حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى
الفصل الخامس و العشرون
….في اليوم التالي…
كان الجميع يجلس على سفرة الطعام و يفطروا و كانت تظهر اهتمامها الشديد بفارس حيث كانت تأكله بيدها و كان مستمتع كثيرا من ذلك بينما ينظروا لهما الجميع بسعادة و راحة ….
فارس : حبيبتي خلاص صدقيني شبعت
جانا :مين ده اللى شبع مسمعتش انت هتأكل الأكل كل انهاردة فطار و غداء و عشاء كمان رضيت او لا
فارس بصدمة :يا لهوي ده انا كدة هينفجر
جانا :بعد الشر عليك يا حبيبي يلا خد دي بقى
كانت قد وضعت اللقمة حتى دون ان يتكلم مما جعل عاصم يضحك و يقول :براحة يا ولية انتي …انتي بتسخطيه مش بتأكليه
جانا :خليك في حالك و إلا هسلط جنة عليك
عاصم :لا يبقى سخطيه براحتك
فارس :والله طول عمري بقول عليك واطي
عاصم :ما هو انا متربي معاك
جانا :اخرس يلا فاروستي احلى منك
اخرج فارس لسانه لعاصم حتى يغيظه .. فهز عاصم كتافه بدون اهتمام و قال :ماشي خليك انتي مع فاروستك ده و انا هروح شغلي
جانا :احسن بردو
عاصم :واطية والله
فارس :مالكش دعوة بجوجو يلا
سليم :خالو .. جانا مسمهاش جوجو اسمها اميرة
فارس بغيظ و غيرة :انت مالك انا بقولها جوجو و انت متقولهاش يا اميرتي تاني
سليم :اقولك اميرتي و لا لا يا ابلة جانا
جانا :اقول اللى تحبه يا حبيبي
سليم بغيظ لفارس و يخرج لسانه :هييية اميرتي قالت لي اقول اللى انا عاوزه
فارس بتواعد :ماشي يا سليم ماشي
سندس بضحك :بتغير من الواد يا فارس
عايدة بضحك :مش معجول انت يا فارس
عاصم :سليم يلا نخلع قبل ما خالك يقتلنا
سليم :يلا يا خالو احسن خالو هيولع فينا
ركض سليم و مسك يد عاصم و ودعوا الجميع و غادروا …. اكمل الجميع فطارهم و جانا لم ترحم فارس و مازالت تأكله بيدها …
في منزل جانا …
كان فريد يجلس على الأريكة يفكر في أمر خديجة و يتسأل ما مصير الفتاة هل ستظل هنا ام لا….
خرجت جنة من الغرفة و وجدت ابيها على هذة الحالة و في شروده فقالت…
جنة :مالك يا بابا
فريد :بفكر في خديجة هنعمل معاها ايه
جنة :والله ما انا عارفة يا بابا بفكر اكلم جانا و أسالها
قبل ان يتكلم فريد سمع صوت خديجة تبكي فوقف و اتجه هو ابنته الى داخل الغرفة….
عندما دخلا الغرفة وجدوا ان خديجة ضامة وجهيها بين يديها و تبكي … اقتربت جنة و وضعت يدها على كتفها فانفزعت و بعدت يدها بسرعة و ابتعدت عنها قليلا و هي تنظر لها بخوف و تساؤل .. رفعت جنة يديها و قالت لها :اهدائي انا جنة اخت جانا و ده…. كانت تشار لفريد…. بيكون بابا ابو جانا
هدأت خديجة قليلا ثم قالت :فين جانا و فين ادم
جنة :جانا راحت بيتها و ادم الصراحة معرافش
خديجة :ممكن تتصلي بيه
فريد :اها ممكن طبعا هتصل بيه حالا .. جنة هاتي ليها كوباية ماية و اكل تأكل علشان اظاهر كدة انها جعانة و لا ايه
هزت خديجة راسها بمعنى نعم فابتسم فريد لها ثم التفت و خرج من الغرفة بينما خرجت جنة هي ايضا حتى تفعل ما قاله فريد لها ….
في الخارج..
امسك فريد هاتفه و اتصل بأدم و عندما اجاب…
فريد :الوو يا ادم
أدم بلهفة :في ايه يا عمي خديجة حصلها حاجة
فريد :خديجة فاقت و سألت عليك و على جانا
أدم :فاقت … طب ينفع اجي دلوقتي عند حضرتك
فريد :انا بتصل بيك علشان تيجي
أدم :خلاص دقايق و اكون عند حضرتك
فريد :في انتظارك
أدم :سلام
فريد :سلام
اغلق فريد الخط و هو يقول :ايه الواد الملهوف ده ….
خرجت جنة من المطبخ و هي تحمل صنية بها سندوتشات و كوب عصير مانجا و كوب ماء و اتجهت الى الغرفة….
في الغرفة ..
عندما دخلت جنة رسمت ابتسامة على وجهها و اتجهت و جلست امام خديجة التي كانت هادئة و لا يوجد اي تعبيرات إلا الحزن ….
جنة :يلا يا ستي هأكل معاكي علشان يبقى عيش و ملح
خديجة :شكرا
جنة :العفو
خديجة :انتي جنة صح
جنة :احم اها انا جنة فريد الشناوي 21 سنة كلية فنون جميلة سنة رابعة جامعة عين شمس
خديجة :ربنا معاكي بس انتي صغيرة خالص
جنة :ههههه ليه يعني علشان الفرق بيني و بينك 5 سنين
خديجة : اها
جنة :عادي مش صغيرة لدرجة دي
خديجة :جانا اتكلمت عنك كتير و قالت انك مخطوبة لأبن عمكوا
جنة :اها عاصم
خديجة :هو ادم هيجي امتى
جنة :زمانه جاي المهم انا عايزة السندوتشات دي متبقاش موجودة خلال عشر دقايق
خديجة :عشر دقايق!!
جنة :متقلقيش هخلصهم معاكي
خديجة :أذا كان كدة ماشي
أكلت خديجة هي و جنة السندوتشات كلها و شربت خديجة كوب العصير و عندما انتهوا من الأكل حملت جنة الصنية و قامت و اتجهت الى خارج الغرفة و منها الى المطبخ بينما قامت خديجة و خارجت من الغرفة و سألت عن الحمام فيدلها فريد .. شكرته و اتجهت الى الحمام و اغلقت الباب ….
وقفت خديجة امام المرآة و تأملت نفسها و أثار الضرب اللى على وجهها …فتحت الصنبور و اخذت ترمي الماء على وجهها و هي تبكي ثم عندما انتهت اغلقت الصنبور و مسكت المنشفة و نشفت وجهها و وضعتها ثم مشطت شعرها و خرجت من الحمام …
عندما خرجت وجدت ان ادم قد ات و عندما رأها اتجه لها بلهفة و هو يقول ….
أدم بلهفة :انتي كويسة
خديجة :اها
أدم براحة نسبيا :الحمدلله …
فريد :اقعدوا بدل ما انتوا واقفين …
جلس أدم و جلست خديجة و جلس فريد بينما ظلت جنة واقفة ….
خديجة :ماما فين
أدم :الحقير محصلوش حاجة و لسة في المستشفى بس…
خديجة :بس ايه
أدم :مامتك قالت انها اللى ضربته و انها عملت كدة علشان تدافع عنك
خديجة بصدمة :ايه بس انا اللى ضربته
أدم :خديجة انا معرفش اقولك ايه بس هي عملت كدة علشانك
خديجة :بس انا المفروض اتحبس مش هي
أدم :يا خديجة القضية قضية دفاع عن النفس هتخرج منها
خديجة :يا ربي و بعدين ايه اللى هيحصل دلوقتي
أدم :انا بعت ليها محامي و متقلقيش كل حاجة هتتصلح
خديجة :طيب انا هقعد مع مين
أدم :انا كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع
خديجة :ايه هو
أدم و بدون مقدمات :تتجوزيني
خديجة بصدمة :ايه
أدم :زي ما سمعتي تتجوزيني
هبت خديجة واقفة و هي تنظر بصدمة ثم تحولت الصدمة الى غضب و قالت :انت بتستغل ظروفي مش كدة
هب واقفا و هو يقول بصدمة :ايه الكلام اللى بتقوليه ده اكيد لا
خديجة بغضب :لا بتستغل ظروفي و بتستغل أني لوحدي ماليش سند و عايز تأخد مني بالطريقة دي مش كدة
أدم بغضب و صوت عالي :اخرسي اظاهر انك فهمتي غلط يا انسة انا لو كنت عايزة اتجوزك يبقى لان كنت عايز احميكي و اكون انا سندك و احميكي من اي حد بس انتي صدمتيني بكلامك يا انسة عمتا شكرا و هعتبر ده ردك على العرض و لو انتي شايفة اني بستغل ظروفك و وحدتك يبقى ماشي اوعدك ان اول ما تخلص القضية دي مش هدخل في حياتك تاني و ده وعد مني ليكي يا خديجة عن اذنكوا
انهى جملته و التفت متجها الى خارج المنزل بغضب و ضيق بينما نظر فريد و جنة لخديجة بعتاب ..بينما ظلت خديجة واقفة و دموعها تنزل و قد شعرت بألمه لذلك اتجهت الى داخل الغرفة دون ان تقول اي شيء……
…….
في فيلا الحديدي…
كان فارس يجلس في الحديقة و يستمع للام كلثوم حيث كان يسمع اغنية عودت عيني
عودت عيني على رؤياك وقلبي سلم لك أمري
أشوف هنا عيني في نظرتك لي
والقي نعيم قلبي يوم ما التقيك جنبي
وان مر يوم من غير رؤياك
ما ينحسبش من عمري
قربك نعيم الروح والعين ونظرتك سحر والهام
وبسمتك فرحة قلبين عايشين على الأمل البسام
ان غبت يوم عني أفضل انا وظني
يقربك مني ويبعدك عني
واحتار في أمري معاه ومعاك
وان مر يوم من غير رؤياك مينحسبش من عمري
لو كنت خدت على بعادك كنت أقدر اصبر واستنى
واسهر على ضي ميعادك لما الزمان يجمع بينا
أبات على نجواك واصبح على ذكراك
واسرح وفكري معاك لكن غالبني الشوق في هواك
وإن مر يوم من غير رؤياك ما ينحسبش من عمري
زرعت في ظل ودادي غصن الأمل وانت رويته
وكل شئ في الدنيا دي وافق هواه انا حبيته
ومهما شفت جمال وزار خيالي خيال
انت اللي شاغل البال وانت اللي قلبي روحي معاك
وإن مر يوم من غير رؤياك ما ينحسبش من عمري
ويوم ما تسعدني بقربك الاقي كل الناس احباب
ويفيض على نور حبك اقول مفيش في الحب عذاب
الحب كله نعيم لا فيه عذول بيلوم
ولا فيه حبيب محروم
يا ريت يدوم للقلب صفاك واقضي طول العمر معاك
ده ان مر يوم من غير رؤياك ما ينحسبش من عمري
اتت جانا و هي تحمل صنية بها كوبان من الشاي و جلست امامه و هي تبتسم….
جانا :ايه الروقان ده كله
فارس :ام كلثوم الروقان كله يا حبيبتي
جانا :اها والله عندك حق
فارس :قولي لي بقى يا ستي ايه حكاية ادم و خديجة
جانا : بصي يا سيدي خديجة بتكون زميلتي في الشغل و… صارت تتحدث على خديجة و عن مشاكلها و قصت له ما حدث معاها و مع ادم و عندما انتهت
فارس :يا لهوي كل ده حصل ليها ربنا يصبرها و يقويها
جانا :يا رب
صمتا قليلا لكن تذكرت جانا شيء جعل الصمت ينكسر …
جانا :فارس عايزة اسأل سؤال
فارس :اتفضلي
جانا :هو ليه دايما لازم تقرا قصة قبل ما تنام و لو مش قادر تقرا بتخلي حد يقرا ليك ايه السبب
ابتسم فارس و قال :من صغري و انا متعود اقرا او اسمع قصة قبل ما انام الوحيدة اللى كانت بتقرأ ليا هي امي فضلت تقرا كل يوم علشان اعرف انام حتى لما كبرت و لما ماتت كنت بقرا للنفسي و مخليش حد يقرا ليا ابدا اول واحدة تقرا بعد امي كانت انتي .. انا نفسي استغربت لما خليتك تقري ليا بس حست براحة و انتي بتقري علشان كدة كنت بنام على طول
جانا :عارف يا فارس بحس احيانا انك طفل بيدور على امه بأي شكل
مسك يدها و قال بحب :انتي امي و حبيبتي و اختي و صاحبتي و كل حاجة في حياتي انتي و سندس اهم اتنين في حياتي هفضل احميكوا حتى من نفسي يا جانا
جانا بحب :ربنا يخليك لينا و ميحرمناش منك ابدا
فارس :و لا منكوا
ظل ينظروا لبعضهم بأبتسامة و كان فارس يمسك يدها و ينظر لعيونها بحب و هي كذلك .. لكن قطع هذة اللحظة رنين هاتف جانا فتمسكه و ترى انه الطبيب فتجيب بسرعة ….
جانا :الو
الطبيب :الو يا مدام جانا العملية اتحدد و هتتعمل بعد بكرة الساعة 1 الظهر
جانا :بالسرعة دي
الطبيب :ما انا قولت لحضرتك الحالة دي لازم منتاخرش فيها ابدا و لازم نشيل الورم في اسرع وقت
جانا :ماشي ربنا يستر
الطبيب :امين سلام
جانا : سلام
اغلقت جانا الخط و في عيونها علامات القلق بينما نظر لها فارس بهدوء و قال :العملية اتحدد صح
جانا :بعد بكرة الساعة 1 الظهر
فارس :طيب كويس
جانا :انت مش خايف
فارس بنفي : لا و اخاف ليه
جانا :العملية مش سهلة
فارس :سبيها للربنا هو وحده اللى هيقدر يشفيني
جانا : يا رب
فارس : يلا نقوم نقولهم
جانا :يلا
قاموا الاثنين و دخلوا الفيلا حتى يخبروا الجميع معاد العملية …..
في شركة الحديدي…
كان عاصم شارد في ما يحدث .. فهو لا يعلم متى سوف تنتهي المشاكل و يعيشوا بسلام … فاق على صوت رنين الهاتف فمسكه و نظر للشاشة و وجد انها جنة فأبتسم و أجاب ….
عاصم :اخبارك ايه يا مجنونتي
جنة :اممم الحمدلله يا عنيدي
عاصم بضحك :بترديها تمام حلو انا راضي
جنة :ههههه لازم تراضى
عاصم :اجباري يعني
جنة :عندك مانع
عاصم :على قلبي زي العسل يا حبيبتي
جنة : ربنا يخليك ليا
عاصم : و يخليكي ليا
جنة :مال صوتك
عاصم :مفيش مضايق شوية
جنة :علشان فارس صح
عاصم :صعبان عليا اوي و كمان المشاكل مش بتخلص كل ما نخرج من مشكلة ندخل في التانية و كل ما نخرج منها ندخل في التالتة
جنة بتنهيد :عاصم هو انت فاكر ان الحياة اختبار واحد بس .. ربنا بيدينا اختبارات علشان يشوف احنا هنقدر نجتازها ازاي و يشوف قوة ايمانا بيه عاملة ازاي .. ربنا بيدي اختبار لكل انسان لاحظ اننا كلنا كل ما نكبر بيزيد مسؤوليتنا و في كل مسؤولية اختبار مثلا بابا و عمي و طنط مسؤوليتهم انهم يعقلونا و يفهمونا و لما يشوفونا بنقع يلحقونا و يمسكونا من ايدينا و يعقلونا .. سندس مسؤوليتها كأم انها تربي ابنها صح و تعلمه الأدب و القيم الأخلاقية ام مسؤوليتها كأخت فهي الأم التانية لأخوها بتوعيه و بتحميه و تديله الحنان بعد امه مهما كانت الكبيرة و لا الصغيرة .. فارس مسؤوليته كأخ انه يحمي اخته و يكون سندها و ميسبهاش ابدا و مسؤوليته كزوج و حبيب ان يحمي مراته و يصونها و يوفي ليها و يحترمها ادام الجميع و ميأقلش منها ابدا ادام اي غريب … انت مسؤوليتك كأبن ان تحترم ابوك و امك و تكون عكاز ابوك اللى لو تعب يلاقيك جنبه و يتسند عليك و سند لامك لو ابوك بعيد و تقدرهم و ترفع راسهم ادام الكل ..جانا مسؤوليتها كأبنة و أخت هي تكون الام التانية لينا و تكون هي الصدر الحنين بعد ماما و مسؤوليتها كزوجة انها تصونه و تحترمه ادام الصغير و الكبير و ترفع من شأنه ادام الغريب … مسؤوليتي انا كأبنة هي ان ارفع راس بابا و اختي و احترمهما و اخليهم مبسوطين …كل مسؤولية ليها اختبارها ربنا بيشوف ايمانا قوية و لا لا و هنقدر نتغلب عليه و لا لا علشان كدة لازم نقول الحمدلله على كل شيء و نشكر ربنا في السراء و الضراء فهمتني يا عاصم
عاصم :انتي كلامك ريحيني بشكل رهيب عندك حق في كل كلمة قولتيها
جنة :الحمدلله على كل شيء
عاصم :يستاهل الحمد
جنة :يلا هقفل بقى علشان اشوف خديجة سلام
عاصم :سلام
اغلقت جنة الخط بينما ابتسم عاصم و هو يحمد الله على النعمة التي انعمها عليه و هي جنة محبوبته و طفلته ….
في شركة asr
كان ادم يجلس على مكتبه و هو يشعر بغضب شديد و ضيق يكاد ان يخنقه فكلام خديجة جرحه بشدة فهو لم يفكر في اي شيء من ما قالته بل هو حقا اراد ان يكون حاميها و سندا لها لكنه اخطئ في التفكير لذلك قال لنفسه :انا هنفذ وعدي ليكي يا خديجة طالما انتي شايفة كدة يبقى هنفذ وعدي يا ترى مخبية ايه لينا يا ايام