظر بجانبه لتلك القابعه ولا يستر جسدها سوى تلك الملاءه….بعد قليل استيقظت الفتاه وابتسمت
الفتاه:صباح الخير
نظر لها مصطفى وقال بسخريه:صباح النور
تركها ثم توجه الى الشرفه لكى يقوم بتدخين السجائر..اخذ نفس عميق ثم زفر تلك السحابه الرماديه…امدت ايادى انثويه لتحيط كفه التفت لها ليجدها تقف خلفه وتحيط جسدها بالملاءه وقالت بنبره مليئه بالدلال
الفتاه:مينفعش سجاير على الريق كدا
نظر لها مصكفى شزرا ولم يرد
الفتاه بحده خفيفه:جرى ايه يامصطفى انت بتعمل معايا كدا ليه
التفت مصطفى وقال بهدوء حاد:اسمعى يا نيره انتى عارفه حدود العلاقه بينا
نيره بغضب:علاقه؟؟ احنا متجوزين يابيه
مصطفى بنبره متهكمه:عرفى يا…يامدام
ابتلعت تلك الغصه العالقه فى حلقها وقالت بنبره حزينه:طالما مش ناوى تشاركنى اى حاجه اتجوزتنى ليه
مصطفى ببرود:عجبتينى يا نيره
نيره:انا راضيه بده بس ع الاقل حبنى حتى ربع حبى ليك
مصطفى بضيق:نيييره مش فايق للكلام دا
نيره بنبره غاضبه:كل دا عشان الست اللى انت مش عارف تنساها ولا لما مارتن قالك ان البيه بتاعه عاوزها ايه غيرت عليها
الان كشر مصطفى عن انيابه امسك شعرها بقوه حتى كاد يقتلعه من جذوره وقال بصوت هادر
مصطفى:لو جبتى سيرتها تانى على لسانك والله لكون قاتلك ورمى جثتك للكلاب…هزها بعنف ثم قال:سااامعه
اماءت برأسها عده مرات متأوهه بألم…دفعها بعنف على الارضيه تاركا اياها تبكى بحرقه ليدلف الى المرحاض ويصفع الباب بعنف خلفه….
عوده مره اخرى الى المشفى
طرق جاسر الباب بخفه ما ان سمع صوتها يسمح له بالدخول حتى دلف..اطل برأسه وقال بمرح
جاسر:حد خالع راسه
ابتسمت روجيدا:لا محدش خالعها وبعدين ثوانى يعنى ايه اصلا؟
ضحك جاسر وقال:دى حاجه كدا بنقولها لما بندخل زى استأذان كدا
اماءت روجيدا برأسها وقالت:اها ماشى
طرقت الممرضه باب الغرفه ودلفت لتقول بنبره دبلوماسيه وابتسامه على وجهها
الممرضه:مدام روجيدا يلا اتفضلى كلى عشان معاد الدوا
روجيدا:ماشى شكرا
جاسر:هاتى الاكل انا هأكلها
فتحت روجيدا عينيها على وسعهما وقالت بإندهاش:انت؟
جاسر بنبره عاديه:اه ان فيها حاجه التفت ناحيه الممرضه وقال:هتفضلى واقفه عندك هاتى الاكل واطلعى انتى
اطاعت الممرضه جاسر وضعت الاكل فوق منضده صغيره بجانب الفراش ثم دلفت للخارج
روجيدا وهى على نفس حالتها:جاسر انت بتتكلم جد
شمر جاسر اكمام قميصه حتى ساعده ثم نهض من مقعده وجلس على طرف الفراش وهو يحمل الطعام وقال
جاسر:جد الجد كمان
اخذ قطعه دجاج وقربه من فمها وقال
جاسر:افتحى بوقك
روجيدا:انت بتهـ…
لم يسمح لها بإكمال حديثها حيث قام بدس الطعام داخل فيها..قام جاسر بإطعاهما وكأنها صغيرته وليست زوجته…احساس جميل جعل كلاهما يذوبا كحبه لوز فى كوب حليب..كقطعه شيكولاته تذوب فى ظل مناخ شهر اغسطس…
روجيدا:اااااه خلاص مش قادره يا جاسر بالله عليك كفايه
جاسر:اخر معلقه
ردت روجيدا سريعا:لالالا ولا نص والله
لم يستمع لها جاسر وقرب الملعقه ناحيه فيها ولكنها امسكت يده وادارته ناحيه فيه وقالت برقه
روجيدا:طب كلها انت عشان خاطرى
امام نبرتها هذه لم يكن امام ذلك الذئب الى ان يتحول الى قط هادئ ويذعن الى طلبها
جاسر بعد ان ابتلع الطعام:احلى معلقه رز كلتها
روجيدا ببراءه:اه بصراحه المستشفى اكلها حلو
جاسر بلؤم:لا عشان من ايدك
ابتسمت روجيدا وقالت بخجل:مرسيه
قاطع حديثهم دخول الطبيب وهو يرسم ابتسامه على وجهه وقال
الطبيب:انا اسف بس انا هنا عشان افحصها
اماء كلاهما ودخل الطبيب من اجل فحصها وكان يشتعل غيظا وغيره بسبب ذلك الطبيب ظل يزفر بحنق حتى انتهى الطبيب من فحص زوجته وقال
الطبيب:الجرح بدأ يلم بس لسه محتاجه راحه للأسف هتشرفينا كمان يومين
جاسر من بين اسنانه:طيب اه وابقى خلى اى دكتوره هى اللى تيجى واكد على لفظ دكتورة
الطبيب:طب وليه يا جاسر بيه طب م انا مو آآآ….
قاطعه جاسر وقال بحده:سمعتنى قولت ايه مش عاوز اشوفك هنا تانى سامعنى
تنحنح الطبيب بحرج وقال:احم..زى م تحب يا جاسر بيه
خرج الطبيب بينما روجيدا لم تستطع منع نفسها من الضحك فقال جاسر بغضب
جاسر:بتضحكى ع ايه
روجيدا بضحك:لا ابدا
جاسر بنفاذ صبر:روجيداااااا
روجيدا وهى ترفع يدها اما وجهه وقالت:خلاص خلاص بس بجد منظرك كان تحفه
جاسر بضيق:روجيدا اتقى شرى دلوقتى
رفعت روجيدا منكبيها وقالت:خلاص ياسيدى…انا هنام شويه بقى
جاسر:تحبى انزلك المخده شويه
روجيدا:لا كدا انا مرتاحه
جاسر:طيب يلا نامى انتى وانا هتصل بالجماعه عشان يطمنوا عليكى
اماءت روجيدا برأسها ولم ترد
خرج جاسر وقام بمهاتفه سامح اخيه
سامح:ايوة يا جاسر
جاسر:روجيدا فاقت
سامح بنبره سعيده:بجد
جاسر:اه المهم اسمعنى
سامح:سامعك
جاسر بجديه:ابعتلى ماما ووالده روجيدا بس عشان يهتموا بروجيدا
سامح بتساؤل:الله مش انت معاها
جاسر بضيق:اسمع اللى بقولك عليه
سامح بإستسلام:طيب
جاسر:مع السلامه
اغلق الهاتف دون سماع رد اخيه
بقصر الصياد
ما ان اغلق سامح مع اخيه حتى اتت والدته وقالت
فاطمه:كنت بتكلم مين
سامح:جاسر يا امى
فاطمه بلهفه:روجيدا فاقت
سامح بسعاده:اه الحمد لله
فاطمه وهى ترفع يديها لاعلى:الحمد لله يارب
سامح:طب يلا عشان جاسر قالى ابعتكم لروجيدا
فاطمه بإستغراب:هما مش هيجوا
زم سامح شفتيه السفلى وقال:معرفش هى دى اوامر جاسر بيه الصياد
فاطمه وهى تربت على كتفه:انت عارف جاسر بيعمل اللى فيه مصلحه الكل
سامح بإبتسامه:عارف يا امى ويلا بقى عشان متتأخروش
فاطمه:طيب يا حبيبى…..