رواية ملك القاسي

الفصل الرابع عشر : المدام الشافعي
_________________
اما يارا فهي الان في حالة لا تحسد عليها لازالت غير مستوعبة انها الان اصبحت زوجته رسميا اصبحت المدام ادم الشافعي هل هذا حقيقي ام ماذا..؟!
امسك ادم يدها فشعرت بقشعريرة تمر في سائر جسدها والاحمق الصغير بداخلها ينبض بعنف رفعت رأسها ونظرت له وجدته يتطلع لها بجمود قاتل كيف يستطيع العيش في بروده هذا ام ان الامر و زواجهما لايعنيه.
ترقرقت الدموع في عينيها فأخفضت بصرها سريعا ووجهها محمر من الخجل.
قطع احمد مشاعره المتداخلة بكلامه : ديه جوهرتي يا ادم خود بالك منها كويس هي بقت بتاعتك متزعلهاش خالص علشان خاطري.
اجاب ادم بايماءة بسيطة ولم يتحدث بل سحبها لوسط القاعة ليأخذ تهاني المعازيم.
على طاولة الفتيات
رهف : ماما انا زهقت هقوم اتمشى شويا
حنان : يا مفجوعة قولي انك رايحة ع البوفيه
ضحكت رهف وقالت بغمزة : دايما فاهماني يا ست الكل اسيبك انا بقى.
نهضت رهف ومشت وهي تنظر ليارا بابتسامة وفجأة اصطدمت في جسد صلب وعادت خطوتين للخلف.
رهف بغضب : انت اعمى يا ولا
…..: بغض النظر عن انك انتي اللي ماشية زي الهبلان بس اسف مكنش قصدي.
رفعت رهف نظرها اليه وهمت بالصراخ بكنها توقفت ونظرت له بصدمة فلقد كان شابا وسيما للغاية.
رهف بداخلها : يخربيتك ايه ده مززز يا ناس مززز
الشاب باستغراب : يا انسة انتي كويسة.
رهف : هاا…اه كويسة جظا كويسة خاخالص
عقد حاجباه بتعجب من هذه الفتاة كاد يتكلم لكن اقترب منه مازن وقال بفرحة : زياد انت هنا.
احتضنه زياد بقوة : ههههه ازيك يا ميزو عامل ايه
مازن : الحمد لله وانت اخبارك يا دكتور
زياد : الحمد لله (زياد ده دكتور وصاحب مازن شعره اشقر عيونه عسلي من الاخر مز مز)
مازن : انت رجعت من امريكا امتى
زياد : اول المبارح و قولت اعملهالكم مفاجأة.
كانت رهف تنظر لهما بببلاهة فنظر لها مازن وقال بابتسامة : عن اذنك انسة رهف.
اومأت رهف ولم تتكلم رمقها زياد بابتسامة ساحرة و ذهب مع مازن….بقيت رهف واقفة مكانها تتذكر ملامحه الوسيمة ثم ابتسمت و اكملت طريقها.
حان وقت رقصة السولو
نهض ابراهيم ورقص مع حنان وكل مع شريكه و ادم ينظر للفراغ بشرود حتى اقارب منه احمد.
احمد : ايه يا ادم ده فرحك هتفضل واقف كده
ادم ببرود : اعمل ايه يعني
احمد : تعالا ترقص ولا اقولك انت افضل هنا و انا هاخد المز اللي معاك وارقص معاها
ابتسمت يارا و لم تعلق بينما صر ادم اسنانه بغضب : لا
كتم احمد ضحكته وقال : ليه بس انا هرقص مع بنتي حبيبتي مش كده يا يارا.
كادت يارا تتكلم لكن ادم امسك يدها وقال بنبرة حاول ان يجعلها هادئة فكلام احمد جعل موجات بروده تصاب بالخلل : ده فرحي ويارا هترقص معايا مش كده يا حبيبتي.
اخفضت يارا رأسها وكلمة “حبيبتي” تتردد في اذنها مالذي يقوله هذا البارد الان.
لم يترك لها ادم فرصة للتفكير فسحبها خلفه ليتوسط القاعة رفع يداها حول عنقه و حاوط خصرها بقوة
يارا بخجل : ادم ملوش لازمة انا بتكسف ارقص قدام الناس
ادم بحدة : بقولك ايه انا مش بعمل كده علشانك انا بعمل كده علشان الناس متشكش فحاجة فمش عايز صداع فاهمة.
شعرت بألم كبير يغزو قلبها من كلامه فأخفضت رأسها وترقرقت الدموع في عيناها وبدأت بالنزول.
اخذ ادم نفسا عميقا : بتعيطي ليه دلوقتي
هزت يارا رأسها بنفي فوصع ادم رأسها على صدره وتحرك بها بخفة وكلما نظر لعمر ازدادت قبضته على خصرها مسببة لها الشعور بالالم لكنها لم تتكلم فهي لا تريد ان يوبخها الان.
كان عمر ينظر لهما بضيق فبزواجه منها اصبح مستحيل ان يمتلكها
(بصو الكلام هيبقى باللهجة العادية علشان في ناس مش بتفهم)
عمر بغل : يعني خلاص اتجوزو ومش هنقدر نعمل حاجة.
علي بابتسامة خبث : انت بتقول ايه يا عمر مش شايفه بيعاملها ازاي ده جواز مؤقت مش هيدوم ولما يطلقها هتبقى بتاعتك
ضحك عمر بخبث و معه والده.
____________________
انهى ادم الفرح في ساعة متأخرة من الليل عادت العائلة للصعيد بعدما ودعت زهرة حفيدتها…..ودع احمد يارا و ذرفت الكثير من الدموع فهي الان ستبقى مع ادم تحت سقف واحد ولا تعلم كيف سيعاملها.
امسك ادم يدها وخرجا من القاعة ركب سيارته و يارا بجانبه وطوال الوقت كانا صامتين ادم مشغول بالقيادة و يارا تنظر للاسفل و تفرك يداها بتوتر شديد والخجل اخذ منها ما اخذ.
بعد مدة توقف ادم ببسيارته نزل منها ونزلت يارا خلفه و دلفا للفيلا.
وزعت يارا نظراتها على المكان ولم استطع اخفاء انبهارها منه فهذه اول مرة تدخل اليه كانت الفيلا تتكون من طابقين الطابق الاول يتكون من صالة استقبال واسعة وغرفة مكتب وحمام يتوسط الصالة درج ملتوي يصل للطابق الثاني الذي به 4 غرفة نوم بها حماماتها الخاص و غرفة اطفال و الغرفة الرئيسية.
امسكت يارا يدها و قالت بحماس : وااااو الڤيلا تحفة يا ادم تحفة اووووي
نظر لها ادم قليلا ثم سحب يده واردف بهدوء : تعالي نطلع.
صعد و صعدت هي خلفه نظر لها وقال مشيرا للغرفة الرئيسية : ديه اوضتك وانا هبقى بالاوضة اللي جنبك ان احتجتي حاجة عرفيني…..ثم تحرك و دلف لغرفته بدون ان يسمع ردها.
تطلعت يارا لفراغه ودموعها تنزل بصمت لا بد انها اول عروس يتركها عريسها ليلة زفافها و ينام في غرفة ثانية.
استغفرت ومسحت دموعها ثم دلفت لغرفتها استحمت وارتدت اسدالها و ادت فرضها وعندما انتهت قرأت آيات من القرآن الكريم ثم استلقت على سريرها وهي تشعر بالخوف فهذا مكان جديد عليها و بدون سعور ارتفع صوت بكائها وضمت ركبتيها لصدرها….
______________________
كان ادم قد خرج من الحمام ارتدى ملابسه و سجد لربه يصلي بخشوع وعندما انتهى استلقى على فراشه لينام لكن لم يستطع فهو يريد الاطمئنان عليها…..سمع صوت بكاء قادم من غرفتها فنهض بسرعة وخرج دلف لغرفتها ووجدها تضم ركبتيها لصدرها و تبكي وتنتفض بفزع.
اقترب منها بقلق : يارا
رفعت يارا نظرها فظهرت عيناها الحمراوتان من البكاء و الدموع تغطي وجنتيها الناعمتان.
ادم بهدوء : بتعيطي ليه.
يارا بصوت مخنوق : انا خايفة
تنهد ادم و استلقى بجانبها وبدون شعور ضمها لصدره بقوة وهمس : متخافيش انا جنبك اهدي ونامي.
ارتبكت يارا و شعرت بحرارة وجهها تحرقها وتحرق ما بالغرفة من الخجل فهذه اول مرة تكون قريبة منه بهذا الشكل وجسده الضخم يحتضن جسدها الضعيف….اغمضت عيناها ببكئ و نامت مباشرة بعد الامان الذي شعرت به انتبه ادم لنومها فابعدها بهدوء و نهض ببطئ كي لا تستيقظ وكم تمنى ان يبقى معها لكن شيطانه كالعادة لا يسمح له فخرج من غرفتها ودلف لغرفته لينام بعمق بعدما اعياه التفكير….
_____________________
كان ابراهيم وحنان ورهف موحودين في القاعة اقترب منهم مازن وقال بابتسامة : انا هروح دلوقتي تصبحو على خير
حنان وابراهيم : تصبح على خير
لفت رهف انظارها في المكان لكنها لم تجد زياد فمكت شفتيها بحنق
مازن : تصبحي على خير انسة رهف
رهف بانتباه : هاا….تصبح على خير
ابتسم باتساع وحدث نفسه : ياااه لو تعرفي انا بحبك قد ايه…..ثم ذهب.
رهف بهمس لحنان : ماما تفتكري ابيه ادم و يارا بيعملو ايه دلوقتي
حنان : بت عيب عليكي.
رهف بخبث : لا انتي اللي دماغك شمال انا بقصد يمكن بيكونو ياكلو ولا حاجة
تمتمت حنان بحنق : ايه الخلفة ديه لا اله الا الله.
______________________
في صباح اليوم التالي
استيقظت يارا ودلفت للحمام استحمت وخرجت ارتدت بنطال اسود يرسم قدميها بحرافية شديدة و تيشرت اسود نص كم مكتوب عليه باللون الاحمر “l’m crazy” وصففت شعرها ذيل حصان.
خرجت ونزلت للاسفل واعدت الفطور ثم ترددت في ان تنادي ادم او لا وحسمت امرها و صعدت للاعلى بخطوات مرتجفة و طرقت الباب…
____________________
كان ادم قد خرج من الحمام وهو يلف المنشفة حول خصره سمع طرق الباب ففتحه وبمجرد ان رأته يارا شهقت بقوة و اخفت وجهها بين يديها.
ادرك ادم خجلها فلاحت ابتسامة صغيرة على شفتيه لكنه اخفاها سريعا وقال بعبوس : خير.
يارا بتوتر : ااا الفطار جاهز.
ادم : ملوش لازمة مش عايز افطر
ظهر الحزن على ملامحها واستدارت لتذهب لكنه اوقفها قائلا : خلاص استني هلبس واجيلك.
ابتسمت يارا بسعادة وقالت : ماشي بابا وماما ورهف جايين بعد شويا اجهز بسرعة.
اومأ ادم لكن فجأة قال بنبرة حادة : استني انتي هتقابليهم كده
يارا بدهشة : اشمعنا.
امسك ادم معصمها و قال من بين اسنانه : تغوري تلبسي اسدالك و شعرك ده مش عايزه يبين.
فتحت عيناها بصدمة : انا مش فاهمة ليه ده كله
ادم بصرامة : مش عايز نقاش اللي بقوله بتنفذيه ومن غير كلام.
بلعت ريقها بخوف وهتفت : بس عايزة افهم ليه و انت مالك اصلا…
شد ادم على كتفيها ودفعها للحائط امسك فكها بعنف و رفع رأسها لتقابل عيناه السوداوتان الحادة عيناها العسليتان الخائفة…..اقترب منها اكثر حتى لفحت انفاسه الساخنة بشرتها..
ادم بهمس : لاني…

error: