رواية ملك القاسي

الفصل الثامن والعشرون : حياتي بدونه
______________________
صدم ادم عندما وجد الدولاب فارغا شعر بمشاعر عديدة…..الحزن والغضب والالم والندم لكن سيطر عليه الغضب الشديد فصفع الباب بقوة ونزل للاسفل بقي يدور حول نفسه كالثور الهائج اين ذهبت وكيف
ادم بهمس كحفيف الافعى : هدفعك التمن غالي اوي…….مسح على وجهه ببطئ وخرج ذهب لمنزل والده فتح الباب ودلف كانت حنان جالسة مع ابراهيك وسرعان ما وقفوا عندما رأوا ملامحه التي لاتنم عن خير ابدا.
اقترب ادم من امه وقال بهدوء قاتل : يارا راحت فين
حنان بنفس الهدوء : اقعد علشان نتكلم
اعاد ادم سؤاله ببعض الحدة : مجيتش علشان اقعد مراتي فييين
حنان : رجعت للصعيد مع امي وابويا
وقع عليه كلامها مالصاعقة اشتعلت عيونه بالغضب الشديد وقبض على يده حتى كاد يمزقها….استدار وكاد يذهب لكن حنان اوقفته بكلامها : ادم الاحسن متروحلهاش
ادم ببرود وهو يتجاهل كلامها : مراتي وانا حر اعمل فيها ايه
حنان : ادم هي مش عايزه تفضل معاك
نظر لها ادم وابتسم بسخرية واردف : مش بمزاجها هترجع غصبا عنها وعن الكل
ابراهيم : ادم اللي حصل مش قليل وهي معاها حق باللي عملته سيبها فترة ترتاح بعدين صلح امورك معاها
ادم بجمود : لأ…..استدار وكاد يذهب لكن حنان اوقفته بكلامها الحازم : بص يا ادم اذا رحتلها دلوقتي هغضب عليك دنيا واخرة
طالعها ادم لحظات وجز على اسنانه بعنف اخذ نفسا عميقا وقال بنبرة هادئة : ماشي انا مش هروحلها بس مش عاشان كلامك لا هسيبها بمزاجي انا ومش هترجع غير بمزاجي انا برضو واعتقد انه اللحظة ديه مش هتيجي انا مبجريش ورا حد…..ثم خرجت
انصدمت حنان من كلامه واقتربت من ابراهيم وقالت بقلق : سمعته هو مش هيرحمها ولا يسامحها ولا هيسامحني انا ازاي بقوله كده ازاي خايفة بدال ما يصلحو اللي اتكسر ينهو ارتباطهم ببعض خايفة اووي
احتضنها ابراهيم وقال بهدوء : هشسس هو بس متعصب لانها راحت كده لما يهدى هيروح ويطلب منها تسامحه
حنان : ادم مبيطلبش السماح من حد يا ابراهيم ويارا مش هتقدر تتحمل قسوته ديه كلها
تنهد ابراهيم ولم يجب فماذا يقول هي محقة بكل كلمة جبروت وبطش ابنه جعلاه مغرورا لا يقبل ان يتأسغدف من احد حتى لو كان مخطئا
____________________________
دلف ادم للفيلا صعد لغرفته ودلف للحمام استحم وخرج استلقى على سريره ونظر لجهتها تذكر كيف كانت تنام في حضنه….سحب وسادتها واستنشقها بقوة يبحث عن رائحة صغيرته بها لكن القاها بعيدا عنه وهمس : دول كلها كم شهر عشتهم معاكي بس اتعلقت بيكي…انتي اللي اخترتي تروحي وانا مش هجيبك غير لما دماغي يقولي غير كده لأ…
_______________________
في الصعيد
دلفت يارا لغرفتها وزعت انظارها حولها تبحث عن سجانها وجلادها لكنها لم تجده…..نزلت دمعة حزينة من عينيها فقالت زهرة بحنان : اقعدي ارتاحي وانا هحضرلك العشا
يارا بصوت مبحوح : لا مش عايزه هنام بس
زهرة : ماشي اذا احتجتي لحاجة انا هنا
لم تجب يارا فخرجت زهرة…..دلفت للحمام واستحمت خرحت وارتدت بيجامتها جلست على السرير وهنا انفجرت من البكاء….نزلت دموعها لانها تشعر بالذل والمهانة….تبكي لانه ضربها دون ان تفسر له…..تبكي لان والد طفلها ظالم وقاسي بدرجة كبيرة….تبكي لان شعور اليتم عاودها لو كان اهلها على قيد الحياة لما عاشت الذي عاشته ولا حدث ماحدث….تذكرت عندما استيقظت وجمعت اشيائها وخرجت طلبت من حنان ان لاتخبره عن مكانها لكنها تدرك جيدا انه سيعلم بمكانها وانه ان بقيت معه لن يرحمها وسيعذبها ايضا لكن هذه المرة لن تكون الاذية لها بل لطفلها ايضا….طفلهما
مسحت دموعها وقالت بصوت مبحوح : ليه كده يا ادم ليه كل مابحاول اقرب منك خطوة بترجعني مية لورا هونت عليك تضربني الضرب ده كله معقول محسيتش بأي شفقة ناحيتي…..هو انت ليك قلب اصلا انت مبترحمش حد….بس انا مش هسيلك تأذيلي ابني اتمنى اني مرجعش اشوفك تاني حتى لو كان ده هيعذبني بس كفايه كده…
مسحت دموعها واغمضت عيناها تستعد ليوم جديد وحياة جديدة بدونه…..

error: