رواية عذراء على حافة الهاوية لكاتبة سما سعيد\كاملة

آهاتى تتعالى آصواتها وتصرخ بداخلى تناجى عودتكـ

كيف ستمر حياتى بدونك

ليس لى مكان آنتمى إلية خلاف عينيك

آثق بحبك وبأنة يوماً ما سوف يقودك لتعود إلى

ولكن حتى يحين ذلك الوقت

سأعيش بقلب شاغرحزين ينتظرك على آمل

فأنا آؤمن بآنك هناك فى مكان ما تفكر بى مثلما افكر بك

فمنذ رحيلك وحتى نلتقى مرة آخرى لن آسمية وداعاً

الى آن آراك مجدداً سأكون هنا آتذكرك وآشتاقك دوماً

لن يكون لدى دموع للبكاء فقد جفت جميعها منذ رحيلك

هناك شئ لا آستطع نكرانة

وهو يقينى بآنك عائد إلى لا محالة

تعتقد آنت بآننى قوية لآحيا بدونك

ولكنك لا تدرى بآننى ضعيفة هشة

وبأننى آقوى بقربك آنت

سأنتظرك بأمل لا ينقطع آبدا

ولكن لا تغيب مطولاً وكن على يقين

بأن الرياح تهوى بى ولن تتركنى

ومع كل قطرة عند سقوط المطر

آسقط معهاً ولن ترحمنى

داخل مشفى حكومى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كانت رقية تجلس وهى بحالة يرثى لها حيث انها هى من وجدت آيات على تلك الحالة

بعد ان خذلتها قدميها وسقطعت على الدرج ادى الى جرح غائر بمقدمة رأسها

جلس عبد الرحمن الى جانب زوجة شقيقة وهو يقول…….وحدى الله ياام مصطفى

ان شاء الله الدكتور هيخرج ويطمنا

تحولت نظرات رقية الى عبد الرحمن وهى تقول بحزن عميق……..

لا الة الا الله ,, بس يطمنا ,, يطمنا ازاى

دول بقالهم 5 ساعات بأوضة العمليات ومحدش خرج لسة

فأقترب سامح الى زوجة عمة ومن ثم ربت على كتفها قائلا……..

ادعيلها يامرات عمى ان ربنا ياخد بيدها وتقوم لينا بالسلامة

رفعت رقية كلتا يديها وهى تتضرع الى بارئها بنثيث دموعها قائلة ……..

يارب ,, يارب وحدك العالم بيها دى غلبانة

يارب قومها بالسلامة وماتزعلنيش عليها يارب

يارب الدكاترة يطمنونا وحياة حبيبك النبى ماتزعلنا عليها يااااااااارب

كان بدر يقف بجانب حجرة العمليات وبعد دقائق

كان الطبيب يغادر حجرة العمليات بوجة مكفهر غير مطمأن بالمرة

فأقترب بدر الية متلهفا ومن ثم قال…….بنتى يادكتور

اخبارها اية ارجوك

اندفعت رقية الى حيث يقفون وهى تقول……ارجوك طمنا يادكتور

قول ان بنتنا بخير

وامام صمت الطبيب شهقت رقية قائلة……..اوعى ,, اوعى تكون ,, ممماتتت

انفرجت شفاة الطبيب قائلا……..المريضة اتعرضت لكسرين واحد برجليها الشمال

والتانى فـ ايديها اليمين والحمد لله دى حاجات بسيطة

والاهم من دة اننا قدرنا نوقف النزيف اللى فى مقدمة راسها

ابتسمت رقية بفتور ومن ثم تحدثت قائلة……..

الحمد لله يارب اللهم لك الحمد والشكر

الطبيب بحزن ……بس

عبد الرحمن بلهفة…….بس ,, بس اية يادكتور فية اية حضرتك

بدر بأضطراب……….انت مخبى عننا حاجة

شخص الجميع الية بأنتباة وهو يقول…………

مدام آيات نزفت دم كتير وهى حالياً محتاجة نقل دم

ومع الاسف فصيلتها مش متوفرة عندنا ولا فى اى مكان تانى

والشئ التانى انها ,, انها ممكن تتعرض لغيبوبة

شهقت رقية قائلة………غيبوبة

الطبيب بإستياء……..لاسف وهى بتقع دماغها

ارتطمت بقوة فـ الحائط ,, احنا عملنا اشعة مقطعية على المخ

بس مش هنقدر نقرر النتائج غير بعد مرور 48 ساعة

ادعولها ,,احنا لازم نلاقى فصيلتها لانها محتاجة نقل دم فى الحال

ولو حد فيكوا يحب يتبرع يتفضل معايا

علشان نشوف فصيلة دمة متطابقة مع فصيلتها ولا لاء

……………….

وبعد اجراء تطابق الفصيلات تبين ان فصيلتها

لم تتطابق مع فصيلة اياً منهم

بكت رقية بشدة وهى تقول………ياحبيبتى يابنتى هنفضل كدا سايبنها

لحد ما تروح من بين ايدينا ,, ولا فصيلة مننا اتطابقت مع فصيلتها

وفجأة اندفعت قائلة…….إياد ,, إياد

بدر بلهفة….ايوة صح احنا ازاى نسينا إياد لة نفس الفصيلة

عبد الرحمن بسعادة……….طب اتصل بية يا بدر خلية يرجع على مصر بسرعة

سامح بلهفة…..ايوة ياعمى بسرعة ارجوك هو الوحيد اللى هيقدر يلحقها

…………………..

لبنان \مدينة الجمال
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

عاد إياد من عملة ودلف الى غرفتة بالفندق الذى آقام بها فور وصولة الى لبنان

نزع سترتة والقاها على فراشة بعشوائية

سمع صوت رنين هاتفة المحمول

وعندما علم هوية المتصل فعلى الفور استقبل المكالمة وهو يقول………

السلام عليكم اذيك يا بابا عامل اية

تمالك بدر من حالة كى لا يلاحظ علية ابنة

ما يغدقة من حزن والم فأجابة ……..

الحمد لله اذيك انت ياحبيبى

إياد مبتسماً بخفوت…….الحمد لله ماما عاملة اية؟

لم يستطع بدر ان يتمالك اعصابة اكثر من ذلك فتحدث قائلا…….

إياد انت لازم ترجع على مصر والليلة دى قبل بكرة

نهض إياد عن فراشة بذعر وهو يقول…….لية يابابا خير فية اية

حد حصلة حاجة ماما ولاء آدم ملك حد من عيلة عمى جرالة حاجة

بكى بدر ومن ثم تحدث بعتاب قائلا……..يعنى سألت على كل دول

ونسيت تسأل على اهم واحدة

صمت إياد لبرهة ومن ثم امتقع وجهة

وجف حلقة وتلفظ بقلق شديد قائلا…….آآآيات

بدر بإستياء…….ايوة ياابنى الحق مراتك بتموووووت

تلجمت كلماتة وغص حلقة تركت الكلمات في داخله فوضى عارمة واهتياج

فعلى الفور تساءل قائلا………لية ,, لية اية اللى حصل يا بابا

بدر بحزن……..لما تيجى هتعرف خد بالك من نفسك ومتتأخرش ياابنى

مراتك ممكن تروح من بين ايدينا فـ اى لحظة

ترك إياد الهاتف يسقط من بين اناملة وعلى الفور

هرول مغادراً غرفتة وترك كل متعلقاتة ولم يأخذ معة سوى جواز سفرة

وعلى الفور استقل سيارة اجرى الى المطار ومنة الى ارض الوطن

مهما حاولت ان تنفصل سيظل قلبك متصل

برباط الحب

وكلما حاولت ان تبتعد تتعانق قلوبنا

وتصبح قريباً الى اقصى حد

فأعلم انك ستبقى عشقى وبداخل قلبى والى الابد

………………….

داخل شقة \ عبد الرحمن العطار
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كانت كاميليا تجلس على الاريكة وهى تشعر بتوتر كبير

ومن ثم تمتمت بخفوت……..يارب قومها بالسلامة يارب دى غلبانة وعلى نياتها

فأتتها منى وهى تحمل بين ايديها كوباً من النسكافية ومن ثم قالت……..

هى مين دى اللى انتى بتدعيلها اوى كدا

كاميليا بحزن……آيات يا منى آيات بتموت انا اتصلت بأخوكى من شوية

وقاللى انها نزفت كتير ومحتاجة نقل دم وفصيلتها مش موجودة

والادهى من كدا انها حتى لو فاقت هتدخل فـ غيبوبة لان راسها

اتخبطت جامد فـ الحيطة وهى بتقع

لم تكترث منى لآيا مما سمعتة ومن ثم تحدثت

بلا مبالاة وهى تجلس بجانب والدتها…….

يلا اهو كل واحد بياخد نصيبة

حدقت كاميليا الى ابنتها بمضض ومن ثم قالت………

انتى اية معندكيش قلب خالص الكرة والحقد عموا قلبك

حرام عليكى هى عملتلك اية علشان تكرهيها الكرة دة كلة

منى بسخط……ايوة بكرهها وشمتانا فيها كمان لانها اخدت

منى حبيبى مصطفى ومسابتهوش الا وهو ميت

كاميليا بأنزعاج……….اعوذ بالله منك انتى اية اللى جرالك

اولا هى ما اخدتش منك حد مصطفى هو اللى اختارها

ولو كان عايزك كان اتقدملك

ثانيا بقى الاعمار بيد الله هو اللى عمرة خلص لحد كدا

منى بأندهاش……..الله الله مالك ياماما انتى شادة حيلك علية كدا لية

كاميليا بأستياء…….لان عمايلك مبقتش عجبانى

منى بإستخفاف……..ياسلام عمايلى مش عجباكى ,, اشمعنى ,, طب ماهى

كانت عجباكى قبل كدا وكنتى بتساعدينى اوقع

ما بينها ومابين مصطفى الله يرحمة اية اللى غيرك فجأة كدا

كاميليا بندم…….ايوة وقفت معاكى لانى كنت مفكرة ان مصطفى

مش مرتاح معاها بس بعد اللى عملة وشكة فيها

واتهامها فـ شرفها مع اخوكى عرفت انة هو اللى متهور

وهى قبلت بعد كل اللى عملة معاها انها ترجعلة

ونسيت كل قسوتة لانها حبتة اما انت عمرك ما حبتية عمرك

نهضت منى عن الاريكة وهى تقول بهتاف….انا ,, انا محبتوش

اومال كنت بعمل كل دة لية

كاميليا بحدة……..دة ميتسماش حب دة حقد

انتى حقدتى عليها لانة اختار عروسة من برة العيلة

ولو كنتى حبتية كنتى اتمنتيلة السعادة

منى بنبرة هوجاء……..ماما انتى ازاى تقولى كدا

نظرت كاميليا اليها شزرا ومن ثم قالت…..امشى

,, امشى يلا من ادامى وسيبينى باللى انا فية

صورة آيات وهى سايحة فـ دمها ومرمية ع السلم

مش عايزة تروح من بالى

ربنا معاها ويقومها بالسلامة

ويسامحنى على كل اللى قلتة واللى عملتة معاها

…………………..

داخل المشفى
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

كان الجميع يجلسون بقرب غرفة العناية الفائقة

التى نقلت اليها آيات منذ قليل

وفجأة شاهدوة وهو يهرول نحوهم اندفع الى احضان والدتة

وهو يقول بحزن…..آيات ياامى آيات

ربتت رقية على كتفة وهى تقول……..ربنا معاها يا إياد

اقترب بدر الى إياد وجذبة بين احضانة وهو يقول…….حمد الله ع السلامة

فتحدث إياد مستفهماً بلوعة……آيات فين وعاملة اية دلوقت

اجابة عبد الرحمن قائلا………ادعيلها ياابنى

أتى سامح من بعيد وهو يمسك صينية بين يدية

موضوع فوقها اربعة اكواب من الشاى الساخن

رحب بإياد ومن ثم قدم الشاى الي والدة وعمة

رفضت رقية ان تأخد كوب الشاى فقال لها سامح بحب…….

لاء يامرات عمى اشربى الشاى ,,

ومن ثم مد يدة اليها باحدى الكبسولات المسكنة للالم واردف قائلا…….

وخدى الكبسولة دى انا طلبتها من الممرضة علشانك

علشان تضيع الصداع اللى عندك

وان شاء الله آيات هتقوم بالسلامة ,,

فتناولتة رقية وشكرتة بحب

وآنذاك كان الطبيب يغادر حجرة العناية الفائقة

فأقترب إياد الية وهو يقول بلهفة…….طمنى عليها يادكتور الله يخليك

الطبيب بخفوت……مين حضرتك

إياد بحزن…..آنا ,, آنا جوزها

قص علية الطبيب كل ما سردة الى العائلة

فعلى الفور غادر إياد بصحبة الطبيب وتبرع لزوجتة بدمائة والتى

بالفعل قد تطابقت الفصيلتان ببعضهما البعض

وبعد توصيل اكياس الدماء والمغذيات الى جسد آيات

نظر إياد نظرة إستجداء الى الطبيب وهو يستأذنة

لكى يدلف الى زوجتة ولو لمرة واحدة

وبعد الحاح إياد المستمر آذن الطبيب الية

بأن يدلف اليها لبضع دقائق قليلة

انا لم اعد قادرة على كتمان حبى اليك بعد الان

لما لم تفى بوعدك وتظل الى جانبى كما تمنينا دوماً

لقد حطمت حياتى كما لو ان نجمة سقطت من السماء واندثرت

كيف إستطعت المضى عنى فأنت تنتمى إلى مثلما آنتمى آنا إليك

آحلامنا متطابقة وقلوبنا عاشقة وارواحنا بالحب عالقة

وتنهداتنا هائمة بأجواء الحب

اتساءل هل سنلتقى ثانيتاً

اشعر بالريبة والاضطراب

لاننى اعلم بأن القلوب المحطمة لا تلتقى ابداً

……………….

داخل غرفة العناية الفائقة
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

قلبى لم يكن لدية القدرة على النسيان

فعيناكى الحالمتين التى عشقتهم بلوعة

عندما اشتقت لوجهك أدركت بأنك انت من كنت آبحث عنها

ولكننى ابتعدت لكبريائى

والان ها قد عدت اليكى ابحث عنك من جديد

لكنك لست متواجدة هنا

لقد رحلت الجميلة وبقيت بمحلها انثى محطمة حزينة

اةٍ لو اراكى مجدداً ياملاكى سأقول لك انى اعشقك وسأظل دوماً

ولن انفصل عنك ما دمت حياً وطوال حياتى

سأظل الى جانبك فقط استطع التنفس والشعور بالحياة بوجودك

حياتى صحراء كاحلة ارويها بدموعى ولكننى اموت عطشاً

آشعر بالبرد ولهيب الشمس لم يعد يبثنى بالدفء

آشعر بوحدة قاتلة فرجاءاً تشبثى بالحياة وعودى الى من جديد

دلف إياد اليها بعد ان ارتدى الملابس الملائمة

الخاصة بغرفة العناية الفائقة

وحينما وقع بصرة عليها هبطت عبراتة من مقلتية

ورثى قلبة الى حالها فبكى بشدة على ما اصبحت علية

حيث كانت مستلقية على فراشها دون حراك

وجهها شاحب بة بعض الكدمات اثر ارتطامها

جهاز التنفس موصول بأنفها الذى تحتم على الاطباء

ان يضعوة ليبثها بالاكسجين ,, جسدها قد ضعف عن زى قبل

الاسلاك المغذية بدماءة والمحاليل الطبية التى تبقيها على قيد الحياة

تلفها من جميع الاتجاهات

واسلاك جهاز قياس نبضات القلب الموصولة بجسدها النحيل

كان راسها معصوب بضمادة مخضبة ببعضاً من دمائها

وكل من ذراعها الايمن وقدمها الايسر موضوعة في الجبس

ازداد انقباض قلبة ظل يطالعها عن بعد وقف لحظة يرمقها

بعين حزينة ونفس متألمة

آشاح بوجههة بعيداً عنها وهو يبكى بغزارة

ومن ثم اقترب اليها وهو يرمقها بحزن ادمى روحة

وتحطم على آثرة اضلعة قلبة

أيعقل أنة سوف يفقد تلك الحبيبة هل سيتركها تسلب من بين احضانة

فيبدوا وانها استسلمت الى قدرها

وآبت ان تعود الى الحياة ثانيتاً

فهو من جعل آمالها تذهبت ادراج الرياح

انفرجت شفتاة وتحدث بنبرة حزن طاغية……..آنا السبب

انا اللى عملت فيكى كدا انا اللى جرحتك واتخليت عنك

وسبتك تتعذبى اكتر ما كنتى بتتعذبى سنين لوحدك

من غير ما حد يشعر بيكى وباللى فـ قلبك

سالت دموعة كالامطار وهو يردف قائلا……..

فوقى علشان خاطرى متستسلميش قاومى وارجعيلى من تانى

واوعدك ان عمرى ما هجرحك ابدا مهما حصل

انتى حياتى وعمرى كلة ملكك انتى ,,

شعورى كان غصب عنى انى احملك ذنب مكنش بإيدك

بس اوعدك ان الدنيا هتضحكلك من جديد

ومن ثم تحدث بإستجداء….بس,, بس انتى فوقى ارجعيلى من تانى

تلمس وجنتها برقة بواسطة اناملة المرتعشة

انحنى يضمها بخفوت وهو يبكى بشدة

ابتعد عنها قليلا ظل يرنو اليها بإشتياق

ومن ثم انحنى مقترباً من شفتيها

قبلها قبلة رقيقة ولكنها طويلة وبعاطفة قوية

فيبدوا وكأنها قبلة “الحياة”

كان على آثرها بأن آيات قد استعادت وعيها وقاومت الموت

ابتعد عنها وهو مغمض العينين

اشاح بوجههة بعيداً عنها وظل يشهق بشدة

لقد علمتينى معنى الحياة بذاك الزمان

فلا تتركينى وحيداً وتمضى الان

وان فعلتى فإعلمى اننى لن اقوى على النسيان

فعودى أدراكك وتوقفى عن هذا الهذيان

لاننى لن اتخلى عنكى مهما طال الحرمان

رمشت آيات بعينيها وهى تقطب جبينها بألم فآغمضت عينيها ثانيتاً

اعاد إياد النظر اليها فوجدها على حالها

ظن لوهلة بأنها لن تستعيد وعيها فظل يناجى خالقة

بخفوت لكى يعيدها الية من جديد

واخيراً فتحت آيات عينيها ببطئ

ظلت تبعثر نظراتها المشوشة الى المكان الذى تتواجد بة

فأيقنت انها بغرفة بإحدى المشفيات

سمعت صوت مناجاتة وتضرعة الى الله فرمشت عينيها

وامعنت النظر اصبحت الرؤية متاحة اليها الان

فهمهمت بإسمة بتهدج قائلة……..إإإياد

اتسعت آعين إياد بعد سماعة لصوتها الخفيض

استدار لينظر اليها فوجدها تنظر الية بعينين ذابلة حزينة

فعلى الفور اقترب اليها وهو يقول بسعادة من بين دموعة……..

آيات ,, آيات حمد الله على سلامتك الحمد لله انك فوقتى الحمد لله

فتحدثت بصوت وهن قائلة……… اية اللى حصل

إياد بحب وهو يقبل كف يدها السليمة………متخافيش انتى كويسة

آيات بصوت منهك…….آنا فـ مستشفى مش كدا

آومأ إياد بكل اسف بالايجاب

فتنهدت آيات بحزن قائلة………وهو دة اللى رجعك تانى

اغمض إياد عينية فهبطت دموعة الغزيرة وهو يقول………

انا رجعت لانى مستحملتش

انى افقدك مقدرش اعيش من غيرك

آيات بوهن وهى تنظر الى نثيث دموعة……..انت بتبكى ,,

للدرجة دى صعبانة عليك

آومآ إياد بالنكران وهو يقول……..لاء انا حزين من نفسى

آيات بعتاب……طب عملت كدا لية؟؟

إياد بندم……غباء منى بجد غباء انا كنت هضيعك

من بين ايدية ودى الحاجة الوحيدة اللى عمرى ما هسمح بيها

وبأنب نفسى لانى انا السبب فـ اللى انتى فية دة

لو مكنتش قلتلك الكلام اللى سمعتية منى فـ التليفون مكنش دة حصلك

آيات بحزن عميق…….يعنى لو مكنش حصلى كدا مكنتش هترجع

إياد بندم……..كان لازم حاجة تفوقنى وترجعنى لصوابى

بس مكنتش اتمنى انها تيجى فيكى

ترقرقت الدموع بعينيها وهى تقول…..بس دا نصيب

ومكتوب ان دة يحصللى

زى ما نصيبى انى اعيش واكمل حياتى وحيدة من غيــ

قاطعها إياد بخفوت قائلا……..متكمليش

انا مش ممكن اسيبك ولا اتخلى عنك

تحولت نظراتها الية لتعاتب عيناه وهى تقول بصوت محتقن……

بس انت فعلا سبتنى واتخليت عنى وانا بآمس الحاجة ليك

وبصوت يملأة الالم تحدث اليها قائلا…….

غلطة وعمرها ما هتتكرر تانى ,, اوعدك

واكمل حديثة ودموعة تنهمر من عينية وكأن دموعة تسبق حروفة…….

بس ارجوكى سامحينى واغفريلى غلطة غلطها فـ حقك

انا غلطت لما رميت الذنب كلة عليكى مع ان الذنب هو ذنبى لوحدى

رمقتة مندهشة ,, فبادر قائلا…….ايوة انا السبب زى ماانتى قولتى

لو كنت استنيت ومسافرتش بعد ما اتقابلنا فـ محطة القطار

كان زمانك دلوقت مراتى ومن سنين ومكنش كل دة حصل

ابتسمت آيات بفتور منهك ومن ثم قالت……متحملش نفسك فوق طاقتها

انا مقصدش انى احملك ذنب اللى حصل

دا قدر والمكتوب لازم بنشوفة

ومن ثم تبدلت إبتسامتها سريعا ليحل محلها بكاء حار

وهى تقول بصوت متألم……انا حزنت علشان سبتنى

من غير ما تدينى فرصة اتكلم

حسيت بالمهانة لما رمين النقاب فـ وشى

وقلتلى انك مش قادر تبصلى ولا عايز تشوف وشى

على قد ماكان نفسى انك تعرفنى وانى ابوح لك بالحقيقة

على قد ما اتمنيت انى اموت من قبل ما اشوف

نظرات الندم الكرة والحزن اللى شفتهم فـ عنيك

استطردت بوهن وصوت شهقاتها يصاحب نبرتها قائلة……

انا عشت سنين حزينة والخوف والقلق مسابونيش

ازاى صدفة تخليك اخو جوزى

مقدرتش اتكلم وخفت وكنت بأجل المواجهة بينك وبينى

كنت عارفة انها مهما اتأجلت هتحصل اكيد

مكنتش عارفة اعمل اية مجتنيش الجرءة لانى جبانة

خفت من ردة فعلك لما تعرف الحقيقة المرة

اللى عشت مرارتها سنين لوحدى

من اول ما عرفت انك اخو جوزى

ازاى كنت عايزنى اتكلم ازاى صعب ,, صعب جدا

كلامك اذانى وبعادك عنى موتنى بالبطيئ

احنى يطبع قبلة على جبينها ومن ثم تحدث وهو يمحى

قطرات دموعها بأناملة قائلا………حقك علية

ومن ثم اردف بإستجداء من بين دموعة……..

وحياتى عندك سامحينى وحياة حبنا اعتبرى ان كل دة محصلش

آيات بصوت مبحوح……..تفتكر ممكن انسى واكمل حياتى معاك

جفف إياد دموعة بخفة وهو يقول مداعباً

ليضفى مرحاً بالاجواء…….على فكرة مش بمزاجك

اندهشت بشدة لتفوهة بتلك العبارة

فإقترب اليها هامساً بأذنها وهو يقول…….لانك مديونالى

ذاد اندهاشها اضعافاً وهى تقول……اية ,, مديونالك ,, انا

اومأ إياد بالايجاب وهو يقول……ايوة انتى

ومن ثم آشار بإتجاة اكياس الدماء قائلا……شايفة اكياس الدم دى

توجهت نظرات آيات الواهنة لما يشير الية ومن ثم قالت…….اة ,, مالها

إياد بحب وهو يلتقط يدها السليمة…….دة دمى

اللى دلوقت بيجرى فـ عروقك

خفق قلبها بقوة ومن ثم قالت مبتسمة……..انت اتبرعتلى بدمك

اومأ إياد بالنكران وهو يقول متصنعاً الجدية……لاء

دا مش تبرع دا دين ولازم تردهولى

علمت آيات انة يداعبها فتحدث بحب قائلة…….واية اللى ممكن

اعملة علشان اردلك جميلك

إياد بمرح………انك لازم تخفى بسرعة علشان تعمليلي

حلويات اعوض بيهم الدم دة كلة

ضحكت آيات بخفوت وهى تقول…….انت مجنون صح

اومأ إياد بالنكران وهو يقول بصوت شجي ……..

لاء ,, انا مشتاق لرجوعنا انا وانتى لبيتنا من تانى

ولو هتسمية جنان فأنا مجنون بحبك ياعمرى

إنحنى اليها وقام بوضع رأسة على صدرها وهو يقول……

انا بحبك يا آيات واظنك معندكيش اى شك لانك سمعتى اعترافى

ليكى بحبى للبنت اللى قابلتها زمان قبل مااعرف انها انتى

رفعت آيات يدها السليمة تحتضن بها رأسة وتداعب خصلات شعرة

اردف إياد قائلا بدفء ……كل اللى انا عايزة

اننا نعيش مع بعض نكمل حياتنا بسعادة

السعادة اللى اتحرمنا منها سنين طويلة اتعذبتى فيها بقربك منى

واتعذبت انا فيها ببعدك عنى ,, انتى كل حياتى انتى روحى النفس

اللى بتنفسة احساسى بيكى فوق الوصف والخيال

ظل يعترف اليها بحبة الذى كان يخبئة ,,

الان هتف بقوة صارخاً واصبح مدويا بداخل صدرة

وقعت تلك الكلمة على قلبها فجعلتة يسطع بوميض مبهر

ابتعد عن صدرها عندما شعر بشهقاتها

هبطت عبراتة ومن ثم ابتسم بخفة وهو يقول……..

عايزة اية من عاشق بيعشق حبيبتة من سنين

من غير مايعرف حاجة عنها غير شكلها

متكلمش معاها الا مرة واحدة وبس مشفهاش من سنين طويلة

وفضل على ذكراها ومفقدش الامل ابداً انها تكون لغيرة

جفف دموعها وهو ينظر الى عينيها بحب قائلا……آيات مراتى حبيبتى ,,

انا مقدرش اعيش من غيرك ,, انا بحبــــــــك بحبـــــك بحبـــــــك

ترنمت آيات بنبرة شجية قائله……..وانا كمان بحبك ,,

بحبك والله العظيم بحبــــــــــــك

ومن ثم اردفت بلوعة……..احضنى

إبتسم إياد بسعادة من بين دموعة

ومن ثم انحنى يضمها الية بحنان وشوق

قد افعمة فبادلتة ضمتة بكل حب

اقترب يهمس بإذنها قائلا……..حضنك دة عندى بالدنيا

آيات بحب…….حضنك دة اللى بيحيينى وبيحسسنى بوجودى

وهيخلينى اقاوم واكمل حياتى وانا اسعد انسانة بالدنيا

إياد بلوعة واناملة تتغلغل خصلاتها البنية…….انتى حياتى ,, انتى وبس

آيات بصوت شجي……..وانت نبض قلبى

إنحنى ليطبع قبلة على شفتيها فشهقت بخفوت

واشاحت بوجهها بعيداً عنة وقد زال شحوب محياها

وتضرجت وجنتيها وعاد اليها اللون الوردى

فأبتسم بجاذبية وهو يتلمس وجنتيها التى

تضرجت بحمرة الخجل قائلا……..بعدتى عنى لية

إزدردت آيات لعابها وهى تقول……..كدا

إياد بخفوت………كدا لية مش انا جوزك

تلعثمت آيات بشدة ضغطت على شفتيها ومن ثم قالت…….

علشان ميصحش احنا فـ مستشفى

امسك إياد بذقنها حتى اعادها للنظر الية

تقصد إياد وهو يرنو الى عينيها قائلا…….بس انا فعلا بوستك

شهقت آيات بذهول ومن ثم قالت……..لاء انت بتهزر

ابتسم إياد بزاوية فمة بجاذبية وهو يقول……..هو الكلام دة فية هزار

آيات بجدية………مش ممكن امتى دة

همس إياد قرب اذنيها قائلا ……وانتى نايمة

آيات بتلعثم……طب وازاى تعمل كدا

إياد بنبرة شجية………لانك حبيبتى ومراتى وكل حياتى

تلمست آيات خصلات شعرة وهى تقول……..

يعنى اللى انا حسيت بية مكنش حلم

ابتسم إياد غير مصدقاً……..انتى حسيتى بيها

تنهدت آيات بقوة وهى تقول………القبلة دى هى اللى رجعتنى من تانى

انا كنت خلاص هستسلم للموت بس فجأة حسيت برغبة فـ الحياة

شعور مش قادرة اوصفة خللى قلبى ينبض بقوة

ضمها إياد بخفة وهو يقول متأثراً بكلماتها……..

يااااااة داانا اللى رجعتلى انفاسى برجوعك لية

ابتعد عنها رمقها بحب وعاطفة قوية فأبتسمت الية بسعادة

وكأن ابتسامتها قد بثت بة الحياة من جديد

انحنى قاصداً تقبيلها فقاطعة صوت دخول الممرضة

التى على الفور تحدثت بأستياء قائلة……….

اية دة يااستاذ انت لسة هنا ميصحش ابدا

ابتسم إياد قائلا ……..مراتى فاقت ورجعت للحياة ,,

رجعتلى من تانى ورجعتلى روحى معاها

كلمااااات راقت لى

وهبتنى بسمتُكِ كهدية
علمينني كيف أحلم
بعناق واحد فقط
أفقد نفسي في ذلك البحر
أعطيني نَجمُكِ
الذي سيسطع هذه الليلة
و يملؤها بالسلام و الوئام
و سوف أسلمك حياتي
أنت من أعدتِ سمائي زرقاء من جديد
و انتِ فقط من لوّنتي صباحي
و ها أنا ابحر في امواج صوتك
و أنتِ و أنتِ وأنتِ و فقط أنتِ
أيقظتي روحي مع ضوئكِ
و أنتِ و أنتِ وأنتِ
أفصحي لي عن جروحكِ و انا اداويها
ليعلم العالم كله
فصوتك يحفظ الاسرار
لا تذكري اسمكِ عاليًا في الفضاء
لانهم سيموتون من الغيرة
عيناكِ تلمعان
و في صوتك غموض
أنت من أعدتِ سمائي زرقاء من جديد
و انتِ فقط من لوّنتي صباحي

و ها أنا ابحر في امواج صوتك
و أنتِ و أنتِ وأنتِ و فقط أنتِ
أيقظتي روحي مع ضوئكِ
و أنتِ و أنتِ وأنتِ

لا تذكري اسمكِ عاليًا في الفضاء
لانهم سيموتون من الغيرة
عيناكِ تلمعان
و في صوتك غموض
أنت من أعدتِ سمائي زرقاء من جديد

و انتِ فقط من لوّنتي صباحي
و ها أنا ابحر في امواج صوتك
و أنتِ و أنتِ وأنتِ و فقط أنتِ
أيقظتي روحي مع ضوئكِ
و أنتِ و أنتِ وأنتِ

error: