حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى

الفصل السابع و العشرون

مرت الساعات على الجميع بصعوبة و الجميع يدعي و يقرأ قران … كانت جانا تجلس بالقرب من الغرفة الذي يوجد بها فارس و تقرأ القران و الدموع تنزل على خديها دون توقف .. اتجه عاصم الى والده و وقف امامه و قال :بابا انا من رأي تاخد ماما و سندس و عمي فريد و جانا و تمشوا و تيجوا بكرة وجودكوا مش هيفيد حاجة و اول ما يحصل حاجة هتصل بيك على طول
عدنان بحزن :بس كيف يا ولدي امشي اكدة من غير ما اطمئن عليه
عاصم :يا بابا فارس بأذن الله هيكون كويس صدقني وجودكوا مش هيفيد حاجة لازم تروحوا ترتاحوا
اتجه ادم و وقف بجانب عاصم و قال :عمي عاصم معه حق لازم تروحوا ترتاحوا علشان تقدروا تكونوا اقوى من كدة علشان فارس
عدنان :ماشي انا موافج اللى تشوفوا
طلب عاصم من والدته و سندس و جانا ان يغادروا بعد معاناة وافقت سندس و عايدة لكن جانا رفضت و بشدة و اقسمت انها لن تتحرك إلا و زوجها معاها و انها لن تتركه ابدا لذلك اضر عاصم ان يوافق على بقائها و رحل عدنان و عايدة و سندس و رحل فريد بعد ان ودع ابنته و ودعتها ايضا جنة .. ليبقى في المستشفى عاصم و جانا و أدم …

يمر الليل و يأتي الصباح اخيرا

و قد اتت الساعة 10 صباحا
كانت جانا تجلس ساندة ظهرها للخلف و مغمضة عيونها بينما كان عاصم قد اغمض عينيه و نام قليلا و هو واضع خده على كف يده .. كان ادم قد نام قليلا ثم استيقظ و وجد جانا و عاصم هكذا فلم يريد ان يزعجهم لذلك ألتزم الصمت و ظل ينتظر الجديد … بعد مدة فاق عاصم و معه جانا على صوت الممرضة و هي تقول :المريض فاق
فتهب جانا واقفة و يهب معاها عاصم و يقف ادم و يبتسم و….
الممرضة :هنادي على الدكتور علشان يقدر يحدد حالته تقدروا تشوفوا من هناك
أشارت الممرضة على نافذة زجاجية تظهر ما داخل الغرفة ليتجهوا الثلاثة بسرعة الى هناك و ينظروا و يجدوا فارس راقد على السرير الطبي مغمض عيونه … ات الطبيب و دخل الغرفة و وقف بجانب سرير فارس .. فتح فارس عيونه و نظر للطبيب و …
الطبيب :حاسس بأيه
فارس : حاسس اني كنت في غيبوبة
الطبيب :في حاجة بتوجعك قادر تتحرك
فارس :مكان الجرح بس هو اللى وجعني لكن انا حاسس ببقيت جسمي
الطبيب :حضرتك عارف انت مين
فارس :انا فارس الحديدي مراتي جانا الشناوي اختي سندس الحديدي خالتي بتكون عايدة و جوزها عدنان لو عايز تفاصيل عن العائلة كلها ممكن اقولك
الطبيب بأبتسامة :الف مبروك العملية نجحت يا استاذ فارس
ابتسم فارس ابتسامة صغيرة و قال :الله يبارك فيك
ابتعد الطبيب عنه و اتجه الى الخارج بينما نظر فارس للنافذة و نظر لجانا التي كانت تنظر له بدموع و واضعة يدها على الزجاج .. عندما خرج الطبيب اتجه تجاهه عاصم و ادم بينما ظلت جانا مكانها تنظر لفارس و هو ينظر لها …
الطبيب بأبتسامة :الف مبروك العملية نجحت بدون ان تسبب اي ضرر للمريض
عاصم بسعادة كبيرة :الحمدلله يا رب الله يبارك فيك يا دكتور
ادم بسعادة :الحمدلله الحمدلله
.. التفت عاصم و نظر لجانا و قال لها بفرح :العملية نجحت يا جانا نجحت الحمدلله
نظرت له بعيون دامعة و هي تضحك و قالت…
جانا بسعادة و دموع :الحمدلله يا رب الحمدلله يارب
انا هروح اصلي علشان اشكر ربنا خدوا بالكوا منه و اتصلوا بعمي و بابا و قولوهم
ادم :حاضر
نظرت جانا لفارس بأبتسامة ثم التفتت و اتجهت الى المسجد….
اتصل عاصم بوالده و اخبره بنجاح العملية ليهتف بفرح كبير و يحمد الله و يخبره انه سوف يأتي و بالفعل ات عاصم و معه عايدة و سندس و ات فريد لكن وحده فجنة ذهب الى كليتها ….
نقل فارس الى غرفة عادية و اجتمع حاوله الجميع و اتت جانا بعد ان صلت صلاة شكر لله و ظلت تحمد الله و تشكره … جلست جانا بجانب فارس و هي واضعة يدها على كتفه و تبتسم له بحب و هو ايضا …
عدنان :الحمدلله على سلامتك يا فارس
فارس :يستاهل الحمد
عايدة بابتسامة : يستاهل الحمد و الشكر ربنا استجاب لدعواتنا يا ولدي
سندس التي تجلس على الجانب الاخر و واضعة يدها هي ايضا على كتفه :الحمدلله و الشكر له
عاصم :حمدلله على سلامتك يا فؤش يلا يا عم بقى مش هفضل شايل الشركة دي لوحدي انا هولع فيها بعد كام يوم
فارس بتعب :عارف اني تعبتك الايام دي بس
عاصم مقاطعه بمزاح :ايه ده ايه ده هو فارس بقى طيب كدة ليه لا لا لا تتحسد يا راجل
جانا مدافعة عن فارس :فارس طول عمره طيب بس محدش بيفهمه
عاصم :شوفوا مين بتكلم اكتر واحد شتمته بدافع عنه
جانا :علشان مكنتش فاهمة بعيد عنك
عاصم :من ساعة ما رجعتوا لبعض و انا حاسس انك يا جانا بتعملي فارس اكنه ابنك
جانا :ابني و حبيبي و جوزي و كل حاجة كمان عندك مانع خليك بقى في حالك لما نعوزك
عاصم :لا و بقيتي رومانسية كمان
فارس بضحك و تعب :عاصم جانا تقول اللى هي عايزه براحتها و تعملني زي ما هي عايزه خليك بقى في حالك و اتعلم علشان تخلي جنة تدلعك
عاصم :يا عم جنة و عارف هنتعامل مع بعض ازاي و الحمدلله
جانا :اتوكس بوكستك يا عاصم
فارس :عاصم اقولك على حاجة من راي تخرج برة
عاصم :هو انتوا الاتنين متفاقين عليا و لا ايه
جانا بغيظ :اها
عاصم :كدة ماشي اخرج بس يا فارس من المستشفى و هوريكوا انتوا الاتنين
و هنا قطع مزاحهم دخول الطبيب مما جعل جانا و سندس معاها يقفان … وقف الطبيب بجانب السرير و فحص فارس و قال …
الطبيب :بص يا استاذ فارس .. طبعا حضرتك هتشرفنا هنا مش اكتر من اسبوعان لان زي ما انت عارف العملية مكنتش سهلة و لازم رعاية خاصة .. حضرتك هتحس بألم و بعض الصداع لما مفعول المخدر يبدأ يروح و وقتها هديك مسكنات ممنوع تماما اي اكل ساخن او حار لازم يكون الاكل بارد .. لما تحس ان بالغثيان ده هيبقى طبيعي ممكن حضرتك تتعافى تماما بعد 8 اسابيع لان الورم كان في مراحله الاولى و ده ساعدنا جدا في استئصاله بسهولة
بس لازم على الاقل لما تخرج من المستشفى تتجنب ممارسة الرياضة تتجنب السفر بالطيران لمدة سنة على الاقل اتفقنا
فارس :اتفقنا
الطبيب :بعد اذنكوا مبنفعش الكمية دي كلها المفروض واحد بس على الاقل يكون معه
جانا :خلاص يا جماعة انا هفضل مع فارس تقدروا تمشوا دلوقتي
فارس بتعب :من راي انا الكل يمشي و انتي اولهم لانك تعبتي اوي و باين عليكي
جانا :انا حلفت اني مش هسيب المستشفى غير و انت معايا فريح نفسك لان انا مش هتحرك من هنا
عاصم :طب على الاقل غيري هدومك و نامي و كلي لقمة و تعالي بكرة
جانا بعناد :لا يعني لا ريحوا نفسكوا كلكوا انل مش هتحرك من هنا و متقلقوش انا جبت اصلا هدوم ليا و لفارس علشان عارفة اننا هنقعد في المستشفى شوية
عدنان :خلاص سيبوها على راحتها
عاصم :ماشي يلا احنا بقى نروح
عدنان :يلا
غادر الجميع بعد ان ودعوا فارس و جانا و خرج الطبيب بينما اتجهت جانا الى المرحاض ….

عندما رحل ادم و ركب سيارته قرر ان يذهب الى فيلته و يرتاح و يفضل له ان يغلق هاتفه فهو يتمنى ان ينام لو دقيقة واحدة فمنذ تلك الاحداث التي تحدث تلو الاخرى لم يذق المسكين طعم النوم … عندما وصل فيلته و فتح له الحارس الباب دخل بسيارته و وقف و خرج منها و اتجه الى داخل فيلته …
ينظر لفيلته التي اشبه بالقصر و يحس بالحزن فهذا المكان رغم وسعه و جمال منظره إلا انه لا يكون جميلا إلا في الظاهر فقط لان ما بداخله اشبه بالظلام .. اخذ نفسا و اتجه الى السلالم و صعد الى فوق و منه الى غرفته … ابدل ملابسه بالملابس المنزل و اتجه الى سريره الكبير و راقد و هو يسحب الغطاء اليه و يضع راسه على الوسادة و يغمض عينيه لتظهر خديجة التي اصبحت شيء اساسي في ان يتخيلها و يحلم بها ….

……

مرت ايام قليلة و مازال فارس في المستشفى و جانا معه متابعين العلاج و كان ياتي عاصم يوميا لكي يراهما هو ادم الذي عادي لعمله و يتابع قضية والدة خديجة … اما عن جانا فكانت تعتني بفارس بأهتمام كبير و كان فارس سعيدا جدا من ذلك فهذا يعني له الكثير و الكثير …

و بعد مرور الاسبوع الاول

في منزل فريد
كانت خديجة تجلس في شرفة المنزل و شاردة كعادتها فهي اصبحت تجلس في الشرفة و تشرد يوميا و احيانا تجلس مع جنة التي اصبحت صديقتها الصدوق فجنة بخفة دمها و مرحها تجعل اي شخص يجعلها صديقته الصدوق اما عن فريد فكانت قد اعتبرته والدها بسبب حنانه عليها و اهتمامه بها .. هذا المنزل البسيط جعلها تتعافى قليلا لكن مازال هناك جروح في قلبها .. و اخيرا عندما يأتي في مخيلاتها ادم تشعر بالندم لانها اهانته رغم انه هو من ساعدها و انقذها و ماذا قابل هو منها لم يقابل إلا اهانة و جرح .. ليعاقبه هو بوعده ذلك …
اخذت نفسا و اغمضت عيونها لكن عندما تفتحها تجد امامها فريد مبتسما الذي دخل و جلس دون ان يصدر صوتا فتبتسم له و …..
فريد :يا ترى بتفكري في ايه
خديجة بدون وعي :في ادم … و هنا ادركت ما قالته لتقول… قصدي في اللى بيحصل
فريد :اممم .. حاسة بالندم صح
لم تجيب
فريد :خديجة انتي زي بنتي كوني صريحة معايا و فضفضي صديقني هترتاحي بدل ما انتي بقيتي بتسرحي مع نفسك كدة و في الاخر بترجعي للنفس النقطة
خديجة :الصراحة.. انا فعلا حاسة اني غلط هو ميستهلش مني كدة صح
فريد :انتوا الاتنين غلطوا انتي علشان حكمتي من قبل ما تفكري كويس و هو لان الطريقة و الوقت غلط بس ادم كان عنده وجهة نظر .. هو شايف انه لما يتجوزك هيحميكي هدفه حمايتك و بس مش عايز غير كدة لكن انتي محظورة اللى حصلك مش شوية علشان كدة كلنا حظرنكي
خديجة :بس هو محظرنيش
فريد :لانه اتجرح ازاي ممكن تقولي الكلام ده لاكتر واحد ساعدك و انقذك لحد دلوقتي و رغم ده و رغم اللى حصل و الكلام اللى قولتيه ليه لسة بيساعدك متخيلة ايه يا خديجة انه يحظر .. مظنش لانه اتجرح
خديجة :انا حاسة بالندم يا عمي و مش عارفة اصلح اللى عملته ازاي انا تايهة
فريد :انتي مش تايهة انتي بس محتاجة حد يزقك زقة علشان تتقدمي و تفوقي محتاجة ترجعي قوتك ده اللى محتاجه يا خديجة
خديجة : معاك حق يا عمي انا فعلا محتاجة زقة قوية
فريد :الزقة القوية بتوقع و انتي اتزقتيها فعلا و وقعتي و دلوقتي محتاجة تقومي بس بنفسك مش بمساعدة غيرك الانسان هيوقع مرة و اتنين و تلاتة لكن هيقف في الاخر مش هيفضل مرمي و الكل يدوس عليه لازم تقوم بنفسك متستناش اللى يجي و يمد لك ايده علشان تقوم لان لو استنيت هتلاقي الكل بيدوس عليكي من غير رحمة فهمتي يا خديجة
خديجة :فهمت يا عمي
فريد :ممكن طلب
خديجة :اكيد طبعا
فريد :انا مش بحب اسمع كلمة عمي كتير علشان كدة ممكن تنادي لي باللى انتي عاوزه إلا هي
خديجة :هو انا ممكن اقولك بابا فريد
ابتسم فريد و قال :ممكن طبعا و مش ممكت ليه
خديجة بأبتسامة :شكرا يا بابا فريد
انتبها الى صوت جرس الباب لتقوم خديجة هي و تتجه الى الباب و عندما تصل له تمسك المقبض و تفتح الباب و عندما تفتحه تفتح عيونها معه و تقول بصدمة :ماما…
…نتابع

error: