رواية ملك القاسي

الفصل الواحد والثلاثون : معاندة 2
_____________________
وقفنا البارت فكلام ادم ويارا ياترى هيعترفلها بمشاعره
_______________________________
اقترب منها ادم حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهها وهمس بنبرة رجولية تثير مشاعرها : بجد بتكرهيني
خجلت يارا وتصاعدت الدماء لوجهها بشدة اخفضت نظرها وقالت بصوت متقطع : اي….ايوة انا…انا ب ك ره ك
رفع ادم يده ولمس وجنتها بانامله برقة شديد وهمس : بس انا شايف غير ده تماما
يارا ونظرها معلق في الفراش : ليه….انت…انت شايف ا ي ايه
اقترب ادم بوجهه منها وهمس بأذنها : شايف اللمعة اللي بعيونك بتقول انها بتحبني اوي…..وكمان ايدك اللي بترجف و قلبك بينبض جامد لما قرب منك وشفايفك اللي بتعضي عليهم لما تتوري او بتتكلمي وبصراحة هوما بيتحركو كتير وانا ماسك نفسي بالعافية واخدة بالك انتي
خجلت يارا اكثر وقالت بهمس وهي تتمنى ان تختفي من امامه الان : لا انت غلطان انا كنت لحلك من قبل بس دلوقتي لأ
امسك ادم ذقنها ورفع رأسها نظر لعينيها مباشرة وقال بصوت يكاد يسمع : طب بصيلي واتكلمي ولا انتي خايفة
يارا باستنكار : انا!! هخاف من ايه مثلا
ضيق ادم عيناه واردف بخبث : خايفة تحبيني تاني
تلعثمت يارا ولم تدري ما تتكلم لكنها نطقت بصعوبة : انا احبك تاني…..لا طبعا
ادم بنبرة ذات معنى : لا ليه مانتي حبيتيني مرة مش صعب تحبيني تاني
رفعت يارا نظرها له بسرعة وطالعت ملامحه الخبيثة فتبعثرت كلماتها وخجلت للغاية من كلامه فماذا تقول هل تخبره بأنها لا تزال تحبه وستحبه دائما و ابدا ام تستمر في معاندته فأولا واخيرا هو عشقها الوحيد وكيف لا تعشقه وكل نبضة في قلبها تخفق بإسمه كيف لا تحبه وهو الرجل الوحيد الذي لمس وترا حساسا بها احبته رغم قسوته و ظلمه احبته رغم كل شئ وستبقى تحبه لاخر نفس لها
ادرك ادم ارتباكها وضعفها امام كلامه فاقترب منها اكثر واكثر وهمس بتلاعب : خايفة تحبيني تاني
فزعت يارا من قربه هذا وتراجعت للخلف قليلا واردفت بتوتر كبير وخجل اكبر فكلامه يحرجها بشدة : لا….انا….انا كنت غبية لما حبيتك و جيت على كرامتي كتير……نزلت دموعها وقالت بحزن وشرود : انا لما حبيتك تمنيت تكون راجلي وسندي تمنيت تحبني زي ما انا حبيتك تمنيت يكون ليه حته منك جوايا علشان حبنا يزيد بس انت مكنتش كده خالص مشاعرك ليا كانت مجرد رغبة بس مش اكتر انا فكرت انه بحبي هغيرك بس مقدرتش اغيرك للاسف فرحتي بحملي مكتملتش لانك مكنتش راضي يجيك ولد مني مرضيتش تربطني حاجة بيك لانك مش عايزني من الاساس.
كان ادم يستمع لكلامها وهو يشعر بالحزن والغضب من نفسه لقد اخطأ في حقها كثيرا هو يعلم لكن ان تستمع للالم من صاحبه فهذا يجعلك تشعر بالحقارة لنفسك…..كثيرا.
مسحت يارا دموعها ونظرت له وتردفت بألم : انا عارفة انك مجبور ترجعني ليك لاني حامل ب ابنك بس صدقني انا مش هحملك مسؤوليته ابدا ومش هتشوف وشي تاني خ………
قاطعها ادم وهو يجذبها من خلف عنقها ويقبلها بشغف كبير ليثبت لها انها ملكه له فقط………انصدمت يارا من فعلته لكنها لم تتحرك او تبدي اي ردة فعل وبعد دقائق ابتعد ليدعها تلتقط انفاسها الضائعة بسببه
ادخل ادم يده في شعرها وجبها اليه واردف بنبرة رجولية آمرة : انك تبعدي عني ده تنسيه نهائي نجوم السما اقربلك من طلاقك فاهمة يا بنت العم……ابتعد عنها واستلقى على السرير وهي تنظر له ومستغربة تماما من تعلقه بها.
نظر لها وقال ببرود : مش هتنامي
تنهدت يارا واستلقت هي ايضا استدارت واعطته ظهرها لتنام لكن شعرت بيده تجذبها من خصرها لتلتصق به شهقت بقوة وحاولت التحرك لكنه اطبق عليها بقوة مانعا اياها من التحرك انشا واحدا فاستسلمت و نامت بين احضان زوجها بعد فراق شهرين……
_____________
قصص رومانسية بقلمي فاطمة احمد
______________________
________
في صباح اليوم التالي
في الشركة
دلف مازن لمكتبه وجلس على كرسيه لم تمر دقائق حتى دلفت رتاج وقالت : في ايه يا مازن
ابتسم مازن وقال بمشاكسة : طب قولي صباح الخير
رتاج بابتسامة : صباح الخير…..هاا عايزني ف ايه
حمحم مازن وقال بجدية : الصفقة الجديدة بتطلب مننا سفر يا رتاج وبما انك السكرتيرة بتاعي لازم تسافري معايا
فتحت رتاج عيناها باتساع وقالت بدهشة : انا !! ازاي بس مقدرش اخويا مستحيل يقبل اروح معاك لوحدنا
مازن : رتاج انا بتفهم بس الصفقة بتتضمن تصميم فيلا لشخص مهم جدا ولازم نروح ونتأكد من تجهيزها ادم فضل شهر بيصمم واذا مرحناش هيودينا فداهية ومينفعش اروح بدونك وكمان في ستات هيروحو معانا يعني عادي
رتاج بحيرة : انا معرفش لازم اقلك ايه السفرة ديه لفين
مازن بابتسامة : لشرم شيخ و…
قاطعته رتاج بصرخة سعادة : بجد!! يعني انا هروح لشرم طبعا هروح ااصفقة ديه مهمة اوي ومينفعش نضيعها
تطلع لها مازن للحظات ثم انفجر ضحكا عليها وتابع : ههههه انت مش معقولة خالص قبلتي علشان الشغل ولا علشان تتفسحي
رتاج بمرح : الاتنين سوا….هاا امتى هنروح
مازن : اااا بكره ب اذن الله
رتاج : ماشي هحاول اقنع اخويا….ثم اضافت بمشاكسة : هاا ليه انت فاكر اني هسيبك تسافر وانا اقتل نفسي في الشغل لا يافندم هروح واتفسح معاك
وضع مازن يده على جبينه وقال : يابنتي افهمي مش رايحين نتفسح هنروح نشتغل بس
رتاج بضحكة وهي تخرج : المهم هنطلع من الشركة اصلي زهقت وانا قاعدة بمكتبي وشي فوسك او في الحيط
مازن : ربنا يسامحك يعني انا مش قد المقام علشان تبصيلي
نظرت له رتاج وقالت بغمزة : ده انتا اللي تستاهل نبصلك يا اسطى…..ثم فتحت الباب وخرجت
تنهد مازن وقال : ااه هعمل فيكي ايه بس و ربنا مجنونة
ضحك مع نفسه وتابع عمله
_______________________________
استيقظ ادم صباحا فتح عيناه بكسل و نظر بجانبه لم يجد يارا……..نهض بتكاسل ودلف للحمام استحم وخرج ارتدى ملابسه بنطال ازرق وقميص اسود صفف شعره الكثيف الناعم ونزل للاسفل وجد يارا في المطبخ كانت تعطيه ظهرها ومن رؤية البيض والدقيق والشوكولا حولها وكالعادة بهدلت هذه الصغيرة نفسها.
ابتسم بااساع ثم اخفى ابتسامته وقال بهدوء : احم بتعملي ايه عندك
انتفضت يارا واستدارت نظرت له وقالت : طب يا اخي قول صباح الخير السلام عليكم اي حاجة ولا داخل لا احم ولا دستور
رفع ادم احدى حاجبيه وقال بهدوء : صباح الخير
استدارت يارا واكملت عملها وهي تقول : صباح النور
اقترب منها وتابع بهدوء : بتعملي ايه
يارا بنفس الهدوء : بعمل كب كيك بالشوكولا
ابتسم ادم بشدة فصغيرته تحب الشوكولا لدرجة كبيرة……حمحم واردف ببرود : ملوش لزمة تتعبي نفسك انتي حامل ومينفعش الارهاق ده
يارا : لا عادي انا مبتعبش
خطرت ببال ادم فكرة خبيثة سيتسلى بها فقال بمكر : لا ازاي طب ايه رايك اجيب خدامة تساعدك في الشغل
نظرت له يارا بسرعة وقالت بانزعاج : نعم ياخويا تجيب خدامة ليه انا مش عاجباك
كتم ادم ضحكته وقال بدون مبالات : ليه بس انا مش هجيبها ست كبيرة هجيب ست صغيرة بالعمر اهو بتساعدك……وبتساعدني
اشتعلت الغيرة في قلبها وهتفت بتذمر : تساعدك ف ايه يا روح مامتك اسمع ياض انا مبقبلش ست تدخل بيتي هو انا ناقصة بلاوي يعني ومتقلقش التعب مش هتعب واذا على المساعدة فانت بتقدر تساعد نفسك ثم قولي تساعدك ف ايه
كانت تتكلم بغضب ولم تنتبه لصوتها العالي فاقترب منها بهدوء وتمتم ببرود : ايه اللهجة اللي بتتكلمي بيها ديه وبعدين تعالي هنا انتي كأنك بتؤمريني
خافت يارا من نظرته لكنها تشجعت وقالت بضيق : وانت لما تقول انك هتجيب زفت خدامة تساعدك فاكر اني مش هضايق
ادم ببراءة : تتضايقي من ايه…..ثم تابع بخبث : اهاا يعني غيرة مكنتش اعرف انك بتغيري عليا كده
يارا باستنكار : اغير عليك لا طبعا بس انا مش محتاجة لحد يساعدني……ومتخافش على ابنك
ادم بجمود : بنشوف…..ياللي مش محتاجة لحد…انا رايح للشركة مش محتاجة حاجة
يارا : لا سلامتك
طالعها ادم ثم خرج وهو يبتسم بخبث
يارا بغيرة شديدة : قال ايه هيجيب بنت صغيرة تساعدني وتساعده اوووف يعني هي ناقصة….ماشي يابن الشافعي مسيرك تسيب برودك ده…..ثم تابعت عملها وهي تتأفأف في سخط
____________________________
في فيلا رهف وزياد
رهف : زيزو حبيبي
زياد بشك : زيزو ربنا يجعله خير ايه ياحبيبتي عايزه ايه
رهف بابتسامة : مرات اخويا عازمتني النهارده ولازم اروح…ماشي
ابتسم زياد وقال : ماشي هرجع المسا واخذك
رهف : رايح للمشفى
زياد : ايوة
ابتسمت رهف وقالت بصدق : استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
طالعها زياد بهيام ثم طبع قبلة هادئة على جبينها وخرج
صعدت رهف لغرفتها اخذت هاتفها واتصلت بيارا رن رن ثم فتح الخط
يارا بابتسامة : السلام عليكم
رهف : وعليكم السلام حبيبتي عامله ايه ماما قالتلي انك رجعتي
يارا بضيق : تقصدي اتخطفت
ضحكت رهف بخفة وقالت : والله اخويا جدع اول ماعرف انك حامل طار للصعيد ورجعك
ابتسمت يارا بسخرية وقالت : لا والله فيه الخير اصله رجعني علشان ابنه مش علشاني……زفرت ثم قالت : اتصلتي ليه
رهف : ااه افتكرت اصلي عازمة نفسي لبيتك ياقمر وعايزاكي تعمليلنا احلى عشا ماشي
ضحكت يارا وقالت : طبعا هو انا اقدر ارفضلك طلب
رهف : ربنا يكرمك ياقمر هجيلك انا وماما….ثم تابعت بخبث : ومش هنتأخر علشان متاخديش راحتك انتي وحوزك
يارا : بس ياقليلة الادب انا هقفل يا نيلة
رهف بضحكة خفيفة : ماشي السلام عليكم
يارا : وعليكم السلام ورحمة الله…..ثم اغلقت الخط.
_____________________________
في المساء
مروان بغضب : والله كويس يا رتاج هانم رايحة رحلة مع السيد مازن ليه انا مليش لازمة صح
رتاج بهدوء : مروان حبيبي افهم ديه صفقة شغل ولازم نروح انا مش رايحة اتفسح وبعدين في بنات هيروح معايا مش هفضل لوحدي
هدأ مروان قليلا وقال لأمه : ماما انتي ايه رايك
عزه : مادام ده شغل معلش تروح عادي
رتاج بسعادة : بجد يا ماما
عزه : هههههه اه بجد بس مازن ده مين
نظر مروان لرتاج بخبث وقال : ده مديرها في الشغل……صح ياتقي
تقي بضحكة : ايوة بجد مازن مديرها
رمقتهما رتاج بنظرة حادة ثم قالت بابتسامة مزيفة : هاهاها معاكم حق يلا ياجدعان باباي اطلعو من الاوضة
ضحك مروان وخرج وخلفه امه وتقي فابتسمت هي بارتياح واستلقت على سريرها وهي تفكر : ترى مالذي سيحدث في هذه الرحلة
_____________________________
في منزل يارا
انهت يارا اخر طبق وابتسمت بمكر وهي تتذوق الاكل الحار هي تعلم جيدا ان ادم يكره الطعم الحار ولن تفوت الفرصة لازعاجه فقررت المجازفة وستستغلها.
خرجت من المطبخ وقالت بابتسامة : ماما حبيبتي انا خلصت طبخ
حنان : ماشي ادم هيجي امتى
كادت يارا تتكلم لكن سمعت صوت فتح الباب فقالت : اهو وصل
دلف ادم ونظر لوالدته ورهف باستغراب ثم قال بهدوء : السلام عليكم
رهف : وعليكم السلام يا ابيه الصراحة انا عزمت نفسي عندكم بالبيت اتمنى مكونش زعجتكم او قطعت عليكم اللحظة
وكزتها حنان بخفة بينما تطلع ادم بخبث ليارا التي تصاعدت كل الدماء لوجهها……ابتسم بمكر وجلس على السفرة وايضا حنان ورهف وابراهيم وزعت يارا الاطباق وجلست هي ايضا
ابراهيم : عامله ايه مع الحمل يا يارا
يارا بمرح : ميه ميه الواد ده كيوت وملاك زيي
ضحك الجميع على كلامها بينما تنفس ادم بعنق ليتخلص من حنقه……نظرت له يارا و قالت وهي تقرب له صحن المعكرونة : ادم كول من ديه….انا عملتها مخصوص علشانك
رهف : الله الله وانا مش هاكل ولا ايه
يارا : لا محدش ياكل غيره
طالعها ادم بشك ثم حول نظره للطبق واكل منه وبمجرد ان دخل لفمه سعل بشدة واحمرت عيناه بسبب الفلفل الحار
حنان بقلق : ادم مالك الاكل معجبكش
جز ادم على اسنانه ونظر ليارا نظرة ارعبتها وجعلتها تندم على فعلتها ثم قال من بين اسنانه : لا الاكل حلو خالص
ارتجفت يارا من نظرته وحدثت نفسها : ايه ده انا مكنتش اعرف انه هيتعصب كده ده ناقص شويا وياكلني مع المعكرونة اوووف بقى
شرب ادم كأسا من الماء وهو غاضب للغاية من فعلتها لكنه لم يتكلم وتابع اكله وعيناه تزداد احمرارا.
بعد مدة ليسادت بالقصيرة نهضت حنان ورهف وابراهيم فقالت يارا بخوف : ما تقعدو شويا
حنان : لا الوقت اتأخر انتي ريحي شويا تصبحو على خير
ادم بهدوء : وانتو من اهله
يارا بصوت لا يكاد يسمع : وانتي من اهله.
اوصلهم ادم للباب فاستغلت يارا الفرصة وصعدت لغرفتها مسرعة
يارا برعب : انا…انا غبية بجد يااربي ده كانت عيونه بتقدح شرر هيعمل فيا ايه
لم تمر ثواني حتى سمعت صوت صراخه الغاضب من الخارج : ياااااااارااااااااااا !!
___________________________