رواية عذراء على حافة الهاوية لكاتبة سما سعيد\كاملة

رواية عذراء على حافة الهاوية لكاتبة سما سعيد\كاملة

 

سأحيا بشفاة مطبقة
ولكن قلبى يصدر ضجيجاً منفعلاً

كان يزرع اروقة حجرتة بحنق وهو فى ذروة غضبة

يصر على اسنانة بشدة ينتظرها بالشقة الخاصة بهم

حتى تأتى من شقة والدية المتواجدة بالدور السفلى ,,

زفر الهواء بأمتعاض عارم وبدأ يتمتم ويتوعد لها حتى آتت الية

توجة اليها بعين جاحظة ,, فخفق قلبها خلف آضلعها ذعراً

وانتفض جسدها ضَعفاً ورمشت عينيها خلف نقابها رهبتاً

وهى تراة يندفع نحوها يغلق باب الشقة بعنف

ومن ثم قام بجذبها بقوة من ذراعها

ودلف بها الى حجرتهم الخاصة وقام بدفعها بحنق حتى هوت ارضاً

تأوهت اثر ارتطامها بأرضية الحجرة فرفعت وجهها الية

وانسابت دموعها الحارة حتى بللت نقابها القاتم لم يلاحظ هذا

ولكنة هاج بحنق وتحدث قائلا\انتى لية معملتيش اللى اتفقنا علية هة

لم يتلقى منها اى جواب

فتحدث بنفس النبرة وهو يقول\ردى علية ,, انا مش بكلمك ,, انطقى

لم يتلقى منها عدا صوت شهقاتها ونحيبها المستمر

فأقترب اليها وداهمها بنزع نقابها الحاجب وجهها الممتقع

فظهرت بشرتها البيضاء التى تتسم بتوردها الطبيعى

وشفتيها الكريزية المرتجفة من شدة البكاء

وعينيها البندقية الوامضة وشعرها البنى الذى تتخللة الكثير

من الخصلات الذهبية الملونة من صنع الرحمن

وتحدث بمضض قائلاً\شيلى البتاع دة ,, ما يمكن

هو اللى كاتمك ومش مخليكى تردى علية

تملكها الحزن والاندهاش اثر فعلتة فتحدثت

بصوت خفيض بائس قائلة\بتاع ,,تقصد نقاب

مش دة كان طلبك ,, مش انت اللى ارغمتنى انى البسة

فتحدث اليها بنبرة هوجاء قائلا\انا اللى آآمرك بية تنفذية

وانتى ساكتة خالص انتى فاهمة

ازدردت لعابها المرير وقالت بخفوت لتتلاشى غضبة\

حاضر يامصطفى حاضر بس نتكلم براحة ,, ومن ثم نهضت

ووقفت امامة وآردفت قائلة\انا عايزة اقولك

ان الموضوع دة مكنش ينفع خالص

تحدث مصطفى بتبلد\آيات ,, هو مش انا قلت تسمعى الكلام وبس

واسطرد بأمتعاض قائلا\مش احنا اتفقنا ان لو حد سألك تانى

عن موضوع الخلفة تقوللهم انك حامل

وبكلمات مرتجفة تحدثت آيات الية قائلة\اقول لهم حامل

ازاى بس يامصطفى ماانت عارف ,, مينفعش

فتحدث اليها على مضض قائلا\تقصدى اية يعنى ,, عايزة تقولى اية انطقى

تحدثت آيات بتوتر قائلة\ابداً ,, والله مااقصد حاجة خالص

فـ هذى مصطفى بحديثة قائلاً\لاء تقصدى ,, انتى ,, انتى عايزة تعرفيهم

عايزة تقوللهم وتفضحينى قدام العيلة

ومن ثم صاح بوجهها قائلاً\مش كدا

تراجعت آيات بضع خطوات خوفاً ومن ثم قالت بتهدج\انا ,,

لا والله انا عمرى مااعمل كدا ابداً

بس انا عايزة اقولك ان الموضوع مش هينفع لانهم هيفهموا كل حاجة

والحكاية هتنكشف وانا هطلع كدابة قدامهم

ومن ثم اردفت بإصرارٍ\ ودة مش ممكن اعملة ابداً

وبعد ان اتمت جملتها تدفقت الدماء بعروقة وهاج كالبركان الثائر

رمقتة بعينين حائرة فكان توجسها كبيراً من ردة فعلة

فلم تكن تعلم ان ردة فعلة ستكون هكذا حينما وجدتة

يهوى بيدة على وجهها بصفعة أهدر بها كرامتها

واشعرتها بمهانة شديدة ,, فوضعت كف يدها برفق على موضع الصفعة

وهنا ثارت آيات وصرخ قلبها بدون صوت وتحدثت

بنبرة هوجاء والدموع تقفز من عينيها قفزاً قائلة\

انت بتضربنى بالقلم يامصطفى ,, بعد كل دة بتضربنى حرام عليك

داانا مستحملة منك كتير آوى من اول يوم جوازنا

صبرى دة ميشفعليش عندك

فاضطرم الشر بعين مصطفى وقال وهو يضغط على ذراعيها بشدة\

بتعايرينى ,,عايزة تفضحينى يا آيات عايزة تقوللهم ع اللى بنا

نزعت آيات ذراعيها من بين قبضتة وقالت بنفاذ صبر\لاء بقى كدا كتير اوى

انت بتعذبنى لية ,, بتتفنن انك تجرحنى وتهين كرامتى لية

مش معنى انى بقولك انى مستحملة يبقى بعايرك ,, لاء

ولو هتسميها كدا يبقى انا فعلاً مستحملة ,,

مستحملة كتير من ست شهور,, ست شهور وانا ساكتة

انا ست ولية احتياجات وانت مش قادر تلبهالى

ارغمتنى انى البس النقاب رغم انى لازم اكون مقتنعة بية

ووافقت علشان مزعلكش ,, كتمت سرك جوايا

وخبيتة عن عيلتك وعيلتى علشان مجرحكش

عشت معاك قدام عيلتك كزوجة سعيدة علشان محدش يشك

وفى الاخر بعد كل دة عايزنى اكدب واقولهم

انى حامل وانا لسة “بنـــــــت”

طب ازاى ,, ازاى الحامل بطنها بتكبر وبيجيلها يوم وتولد

هنبقى نتصرف ازاى وقتها

توجة اليها بكلام لاذع قائلا\مش ذنبى انك مش ست ومش قادرة

تثيرى مشاعرى كزوج العيب فيكى مش فيا

تحدثت آيات بحزن يلامس قلبها وروحها قائلة\

انا ,, انا مش ست,,طب لية ناقصنى اية

ومن ثم تحدثت بكبرياء وثقة دفاعاً عن كرامتها التي أهدرت\

انت عارف انت لبستنى النقاب بعد شهر من جوازنا لية

صمت مصطفى ولم يعلق على حديثها فقط يناظرها بحنق وازدراء

فأسترسلت آيات بحديثها قائلة\لو هتعمل ناسى افكرك,,

لان ربنا رزقنى بنعمة الجمال جمال الوجة والروح

والاخلاق وكل الناس بتشهدلى

فـ غرتك او الاحسن اقول حقدك هو اللى عايز يخبينى عن عيونهم

انت مفكر انى ممكن ابص برة ,, او اسمح لراجل يحتك بية

ولا يتعدى حدودة معايا تبقى غلطان,,

لاء يامصطفى ,, انا لوكنت وحشة اوى كدا مكنتش

والدتك اختارتنى ليك وفضلتنى عن بنات عليتكم

لو كنت وحشة اوى كدا مكنتش استحملت عجزك كل الشهور دى

لو كنت وحشة ,, كنت طلبت الطلاق منك وبحت بكل شئ لعيلتك وعيلتى

لكن انا متربية كويس اووى وعارفة ان الزوجة الصبورة جزاؤها عند الله عز وجل

ظل يكبح جماحة ويعتصر قبضتة بغضب وهو يستمع الى حديثها

ومن ثم لوحت الية بنظرة استجداء قائلة\ارحمنى يامصطفى حرام عليك

انا مستهلش منك كل دة لو صبرى نفذ انت المسئول مش انا

وبعد ان انهت حديثها غادرت حجرتة وذهبت الى حجرة اخرى

رمت بثقل جسدها المحمل بالهموم والاحزان على الفراش

واطلقت العنان لدموعها وشهقاتها الحزينة

التي تركت بداخل قلبها حزناً عميق فظلت تبكى وتبكى دون توقف

فقد تبددت احلامها امام عينيها وكتب عليها الحرمان

انها انثى متزوجة منذ عدة اشهر ٍ

ولكنها لا تجد الزوج الذى يلامس إحتياجها كاإمرأة

فهو لا يهتم لذلك ولا يفكر بمعالجة حالة والذهاب الى احد

الاطباء المتخصصين بحالتة ’’ فقط يهتم بمظهرة واظهار رجولتة امام العائلة

يريد ارغامها ان تكذب بقولها انها تحمل طفلا منة بداخل احشاءها

ولكنة لا يعلم بأن لكل كذبة صدمة ولكل بداية نهاية ولكل قوة ضعفا

فسحقا لتلك الايام التى تمر ولا تحمل فى طياتها سوى الآلآم

……………………

داخل منزل \عائلة العطار
هكذا كان مدون على لوح رخامى بجانب باب العمارة
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

بزغت شمس الصباح وغمرت آشعتها الذهبية المدينة بأكملها

وظهرت السماء الزرقاء صافية

وقفت فى خشوع وابتهال بين يد الله وامامها سجادة الصلاة واقامت

فرضها وهى تتضرع الى بارئها بدموع حارقة

وبعد قليل دلف الى حجرتها فوجدها جالسة على فراشها تقرأ

وردها اليومى كعادتها كل صباح ,,

فتحدث بخفوت قائلا……صباح الخير ياحبيبتى

لم تجاوبة ,, حتى انها ظلت تقرأ بالمصحف الشريف ولم تنظر الية

فأقترب اليها وجلس مقابلها امد بجسدة يستلقى على فراشهم

وقام بوضع رأسة على فخذيها

فصدقت الاية الكريمة وتوقفت عن قراءة المزيد

ومن ثم قبلت المصحف بخشوع وقامت بوضعة بجانبها ,,

طأطأت رأسها الية فوجدت الدموع تنهمر من مقلتية بصمت

والحزن والندم قد بدى على صفحة وجهه ذو البشرة الخمرية

همست بلطف واناملها تتخلل خصلات شعرة الاسود البراق\

بتعيط لية يامصطفى؟؟

احتاج الى الوقت ليستجمع شتات نفسة ويتوقف عن البكاء

وبعد برهة تحدث بنبرة يغلب عليها الالم والندم\سامحينى ياآيات

غصب عنى أنا اسف انى مديت ايدى عليكى

اغدقت عين آيات بالدموع وقالت\اول مرة تضربنى بالقلم

واول مرة تهينى بالشكل دة

تحول بنظراتة اليها وهو ما زال على وضعة\وهتكون اخر مرة ,,

اوعدك ياحبيبتى ,, ومن ثم التقط يديها وظل يقبلهم برقة

اعتذاراً لها على ما بدر منة بالامس

فأنسابت دموعها حتى هبطت الى وجهة ,, فـ انتبة مصطفى لذلك

ومن ثم اعتدل وجلس مقابلها واخذ يمرر اناملة على وجهها الشاحب

ليجفف لآلئ دموعها وتحدث قائلا\انا اسف مش هعمل كدا تانى

ومن ثم جذبها بين ذراعية واسطرد بصوت رخيم\

بس وحياتى متسبنيش ,, متتخليش عنى ,, انا بحبك

ومش ممكن اعيش من غيرك متصدقيش اى كلمة قلتهالك ,,

انتى ست البنات كلهم وانا اللى مش

ابتعدت آيات عن صدرة وقاطعتة عن تكملة جملتة قائلة\

وانت سيد الرجالة كلهم بس لو تسمع كلامى يامصطفى ,,

روح لدكتور متخصص علشان يقدر يساعدنا

نكمل جوازنا ونعيش بسعادة ونلبى لماما رقية رغبتها

بأنها تشوف حفيد من ابنها البكرى بدل ما نكدب عليها

واقول لها انى حامل ودا مش هينفع اكيد

بدت على وجهة علامات الانزعاج ,,

فأسرعت آيات تتحدث بخفوت وهى تحتضن وجهة بيديها\

متتعصبش زى كل مرة ,, احنا لازم نتكلم ونشوف حل فـ المشكلة دى

توجة اليها بعينين منكسرة وقال\مقدرش ياآيات مقدرش اروح

لدكتور ,, طب هقولة اية ,, اقولة انى مش راجل ومش قادر اتمم جوازى

اللى عدى علية شهور ,,اقولة ان كل محاولاتى مع مراتى فشلت

افضح نفسى قدام واحد غريب

ابتسمت آيات مطمئنة وقالت \لية بتقول كدا ,, دا دكتور

ودى مهامة ,, ربنا جعل الطب والدوا ومش عيب ولا حرام

اننا نلجأ لهم علشان يقدمولنا مساعدتهم وخبرتهم

وبأذن الله بيكون الشفاء على ايديهم

ازدرد مصطفى لعابة المرير وقال\طب افرضى طلب منى

عمل جراحة اقولهم اية فـ البيت

تحدثت آيات بصوت رخيم عذب وقالت\مش لازم نقولهم ,, وانا هكون جمبك

ومش ممكن اتخلى عنك ,, بس انت طاوعنى وحياتى

نزع يدها بهدوء ونهض عن الفراش واخذ يتجول بحجرتة

الفسيحة وهو يفكر فى ما قالتة

وفى الاخير نظر اليها وقال بخفوت \اوعدك انى افكر

زفرت آيات الهواء بحزن فها هى الان عادت معة أدراجها الى نقطة البداية

فكل مرة يسايرها ويقول لها انة سوف يفكر بالامر

وبعد ذلك لا يفعل شئ قط

…………………………….

داخل منزل عائلة العطار
وتحديداً بشقة \بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

غادرت آيات شقتها بطلتها البهية المحتشمة

ولكنة احتشام تصاحبة الاناقة والذوق الرفيع

هبطت الدرج المؤدى الى اسفل دلفت الى شقة حمواها

بعد ان فتحت اليها الباب طفلة صغيرة

انحنت آيات الى ان وصلت الى مستواها وقبلتها بحب

على وجنتيها وقالت\اهلا اهلا ملوكة صباح الجمال ياقمر

تحدثت ملك ذات الخمس سنوات قائلة بطفولية\صباح النور ياطنط آيات

ابتسمت آيات وقالت مستفهمة\اومال فين جدو وتيتة

فأجابت ملك قائلة\تيتة بتحضر الفطار وجدو بيصلى

فربتت آيات على رأس ملك وتركتها متوجهة حيث حجرة الطهى

فوجدت والدة زوجها تشرع بأعداد طعام الافطار للجميع

فتقدمت اليها بخطى ثابتة وقالت\صباح الخير ياماما رقية

انتى بتحضرى الفطار ولا اية؟؟

أجابتها رقية بإستياء قائلة…..صباح النور ,, اهو زى ماانتى شايفة

أندهشت آيات من نبرة صوتها فنظرت اليها فى حيرة

ارتسمت على محياها وقالت\مالك ياماما رقية هو فية حد مزعلك

تحدثت رقية بحزن قائلة\اقلعى النقاب وخدى راحتك

محدش هنا غيرى انا وعمك بدر وملك

فأنصاعت آيات الى حديث رقية ومن ثم نزعت نقابها بهدوء

ليظهر وجهها المشرق كالسحاب وشعرها البنى المخصل خصلات ذهبية

وعينيها البندقية الموشحة بدقة بالكحل الاسود الذى يعطى لعينيها

رونقاً وسحراً مضاعفاً

ومن ثم تحدثت آيات بخفوت قائلة\ادينى قلعت النقاب يلا بقى

قوليلى فية حاجة مزعلاكى؟؟

تركت رقية ما بيدها بغضب وقالت\وهو فية اية مش مزعلنى

انا خلاص تعبت مبقتش عارفة اتصرف ازاى بس ياربى

ربتت آيات على ظهرها وقالت\استهدى بالله ياماما رقية

واحكيلى اية اللى مزعلك كدا ع الصبح

انا امبارح سبتك كويسة وزى الفل ومزاجك كان رايق

رقية بحزن\ونعم بالله ,, ولاء يا آيات ولاء مبقاش عندها اهتمام

ببنتها خلاص كل شوية ملك تسأل عنها وبنتى ولا فـ دماغها

اهم حاجة شغلها وبس وسيبالى انا الحمل اشيلة لوحدى

فتحدثت آيات بخفوت وهى تجذبها لتجلس على مقعد امام

طاولة متواجدة بالمكان وقالت\اقعدى بس ياماما رقية واهدى

كدا وقوليلى ,, هى ملك سألتك تانى عن مامتها وباباها

جلست رقية على المقعد وقالت\ايوة يابنتى كل شوية تقوللى ماما

هترجع امتى ياتيتة,,ماما وبابا وحشونى اوى ياتيتة ,,

انا زعلانة منهم ,, انا عايزة اسافرلهم

وكلام زى دة كتير ,, وانا قلبى وجعنى على ملك,,

طفلة فـ سنها محتاجة امها تكون جمبها بس الست

ولاء مش هاممها الا شغلها فـ شركة جوزها

مدت آيات يدها وامسكت يد رقية الموضوعة اعلى الطاولة وقالت\

معلش الغايب حجتة معاة زى ما بيقولوا,, ان شاء الله

ربنا يرجعها وزوجها بالسلامة لبنتهم ولينا احنا كمان

واهو هانت والاجازة بتاعتها قربت كلها شهرين وتوصل

من لندن بالسلامة وتكون وسطينا

تنهدت رقية بضيق قائلة\شهرين ,, اة يا آيات ولاء مش هتنزل مصر الاجازة دى

انا مبقتش عارفة ولا قادرة استحمل بعدها عنى اكتر من كدا

مش كفايا اخوها الصغير إياد اللى مسافركندا ومشفتوش من سنتين

دا حتى محضرش فرحك انتى ومصطفى آل اية مشغول

كلة بقى مشغول وانا اللى فاضية بس لشيل همهم

دول حتى بيتصلوا كل فين وفين انا تعبت بقى

تحدثت آيات مندهشة……لية بتقولى كدا ياماما رقية ,,

ولاء مش هتقدر تنزل الاجازة دى ,,هو فية حاجة لاقدر الله

نظرت رقية حيث آيات الجالسة مقابلها وقالت بأبتسامة شاحبة\

ولاء حامل يا آيات

زالت علامات الذهول التى ارتسمت على محياها واحتلت مكانها

ابتسامة واسعة رسمت على ثغرها تظهر فرحتها بسماعها

لهذا الخبر وقالت\بسم الله ما شاء الله,,آلف آلف مبروك

ربنا يتمم لها بخير يارب

ومن ثم اسطردت قائلة…….هو دة بقى السبب اللى مش هتقدر

تنزل علشانة الاجازة

أومآت رقية بالايجاب وقالت\ايوة يا آيات الدكتور منعها من ركوب الطيارة

وانا قلقانة عليها دى لما كانت حامل فـ ملك جت

قعدت عندى ومكنتش بتشيل اليسمينة من الارض

ضحكت آيات بمرح وقالت\هو دة بقى اللى مزعلك ياجميل

اطمنى على ولاء ,, آدم جوزها معاها واكيد مش هيسيبها يعنى ,,

انتى عارفة أد اية هو بيحبها وبيخاف عليها من الهوا الطاير ,,

اية نسيتى ولا اية؟ داانتى اللى حكيالى لما كانت ولاء حامل فـ ملك

وكانت قاعدة عندك جة هو كمان وقعد معاها

من كتر خوفة عليها ولما كان بيروح الشغل كان كل نص ساعة

يتصل يطمن عليها صح ولا اية؟؟

ضحكت رقية ملء قلبها وقالت\صح ,, ايوة فاكرة آدم دة مجنون رسمى

فأبتسمت آيات وقالت\ايوة كدا اخيراً ضحك القمر ,,ادى قلقك

على ولاء اتحل وان شاء الله لما يحين

ميعاد ولادتها تبقى تنزل هنا على مصر علشان تولد

جمبنا وتحت رعايتك ياست الكل اما عن ملوكة فـ سبيهالى

انا بعرف اتصرف معاها كويس متقلقيش انا وهى صحاب

هقعد معاها وافهمها وهى ماشاء الله رغم صغر سنها الا

انها بتستوعب الكلام على طول

انحنت رقية وربتت بحنان على وجة آيات وقالت مبتسمة\

ربنا يباركلك ياآيات يابنت سهير ويكرمك بخبر سعيد

وتيجى تفرحى بية قلوبنا كلنا

ايقنت آيات مقصد رقية وقالت\كل شئ بأوانة ياماما رقية

ابتسمت رقية وقالت\نفسى اشوف ولاد ولادى كتير حواليا

واردفت مداعبة \اعملولى حضانة واملوها بأولادكم

الحقوا فرصة قبل ماانسى التدريس

ضحكت آيات بمرح وقالت\حاضر يا أبلة رقية

تنهدت رقية بعمق وقالت\يااااة تصدقى يا آيات ان كلمة أبلة وحشتنى

والله بتجينى اوقات اندم انى سبت التدريس بدرى وسويت معاش مبكر

بس اعمل اية فـ عمك بدر الله يسامحة هو اللى لح علية

آل اية علشان اتفرغ لرعاية الولاد ونفسى ومنى عينى

اشوف اولاد مصطفى اللى بدعى انهم ييجوا بقى

انا وعمك مشتاقين نسمع خبر حملك ياحبيبتى

اغدقت عينيها البندقية بالدموع وتحدثت متآثرة\ربنا يسهل يا ماما رقية

انتى بس ادعيلى بتيسير الامور ,, وان ربنا يهديلى مصطفى يااااارب

رمقتها رقية بعينيها الزرقاء وقالت\هو الواد مصطفى مزعلك ولا اية؟

قوليلى وانا اطلعلك عينة ماانا عارفاة عصبى

زى باباة عمك بدر وياما شفت الويل معاة لحد

مااتعودت على معاملتة وربنا هداة بعد ما خلفت مصطفى

ابتسمت آيات بشحوب وقالت\ابداً ياحبيبتى متقلقيش ,,احنا كويسين

ومفيش بيت بيخلى من المشاكل زى ماانتى عارفة

وانا الحمد لله بقدر أتلاشى غضب مصطفى على أد مااقدر

ابتسمت اليها رقية بحب وقالت\ربنا يكملك بعقلك ياآيات ويهدى سركوا

اومال انا اخترتك لية ياحبيبتى لانى من اول مرة لما

شفتك بفرح واحدة صحبتى وانا لقيت فيكى الاخلاق والادب

اللى ملقتهمش فى بنات اليومين دول ولا

فى اى واحدة من اللى كانوا موجودين فـ الفرح

اللى بترقص علنى ادام الشباب واللى بتهزر مع دة ومع دة

واللى حاطة مكياج مغطى ملامح وشها

واللى بشعرها ولابسة فستان اختها الصغيرة

الا انتى ياحبيبتى كنتى ف حالك وعلى طبيعتك ولبسك محتشم

والطرحة مغطية شعرك وبارزة جمال ملامحك

خجلت آيات بشدة وذاد تورد وجنتيها بحمرة الحياء

فقالت رقية مبتسمة\اهو كسوفك دة اللى حببنى فيكى

ربنا كرمنى بيكى زوجة لمصطفى وكرمنى بـ آدم زوج لـ ولاء

عقبال يارب ما إياد يرجع بقى ويفرح قلبى بية

واسطردت بحزن قائلة\ياما انا خايفة الاقية راجعلى من كندا

وجايبلى واحدة اجنبية متعرفش حاجة عن تقاليدنا

ويقوللى بحبها ياامى وعايز اتجوزها

تحدثت آيات بحياء قائلة\ربنا يخليكى لية ياماما رقية

ويفرحك بـ إياد يارب ومتقلقيش على تربيتك لية

اكيد عمرة ما هيعمل كدا

ومن ثم اسطردت مبتسمة\تعرفى انى لحد الان متعرفتش علية

ولا حتى اعرف شكلة اية

أجابتها رقية بحزن قائلة\هتتعرفى علية ازاى وهو سافر قبل

خطوبتكم وجوازكم بسنة ومحضرش الفرح وكمان انا معنديش

اى صور لية ماانتى عارفة ان بعد الحريقة اللى حصلت فى بيتنا

القديم اللى فـ اسكندرية من قبل ما تتجوزى مصطفى وكل

الصور وذكرياتنا كلتها النار

تحدثت آيات بخفوت\الحمد لله ان الحادثة عدت بسلام

وفداكى الدنيا كلها ونحمد الله انكوا بخير

وان شاء الله إياد ييجى بالسلامة واتعرف علية

رفعت رقية يدها الى رب السموات وقالت\يارب يسمع منك

وييجى إياد ابنى بالسلامة

ومن ثم اسطردت بحماس\اقولك واحنا بنحضر الغدا

هحكيلك على إياد علشان لما ييجى تكونى اتعرفتى على شخصيتة

ابتسمت آيات وقالت\تمام اتفقنا ياست الكل ,, يلا اتفضلى حضرتك

وانا هحضر الفطار بسرعة عقبال ما مصطفى ينزل علشان يفطر

لان ميعاد شغلة قرب وكمان عقبال ما عمى بدر يخلص قراءة

الجرنال كالعادة قبل الفطار

تحدثت رقية بمرح وهى تنهض عن مقعدها لتستعد

لمغادرة حجرة الطهى\اة يابنتى والله عادة رخمة

طاب ما يقراها بعد الفطار لازم قبل

ومن ثم تنهدت بعمق وقالت\ربنا يهديكوا يااولادى انتوا وابوكوا

ومن ثم غادرت حجرة الطهى

فضحكت آيات بخفوت وشرعت بتحضير طعام الافطار للجميع

…………….

وبعد تناولهم طعام الافطار غادر مصطفى الى عملة

فهو يعمل كمحاسب بشركة ملابس كبرى

واثناء هبوطة الدرج ومرورة امام شقة عمة وجد منى ابنة

عمة عبد الرحمن تستعد لعبور باب الشقة

فتصنعت انها تفاجأت بوجودة وقالت\ اية دة مصطفى ,,صباح الخير

تحدث مصطفى مبتسماً…..صباح النور يامنى

انتى خارجة دلوقت ولا اية؟؟

فأجابتة منى بتوتر\هة ,,لالاء ابداً بس اصلى

سمعت صوت خبط على باب الشقة فقمت افتح اشوف مين

فتحدث مصطفى وهو يومأ بالنفى…..لاء انا مقصدش على كدا

انا اقصد انك لابسة ومتشيكة ,, فأستغربت هتروحى فين كدا ع الصبح

وبعدين محدش نزل من عندنا وباب العمارة لسة مقفول بالمفتاح

انتى نسيتى انى انا اول واحد بينزل كل يوم يفتحة ويصحى البواب

واردف مبتسماً\وللا سامح سبقنى ونزل قبلى النهاردة

فتحدثت منى وهى تنظر بعينيها البنية القاتمة

الى شفتية مأخوذة بأبتسامتة وقالت\اصلى اشتريت الطقم دة

امبارح بالليل وجيت هلكانة ونمت ملحقتش اجربة

وعلى فكرة سامح اخويا لسة نايم اصلة

معندوش محاضرات النهاردة الا بعد الظهر

فتحدث اليها على عجل وهو ينظر الى ساعة يدة وقال\

طيب بعد اذنك انا اتأخرت ولازم امشى

فتحدثت بلهفة لكى تطيل الحديث معة\هو انت رايح الشركة ولا اية؟

فتحدث اليها مبتسماً\طبعا يامنى اومال هروح فين كدا ع الصبح

فتحدثت بتغنج وهى تلهو بخصلات شعرها الاسود\

طيب انا بقى هبقى اطلع اقعد مع آيات شوية

لانها وحشانى اوى ,, من يومين مشفتهاش

وحتى علشان اسليها وانت مش هنا

ماانت عارف احنا اصحاب اد اية من يوم مااتجوزتها وانا حبيتها لله فـ لله

فأبتسم اليها بود وقال\تشرفى يا بنت عمى ,, وهى كمان بتحبك جداا يامنى

فإبتسمت بإستخفاف وهى تقول\من القلب للقلب

ومن ثم مدت يدها الية تصافحة وقالت\ طب روح انت مع الف سلامة

صافحها على عجلة من امرة وقال\الله يسلمك

ومن ثم هبط الدرج مسرعاً واستقل سيارتة الصغيرة ليغادر الى عملة

احتضنت يدها التى لامست يدة وسار قلبها يطرق بشدة كالطبول

فاسندت جسدها الى الحائط وهى تضع يدها اليمنى

مقابل انفها ذو البشرة البرونزية

تستنشق عبيرة الفواح الذى طبع على يدها اثر مصافحتة

error: