حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى

الفصل الثالث عشر
..فتح فارس عينيه بفزع و نظر للمكان و وجد انه في غرفته و قد غفل و هو يقرأ كتابه و شعر بالقلق بشدة فأمسك بعكازه و قام و هو يصيح بأسم جانا و اتجه الى خارج الغرفة ….

في الاسفل …..
كانت سندس تجلس مع عايدة و عدنان و يتحدثوا و فجأة وجدوا فارس ينزل و هو يصيح بأسم جانا فيقموا من مكانهم و تتجه سندس له و هي تقول …
سندس :في ايه يا فارس ايه اللى حصل
فارس بقلق :فين جانا
سندس :في الجنينة بس…
و قبل ان تكمل جملتها اتجه الى الحديقة فلحقه الجميع …
خرج فارس بلهفة و بحث بعينيه على جانا و هو يصيح بأسمها … اتت جانا بسرعة و هي تقول بقلق :في ايه يا فارس عمال تنادي ليه
و هنا يتضح ان ما راه فارس من خطف جانا ما هو الا كابوسا لعين (انا بضحكة شريرة ��: نيههااااااااااا ها ..ها.. ها محدش يتوقعني����)
حمد الله فارس و اخذ نفسا بارتياح و اغمض عينيه حتى يهدا و مازال الجميع لا يفهم شي ….
جانا :في ايه يا فارس حد بعتلك رسالة تاني
فتح فارس عينيه و نظر لها و قال :لا محدش بعتلي حاجة انا بس حلمت بكابوس و انك اتخطفتي فخوفت عليكي
تسللت السعادة قلب جانا و بدا قلبها يرقص من الفرح و قالت و هي تحاول تخفي هذا :خوفت بجد
و هنا ادرك فارس ما قاله
فبرر و قال :اها خوفت افرضي اتخطفتي عمي فريد اكيد هيلومني انا لان انا يعتبر المسؤول عنك و عمي كمان هيلومه
(يا فرحة ما تمت خدها الغراب و طار اتفو عليك يا فارس��)
و لكوا ان تتخيلوا نظرة جانا له كم تمنت ان تقتله و ليس ان تضربه فقط عضت شفاها السفلى بغيظ ثم اغمضت عينيها و فتحتها و اخذت نفسا و اخرجته ثم نظرت له و قالت :فارس انا هادية خالص بس احب اقولك حاجة عارف ايه هي
فارس بنفي :لا
جانا بغيظ : الهي و انت نايم تحلم بكوابيس و يطلعلك عفريت و تصحى في يوم تلاقي نفسك اقرع هااا
ثم تتركه و تتجه الى الداخل بخطوات غاضبة بينما يضحك الجميع عليها و كذلك فارس الذي انداهش من تصرفها و من كلامها ..
……………………….
في فيلا سرين …
كانت سرين تحطم كل شي يقابلها و كانت تشعر بغضب شديد ……….
سرين بغضب :انطي في عينك يا غراب … والله لاوريكي ميبقش اسمي سرين لو مورتكيش يا خاطفة الرجالة ..
(الحالة خطيرة يا فندم�� والله لأوريكي انا يا بنت المجانين انتي��)

……………………

في فيلا فارس …

كانت جانا تجلس في غرفتها هي و فارس و تهز رجليها بغيظ لا تفهم لماذا يعاملها هكذا و لا تفهم لماذا هي هكذا لماذا تشعر بالضيق من تجاهله لماذا تشعر بالاشتياق لكلامه لها و شجارهم لماذا تشعر هكذا و لم تفسر حتى الان سبب تلك الدقات التي تشعر بها كلما اقتربت منه او تأملته تشعر بأنها مغيبة عن العالم فالتأمل صار هوايتها فهي صارت تنظر له حتى تشعر بالنعاس و تنام فيأتي احلامها … اغمضت عينيها و نفخت بتعب و حيرة و ألم ..نعم تتألم من ذلك التجاهل تتألم من بعده … قرارت ان تتحدث مع اختها حتى تخرج ما في خاطرها فقامت من مكانها و بحثت عن الهاتف و عندما وجدته اتصلت بأختها و ما هي ألا دقائق حتى ردت و……
جنة :جوجو حياتي اخبارك ايه
جانا بحزن :مش كويسة خالص
جنة بقلق :ليه بس ايه اللى حصل
جانا :هموت من الحيرة اللى انا فيها هتجنن بجد يا جنة
جنة :حيرة ايه بس احكي
جانا :مش عارفة ليه حاسة بألم في قلبي لما احس انه بعيد عني و كل ما يقرب مني دقات قلبي تشتغل و ترتفع و كل ما بصله بحس اني في عالم تاني وحشني .. وحشني كلامه معايا وحشني خناقاتنا وحشني كل حاجة ليه رغم انه معايا في مكان واحد الا انه بعيد عني بعد السماء عن الارض
جنة :يااااا كل ده في قلبك يا جانا
جانا بحزن :شوفتي و هتجنن من كدة هتجنن من الشوق ده هتجنن من الدقات دي هتجنن من الضيق اللى بيجيلي بسبب تجاهله هتجنن يا عالم
جنة :طب اهدئي و اسمعيني كل اللى انتي فيه ده ملهوش غير سبب واحد
جانا :ايه هو
جنة :انك حبيتي فارس
جانا :هااا
جنة :لو فكرتي مع نفسك هتلاقي ان مفيش سبب غيره
جانا :بس انا مش عارفة يعني ايه حب
جنة :ههههه الحب .. الحب يا ستي حاجة كدة لوحدها مشاعر متلخبطة بس اجمل و احلى مشاعر ممكن تحسيها مشاعر مختلفة تماما غير كل المشاعر التانية انك تحسي ان قلبك و عقلك اتفقوا على شخص واحد و ان قلبك يفضل يدق كل ما يقرب منك و انك تحلمي بعالم تاني معاه و ان كل ما بعد تحسي بشوق كبير اوي ليه بصي الحب حاجة كبيرة اوي صعب الانسان يفسرها بالكامل فهمتي
شردت جانا في كلام جنة و تظل صامتة و توكد كلمها عليها هل يعقل ان تكون قد احبته بالفعل هل يعقل انها تشعر الان بتلك المشاعر التي لطالما كانت تسخر منها هل يعقل انها الان تشعر بها … فاقت على صوت اختها و قالت :انا هقفل دلوقتي عايزة حاجة مني
جنة :عايزة راحة بالك و تفكري كويس اوي في كلامي
جانا :ان شاء الله
جنة :سلام
جانا :سلام
و اغلقت الخط ثم اخذت نفس و قامت و اتجهت الى الحمام …
……………………..
جلس فارس في الحديقة بينما صعدت عايدة و معاها زوجها الي غرفتهم و صعدت سندس الى ابنها …..
فضل فارس ان يجلس في الحديقة حتى يستنشق الهواء ظل هكذا شارد … اشتاق هو ايضا لها فلماذا لا يشتاق لها و هي تلك المجنونة التي سيطرت على عقله و لكن لا يجب ان يقترب منها فألمه و نيرانه قد تحرقها و تؤلمها و هو لا يريد ذلك …. انتبه لدخول سيارة عاصم من الباب الرئيسي و توقفت و نزل منها عاصم و عندما راه عاصم اتجه له و جلس امامه و…..
عاصم :مساء الخير
فارس :مساء النور انت كنت فين يا ابني ده الساعة قربت على 12
عاصم :مش حضرتك طلبت مني ان اروح الشركة اديني روحتها و ملاقتش اي اثر لأشرف و ده اللى هيجنني فخليت مهندس تاني يمسك المشروع اللى كان ماسكه
فارس باستغرب: يعني ايه أشرف مش في الشركة
عاصم : مش عارف و كمان محدش يعرف عنه اي حاجة
فارس :انت قابلت علي
عاصم :اها و سالته عن أشرف قال لي كلام غريب قال لي انه الايام اللى فاتت كان باين انه مهموم و مضايق اوي و مكانش بيتكلم مع حد ابدا و عايش في عالم لوحده
فارس :اما حاجة غريبة طب مقالكش حاجة تانية
عاصم بنفي :لا
فارس :طيب هو مالهوش اثر انهاردة بس
عاصم :لا بقاله يومين
فارس :يومين طب ازاي بقى
عاصم :مش عارف والله يا فارس بس انا شاكك انه بيخطط لحاجة
فارس :الله اعلم بعبيده
عاصم :ربنا يستر الايام الجاية
فارس :يا رب
…………………..
مر اسبوع و مازال الحال كم هو .. يتعمد فارس تجاهل جانا مما جعلها تحزن بشدة فهي قد اعترفت لنفسها بأنها حقا تحبه اما عن عاصم و جنة بدأت تكوين صداقة بينهما اخيرا و لكن مازالا يعاندا كثيرا و مازال لا احد يعرف اي شي عن أشرف حتى والده مما جعل الجميع يندهش بشدة ….

و في يوم …
كان فارس قد عاد الى شركته فهو قد تعافئ نسبيا و صار يمشي عادي …. رحب به الجميع ترحيب شديد و بعد الترحيب طلب من علي ان يلحقه فنفذ طلبه …..
……..
كان فارس يجلس على مكتبه و امامه علي و….
فارس :علي انا عايزك تقول اشرف كان عامل ازاي الايام الاخيرة اللى كان ظاهر هنا
علي :كان دايما سرحان و كان باين في عينيه انه مهموم اوي و مخنوق و مكانش بيكلم حد خالص و كان عصبي اوي .. اخر مرة كان هنا لاقيته فجاة قام و خرج برة استنيته يجي لكن مجاش خرجت و سألت عنه لاقيت موظفة الاستقبال بتقولي انه خرج و هو مش ضايق نفسه و …..
و قبل ان يكمل كلامه وجد فارس عاصم يقتحم المكتب و هو يقول ….
عاصم :فارس عرفت ايه اللى حصل
فارس : ايه
عاصم :أشرف اتقتل
فتح فارس عينيه على وسعها و هب مكانه و هو يقول بصدمة :بتقول أشرف اتقتل
عاصم بحزن : اها اتقتل
علي بصدمة هو ايضا :طب ازاي و ليه
عاصم :معرفش بواب فيلا عمي ابراهيم بيقول فجاة جيه ميكروباص و خرج منه رجال ملثمين رموا شوال و لما البواب جيه يشوفه لاق انه أشرف و لكن كان مدبوح
كان كلا من فارس و علي يستمعان بصدمة كبيرة ….
عاصم :يلا بينا لازم نروح عند عمي ابراهيم البوليس هناك و كمان لازم نجهز علشان ندفنه
فارس بحزن :ان لله و اليه راجعون ….

……………………………..
رحلا فارس و عاصم و ظل علي و علم جميع ما في الشركة ذلك الخبر منهم فرح و منهم اشفق و ترحم و منهم من حزن حقا …..

في فيلا أبراهيم …
يظهر ابراهيم و هو يجلي بجانب جثة ابنه التي كانت على السرير كان يبكي بحرقة شديدة و يمسح على جبينه و كان يشعر بالانكسار الحقيقي في ذلك الوقت لا يصدق انه خسر وحيده … خسر اعز الناس له و هو ابنه .. ظل يبكي بحرقة شديدة و يقول له ….
ابراهيم ببكئ :أشرف يا ولدي جوم يا ولدي جوم علشاني جوم أشرف يا ولدي اكدة هتسبني لحالي طب مين هتسند مين اهئ جوم يا ولدي هااا جوم
وضع راسه على كتفه و صار يبكي و شهقاته تعلو و كل ما يقوله (جوم يا ولدي )
دخل عدنان الغرفة و راى أبراهيم و هو هكذا فحس بالشفقة عليه و تقدم و وضع يده على كتفه و قال :وحد الله يا ابراهيم
لما ينظر له أبراهيم و ظل على حالته بينما قال عدنان بحزن :لا حول و لا قوة الا بالله .. لا حول و لا قوة إلا بالله
………….
تم غسيل جثة أشرف و ذهبوا به و قاموا صلاة الجنازة عليه كان أبراهيم شعر بالانكسار و ظل يبكي بشدة خصوصا و هو يصلي و يدعي لأبنه و عندما انتهاء من الصلاة ركس امام جثة ابنه و هو يبكي تحت انظار الجميع منها المشفقة و منها الشامتة …..
تم دفن أشرف في مقابر العائلة في الصعيد مما جعل الجميع يسافر الصعيد حتى جانا و والدها و اختها
(بصوا رغم اني مكنتش ضايقة أشرف بس بجد انا مضايقة علشانه و هعيط بعد شوية و كمان لما تعرفوا سبب موته هتعيطوا��
……………
تم العزاء و اخذ الجميع يعزي أبراهيم الذي كانت دموعه قد جفت …
كان الشيخ يتلوى أيات الله الكريمة و عندما انتهاء طلب من الجميع ان يقرا الفاتحة و عندما انتهوا دعوا للميت ….
انتهاء العزاء و رحل الجميع و اجتمع الجميع في قصر عائلة الحديدي

error: