رواية عذراء على حافة الهاوية لكاتبة سما سعيد\كاملة

وكأننا كالارجوحة التى تتأرجح ما بين الماضى والحاضر

فى صباح اليوم التالى \ داخل شقة \مصطفى العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

افاقت آيات اخيراً من اغمائها فوجدت حالها بمفردها بالحجرة

وعندما وجدت خراطيم المغذيات موصولة بذراعيها

نزعتهم بدون تروى وعلى الفور غادرت حجرتها

فوجدت رقية تجلس ببهو الشقة وهى تبكى لفراق ابنها

وعندما رأت آيات تحدثت بخفوت قائلة……

اية اللى قومك يا بنتى ولية شلتى المحلول

آيات بلهفة……..إياد ,, فين إياد ياماما رقية

بكت رقية وهى تقول…….إياد سافر يا آيات سافر

شهقت آيات بحزن قائلة………اية ,, سافر ,, سافر فين

رقية بحزن……..سافر على لبنان

فتحدثت آيات بعدم استيعاب قائلة……لية فجأة كدا طب ,, طب هيرجع امتى

فأجابتها رقية بألم……كنت مفكراة مجرد كلام لما جانى امبارح وقاللى

انة مسافر على لبنان وهيمسك فرع الشركة اللى هناك

ازدردت آيات لعابها المرير ومن ثم قالت……..يعنى هيستقر هناك

اومأت رقية بالايجاب وهى تبكى بشدة

فعلى الفور رمت آيات بجسدها على الاريكة وهى تهمهم قائلة…….

هربت لية ,, طب كنت استنى وواجهنى

لية تعذب نفسك وتعذبنى معاك ,, لية

واة على هجر ادمانى وعصف بكيانى واوجع وجدانى

وجعلنى اعانى من آلم حرمانى

…………………..

داخل شقة \ عبد الرحمن العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلف سامح اليهم بوجة متهلل وهو يقول……….باركولى انا نجحت نجحت

فعلى الفور آتاة والدة عبد الرحمن وهو يقول……..والتقدير

سامح بشموخ……..امتياز ياوالدى مع مرتبة الشرف

فضمة عبد الرحمن بسعادة وهو يقول…..اهو كدا عفارم عليك

هو دة ابنى حبيبى اللى من صلبى

فأمتعض سامح ومن ثم تحدث بمرح……..ياخبر يعنى لو

كنت جبت تقدير اقل مكنتش هبقى من صلبك

فأجابة عبد الرحمن بجدية قائلا……..لاء داانا كنت اتبريت منك

ومن ثم ربت على كتف ابنة وهو يقول….هاة تحب هديتك تكون اية

فأجابة سامح على الفور…….عربية اكيد

وفى ذلك الوقت خرجت كاميليا من حجرتها وهى تتثائب قائلة…..

عربية بحالها اة ياابن الطماعة

فأعترض عبد الرحمن قائلا……..لاء عربية كتير علية ,, العربية

دى انت اللى تشتريها لنفسك ومن مرتبك علشان تحافظ عليها

فأقتربت كاميليا وضمت سامح وقالت…….. الف مبرووك ياسامح

المهم دلوقت آدم جوز ولاء لسة عند وعدة

يعنى هيشغلك معاة فـ شركتة

سامح مؤكدا …….طبعا ياماما ومش انا لوحدى لاء داانا ورامى اخوة كمان

انا كنت بساعدة انا ورامى وهو اعجب بنشاطنا

ووعدنا بعد تخرجنا هيشغلنا معاة فى شركتة

فتساءلت كاميليا بلهفة……..ورامى جاب تقدير اية

سامح بسعادة……..طبعا ممتاز ياامى

هو احنا كنا بنلعب دااحنا دحيحة وجامدين ونعجبك اوى

فتهلل عبد الرحمن قائلا…….الف مبروووووك ليكم انتم الاتنين

عقبال ما اباركلك لما تستلم شغلك

كل هذا يحدث على مسمعٍ من منى التى كانت تجلس بحجرتها

تنتظر ما سيحدث بين آيات وإياد بلهفة خبيثة

ولم تهتم بأن تخرج لتبارك لشقيقها على تخرجة من الجامعة

ولكنها بعد مرور يومان تهللت اساريرها وشعرت بسعادة غامرة فور معرفة

مغادرة إياد وترك آيات وسفرة بغتة الى لبنان

………………….

بعد اسبوعين داخل شقة \ بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

شفت يا بدر مش انا قلتلك وانت مصدقتنيش اهو اللى حسبتة لقيتة

هكذا تحدثت رقية بإستياء

فأجابها بدر بحزن قائلا…….ايوة يارقية احنا شكلنا اتصرعنا لما جوزناهم لبعض

اهو إياد سابها وسافر بعد 10 ايام من جوازهم

فتحدثت رقية بحزن قائلة…..طب وبعدين هنعمل اية دلوقت

هنسيبها متعلقة كدا لا طايلة متجوزة ولا مطلقة

تحدث بدر بإمتعاض قائلا…..انا مش عارف بس اية اللى جرالة

ماكان مقتنع بالجوازة اية بس اللى حصل وقلبة عليها كدا

رقية بإستياء……..دا حتى لما بيتصل يطمنا علية

مبيكلفش خاطرة ويسأل عليها

وهى ياعينى مبتتكلمش ودائما مسهمة وساكتة

وانا مخبية عليها انة رافض حتى انة يكلمها

صمت بدر لثوان ومن ثم قال…….تصرفة دة وراة حاجة

والحكاية دى فيها إنَ ولازم نعرفها

………………….

داخل شقة \مصطفى العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كانت آيات تجلس بحجرة المعيشة

تمسك بالريموت كنترول بيدها تقلب بقنوات التلفاز بسأم وبلا مبالاة

احرقتها كلمات تلك الاغنية العظيمة

واشعرتها بالحنين الجارف فأخذت تستمع اليها ومع

كل حرف ينطق تبكى بمرارة وغزارة شديدة

حاسه انى وحيده وحيده وفـ دنيا بعيده بعيده

ولاحدش جنبى من كل حبايبى

ولاحيله قلبى غير التنهيده

تعالالى يابا تعلالى تعلالى يابا

الدنيا اما تضيق حواليا وتغمى عنيا

بحلم بسنين حلوه هنيه وانا لسه صبيه

ايامى فرحى ولياليا احلام ورديه

وانت بتدعيلى وترقينى مايفرح فيا عدوينى

تعالالى يابا تعلالى

تعلالى يابا تعلالى واحيينى بعطفك

تعلالى بحبك وحنانك وبكل عواطفك

محتاجه اطمن بوجودك وارتاح على كتفك

اغضب تسامحنى وترضينى

واغضب تنصحنى وتهدينى

تعلالى يابا تعلالى تعلالى يابا

يابا تعلالى تعلالى يابا تعلالى

وحياة العشره اللى خيالها مفارقشى خيالى

وحياة الايام الحلوه والقلب الخالى

مالناش فى الدنيا غير بيتنا

يحمي دمعتنا وفرحتنا

تعلالى يابا يابا يابااااااا تعلالى

احتاجك وبشدة واكثر من ذى قبل

لذا حبيبى حاول جاهداً ان لا تطيل الغياب اكثر من ذلك

حاول ان تتناسى ما تسببت بة اوجاعنا

وآتى الى ليلتئم قلبى المحطم

وسأعطيك وعدى لن اوجة اليك اى كلمة عتاب

فقط عد الى على الفور ولا تتركنى اتعذب اكثر من ذلك

……………….

بأرض المحبة “لبنـــــان”
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كان يجلس خلف مكتبة يزاول عملة بأنهماك شديد

وبغتة شعر بضيق فترك مكتبة ونهض عن مقعدة وهو يزفر الهواء بحنق

ومن ثم مسح على وجهة ومررأناملة بين خصلات شعرة الحريرى بإضطراب

ظل يتذكر كلمات والدتة وهى تستفهم منة

عن سبب مغادرتة فجأة وكيف انها تمتعض منة

بكل مرة يهاتفها ويرفض ان يتحدث الى زوجتة

غمرتة الاحزان وذكريات تلك الحبيبة ظلت راسخة بذهنة لا تفارقة

لقد اشتاق اليها كثيراً اقسم انة لن يستطع البقاء بعيداً عنها اكثر من ذلك

لا يستطع العيش بدونها فلحظات فراقها شديدة الصعوبة فخفقات قلبة

تنبض لاجلها هكذا دائما يكون شعور العاشق

ولكنة الكبرياء

كيف لة ان يتعايش مع ذلك الواقع المرير

كان لابد ان يرحل دون اى مقدمات

تراءت الية ذكريات الماضى

احتقن وجهه واغدقت عينية الزرقاء بالدموع

وهو يتذكرها عندما كانت ملقاة على ارض حجرتها فاقدة للوعى

ولم يكن هذا ما ازعجة بقدر انزعاجة لكونة رأها حاجبة وجهها بالنقاب

كما امرها عندما قال لها انه لا يفضل ان يرى وجهها ثانيتاً

وبأنها من الافضل ان تظل حاجبة وجههاً عنة

لانة كرة رؤيتها ,, فأمتثلت الى رغبتة وحجبت وجهها ثانيتاً

كان لابد علية من المغادرة كيف سيظل الى جانبها

بعد ان علم الحقيقة ,,

حبيبتة ومليكة قلبة لثلاث سنوات كانت زوجة لشقيقة

ومن ثم اصبحت زوجتة بعد وفاة شقيقة كيف يعقل هذا

كيف استطاع ان يشعر بكل تلك المشاعر نحوها

فمهما انكر لن يهرب من تلك الحقيقة

فلقد احبها مرتين فأصبح عشقها بقلبة عميقاً بشدة

عشق جمال ووجة الاولى وذاب بطيبة وروح الثانية

وهو لم يكن يعلم بأن الاثنتان شخصيتان لانثى واحدة

فراقكِ عصيب فآثناء غيابكِ آشعر بالوحدة

والتى تمزقنى وتقتلنى بلا رحمة

…………………………..

داخل شقة \ عبد الرحمن العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كانت منى تجلس بشرفة منزل والديها

فدلفت والدتها اليها وجلست برفقتها

ومن ثم دار هذا الحوار بينهما

كاميليا بعدم استيعاب………انا مش قادرة افهم اية اللى حصل ما بين آيات وإياد

منى بسعادة……..اللى حصل انة اكتشفها على حقيقتها

قطبت كاميليا جبينها وهى تقول……..ازاى يعنى مش فاهمة

منى بإرتباك……اة ,, انا يعنى اقصد انة مرتحش معاها

ماانتى عارفة ان مصطفى الله يرحمة مكنش مرتاح وهو عايش معاها

وبصراحة عمى ومراتة ظلموا إياد لما جوزوة للست هانم

ومن ثم استطردت قائلة ……… إياد دة كان عايز بنت انما بنت

جمال وكمال ومال مش ياخد واحدة خرج بيت زى دى

وكمان ارملة يعنى وش نحس

كاميليا بإمتعاض……..عندك حق ,, بس تعرفى يابت يامنى

انى لما فكرت كويس لقيت ان مصطفى الله يرحمة

كان لية تصرفات عجيبة وتخنق,, يعنى منعها من الخروج

واجبرها انها تلبس النقاب ومنع عنها التليفونات ودائما

كان صوتة عالى وهى هبلة كدا لا بتهش وللا بتنش

وبصراحة بعد عملة مصطفى مع اخوكى سامح وانة يمسك

فى خناقة ويتهمة مع مراتة زعلتنى اووى من مصطفى

وعرفت انة مش طبيعى وانها استحملتة وفوق دا كلة كانت بترجعلة

كادت منى ان تعترض على حديث والدتها الذى اشعرها بالحنق

ولكن فى تلك اللحظة دلف عبد الرحمن والدها من باب الشقة

وحينما شعرت كاميليا بوجودة نهضت على الفور وذهبت بأتجاهة

ومن ثم تحدثت قائلة…….اية دة كلة ياعبد الرحمن

كل دة قاعد ع القهوة مشبعتش لعب طاولة

عبد الرحمن بسعادة….اهو من زهأى ياام منى

كاميليا مستفهمة…..طب هتتعشى اسخنلك الاكل

ابتسم عبد الرحمن قائلا……..ايوة بسرعة انا ميت م الجوع

ونفسى مفتوحة ع الاخر

اندهشت كاميليا من نبرة صوتة المتهللة وابتسامتة المرتسمة على محياة

فسألتة قائلة…….خير ياابو منى شكلك مبسوط يعنى

عبد الرحمن بسعادة….خير ياام منى جهزى نفسك يوم الخميس

الجاى فية ضيوف مهمين جايين يزورونا

قطبت كاميليا جبينها وهى تقول مستفهمة……ضيوف مين دول؟!!!!!!

عبد الرحمن بسعادة……..عريس جاى هو واهلة علشان يشوفوا بنتك

اخرقت هذة الكلمة اذن منى وهى تغادر الشرفة بخفوت

فعلى الفور اندفعت اليهم وهى تقول…….انتوا بتقولوا اية؟

فتهللت آسارير كاميليا ومن ثم تحدثت بلهفة….بجد ,, بجد يا عبد الرحمن

الضيوف دول جايين علشان يشوفوا منى

عبد الرحمن مؤكدا…الله وهو انا هكدب يعنى ,,

ومن ثم استطرد قائلا…….انا كنت قاعد ع القهوة انا واخويا بدر

ولقيت شاب طويل اسمرانى بتاع 39, 40 سنة كدا

قعد معايا وفاتحنى بالموضوع وحدد معايا ميعاد يوم الخميس الجاى

انة يجيب اهلة وييجوا علشان يشوفوا منى

ولو اتفقنا يبقى الخطوبة الخميس اللى بعدة

فتحدثت كاميليا مستفهمة……..طب وهو عرف منى ازاى

عبد الرحمن مبتسماً…….هو قاللى انة شافها وهى خارجة

فى يوم معاكى وسأل عليها وجة كلمنى

فتهللت كاميليا قائلة….يافرحتى ياماانت كريم يارب الحمد لله

فأنزعجت منى بشدة وهى تقول…….انتوا مبتردوش علية لية

وكمان مين قال انى عايزة اتجوز

عبد الرحمن بخفوت……اية يامنى انتى مش بنت ولا اية

وكل بنت مسيرها للجواز وانتى الكبيرة وانا نفسى افرح بيكى قبل ما اموت

منى بأمتعاض ……يابابا بقولكوا انا مش عايزة اتجوز

ازاى بس تقابل الراجل دة وكمان تديلة ميعاد

وتحددوا كمان ميعاد الخطوبة

فتدخلت كاميليا قائلة………يابت ابوكى محددش حاجة

العريس هو اللى حدد وقال لو حصل وفاء

يبقى خير البر عاجلة ,, مش كدا ياابو منى

فأومأ عبد الرحمن بالايجاب

فهاجت منى قائلة……..اةةة دا اذا حصل بقى والوفاء دة مش ممكن يحصل

فأستاءت كاميليا قائلة….ياساتر يارب لية كدا يابنتى

بكت منى وهى تقول……لانى معرفوش ومبحبوش

ومخترتوش واظن دة من حقى

فصوب عبد الرحمن نظرات الحنق اليها وهو يقول…..

حب اية وكلام فارغ اية جالنا اية م الحب دة ياست هانم

اديكى كبرتى والعمر جرى بيكلى وانتى اللى قدك خلفت وعيالها بالمدارس

كادت منى ان تعترض فأسكتها والدها قائلا بصرامة…….

العريس جاى يوم الخميس وهتقابلية وهيحصل وفاء

وهتتجوزى يامنى لو مكنش بمزاجك هيكون غصب عنك

ومن ثم اردف بنبرة هوجاء قائلا …… انتى سامعـــــــــة

………………….

وجاء يوم الخميس وآتى “سليم” العريس

وكان بصحبتة والدتة وعمة وزوجة عمة وعمتة وشقيقة الاصغر “ماجد”

خرجت منى اليهم على مضض بعد ان تلقت صفعة

على وجنتها صباح اليوم من والدها لكونها

كانت ترفض الاستعداد لمقابلة العريس وعائلتة

فإستاءت عايدة والدة العريس لكونها لاحظت كبر سن منى

فطمأنها سليم بانها لم تتعدى الثلاثون بعد

وهو لم يكن على علم بعمرها الحقيقي

والذى تخطى الثلاثون بالفعل

جلست منى بجانب والدة زوجها المستقبلية

صوب ماجد شقيق سليم نظرات غير مريحة نحو منى

صرح سليم اليهم انة كان متزوج من قبل

ولكن زوجتة تعانى من امراض نفسية وعصبية

ومنذ اشهرٍ وهى بمشفى الامراض النفسة

بسبب فقدانها لوالدتها وشقيقتها بحادث مروع

وانة يود ان يتزوج لكى يستكمل مشوار حياتة

فأحترم عبد الرحمن مصارحتة والتى كان على علم بها من قبل

فقلد تقص عبد الرحمن عن سليم ولكنة وجدة لا يشوبة اى شئ

عدا انة كان متزوجاً قبل ذلك

فهو موظف حكومى بشركة الكهرباء وراتبة الشهرى جيد

لقد اتخذ سليم مهنة حكومية لكى يبعد الشبوهات عنة

وبعد مد وجذب اتفقا العائلتان على كافة المستلزمات المطلوبة

وحددا ان الشبكة وعقد القران بيومٍ واحد والزفاف بعد ذلك بشهر

وبعد مغادرة سليم وعائلتة

دلفت منى الى حجرتها واغلقت الباب بإحكام

وظلت تبكى وتبكى حتى الصباح

………………….

بعد يومان داخل شقة \ مصطفى بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كانت آيات تجلس بالشرفة فمستها كلمات تلك القصيدة

التى قد قفظت بغتة الى خاطرها لتوها والتى كانت تستمع اليها

منذ سنوات فأعجت بها انذاك

ولكن الان جعلتها تبكى بأنهيار وحزن عميق

لماذا أسلم للبحر أمرى وأمنح للريح أيام عمري

و هل فى البحار سوى العاصفات تروح بلؤم و تغدو بغدر

و كيف أصادق في الصبح مداً و في الليل أمنح ودي لجزر

تعبت من البحر لكن قلبي يصر على البعد عن بؤس بري

لمــــــــــاذا

تعالى حبيبي فما فات مات و ما هو آت جميل كصبري

أمد أليك يدي بإشتياقي و دمع حنيني من العين يجدي

تناديك روحي و نزف جروحي و قرع فؤادي على باب صدري

فلا تتجاهل ندائي حبيبي فإنك تعلم ما بي و تدري

تعبت من البحر لكن قلبي يصر على البعد عن بؤس بري

لمــــــــــاذا

اخرجها من شرودها صوت عدة طرقات خفيضة على باب شقتها

فجففت دموعها وعلى الفور توجهت لتفتح الباب للطارق

ولكنها كانت تشعر بالارهاق الشديد

فلقد شحبت ملامحها تتضاءلت شهيتها بعد مغادرتة

ادى الى شحوبها وضعف جسدها واصبح مهزولاً

اصبح قلبها يغمرة الاحزان لفقدانة فكل مرة تهاتفة

يغلق الخط بوجهها وبعد ذلك تجد رقمة غير متاح

وبعد ان فتحت آيات للطارق وجدت ملك الصغيرة

تهلل بسعادة قائلة………طنط آيات خالوا إياد بيكلم تيتة فـ التليفون

وكأن قلبها كان كالارض التى اجدبت وباتت يابسة

وبعد سماعها هذة الكلمة هبطت الامطار الغزيرة

وارتوت هذة الارض القاحلة وانبتت شوقا وحباً كبيراً

وعلى الفور تحدثت وهى تنظر الى الصغيرة قائلة…….

صحيح ياملك ,, طب هو اللى بعتك تنادينى

ملك بطفولية……لاء ياطنط هو مكنش عايز يكلمك

بس انا سمعت تيتة وهى بتتخانق معاة وقالتلة لازم انة يكلمك

تراءت على شفتيها ابتسامة شاحبة ومن ثم قالت…….

صح كدا ماهو مش معقول هيغير رأية

ويتنازل ويكلمنى بعد كل الايام دى

ومن ثم تحدثت مبتسمة ولكن الاحزان كانت تتلبس نبرتها المتألمة

فلقد اشجاها تجنبة لسماع صوته فقالت…….

مش مهم المهم انى اكلمة واسمع صوتة

واقولة انة وحشنى وحشنى اوووووى

…………..

آنذاك داخل شقة \ سليم الفيومى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

ماجد بحنق………انا مش قادر افهم اية اللى خلاك تخطب واحدة زى دى

سليم بتبلد……..ومالها منى فيها اية

ماجد بإستياء……ياسلام يااخى على برودك

انت جاى تتجوز واحدة ليها عيلة كبيرة زى دى

انت عايز تفضحنا قدامهم

سليم بخفوت………طب اهدى كدا وتعالى اقعد

جلس ماجد بجانب شقيقة ومن ثم قال………

اقولك ومتضحكش علية

شخص ماجد الية وهو يقول………اتكلم ياسيدى وخد راحتك

سليم بخفوت……حبيتها

فغر ماجد فاة وجحظت عيناة ومن ثم قال……..اية حبيتها

ومن ثم لم يتمالك من حالة وضحك بصخب

فأستاء سليم بشدة ومن ثم قال……تصدق انى غلطان

لانى فتحت قلبى لواحد اهبل ذيك

ماجد وهو يحاول الهدوء……قلب ,,

وهو سليم الفيومى عندة قلب من اصلة

سليم بإستياء…….ايوة عندى وبعرف احب

ماجد بسخرية……والله ,, يظهر انك نسيت كل اللى عملتة فى

نجلاء المسكينة اللى بهدلتها معاك

وفى الاخر اتجننت واترمت بمستشفى المجانين

نهض سليم عن مقعدة وهو يقول بتأفف………نجلاء حاجة ومنى حاجة

ماجد بأستخفاف…..واية الفرق بقى ياناصح

سليم بإمتعاض…..قلتلك حبيتها ما تفهم بقى

ماجد بخفوت……طيب هفهم وهصدق بس امتى وازاى وفين

جلس سليم ثانيتاً ومن ثم قال…….كانت ماشية مع امها

من كام يوم كانوا بيشتروا طلبات

فشفتها وهى بتتخانق وبتعلى صوتها ع الاخر قلبى دق وقلت هى دى

فتحدث ماجد بإمتعاض……..يالهوى وكمان شرشوحة انت اتجننت

ومن ثم استطرد بجدية……انا ابتديت اقلق منك وعليك

رمقة سليم بجدية ومن ثم قال…..لية بقى اية اللى مخوفك

لو ع الشغل اطمن خالص منى مش هيكون ليها علاقة بشغلنا

ماجد بدهشة بالغة……اية ,, انت هتبعدها عن شغلنا

داانا كنت مفكرك متجوزها علشان تاخد مكان نجلاء وتوزع البضاعة

سليم منافياً……..لاء منى هتكون بعيدة انا مش عايزها تعرف

لانى مش عايز اخصرها

ماجد مستفهماً…….طب افرض عيلتها سألوا عنك

سليم بلا مبالاة……..مايسألوا انا لا غبار علية زى ما بيقولوا

اطمن على اخوك ياماجد انا مش عيل ومش معنى انى

حبيتها يبقى اخسر لقمة عيشى

ماجد مستفهماً…….طب والبضاعة

سليم بجدية……احنا محتاجين نهدي شوية اليومين دول

ماجد بإستخفاف……لية بقى ياعريس

سليم بتهكم……علشان الحكومة الايام دى مفتحة عنيها علينا

ماجد بجدية……عندك حق وخصوصا بعد تبليغ نجلاء عننا

سليم بحنق……يللا اهى اخدت نصيبها وغارت

……………………

فراقك عصيب وشعورى بالوحدة آصعب

فأثناء غيابك آشعر بها

تقتلنى وتمزقنى بلا رحمة

داخل شقة \ بدر العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

دلفت آيات بخطى مسرعة فوجدت رقية لازالت

تتحدث الى ابنها عبر الهاتف الارضى

وعندما رأت آيات اعطتها السماعة دون ادنى كلمة

ومن ثم جذبت ملك برفقتها واغلقت الباب خلفها

رفعت آيات سماعة الهاتف بجانب اذنها

فجائها صوتة العذب وهو يقول……..طب يا امى انا هقفل بقى

لان عندى شغل كتير ,, محتاجة حاجة

فتحدثت آيات بلهفة قائلة…….لاء ,,,,,,,, استنى

اتسعت حدقة عينية بعد سماع صوتها الشجي

الحزين تلعثمت خفقات قلبة بشدة

فأطلق اسمها بخفوت من بين شفتية قائلا…….آيات

فتآوهت آيات بخفوت بعد سماعة يتلفظ بأسمها

لاول مرة من بين شفتية

ظل يستمع الى صوت تنهيداتها المتهدجة فعلم انها تبكى

فأغمض عينية بقوة ومن ثم تحدث قائلا…….عاملة اية؟

فشهقت بشدة وهى تقول بتهدج…….اااانا كويسة

فتحدث بخفوت قائلا……..طب بطلى عياط علشان متتعبيش

آيات بحزن شديد………ومين قالك انى مش تعبانة

إياد متأثراً……..مش لوحدك اللى بتتعذبى

آيات بإستياء……طب ولية ,, لية نعذب روحنا بأدينا

لية نجرح نفسنا وننزف واحنا فـ ايدينا الدوا

إياد بإمتعاض……..ساعات الدوا بيكون مر زى العلقم

تنهدت آيات بألم قائلة…….إياد

اغمض عينية بقوة وخفق قلبة شوقاً اليها

بعد ان تلفظت بأسمة

ومن ثم اردفت قائلة……حرام عليك تعذبنى كل العذاب دة

دا جزائى لانى حبيتك

إياد بمضض……..حب مش من حقى

آيات بإصرار…..لاء من حقك انت ,, انت وبس

انت اول حب نبض قلبى علشانة

انت الانسان الوحيد اللى حبيتة واتمنيتة يكون شريك حياتى

هبطت دموعة الى وجنتية وهو يستمع الى حديثها

واعترافها بعشقها الية فدوماً كان يتمنى ان يستمع الى تلك الكلمات

تخرج من فاها ولكن بظروف غير الذى وضعوا بها دون ارادة

وعند صمتة حثتة آيات على الاجابة قائلة……..ارجوك رد علية

قوللى انك مصدقنى وكفايا عشان خاطرى متعذبنيش اكتر من كدا

إياد معاتباً…….طب لية متكلمتيش

آيات بصراخ…انا جبانة جبانة وضعيفة الشخصية ,, ارجوك سامحنى

إياد بحزن…….كان ممكن اسامحك لو صارحتينى بعد وفاة مصطفى

لكن انتى اتماديتى فى خداعك لحد امتى ,, معرفش ,, معرفش

كنتى هتستمرى على اخفاء شخصيتك عنى بعد جوازنا لحد امتى

كنت اتمنى لما كلمتك فى المرسم بتاعى بعد عرض فكرة جوازنا

انك تكونى اشجع واوضح من كدا وكنتى كشفتى عن شخصيتك

وتسيبينى اختار لكن انتى اتماديتى وسكتى لحد ما تم جوازنا

كنتى عايزة تجبرينى انى اعيش معاكى وارضى بالامر الواقع

كنتى منتظرة انى اسامحك وانسى خيانتك

آيات بخفوت ….انا مخنتكش

إياد بحدة…لاء خنتينى ,, انتى حبتينى انتى ,,

لو كنتى حبتينى كنتى استنتينى

آيات بحزن عميق…….استناك وانا معرفش عنك حاجة

انسان قابلتة فى المترو واعجب بيا واعجبت بية وكتبلى جواب

كنت عايزنى اعمل اية وانا محتارة مش عارفة

انت بتتسلى ولا حبك حقيقى

ومن ثم استطردت بحدة…….قبل ما تحاسبنى حاسب حالك الاول

لو كنت مذنبة فى حق حبك فاانت اكتر منى وشايل ذنب اكبر

عارف لية ,, لانك السبب فى كل اللى حصل دة

لو كنت حبيتنى بصحيح كنت دورت علية وسألت عنى فى الكلية

ايامها كانت فرصة لقائنا هتكون اسهل

لو كنت حبيتنى مكنتش سبتنى وسافرت ولو كان سفرك ضرورى

كنت اتقدم واطلبنى وانا كنت هستناك كل السنين دى

والعمر كلة وانا راضية

لو كنت عملت كدا كنت وفرت علينا كل اللى بيحصل لنا دة دلوقت

كنت رحمتنى من عذابى وكل اللى جرالى

ظل يستمع الى صوت نحيبها الاليم الذى يقطع احشائة

فلم يستطع الاستمرار فى سماع المذيد

كما انة لم يجد اجابة لما قالتة,,

فلملم إياد شتات حالة وهو يقول…….انا اسف مضطر اقفل

آيات بلهفة……..طب ,,طب قوللى هترجع امتى

إياد بإقتضاب……..معرفش

آيات بلوعة……..هستناك

إياد بإمتعاض…….لاء احسنلك تنسينى لانى مش هرجع

ولو رجعت مش هقدر اكمل معاكى

اول مااقدر اخد اجازة هنزل على مصر واطلقك

وبعد كدا هرجع واسافر تانى

ظل يستمع اليها فيبدوا انها انخرطت فى نوبة هستيرية من البكاء المرير

فأردف قائلا ……. عيشى حياتك وانسينى وانا كمان هنساكى

آيات بحروف تكاد تستوعب من كثرة بكائها…..طب ادي لعلاقتنا فرصة تانية

خليك عندك لحد ما تهدى راجع نفسك بس من غير ما تيجى علية

متحكمش عقلك لانة هيظلمنى

حكم قلبك لانة بيحبنى وبعد كدا قرر وانا هنتظر قرارك

إياد بحسم …..انا قررت خلاص وقرارى قلتهولك

انا هعتبر انى ملقتكيش او الاحسن هعتبر انى مقابلتكيش من اصلة

وبعد ان انهى جملتة اغلق الخط وهو مستاء بشدة

فالسماء الان مليئة بالنجوم وقلبة مليئ بالهموم وعينية مغدقة بالدموع

فظل ينحب ويبكى بغزارة كطفل صغير تعرض الى الضرب المبرح

لم نعانت ونكابر بالحب فهذا الآخير لم يستطع آحداً العبوث معة حتى الآن

……………………

تركت آيات السماعة تهبط من بين قبضتيها

شعرت وكأنها طائر صغير يحلق بين الامطار

يبحث عن مخبئ فعن بعد رمق شجرة كبيرة

وعلى الفور توجة اليها ليحط فوق اغصانها ليتوارى اسفل اوراقها

ولكنة حين وصل اليها وجدها مجردة من الاوراق واغصانها متهدلة وبالية

فظلت الامطار تعصفة بلا توقف

غادرت الحجرة والشقة بأكملها صعدت الدرج بخطوات مترنحة وهى تتذكر

اخر الحديث الذى دار بينهما ,, الطلاق,, الانفصال ,, الفراق

هل سوف يتركها ثانيتاً بعد ان جمعهم القدر لتصبح من نصيبة

كيف ستتعايش مع هذا الواقع المؤلم والجائر

فاصعب شعور عندما تكون مشتاقاً لاحدهم

غاب عنك وتركك وحيداً

فتظن آنها مسألة وقت لا اكثر

لكنك لا تستطع الصمود حتى ينقضى ذلك الوقت

فبعاد الحبيب يزبح الروح ويدمى القلب

ظلت تتوكأ الحائط وهى تصعد الدرج

وبغتة تملكها دوار حاد ادى الى تساقطها وانحدارها

فوق الدرج فهبطت الدرج بأجمعة وهى تتخبط بالحائط

وفى الاخير استقرت على ارضية الممر المؤدى الى شقة حمواها

وقد تخضب وجهها بأكملة بدماءها التى سالت بغذارة من مقدمة رأسها

error: