رواية ملك القاسي

الفصل الخامس عشر : قاسي ومتملك
____________________________
وقفنا البارت فشجار ادم مع يارا وهيقولها ايه اللي زعجه بالهدوم
ياترى هيقولها ايه
_______________________________
امسكها ادم من كتفيها ودفعها للحائط اقترب من وجهها وهمس : لأنه ده مزاجي فروحي دلوقتي وغيري هدومك والبسي حاجة كويسه
مسحت يارا دموعها وحاولت امتلاك بعض الشجاعة فقالت بهدوء : وانا ليا مزاج فضل بيهم سواء عجبك او معجبكش
اشتعلت براكين غضب ادم فهو اسوء مايكرهه ان يقول له احد “لا” اخذ نفسا عميقا كي يتخلص من غضبه وقال من بين اسنانه : قلتي ايه سمعيني كده تاني
للحقيقة خافت يارا من نظرته المشتعلة وعيونه الدامية كثيرا تراجعت خطوة للخلف وقالت بصوت متقطع لكن بتحدي : انا بلبس اللي عاجبني و….
وقبل ان تكمل جملتها كان ادم قد امسك ذراعها و ارجعه خلف ظهرها وجذبها لتلتصق بصدره بعنف…..شعقت يارا بفزع وشعرت بعظامها تنكسر فقالت بألم : س…سيبني
ادم بهمس مخيف : حسك عينك تقولي لا على حاجة انا بقولها ياريت تفهمي كلامي كويس لاني عندي مشكلة مع عدم الفهم ومبحبش اعيد كلامي اكتر من مرة….فاهمة
نزلت دموع يارا وقالت : ح..حاضر هسمع الكلام….سيبني ايدي بتوجعني
دفعها ادم بقوة حتى كادت تسقط لكنها توازنت بصعوبة كاد ادم يتكلم لكن رن جرس الباب فقال بلهجة امر : البسي اسدالك وروحي افتحي الباب وانا هجهز بسرعة وارجع
نظرت له يارا فاغلق الباب بعنف انتفضت ثم ركضت لغرفتها سريعا ارتدت اسدالها ونزلت للاسفل مسحت دموعها ورسمت المرح على وجهها و بمجرد ان فتحت الباب وجدت من ينقض عليها بالاحضان
رهف : وحشتيييني ياقمر
يارا : وحشتيني اناي برضو ياكلبة البحر ازيك
رهف : ميه ميه….ثم همست لها : هاا قولي بقى ايه اللي حصل المبارح ها ها
توردت وجنتيها وقالت بخجل : بس بقى
دلفت حنان وقالت : حيلك حيلك مش هتسيبينا نسلم عليها ولا ايه
ابتعدت رهف عن يارا فاحتظنتها حنان بقوة بادلتها يارا الاحضان و نزلت دموع قهرها وحزنها الذي حاولت جاهدة ان تخفيه
حنان وهي تمسد عليها : عامله ايه
يارا بصوت مخنوق : كويسه الحمد لله
ابتعدت حنان عنها فاحتظنها احمد بحب وبعد السلام والكلام
رهف : ايه يا هانم هتسيبينا واقفين على الباب كده فعلا محدش بقى ييتكسف
ضحك الجميع عليها وجلسوا في صالة الاستقبال صعدت يارا لغرفتها ونزعت الاسدال كادت تغير ملابسها لكن صوت رهف وهي تناديها جعلها تنزل بسرعة
يارا : في ايه
رهف بغمزة : كنتي بتعملي ايه جوا وبعدين ابيه ادم فين ها ها ها
ابراهيم :هههه يابت عيب عليكي
يارا بخجل : طب انا هجيب ال….لم تكمل ودلفت للمطبخ بسرعة قدمت واجب الضيافة وجلست معهم
احمد : طب ادم فين
في هذه اللحظة نزل ادم كان يرتدي بنطال جينز اسود وقميص ابيض وصفف شعره بطريقة رائعة جلس بجانبهم وقال بهدوء : صباح الخير
رهف بمرح : صباح النور معلش بقى عارفين اننا رخمين مكنش ينفع نجيلكم دلوقتي بس….
قاطعتها حنان : بس بس يا رغاية صدعتيني….ها يا ادم ياحبيبي عامل ايه
ادم : تمام…..نظر ليارا نظرة حارقة متوعدة وقال من بين اسنانه : حبيبتي تعالي نروح المطبخ نجيب عصير
توترت يارا ونظرت لوالدها ثم لحنان تستنجد بهم فقالت حنان : يلا يابنتي روحي مع جوزك
يارا بارتباك : هاا…حاضر
نهض ادم وامسك يد يارا وسحبها خلفه ويارا تشهد كمن يدرك موته في اي لحظة وبمجرد دخولهم للمطبخ ضغط ادم على يدها ودفعها لتلتصق بالحائط شهقت وحاولت التحرك لكنه اسند ذراعيه على الحائط ليشكل سلسلة وتصبح مقيدة بين يديه
ادم ببرود تخالف عيونه الحمراء الغاضبة : انا قلت ايه
يارا بخوف : ي….ي…انا كنت…كنت هغير…بس..بس رهف نادتلي
انقض عليها ادم يمسك ذراعها حتى كاد يمزقها كادت يارا تصرخ من الألم لكنها وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها اغمضت عيناها بعنف لتنزل دموعها بقوة…..تطلع لها ادم وقال بقسوة : انا مش فاضي للهبل ده مش لاني بضحك يعني عاجبني وضعي معاكي كني واقعدي وكلامي تسمعيه…..زفر بقوة وقال بتهديد : وصوت ضحكك مسمعوش خالص وشعرك بتربطيه واضح
فتحت يارا عيناها ونظرت له بصدمة كبيرة انه ليس مجرد قاسي ومتملك بل تعدى هذه المرحلة منذ زمن انه سجان بكل معنى الكلمة متسلط يصدر الاوامر ويجب التنفيذ بدون نقاش انه حقا…..قاسي ومتملك
ادم بهدوء : مبحبش اعيد كلامي كتير قلت مفهوم
هزت يارا رأسها وقالت بصوت مبحوح : ممكن تسيبني روح
ازاح ادم ذراعيه وخرج تاركا خلفه يارا وهي تحاول منع دموعها من النزول لكن كالعادة تأبى هذه السوائل الشفافة سماعها……لماذا يفعل هذه لماذا يتفنن فقط في جرحها يعرف فقط كيف يصدر الاوامر وينفيها عن العالم لايعلم انها تتألم من تصرفاته بشدة تتألم بسبب تجاهله لها تتألم عندما يصرخ عليها ويقول لها انها مجرد حمل ثقيل عليه ولماذا تتألم….حتى هي لاتعلم لماذا تحزن فعلاقتهم في الاول والاخير ستنتهي عاجلا ام آجلا
مسحت دموعها وحملت صينية العصائر وخرجت ابتسمت وقالت بمرح وهي تجلس : احلى عصير ل احلى ناس على قلبي
ضحك ابراهيم وقال : يخرب عقلك تعالي اقعدي جنبي
نهضت يارا وجلست بجانبه فجذبها لحظنه وقال : ربنا يبارك فيكي يابنتي
اما ادم فلكم ان تتصوروا حالة الغضب التي انتابته قبض على يده وبرزت عروق وجهه من الغضب وتوعد لها بالهلاك
نظرت يارا بفزع لوجهه المرعب وحدثت نفسها : يارب تعديها على خير معرفس هو متعصب كده ليه ربنا يستر
نهض احمد وقال : يلا نحنا نسيبكم بقى
رهف : عااا عايزه فضل هنا
يارا بسرعة : اه لسا بدري اقعدو معايا شويا
حنان : لا انتو عرسان جداد ياحبيبتي ولازم نروح
احتظن احمد يارا وقال : خدي بالك من نفسك ادم يابني اعتني بيها
اومأ ادم وحدث نفسه : طبعا على عيني ههتم بيها وكويس اوي كمان
نهضت رهف وقالت بملل : ماكنا كويسين يلا سلام
خرجت رهف والجميع بعدما ودعوهم وبمجرد غلق الباب استدار ادم ليارا ونظرته لاتدل على خير اقترب منها ببطئ وهو يضع يده في جيب بنطاله ويطالعها ببرود
يارا بتوتر وهي ترجع للخلف : انا م..معملتش حاجة وقلت انه..انه…
وصل لها ادم ووقف امامها مد يده وكاد يمسكها لكنها فجاة صرخت بقوة واستدارت وركضت لغرفتها
جز ادم على اسنانه وقال بصراخ : يااااراااا…..صعد خلفها وقد ازداد غضبه كان سيدلف لغرفتها لكنها اغلقت الباب في وجهه واوصدته بالمفتاح…..ظل ادم يحدق في الباب بصدمة فهي للتو….ركل الباب وقال بغضب : يارا انا مش بلعب معاكي افتحي
يارا بدموع : لا هتضربني
ادم بغضب : يارا افتحي الباب يا اما والله مش هرحمك
يارا ببكاء حارق : وانا عملتلك ايه ها من الصبح وانت بتزعقلي الهدوم والضحك انت عايز مني ايه عايز اييييه……شعرت بانعدام الهواء في رئتيها فوضعت يدها على عنقها وقالت بانفاس متقطعة : ارحمني…..ارحمني بقى
صدم ادم من كلامها واستمع لصوت انفاسها فدق الباب وقال : يارا افتحي مش هعملك حاجة صدقيني
استندت يارا على الجدار وحاولت فتح الباب لكن لم تستطع فنوبة الربو قوية هذه المرة نزلت دموعها وقالت بضعف : مش قادرة اتنفس…..الحقني يا ادم
شد ادم على شعره وقال : ابعدي عن الباب
تحركت يارا بخطوات متثاقلة حاولت جلب البخاخ لكن لم تستطع فسقطت على الارض وقد بدأت تشعر بانسحاب روحها
اما ادم فكاد يجن من القلق عليها ركل الباب بعنف ففتح دلف بسرعة وجد يارا تختنق
ادم بصراخ : ياااراااا….اتجه للدرج بسرعة واخذ البخاخ ذهب لها وساعدها في استنشاقه حتى انتظم تنفسها…..اخذ نفسا عميقا ومسد على شعرها وقال بهدوء : بقيتي كويسه
اومأت يارا وقالت بخوف : اانا…اسفة انا مكنتش……مكنتش…
قاطعها ادم : خلاص اهدي محصلش حاجة قومي معايا
امسك بيدها وانهضها وضعها على الفراش فأغمضت عيناها بضعف واستلقت…..طالعها ادم بهدوء وعدة مشاعر بداخله
العقل : انت خايف عليها ليه
القلب : وعايز مقلقش عليها ازاي انا السبب فاللي حصلها
العقل : اه معاك حق ده علشان حالتها بسببك بس
القلب : متأكد علشان كده يعني مش علشان حاجة تانية
العقل : اه متاكد…اولا واخيرا هطلقها وتروح وملوش لزوم تعتني بيها حده
القلب بغضب : انت بجد مبترحمش ديه عيلة صغيرة وبعدين كفاية كذب هلى نفسك اذا مكنتش بتعنيلك حاجة طب ليه عصبت عليها ليه بتغير لما تشوفها فحضن راجل تاني ليه مش راضي تلبس هدوم ضيقة قدام حد حتى انك بتغير على شعرها لما حد تاني غيرك يشوفه هاا فهمني ليه
العقل : لا ديه حاجة طبيعية وبعدين انا بحياتي مسمعتش لكلامك هسمع دلوقتي ليه يلا اخرص احسن
زفر ادم وخرج من غرفتها دلف لغرفته وقال بهمس : كتك القرف
___________________________
خرجت رهف للمول لتبتاع بعض الحاجيات وفي طريقها كانت تنظر لساعتها وحدثت نفسها : هيييه بقى ياريت اتجوز انا برضو بشخص يحبني وبحبه…تلقائيا تذكرت وجه زياد فابتسمت لكن سمعت صوتا رجوليا يقول : نفسي افهم انت بتمشي بدون عيون ليه
شهقت رهف ونظرت له وجدته زياد فقالت بارتباك :اااا دكتور زياد
زياد بضحكة : دكتور زياد ليه هو زياد بس
رهف : احم عن اذن حضرتك
تحركت من امامه بسرعة وقلبها ينبض بسرعة رهيبة ونظرات زياد تتابعها ضحك بقوة وقال : اظاهر وقعت ومحدش سمى عليك يا دكتور زياد على كلامها طب وربنا عسل مش زي اخوها
رن هاتفه وكان مازن ففتح الخط
زياد : السلام عليكم
مازن بمرح : وعليكم السلام وحشتيني يابطة
زياد بضحكة : وانتي وحشتيني يا امو العيال ازيك يابيضة
مازن : الحمد لله انت فين
زياد : دلوقتي رايح للمشفى ليه
مازن : طب ايه رايك تجيلي الشركة منها بتتعرف عليها ههههه ومنها بنقعد مع بعض
زياد : لا دلوقتي مش فاضي هبقى اجيلك المسا اصل في كلام لازم قوله
مازن : تمام يلا لااله الا الله
زياد : محمد رسول الله سلام
اغلق الخط وركب سيارته وانطلق للمشفى ورهف لم تغب عن باله لحظة (يا عيني عليك يامازن صعبان عليا جدا)
____________________________
في المساء
استيقظت يارا فتحت عيناها بكسل وتذكرت اخر ماحدث تنهدت بحزن ونهضت خرجت من غرفتها ونزلت للمطبخ لتعد الكعام وهي شاردة في حياتها مع زوجها
يارا : ياارب رحمتك
افاقت من شرودها على صوته الرجولي : بتعملي ايه
استدارت يارا وقالت : بطبخ
ادم ببرود : لمين
يارا : ليا وليك
تنهد ادم وقال بهدوء : ملوش لزوم انا طالع
نظرت له يارا بسرعة وقالت : هتسيبني وتروح
ادم : اه عندي شغل فالشركة
نزلت دموعها وقالت : بس انا بخاف اقعد لوحدي
طالعها ادم لحظات وقال وهو يخرج : بلاش دلع انتي مش صغيرة حتى تخافي
خرج وتركها تنظر لفراغه صعدت لغرفتها مجددا ونامت وهي تبكي بقوة
_______________________
اما ادم فكان حقا يريد البقاء معها لكن هيهات ان يدعه شيطانه خرج من المنزل وهو يدرك جيدا انها ستحزن لكن هذا احسن لهما ذهب للشركة واخذ جميع الملفات يراجعها كي يشغل نفسه عن التفكير بها
________________________
كان مازن في المطعم عندما جاء زياد وجلس امامه
زياد : ازيك يا سريك
مازن : تمام الحمد لله ها قولي بقى ايه الموضوع اللي عايزني فيه
ابتسم زياد وقال : بصراحة انا معحب ببنت شفتها المبارح بالفرح
مازن بسعادة : بجد و انت ناوي ايه
زياد : عايز اطلب ايدها للجواز
مازن بتعجب : بس لسا مبقالكس يوم شايفها وعايز تتجوزها طب هي مين سألت عليها ومين عيلتها
زياد بضحكة : ايه ايه هتقولي ده كله بالنسبة للمعرفة فأنا عارفها كويس وانت برضو
مازن بابتسامة : بعرفها هاا مين
ابتسم زياد وقال : اخت ادم الانسة رهف…..

error: