رواية ملك القاسي

الفصل السادس عشر : عذاب الحب
_________________
وقفنا البارت فقول زياد لمازن انه عايز يتجوز رهف ياترى زياد هيعمل ايه
_________________________
وقع الخبر كالصاعقة على مازن لم يستوعب ماقيل له اعتقد انه لم يسمع جيدا فقبض على يده وقال بتماسك : مين؟؟
زياد : في ايه يا مازن فتح معايا قلتلك رهف اخت ادم انت عارفها كويس
زفر مازن وقال بهدوء : وانت كلمتها فين
زياد : قلتلك المبارح بالفرح وكمان النهارده الصبح شفتها بالمول….ابتسم باتساع وقال : عارف انا اول مرة بحس بالشعور ده اول لقاء لينا اتخانقت معايا وقالتلي يا اعمى وبعدين لما بصتلي حسيت انها هبلة شويا بس لسانها اطول منها انا اعجبت بيها والنهارده كانت بتبص للارض وهي ماشية ولما اتكلمت معاها حسيت انها مش عايزه تكلمني وبقت بتبص للناس اذا في حد هيشوفنا ونحنا واقفين مع بعض انا منها عرفت انها بجد محترمة وبتخاف على سمعتها ومشيت وسابتني وحبها زاد بقلبي يمكن ده حب من النظرة الاولى او جنون بس اللي اعرفه اني بجد حليتها وعايزها تبقى مراتي
كل هذا ومازن يستمع لكلامه ويشعر بقلبه يتقطع لايصدق ان الفتاة التي احبها من سنين يحبها شخص اخر ومن صديقه ورفيق عمره شعر بغصة مؤلمة حد الجحيم لكنه ابتسم باصطناع وقال : ربنا يقدم اللي فيه الخير انت هتتكلم مع ادم امتى
زياد بضحكة : لو اني مش عارف انه عريس جديد كنت هقلك دلوقتي بس انا مش مستغني عن روحي هبقى اتكلم معاه بكره يلا بقى سلام
اومأ مازن فنهض زياد ورحل تاركا الاخر يتمزق من الداخل لكنه قال : بس مش معنى انه بيحبها يعني هتوافق يمكن تقول لا او يمكن…..ياااارب انت اعلم باللي فيا وعارف قد ايه بحبها بس القرار قرارها بالنهاية
مسح على وجهه ونهض ذهب لمنزله ودلف لغرفته استلقى واغمض عيماه محاولا النوم لكن هل يسمح له قلبه وعقله بالراحة
” اذا مشيت في طريق الحب فستخرج منه بحالتين
اما عاشقا سعيدا تحب كل شى بالحياة
واما تائها ضاع بين اشلاء مايسمى الحب”
__________________________
في الصعيد
علي بانتباه : كيف انت متأكد
عمر : اه يابوي والنعمة متأكد عمي ابراهيم واحمد متفجين ويا ادم على جواز لفترة صغيرة وبعدها هيطلجها يعني خدعونا مشان مجدرش اتجوزها سمعت حنان وهي بتتحدد ويا ادم
علي بغضب : اها الحكاية اكده بس ادم مهيطلجهاش طبعا
عمر بدهشة : مهيطلجهاش ليه يابوي
اشعل علي سيجارته وقال بهدوء : لأنه بيحبها انت منتبهتش على عصبيته لما شوفناها بدون حجابا ولا العلامات اللي على وشك ياولدي اني خابر زين ادم هو اللي ضربك صوح
عمر باحراج : اه….بس اذا كان بيحبها ده هيضرنا عمي احمد صاحب شركة كليرة لوحده واذا اتجوزت بنته همتلكها من بعده صوح مشان اكده لازم يسيبها
علي بخبث : اني خابر كيف هنفرجهم عن بعضيهم بس مش دلوجيتي
عمر : مينتى
علي بابتسامة ماكرة : نستنى حتى الامور تتصلح بيناتهم ويبجى يحبها
عمر بصدمة : انت رايده يحبها يابوي بس…
قاطعه علي : اه الضربة هتوجعهم الاتنين لما يبجو متعلجين ويا بعض هنستغل غيرته عليها لصالحنا وبعدين…هههههههه
صمت عمر يراقب ملامح والده الذي يعرفه جيدا فان عزم على فعل شئ سيفعله لذا هو متأكد من انه سيفرقهم عاجلا ام آجلا
_____________________________
لم تستطع النوم ابدا شعور الوحدة والخوف في هذا المكان الكبير يقتلها تمنت لو كان معها حسنا كان سيذهب لغرفته بالتأكيد لكن على الأقل تطمئن بوجوده تحت سقف واحد مجرد سماع صوته يشعرها بالامان وحنان افتقدته رغم ان حديثه معها لايتعدى كلمتين لكنها فعلا ترتاح بقربه البعيد…….نهضت من فراشها و بدون ان تشعر خرجت من غرفتها وذهبت لغرفته ترددت قليلا لكنها فتحت الباب وبمجرد ان دخلت استقبلتها رائحة رجولية رائعة عبرت لقلبها مباشرة وجعلت شعيراته تتراقص من السعادة
“ادم”….نطقت يارا اسمه بدون ان تشعر وابتسامة رائعة تحتل شفتيها اخذت نفسا عميقا علها تخزن اكبر قدر ممكن من رائحته برئتيها اقتربت من دولابه وفتحته وتحسست ملابسه بأناملها كلها باللون الاسود والكحلي والابيض تجسد شخصيته الصلبة تماما
يارا باستغراب : هو ليه مبيلبسش قمصان ملونة…..ابتسمت باستنكار واردفت : ادم القاسي معرفش انا انجذبت ليك ليه.
بدون ان تفكر سحبت احد قمصانه دعوني اخبركم ان يارا لاتفكر مرتين قبل ان تقدم على فعل شئ لذلك في لحظة تهور ارتدت قميصه وعطرت نفسها برائحته الرجولية الطاغية نظرت لنفسها في المرآة وضحكت من منظرها القميص طويل لحد الركبة وواسع بشكل بشع بحيث لايظهر جسدها فيه لاتدري ان كان القميص اطول من الازم ام هي اقصر وانحف من الازم اسدلت شعرها بسعادة وهي تشعر انه بجانبها بدأت تدور كالمجنونة في غرفته حتى سقطت على سريره اغمضت عيناها ولم تسعر الا بصوته البارد يقول : بتعملي ايه هنا
____________________________
عاد ادم بعد منتصف الليل صعد للاعلى ليذهب لغرفته لكنه لم بستطع منع نفسه من الاطمئنان عليها فاتجه لغرفتها فتح الباب بهدوء ولف بنظره في ارجاءها لم يجدها دلف لحمامها ولم يجدها ايضا خرج مسرعا وكاد ينزل للاسفل لكن سمع صوتا يصدر من غرفته فاقترب منها كان الباب مفتوحا فاستطاع رؤية يارا وخي ترتدي قميصه وتدور حول نفسها عدة مرات وخصلات شعرها الفحمية تتطاير معها وصوت ضحكاتها الرنانة جعلت قلبه ينبض بعنف استغرب من حالتها جدا لكن لم يستطع منع ابتسامة هادئة من احتلال ثغره فابتسم بهدوء و بقي يتأملها حتى سقطت على السرير واغمضت عيناها دلف بخطوات هادئة وطالعها بحنان لكنه تمتلك نفسه وقال بهدوء : بتعملي ايه هنا
انتفضت يارا وصرخت بقوة وهي تجلس فارتد ادم للخلف بخضة
ارتبكت يارا كثيرا وخافت منه احمرت وجنتيها بلون الاحمر القاني ونهضت بسرعة وقالت بتوتر : ااا…..ااانا
ادم بهدوء : لتاني مرة هسألك بتعملي ايه هنا ولابسة هدومي ليه
عضت يارا على شفتها السفلى بقوة وقالت بدموع : انا بصراحة يعني….اسفة انا…..
قاطعها ادم ببرود : خلاص كفايه اقلعي القميص وروحي لأوضتك…..صمت قليلا واضاف بنبرة جافة : واوضتي متدخليهاش تاني
نزلت دموعها وقالت بصوت مخنوق : حاضر اسفة
تحركت وتجاوزته لكنه امسك معصمها وقال : استني
توقفت يارا ولم تنظر له فامسك ذقنها باصبعه ورفعه لتقابل عيناها العسليتان عيناه السوداء الحادة……..تطلع لدموعها قليلا وبدون شعور منه اخفض رأسه وطبع قبلة قرب عينها فأغمضتها طبع قبلة على عينها الاخرى المغمضة ثم قبلة على وجنتها وهمس : انتي بتعملي فيا ايه
ارتجف جسد يارا من صوته وانفاسه التي تلفح بشرتها ولم تتكلم فاردف بضياع : والغريب اني معرفش ايه اللي بيحصلي وانا معاكي ببقى عايز فضل معاكي انتي بس
فتحت يارا عيناها وقالت بصوت متهدج : هاا
فتح ادم عيناه ونظر لشفتيها اقترب اكثر وطبع قبلة خفيفة عليها ثم ابتعد عنها ودلف للحمام بهدوء
اما يارا فهي للان تجهل ماحدث منذ ثواني وضعت يدها على قلبها وهي تجزم انه سيخرج في اي لحظة تحسست شفتها ببطئ واحمرت وجنتها……ابتسمت ونهضت وخرجت بسرعة ودلفت لغرفتها استلقت على فراشها وكل انش في جسدها يرتجف وضعت الغطاء على رأسها واغمضت عيناها تحاول النوم لكن هل تستطيع النوم بعد حرب المشاعر هذه
_____________________
خرج ادم من حمامه ونظر لفراشه اقترب منه يتحسسه وتخيل يارا مستلقية عليه تذكر عندما قبلها وكلامه الذي لايدري كيف قاله في لحظة ضعف
زفر بقوة واستلقى على سريره يفكر بها وطبعا كحال الجميع لم يستطع النوم ابدا
____________________________
في صباح اليوم التالي
في منزل ابراهيم
ابراهيم بابتسامة : طبعا انا عارفك كويس يا بني ويشرفني انك تطلب بنتي بس القرار ليها بالنهاية
زياد بابتسامة : متشكر جدا وعموما انا هستنى ردكم عليا سلام
نهض زياد وخرج فضحك ابراهيم وقال بصوت عالي : عارف انك هنا تعالي يارهف
خرجت رهف وهي تمشي ببطئ ووجهها في الارض وقفت امامه وقالت بصوت خجل : ايوة يا بابا
ابراهيم : مش عيب تتسمعي على كلامنا
رهف بتوتر : هاا…..لا يعني بصراحة احم هو…..انا كنت…كنت…
قاطعها ابراهيم بضحكة : خلاص مش متعود عليكي مكسوفة كده هاا ايه رايك
رهف : رأيي ف ايه
ابراهيم : ههههه عليا برضو
احمرت وجنتيها فضحك وقال : ماشي هعمل نفسي عبيط واقلك زياد طلب ايدك للجواز ها ايه رايك هو شاب كويس ودكتور محترم وعايزك بالحلال
دلفت حنان وقالت: مين ده اللي طلبها
ابراهيم : الدكتور زياد انتي شفتيه المبارح جالي دلوقتي وقال عايز يتجوز بنتك المجنونة ديه
حنان بسعادة : بجد وانت ايه رايك
ابراهيم : رأيي انه كويس جدا ومناسب لرهف بس رأيها يهمني
حنان : وانتي يارهف هاا قولي ايه رايك
رهف : يا ماما عايزة اصلي استخارة الأول…..ثم ركضت من امامهم ودلفت لغرفتها وهي ترقص بسعادة
رهف : هييييييييه هتجوز المز هتجوز المز لولولولولولي
اخذت هاتفها واتصلت بيارا وحكت لها ماحدث وطلبت منها المجئ فورا
______________________________
اغلقت يارا الخط وقالت بضحكة : والله كبرتي يابيضة وهتتجوزي ههههههههههه
ارتدت ملابسها سريعا وخرجت من غرفتها نزلت للاسفل وكادت تخرج لكنها سمعت صوته القوي يقول : رايحة فين
استدارت يارا وقالت بتوتر : اانا طالعة هروح لرهف
اقترب ادم منها وقال بحدة : ومقلتيش ليه
يارا بارتباك : ااانا فكرت انك بالشركة
صمت ادم وتطلع لها من الاعلى للاسفل كانت ترتدي فستان ازرق طويل ضيق عند الخصر ويتسع بعدها باتساع جميل به حزام ستان باللون الوردي اسفل الصدر وحجاب وردي كانت جميلة كالعادة لكنه قال بحزم : الفستان اللي لابساه ضيق
نظرت له يارا وقالت : بس…..ادم ارجوك عايزه اطلع وهتأخر عليها. بليييز
زفر ادم وقال بهدوء : اطلعي واوعى تتأخري هي ساعة بس وترجعي
ابتسمت يارا وقالت وهي تقفز كالاطفال : شكرا….وخرجت
ابتسم ادم وقال : طفلة
_____________________________
يارا بضحكة : ههههههههه مش قادرة ههههه خلاص هفطس هفطس
رهف بغيظ : حيوانة هتستلميني دلوقتي يعني
يارا : ههههههه خلاص سوري بس هو مجرد يوم واحد وطلب ايدك الف مبروك يا ريري ياقمر ها وانتي ايه رايك
رهف بحالمية : بتسأليني عن رأيي ده انا من يوم اللي شفته وانا بفكر فيه مز يا يارا مزززز اوي يخربيته ولما اتكلمت معاه…
قاطعتها يارا بغضب : نهارك مش فايت يارهف وقفتي تتعرفي عليه ولا ايه
رهف بسرعة : لالا والله انا شفته مرة وخبطت فيه وشفته المبارح بالمول بس
يارا : طب صليتي استخارة
رهف : لا لسا
اباسمت يارا واحتظنتها وقالت : الف الف مبروك ياحبيبتي ربنا يجعله خير ليكي ان شاءالله
رهف : يااارب….ثم اضافت بغمزة : طب ايه
يارا باستغراب : ايه
رهف بخبث : على ريري برضو هاا قولي انتي و ابيه امممم
خجلت يارا ووكزتها في كتفها واردفت : بس ياقليلة الادب
رهف : ههههه ماشي بس قولي مفيش كلمة حب بيقولك ايه ياروحي ها ها بخبك وبعشقك
يارا بسخرية : ادم !!! والغزل!! ههههههه…..صمتت تتذكر معاملته لكنها ابتسمت واردفت : انا عايشة تمام ادم مفيش اطيب ولا احن منه بيعاملني زي الطفلة مش مراته بس وانا بحبه جدااا
رهف بابتسامة : بسم الله ماشاءالله اوعدنا يارب
يارا : يااااارب…..نهضت وقالت : انا رايحة ادم قال هقعد ساعة وارجع
رهف : طب لسا بدري
يارا : انا رايحة لبابا شوفه يلا سلام
خرجت يارا وسلمت على ابراهيم وحنان وذهبت لوالدها جلست معه قليلا وبعد مدة عادت للفيلا كان ادم لم يعد بعد فدلفت لغرفتها وصلت ركعتين لله قضاء حاجة ودعت لرهف ودعت ل ادم والجميع ورجت خالقها ان يرزقها بما تسعد ويرضى
_____________________________
مر يومان وافقت رهف على زياد الذي فرح للغاية ومازن الذي انكسر قلبه ل اشلاء لكنه ادعى الفرح و تمنى فعلا ان يرزقها الله السعادة نعم فزياد كان اسرع منه للوصول اليها اما هو فبقي يؤجل حتى يصل الوقت المناسب ويتقدم لها لكن عادة ماتسري الرياح بما لاتشتهي السفن وايضا الوقت لاينتظر احد وبهذا انتهت قصة حبه التي لم تبدأ واغلق قلبه جيدا فهو لن يقع في الحب مجددا
ادم ويارا لايزال الوضع هكذا بينهم هو يتعامل بجفاف معها وهي تتألم للغاية منه تجاهله يؤلمها جدا ويحطم روحها ولا تعلم ان ادم لايكف عن التفكير بها وبجمالها ودائما يتسلل لغرفتها عندما تنام فهو لا يستطيع النوم قبل ان يراها لكن يبتعد عنها قدر الامكان لايعلم لم لكن هذا افضل
____________________________
كانت يارا تعد طعام الافطار في المطبخ حتى دلف ادم وقال بهدوء : بتعملي ايه
استدارت يارا وقالت بمرح : طب قول صباح الخير السلام عليكم مش كده حاف
نظر لها ادم قليلا وقال بنبرة باردة : صباح الخير….ها بتعملي ايه بقى
يارا بطفولة : بعمل فطار اهو
كان ادم يدرك جيدا انها تعد الفطور لكن اراد فتح اي موضوع معها استدار ليذهب لكنها قالت : ادم اقعد تفطر مش كل يوم تروح كده بليييز
نظر لها ادم وجدها تتطلع له برجاء فقال بهدوء : ماشي
ابتسمت يارا وقالت بحماس طفولي : دقيقة و الفطار هيجهز
خرج ادم وجلس في الصالة وبعد دقائق وضعت امامه الفطور وجلست فقال ادم بهدوء : انتي مش بتروحي الجامعة ليه
يارا : عادي انا مبحبش روح المحاضرات بزهق اوي بس بذاكر من الانترنت
ادم بجدية : ماشي اذا احتجتي لحاجة خبريني
يارا بابتسامة : ماشي
نهض ادم في نفس اللحظة التي رن فيها هاتف يارا وكان والدها ابتسمت بسعادة وفتحت الخط
يارا بمرح : السلام عليكم يا ابو حميد
مرت ثواني حتى سمعت صوتا غريب : عفوا حضرتك تعرفي صاحب الفون ده
اختفت ابتسامة يارا وتسارعت نبضات قلبها وقالت : ده رقم بابا ليه
الشخص : صاحب الرقم ده اتعرض لحادث كبير وللاسف اتوفى……!!!
________________________
error: