رواية عذراء على حافة الهاوية لكاتبة سما سعيد\كاملة

تتمايل آغصان حياتى
توجهها رياح قدرى
تهددنى بالضياع

داخل شقة \ مصطفى العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

وفى صباح يومٍ ما فتحت آيات عينيها على وخزة خفيفة

فوجدتة مصطفى فتثائبت وهى تنظر الى المنبة وقالت….

اية يامصطفى اللى مصحيك بدرى كدا مش النهاردة الجمعة

فأنحنى مصطفى مقبلا اياها من جبينها وقال……حبيبتى قومى

ماما بعتالك وعيزاكى تحت

انتفضت آيات وجلست بجانبة وقالت بتلعثم……هة ,,

ماما رقية ,, عايزانى انا ,, لية؟

ضحك مصطفى اثر فعلتها وقال…….اية يا بنتى اتفزعتى كدا لية

ومن ثم اسطرد قائلا……انا لقيت ملك بتخبط وقالتلى

ان ماما عايزاكى تنزللها دلوقت

توترت آيات بشدة وقالت …….بس الساعة لسة 7 الصبح

مش ميعاد تحضير الفطار وخصوصاً ان النهاردة اجازة

استلقى مصطفى الى جانبها وهو يداعب خصلات شعرها البنية وقال…….

خلاص ياقمر متنزليش وخلينا إحنا مع بعض

فآيقنت آيات ما يودة منها فأبتعدت عنة

ونهضت عن فراشها وقالت وهى تغادر الحجرة …..

انا هروح اخد دش واغير هدومى ,, نام انت دلوقت

ولما ييجى ميعاد الفطار هبعتلك ملك تصحيك

فأغمض مصطفى عينية بكسرة وغمغم بخفوت……..

سامحينى لانى مش قادر اسعدك زى اى زوجة

بس انا ماشى بطريق العلاج وقريب جدا هخف

واكون زوج ليكى على اكمل وجة

…………………..

داخل شقة \ بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلفت آيات الى الشقة بعد ان فتحت ملك الباب اليها

شحب وجهها وجف حلقها وزاغت عينيها يميناً ويساراً وهى

تسأل ملك قائلة…… هو مين صاحى ياملك؟؟

ملك مبتسمة ……..خالوا إياد وجدو لسة نايمين وتيتة بس اللى صاحية

زفرت آيات الهواء بإسترخاء وقالت ……طب تيتة فين دلوقت؟

ملك وهى تشير بإتجاة ما…..تيتة هنا فى المطبخ

ومن اثم اشارت بأناملها الصغيرة الى آيات لكى تقترب اليها

أندهشت آيات من فعلتها فأنحنت حتى وصلت الى مستواها

فأقتربت ملك الى اذنها وقالت بهمس……تيتة اديها متعورة وبتنزل دم كتير

فشهقت آيات بقوة ومن ثم تركت ملك واتجهت مسرعة الى حجرة الطهى

فوجدت رقية تأن بخفوت وهى تمسك بكف يدها

تحاول ان تضمدة بقطعة قماش والتى تخضب بدمائها التى

سالت بغزارة من أثر الإصابة ,, وعندما شعرت رقية

بوجودها قالت بلهفة……..متقربيش يا آيات

استنى انا اللى هخرجلك يابنتى

فأقتربت اليها آيات وقد تملكها الفزع من هول المنظر

ومن ثم انتابتها رجفة شديدة وهى تنظر الى تلك الدماء

لقد كان جرح غائر بباطن يد رقية ترك على أثرة دماء كثيرة تلطخ المكان

فتحدثت آيات بفزع وصوت متهدج…….ماما رقية اية دة ,,حصل اية ؟

تحدثت رقية بوهن وهى تصر على اسنانها متألمة…….

ياحبيبتى مكنتيش دخلتى انا عارفة انك بتخافى من منظر الدم

خليكى برة وانا جيالك

اشاحت آيات ببصرها بعيداً عن منظر الدماء وهى تقول…..

بس قوليلى اية اللى حصل ؟

رقية بخفوت…..نصيب يابنتى انا كنت بجهز عجينة علشان

اعمل قرص سخنة للفطارفتكعبلت فـ الموكتة

ووقعت على التربيزة والسكينة دخلت فـ ادية

فتحدثت آيات متأثرة ….انا هروح اصحى مصطفى علشان

ياخدنا بالعربية ع المستشفى

فستوقفتها رقية وقالت……..لاء خلية نايم انا مرضتش اصحى إياد ولا عمك بدر

وبعتلك ملك تناديلك علشان تاخدينى انتى ع المستشفى

ومن ثم اردفت بوهن…….شكلها هتحتاج خياطة يا آيات

فأرتعشت آيات بقوة وهى تستمع الى حديث رقية وتشاهد الدماء بكل مكان

فأنها تخشى رؤية الدماء فذلك يذكرها بوفاة احدى صديقاتها بالجامعة

او بالاحرى صديقتها الوحيدة والتى انزلقت قدماها وسقطت

اسفل القطار مما ادى الى وفاتها بالحال

وهذا الحادث ترك أثراً كبيراً على نفسيتها لكونة حدث على مرأى منها

واخذت عدة شهور لكى تتعافى نفسياً

وكان كل من رقية وبدر ومصطفى على علم مسبق بذلك

فتحدثت رقية قائلة ……..قولى لملك تدخل تجيبلى الطرحة

والعباية بتوعى ويلا بينا بسرعة قبل ما حد فيهم يصحى

……………………….

وبعد أن عادت رقية من المشفى وكان بصحبتها كل من

ملك وآيات وجدو ان الجميع لا زال نائماً

فتحدثت رقية قائلة……..الحمد لله الكل لسة نايم

ومن ثم اردفت موجهة حديثها حيث آيات …..بصى انا هدخل اريح

شوية فـ اوضة الصالون مش عايزة اقلق عمك بدر لما

يشوف ايدى مربوطة كدا ويعرف انها اتخيطت

فتحدثت آيات بخفوت……..طيب يا ماما رقية زى ما تحبى

وانا هدخل اكمل الفطار زمان عجينة القرص خمرت من بدرى

خرجت ملك من المطبخ وهى تقول بهمس …..تيتة ,, تيتة

لسة فية دم كتير جوا

فتحدثت آيات قائلة….متخافيش ياحبيبتى انا هدخل امسحة

فشعرت رقية بإستياء ومن ثم قالت بآسف…….معلش يا آيات

انا عارفة انك بتخافى من منظر الدم

بس اعمل اية مش هقدر اعمل حاجة خالص

اديكى سمعتى كلام الدكتور

ازدردت آيات لعابها بجزع وقالت…….متقلقيش هجمد قلبى ,,

عن اذنك بقى الحق انظف المطبخ قبل ما حد يصحى ويشوفة كدا

رقية بإمتنان…….تسلميلى ياحبيبتى

وآنا هاخد ملك معايا علشان متزعجكيش

………………….

وبعد لحظات بحجرة \ إياد
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

افاق من نومة بتكاسل هبط عن فراشة وهو يردد

أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين

اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه

وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده يا حي يا قيوم برحمتك

أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين

ومن ثم غادر حجرتة متوجهاً الى الحمام (اكرمكم الله) لكى يتوضأ

واثناء عبورة الممر المؤدى الى حجرة الطهى والذى يلية الحمام

تسمر بمكانة بذهول مما رأة امام عينية لقد شاهد آيات

وهى جاثية على ركبتيها بأرضية حجرة الطهى

لكى تتمكن من الوصول الى اماكن تواجد الدماء ,,

وقد كانت حاجبة النقاب عن وجهها

فتحدث إياد مصدوماً ………مش ممكن !

ففزعت آيات حين سماع صوتة فأسرعت وأسدلت

النقاب تحجب بة وجهها والتفتت الية

فوجدتة يقف خارج حجرة الطهى يحملق بالدماع المتواجدة اعلى المنضدة

فتنفست آيات الصعداء فيبدوا انة لم ينتبة اليها

وبذلك سوف تظل شخصيتها مجهولة بالنسبة الية

اقترب إياد يدلف الى حجرة الطهى ومن ثم تحول

بنظراتة اليها وتحدث قائلا….دم دة صح ؟

فتحدثت آيات بإقتضاب …….اة.

فتحدث إياد بلهفة……..منين الدم دة ,, منك ,, انتى اتعورتى ولا اية؟

ارتعشت بقوة ورمشت بعينيها ببطئ فيبدوا ان لهفتة مست قلبها

فأجابتة بصوت متهدج…….انا ,, لالاء انا , انا كويسة

وفى تلك اللحظة دلفت ملك اليهم واندفعت بأحضان إياد وقالت…….

صباح الخير يا خالو

فظل إياد يتفحص ملك ويقول……انتى اللى اتعورتى ياملك ؟

فنظرت ملك حيث آيات وتحدثت بطفولية…….اقول ياطنط آيات

فصمتت آيات ولم تعلق

فتحدث إياد بإمتعاض قائلا…….وبعدين معاكوا حد يرد علية

الدم دة بتاع مين

فأجابتة ملك بطفولية…….دة دم تيتة ياخالوا

ففزع إياد ومن ثم غادر حجرة الطهى يبحث عن والدتة

فأرشدتة ملك عن مكان تواجدها فهرول الى حجرة حبث توجد

دلف اليها فوجدها مستلقية على الاريكة المتواجدو بحجرة الصالون

فجثا بركبتة بجانبها وتلمس يدها المضمدة برفق

فشعرت رقية بة وفتحت عينيها

فتحدث إياد بإستياء……….امى سلامتك

رقية مبتسمة بشحوب……..الله يسلمك ياحبيبى ,,متقلقش انا كويسة

فسألها إياد عن سبب الجرح فسردت علية كل ما حدث معها

فغادر حجرة الصالون ودلف الى حجرة الطهى بعد ان تنحنح

فأذنت الية آيات قائلة…….اتفضل ادخل

فشاهدها وهى تضع الطعام بسرافيس التقديم

فتحدث اليها ممتناً……..انا بشكرك جدا على وقوفك مع امى

رغم انك بتخافى من منظر الدم

فنظرت آيات الية وقالت……..هى ماما رقية حكتلك؟

ابتسم إياد قائلا……..ايوة حاكتلى ,, كتر خيرك يامرات اخويا

فتحدثت آيات بخفوت وهى تعد باقى الطعام…….انا معملتش حاجة دى والدتى

ابتسم إياد اليها بود وقال…..وهى كمان على فكرة بتعتبرك زى ولاء واكتر

ومن ثم غير مجرى الحديث وتحدث مستفهماً…….هو مصطفى

مش هيصحى بقى الساعة قربت على عشرة

فأجابتة آيات قائلة…….انا خلاص خلصت هطلع اصحية

استوقفها إياد بأشارة من يده وهو يقول…….خليكى انتى

انا هطلع اصحية الكسلان دة وبالمرة اتفرج على عفش شقتكوا

واردف بخفوت …….. دا اذا مكنش يضايقك ؟

ابتسمت آيات بفتور قائلة…….اتفضل طبعاً دا بيت اخوك

فقال اليها بنبرة رجاء…….طب ممكن تدينى قرصة ادوقها ,,

بصراحة ريحتها مجننانى

ابتسمت آيات اثر نبرتة العفوية وقالت وهى تقرب الية

سيرفيس الطعام…….اة طبعا اتفضل

فتناول إياد قطعة واحدة وشكرها بشدة وقبل ان يغادر

قال لها ………جمعة مباركة

فأبتسمت آيات وقالت …….. ملأ الله قلبك عزماً

وجعل لك فـ الفردوس اسماً ومن كل خير قسماً

فأبتسم اليها وقال ……..اللهم ااااااامين

ومن ثم غادر حجرة الطهى وذهب بأتجاة شقة شقيقة مصطفى

زفرت آيات الهواء الساخن المختزن بصدرها

اغمضت عينيها بأسف فيبدوا وانها لن تتمكن من الابتعاد

فـ رقية الان لن تستطع ان تفعل اى شئ آثر ما حدث لها

والتى ستتولى مسئولية المنزل من الان وصاعداً من غيرها

فحسمت آمرها بأنها سوف تتعايش كما كانت على طبيعتها

لكى لا يستشعر اى احداً منهم ما تخبئة ,,

كما وانة لن يتعرف الى شخصيتها

فهى ترتدى النقاب دوماً وسوف تظل ولكنها على قدر المستطاع

سوف تتجنب التواجد معة بخلاف تناول الوجبات

فهمهمت قائلة……..يارب استرها معايا

………………….

داخل شقة \ مصطفى بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

افاق من نومة على صوت عدة طرقات مزعجة

ففتح للطارق بعينين يغلب عليها النعاس

فدلف إياد وتحدث بمرح……..اية ياابنى انت نايم نومة اهل الكهف

ولا اية,,اذان الجمعة قرب خلاص يلا فوق بقى

تمطع مصطفى بتكاسل وقال…..اية الازعاج دة ,,تصدق كنا مرتاحين منك

ضحك إياد وقال………كداب

فضمة مصطفى بمرح وقال …….عندك ثقة جامدة اوى بالنفس!

فتحدث إياد بجدية …..طبعاً ومعنديش شك فـ كدا

فقال مصطفى مبتسماً وهو يذهب بأتجاة حجرة نومة

ليحضر المنشفة الخاصة بة ……..طب يافالح استنانى هنا عقبال

ماادخل اخد دش وارجعلك ننزل سوا

فتحدث إياد بصوت مرتفع لكى يصل لمسامع شقيقة ……..

طب انا هتفرج على عفش الشقة عقبال ما تخرج

فخرج مصطفى مسرعاً من حجرة نومة وقال محذراً…….اتفرج

زى ماانت عايز بس كلة الا اوضة النوم

فتحدث إياد بجدية ……..لالاء طبعا كلة الا اوضة نومك دى من المحرمات

ومن ثم اردف مداعباً……..اقصد اوضة الحركات

ومن ثم ضحك بشدة

فشعر مصطفى بخنجر سام يغرس بقلبة

فغادر متجهاً الى حمامة دون ادنى تعليق

………………..

داخل شقة \ عبد الرحمن العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

غادرت منى حجرتها فوجدت والدتها تغلق باب الشقة فتساءلت…….

مين ياماما اللى كان بيخبط ؟

نظرت كاميليا الى ابنتها وقالت……..دى البت ملك جايبة

صحن فية كام قرصة كدا بتقول ان الست آيات هى اللى عملاهم

تناولت منى الطبق من بين يد والدتها ومن ثم وضعتة

بعنف اعلى المنضدة

فإستاءت كاميليا قائلة……اية يابنتى طب الطبق ذنبة اية انتى

عايزة تكسرية ومرات عمك تزعل !

فتحدثت منى بحنق قائلة…….انا مبطقش اى حاجة تجينى من الزفتة دى

كاميليا مستفهمة…تقصدى آيات؟

فتذمرت منى قائلة….ماما ,, متنطقيش اسمها ادامى

فتحدثت كاميليا بجدية وقالت…..سيبك منها دلوقتى وخلينا فـ المهم

رقية مرات عمك اتعورت فـ اديها بـ السكينة وآيات اخدتها المستشفى

وخيطولها الجرح اربع غرز

فتآففت منى قائلة…….يارتها كانت حت فـ رقبتها علشان نخلص منها

فإستاءت كاميليا قائلة……..لية كدا بس يابنتى ,, حرام عليكى

طب كرهك لآيات وانا عارفة سببة

انما كرهك لمرات عمك دة اللى انا مش قادرة افهمة

نظرت اليها منى وتحدثت بأمتعاض…….ايوة بكرهها

لانها هى السبب فـ جوازة مصطفى من آيات

هى اللى اختارتها وفضلتها علية آنا ,,

انا بنت عمة اللى متربية معاة من صغرى

تنهدت كاميليا بضيق وقالت ……طب يلا غيرى هدومك وتعالى

نطلع نطمن على مرات عمك

منى بلا مبالاة …….اطلعى انتى انا مش طالعة عند حد

فتحدثت كاميليا وهى تصفع كف على كف …….انتى اتجننتى خلاص ,,

على العموم انتى حرة اما اطلع انا دا واجب

واثناء ارتداء كاميليا عباءتها اتتها منى ووافقت ان تصعد برفقتها

فأندهشت كاميليا لتبديل رأيها على الفور

فقالت لها منى انها قد نسيت شئ هام تود التحدث بخصوصة مع آيات

فأندهشت كاميليا بشدة ولكن منى طمأنتها وقالت لها

بأنها سوف تسرد عليها كل شئ

ولكن ليس الان فلتنتظر حتى يحين الوقت المناسب

…………………..

فى تلك الاثناء داخل شقة \ بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلفت آيات الى حجرة نوم رقية وهى تحمل

بين ايديها كوباً من الحليب الساخن

فإستاءت رقية قائلة……..اية دة يابنتى تاعبة نفسك لية؟

وبأبتسامة حب تتوارى خلف نقابها اقتربت آيات وهى

تضع كوب الحليب بجانب رقية ومن ثم جلست

الى جوارها على الفراش وتحدثت قائلة….

تعبك راحة يا ست الكل ,,وبعدين انتى لازم تتغذى زى

ما الدكتور قال لانك نزفتى دم كتير

وبأبتسامة ود تحدثت رقية قائلة…….ربنا يباركلى فيكى يا حبيبتى

ومن ثم تحدثت بجدية قائلة……اية ياآيات ماتشيلى النقاب محدش هنا

كلهم راحوا يصلوا الجمعة فـ المسجد

آيات مرتبكة…….هة ,,, لاء ياماما رقية كدا احسن انتى عارفة انة

معاة مفتاح الشقة وممكن يدخل بأى وقت

فتحدثت رقية مستفهمة……..تقصدى إياد؟

آومأت آيات بالايجاب فهى لا تستطع ان تنبس بأسمة من بين شفتيها

فذلك يجعل خفقات قلبها تتوقف لجزء من الثانية

فأردفت رقية قائلة……..متقلقيش طول ماانتى هنا

إياد عمرة ما هيفتح بالمفتاح

فتحدثت آيات بخفوت قائلة …… ياماما رقية هو هيعرف منين

اذا كنت هنا ولا مش هنا بس

رقية بإستياء……..يعنى هتفضلى كاتمة نفسك كدا

ومش واخدة حريتك طول النهار

آيات بإرتباك……..ما هو دة الموضوع اللى كنت عايزة اكلم حضرتك فية

رقية بإصغاء…….خير ياحبيبتى قولى

آيات بحسم…….انا هطبخ بعد كدا بشقتى

حضرتك تؤمرينى اطبخ اية وانا اطلع اطبخة

فـ مطبخى وانزلة على الميعاد

رقية مندهشة …..لية كدا ياحبيبتى !

آيات بخفوت……..كدا احسن ياماما رقية ,, اولا انتى تعبانة ومحتاجة راحة

وطول ماانا فـ المطبخ مبتسبنيش احضر الاكل لوحدى وبتصرى انك تساعدينى

ثانياً علشان انا كمان اخد راحتى بدل ما بفضل اطبخ وانا لابسة النقاب

يبقى اطبخ فـ شقتى وانا قلعاة وبكدا اخد راحتى من غير قلق

وعندما وجدت رقية صامتة ولم تعلق تحدثت آيات بصوت خفيض…..

اية يا ماما رقية حضرتك زعلتى منى ولا اية؟

طب خلاص اعتبرينى مقلتش حاجة بس متزعليش منى

ربتت رقية على فخذ آيات وقالت بود……لاء ياحبيبتى وانا اية اللى هيزعلنى

انا بس عاملة على تعبك هتفضلى طالعة نازلة

بالفطار والغدا والعشا كل يوم

آيات بخفوت……..مؤقتاً بس يا ست الكل

عقبال ما ترجعلك صحتك وايدك تخف

رقية مستفهمة ……..طب وإياد والنقاب؟

تنهدت آيات بعمق وقالت ……..مش عارفة ,, ربنا يسهل

قاطع حديثهم صوت رنين جرس الباب فنهضت آيات مرتبكة

وتحدثت بتهدج ……..اية دة هم رجعوا من الصلاة بدرى كدا

فأجابتها رقية قائلة…….مش معقول خطبة الجمعة لسة مخلصتش

آيات بتوتر……..طب آنا هروح اشوف مين

واثناء توجهها الى باب الشقة تمتمت بخفوت قائلة…….استرها

معايا يارب قوينى وخد بإيدى

مدت يدها تتلمس مقبض الباب ومن ثم فتحت للطارق فوجدتها

كاميليا وبصحبتها منى

فتنهدت آيات بإسترخاء ورحبت بهم وادخلتهم الى حجرة نوم رقية

فتحدثت كاميليا بإستياء…….ياحبيبتى سلامتك ياام مصطفى

مش كنتى اخدتى بالك

ابتسمت رقية ورحبت بها ومن ثم قالت……الله يسلمك ياام منى

الحمد لله جت سليمة وقدر الله وما شاء فعل

فتصنعت منى الحزن وقالت ……..سلامتك يامرات عمى

ان شالله انا وانتى لاء

رقية بلهفة……..بعد الشر عليكى يامنى متقوليش كدا انا كويسة والحمد لله

دلفت آيات الى الحجرة وهى تحمل بين يديها صينية صغيرة

بها كوبين من عصير الليمون وقامت بتقديمة اليهم

فقالت منى اليها وهى تتناول كوب العصير ….

تعالى نقعد فـ البلكونة شوية يا آيات

ومن ثم نظرت الى حيث رقية وقالت …….بعد اذنك يامرات عمى

فإبتسمت رقية قائلة…….اتفضلى ياحبيبتى بيتك ومترحك

فتحدثت آيات بخفوت…….لو احتجتى حاجة يا ماما رقية اندهيلى تمام

رقية بود……..تمام ياحبيبتى ,, بس وحياتك طلى على ملك كدا

وشوفيها لسة نايمة وللا صحيت

آيات بحب……..اطمنى انا لسة داخلة عليها من شوية

ولقتها نايمة زى الملاك

رقية بخفوت………طيب ياحبيبتى ربنا يريح قلبك

روحى يلا مع بنت عمك

غادرت منى وبصحبتها آيات متوجهين الى الشرفة

تحدثت كاميليا بإستخفاف…….والنبى غلبانة البت آيات دى

رقية بسعادة …… اوى اوى ياام منى بصراحة لو لفيت العالم كلة

مكنتش هلاقى زى آيات فـ ادبها وكمالها وجمالها وتدينها

تحدثت كاميليا على مضض قائلة ……..لية ياحبيبتى

البنات المحترمة على قفا من يشيل

رقية معارضة …….لالاء كلة الا آيات مرات ابنى ,,

دى شيلانى من على الارض شيل

رفعت كاميليا احدى حاجبيها وقالت ……..

طيب ياحبيبتى ربنا يهنى سعيد بسعيدة

……………………….

اثناء تواجد آيات ومنى بشرفة المنزل

وبختها منى قائلة…….مرات عمى شكلها تعبان اوى يا آيات

مش كنتى تاخدى بالك منها انتى سبتيها واهملتيها ع الاخر

آيات متآثرة…….انا اهملتها ؟

ومن ثم اغمضت آيات عينيها بحزن وهى تقول بداخلها…….

طب كنت اعمل اية ماانا لازم اهرب مينفعش اكون قريبة منة

انا خايفة جدا ومش عارفة اتصرف ازاى زى مايكون قدرى بيحطة بطريقى

ابعد ازاى ولا اعمل اية دبرها من عندك يارب

اخرجها من شرودها صوت منى وهى تقول……..اية بتفكرى فـ مين

ازدردت آيات لعابها ومن ثم قالت…….. ابداً بس سرحت فـ اللى حصل

داانا كنت مرعوبة من منظر ايديها والا الدم كان مالى المطبخ

همهمت منى بخفوت……ياريتك سبتى دمها يتصفى وكنت خلصت منها

علشان مهمتى فـ الخلاص منك تكون اسهل

نهضت آيات عن مقعدها ووقفت بجانب منى

التى كانت تقف مستندة على جدار الشرفة

وقالت مستفهمة …….انتى بتقولى اية؟

منى مرتبكة ….هة ,,ولا حاجة ,, انا بس بدعى لمرات عمى ان ربنا يريحها

آيات بعدم استيعاب …….يريحها !

منى بتلعثم …..اقصد يعنى ربنا يريحها من وجع الجرح والخياطة ويشفيها

رفعت آيات ايديها لرب السموات وقالت …….ياااااارب

فتحدثت منى قائلة ……..يلا بقى نكمل حكايتنا

اندهشت آيات وقالت بإستفهام …..حكاية ,, حكاية اية يامنى ؟

وخزتها منى بكتفها وقالت …….يا بت انتى هتعمليهم علية,,

حكايتك مع الواد اللى قبلتية فـ المترو لما كنتى بتروحى الكلية

انتى مفكرانى صدقتك لما قلتى انها حكاية تأليف فـ تأليف

اضطربت آيات بشدة وشعرت بوخذة وقبضة باردة تعصر قلبها

وبغتة نظرت الى مكان ما وحملقت بة بشدة وهى تقول…….

اية دة الجماعة وصلوا من صلاة الجمعة !

منى وهى تنظر من الشرفة وتراهم بمقدمة الطريق ……..

اة وبابا وسامح جم معاهم كمان

آيات بلهفة طب بعد اذنك يامنى آنا هطلع شقتى علشان

الحق احضر الغدا ,, وعندما نوت آيات المغادرة

استوقفتها منى قائلة…….اية شقة اية اللى هتطلعيها

هو مش انتوا عايشين عيشة واحدة مع حماتك وحماكى

بتاكلوا وتشربوا مع بعض ؟

آيات على عجلة من امرها …….بعدين اقولك يامنى ,, يلا سلام

مطت منى شفتيها الى الامام وقالت …..والله ماانا فاهمة اى حاجة !

ومن ثم اسطردت بحنق قائلة…….فلتى منى المرادى

بس المرة الجاية استحالة اسيبك تتهربى ياانا ياانتى

error: