حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى

الفصل السادس عشر
…. في الحديقة ..
كان فارس ينظر لجانا التي كانت تتمشى بهدوء و لا تنظر له بتاتا بينما هو ينظر لها بحزن و ضيق يتجاهلها عن عمد و هو يتألم من هذا لكن ماذا عليه ان يفعل فهو تألم في حياته كثيرا اولا هجرته محبوبته و ثانيا مقتل ابيه و امه و ثالثا خداعه في اقرب الناس له و رابعا ظلمه لها .. كل هذا جعل الوجع و الألم في قلبه بقوة و نيران مشتعلة بداخله جعلته يغشى التقرب من احد حتى لا يتألم او تصيبه تلك النيران … و لا يعلم ان تلك النيران قد اصابتها بالفعل من هذا البعد و التجاهل و الحاجز الذي بناه بينه و بينها ….. فاق من شروده عندما وجدها تدخل الفيلا … فقام بسرعة و نادها فانتبهت له و نظرت له و اقترب منها هو و…..
فارس :رايحة فين
جانا بهدوء :رايحة انام
فارس بغموض :جانا انا اسف
جانا بأستغرب :على ايه
نظر لها نظرة طويلة تحمل الألم و الشوق و الحب ثم اقترب منها و هي تنظر له بتساؤل و لكن التساؤل تحول الى صدمة عندما فاجأها بعناقها بقوة و ما صدمها اكثر هو انه بدأ يبكي و لكن لم تجد نفسها ألا و هي ترفع يدها و تبادله العناق …ظلوا هكذا لبعض دقائق و مع كل دقيقة ترتفع شهقات فارس و بكائه و جانا تعانقه بقوة و تمسح على ظهره بحنية و دموع فارس تنزل على كتفها … وبعد دقائق ابتعد فارس عن جانا و نظر لها بحزن و هي تنظر له بتساؤل و حزن و حب … تاركها تقف لحالها و اتجه الى الداخل و هي تتابعه بنظرات دهشة و استغرب و حزن .. بعد دقائق من تساؤلاتها اتجهت الى الداخل …….

……………….
في غرفة عاصم ….
كان عاصم راقد على السرير و ينظر للسقف بشرود و الابتسامة لا تفارقه يتخيل محبوبته الشرسة كما اسماها …. يتخيل ابتسامتها و عنادها و نظرتها القوية و مرحها يتخيل ملامحها و عيونها و شعرها .. يحبها .. بل يعشقها لا يعلم كيف و متى و لماءا لكن ما يعلمه جيدا هو انها حبيبته و كل شي في حياته جنته …
عاصم بحب صادق :بحبك يا جنة …
اغمض عينيه ليذهب الى سبات نوم عميقة يحلم بحبيبته و بحياته معاها (عقبالي يا رب انا كمان انام��

…………..
في منزل فريد….
كانت جنة تكتب في دفترها و تعبر عن سعادتها
(ماذا اقول و كيف اعبر
عن مدى حبي و عشقي لك ،
هل انا نائمة ؟ هل انا احلم؟
هل الحب ات لي و انا اتيت له؟
ما هذا يا قلبي؟ .. تغني فرحا و سعادة
ماذا اقول و كيف اعبر
عن مدى حبي و عشقي لك؟ ،
ارقص يا قلبي بسعادة و فرح
غني بصوتا عالي ،اجعل الجميع يسمعك
ليعلموا ان الحب ات لي .. الحب الذي طالما تمنيته
ات لي
و حبيبي الان اسمه في قلبي و عينيه في عينيه
سوف نحلم و نبني بكل حب
و انا اتعهد على ذلك
لم اكون اعلم اني احبه كل هذا الحب
كيف ؟ .. متى؟.. لماذا؟
لا اعلم .. الذي اعلمه هو ان قلبي يدق له
هو فقط ..
و ان خياله يلاحقني اين ذهبت
هو فقط
و ان صوته و كلامته تكون مثل الاشعار في مسمعيه
هو فقط..
هو فقط من امتلك هذا القلب ..
هو فقط من احبه هذا القلب ..
هو فقط ..
حبيبي و معشوقي
هو فقط ..

بقلم /جنة فريد (او هالة الحسيني��) )
اغلقت دفترها و عل وجهها ابتسامة سعيدة فهي احبته من اول لقاء له بها الذي كان برغم من انه غريب الا انه كان جميل و كلامهم و اتفاقهما على ان يكونا اصدقاء تعرفت عن جزءا من شخصيته و قد احبته دون الشعور بذلك و الان هو اعلن عن حبه و هي كم كانت حمقاء .. كيف لم ترى نظرات الحب في عينيه بل كيف لم ترى نظرات الغيرة .. ههههه لا تنسى ابدا يوم شجاره معاها عندما اعتقد انها تحادث شاب و لم تنسى ايضا الهاتف و الرسالة الذي اعطهما لها ……

فلاش باك….

كانت جنة تجاس في شرفة منزلهم و تشرب كوبا من الشاي و تستمع لام كلثوم كعادتها و لكن تنتبه الى دقات باب المنزل لتقوم و قامت بوضع الكوب على المنضدة و تتجه الى الباب و عندما وصلت تمسك المقبض و تقوم بفتحه و تجد ان لا يوجد احد فأستغربت من ذلك و قرارت ان تغلق الباب و لكن قبل ان تغلقه وقع عينيه للارض لتجد علبة هدايا فتعقد حاجبيها و تركس حتى تجلبها ثم قامت و دخلت المنزل و اغلقت الباب خلفها …..
تجلس جنة في الشرفة و تقوم بفتح العلبة و تتفاجأة بأحدث هاتف على الاطلاق فتمسكه و هي تنظر له بصدمة و دهشة ثم تجد معه رسالة فتفتحها و تبدأ تقرا ما بها …..
(انا عارف اني غلطان و انك مضايقة و مكنش لازم اعمل كل اللى حصل ده بس … عمتا انا اسف و ادي موبايل جديد و حديث احسن من اللى اتكسر و صدقيني مش هضايقك تاني و اسف مرة تانية
من عاصم )
ابتسمت جنة ابتسامة هادئة ثم اغلقت الرسالة و وضعتها في العلبة و هي تشعر براحة و سعادة في آن واحد ثم مسكت علبة الهاتف و اخرجته من العلبة و تمسك الهاتف بسعادة و تبدأ في تشغيله و هي سعيدة ……

باك..

ابتسمت جنة على تلك الذكرى ثم وضعت الدفتر على الكمودينو و تنام و سحبت الغطاء عليها ثم قالت بحب صادق …
جنة :بحبك يا عاصم …
و تذهب هي ايضا لسبات عميقة تحلم بحبيبها و معشوقها …..

(مفيش احسن من كدة لحد دلوقتي��)

……….

في اليوم التالي …..

………
في فيلا الحديدي….
كان عدنان و فارس و عاصم يجلسا في غرفة المعيشة يتحدثون في مواضيع عديدة بينما كانت سندس و معاها جانا في المطبخ يعدن الغداء و كان عايدة تجلس في غرفتها تقرا بعض الآيات الكريمة ….

في غرفة المعيشة …
كان عاصم يقول ….
عاصم :دلوقتي مفيش اي اثر لعمي ابراهيم و طنط ياسمين سافرت و هو ميعرفش ده و الغريبة ان الحياة هادية
فارس :انا اللى مستغربه سكوت عمي و عدم ظهوره و كمان لحد دلوقتي قتل أشرف مجهول
عاصم :و محدش عارف يجيب اي حاجة نعرف مين القاتل
عدنان :انا حاسس ان ابراهيم خابر حاجة و مش راضي يجولها
و قبل ان يكملوا حديثهم انتبهوا الى تنحنح الخادم فنظروا له و…..
الخادم :استاذ فارس السي دي ده حد جيه اده لحارس برة و طلب منه ان يوصله ليك
فارس بأستغرب :سي دي و اللى بعته مقالش هو مين
هز الخادم راسه بمعنى لا فأخذ فارس منه السي دي و امره بأن يغادر ظل ينظر لسي دي بأستغرب و تساؤل …..
عاصم :في ايه السي دي ده
فارس :انا ايش عارفني
و هنا دخل كلا من سندس و عايدة و جانا و عندما وجدت عايدة الاستغرب في وجههم قالت…
عايدة :في ايه مالكوا
عاصم :في حد بعت السي دي ده
جانا باستغرب :سي دي ! و مين بعته
عاصم :مقالش
سندس :خلاص افتحه و نشوف فيه ايه
فارس لجانا :بعد اذنك يا جانا ممكن تجيبي الاب من فوق
هزت جانا راسها بمعنى نعم و اتجهت الى الأعلى و بعد قليل اتت و هي تحمل الاب توب و اعطته لفارس فأخذه منها و قام بتشغيله ثم وضع السي دي قام بتشغيله ليظهر انه أشرف فقال بدهشة ..
فارس بدهشة :أشرف
ألتف الجميع حوله بسرعة عندما قال اسم أشرف و بدوا بالاستماع ……
في الفيديو ..
أشرف بأبتسامة :ازيك يا فارس اخبارك ايه فارس لما يوصلك الفيديو ده هكون انا موت .. انا عارف اني ضايقتك كتير و ضايقتكوا كلكوا بس والله السبب مش انا السبب كان عمك هو اللى فهمني ان انتوا واكلين حقنا و ان عيلة الحديدي كلها وحشة و ان عم فريد هو اللى قتل عمي صفوت و خالتي اميرة لكن طلع اللى قتلهم .. هو ابويا هو اللى اعترف لي بنفسه و اعترف لي انه تاجر سلاح و مخدرات ساعتها بقيت مش قادر اصدق و نزل من نظري اوي بقيت مصدوم من كلامه اللى كان مليان برود .. كان المطلوب مني ان انا معاه اللعبة بس انا مش وحشة لدرجة دي يا فارس علشان اوافق فرفض و هو ادلي يومين افكر فيهم لكن انا مفكرتش و صممت على قراري و بعديها بكام يوم جالي و هو يترجني ان اهرب علشان صدر حكم قتلي و هو طبعا مهما حصل انا ابنه و مش هيستغنى عني لكن انا رفض و مهربتش بس مشيت من البيت و دلوقتي انا بسجل الفيديو ده و انا عارف ان ممكن اموت بأي شكل … ثم اكمل و هو يبكي … انا اسف يا فارس اسف انا اللى خليت ناس تتهجم عليك و تضربك و انا اللى كنت ببعت رسايل تخوفك بس والله ما كنت هنفذها انا بس كنت بخوفك انا اسف و كمان اسف ليكي يا جانا و ارجوكي تقولي لعمي فريد انه يسامحني و ارجوكوا سامحوني كلكوا و ان لو موت تدعولي بالرحمة اسف )
انتهاء الفيديو و الجميع كان على وجههم الصدمة و الحزن ……
عدنان بحزن : لا حول و لا جوة إلا بالله ربنا يرحمك يا أشرف
عاصم :معقول كل ده لا أله الا الله ربنا يرحمك يا أشرف
جانا :طب و بعدين هنتصرف ازاي
فارس بغضب و حزن :لازم اللى غلط يتعاقب مهما كان
ازاي سمح للنفسه ان يأذي ابنه و يقتل الوحيد ازاي فين ضميره مش عارف ان في ربنا هي الناس دي ايه مش بتحس مش بتشوف
قال اخر كلمة بصياح فيربت عاصم على كتفه …
بينما قالت سندس بحزن :الناس دي متعرفش ربنا و لا تعرف ضمير بتجري وراء الفلوس و بس شياطين على شكل بنى ادمين
جانا بغضب: بس احنا مش لازم نسكت لازم نتصرف لازم يتعاقبوا ذنبهم ايه اللى ماتوا ذنب الناس اللى بتتأذي من السلاح و المخدرات ايه ذنبهم ايه عارفة ايه ذنبهم انهم عايشين في مجتمع لا بيرحم و بيسيب رحمة ربنا تنزل مجتمع غبي و عاداته غبية ذنبه ايه أشرف اللى اتربى غلط و لما جيه يصلح مات ذنب ايه ابويا اللى اتظلم ذنبه ايه عارفين المشكلة ايه اننا ساكتين و بنقول نعمل ايه و ازاي و امتى و بنقعد نسأل لكن ننفذ لا … و هي دي المشكلة الاساسية في البلد دي اننا ساكتين و كل واحد يقول انا مالي و انا مش عارفة ايه لكن لو مرة واحدة بس مرة واحدة بس جينا نمسك ايد بعض و نساعد بعض هنتقدم مش بالصريخ مش بالصوت العالي لكن بالتعاون و القوة لكن طول ما احنا ساكتين ده هيسرق و ده هيقتل و ده هيتاجر و في الاخر تشتموا فيها ما عن المفروض تشتموا في نفسكوا …
قالت كل هذا بحرقة قوية و الدموع هبطت رغما عنها ثم عندما انتهت تاركتهم و غادرت الى الحديقة بينما ظل الجميع متأثر بكلامها فهي على حق ….الساكت عن الحق شيطانا اخرس .. الجميع الان صامت و لا احد يتكلم الا و ان يقول (وانا مالي ) او يسب فيها ..يا حسرتي على شعبا لا يفعل شيا الا الصياح و لا يفعل بما يقوله ابدا ….

……………………….

كانت جانا تقف امام المسبح عاقدة ساعديها و تبكي بصمت .. كانت قد تذكرت امها العزيزة التي رحلت فجاة عن حياتها .. كانت تزرع دائما محبة الوطن و البلد في قلبها و قد نجحت في ذلك … فهي تحب بلادها بشدة و لا تتحمل ان يسبها احدا و ايضا تشعر بالأسى بشدة من الاحداث التي تحدث في حياتها و لكن ماذا عليها غير ان تقول الحمدلله على كل شي ….
جانا بحزن :ربنا يرحمك يا أشرف و يرحم جميع المؤمنين و المؤمنات و قوينا يارب على ما بلايتنا يارب …..

…………………
في فيلا سرين
كانت تجلس تلك الافعى و هي تشرب سيجارتها و ما حرمه الله بهدوء ما يسبقه العاصفة و لكن يقطع هدوئها صوت رنين هاتفها فتمسكه و تجيب ….
سرين :امممم عملتوا ايه .. عايزها بكرة فاهمين و لا لا .. اوففف انتوا مملين اوي .. خلاص قولت هدفع بس نفذوا الاول و بلاش رغي كتير .. تمام غور بقى من هنا
ثم تغلق الهاتف و تشرب كاسها بأستمتاع و تقول في نفسها بخبث :بكرة هتبقي بين ايدي يا جانا هممممممم هوريكي بقى ايام انما ايه عسل
ثم تضحك ضحكة عالية جدا تحمل الشر و الخبث ….نتابع
الهي تولعي يا سردين انتي …

error: