رواية عذراء على حافة الهاوية لكاتبة سما سعيد\كاملة

كيف لعينيكـ آن لاترى

العشق المنبثق إليك من بريق عيني

آنذاك فى مكان آخر
داخل شقة \ سليم عبد السلام الفيومى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

نهضت نجلاء عن المقعد بذعر وهى تقول……..اية ,, شقة

انا هوزع البضاعة المرادى على الشقق

نهض سليم عن مقعدة وهو يقول……اية يابت مالك اتفزعتى كدا لية

ومن ثم اردف بلا مبالاة…….واية يعنى يانوجة خلينا نتوسع شوية

فى شغلنا وكلة علشان ابننا اللى جاى

ابتسمت نجلاء بخفوت ولكن الاضطراب لا يتركها لتهنئ وتهدأ فتحدثت قائلة………

بس ياسليم انا طول الشهور دى وانا بوزع فى الشوارع والاماكن العامة

اية اللى حصل وغير النظام

ابتسم سليم قائلا……..دا نظام جديد يانوجة وهيريحك ع اخر

بدل ما بتمشى فى الشارع وتوزعى وانتى خايفة كدا ,, فى الخفا بعيد

عن عيون الناس هيكون احسن وآآمن ليكى ياحبيبتى

استل سليم من جيب بنطالة ورقة مدون بداخلها العنوان المقصود

فتناولتها نجلاء وأنصاعت للامر وهى جاهلة لما سوف تلاقية

…………………..

داخل فيلا رجل الاعمال \آدم نورالدين
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلف آدم الى غرفتة وهو يشعر بوهن شديد

فوجد زوجتة جالسة على فراشها بإنتظارة وعند رؤيتة تحدثت

بإستياء قائلة……..اية يا آدم كل دة تأخير قلقتنى عليك

نزع آدم سترتة ومن ثم توجة اليها تنهد بعمق

وهو يرمى بجسدة بين ذراعيها قائلا…..

اسكتى ياولاء انا هلكان وتعبان جداااا

داعبت ولاء خصلات شعرة البنية قائلة…….معلش ياحبيبى اهو

كلة علشان خاطر مصطفى وملك

ابتسم آدم بفتور قائلا………وحشونى اوى ولاد الاية

دخلت عليهم لقيت ملك نايمة اما الاستاذ مصطفى صاحى وعايز يلعب

فأنزعجت ولاء قائلة……..ياخبر لسة صاحى داانا رضعتة وقلت للدادة تنيمة

ازاى تسهرة لحد دلوقت ,, بس لما اشوفك الصبح ياست سعاد

فتحدث آدم قائلا…….اهدى ياولاء واحمدى ربنا سعاد مربية كويسة

ماصدقنا اننا لقيناها والحمد لله انها بتحب مصطفى وبتسهر تلاعبة

وكمان بتساعد ملك فـ عمل الهوم وورك بتاعها

ابتسمت ولاء قائلة…….متقلقش ياحبيبى انا مش هزعلها

بس هنبة عليها انها متسهرش مصطفى اكتر من كدا

فتحدث آدم مستفهماً……..المهم سيبك من دة دلوقت

وقوليلى كنتى عايزة تتكلمى معايا فـ اية

وعمالة كل شوية تتصلى بية وتقوليلى يلا تعالى عايزاك فـ موضوع مهم

تنهدت ولاء قائلة…….اة يا آدم لو تعرف اللى حصل امبارح

وانا فـ بيت بابا كنت عايزة احكيلك امبارح

بس انت رجعت متأخر من الشركة وانا كنت نايمة والصبح ع الفطار

ملحقتش احكيلك لانك كنت مستعجل ع الشغل

اعتدل آدم وشخص اليها قائلا……..خير ياولاء اية اللى حصل فية اية

بدأت ولاء بسرد قصة زواج إياد من آيات وهى تشعر بالاستياء

وبعد ان انهت سردها رمقت زوجها لتستشف منة ردة فعلة حيال ذلك الامر

فإبتسم آدم بخفوت وهو يقول………طب والله اللى عملوة

عمى بدر وماما رقية دة عين العقل

آيات كويسة وفيها مواصفات مش موجودة فـ بنات اليومين دول الا نادراً

ومن ثم اردف مستفهماً…….انا مش عارف انتى زعلانة لية

فزفرت ولاء بخفوت ومن ثم قالت………انا معنديش اعتراض على شخصها

انا كل اعتراضى على موضوع ان اخويا يتجوز من ست كانت متجوزة

وفوق دة كلة ارملة واديك قلت بنفسك مواصفاتها مش موجودة

فـ بنات اليومين دول وهى مش بنت وإياد اخويا كان يستحق بنت مش ست

ضحك آدم بصخب مما اغاظ ولاء بشدة ومن ثم تحدث قائلا……..

ياااااااة داانتى تفكيرك رجعى جدا ,, طب وفيها اية يعنى مدام متفاهمين

ولاء بإمتعاض………كان ممكن معترضش لو كانوا بيحبوا بعض

لكن دول اجبروا على الجوازة دى إياد علشان يرضى بابا وماما

وآيات علشان خوفها من رجوعها لبيت عايش فية جوز مامتها

آدم مستفهماً………اة صحيح انتى مقلتليش

لية آيات رافضة تعيش مع جوز مامتها

اكتفت ولاء بقول………لانها بتكرهة لانة اخد مكان والدها الله يرحمة

ربت آدم على كف يدها وهو يقول……..متقلقيش ياحبيبتى

مش يمكن دة خير ليهم ومين عارف ما يمكن العشرة

تخليهم يقربوا من بعض ويحبوا بعض

ومن ثم اردف مداعباً…….ويعيشوا فـ تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات

وخزتة ولاء بصدرة وهى تقول بإستياء………يعنى هو دة وقت للهزار يا آدم

آدم بجدية……..على فكرة انا مبهزرش العشرة فعلا بتولد الحب

وهما الاتنين قريبن جدا من سن بعض ومتعلمين

والاتنين روحهم هادية اكيد هيتفاهموا على طول

ولاء بإستياء….يا آدم انت مش فاهم ازاى بس هيقدر إياد يقرب منها

وهو عارف انها كانت مرات اخوة انت فاهم ازاى

آدم بخفوت…….فاهم والله ياولاء بس زى ما قلتلك

هم فـ الاول اكيد هيتعجبوا من الوضع الجديد

بس فـ الاخير هيتآقلموا ع الوضع مع العشرة

تنهدت ولاء بفتور قائلة……انت شايف كدا

اومأ آدم رأسة بالايجاب

فأقتربت ولاء وتوسدت صدرة بعد ان شعرت ببعض الاسترخاء

بعد حديثها مع زوجها

……………………………

فى احدى ضواحى القاهرة العتيقة
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

وامام منزل عتيق تصدعت جدرانة البالية

وصلت نجلاء الى العنوان المقصود المدون بالورقة

التى اعطاها سليم اليها لكى تصرف الية البضاعة

صعدت الدرج بخفة حتى وصلت الى الشقة المقصودة

والتى كانت بالطابق الرابع ,, طرقت على بابها طرقات خفيفة

ففتحت اليها إمرآة فى اواخر العقد الثالث من عمرها

يبدوا وانها الخادمة نظراً لملابسها الغير مهندمة

فتحدثت نجلاء قائلة………مدام ساسو موجودة

الخادمة بخفوت……..ايوة موجودة ,, اقولها مين

نجلاء مبتسمة…….قوللها نجلاء جيالك من طرف سليم الفيومى

فجحظت عين الخادمة وقد تملكها الاضطراب والريبة

همهمت الخادمة قائلة ………..مرات سليم

فعلى الفور تحدثت اليها بلهفة ونبرة خفيضة …….. امشى من هنا امشى

مفيش حد بالاسم دة موجود امشى بسرعــــــ

ولكن بترت الخادمة جملتها حينما وجدت سيدتها تقبل اليهم

فعلى الفور غادرت الى حجرة الطهى

اندهشت نجلاء مما قالتة تلك الخادمة

لماذا تحثها على المغادرة هكذا ومن ثم توجست خيفة

وقد طرأت على خاطرها هواجس اشعرتها بالذعر

لماذا هذة الخادمة شعرت بالخوف من مجيئها الى هنا

هل لكونها لا تعلم هويتها

هل سليم زوجها يعرف تلك الخادمة

هل يعنفها لذلك شعرت بالذعر حينما تلفظت بأسمة

ام هل المنزل مراقب من قبل رجال الشرطة

فشهقت بقوة لتلك الهاجسة الاخيرة فعلى الفور استدارت

لتعود ادراجها من حيث آتت

فإستوقفها صوت متغنج يقول……..استنى ياحلوة ,, انتى نجلاء

فأستدارت نجلاء بتثاقل وقد بث الرعب بداخلها

فأومأت بالايجاب دون ان تنبت ببنت شفة

فأبتسمت تلك السيدة الفاتنة التى تتسم بجمال الوجة

وصفاء البشرة والعيون الوامضة والتى كانت ترتدى

زى قصير يفضح العورات اكتر مما يسترها

فعلى الفور تحدثت تلك المرأة بدلال…….انا فوفا صديقة مدام ساسو

ومن ثم اردفت مستفهمة………وانتى بقى نجلاء اللى باعتك سليم

وحينما شعرت تلك السيدة التى تدعو فوفا بإضطراب نجلاء

امسكتها من معصمها وهى تقول……ادخلى ياحلوة متخافيش

مدام ساسو منتظراكى من بدرى جوة فى اوضتها

فنزعت نجلاء معصمها من بين قبضة يد تلك السيدة وهى تقول……

لاء انا مش هقدر ادخل ممكن حضرتك تديها الحاجة

وانا همشى على طول

شرعت نجلاء بإخراج الاكياس البيضاء من داخل ملابسها الداخلية العلوية

وهى تقول……دى البضاعة اللى بعتها سليم معايا

فعلى الفور اوقفتها فوفا عن فعلتها وهى تقول…..يخرب بيتك ادخلى هنا

قالتها وهى تجذب نجلاء الى داخل الشقة وقامت بإغلاق الباب ومن ثم قالت…..

انتى عايزة تودينا فـ داهية كلنا وتخرجى الحاجة كدا على باب الشقة

ازدردت نجلاء لعابها ومن ثم تحدثت بتهدج قائلة……..

معلش اصل ,, اصل دى اول مرة اوزع فى الشقق

ضحكت فوفا ضحكة رقيعة ومن ثم قالت……..

اةةةةة ,, فهمت ,, طيب ياحبيبتى اول مرة

ومش هتكون اخر مرة

ومن ثم اشارت الى ردهة ما بداخل الشقة وهى تقول……..

اخر الطرقة دى فية باب بتكون اوضة المدام

ادخوللها عقبال ما اعملك حاجة تشربيها

ومن ثم تركتها ومضت من امامها

بعثرت نجلاء بصرها بكل اروقة المكان وهى تشعر بالريبة

تملكتها مشاعر قوية تحثها على الرحيل

ولكن لم تأتيها الجرئة لكونها وعدت سليم

انها سوف تقوم بكل ما يأمرها بة فقط ليتركها تحتفظ بجنينها

خطت نجلاء خطواتها المترددة الى ان وصلت امام الحجرة المقصودة

طرقت عدة طرقات خفيضة فسمعت صوت انثوى ناعم يأذن لها بالدخول

فأدارت نجلاء مقبض الباب حتى فتح

فوجدت امرأة لا تقل مواصفات عن المرأة التى استقبلتها

واذنت اليها بالدخول واعلمتها مكان مدام ساسو

ابتسمت المرأة قائلة……….انا ساسو انتى مين

فأجابتها نجلاء بخفوت…….انا نجلاء وبعتنى سليم الفيـــــــــ

بترت نجلاء جملتها حينما وجدت من يكمم فاها من الخلف بمنديل ذو رائحة نفاذة

ظلت تقاوم هذة اليد القوية التى تملكتها بشدة

ولكن قواها قد خارت وهوت على ارضية الحجرة

بفعل المخدر الذى وضع بداخل هذا المنديل

وبعد ما يقارب الساعتين افاقت نجلاء فوجدت حالها مسطحة

فوق فراش بحجرة لم تشاهدها قبل ذلك شعرت بألم شديد بأسفل احشائها

وفجأة دلف اليها زوجها سليم وقد ارتسمت ابتسامة صفراء على محياة

جلس مقابلها على حافة الفراش ومن ثم قال……..

حمد الله ع السلامة يانوجة

نجلاء بذهول…..سليم ,, هو انا فين اية المكان دة

سليم بإستخفاف…انتى لسة فـ بيت مدام ساسو

نجلاء بإندهاش……..طب واية اللى نيمنى هنا

ومن ثم صمتت وكأنها تتذكر شئ فعلى الفور تحدثت بلهفة…….

سليم ,, سليم البضاعة ,, الحق فية واحد خدرنى وانا داخلة

الاوضة للمدام ووو ,, ليكونوا سرقوها

فتحدث سليم بخفوت ثقيل قائلا…..البضاعة اتاخدت خلاص وانا اللى خدرتك

اتسعت حدقة عينيها بعد تفوهة بتلك الجملة

ومن ثم قالت………لية ,, لية كدا ياسليم ,, عملت فية كدا لية

علشان تتهمنى انى ضيعت البضاعة ,, انا معملتش حاجة

اكيد هما اللى اخدوها منى

سليم بتبلد….البضاعة معايا هما مااخدوهاش

هما اخدوا حاجة تانية

ومن ثم استطرد بإستياء مصطنع……اخدوا ابننا يانوجة ,, ادعيلة بالرحمة

فغرت نجلاء فاها بذهول وجحظت عينيها من فرط الفاجعة التى

وقعت على مسامعها للتو,,فانفرجت شفتيها المرتجفة وتحدثت قائلة…….

ابنى ,, انتوا عملتوا فية اية

زم سليم شفتية ومن ثم تحدث بإستخفاف قائلا………

عملنا حاجة بسيطة جدا يا حلوة نزلنا العيل ,, خلاص بح ,, مفيش حمل

ظلت نجلاء تومأ بالنكران لما قالة,,تلمست احشائها

وهى تأن من الالم رفعت الغطاء فوجدت حالها تسبح فى بركة من الدماء

فصرخت بهوجاء وهى تقول………لالالالالالالالاء ابنى

هبطت دموعها بغزارة وهى تقول……مش ممكن مستحيل

تكونوا موتوة حرام عليكوا حراااااااام

ومن ثم تغاضت عن اوجاعها الجسمانية

وهبطت عن الفراش ,, توجهت الية وتقبضت ياقة قميصة وهى تقول بحنق…..

اة ياواطى ياعديم الاحساس انت اية معندكش رحمة

ازاى ,, ازاى تموت ابنك بأيدك ازاى ,, ازاى تسمح لهم انهم يعملوا

كدا فى مراتك ,, ازاى تسيبهم يسقطونى حرااام عليك انت معندكش قلب

نزع يدها التى تتقبض ياقتة ومن ثم قال بتبلد…….

اللى يقف قدام مصلحتى ادهسة تحت رجلى

ومن ثم نهض عن الفراش وهو يقول……..

اخلصى يالة غيرى هدومك علشان نروح ع البيت

ومن ثم اتجة الى الخزانة واستل منها حقيبة بلاستيكية

دفعها الى الفراش وهو يقول…….انا جبتلك غيار معايا من هدومك

غيرى بسرعة وانا هستناكى برة

وقبل ان يغادر وجدها تتحدث قائلة……….

ياااااة دانت كنت محضر لكل حاجة ,,

قصدت انك تبعتنى للمكان دة علشان تتخلص من ابنى

استدار اليها ومن ثم قال بتهكم………وانتى لسة واخدة بالك ياموزة ,,

ومن ثم استطرد بحدة………اخلصى يلة خلينا نغور

كانت دموعها تتطاير من مقلتيها بغزارة

تمالكت من حالها وهى تقول بصرامة………طلقنى يا سليم

ضحك سليم بإستخفاف ومن ثم قال…….نعم ياروحى

اطلقك ,, دا لما تطلع روحك ياامورة انا مبطلقش

عادت دموعها تقفز من عينيها وهى تقول بحنق…….

انا بكرهك ومستحيل ارجع معاك بعد اللى انت

عملتة فية وفى ابنى

اومأ سليم بالايجاب ومن ثم قال ……..اممممم تمام ياحلوة

ما ترجعيش معايا وخليكى هنا

نجلاء على مضض……..هنا فين ,, انا هرجع عند اهلى

ضحك سليم بصخب وهو يقول……..اهلك مين ياام اهل

اعملى حسابك انك لو مرجعتيش معايا دلوقت حالا هتفضلى هنا فى الشقة دى

ومن ثم اردف بتبلد…..ولمعلوماتك ياقطة ,, الشقة دى شقة “مشبوهة”

ولو مرجعتيش بهدوء هسيبك فى الشقة هنا

واوصى عليكى مدام ساسو انها تقدمك للزباين بتوعها

اللى بيجولها علشان يتمتعوا بالحلوين اللى ذيك

اقتربت الية قاصدة صفعة وهى تقول……..اة ياواطى يامنحط ياعديم الرجولة

فتصدى سليم اليها ومن ثم قال………وحياة امك لو كانت ايديكى لمست وشى

كنت وريتك شغلك داانا كنت قتلتك فيها

سليم الفيومى مفيش راجل قدر يعلم علية

تقوم تيجى واحدة ست تمد ايديها علية

دا يبقى اخر يوم بعمرك

نجلاء بسخط………منك لله هتروح من ربنا فين

وبعد طول مجادلة وشد وجذب

انصاعت نجلاء الى حديثة

وابدلت ملابسها وعادت معة الى منزلها

فعودتها مع ذالك الندل افضل من مكوثها بشقة مشبوهة كهذة

وهى تعلم جيداً اذا بقيت بهذة الشقة ماذا سوف يحل بها

فمن الطبيعى ان تتحول لامرأة ساقطة من يد رجل الى اخر

…………….

صباحاً اول آيام عيد الفطر المبارك
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

وبعد تأديتهم لصلاة العيد غابت آيات عن انظار رقية من كثرة عجئة المصلين

فهاتفت إياد على الفور واعلمتة بالامر والذى جاء اليها

وبصحبتة والدة وعمة عبد الرحمن وسامح

وعندما استفهموا منها عن ما جرى

تحدثت رقية بأضطراب قائلة………احنا بعد ما خلصنا الصلاة

واحنا خارجين اديها فلتت من ادية وتهنا عن بعض فـ الزحمة

فتحدث عبد الرحمن قائلا ………دورتى عليها كويس يا ام مصطفى

رقية بإستياء ………دورت يا ابو منى بقالى ساعة وملقتهاش

ربت إياد على كتف والدتة وهو يقول…….طب اهدى ياامى ان شاء الله هنلاقيها

فتحدث بدربإستياء قائلا………ماهى لو معاها موبايل كان

زمانا اتصلنا بيها وعرفنا مكانها

سامح مستفهماً……..هى تعرف تروح من هنا لوحدها يا مرات عمى

رقية بإنزعاج …..مش عارفة يا سامح البيت بعيد عن هنا

وآيات مبتخرجش خالص انا قلقانة عليها اوى ومن ثم شرعت بالبكاء

فتحدث إياد قائلا………طب بصوا خليكوا هنا ودوروا عليها

وانا هروح اشوفها فـ البيت يمكن تكون رجعت

فتحدث بدر قائلا……..طيب ياابنى هندور عليها يمكن

تكون واقفة فـ اى ركن مستنية

وانت اول ما تروح البيت اتصل بيا وعرفنى

اذا كنت لاقتها ولا ملقتهاش

……………………

داخل شقة \ بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلف إياد الى الشقة وهو يلهث بقوة بحث عنها بجميع الحجرات

حيث كانت آيات تعد وجبة الافطار لحين عودتهم

وعندما سمعت صوت أحداً بالشقة

غادرت حجرة الطهى عندما نوى إياد البحث عنها بداخلها

فإصطدما الاثنان ببعضهما

ادى ذلك التصادم الى ترنح إياد بوقفتة وإرتدادة عدة خطوات الى الخلف

اما آيات فسقطت على الارض

وعندما آدرك إياد الامر اقترب اليها وامسكها من ذراعيها حتى اوقفها ثانيتاً

فشعرت آيات بقشعريرة تملكت بجميع اعضاءها لم تهدأ تلك القشعريرة

الا عندما ترك إياد ذراعيها

ومن ثم تحدث بإسف قائلا ………لامؤاخذة انا آسف مأخدتش بالى اعذرينى

شردت آيات بتفكيرها وهى تتذكر ان ذاك التصادم الذى حدث بينهما يعد الثالث

فالتصادم الاول حدث منذ سنوات عندما كانت تنوى الدخول الى المترو

وكان هو ينوى المغادرة فأدى الى تصادم بينهما

والتصادم الثانى حدث حينما كانت بهذة الشقة تحمل حقيبة

الطعام التى تحتوى على السمك النئ لتقوم بأعدادة بشقتها بالاعلى

حيث كانت تسير بالممر المؤدى الى الدرج الاعلى

وكان هو يهبط الدرج الى اسفل فأدى ذلك الى التصادم ووقوعها على الارض

ولم يغيب عن خاطرها تلك الكلمة التى نعتها

بها بدعابة بذلك اليوم وهى “السارقة” حينما وجد معها

الحقيبة التى كانت تحتوى على الطعام النئ

واثناء صمتها تحدث اليها قائلا………انتى كويسة

ابتسمت آيات من خلف نقابها وهى تقول……تعرف ان دة تالت تصادم ما بينا

اندهش إياد وهو يقول تالت تقصدى تانى

ارتبكت آيات بشدة وهى تقول……….ايوة صح عندك حق

إياد مداعباً……..امممممم شكلك ضعيفة فى الحساب

فتحدثت آيات بخفوت…….المرة اللى قبل دى اتهمتنى بالحرمية

المرادى بقى هتقول علية اية

إياد بمرح………..هقول “هرابة”

ومن ثم تحدث بجدية………انتى اية اللى رجعك ع البيت

احنا قلبنا الدنيا عليكى وامى قلقت جدا لتكونى تهتى

شهقت آيات قائلة……….ياخبر هى ماما رقية مسمعتنيش

قطب إياد جبينة قائلا……..مسمعتش اية؟؟!!

آيات بخفوت……..اصلنا واحنا خارجين من كتر الزحمة ادينا فلتت من بعض

ولما حسيت اننا هنتوة عن بعضنا قلتلها انى هسبآها ع البيت

ومن ثم اردفت بأسف ……..بس يظهر انها مسمعتنيش

فأبتسم إياد قائلا………طيب خلاص حصل خير كويس انك متهتيش

وعرفتى ترجعى ع البيت

ومن ثم استطرد مبتسماً…….وانتى بقى بتعملى اية فـ المطبخ

ابتسمت آيات قائلة………انا كنت بسوى القرص اللى عجناها

انا وماما رقية قبل ما نروح صلاة العيد

وبغتة شهقت بقوة وهى تقول بصياح……..القرص فـ الفرن

ومن ثم استدارت متجهة الى شعلة البوتجاز وفتحت باب الفرن ومدت يدها

تلتقط الصينية دون مراعاة بأنها شديدة السخونة فصرخت آيات متألمة

فهرول اليها إياد وهو يجذب يدها وعلى الفور قام بوضعهم تحت صنبور المياة الفاتر

ومن ثم تركها هكذا وذهب بإتجاة البراد واخرج منها مكعبات الثلج

ووضع قطعة تلج على اناملها كانت آيات تبكى بألم شديد

فأجلسها إياد على المقعد المتواجد بحجرة الطهى وذهب مهرولا الى حجرتة

وبعد ثوان كان آتياً اليها وهو يحمل بين يدية انبوب

يحتوى على كريم للحروق هكذا كان مدوم اعلاة

فألتقط يدها وقام بوضع بعضاً من الدهان على اناملها

تناست آيات آلامها وهى تشاهد لهفتة عليها وخوفة الشديد

اقشعر جسدها وهى تشعر بأناملة تتلمس اناملها بخفوت

قطع شرودها صوت رنين هاتفة المحمول فترك اناملها

وقام بغسل يدية من اثر الدهان

ومن ثم استقبل المكالمة وهو يقول……..السلام عليكم ايوة يابابا

………………..

لاء يابابا متألقش انا لاقتها فـ البيت

………………

نظر اليها وهو يقول ….. متصلتش لية معلش اصل

فأومأت آيات بالنفى لتحثة على عدم اخبارهم لكى لا يقلقون عليها

فتحدث إياد الى والدة قائلا………..معلش يا بابا يظهر انى نسيت

…………………

ايوة يابابا والله هى موجودة اهى

…………….

طب خلاص تيجوا بالسلامة

ومن ثم اغلق الخط

فتحدثت آيات قائلة……….كويس انك متكلمتش

إياد بإنزعاج………انتى اللى كويس كدا تحرقى صوابعك مش كنت تاخدى بالك

فتحدثت آيات بخفوت قائلة………..اصلى خفت لا القرص تتحرق

إياد بإستياء ……ياسلام يعنى القرص ولا صوابعك

ومن ثم اقترب اليها وامسك بيدها اليمنى ليطمأن

على ما تسبب بة ذلك الحرق

فأرتعشت اناملها وجسدها بأكملة اثر لمستة الحانية

فلاحظ إياد ارتجافها فتحدث قائلا……..اية مالك بتترعشى كدا لية

نزعت آيات اناملها من بين يدية وهى تقول……..ابداً اصل اللسعة بتوجعنى

إياد مبتسماً……..الحمد لله انها جت على قد كدا

والمرهم اللى دهنتهولك دة مش هيخليها تفأفأ

ومن ثم استأذن قائلا……..بعد اذنك هروح ابدل هدومى

عقبال ما بابا وامى يوصلوا

فأكملت آيات ادخال الصوانى الباقية الى الفرن بأستخدام يدها اليسرى

وابعدت يدها اليمنى خلف ظهرها لكونها حينما تقترب من اللهب

وتتعرض للحرارة تأن من الالم

ذهب إياد الى حجرتة بعد ان ترك باب الشقة مفتوحاً على مصراعية

كما ترك تلك المتيمة الهائمة ببحور العشق

تبتسم بخفوت ولكن قلبها يصدر ضجيجاً هى فقط من تستطع الشعور بة

كل شئ يحدث فى هذة الحياة بإرادة الله
آتمنى أن تلقى عيني بسحرها الية
ليرى حبيبى ما اراة فية
فقلبى العاشق سيقود خطواتة الي وسوف تستمر بالمضى
حتى تأتى الى جانبى
وآنذاك لن تكن هناك نهاية لقصة عشقنا
وتذكر حبيبى دائما تذكر هذة الكلمات
فحبنا محيط من قبل نيران متأججة
علينا آن “نحترق” بها لكى نعبر ونعيش بسلام فى النهاية

…………………

فى حجرة الطعام واثناء جلوسهم حول المائدة

يرتشفون الحليب الساخن مع القرص الطازجة

انزعجت رقية من مشاهدة آيات بتلك الحالة فقالت بأسى………

لية بس كدا يا آيات ما كنتى تستنينى لما اجى

آيات بخفوت………الحمد لله ياماما رقية دى حاجة بسيطة

رقية بإنزعاج………اة بس لو كنت سمعتك وانتى بتقوليلى

انك راجعة ع البيت يمكن كنت لحقتك ومكنش دة حصل

تدخل إياد قائلا……..خلاص يا امى الحمد لله وان شاء الله

على بالليل هتكون كويسة بس هى تدهن من المرهم دة كتير

علشان تخف بسرعة

نظرت آيات الية بسعادة وتذكرت لهفتة عليها

لاول مرة يتلمس اناملها بتلك الرقة والنعومة

لقد انتابتها مشاعر لا تقوى حتى عن وصفها

حينما كانت اناملها بين راحة يدية

فتحدثت رقية قائلة………يلا بقى ياقمر ادخلى ارتاحى جوة فـ اوضة ملك

علشان العمال هييجوا النهاردة يبدلوا العفش بتاع شقتك

بكرة كتب الكتاب ياحبيبتى

فتحدثت آيات قائلة………..حاضر ياماما رقية بس ابقى صحينى

علشان نحضر الغدا سوا

بدر بإستياء……غدا اية وانتى ايدك ملسوعة بالشكل دة

ملكيش دعوة انتى وارتاحى خالص ومتنسيش تدهنى المرهم علشان

على بكرة تكونى كويسة وتقدرى تمسكى القلم وتمضى ع القسيمة

فضحكت رقية قائلة………اية ياابو مصطفى انت نسيت

ان آيات بتكتب بإديها الشمال

شهق إياد ومن ثم تحدث مداعباً ……….شولة !!

فخجلت آيات بشدة ولكنها ابتسمت بخفة

فتدارك بدر الامر وهو يقول……..اة صحيح داانا نسيت خالص

طيب كويس كدا هتعرفى تمضى بس بردوا لازم ترتاحى يابنتى

ومن ثم توجة بحديثة الى ابنة قائلا…….وانت ياإياد تعالى معايا على اوضتك

عايز اتكلم معاك شوية

فنهض إياد خلف والدة اما عن آيات فانصاعت الى الحاح

رقية ودلفت الى حجرة ملك واستلقت على فراشها دون ان تنزع النقاب

وبين الفنية والاخرى تتآوة من اثر الحرق ولكنها تتلاشاة فور تذكرها

ما فعلة إياد لاجلها

تكاد أن تقسم بأن الحنان والعطف والرقة والرجولة ايضاً خلقوا فقط لأجله

ولكن لما نمتنع عن الحديث ونؤذى انفسنا بآيدينا

أنها سعادة ملفتة للانتباة

حينما يصبح القلب هائماً غارقاً فى بحور لوعة الحب

فالعشق لغز كبير العشق غموض

وطريقة عميق كأعماق البحار

فيغرق العاشقين بة الى ذروة روحهم

…………………..

داخل حجرة المعيشة بشقة \ بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلف إياد بصحبة والدة الى حجرة المعيشة

ودار هذا الحوار الهام بينهماً

بدر مبتسماً…….خلاص يا إياد هتتجوز اخيراً هشوفك عريس

إبتسم إياد بطرف شفتية ولكنها لم تكن ابتسامتة المعتادة

ولكنها ابتسامة تنم على السخرية

من تلك الكلمة فتحدث بإقتضاب قائلا…….اة عريس

شعر بدر بإنزعاج ابنة فتحدث بحكمة قائلا………

بص يا إياد طبعاً انت مش صغير واكيد انت مقدر

سبب الجوازة دى آيات غلبانة وملهاش حد غيرنا واديك شفت معاملة جوز

امها ليها شكلها اية البنت مغلوبة على امرها

وبتستنجد بينا علشان منسبهاش وطبعاً علشان نسكت لسان اى

حد يجيب فـ سيرتها كان لازم الجوازة دى تتم

إياد بتوتر شديد…… بس يا بابا آنا

لم يلبس بدر ان يدع ابنة يستكمل جملتة فبادر بجدية قائلا…….

انا عارف ان الموضوع هيكون صعب عليك زى ما هو صعب عليها

بس انا متأكد ان العشرة هتخليكوا تقربوا من بعض

وآنذاك دلفت رقية اليهم بكوبين من الشاى الساخن

فيبدوا انها استمعت الى اخر جملة تفوة بها زوجها

فتحدثت بحنان قائلة وهى تجلس بجانب ابنها………

حبيب قلبى والله احنا حاسين بيك ومقدرين شعورك كويس

انك هتكون زوج لواحدة كانت مرات اخوك الله يرحمة

بس زى ما باباك قالك كدا ان العشرة هتخليكوا تولفوا على بعض

انت وآيات روحكم هادية وفيكم طباع كتير من بعض وقريبين من سن بعض

وآيات ست الستات علشان كدا اخترتها لاخوك من وسط بنات كتيرة

واخترتها ليك لانها جوهرة لو سبناها ترجع تعيش مع زوج والدتها

الجوهرة دى لمعانها هيروح وقيمتها هتهبط ولا انا ولا باباك هنرضى بكدا ابداً

إياد بإعتراض……..بس يا امى جوز امها كان ممكن نتكلم معاة ونخلية

يحسن معاملتة معاها شوية واكيد هيعاملها زى بنتة

فإستاءت رقية قائلة………بنتة اية بس ياابنى انت مش فاهم حاجة

فشعر إياد بوجود شئ ما لا يعلمة وعندما نوى الحديث

قاطعة بدر قائلا……….اية يا إياد احنا هنرجع لنقطة البداية

انا شايفك كدا رجعت فـ كلامك وعايز تغير رأيك

نظرت رقية الي ابنها لتستشف شعورة

ولكنة اجاب والدة بإسترخاء تام وقد عاد يرسم بسمتة

الجذابة على شفتية………لاء يابابا ابنك راجل ومبيرجعش

فـ كلامة مهما حصل

فضمتة رقية بحب وحنان ومن ثم قالت بإمتنان………

ياقلب امك ربنا يريح قلبك ويكتبلك السعادة والهنا يارب

فتحدث بدر مبتسماً……يبقى على بركة الله

وان شاء الله نكتب الكتاب بكرة على خير ان شاء الله

ومن ثم استطرد بجدية قائلا…..فية موضوع كمان كنت عايز اتكلم فية معاكوا

وبالاخص انتى يا ام مصطفى

فشخصت رقية الية بإهتمام وهى تقول……..خير يا ابو مصطفى اتكلم

بدر بخفوت……….بالنسبة لإياد وآيات انا عايزهم يعيشوا فـ عيشة منفصلة عننا

فإنزعجت رقية قائلة……….لية كدا بس ياابو مصطفى ما تخلينا زى مااحنا ماشيين

فإجابها بدر بحنان قائلا……..انتى قلقانة كدا لية هو انا بقولك يعيشوا برة البيت

انا بس كل قصدى اننا نسيبهم براحتهم علشان ياخدوا على بعض بسرعة

بدل ما نكتفهم ونكبس على نفسهم بوجودنا معاهم

ع الفطار وع الغدا وع العشا كمان

فتدخل إياد قائلا………ملوش داعى يا بابا خلينا زى مااحنا

فتحدثت رقية بسعادة بعد ان ادركت الامر……..لاء يا إياد كلام باباك صح

انتوا تعيشوا فـ عيشة لوحدكوا فـ شقتكوا كدا احسن

إياد بإعتراض……..بس يا امى

رقية بمرح……..مفيش بس ومفيش مانع كمان انكوا تخصصوا يوم

تنزلوا تقضوة معانا نفطر ونتغدى ونتعشى سوا

هاة اية رأيكوا

بدر بسعادة……….فكرة حلوة اوى

إياد بإستسلام……….اللى تشوفوة

……………..

عصراً داخل شقة \ مصطفى العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

آنذاك كانوا العاملين يبدلون الاثاث القديم بأثاث حديث

قد اختارة بدر على ذوقة كهدية للعروسان بمناسبة زواجهم

احضر اليهم صالون ’انترية’ سفرة’حجرة اطفال’حجرة نوم

تحف وتابلوهات ونجف واباچورات وكل شئ

وعندما شاهدتها آيات شعرت وكأنها بشقة جديدة

اما عن مشاعر إياد فلم تتغير فدوماً يشعر بأنها شقة شقيقة رحمة الله

حتى ولو ابدلوا الاثاث فشعورة لم يتبدل بتاتاً

استدعى بدر ابنة الى خارج الشقة

تحدث بدر الية وهو يشير الى اللوح الرخامى المدون علية

شقة \ مصطفى العطار وقال لة بأن من الانسب

ان يبدل ذلك اللوح الى شقة \ إياد العطار

فأبى إياد ذلك الامر بشدة وقال لوالدة ودموعة تسبق حديثة

انة لن يمحى اسم شقيقة من امام شقتة حتى لو توفى

وحتى لو ابدلوا الاثاث

فدوما سيظل اسمة موجود وستظل هذة الشقة بأسم شقيقة

فأحتضن بدر إياد بشدة وقد تملكتة مشاعر مختلطة فظل يبكى مبتسماً

error: