رواية ملك القاسي
الحلقة 29
__________________________
الكل متوتر يتهامسون ويتناقشون هل سيغفر لهم على تقصيرهم ام انهم لن ينجوا منه ابدا.
سمع صوت حذائه وهو يدلف للقاعة ويمشي بخطوات هادئة وثابتة يضع يده في جيب بنطاله ورأسه مرفوع للاعلى وملامحه باردة لاتفسر شئ يتقدم ومع كل خطوة يزداد خوفهم وتذوب الفتيات برائحته الرجولية ووسامته.
وقف على رأس الطاولة ووزع نظراته عليهم بهدوء مخيف نظر للاوراق على الطاولة بدقة لعدة ثواني ثم اعاد بنظره لهم واخيرا نطق ليقطع الصمت الرهيب الذي يعم القاعة
ادم ببرود : طبعا انتو عارفين جمعتكم ليه اولا شغلكم مش عاجبني خالص واذا يعني غبت كم اسبوع بتظنو اني مش عارف ايه اللي بيخصل لا ده انا دبة النملة اعرفها….ثانيا بالنسبة للي متوظفين جديد اذا انتو مش عارفين مكانة شركتنا بالسوق فهقلكم انها مش مجرد شركة لا هي مؤسسة كاملة نحنا اللي بنخطط ونحنا اللي بنفذ وده اللي كبر شركتنا وخلاها من اضخم الشركات…….انا هغيب كم يوم بس اوعى اسمع انه في تقصير عايز الشغل يمشي بالمسطرة والاسماء اللي في الورقة بيروحو لمكتب المحاسب وياخدو اجورهم للشهرين الجايين واوعى المح وش بني ادم فيهم حوالين الشركة لانه وقتها هتشوفو وشي التاني اللي متأكد انه محدش عايز يشوفه و الكلام ده يتفهم من المرة الاولى لانه عندي مشكلة مع عدم الفهم وعارفين اني مبرحمش حد بيقصر فشغله……استدار واعطاهم ظهره استند على الطاولة امامه وقال ببرود : اطلعو
خرج الجميع بسرعة وهم يحمدون الله على انتهاء هذا الاجتماع المرعب…..بقي مازن في القاعة نظر له وقال : ايه يا ادم هتفضل كده
جلس ادم على الكرسي ونظر امامه بجمود قاتل فاردف مازن بغضب : ادم انا بتكلم معاك جاوبني
لم يتكلم فصرخ مازن : يا اخي ارحمني من برودك ده ازاي تبقى ضارب مراتك وسايبها شهرين بالصعيد انت ايه ملكش قلب
ادم ببرود : صوتك احنا في الشركة
ضرب مازن بقبضته على الكاولة وقال بغضب : لا مش هسكت مش هسكت خالص انت من يوم اللي حصل وبتتصرف عادي بتجي للشركة وتشتغل ولا كأنه في حاجة عارف ايه انت انسان ظالم فاااهم انسان ظااالم مرحمتش بنت صغيرة وخنت الامانة اللي اداهالك ابوها ببساطة انت قاسي ومينفعش تعيش مع اي حد
طالعه ادم بجمود وقال بهدوء : انت خلصت….ماشي انا مش متعود ابرر لأي حد على تصرفاتي بس هقولك هي اللي راحت وانا مش هركض وراها وجودها من عدمه واحد واذا بشوفها قدامي هعمل اللي عملته من قبل
صرخ مازن وهو يعود للخلف : لا انت مش طبيعي ابدا بس عارف ياريت طلقها فطريفك علشان تقدر تعيش حياتها تاني مع راجل تاني
لاحظ مازن انقباض فك ادم فاطمئن على انه استطاع ايقاظ وتر حساس به فتابع : وطبعا في ميت حد يتمناها واكبر مثال هو ابن عمك عمر صح وهي بقالها شهرين عايشة معاهم وبتكون نسيت وحودك اصلا كأنك مجرد هامش فحياتها
تحولت ملامح ادم لملامح مخيفة مضلمة نظر له بحقد وشر شديد و فجأة نهض بسرعة لتستقر قبضته على وجه مازن فسقط على الارض
مسح الدماء من شفته وضحك بألم واردف : انت بتحبها يا صاحبي بتحبها اوي فوق قبل فوات الاوان ورجعها اطلب منها تسامحك ومتسيبش غرورك يعميك على حقيقة مشاعرك والا زي ماقولتلك في رجالة كتير بتتمناها
ركله ادم بعنف في بطنه وخرج بسرعة بينما ابتسم مازن ونهض خرج من قاعة الاجتماعات وذهب لمكتبه كانت رتاج جالسة في كرسيه وعندما رأته ينزف نهضت بسرعة واقتربت منه
رتاج بقلق : مازن ايه اللي حصل ومين اللي عمل فيك كده
مازن بتألم : مفيش كنت بلعب مع ادم متقلقيش
رتاج بغضب : مقلقش ازاي انت مش شايف نفسك عامل زي…زي ابو رجل مسلوخة وهو ضربك ليه اصلا
مازن : هههه ضربني لا هو كان بيسلم عليا بس انا متعود منه على كده…..بس ايه خايفة عليا ولا ايه
توردت وجنتيها وقالت : هاا….لا ابدا عن اذنك
كادت تذهب لكنه قال : كنتي بتعملي فمكتبي ايه ها
رتاج : انا….احم انا جبتلك الملفات….عن اذنك انا رايحة بس متنساش تعقم جروحك….وغادرت
ضحك مازن وطالع فراغها تذكر خوفها عليه وابتسم هو يعلم انها تحبه وهي تدرك انه يحبها ففي الشهرين الماضيين تقربا من بعضهما جدا يهتمان ببعضهما لكن لا يتكلمان يكفي لغة الاعين بينهما
مازن بهمس : امتى تتصلح الاوصاع واجي واخطبك هييه ربنا يصلحك يا ادم
_________________________
في الصعيد
استيقظت بنشاط استحمت وارتدت ملابسها وخرجت نزلت للاسفل وكانت العائلة مجتمعة
يارا : صباح الخير
زهرة بابتسامة : صباح الخير يا فله تعالي افطري
جلست يارا لكن نهضت بسرعة وركضت لغرفتها دلفت للحمام واستفرغت كل مافي جوفها….لحقتها زهرة وبقي الرجال في الاسفل اقتربت منها وقالت بقلق : يارت مالك
يارا بتعب : مفيش شوية تعب
زهرة : بس الفترة ديه كلها تعب ولا من اللي حصل
دمعت عبنا يارا وقالت بشرود : انا بحاول انساه يا تيتة ومش قادرة بس لازم اشيله من حياتي لانه حتى هو مش مهتم بيا خالص وانا مش هرجعله…ههههههه هو مسألش عليا ولا ازاي عايشة انا توقعت انه هيدور عليا بس….
طالعتها زهرة باشفاق وايضا من كلامها هي لا تعلم ان ادم يتصل بها دائما ويسألها عن احوالها وعندما اخبرته عن صحتها غضب بشدة وطلب منها او لتقل انه أمرها بأن تعتني بها جيدا لكن لاتخبرها انه على علم بما يحدث حولها وايضا في الشهريين الماضيين كان يأتي في المساء ويدلف لغرفتها عندما تكون نائمة يطالعها قليلا ثم يخرج دون ان ينتبه احد غيرها هي و سليم
زهرة بحزن : خلاص ياحبيبتي تعالي
اومأت يارا ونزلت معها فهاهي تحاول العيش بدونه لكن هل ستستطيع فوجوده بجانبها مهم جدا حتى لو كان قاسيا معها لكن مجرد الشعور به حولها يشعرها بالسعادة والامان…
__________________________
في المساء
دلف ادم لمنزل والده وهو يفكر في كلام مازن شعر بالغضب الشديد وهمس بشر : هيكون اخر يوم فحياتها اذا فكرت تعمل كده.
افاق من شروده على صوت رهف وهي تتكلم في الهاتف
رهف : حبيبتي يا يارا انتي كويسه…….لا ادم مبيعرفش انا وماما وبابا اللي عارفين بس ليه مش عايزه ادم يعرف……خلاص براحتك بس خدي بالك من نفسك…محمد رسول الله
اغلقت الخط واستدارت فشهقت عندما وجدته يتطلع لها بحدة توترت وقالت : ابيه ادم….احم ازيك
اقترب ادم وقال بهدوء : ايه اللي عارفاه وانا مش عارفه
رهف : هاا……لا مغيش هو ب….
قاطعها ادم بصراخ : انطقي ايه اللي بتخبيه يارا عني
انتفضت رهف وقالت بسرعة : يارا حامل فشهرين يا ابيه….
___________________