حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى

الفصل السادس و العشرون
…مر اليوم و ات اليوم الاخر…
طلبت جانا ان تذهب منزل ابيها حتى ترى خديجة فوافق فارس لذلك استعدت و اخذت اشيائها و خرجت …. وصلت جانا منزل والدها و صعدت و وقفت امام الباب و دقت على الباب و انتظرت حتى يفتح احدا.. و بعد ثوانا فتح الباب و وجدت اختها جنة فأبتسمت و صاحت جنة بأسم جانا و عانقتها ثم ابتعدت و جعلتها تدخل ….
عندما دخلت بحثت بعيناها على ابيها لكن لم تجده فسألت اختها فقالت لها :نزل يا ستي يجيب حاجات
جانا :امممم ماشي يا ستي خديجة صاحية
جنة :اها صحيت و فطرت و قاعدة في البلكونة دلوقتي بس قبل ما تدخل لها لازم تعرفي ايه اللى حصل امبارح
جانا بأستغرب : ايه اللى حصل
قصت لها ما حدث مع ادم و خديجة في الامس و عندما انتهت …
جانا بهدوء :ادم غلط
جنة بدهشة :غلط ليه بقى
جانا :و انا بقول عليكي عاقلة و بتفهميها بسهولة المهم ادم غلط لان طريقته في طلب زواجه و وقته غلط كمان لان خديجة خارجة من احداث خلتها تكره الرجال كلهم و متثقش في اي حد علشان كدة ردها كان متوقع جدا كان لازم ادم يمهد الطرق شوية و يخليها تثق فيه
جنة :عندك حق المهم ادخل ليها و اقعدي اتكلمي معاها عقبال ما اعملك شاي
جانا :ماشي
اتجهت جانا الى شرفة البيت بينما اتجهت جنة الى المطبخ….
عندما دخلت جانا الشرفة وجدت ان خديجة تجلس و هي شاردة لا تشعر بما حولها و ساندة على يدها و تنظر للناس و الشوارع … تنهدت جانا ثم اتجهت و جلست امامها لكن لم تنتبه لها لذلك وضعت جانا يدها لتفيق و تنظر لها بسرعة و عندما وجدت انها جانا ابتسمت و قالت بسعادة :جانا قاما الاثنتان و عانقا بعضهن ثم ابتعدا و جلسا …..
جانا :ايه السرحانة ده يا بنتي
خديجة :عادي خلي انفصل عن الواقع شوية
جانا : اممم اخبارك ايه دلوقتي
خديجة بسخرية :يعني هكون ايه زي ما انا
جانا بتنهيد :بصي يا خديجة لحد دلوقتي انا اتعلمت حاجات كتير من اللى حصلي الايام اللى فاتت ان الانسان مهما ينكسر او يقع او يتوجع لازم يقوم و يكمل منستناش اللى يجي يمسك ايدينا و يشدنا علشان نقوم خلي قوتك هي نفسك بس ده مش معنى انك تبعدي عن الناس لا بردو كوني معهم و افضلي وسطيهم و سبيها على ربنا و متخافيش من حاجة
خديجة :عندك حق بس انا شوفت كتير اوي يا جانا
جانا :و لسة هتشوفي ربنا بيختبرنا يا خديجة و عايز يشوف مؤمنين و لا لا فهمتي و لا لا
خديجة :اها فهمت
جانا : انا عرفت اللى حصل امبارح
خديجة :جانا انا
جانا بمقاطعها :انتي مغلطيش بالعكس هو غلط … غلط في التوقيت و الطريقة لكن انتي غلطي بس من غير ما تحسي
خديجة :غلط في ايه
جانا : ادم كان ملهوف عليكي و خوفه عليكي كان واضح اوي و انا استنتجت من ده انه بيحبك فعلا
خديجة :بيحبني ايه يا جانا ايه الكلام ده
جانا :ده اللى استنتجته عمتا العرض مش وحش
خديجة بصدمة :هو ايه اللى مش وحش انتي عايزة تجنني
جانا :يا بنتي افهميني انتي دلوقتي لما تجوزي ادم هتروحي تعيشي معاه صح ساعتها هتخلصي من جوز امك هتخلصي من مشاكل والدتك هتخلصي من اللى كنتي عايشة فيه
خديجة :و انا علشان اخلص منهم اتجوز ادم
جانا :خديجة انتي بتحبي ادم
خديجة :جانا انتي اظاهر بقيتي بتتوهمي كتير الايام دي صح
جانا :و ايه الوهم في كلامي
خديجة :طبعا وهم اما عمري ما هحب ادم و لا ادم هيحبني فأنسي حكاية ان اوافق على الجوازة دي انا عن المشاكل فأنا هفوض امري للربنا و هو قادر يحلها من عنده
جانا :انا عايزة مصلحتك يا خديجة
خديجة :و انتي كلامك فوقني و خلاني افكر
جانا : عمتا براحتك المهم دلوقتي مامتك
خديجة مقاطعها :ماما اخدت مكاني في القضية
جانا : عرفت
خديجة : جانا صحيح هو انتي رجعتي لفارس
جانا :اها
خديجة :مبروك
جانا :الله يبارك .. خديجة ايه رايك تيجي تعيشي معايا
و هنا اتت جنة و استمعت لما قالته فقالت :و دي بقى اللى مستحيل ابدا
جانا :ايه ده انتي اخدي المكان ههه
خديجة :جانا انا مش عايزة اجي معاكي انا رغم اني مقعدش غير يومين إلا انا الصراحة حاسة اني عايشة هنا بقالي سنين
جانا :براحتك طالما انتي مرتاحة هنا
جنة :طبعا لازم ترتاح مش انا معاها
جانا :يا سلام
جنة :وحياة عبد السلام
جانا :طيب اظهر كدة ان مفيش نصيب اشوف بابا لازم اروح بقى علشان اجهز لعملية بكرة
جنة :هي بكرة
جانا :اها ادعي له يا جنة
جنة : ربنا يشفيه يا رب
جانا :امين
خديجة بأستغرب :هو مين
جنة :فارس
خديجة :ماله
جانا :جنة تقولك انا همشي بقى سلام
خديجة و جنة :سلام
غادرت جانا بينما جلست جنة مع خديجة و قالت لها ما حدث لفارس مما جعل خديجة تشعر بالحزن عليها و دعت الله ان يشفيه …

مر النهار و ات الليل سريعا …

في فيلا الحديدي…
كانت جانا تعد كل شيء لفارس و عندما انتهت بحثت عن فارس و وجدته يجلس خلف الفيلا فتقدمت و جلست بجانبها و هي تنظر له و تبتسم و عندما راها ابتسم ….
جانا :قاعد لوحدك ليه
فارس :عادي
جانا :اممم عادي
ساد الصمت قليلا و لم يتحدث احدا منهما حتى قطعت جانا الصمت و قالت :مالك يا فارس
فارس :زمان كنت لما بعمل مصيبة باجي استخبى هنا و كنت دايما اعمل كدة لحد ما في يوم استخبت و راحت عليا نومة و نمت وسط الشجر و كان عندي 6 سنين امي و ابويا فضلوا يدورا عليا لحد افتكروا اني اتخطفت صحيت على صريخ مين الدادة الله يرحمها امي و ابويا جم جري و لما شافوني قال انت كنت فين قولتله ان كنت هنا قال لي كنت بتعمل هنا ساعتها افتكرت بقيت محتار قال له ايه قولت له انا شوفت قطة و جيت اجري وراها مشيت قولت أرسم هنا و انا برسم نمت تخيلي ايه اللى حصل
جانا :ايه
فارس :لاقيت الكف اللى بينزل على وشي و بابا بيقول لو كنت قولت الحقيقة و اعترفت بغلطتك و مكدبتش كنت سمحتك و مضربتكش بس انت كدبت و لازم تعرف انك غلط من ساعتها و انا اتعلمت ان الانسان مينفعش يهرب من اخطائه و ان لازم يعترف بيها و لو كدب هيلاقي الكف اللى نزل على وشه بس مش شرط يكون كف حقيقي لا كف يعلمك اذا متكدبش تاني
جانا :ربنا يرحمه و يرحم جميع امواتنا
فارس :امين يا رب العالمين
جانا :يلا نطلع ننام علشان بكرة
فارس :بس على شرط
جانا :ايه هو
فارس :تأخديني في حضنك
جانا :ماشي يلا
قاما الاثنين و اتجها الى داخل الفيلا و منها الى غرفتهما حتى يناموا ……

مر اليوم دون ذكر شي غير الذي ذكره و يأتي اليوم التالي….
ذهب الجميع الى المستشفى و كان قد استعد فارس حتى يدخل غرفة العمليات لكن قبل ان يدخل مسك يد جانا التي تبكي و قال :ربنا معايا و هو قادر انه يرجعني ليكي متخافيش ربنا كريم و حنين
جانا ببكاء :ربنا معاك يا رب
فارس :يارب
تركت يده و هي تنظر له بدموع و هو ينظر لها بأمل و دخل غرفة العمليات و هو يدعي ربه و يقول : يا رب فوض امري ليك….
بينما في الخارج..
كانت جانا قد ذهبت الى المسجد و ارتدت الحجاب و ظلت تصلي و تدعي ربها ان يشفيه و يخرج من العملية سليما بينما ظلت سندس و جنة يقران القران و فعلت عايدة ما فعلته جانا بينما كان يقرا عاصم القران و ادم ايضا و فريد بينما يدعي عدنان ربه … استمرت العملية اكثر من ساعتين و الحالة كما هي لم يتغير اي شيء و بعد ثلاث ساعات و اكثر خرج الطبيب فصدق من يقرا القران و اتجه الجميع حوله بسرعة عدا جانا التي لا تزال في المسجد و قال عاصم…
عاصم بقلق :طمنا يا دكتور ارجوك
الطبيب :العملية نجحت و الحمدلله شلنا الورم
ابتسم الجميع و ادمعت عيون سندس بفرحة بينما اكمل الطبيب كلامه :لكن لازم نستنا 24 ساعة علشان نقرر النتيجة الكاملة في حالة المريض لان العملية مكنتش سهلة
ادم :طب هو هيفوق امتى
الطبيب : لما اثر البنج يروح ادعوا ان كل حاجة تمر بخير عن اذنكوا
ظل الجميع يدعي و لا احد يعلم ما مصير الساعات القادمة…..

error: