حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى

الفصل الثالث و عشرون
(اللى قلبه ضعيف ميقراش دي نصحيتي(��
…. في منزل خديجة…
اتت الإسعاف و أخذت حاتم الى المستشفى و اخذ ادم خديجة و قرار ان يجعلها تذهب لجانا لذلك اتصل بها و اخبارها ما حدث مما جعل جانا تكاد تجن من القلق و لكن هدأت قليلا عندما علمت انه سوف يأتي بها عندها فوافقت على الفور….
كانت خديجة في حالة يشفق عليها فهي كانت صامتة بشدة و الدموع تنزل دون توقف و شاردة لا تشعر بما حاولها مما جعل القلق يشداد في قلب ادم لكن سوف يتصرف عندما يذهب عند جانا .. ركب سيارته و انطلق بعيدا عن المكان متجها الى منزل جانا…..

في منزل جانا….
كانت جانا تقف في الشرفة و هي تهز قدميها و تفرك يدها من التوتر و القلق منتظرة مجيء ادم و خديجة و بعد نصف ساعة وجدت سيارة ادم قد اتت لتركض الى خارج الشرفة و منها الى خارج المنزل و فريد تفاجأ و صار ينادي عليها لكن لم تجيبه لذلك اتجه الى الشرفة و نظر و وجد ابنته تركض و اخذت تتفحص خديجة بنظرات قلقة و خديجة ليست هنا و ادم يقف يشعر بالقلق الشديد على خديجة و اخذت جانا خديجة في احضانها و اتجهت بها الى الداخل و خلفها ادم ….
عندما صعدوا و وصلوا المنزل اتجه فريد و هو ينظر لتلك الغائبة عن الواقع التي تعانقها ابنتها و قال….
فريد بقلق :في ايه يا جانا و مين دول
جانا بقلق :بابا بعد اذنك اطلب الدكتور بسرعة و هفهمك كل حاجة
فريد :طيب خديها اوضك شكلها تعبان اوي
جانا :حاضر
اخذت جانا خديجة الى غرفتها لكن عندما كانت جانا تمشي الى غرفتها وجدت خديجة كادت تقع لتصيح بأسمها و يتجه لهن فريد و ادم و ….
ادم بقلق :في ايه
جانا بقلق :اظهر انها فقدت الوعي و مش هينفع تمشي كدة
ادم بقلق :طيب انا هشيلها و ادخلها الاوضة و انتي تعالي ورايا و اتصلي بالدكتور بسرعة
جانا :ماشي
فريد :انا هتصل اهو
امسك فريد بهاتفه و اتصل بالطبيب بينما حمل ادم خديجة التي غابت عن الوعي و اتجه بها الى داخل غرفة جانا و جانا خلفه و وضعها على السرير و هو ينظر لها بقلق و حزن ثم ابتعد و…..
جانا بقلق :استاذ ادم ايه اللى حصل بالصبط انا مفهمتش غير ان جوز امها حاول يعتدي عليها ارجوك قولي ايه اللى حصل بالتفصيل
قص ادم لها ما حدث بالتفصيل و عندما انتهى…
جانا بصدمة : يا نهار ابيض طب و بعدين مات و لا لا
ادم بقلق :لسة معرفش
جانا بحزن :يا حبيبتي يا خديجة كل ده حصلك و فين امها في كل ده
ادم :معرفش
جانا :ربنا يستر
و هنا دخل فريد و جنة خلفه التي لا تفهم اي شي و من هذان الشخصان ….
فريد :انا طلبت الدكتور
جنة باندهاش :دكتور … دكتور لمين
جانا :يعني هيكون لمين
جنة بقلق :هو في ايه اللى بيحصل هنا
فريد :ممكن افهم في ايه و مين الانسة و الاستاذ
جانا :الاستاذ ادم يا بابا ده بيكون مديري و صاحب الشركة اللى انا فيها اما خديجة فبتكون زميلتي في الشغل
جنة :طب ايه اللى حصلها و في ايه
قص لهما ادم ما حدث و شهقت جنة من الصدمة و انصدام فريد ايضا ……
فريد بصدمة :طب هو مات
ادم :معرفش انا كان كل اللى هممني خديجة
جنة بحزن :لا حول و لا قوة إلا بالله
فريد :استغفر الله العظيم طبعا البت من ساعتها و هي في حالة وحشة
ادم بحزن :زي ما حضرتك شايف ده غير انها كانت بتهلوس هناك و عاملة تقول انها مجرمة و هي اللى قتلته … ده غير انها اصلا كانت في المستشفى الصبح
جانا بصدمة :ايه ليه
ادم :خديجة طلع عندها الربوة فجالها ضيق تنفس الصبح فروحت بيها المستشفى
جنة :يا لهوي هي ازاي مستحملة
فريد :ربنا يكون في عونها…….
بعد مدة من الوقت ات الطبيب و كشف على خديجة و اعطها حقنة مهدئة ثم نظر للجميع و قال ….
الطبيب :عندها انهيار عصبي و كمان اظهر كدة ان حد حاول يعتدي عليها من اثار الضرب اللى على وشها عمتا انا ادتلها حقنة مهدئة و هتنام لحد بكرة لو صحيت و هي بتعيط او بتصرخ اديلوها حقنة مهدئة و ابعدوها تماما عن اي ضغط نفسي او عصبي
جانا :حاضر
الطبيب :عن اذنكوا
فريد :اتفضل
غادر الطبيب و خرج كلا من فريد و ادم من الغرفة بينما جلست جانا بجانب خديجة و جلست جنة على الكرسي الخشب …..
في الخارج …
كان يظهر على وجه الضيق الشديد و الحزن يريد ان يذهب هو الى حاتم ليحطم راسه و يقتله بيديه … امره فريد ان يجلس فجلس و جلس بجانبه فريد …..
فريد :الصراحة انا مصدوم اوي من اللى حصل
ادم :انا نفسي مصدوم مش قادر اتخيل ان في حد عايش كدة
فريد :محدش عارف بحال الناس غير ربنا
ادم :ونعمة بالله
فريد :شكلك مجهد اوي
ادم :لا عادي مفيش مشكلة
فريد :هتعمل ايه
ادم :هروح المستشفى هشوف مات و لا لا و هشوف امها دي فين
فريد :ماشي يا ابني لو احتاجت اي حاجة اتصل بجانا و قولها و هي هتقولي
ادم :شكرا جدا ليك بس رجاء مني خد بالك من خديجة
فريد :خديجة زي بنتي متقلقش
ادم :لازم امشي دلوقتي لازم اروح المستشفى
فريد :ربنا معاك
ادم :يارب
وقف ادم و اتجه الى خارج المنزل و منه الى خارج العمارة و اتجه الي سيارته و ركبها و انطلق متجها الى المستشفى……

اما في فيلا الحديدي….
عندما ات عاصم اتجه الى غرفة فارس و وجده غارق في النوم فلم يرد ان يقيظه لذلك تركه نام و خرج من الغرفة لكن قبل ان يغادر سمعه يقول و هو نام :جانا سامحيني انا بحبك جانا
ظل فارس يقول اسم جانا و هو نام لذلك اتجه عاصم له و اضاء النور و صار يقيظه حتى استيقظ اخيرا و نظر له و عندما وجد انه عاصم ابتسم و اعتدل و جلس امامه….
فارس بأبتسامة :اخبارك ايه
عاصم :تمام الحمدلله و انت
فارس بتنهيد :انا .. انا تمام
عاصم : واضح انك تمام فعلا
فارس :فكك مني صحيح هي متاخرة بس لازم اقولها مبروك على خطوبتك
عاصم :الله يبارك فيك
فارس :اخبار الشركة ايه و كدة
عاصم :كله ماشي تمام … ناوي على ايه يا فارس
فارس :ناوي على حاجات كتير لازم اخلص حاجات علشان …. صمت و لم يكمل باقي كلامه فنظر له عاصم بشك و قال :علشان ايه
فارس :متشغلش بالك هتعرف قريب
عاصم بقلق :انت هتقلقني ليه يا عم انت
فارس : ربنا ما يجيب قلق
عاصم :يا رب .. هسيبك دلوقتي تكمل نوم
فارس :لا ملهوش لازمة اقوم انت دلوقتي و انا هحصلك
عاصم :تمام..
وقف عاصم و اتجه الى الخارج و اغلق الباب خلفه بينما عندما اغلق عاصم الباب امسك فارس راسه و هو يتألم و يقول :الصداع ده هيموتني قريب و المسكن مش بيعمل حاجة … اظهر كدة اني هرجع انام تاني احسن
و بالفعل عاد للنومه و نسى ما قاله لعاصم …….

في المستشفى …..
اتجه ادم الى الاستقبال و سأل عن حاتم و اخبره اين يكون ليتجه الى هناك و هناك يجد امراة تقف تبكي و ترتدي فستان سهرة يصل لركبتيها و ترتدي شال و تشبه خديجة كثيرا فيعرف انها والدتها فيتجه لها و يقف امامها و يقول…
ادم :احم بعد اذنك ام خديجة
نظرت له بلهفة و قالت بقلق و خوف :ايوا انا انت تعرف هي فين
ادم :ايوا انا اللى انقذتها و ودتها عند صاحبتها
سوزان بقلق :و هي كويسة
ادم بحزن :للاسف لا لسة من شوية الدكتور كان عندها و ادالها مهدئة
سوزان ببكاء :اكيد مش عايزة تشوفني اكيد
ادم :ممكن سؤال
سوزان :اتفضل
ادم :حضرتك كنتي فين و سايبة حيوان زي ده في بيتك
سوزان بندم :انا فعلا غلط لما سبيته هناك و خرجت بس كنت فاكرة انها هترجع متاخر اكون انا جيت
ادم :ليه حضرتك متعرفيش ان بنتك تعبت الصبح و راحت المستشفى
سوزان بصدمة :ايه يبقى اكيد جالها ضيق تنفس
ادم :فعلا جالها ضيق تنفس
سوزان ببكاء و ندم :انا السبب انا
ادم :هو حد خرج من جوا
سوزان : لا
ادم :طيب متعرفيش حالته
سوزان بغضب و كره :ان شاء الله يموت
ادم :ربنا يستر …..
بعد مدة يخرج الطبيب من الداخل و يتجه اليه كلا من ادم و سوزان و….
ادم :ايه يا دكتور
الطبيب :متخافوش محصلش نزيف داخلي لكن هو خسر دم كتير بس الحمدلله قدرنا نتحكم في الحالة
سوزان :يعني عايش
الطبيب :اها
ادم :طب هو فاق
الطبيب :لا لسة مفاقش …. بس انا لازم ابلغ البوليس لان ده يعتبر جريمة
ادم :طيب حضرتك لازم تعرف ايه اللى حصل صح
سوزان بسرعة :انا اللى خبطه يا دكتور
نظر لها ادم بصدمة و نظرت له بترجي ألا يتكلم و…
الطبيب :بس حضرتك دي جريمة
سوزان ببكاء :انا ضربته دفاع عن النفس لانه حاول يعتدي على بنتي
الطبيب :حضرتك الكلام ده يتقال للبوليس بس انا فعلا مضر ابلغ البوليس عن اذنكوا
ذهب الطبيب و نظر ادم لسوزان و …
سوزان :قبل ما تسأل انا عملت كدة علشان خديجة … خديجة مش هتستحمل اي حاجة لا هتستحمل اسئلة الصباط و لا هتستحمل الصباط نفسهم انا لازم اعمل كدة علشانها لانها رقيقة اوي متستحملش
ادم :و انا هجيب المحامي بتاعي و ان شاء الله كل حاجة هتتصلح
سوزان :انا بس عايزة اطمن عليها
ادم :هي عندها صاحبتها جانا و اخدت المهدئة و نامت بس ممكن افهم انتي عرفتي ازاي
سوزان :الجيران قالولي و منظر البيت كان بيدل على كدة صحيح انت مين
ادم :انا مدير خديجة
سوزان :و ازاي روحت عندها
قص لها ما حدث و عندما انتهى ….
سوزان ببكاء :انا مش عارفة اشكرك ازاي
ادم : لا شكر على واجب
سوزان :انت تقدر تمشي دلوقتي و انا هفضل هنا لحد ما اشوف ايه اللى هيحصل
ادم :انا هتصل بالمحامي بتاعي و اخليه يجي ليكي و متقلقيش كل حاجة هتتحل
سوزان :يارب
ادم :عن اذنك
سوزان :اتفضل …..
غادر ادم و ركب سيارته و غادر المكان بأكمله و بالفعل اتصل بالمحامي و قص له ما حدث و امره ان يذهب الى سوزان ثم عندما انهى المكالمة اتصل بجانا و اخبارها ما حدث فتحمد الله و تنتهي المكالمة و يقود متجها الى فيلته……..

في فيلا الحديدي….
عندما تأخر فارس في النزول استغرب عاصم و صعد الى غرفته و عندما يدخل و يجده نائم يفهم ان فارس كان يريد النوم بشدة لذلك ابتسم و اغلق الباب …..

……….
مر ذلك اليوم الشاق الذي كان يحمل الكثير من الاحداث المؤلمة …..
(تخيلوا كل ده في يوم واحد ��(
في صباح اليوم التالي ….

في منزل جانا …
تخرج جانا من غرفتها عندما تسمع دقات الباب و تمسك المقبض و تفتح الباب و عندما ترى من يكون تفتح عيناها بشدة و تقول بصدمة :انت
ليظهر انه فارس الذي ينظر لها و هو يبتسم و يرتدي جاكيت جلد لونه بني و تي شيرت تحته لونه كافيه و بنطلون جينز ….كان يقف ينظر لها و هو يبتسم و يضع يديه في جيوبه و….
فارس :ايه هفضل واقف
جانا بغضب :عايز ايه
فارس :عايز اتكلم معاكي
جانا :و انا مش عايزة
فارس :جانا انا لازم اتكلم معاكي
جانا :يا ترى جاي تكمل جرح و لا كسر قلب
فارس :جانا ارجوكي سبيني ادخل و اتكلم معاكي
نظرت له قليلا ثم افسحت له الطريق ليدخل و ينظر للمنزل بشرود بينما تغلق هي الباب و تقف امامه و تعقد ساعديها و تقول ….
جانا :اتفضل اتكلم
فارس :هو عمو فريد فين
جانا :بابا نزل اخلص انا مش فاضية ليك
فارس بابتسامة :حد يكلم جوزه كدة
جانا بغضب :متحرقش في دمي و اخلص و اتكلم و امشي
فارس بتنهيد :حاضر … ممكن اعرف ايه قرارك
جانا : على ما اظن انت عارفه
فارس :عايزة تسبيني
جانا :والله اللى عملته فيا يخليني اعمل اكتر من كدة
فارس بندم :انا اسف .. هفضل اقولك انا اسف لحد ما اموت .. لكن ابوس ايدك متسبنيش يا جانا انا محتاجلك اوي .. اوي
تجمعت الدموع في عيونها و قالت بعتاب :دلوقتي احتاجتني ..انت فاكر يا فارس ان انت لما ترجع وتقول الكلام ده انا هفتح ايدي ليك و اقولك خلاص تعالى ننسى.. بس ننسى ايه .. ننسى تعب و وجع و لا ننسى كسرة القلب و الدموع .. ننسى ايه و لا ايه .. احنا نسينا فعلا .. بس نسينا نفسنا و احنا ضايعين نسينا ازاي نسامح او نغفر … انت عارف طول المدة دي كنت عاملة ازاي … تعرف قد ايه اتوجعت يا فارس
اعطته ظهرها و اكملت كلامها و الدموع تنزل دون توقف و هو ينظر لها و دموعه تنزل …
جانا بألم :انا تعبت كتير بسببك يا فارس من اول يوم شوفتك فيه و انا تعبانة …و انت مصمم توجعني و تكسرني مصمم تخليني احط بيني و بينك مليون سد مصمم تخليني اكرهك يا فارس
فارس ببكاء و ألم و صوت ضعيف :جانا
لم تسمعه و اكملت كلامها :انا مش هقدر انسى يا فارس حتى لو حصل ايه اخرج من حياتي يا فارس اخرج
التفت له و هي تقول اخر كلمة و لكن تفاجأت من مظهر فارس الذي كان يشعر بالدوخة الشديدة
جانا بقلق :مالك يا فارس
لم يقدر ان يتحمل اكثر من ذلك ليقع غائب عن الوعي و تصبح جانا باسمه …
جانا بصراخ :فااااارس……
تركس على ركبتيها بسرعة و تحاول ان تفيقه لكن بلا فائدة … فقلقت و خافت عليه بشدة و صارت تبكي بشدة لا تعلم ماذا تفعل و في نفس الوقت دق الباب فتركض للباب بسرعة و تفتحه و تجد انه والدها و عندما يجدها كذلك يسألها بقلق فتخبره عن فارس و يتجه بسرعة له و يحاول ان يفيقه لكن لا فائدة لذلك اضر ان يتصل بالإسعاف و بعد مدة … ات الإسعاف و اخذت فارس و ركبت جانا معاه لكن اضر فريد ان يجلس في المنزل بسبب خديجة ……

في المستشفى….
عندما وصلت الإسعاف اتجهوا الى غرفة الطوارئ و جانا لم تكفى عن البكاء و عندما اغلقوا الباب و بقيت هي ظلت تبكي بخوف و قلق و انتظرت …. و بعد نصف ساعة … خرج الطبيب فاتجهت له بسرعة و…
جانا بقلق و بكاء :في ايه يا دكتور ماله فارس
الطبيب : للاسف استاذ فارس طلع عنده ورم في الدماغ

error: