حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى

الفصل الحادي و العشرون
…كانت تنظر له بصدمة شديدة و قد هربت الكلمات منها و بعد دقائق نطقت و قالت بصدمة :مطلقتنيش ازاي… مش انت قولت انك طلقتني
فارس :بس مطلقتكيش يا جانا انتي للأسفة متعرفيش اللى حصل يوميها ..بس انا مش هحكي هنا لازم نتقابل
جانا بعناد :والله ما هتحرك غير لما افهم
فارس :اممم طيب انتي حرة بعد اذنك
ابتعد عنها قليلا ثم نزل للاسف و حملها على كتفه فصرخت و قالت :انت بتعمل ايه يا اين المجنونة
فارس بابتسامة :انتي حلفتي انك متتحركيش غير لما تفهمي و انا ميرضنيش مراتي حبيبتي تكسر حلفنها علشان كدة هشيلك لحد ما نروح للمكان المفروض نروح
جانا :نزلي فارس بلاش جنون
فارس :ممكن تسكتي و يلا علشان انا مش فاضي اصلا
اتجه فارس الى الباب و فتحه و هو يحمل جانا التي تصيح به حتى ينزلها لكن لا يعطيها اي اهتمام …. انصدام الموظفين بهما و جانا تترجاه ان ينزلها لكن لا يهتم و يبتسم بهدوء و برود حتى خرج ادم و خديجة خلفه عندما سمعا الضجيج و انصدموا من هذا …
ادم بصوت عالي :انت بتعمل ايه يا فارس
فارس ببرود :واحد و خاطف مراته عندكوا مانع
ادم بصدمة :مراتك
انصدام الجميع من هذا و نظر لبعضهم بصدمة و انصدمت خديجة بشدة و فتحت فمها على وسعها و ظلت ترمش … تجاهل كل هذا و اكما في طريقه و جانا مازالت تصيح به….
عندما خرج فارس من الشركة اتجه الى السيارة و اجلس جانا بها و اغلق الباب و حاولت فتحه لكنه اغلقه و اتجه الى مقعد السواقة و ركب السيارة بعدما اخذ المفتاح من السائق الذي اندهش و غادر المكان …..
في الطريق…
جانا بصياح :انت مجنون ازاي تعمل كدة و تقول الكلام ده انت عارف عملت ايه
فارس : مش مهم هيقولوا ايه و لا هيعملوا ايه المهم فعلا انك تعرفي و تفهمي
جانا :فارس انا صبري ليه حدود انت واخدني و موديني على فين
فارس :متقلقيش انا مش خاطفك بجد
جانا :متقدرش اصلا
فارس بابتسامة :لا عادي على فكرة اقدر اخطفك
جانا :عند ام لطفي عارفها
فارس :ههههه لسانك بقى طويل كمان بس متقلقيش هخليه يتقصر
جانا بنفاذ صبر :صبرني يا رب
فارس :يا رب
……وصل فارس و اوقف السيارة ليظهر انهم على جبل المقطم (طب ما تخديني معاك��) و نزل و اتجه الى جانا و جعلها تنزل و وقفوا بعيدا قليلا عن السيارة و …..
فارس :المكان الوحيد اللى بعتبره احسن مكان نتكلم فيه
جانا :فارس انا اقولت ان صبري محدود قول اللى عندك ازاي مطلقتنيش
فارس بتنهيد : لما انتي اتخطفتي روحت لسرين و عرفت انها خطفتك علشان بتحبني و ورأيتني فيديو فيه المسدس موجه عليكي خوفت … لما سألتها عايزة ايه .. قالت. لي اني اطلقك و اخرجك من حياتي وفقت علشان انقذك و رجعتي الفيلا …. ساعتها انا اللى اختفيت كنت وقتها مش عارف اعمل ايه اطلقك فعلا و ابعد و لا اعمل ايه .. فضلت مقيد لحد ما سرين اتصلت بي و قالت لي ما حاولش اغير راي لان بجد هتقتلك في نفس الوقت علشان كدة روحت البيت و وهمتك اني طلقتك و مشيت .. اتصلت بيها و قولتلها اني طلقتك على نية اني اوهمها و تبعد عنك و بالفعل نجحت في ده و قرارت اني اسافر و سافرت باريس و بعد عنكوا و بقيت لوحدي لحد ما جالي خبر ان سرين ماتت في نفس اليوم اتصدمت و عرفت ان الرجالة اللى كانت متفقة معاهم باعوها و قتلوها و حرقوا بيتها و هربوا ….
جانا بألم :يعني انت سافرت بأرادك و محدش جبرك
فارس :اها
جانا و دموع بدأت تجمع : طالما انت مطلقتنيش و كنت ناوي ترجع ليه جرحتني ليه سافرت ليه يا فارس انت عارف انت كدة محلتش حاجة بالعكس انت كسرتها تاني ليه يا فارس ليه سافرت ليه مرجعتش ليه جرحتني ليه
فارس بألم :كنت تعبان .. تعبان اوي كان لازم عنك و عن الكل … كنت مخنوق يا جانا محتاج ابعد … كان في نار جوايا مخليني مجروح خايف اقرب كان لازم ابعد خايف النيران دي تحرقك
جانا ببكاء و ألم :بس النار اللى انت خايف تحرقني .. حرقتني فعلا … انت ضعيف يا فارس ضعيف
فارس بألم :انا مش ضعيف يا جانا انا انسان مجروح و مكسور و في نيران بتولع جواه … انا مش ضعيف
جانا ببكاء :بس انا كمان انسانة مجروحة و مكسورة انت عارف حالتي كانت ازاي في السنة دي .. كنت بنام و انا بسأل ليه كدة يوم ما حبيت انكسر .. كنت تايهة بين بحور دموعي و حزني و وجعي .. نار كانت بتولع في قلبي و بسأل نفسي عملت فيا كدة ليه انت كسرتني .. كسرتني اوي
فارس بندم :اسف يا جانا اسف
جانا بضحكة ساخرة :بعد ايه .. بعد ايه يا فارس للأسف انت كسرتني بأمتياز
فارس :غصب عني والله العظيم غصب عني
جانا :طلقني
فارس :اسف بس مش هطلقك
جانا :فارس طلقني
فارس :و انا اقولت مش هطلقك
جانا :بس انا مش عايزة افضل معاك
فارس بهدوء تام :بس انا عايز افضل معاكي جانا تعالي نفتح صفحة جديدة و ننسى كل ده
جانا بصياح :هو انت سهل عليك اوي كدة ننسى .. عايزيني انسى ايه و لا ايه … انت ايه يا اخي ايه
فارس بحب صادق :انا بحبك
جانا بتهجم :اهااا بتحبني .. فكرني هصدق انا صح .. لا يا استاذ فوق انا مش الساذجة اللى انت كنت تعرفها انا واحدة غير اللى تعرفها اللى كنت تعرفها ماتت و ادفنت
فارس :انتي بتحبيني و انا واثق من ده
جانا بألم :انا بكرهك
فارس :هههه بتحبيني يا جانا عينك مش قادرة تخبي ده
جانا بألم و بكاء :بكرهك
فارس :بتحبيني
جانا :انا همشي
فارس :على فكرة انا صادق في حبي ليكي و تأكدي اني هخليكي ترجعي لي و هتعترفي بصوت عالي انك بتحبيني و ده تحدي يا جانا الشناوي
جانا بتحدي :مستحيل يا فارس الحديدي
فارس بتحدي :هنشوف مين هيكسب في الاخر
جانا :هنشوف
نظرات تحدي عتاب حب .. عناد .. ثقة نظرات شملت الكثير من ما في داخلهما و قد بدأ التحدي و لا احد يعلم من سيفوز في هذا التحدي…….
غادرت جانا و تاركته و هو يبتسم و يقول :انا اللى هكسب انا واثق من ده … ثم تحولت نبرته الى ندم و قال ….. انا اسف يا جانا اني جرحتك بس والله غصب عني بس انا والله بحبك و مش هخليكي تبعدي عني و مفيش قوة هتفرقنا عن بعض غير حاجة واحدة و هي الموت …و اوعدك بده
اتجه فارس الى السيارة و ركبها و غادر المكان متجها الى فيلته حتى يراى عائلته الذي اشتاق لهم بشدة…..

……………
عند جانا …
فعندما تركته و غادرت اخذت سيارة اجرة و اعطته العنوان و قرارت ان تذهب الى منزلها فهي لا تتحمل ان تراى اي شخص لذلك اتجهت الى منزلها ….و عندما وصلت دفعت للسواق و اتجهت الى داخل العمارة و صعدت على الدرج و عندما وصلت دقت الباب

..في منزل جانا…
اتجه فريد الى باب المنزل و امسك المقبض و فتح الباب و تفاجأه انها جانا التي عناقته و صارت تبكي بحرقة فقلق عليها و قال :مالك يا جانا في ايه يا حبيبتي حصل ايه
جانا ببكاء :رجع يا بابا رجع
فريد :تقصدي مين
جانا :فارس
فريد بصدمة :ايه رجع .. رجع امتى و انتي عرفتي ازاي …
لم تجيب بل ظلت تبكي لذلك قال فريد :طب خلاص اهدئي تعالي ندخل جوه
اغلق الباب و أخذ ابنته و جعلها تجلس و اتجه الى المطبخ و احضر كوبا من الماء و اعطه اليها فمسكته و ارتشفت القليل ثم وضعته على المنضدة و جلس فريد بجانبها و قال :عايزك تهدئي كدة و تحكيلي اللى حصل
اخذت جانا نفسا و اخرجته ثم بدأت تقص كل شي لوالدها و عندما انتهت…
فريد بصدمة :يعني هو مطلقكيش ازاي و ليه سافر و ليه عمل كل ده
جانا :بيقول غصب عنه
فريد بغضب :غصب عنه … غصب عنه انه يكسرك و يوجعك كل المدة دي غصب عنه انه يوهمنا كلنا انك اطلقتي غصب عنه ايه بس ده انسان مجنون
جانا :مش عارفة انا تعبانة اوي بس لا انا مش هسمح ليه انه يكسرني لا مش هسمح ليه انه يوجعني تاني انا قوية انا مش ضعيفة صح انا هوريه هدفعه اللى عمله فيا
فريد :طب وبعدين انتي ناوية على ايه
جانا بتفكير و هي تمسح دموعها :لسة معرفش بس هعرف و اكيد انا اللى هكسب التحدي
فريد :انا لازم اكلم عدنان و لازم اوريه لازم افهم منه كل حاجة
جانا بتحدي :هوريك يا فارس والله لهطلع عليك اللى حصلي المدة دي و هتشوف ……

في نفس الوقت

…..في فيلا الحديدي…
كان عدنان يجلس مع عايدة في الحديقة و كانت سندس تقوم بأعداد الشاي و كان عاصم في الخارج و كان سليم في مدرسته …
انتبه كلا من عايدة و عدنان الى السيارة التي تدخل من الباب الرئيسي و يقفوا و عندما تتوقف السيارة نزل منها فارس و هو ينظر لهما و خلع نظارته و ابتسم لهما بينما ابتسمت عايدة ابتسامة واسعة و قالت بسعادة و لهفة :فارس
اتجه فارس لها و عانقها بحب و اشتياق و هي ايضا بينما لم يبتسم عدنان او حد فتح ذراعيه له فهو غاضب منه كثيرا و لا يقدر على مسامحته … ابتعد فارس عن عايدة و عايدة تقول….
عايدة بعتاب :اكدة هونا عليك يا فارس تسبينا كل ده
فارس :غصب عني والله يا خالة انا اسف
ثم نظر لعدنان الذي كان ينظر له بضيق و قال :مش هتقولي حتى حمدلله على سلامتك
عدنان :حمدلله على سلامتك يا فارس
و هنا ات صوت سندس و هي تصرخ بأسمه بلهفة و فرح و ركضت و عناقته بحب و اشتياق شديد و بدأت تبكي و هو ايضا …
سندس :كدة يا فارس تسيبني كدة هونت عليك
فارس :انا اسف يا حبيبتي والله غصب عني اسف
سندس :وحشتني اوي يا اخويا
فارس :و انتي كمان وحشتيني اوي
ابتعدت عنه و جعلته يجلس و جلست عايدة و جلس عدنان ايضا بينما اتجاهت سندس الى المطبخ حتى تحضر الشاي…
عدنان :كنت فين يا فارس
فارس :كنت في فرنسا
عدنان :عملت كدة ليه طلجتها ليه
قطه فارس و قال بهدوء :بس مطلقتش جانا
نظر له بصدمة و لم تختلف عايدة عنه …
عدنان بصدمة :مطلجتهش كيف مش انت اللى قولت اكدة
فارس بتنهيد :اها
عايدة :واه طالما اها يبجى كيف مطلجتهش
فارس :لما سندس تيجي هحكي
و بالفعل عندما اتت سندس قص لهم كل شي و كان الجميع يتابع بنظرات صادمة و عندما انتهى …
عدنان :طالما كنت ناوي ترجع ليه سافرت و سبيت جانا في الحالة دي
فارس :كان لازم اسافر كان لازم
عايدة : بس جانا انكسرت جوي يا فارس
فارس :و انا مش هسيبها تبعد عني يا خالة
عدنان بغضب :جانا مش لعبة تأخدها و تسيبها كيف ما تعوز يا فارس اللى انت عملته ده غلط مهما كان السبب انت كسرتها و وجعتها جوي و انت غلط .. غلطة كبيرة و لازم تصلحها
فارس :اوعدك اني اصلحها اوعدك
عدنان :لازم اكلم فريد و اشوف راي جانا بس يكون في معلوماتك اني هكون في صفها و اي حاجة هتطلبها هنفذها
فارس بغموض :متقلقش
عدنان :مش مرتاحلك يا واد
فارس :هههه سيبها للايام يا عمي
كانت سندس الوحيد التي لم تعلق لانها حست بأن هناك شي يخفيه فارس و لا يريد الافصاح عنه لذلك سوف تنتظر حتى تجلس معه بمفردهم و تتحدث معه …
سندس لنفسها :ليه حاسة بحاجة غلط ليه يا فارس حاسة انك مخبي حاجة ليه ربنا يستر ……

……اتجه فارس الى غرفته و عندما دخلها ظل يتأملها و يتذكر ذكرياته مع جانا بها مما جعله يبتسم .. تقدم و جلس على طرف سريره و نظر للأريكة و تخيل جانا و هي نائمة عليها ظل يتذكر كل شي حدث معها و معه في تلك الغرفة الفار مسعود و الصرصور زيزو .. الرواية .. تذكر كل شي حدث في هذة الغرفة… فاق على رنين الهاتف فأمسكه و وجد انه ادم فأجاب…
ادم :ايه اللى انت عملته ده و بعدين مراتك منين يا عم انت هي مش مطلقة
فارس :دي حكاية طويلة اوي هحكيهلك بعدين لما نتقابل
ادم :طب و جانا فين دلوقتي
فارس :روحت
ادم :انت ناوي على ايه
فارس :ناوي اصلح حاجات كتيرة اوي يا صاحبي
ادم :فارس انت روحت الدكتور و لا لا
فارس :اوففف فكرتني ليه لا يا سيدي لسة
ادم :فارس متخلنيش اتجنن عليك انت لازم تروح الدكتور
فارس :ربنا يسهل
ادم :يا رب هسيبك ترتاح شوية بقى سلام
فارس :سلام
عندما اغلق الخط وضح الهاتف بجانبه و هو يقول :مش هخلص بجد بس انا فعلا لازم اروح الدكتور الصداع ده مش طبيعي و الدوخة كمان مش طبيعية ده سبحان اللى لسة واقف على طولي لحد دلوقتي لازم اروح للدكتور فعلا بس حاليا لازم انام
و بالفعل ابدل ملابسه و اتجه الى سريره و نام …..(يارب انا كمان��(

في شركة asr
عندما اغلق ادم الخط نفخ على اهمال صديقه بنفسه و قال :مش معقول بجد بس معقولة دي تكون جانا اللى حكالي عنها بس هو محكليش حكاية مطلقتهش دي اوففف اظهر كدة ان فارس و جانا دول قصة كبيرة اوي
ارجع راسه للخلف و اغمض عينيه و بدأ يفكر حتى احتلت تفكيره خديجة … ظل يتخيلها و تخيل حركاته و ابتسامتها و بدون وعي منه ابتسم …. لكن فجاة وجد السكرتيرة اقتحمت المكتب و هي تقول بلهفة :الاحق يا مستر ادم
هب ادم واقفا و يقول :في ايه
السكرتيرة :خديجة فجاة لاقينها مش قادرة تاخد نفسها و اغمى عليها و قطعة النفس خالص
فتح ادم عينيه بشدة و قال بصياح :بتقولي ايه …….

error: