رواية عذراء على حافة الهاوية لكاتبة سما سعيد\كاملة

آيها العاشقون مثلما ستضحكون مثلما ستبكون

فهكذا دوماً يكون الحب

وجاء صباح اليوم التالى بهيجاً ع البعض وبغيضاًً ع البعض

ومشحوناً بالاضطراب ع البعض الاخر

فـ رقية وبدر يشعرون ببهجة واسترخاء

اما بغيضاً وخانقاً على من سوى منى

التى تشعر بالنيران الحارة تنهش احشاءها بحنق

والتى تتوعد اليهم بأنها لن تتركهم يهنئون بحياتهم دون ان تتدخل

ومشحوناً بالاضطراب على العروسان

فآيات تشعر بتوتر شديد لكون هويتها سوف تنكشف لدية

بالمساء بعد عقد قرانهم

اما عن إياد فلم يكن يقل عنها شعوراً بالاضطراب

لكونة سوف يصبح زوج من كانت زوجة لشقيقة

وبأنة فـ المساء سوف يغلق عليهما باباً واحداً

كزوج وزوجتة فماذا سوف يفعل آنذاك

رفضت آيات ان ترتدى اى زى يدل على الفرح

واكتفت بأرتداء فستانً عادياً محتشماً ولكنة ذو ذوق رفيع

ولم تضع على وجهها اى شئ من ادوات التجميل

فإستاءت رقية لذلك ولكن آيات اصرت على ذلك

لكونة لا يصح اعتباراً لمشاعر ام فقدت

فلذة كبدها منذ اقل من عامِ

تم عقد القران ببهو شقة العروسان وسط حضور بدر ورقية وكاميليا وعبد الرحمن

ومنى وسامح وإياد وولاء وآدم ورامى شقيقة وبالطبع سهير

التى جاءت اليهم مع صغارها فقط ولم يأتى معها فتحى لكونة

يرفض هذة الزيجة بشدة فإمتنع عن الحضور

وبعد اتمام عقد القران التى تم بدون معالم تدل الى اى فرح

وباالطبع لم يهتم إياد بمشاهدة صورتها على قسيمة الزواج

نهض بدر مقبلاً نحو آيات ومن ثم احاطها بذراعيه ليشعرها بحنانه الابوى

ومن ثم ضم إياد بين ذراعية وهو يشعر بإسترخاء

كما اقتربت الية رقية وضمتة بحنان واكدت بشدة

على ابنها ان آيات سوف تكون محض رعايتة بدءاً من الان

كما ضمتهم سهير بسعادة وهى تشعر بالاطمأنان على ابنتها

اما عن منى فقد باركت اليهم بطرف انفها

وهى تشعر بإنزعاج شديد

وبعد المباركة تركهم الجميع وقبل ان تغادر رقية

كانت تضع صينية كبيرة تحتوى على اشهى الاطعمة

التى تليق بعرسان بليلة زفافهم

ومن ثم تمنت اليهم حياة سعيدة ومضت مغادرة الى اسفل حيث شقتها

وهى تشعر بسعادة واسترخاء تام

………………

بمكان اخر حيث شقة سليم الفيومى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

نوجة حبيبتى كل سنة وانتى طيبة ياقمر

قالها سليم ساخراً موجة هذة الجملة الى زوجتة

نظرت نجلاء الية بسخط ومن ثم قالت……..

انت كنت بايت فين من امبارح

جلس سليم على طرف الفراش ومن ثم شرع بخلع حذائة

اعادت نجلاء جملتها

فأجابها بتبلد قائلا……..وانتى مالك شئ ميخصكيش

نجلاء بجدية…..انا عايزة اروح ازور ماما واعيد عليها

ضحك سليم بأستخفاف ومن ثم قال…..تؤتؤتؤ انتى مش عايزة تعيدى عليها

انتى عايزة تحكيلها ,, ومالة ياماما احكيلها

وابقى بالمرة ودعى اختك الصغيرة ,, امممم سلمى مش كدا

تلميذة بمدرسة ,,,,,,, الاعدادية للبنات صح وللا انا غلطت

بكت نجلاء بشدة وهى تقول……..اختى ,, حرام عليك ياسليم

دى عيلة صغيرة من حقها تكمل حياتها وتشوف الدنيا

سليم بتبلد……والله دا متوقف عليكى يامزة

اذا اخرسيتى وحطيتى جزمة فى بئك اختك هتعيش

وهتدخل الجامعة وتتجوز وتبقى زى الفل

وياستى ليكى علية اساعدكوا فى جهازها واوصلها لعريسها بأيدى

ماانا عارف الحالة ,, مراتى حبيبتى مقطوعة من شجرة

والحالة ع الاد يانوجة

ازدردت نجلاء لعابها بجزع ومن ثم قال…..وهو انا

هفضل معاك كل السنين دى

شخص سليم اليها ومن ثم قال…….الله وهو انتى زهأتى منى يانوجة وللا اية

مش انا جوزك حبيبك ابو ابنك اللــــــــــه يرحمة

اغمضت نجلاء عينيها بحزن ومن ثم قالت بجدية……….

طب قلت اية انا عايزة اروح اشوف امى واختى

ومن ثم استطردت بإستجداء ………واوعدك انا مش هتكلم

بس سيبهم فى حالهم وكفايا انا

ربت سليم على وجنتها مما اشعرها بالنفور فأبتعدت عنة

لم يبالى سليم ولكنة تحدث قائلا………معندكيش خيار تانى ياحلوة

والا اختك هتحصل ابنك

نجلاء بخضوع…….حاضر ياسليم حاضر

سليم وهو يغادر الحجرة….متتأخريش ساعة زمن وتكونى هنا ورانا شغل

ومن ثم غادر الحجرة صافعاً الباب خلفة

تملكتها مشاعر الحنق والسخط الى هذا المخلوق

تود الثأر لنفسها ولولدها الذى لم يتثنى اليها رؤيتة

والذى مات قبل ان يولد

ولكنها تشعر بالرهبة على والدتها وشقيقتها

فالذى هان علية ولدة بهذة السهولة

يهون علية اى شئ وبمنتهى البساطة

لقد قتل ابنة بيدة هل سيرفق بطفلة صغيرة

ليس لها ذنب بأى شئ

……………………..

داخل حجرة الصالون بشقة \مصطفى العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كانت آيات آنذاك تجلس بحجرة الصالون وهى تتصبب عرقاً

وقلبها يكاد ان تتفتت آضلعة من قوة نبضاتة

فأقترب إياد اليها وجلس بجانبها على الاريكة

وقد تملكة الاضطراب الشديد كحالها تماماً

فهى لم تكن تقل عنة توتراً واضطراباً ولكنها تذداد عنة

رهبتاً وتوجساً بالقلق الشديد

هل سيرفع عنها النقاب الان

هل جائت اللحظة التى لاكثر من عامٍ وهى تهلع منها وتتجنبها

بماذا ستتحدث الية كيف ستبرر فعلتها

بإخفاء شخصيتها عنة طيلة هذة الشهور الطويلة

قطع شرودها صوتة الشجي وهو يقول ……..الف مبروك

ازدردت آيات لعابها الجاف بصعوبة

وهى تقول بتهدج……….ااالله يبارك فيك

ساد صمت ثقيل بينهما لعدة دقائق وبعد برهة

انفرجت شفتية وهو يقول بتلعثم شديد……..

آنا ,, انتى ,, يعنى عايزة تتعشى

فأخذت آيات نفساً عميقاً لعلها تشعر بالاسترخاء ومن ثم تحدثت قائلة……..

لاء شكراً انا مش جعانة ولكنها كانت تتضور جوعاً

لكونها لم تأكل اى شئ طوال ساعات النهار لشعورها بالرهبة

ولكنها رفضت ان تأكل برفقتة لانها بالطبع سوف ترفع نقابها

عن وجهها لتأكل بحرية ولم لا فـ الان اصبح زوجها

وما عيب فى ذلك ,, ومن ثم اردفت بتوتر قائلة……..

تحب انت تتعشى ,, فأومأ اليها بالنفى

رفعت آيات بصرها نحوة وقد لاحظت توترة الشديد

حيث رأتة شاحبا قليلا ومتوترا كحالها هى

لقد كان يتصبب عرقاً ويفرك قبضتية بشدة تشعر انة يريد

ان يتحدث اليها ولكنة يتوقف فـ اللحظة التى ينوى فيها التحدث

وبعد برهة تحدث بإضطراب قائلا……..هو ,, يعنى ,,انا كنت ,, عايز اقول

فأبتسمت الية بخفوت من خلف نقابها وهى تقول برزانة……….

مفيش داعى للارتباكك دة كلة انا عارفة كل حاجة ومقدرة الموقف كويس

واخيراً شخص إياد اليها ورفع بصرة يرمقها بإندهاش شديد ومن ثم قال……..

تقصدى اية مش فاهم ؟؟!!!!!

آيات بخفوت……..اقصد انى حاسة بيك اوى وعارفة اد اية

الموقف غريب وصعب عليك فـ وقت واحد

انت لقيت نفسك بين يوم وليلة مجبر انك تتجوز من ارملة اخوك

وطبعاً الوضع صعب عليك زى ما هو صعب علية

فتنهد إياد بإسترخاء وهو يزفر الهواء المخزون بداخلة ومن ثم تحدث قائلا……..

ياااااة انتى متعرفيش كلامك دة ريحنى ازاى

انتى وفرتى علية مقدمات وكلام كتير اوى

مكنتش عارف ابدأو منين وللا امتى وللا ازاى

نهضت آيات عن الاريكة وهى تقول بخفوت……..انا هروح انام

فـ اوضة الاطفال واتفضل انت نام بأوضة النوم

نهض إياد ومن ثم قال معترضاً……..لاء ميصحش اتفضلى انتى

نامى فـ اوضتك وانا اللى هنام بأوضة الاطفال

واساساً انا مش جايلى نوم دلوقت

فتحدثت آيات مبتسمة…….طب تحب اعملك حاجة قبل ما آدخل

يعنى شاى قهوة عصير اللى تحبة

إياد بأمتنان………لاء ابداً ولا اى حاجة كتر خيرك ادخلى انتى ارتاحى

وانا لو احتجت حاجة هقوم اعملها بنفسى

آيات بصوت رخيم ……..زى ما تحب ,, تصبح على خير

إياد مبتسماً ……تلاقى الخير

ظل يرمقهاً بإعجاب حتى توارت عن ناظرة

وظل يفكر بداخلة هل يوجد انثى مثلها بالوجود

فلقد استشف منها كل الصفات الحميدة فلم يشوبها اى شئ

كيف لها ان تكون بهذا القدر من الحكمة والتقدير للموقف

الذى فرض عليهم وظل يتسائل بداخلة

لما كان شقيقة يعاملها بكل تلك القسوة والصرامة

لاء فأنها كانت تستحق منة افضل من تلك المعاملة الجافة

لماذا آشعر بفقدانك بتلك اللحظة

التى عثر بها قلبى عليك

……………

داخل شقة ما بحى شعبى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلفت نجلاء الى شقة والدتها بعد ان فتحت لها سلمى الصغيرة

ضمتها نجلاء بحنان ومن ثم قالت بحب………

اذيك ياسلمى كل سنة وانتى طيبة ياقمر اخبارك اية

سلمى مبتسمة….الله يسلمك وانتى طيبة ياابلة نجلاء

انا كويسة الحمد لله

نجلاء مستفهمة…….اومال ماما فين

سلمى بخفوت……ماما نايمة جوة

نجلاء بحب….طب ياقمر خدى الحاجات دى حطيها فى الثلاجة

والشنط دى فيها لبس علشانك ياحبيبتى

ضمتها سلمى بحب وشكرتها بشدة

لقد ابتاعت اليهم اشياء كثيرة لوازم للبيت

واشياء وملابس لشقيقتها واخرى لوالدتها

تعلم انة من مال حرام ولكن ما بيدها حيلة

فوالدها متزوج من اخرى منذ سنوات تارك

نجلاء وسلمى ووالدتهم يعانون من الفقر والحوجة

مضت نجلاء متوجهة الى حيث والدتها

دلفت الى حجرة والدتها جلست الى جانبها على حافة الفراش

تربت على كتفها بخفوت ,,استيقظت نوال هذة المرأة المسنة

التى قد انفصل عنها زوجها وتزوج من اخرى

وترك على عاتقها ابنتان ولم يهتم بيوم من الايام ان يقوم بزيارتهم

فقط يبعث اليهم بالنقود القليلة لتساعدهم على المعيشة

ولكنها لا تكفيهم فقام جيرانها بمساعدتهم

حيث جمعوا مبلغ من النقود وقاموا بشراء ماكينة خياطة

مساعدتاً منهم لكى تستطيع هذة الام ان تصرف على ابنتاها

اعتدلت نوال ومن ثم قالت فرحة…….حبيبتى يانجلاء اخيراً جيتى

ضمتها نجلاء بحنين ومن ثم قالت…….اذيك ياامى واذى صحتك

كل سنة وانتى طيبة

نوال بحب…وانتى طيبة ياحبيبتى

ومن ثم قالت مستفهمة…….انتى جاية لوحدك ولا اية

امال فين سليم جوزك هو مجاش معاكى

نجلاء بلا مبالاة…….. ايوة مجاش معايا انا جيت لوحدى

رمقتها نوال بدهشة ومن ثم قالت…..اية انتوا زعلانين من بعض وللا اية

لم تجيبها نجلاء ولكنها شرعت فى البكاء

ربتت نوال على كتفها قائلة بحنان……..يابنتى لية كدا بس داانتوا فـ عيد

لية تنكدوا على بعض فى ايام حلوة زى دى

جففت نجلاء دموعها ومن ثم لثمت يد والدتها بحب وهى تقول بحزن…….

متقلقيش ياماما شوية مشاكل وهيروحوا لحالهم

ومن ثم تحولت نبرتها الى الجدية قائلة…….

الا قوليلي ياامى انتى مش هتروحى تعيدى على خالتى فى المنصورة

طأطأت نوال رأسها الى اسفل ولم تعلق

فاالتقطت نجلاء حقيبتها ومن ثم استلت منها مبلغاً من المال

ووضعتة بيد والدتها وهى تقول…..خدى الفلوس دى ياماما

خليها معاكى لزوم السفر

نوال معارضة بشدة ………اية دة لالالاء مش ممكن اخدهم

دى فلوس جوزك ميصحش

نجلاء بإستياء…….لاء دى مش فلوس جوزى دى فلوسى انا

تعبى وشقايا

ضمت نوال حاجبيها بدهشة ومن ثم قالت………

فلوسك ,, هو انتى بتشتغلى يانجلاء

نجلاء بخفوت…..ايوة ياامى انا بشتغل شغلانة كدابعد الظهر

نوال مستفهمة……..شغلانة اية دى اللى تجيب الفلوس دى كلها

ازدردت نجلاء لعابها بإضطراب ومن ثم قالت………

اة ماهو انا اتعلمت اركب ستراس وخرز للعبايات

ومفارس السرير والطرح ,, واحدة جارتى عاملة المشروع دة

وباخد نسبة على الشغل اللى بوزعة ,, اقصد يعنى اللى بخلصة

ابتسمت نوال بسعادة ومن ثم قالت……..ربنا يباركلك يابنتى

ويكفيكى شر ولاد الحرام

نجلاء بمرارة…..يااااارب ياامى يارب

ومن ثم استطردت بجدية………انتى من بكرة تسافرى لعند خالتى

معاكى الفلوس اهى اشتريلها اللى انتى عايزاة

نوال بخجل…..بس دى فلوسك انتى يابنتى تعبك وشقاكى

ربتت نجلاء على كتف والدتها وهى تقول……..ولا يهمك ياامى

انا مش محتجاها المهم انك تسافرى وبكرة

اندهشت نوال من الحاح ابنتها على سفرها وعندما سألتها عن السبب

اجابتها نجلاء بتروى………ايوة ياامى وفيها اية سافرى وزورى خالتى

واقعدى معاها هى ارملة وقاعدة مع ولادها

وانتى مواركيش حاجة هنا ولو على سلمى

فا لسة بدرى على ابتداء الدراسة

وان شاء الله ان شاء الله يومين ثلاثة كدا هكون عندكوا

ومن ثم قالت بإستجداء…..بس وحياتك ياامى ادعيلى ربنا يسترها معايا

نوال بخفوت…….دعيالك ياحبيبتى انتى وسلمى ربنا يباركلى

فيكم ويكفيكم شر المستخبي

ومن ثم استطردت بجدية…….طب ما تيجى بكرة ونسافر سوا

اومأت نجلاء بالنفى وهى تقول……..لاء ياماما انا لسة ورايا شغل

“اخر” شغلانة هخلصها واجيلكوا على طول

ولو اتأخرت عليكم ومقدرتش اجى متقلقيش علية

نوال مستفهمة……..شغلانة اية دى يا بنتى

نجلاء بحزم…….شغلانة قرفانى من فترة هخلص منها واجيلكوا

بس ربنا يسترها معايا

……………………

داخل حجرة آيات
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلفت آيات الى حجرتها المعتادة التى لم يتغير منها شئ

سوى تبديل اثاثها

جلست على حافة الفراش وهى تشعر بالاسترخاء

لكون المواجهة بينها وبينة قد تأجلت ولكن الى متى

نزعت نقابها عن وجهها المتورد وابتسمت بخفوت

وظلت تفكر بداخلها

هل اصبحت زوجتة اخيراً ,, هل تلاعب القدر بمصيرها الى هذة الدرجة

فرقتهم الظروف وتزوجت من غيرة وترك هو البلاد وغادر لسنوات الى بلاد اخرى

وجاء واكشفت انة شقيق زوجها وفـ الاخير تبدل الحال واصبحت زوجة الية

ترقرقت الدموع بعينيها وهى تفكر بمصيرها

الذى لا يستطع احدا التكهن بة

اخرجها من شرودها صوت صادر من التلفاز

فنهضت على الفور ووقفت خلف باب حجرتها

فتخللتها الهواجس

كيف ستنام بوجودة حتى ولو كان كلٍ منهما يمكث بحجرة منفصلة

هل ستنام بالنقاب لا لا يمكن بهذا الجو الشديد الحرارة

هل تنزعة وتنام بحرية ولكن ان حدث اى شئ ودلف اليها ماذا ستفعل

وبعد طول مجادلة مع حالها قررت انها سوف تحكم اغلاق الباب

اثناء تواجدها بالحجرة

وبذلك الامر سوف تشعر بالاسترخاء وان تنام بسلام تام

ومن ثم ابدلت ملابسها واقامت فرضها

وهى تتضرع الى الله بأن يكتب لها السعادة مع من تعشقة وتحبة

وبعد انتهاءها من قراءة جزءاً من المصحف الشريف

ابدلت ملابسها الى ملابس النوم الصيفية المريحة واستلقت

على فراشها واستسلمت تماما الى سلطان النوم

لماذا نصرخ من اشواك الورود

وهى التى تنثر اريج العشق بالوجود

………………..

داخل شقة \ بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلف بدر الى زوجتة بحجرتهم الخاصة فوجدها تبكى بشدة وهى تحتضن

صورة فوتغرافية ايقن بدر انها لفقيدة مصطفى

فجلس الى جانبها ومن ثم قال بصوت خافت…….

مالك بس ياام مصطفى ما توحدى الله كدا

تحدثت رقية بخشوع قائلة…….لا الة الا الله سيدنا محمداً رسول الله

فربت بدر على كتفها وهو يقول……..زعلانة لية مش خلاص

اللى كنتى بتتمنية حصل

رقية بصوت محتقن حزين………الحمد لله بس اصل مصطفى وحشنى اوى

ومن ثم اردفت بحزن عميق…….تفتكر هو دلوقت زعلان مننا

فقطب بدر جبينة بإندهاش لسماعة جملتها ومن ثم تحدث قائلا……..

زعلان ,, لية بتقولى كدا ؟!!!!!!

رقية من بين دموعها……..يعنى لاننا جوزنا مراتة لاخوة

ضحك بدر على تفكيرها الساذج ومن ثم تحدث قائلا………

يزعل مننا واحنا بنحافظ على مراتة ومسبنهاش تمشى وتتبهدل

وكمان احنا مجوزنهاش لحد غريب دا اخوة وسوا كدا ولا كدا

كانت هتتجوز مهى مش معقول هتعيش وحيدة وهى لسة صغيرة

وإياد اولى بيها من اى حد تانى

تنهدت رقية قائلة ……..تفتكر هيقدروا يتفاهموا مع بعض بسرعة

بدر بجدية……..تقصدى يعنى إياد وآيات

اومأت رقية بالايجاب

فأردف بدر قائلا……..هو اكيد فـ الاول الوضع هيكون صعب عليهم

بس اللى انا متأكد منة انهم هياخدوا على بعض بسرعة

رقية بخفوت………يارب ياابو مصطفى يارب

…………………

داخل شقة \ مصطفى العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

افاقت آيات من نومها على سماع صوت المؤذن

وهو يؤذن ويرفع النداء لصلاة الفجر

نهضت عن فراشها وهى تردد ……اللهم اعنى على ذكرك

وشكرك وإقامة فرضك وحسن عبادتك

ابدلت ملابسها الى ازدال الصلاة ولم تنس ان ترتدى نقابها

ومن ثم فتحت باب حجرتها بواسطة المفتاح وغادرتها

واثناء سيرها بالردهة لتتوجة الى الحمام (اكرمكم الله)

استوقفها سماع صوت التلفاز

فتساءلت بداخلها هل لازال مستيقظاً الى هذة الساعة المتأخرة

فاستدارت متوجهة الى حجرة المعيشة حيث يوجد التلفاز

وعندما دلفت الى الحجرة تفاجأت بوجودة

عندما وجدتة مستلقى على الاريكة مستسلم الى النوم العميق

بدأت خفقات قلبها تتسارع بجنون وانفاسها تتلاحق بشدة

عندما شاهدتة بهذا الوضع لقد كان رائع ذو رونق جذاب اثناء نومة

حيث انة كان مستلقى على ظهرة واضعاً ذراع خلف رأسة والاخر فوق صدرة

وقدمية الواحدة تعلو الاخرى وشعرة الانسيابى مبعثر بروعة

ارتسمت على ثغرها ابتسامة ساحرة ظلت ترنو الية بإنجذاب

لاول مرة تدقق هكذا فـ ملامحة التى دوماً لم تنساها

وقفت مترددة ماذا تفعل وكيف تفيقة هل تدعوة بإسمة ام تربت على يدة

اغمضت عينيها بيأس شديد لكونها لا تستطع ان تفعل اياً منهما

فتشجعت اخيراً ومدت يدها تتلمس كف يدة بنعومة فائقة فتململ إياد حتى افاق

وهو ينظر اليها ومن ثم ينظر الى المكان الذى يتواجد بة مندهشاً

فأعتدل بتكاسل من موضعة وهو يتأوة بشدة

اثر استلقائة على هذة الاريكة الصغيرة

ومن ثم تحدث قائلا……..ياااااة داانا مكسر ع الاخر

ابتسمت آيات وهى تقول…….دا لانك نمت غلط فظهرك وجعك

ومن ثم اردفت قائلة……..انت اية اللى نيمك هنا

إياد بخفوت………مش عارف انا يظهر علية راحت علية نومة

ونمت بهدومى وسبت التلفزيون مفتوح

آطفأت آيات التلفاز بواسطة الريموت كنترول ومن ثم قالت …….

ماانا استغربت لما سمعت صوتة جيت علشان اطفية اتفاجأت بوجودك

تثائب إياد ومن ثم قال………هى الساعة كام دلوقت

آيات بخفوت………الفجر قرب يأذن

قطب إياد جبينة وهو يقول…….ياااة داانا نمت كتير جدا

آيات مبتسمة ………طيب انا داخلة اتوضئ علشان اصلى الفجر عايز حاجة

إياد بخجل……..اة لو سمحتى ممكن فوطة

وعلى الفور مضت من امامة وبعد اقل من دقيقة كانت آتت الية بطلبة

فشكرها بود ومن ثم قال………ادخلى انتى اتوضى

وانا هبقى ادخل بعديكى ولو تحبى ممكن نصلى سوا

شعرت آيات بالسعادة ومن ثم قالت …..ياريت طبعاً وبكدا يكون الثواب اضعاف

وبعد ان انتهوا من اقامة فرضهم حيث كان هو الامام

تحدث اليها قائلا……..حرماً

آيات بخشوع………جمعاً ان شاء الله

تلمس إياد لفقرات ظهرة وبدى على وجهة الالم

فتحدثت آيات بإستياء قائلة……….لسة ظهرك بيوجعك

فاومأ إياد بالايجاب

فتحدثت آيات بندمٍ قائلة………انا اسفة الحق علية انا

كان لازم اخد بالى انك منمتش فـ الاوضة

وكنت طول الليل نايم ع الكنبة

ابتسم إياد قائلا……..طب وانتى ذنبك اية انا اللى راحت علية نومة

آيات بجدية……..طب ممكن تتفضل بقى على اوضتك علشان تفرد ظهرك وترتاح

اندهش إياد بشدة من ردة فعلها ومن ثم تحدث قائلا……..

حاضر اتفضلى انتى وانا شوية وهدخل

آيات بإعتراض……لاء مش هدخل على اوضتى

الا لما اطمن انك دخلت اوضتك

علشان اضمن ان مترحش عليك نومة تانى ع الكنبة

ابتسم إياد لنبرتها العفوية ومن ثم قال مداعباً…….

حاضر ياماما انا هسمع الكلام وهدخل على اوضتى

وهغسل سنانى بالمعجون وهشرب اللبن قبل ما انام

شعرت آيات بالحياء حينما ايقنت انها قد بالغت برددة فعلها

مع انها نابعة من صميم قلبها ولكن كان عليها

ان تتوخى الحذر لكى لا يلاحظ لهفتها علية

فتحدثت بتهدج قائلة………هو ,, يعنى انت عايز لبن

ضحك إياد مقهقهاً ومن ثم قال………انتى صدقتى انا بضحك معاكى

ومن ثم استطرد قائلا…….على فكرة انتى جد اوى ومش سهل الهزار معاكى

آيات بخفوت……..لاء ابداً مش كدا بس دا لانى

مش واخدة ع الكلام والهزار معاك

إياد بحنان……..ان شاء الله مع الوقت هنقدر نفهم بعض اكتر

تنهدت آيات بسعادة واسترخاء بعد قولة لهذة الجملة

ومن ثم نهض الاثنان وتوجة كل منهما الى داخل حجرتة
بداخل انفاسى تغلغلت واشعلت بى النيرانِ
آعدك بأن قلبى سيكون اليك ملجئاً
بشذاك سيبقى طوال العمر معطراً
من بين هذة الشفاة سأدعوك عشقاً
قد ملكنى واحتوانى ومن المجهول تلقانى

…………………..

فى صباح اليوم التالى داخل شقة \ بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

اقبل الصباح مشرقاً ومشمساً

كانت رقية آنذاك داخل حجرة الطهى تعد الافطار للعروسان

فدلف بدر اليها وهو يقول…….بتعملى اية ياام مصطفى

رقية بسعادة ………بحضر الفطار ياابو مصطفى

بعثر بدر بنظراتة لما هو موضوعاً فوق الطاولة ومن ثم قال……..

اية دة انتى عاملالنا حمام وفراخ واية دى

كمان مكرونة بالبشاميل دا فطار ولا غدا

ضحكت رقية ومن ثم قالت……..دا مش علشانك يا ابو مصطفى

دا فطار العرسان

اومأ بدر برأسة وهو يقول…….اةةةة قولتيلى

ومن ثم استفهم قائلا……..اومال فين فطارى ,, انا جعان

ولا نسيتينى وانشغلتى بفطار العرسان

نظرت رقية الية بحب وهى تقول……..وانا اقدر انساك برضوا دا كلام

فطارك جاهز ع السفرة يلا اسبقنى عقبال ما اطلع

الفطار دة لإياد ومراتة وهنزلك على طول علشان نفطر

بدر بجدية……طب متتأخريش فوق ميصحش

رقية مبتسمة…….لاء طبعاً انا هديهم الفطار وهنزل على طول

وعلى المغربية كدا نطلع كلنا نباركلهم ولا اية

بدر بسعادة……..تمام كدا يلا بقى طلعلهم الفطار بسرعة ,, هستناكى

………………..

داخل شقة \ مصطفى العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كانت آيات آنذاك تقرأ وردها اليومى ككل صباح بداخل حجرتها

سمعت صوت رنين جرس الباب فعلى الفور ارتدت نقابها

ومن ثم ذهبت لتفتح للطارق ولكنها تذكرت وجودة بحجرة اخرى

فظلت واقفة تشعر بالحيرة هل تفيقة من نومة ام تفتح للطارق

ولكنها توجهت فـ الاخير الى باب الشقة ومن ثم فتحت

فوجدت رقية مقبلتاً اليها وهى تحمل صينية الطعام بين قبضتيها

ومن ثم وضعتها فوق المائدة وهى تقول……..معلش بقى

صحتكوا من النوم اعمل اية ماانا عارفة انكوا واخدين ع الفطار بدرى

ومن ثم استدارت وضمت آيات الى احضانها وهى تقول…….

صباحية مباركة ياعروسة

آيات مبتسمة من خلف نقابها ……الله يبارك فيكى ياماما رقية

مكنش فية داعى تتعبى نفسك لسة اكل العشا محدش قرب منة

رمقتها رقية وقد ضمت حاجبيها بدهشة ومن ثم تساءلة قائلة………

اية دة يا آيات انتى قاعدة بالنقاب لية ياحبيبتى

تلمست آيات نقابها بتوتر وقد شعرت بالاضطراب

فأزدردت لعابها بصعوبة ومن ثم قالت…….اة يا ماما رقية اصلى ,, اصلى

اة اة اصلى كنت بنشر حاجة فـ البلكونة

رفعت رقية النقاب عن وجه آيات وهى تقول……..

طب خلاص بقى اقلعية وخللى الشمس تنور

ابتسمت آيات بفتور منهك وقلبها يخفق بتلعثم خوفاً من ان يغادر

حجرتة ويشاهدها بدون نقابها فماذا سوف تفعل آنذاك

وعلى الفور استأذنت رقية وغادرت لتترك العروسان يأخدون حريتهم

التقطت آيات انفاسها بعد ان اسدلت النقاب ثانيتاً على وجهها

ومن ثم شرعت بإعداد السفرة

وبعد ذلك توجهت حيث حجرتة واطرقت على بابها بخفوت

وبعد ثوان كان يقف قبالها بوجه الناعس وشعرة المبعثر بعشوائية رائعة

والقى عليها الصباح قائلا……..صباح الخير

اضطربت خفقاتها من رؤيتة هكذا

ومن ثم تمالكت من حالها وقالت بخفوق …….صباح النور ,,

اتفضل الفطار جاهز ع السفرة

واثناء تناولهم طعام الافطار وبالطبع لم ترفع آيات النقاب عن وجهها

وظلت تتناول طعامها من اسفل النقاب مما ادهش إياد بشدة

فتحدثت آيات قائلة………اخبار ظهرك اية دلوقت لسة بيوجعك

إياد بخفوت…….لالاء الحمد لله انا دلوقت احسن

ومن ثم ظل يرنو اليها يريد ان يفاتحها بموضوع النقاب هذا

لما ترتدية امامة بعد ان اصبحت زوجتة

وفى الاخير تحدث اليها قائلا……..ممكن اسألك سؤال

نظرت آيات الية ومن ثم قالت……طبعاً اتفضل

إياد بتردد ……..هو انتى لية لسة لابسة النقاب ادامى

غص الطعام بحلق آيات فظلت تسعل بشدة

فنهض إياد على الفور والتقط كوب الماء ومن ثم اعطاة اليها

فتناولتة بيد ترتجف بقوة حتى كاد ان يفلت من بين قبضتها

وعندما شعر إياد بذلك امسك بيدها الممسكة بكوب الماء

ومن ثم رفع طرف نقابها بيدة حتى ظهر فمها فقرب الكوب اليها

فأرتشفت آيات الماء وقلبها يعتصر هلعاً وخوفاً

ومن ثم اسدلت النقاب فوراً وهى تقول بتلبك…..شششكراً

وبابتسامة لطيفة تحدث قائلا……..الشكر لله

نهضت آيات عن مقعدها وهى تقول……انا هروح اعمل الشاى

فستوقفها إياد قائلا………بس انتى لسة مكملتيش آكلك

آيات بأضطراب……..لاء انا الحمد لله شبعت

وبعد آن اعدت الشاى الية دلفت الى حجرتها واحكمت اغلاقها

ظلت تبكى بشدة الى متى سيظل شعورها بالرهبة يعتصر قلبها

الى متى ستظل تتجنب المواجهة

فالمواجهة سوف تحدث يوماً ما فهى آتية آتية لا محالة

ظلت طوال اليوم بحجرتها لم تغادرها الى عندما اتى جميع

افراد العائلة ليهنئونهم وبعد مغادرة الجميع

مضت الى حجرتها وقبل ان تقبع بداخلها

استوقفها إياد قائلا………مش هتتغدى

آيات بخفوت……..لاء انا مش جعانة

لو تحب انت احضرلك الغدا

إياد مبتسماً…….لاء انا مش جعان ولو جعت هسخن الاكل فـ المايكرويف

فأنصاعت الى رغبتة ومن ثم دلفت الى حجرتها وظلت تبكى على مرارة قدرها

اعلم جيداً ان هذة الحياة مليئة بالالام والاحزان
ولكن هناك نعمة تسمى بالنسيان وهى هبة من هبات الرحمن
فهل سوف تهبها الى وتتناسى ما فعلتة عن اخفائى لشخصيتى الان
ام ستظل تعاتبنى لما فرضة على هذا الزمان

error: