رواية ملك القاسي

 

الفصل السابع عشر : بجانبك
__________________
وقفنا البارت فخبر موت احمد ياترى يارا ازاي هتتقبل الخبر ده

____________________________
خرجت الدكتورة من الغرفة التي تقطن بها يارا فاسرع ادم اليها وقال بقلق : طمنيني يارا كويسه
الدكتورة باسى : للاسف حالة المريضة صعبة اوي هي اتعرضت لانهيار عصبي جامد وحالتها مش مستقرة خالص ده غير انها مريضة ربو واتعرضت ل اختناق وقدرنا نسيطر على الوضع بس…
ادم بألم : بس ايه
الدكتورة بهدوء : هي فاتت فغيبوبة مؤقتة ومش عارفين امتى هتفوق يمكن يوم اسبوع شهر شهرين على حسب رغبة المريض بالحياة ربنا يقومها بالسلامة
غادرت الدكتورة وتركت ادم واقفا مكانه والوجع اخذ منه ما اخذ تذكر كيف رآها اليوم صباحا وصراخها القوي
Flash back
( نظر ادم ليارا التي بدى في نبرتها القلق استغرب لكن تظاهر بعدم المبالات وكاد يذهب لكن رآها تسقط على الارض تتنفس بصعوبة
ادم بقلق : يااراا….اقترب منها وانخفض لمستواها تطلع لملامحها الشاحبة وشفتيها التي تحولت للون الازرق وتنظر للفراغ وتردد : لا…بابا…لا
ادم وهو يهزها : يارا فوقي معايا يارا….اخذ هاتفها وتكلم كان الطرف الاخر لايزال على الخط وتبين انه من رجال الشرطة واخبره بوقوع حادث كبير ادى لوفاة صاحب هذا الهاتف….فتح عيناه باتساع يستوعب ماقيل له نظر ليارا وقال بهدوء : يارا…
قاطعته يارا بصرخة قوية وهي تتراجت للخلف : لاااااااااااا مستحيل بااباااا….باااااباااا
احتظنها ادم وقال وهو يحاول السيطرة على حركتها : يارا ده قضاء ربنا ولازم نرضى بيه
وضعت يارا يدها على اذنيها وصرخت : لا مش عايزه اسمع حاجة باابااا عايزه بابا….نظرت له وقالت بلهفة : ادم بابا عايش صح هههههههه ده…ده مقلب اه هو بيهزر معايا بينتقم مني لانه في مرة عملت فيه مقلب وقلتله اني وقعت وهو غصب مني لانه…..لانه بيخاف عليا اوي….ضحكت بهستيرية وبدأت بالصراخ والبكاء في وقت واحد حتى نهضت وقالت : هو نايم بالبيت انا لازم روح شوفه
نهض ادم وامسكها وقال بحزم : يارا اهدي ا…….
قاطعته يارا وهي تضربه في صدره وتصرخ : انت كذااااااب بابا مش هيسيبني هو الوحيد اللي بقالي مش……وقبل ان تكمل سقطت على الارض وجهها شاحب وتنتفض بخفة انخفض ادم لمستواها ضرب وجنتها بخفة وقال بقلق : يارا فوقي يارا…..لمح خيطا احمر ينزل من انفها ففتح عيناه اقصاهما وحملها واخذها للمشفى بعد ان علم الجميع بخبر وفاة والدها….)
Back
زفر بقوة في نفس اللحظة التي اقترب منه والده وقال بقهر : عمك سابنا ومشى يا ادم مش مصدق لسا المبارح كان معايا اااه يارب يارا صعبانة عليا اوي البنت تيتمت لتاني مرة
ادم بهدوء : كلنا مسيرنا نموت بالنهاية يا بابا ربنا يرحمه
رهف ببكاء : ابيه ادم يارا هتبقى كويسه صح قولي هتفوق وتبقى كويسه عمو احمد بجد خلاص مات
احتظنتها حنان بقوة وقالت ببكاء هي الاخرى : ربنا يرحمه ويصبرها على الفراق لازم نقف معاها يابنتي
كل هذا وادم يتطلع لهم ببرود يشعر بحزن كبير على يارا وعلى ماوصل له حالها اخذ نفسا عميقا وقال بتماسك : لازم نشيع جنازة عمو احمد كفاية كده اكرام الميت دفنه…
اومأ ابراهيم بحزن وذهب مع ادم
_____________________________
مر يومان وشيعت جنازة احمد وسط حزن وقهر الجميع حضرت العائلة من الصعيد والكل في حالة انهيار خاصة سليم وزهرة و الوحيد الذي تماسك هو ادم فعليه ان يقف بجوار يارا يجب عليه ان يتحمل فقدان اقرب الاشخاص اليه
اما يارا فهي لم تستيقظ بعد لكن دموعها تنزل حتى وهي نائمة تشعر بكل مايحدث لكنها لا تريد الاستيقاظ لا تريد هذه الحياة التي اخذت منها اعز الاشخاص لا يوجد مايستحق العيش لأجله لذلك لم تستيقظ………..
” لكل شخص هدف يعيش لأجله…..امل وحلم يود تحقيقه……ان فقدناه فاننا قد فقدنا ذاتنا….وان فقدنا ذاتنا فلا داعي للعيش”….
________________________
فتحت عيناها ببطئ شديد كانها تلعن اسايقاظها تلعن وحودها في هذه الحياة دارت بأعينها في الغرفة كل مايحيط بها ابيض الافرشة الستائر وخيوط موصولة في وريدها وصوت جهاز مزعج يصدر بالقرب منها…..شعرت بحركة امامها فحولت نظرها له وجدته هو بطوله الشامخ وضخامته طالعته قليلا عيناه حمراوتان للغاية يبدو عليه التعب والارهاق حركت يدها قليلا عله ينتبه لها
كان ادم يجلس بجانبها كعادته منذ شهرين يأتي ويراقبها بصمت على امل ان تفتح عيناها يريد رؤية ضحكتها وعيناها العسليتان الاي أسرته اشتاق لابتسامتها وكلامها وتصرفاتها الطفولية وتذمرها على اصغر الاشياء اشتاق لان يمسح دموعها ويقبلها بقوة كالعادة اشتاق لكل شئ يتعلق بها تطلع للجهاز الذي يصدر صوتا يدل على استمرار نبض قلبها….افاق من شروده على صوت ضعيف للغاية بالكاد يسمع : ا…ادم
نظر لها ادم بعدم تصديق امسك اناملها الرقيقة بيده مسح على رأسها وقال بلهفة خوف : يارا….يارا فوقتي اخيرا
اغمضت يارا عيناها وفتحتهما مجددا في هذه اللحظة دلف ابراهيم و رهف وحنان وعندما رأوها مستيقظة تهللت اساريرهم واقتربوا منها بسرعة
حنان بسعادة : الحمد لله يارب فوقتي اخيرا
رهف : الحمد لله على سلامتك
يارا بخفوت : انا فين وايه اللي حصل و…..توقفت غندما عاد لذاكرتها اخر ماحدث تذكرت كلام ذلك الرجل عن وفاة والدها فصرخت ببكاء : بااااباااا
ابراهيم بحزن : اهدي يابنتي ربنا يرحمه
نهضت يارا جالسة وقالت بغضب : انتو بتقولو ايه بابا مماتش انتو كذابين بابا فين
اقترب ادم وقال بهدوء : يارا…..
قاطعته يارا بصرخة : خدوني ل بابا عايزة بابا…..نزعت المحلول الموصول بيدها بعنف ليتلطخ فراشها بدمها حاولت النهوض لكن ادم امسكها وقال بصراخ : يااارااا اهدي اتقبلي اللي حصل ابوكي مات مااااات
توقفت يارا ونظرت له كانها للتو ادركت ماحدث فقالت بخفوت : بابا مات…بابا سابني
طالعها ادم بحزن وقال لرهف : نادي الدكتورة بسرعة
خرجت رهف مسرعة بينما ساعد ادم يارا في استلقائها وهي لاتقاوم مستسلمة تماما تنظر للسقف وتقول بضياع : بابا مات…….شهقت بقوة وقالت ببكاء حارق : ليه رحت يا بابا ليه سيبتني لمين مين اللي هيحبني غيرك ياارب انا مش معترضة على قدرك بس رحمتك ليا…..بكت بهستيرية وتابعت من دون وعي : ماما بابا تعالو وخدوني معاكو مش عايزه فضل هنا انا بقيت وحيدة يا بابا مش انا بنتك حبيبتك تعالا وخدني انت كنت بتقول انك مستحيل تزعلني فيوم من الايام طب مش شايفني بعيط مش صعبانة عليك وحشتوني اوووي ماما انا محتاجتك اوي ارجعو ليا او تعالو وخدوني عايزه اموت ااااااه ياارب
هل يشعر احد باحساس ادم الان صغيرته يئست من حياتها الزهرة التي لطالمها كانت متفتحة تعشق الحياة اصبحت تمقتها تريد الموت لا تود البقاء معه….قبض على يده بقوة واحمرت عيناه امسك يدها برقة ومسح دموعها ببطئ شديد
اما حنان فهي منهارة من البكاء الطفلة التي لم تكن تعرف سوى الضحك اصبحت يائسة تريد الموت…..خرجت من الغرفة بسرعة هي وابراهيم في نفس اللحظة التي دلفت فيها الدكتورة وقالت : لو سمحت يا بشمهندس ممكن تطلع
ادم ببرود : اعملي اللي عايزاه وانا موجود
الدكتورة : بس يا….
قاطعها ادم من بين اسنانه : ممكن تكمل شغلك وتهديها بدال الكلام ده
زفرت الدكتورة بخنق وحقنت يارا بمهدئ في وريدها وخرجت….نظر ادم ليارا التي انخفض صوتها وهدأت قليلا اغمضت عيناها ببطئ وهي تردد : مش عايزه اعيش…ماما…..بابا……واغمضت عيناها مجددا…………..
___________________________
في الخارج
مازن بحزن : ربنا يصبرها يا عمي ده مش سهل عليها انها تفقد باباها فجأة مش هين عليها ابدا…..نظر لرهف وتابع بأسى : صعب اوي تفقد حد عزيز عليك
ابراهيم بهدوء : يارا بنت مؤمنة وهترضى بقدر ربنا اللي مزعلني انها بنت صغيرة اوي على المشاكل ديه
خرج ادم وقال : هي نامت دلوقتي
حنان : ااااه ياحبيبتي
اقترب ادم منها قبل رأسها ببطئ وقال بهدوء : انتي تعبتي النهارده روحي على البيت مع رهف وبابا وانا هفضل هنا
حنان : لا عايزة فضل معاها…
قاطعها ادم بهدوء : هي مش هتفوق دلوقتي وملوش لزوم تقعدو هنا يلا
نظرت له حنان بصمت وخرجت مع رهف وابراهيم وبقي مازن معه.
اقترب مازن ووضع يده على كتفه وقال بهدوء : للدرجة ديه خايف عليها وبتقول انك مش بتحبها
ادم ببرود : مازن مش وقت الكلام ده انا من غير حاجة قلقان عليها….وبعدين ده مش حب هي بس صعبانة عليا ابوها مات وانا لازم اخد بالي منها
تنهد مازن وقال : ادم بلاش عناد البنت بحالة انهيار ولازم تقف جنبها مش تبعد عنها……ثم اضاف بخبث : على كل وجودك من عدمه واحد ابن عمك عمر موجود وهو ميت عليها اصلا فلما انت هتسيبها هيبقى هو جنبها و…..
لم يتكلم مازن بعدها لانه سقط على الارض و انفه ينزف بقوة اثر لكمة عنيفة من ادم….تأوه بقوة بينما نظر لهما الجميع بدهشة ولستغراب وفزع.
انخفض ادم لمستواه غير آبه لنظرات الموجودين امسكه من ياقة قميصه وقال بنبرة كحفيف الافعى : يارا ليا انا وبس فاهم و حتى لو مكنتش ليا مش هتكون لغيري فاهم
ضحك مازن بسخرية وألم فدفعه ادم وخرج مسرعا من المشفى….مسح مازن بيده على انفه وقال بوجع : اااه منك لله يا وحش
____________________________
كانت رهف جالسة في غرفتها تبكي بحزن على ابنة عمها الا ان رن هاتفها قرأت اسم المتصل وفتحت الخط
رهف بصوت مبحوح : السلام عليكم
زياد : وعليكم السلام…ازيك يارهف
رهف ببكاء : زعلانة على يارا اوي يا زياد صعبانة عليا اووي
تنهد زياد وقال : ده قضاء وقدر لازم نرضى بيه قل لن يصيبنا الا ماكتبه الله لنا….ربنا معاكم اذا احتجتي حاجة اتصلي بيا ماشي يا رهف
رهف : ايوة…هقفل دلوقتي سلام
اغلقت رهف الخط تنهدت ونهضت توضأت وارتدت اسدالها وسجدت للخالق تدعوه ان يشفيها ف فتاة مثل يارا لا تستحق مايحصل معها ابدا
____________________________
فتحت يارا عيناها للمرة الثانية نظرت بجانبها وجدت ادم جالسا ينظر لها وسرعان ما اقترب منها وقال بهمس : حمد لله على سلامتك
يارا بصوت مخنوق : بابا
ادم :<هو بمكان احسن من هنا بكتير ادعيله يا يارا ادعيله ربنا يرحمه انتي ست مؤمنة وده قضاء ربنا ولازم نرضى بيه
يارا بحزن : ونعم بالله…..بس هو سابني برضو وهبقى عليشة لوحدي
مسح ادم على رأسها وقال : مين اللي قال هتفضلي لوحدك انا معاكي ومش هسيبك خالص
نظرت له يارا بعدم تصديق فاردف مؤكدا : انا معاكي وبحياتي مش هسيبك
ابتسمت يارا بحزن وقالت : امتى هطلع من هنا
نهض ادم وقال بهدوء : اليوم المسا هتطلعي…..نظر لها قليلا وخرج
تنهدت يارا وهمست : يارب اقدر اتحمل اللي بيحصلي
اكمل ادم اجراءات خروج يارا من المشفى و بالفعل خرجت ذعب لمنزلهما ودلف لغرفتها
ادم بهدوء : خدي شاور وغيري هدومك واذا احتجتي حاجة ناديلي
اومأت يارا بخجل فخرج ودلفت هي للحمام استحمت وخرجت ارتدت تيشرت بنفسجي و برمودا باللون البنفسجي صففت شعرها و ارتدت اسدالها وادت فريضتها وبعد انتهائها جلست على السرير تبكي بحزن وقهر على والدها
___________________
خرج ادم من غرفته بعدما استحم سمع صوت بكائها فدلف بسرعة لغرفتها وقال : يارا
نظرت له يارا ونهضت وركضت له ولصدمته انقضت عليه تحتظنه بقوة هاربة من كل شئ لتحتمي بدفئ صدره فهذا هو الملجئ الوحيد لها بعدما حدث نعم…..هي تحبه…..احبته وعشقته لا تعلم كيف ولماذا احبته فهي لم ترى شيئا جميلا منه لكن حنانه النادر جعله يدخل قلبها هو الوحيد الذي استطاع لمس وتر في قلبها لم يلمسه رجل غيره…..استنشقت رائحته الرجولية وهمست : متسيبنيش
تردد ادم قليلا لكنه لف ذراعيه حول خصرها بقوة وتملك وقال بأنفاس ساخنة : مش هسيبك ارتاحي
ابتعدت عنه يارا بخجل وقالت بدموع : انا خايفة….نظرت له وقالت ببراءة تقطع القلب : ممكن تفضل معايا لحد ما انام بس……..ارجوك
طالعها ادم لحظات حسنا هي الان بحاجة اليه ام هو الذي يريد النوم معها…لالا هي من تحتاج اليه اذا سيبقى معها اشفاقا عليها لا اكثر…….نعم
امسك ادم يدها وسحبها معه استلقى على الفراش وهي ايضا نامت على جنبها واعطته ظهرها وعضت على شفتها بخجل.
اما هو لم يستطع مقاومة سحرها فاقترب منها واحتظنها من الخلف بقوة واحاط خصرها شعر بارتجاف جسدها واضطراب تنفسها فقال بسرعة : اهدي متخافيش هشش
اغمضت يارا عيناها ببطئ وتمتمت في لحظة ضعف : ادم متسيبنيش….انا بحبك…
________________________

error: