حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى

الفصل العشرون

….في شركة asr
و تحديدا في مكتب خديجة و جانا …. كانت خديجة تجلس على مكتبها و ساندة على يدها و تقول للنفسها بضيق طفولي لكن بصوت مسموع: لحد امتى هتفضلي ساكتة كدة
انتبهت جانا التي كانت تعمل لها و نظرت لها بأستغرب و وجدتها على تلك الحالة …
خديجة :هتفضلي يعني ساكتة كدة محدش حاسس بيكي و لا باللى في قلبك هتفضلي كدة لوحدك الكل بعيد عنك هتفضلي كدة يعني
لم تفهم جانا عن من تقصد و لكن فهمت عندما وجدت ان هناك دمعة على وشك النزول ففهمت انها تقصد نفسها فتشعر بضيق عليها لان منذ ان تعرفت عليها و هي تراها تضحك و تمرح و تتصرف كالأطفال احيانا لكن لم ترى دمعة من عينيها او ضيق ..
جانا لنفسها :صحيح محدش عارف اللى في قلوب الناس
وقفت جانا و اتجهت لخديجة و قالت :مالك
انتبهت لها خديجة و قالت :ماليش
جانا :اممم مالكيش طيب هو مش انتي بتعتبريني صاحبتك
هزت راسها بمعنى نعم
فأكملت جانا : طيب يبقى ليه متحكيش ليا على اللى في قلبك
خديجة :محدش حاسس باللى في قلبي يا جانا محدش حتى ماما مش حاسة
جانا :ازاي بقى مامتك متحسش بيكي
خديجة بسخرية :مش هتفهميني يا جانا
جانا :طب ليه متحاوليش تفهميني
خديجة :بصي انا فعلا محتاجة اتكلم مع حد محتاجة اوي بس مش بعرف … بقولك ايه هو ينفع نخرج نتمشى انا و انتي و نتكلم
جانا :طبعا ينفع
خديجة بفرح : هييييية
جانا بضحك :ههههه والله العظيم طفلة
فضحكت معاها و التفتت جانا و اتجهت الى مكتبها و جلست و بدأت تعمل ………

في فيلا الحديدي……
و تحديدا في غرفة عاصم … دخل عدنان الغرفة و وجد ابنه شارد و ينظر للسقف و لم يشعر به لذلك اصدر صوتا فانتبه له و وقف و هو يقول :بابا اتفضل
عدنان : و اني هستنى اذنك علشان ادخل
عاصم : الاوضة و صاحب الاوضة تحت امرك
عدنان : واني عايز اتحدت مع صاحب الاوضة شوية
عاصم : يا سلام من عيني اتفضل
جلس عدنان على الاريكة و جلس بجانبه عاصم و …..
عدنان :كيفك
عاصم :الحمدلله
عدنان : وكيف جنة
عاصم بتنهيد :تمام
عدنان :اممم يعني الكلام صوح
عاصم :كلام ايه
عدنان :مزعل خطيبتك ليه يا عاصم
عاصم :يا حاج ازعلها ايه بس والله انا بخاف عليها و بغير عليها هي فاهمة ان خوفي و غيرتي تحكم
عدنان :لما تتخانق معاها في الطلعة و النزلة و معظم الاسباب اسباب تافهة … لما تقول انها بتكلم مع الولاد علسان سبب معين انت فاهمه و هي فاهمه كويس جوي طب يبجى ايه لما بجيت تتحكم في لبسها و طريقتها ده اسمه ايه لما غيرتك توصلك انك بجيت مش بتخليها تخرج حتى مع صحابها ده اسمه ايه
عاصم :هي اللى اشتكت صح
عدنان : و يفرج في ايه هي و لا غيرها في الاول و في الاخر مش بتشكي لغريب دي بتشكي لأبوها و عمها و بعدين ده اللى فارج معاك و مش فارج معاك ان بسببك جنة بجت كل يوم تنام و الدمعة على خدها و لا الضعف اللى ظاهر عليها و خناقتكما اللى بجت واضحة لينا كليتنا
عاصم :يا بابا والله غصب عني انا بغير عليها و مش بحب حد يجي ناحيتها طب تصور انا بغير عليها من عمو فريد نفسه تصور انت بقى
عدنان :بص يا ابني الغيرة حب لكن مش انك تتحكم فيها بالشكل ده و حاجة كمان الراجل مش اللى يخلي الست تحس انه بيشك فيها او اللى يخلي الست تشك فيه الراجل الصوح هو اللى ميحسسهاش انه شاكك فيها اكدة مفيش ثقة بينكوا و لو مفيش ثقة يبجى مفيش حب يا ولدي و هتعيشوا في خناج لحد ما حد فيكوا يجول انا زهجت و يبعد عن التاني و وجتها التاني يندم خليك اكدة يا ولدي متوجعهاش و لا تخليها تحس انك بتشك فيها خليك حنون عليها و سندها بعد ابوها اكدة انت بيدك هتغير حاجات كتير جوي منها هتريحها و تخليها تحبك اكتر و منها تجلل من الخناجات و كمان يا ولدي لو بتحب جنة بجد اوعاك تسبها و دايما جولها كلام حلو شوية انت عارف الحريم بيعشقوا الكلام الحلو و بعدين جيل ايه ده اللى مش بيعرف يتصرف امال كنت دايما بسمع عن ان الشباب و البنات عايشين و اتاري انكوا متعرفوش حاجة واصل عن الحب و العشق
(الله يكرم اصلك ��عليك حكم يا جدع��(
ضحك عاصم و قال :ماشي يا حاج هنفذ اللى طلبته و هحاول اقلل من غيرتي
عدنان :و تتصل بيها دلوج و تصلحها فاهم
عاصم : فاهم
عدنان :جيل خايب بصحيح طب احكيلك على حاجة زمان .. انا كنت اكدة بغير جوي .. جوي على امك حتى من نسمة الهواء كانت امك حلوة جوي و كنت بتجنن كل ما افكر ان ممكن حد يأخدها مني بس كنت بطمن نفسي و بجول اني واد عمها و مفيش غيري اولى بيها و كنت دايما امشي وراها من غير ما تحس و اشوفها و بتلعب بعيد عن عيون الخلج و كانت بتلعب في الزرع
لمعت عينيه و هو يتذكرها و هي تلعب كالأطفال و اكمل :كانت تفرد دراعتها و تقعد تجري كانت جميلة جوي فضلت احبها من اول ما اتولدت و شيلتها و لما ابوي جال اني هتجوزها مكنتش قادر من الفرحة و كنت طاير و وقتها روحت ليها و حكيت ليها اني بحبها و حكيت ليها اني كنت برقبها و هي بتجري هههههه وشها احمر جوي وجتها بس كانت بتضحك و لما اتجوزنا كنت مش حارمها حاجة واصل و كانت هي مارتي و اختي و امي و حبيبتي و كل حاجة يا ولدي علشان كدة خلي جنة اكدة في حياتك
عاصم :ياااا انت بتحب ماما اوي
عدنان :لو فضلت اجول و احكي مش هجول كل اللى حبي ليها
عاصم :انت حمستني اتكلم مع جنة علشان كدة انا لازم اعتذر ليها و نفتح صفحة جديدة
عدنان :صوح هو ده ولدي العاجل
عاصم : يلا روح حب في ماما و انا هحب في جنة
ضربه على راسه و هو يقول : واه هو علشان حكيت كلمتين ليك هتصحبني و لا ايه
عاصم :ههههه هو انا اطول
عدنان : ايوة اكدة اتعدل يلا اني هجوم
عاصم بغمزة :متنساش بقى يا حاج
عدنان :متنساش انت اللى انا جولته
عاصم :حاضر
عدنان :سلام
عاصم :سلام
غادر عدنان الغرفة و ترك عاصم و هو مبتسم على قصة والده و والدته ثم مسك الهاتف و تردد قليلا ثم عزم الامر و اتصل بجنة …….
(عايزة انام��)

في نفس الوقت
كانت جنة تجلس في غرفتها و تكتب في دفترها….
<هل يجب على المرأة ان تتحمل ما يقدمه لنا هذا الواقع ….. هل يجب على الفتاة ان تتحمل ما يقولوا العالم عليها من سب و ذم و مدح ….و هل على الرجل ان يتحكم و يفرض تحكمه على المرأة دائما … و هل يجب ايضا ان تتجاه الانظار دائما للفتاة و ليس للفتى … هذة هي المشكلة … دائما تلك الاسئلة تفرض نفسها على كل فتاة .. فهذا المجتمع معظمنا لا يقدر ما تقدمه المرأة لكن يعلو التصفيق للرجل … ليس الجميع هكذا لكن ايضا الذي ليس منهم قليل لكن ليس جدا و ايضا ليس اكثر … هذا المجتمع الشرقي الذي لا يفهم الا العادات و التقاليد الخاطئة … هذة هي المشكلة يا سادة …. تحكمات خاطئة و غير صحيحة .. فرضت على الفتيات و النساء لكن ليست على الفتيان و الرجال … هناك تفرقة عنصرية تحل مجتمعنا و ايضا ألسن الناس لا يهدأ و انفهم الذي يوجد في شي ليس من شأنهم من الاساس … في هذا المجتمع هناك تفرقة بين الابيض و الاسود و الغني و الفقير لكن .. لماذا هذة التفرقة لماذا فالله خلقنا كلنا من طين و كلنا ابن و ابنة ادم و حواء فلماذا هذة التفرقة لماذا ؟؟ >
اغلقت الدفتر و وضعته بجانبها ثم انتبهت الى رنين هاتفها فأمسكته و نظرت لشاشة و وجدت انه عاصم …ظلت تنظر للهاتف قليلا ثم تنهدت و اجابت….
جنة : يا ترى ايه الخناقة الجديدة
عاصم :يااا لدرجة دي انا بقيت بتخانق بس
جنة :أسأل نفسك و شوف نفسك و انت بتكلم و عمال تقول كلام زي الدبش
عاصم :دبش… عمتا انا بتصل علشان اعتذر
جنة :كل مرة بتعتذر و بردو بنتخناق
عاصم :لا ان شاء الله اخر مرة و هحاول اتحكم في غيرتي بس متزعليش مني انتي عارفة اني بحبك اوي والله و غيرتي دي هي سبب الخناق دايما بس اعمل ايه والله بخاف عليكي و بحس بنار جوايا بتولعني كل ما اشوفك بتكلمي شاب
جنة : يا عاصم انا كمان بحبك و بغير عليك بس مش زي غيرتك
عاصم بخبث:يا بت يعني لو شوفتيني بهزار مع بنت مش هتموتيني
جنة بغيرة :طب اعملها كدة و انا اقتلك و اقتلها
ضحك عاصم بقوة و قال :شوفتي يعني مش انا لوحدي
جنة :الله يعني هو حلال عليك و حرام عليا
عاصم :طب خلاص بقى متزعليش بقى و بعدين ده انا حتى عملك مفاجاة
جنة بلهفة: بجد ايه هي
عاصم :تؤ مش هقول غير لما تقولي انك مسامحني
جنة :مسامحك يا سيدي
عاصم :من قلبك
جنة :اها والله
عاصم :طيب الحمدلله
جنة :يستاهل الحمد قول بقى يا سيدي المفاجاة
عاصم :هخرجك بكرة و نتمشى على الكورنيش و هغديكي و بصي هدلعك
جنة بفرح :بجد هيييييية
عاصم :شوفتي انا طيب ازاي
جنة :ماشي يا سي طيب هقفل بقى علشان اشوف بابا و البيت عايز حاجة
عاصم :عايز سلامتك
جنة :سلام
عاصم :سلام
اغلقت جنة و هي مبتسمة ثم قامت و خرجت من الغرفة ……….
………….

مر النهار و حل المساء

…………
انتهت جانا و خديجة من عملهن و قرارت جانا ان تأخذ خديجة و تتمشى قليلا بجانب كورنيش النيل و تجعلها تتحدث حتى ترتاح و بالفعل فعلن ذلك و اتجاهوا الى هناك ……
جانا :ادينا بتمشى على الكورنيش اتكلمي انا سمعكي
خديجة :طب تعالي نقعد
و اتجاهوا الى الكرسي و جلسوا …
جانا :اتكلمي
خديجة بنبرة ضيق :انتي تعرفي انا مين تعرفي مين هم اهلي …. ابويا و هو راجل ربنا افتكره من قبل ما اشوفه و كان رجل الاعمال الشهير معتز حلمي اما بقى عن امي مدام نازلي هانم فبمجرد ما تمت شهور العدة اتجوزت .. اتجوزت ازبل راجل و احقر انسان في الكون ده تخيلي … الراجل ده بيبصلي بصات بترعبني اوي .. اوي يا جانا كل يوم بجري لاوضي و بقفل الباب عليا و بقفل الشباك و بقفل كل حاجة … بحبس نفسي و انا خايفة اوي تخيلي بقى .. بقيت بحاول اخبي اللى جوايا بالضحك و الهزار و الطفولة اللى ضاعت في خوفي و تصرفات ام قاسية زي امي لما دايما تقولي اعتمدي على نفسك اعتمدي كنت بتحايل عليها علشان تجبلي حاجة انا بحبها لكن تقولي انتي مش صغيرة و كانت بتضربني .. مكانش عندي صحاب لان انا كنت بخاف حتى من الناس بخاف اوي منهم لكن تدريجيا بقيت بتكلم بس مش انتيمة حد … انا وحيدة يا جانا وحيدة و جبانة خايفة اويييي
بدأت تبكي بشدة و اخذتها جانا في عناق و هي تشعر بالضيق جدا عليها … ثم عندما هدأت خديجة قليلا قالت جانا :اسمعيني يا خديجة انا زي اختك و هفضل على طول جانبك ان شاء الله انا عايزكي تبقي قوية عايزكي تكوني فاهمة انك قوية واحدة زيك كانت انتحرت لكن انتي قوية لانك تحملتي كتير علشان كدة لازم تبقي قوية و تبعدي عنهم اكنهم مش موجودين لحد ما افكر ازاي تبعدي عنهم تماما
خديجة :بجد ربنا يخليكي ليا يا جانا
جانا :و يخليكي ليا يا خديجة… يلا بقى نمشي علشان كدة هنتاخر
هزت راسها بمعنى نعم و قاموا و غادروا المكان ……

…..في اليوم التالي….
….. في مطار القاهرة …
يخرج فارس من باب المطار و هو يرتدي نظارة شمسية سوداء و مرتدي قميص لونه اسود على بنطلون جينز اسود (انت رايح عزاء يا عم الحاج ����(
… اتجه له السائق و قال …
السائق :انا السواق اللى بعته استاذ ادم حضرتك استاذ فارس مش كدة
فارس بهدوء :اها
السائق :اتفضل
و اتجه الى السيارة و فتح له الباب ليركب فارس السيارة و يغلق السائق الباب و يتجه الى مقعد السواقة و يركب و يغادر المكان متجها الى شركة asr ………

………
في شركة asr
طلب ادم ان يجتمع بجميع المهندسين و الموظفين لذلك اتجه الجميع الى غرفة الاجتماعات و كانت جانا تقف مع خديجة و يتحدثن .. حتى دخل ادم و صمت الجميع و وقف امامهم و قال….
ادم :صباح الخير على الجميع
الجميع : صباح النور
ادم : طبعا شركة asr تعد شركة معروفة عند الجميع بس اللى مش معروف عند الجميع ان هيتم شراكة بين شركتنا و شركة الحديدي
و هنا نظرت له جانا بأعين صادمة و اكمل ادم : المهندس فارس هيشرفنا دلوقتي و المهندس فارس يكون صاحب شركة الحديدي اتعملت معه و انا في باريس انسان هادي بس عصبي في الشغل …..
لم تنبه جانا لباقي كلامه بل احتلتها الصدمة خاصة عندما سمعته يقول انه سوف يأتي الى هنا … الان المواجهة … التي طالت ..هل سوف يأتي الان يأتي بعدما فعله بها .. سوف يأتي الان .. بعدما تخلى عنها و كسر قلبها .. الان تأتي ايها المغترب عني و عن قلبي الموجوع .. الان .. لا انا لن اهرب لتكون المواجهة لن ابكي لن اهرب سوف اواجه و اريه انني اعيش من غيره ليس به سوف اريه انني قوية لست ضعيفة سوف اريه كيف يكسر قلبي سوف اريه … عزمت جانا امرها انها سوف تواجه و انها لن تهرب فمنذ متى و هي تهرب .. انتبهت لصوت ادم و هو يناديها :جانا بشمهندسة جانا
نظرت له و قالت :افندم يا استاذ ادم
ادم :حضرتك معانا و لا لا
جانا :معكوا يا فندم
ادم : اتمنى ذلك ….
رن الهاتف فأجابت السكرتيرة و استمعت للمتصل ثم نظرت لادم و قالت :مستر ادم الاستقبال بيقول ان مستر فارس وصل
ادم :خليه يدخل
بدأ قلب جانا بالدق فأغمضت عينيها و اخذت نفس و اخرجته و قالت لنفسها :ارجوكي اتمسكي متظهريش انك ضعيفة لازم تبقي قوية لازم تواجهي لازم
و بعد دقائق يفتح الباب و يدخل فارس و تفتح جانا عينيها و تعدل نظارتها و يتجه فارس لادم دون ان ينتبه لها و عناقه بينما هي عندما راته كادت تركض لكن تمسكت و اشاحت نظرها عنه و هي تحبس دموعها بقوة .. ابتعد فارس عن ادم و قال ادم للجميع :احب ارحب بالمهندس فارس الحديدي اتفضلوا رحبوا بيه
اتجه المهندسين و صفحوا فارس الذي لم ينته حتى الان الى جانا و يصفح و هو يبتسم بهدوء حتى ات الدور لجانا التي كانت تنظر للارض و رفعت نظرها له و اتجهت له و عندما راها انصدام بقوة و انصدام من مظهرها …
جانا بهدوء و وجع :مرحبا بيك في شركة asr يا مستر فارس
….فارس…
هل يعقل ان تكون المواجهة في تلك السرعة .. هي الان امامي تقف لكن ليست كما تركتها بل تغيرت ما هذة النظارة ما هذة النظرة اين شعرها الذي احبه .. اين حبيبتي .. لكن مهما حدث سوف احبها مهما تغيرت …
….جانا….
الان انت امامي تقف بعد ان مر عام عن ما حدث .. كم اتمنى ان اصفعك مرة اخرى حتى تبرد نيراني .. كم اتمنى ان اصرخ في وجهك و اقول لك كم تألمت في هذا العام .. كم اريد ان ابكي لكن لا لن اظهر انني ضعيفة حتى ان مت. من القهرة لن اكون ضعيفة امامك لن اكون….

………..
و اخيرا نطق فارس و قال بهدوء و ابتسامة : شكرا يا بشمهندسة جانا
نظرت له بكره و ضيق و التفتت و اتجهت و وقفت بجانب خديجة التي لا تفهم تلك النظرات لكن تشعر ان هناك شي بين فارس و بينها ….
اما عن ادم الذي لا يختلف عن خديجة .. قال :احم الكل يروح مكتبه دلوقتي عدا خديجة
نظرت له بخوف و قالت :اشمعنا انا
ادم بحادة : علشان هنتناقش في تصميمك
خديجة :ماشي
غادر الجميع و نظرت جانا لفارس نظرة اخيرة ثم اتجهت الى خارج الغرفة و بقت خديجة مع فارس الذي كان ينظر لأثار جانا و ادم الذي لا يفهم تلك النظرات و ما ادهشه هو معرفة فارس بأسم جانا لذلك قال :هو انت تعرف البشمهندسة جانا
ابتسم ابتسامة جانبية و قال :عز المعرفة المهم انا هسبقك على المكتب عقبال ما تخلص مع البشمهندسة
ادم :ماشي
غادر فارس و هو مبتسم و يتجه الى مكتب جانا …
بينما امر ادم خديجة ان تجلس فجلست و هي تنظر له بخوف و احضر ادم التصميم و جلس بجانبها و عندما راها تنظر له بخوف و قلق و تفرك يدها قال….
ادم : على فكرة انا مش عفريت هأكلك
خديجة بصوت يكاد يسمع :لا العفو انت انيل منه
ادم :بتقولي ايه
خديجة بابتسامة بلاهة :و لا حاجة اتفضل ابدأ في النقاش
ادم :مش انتي اللى هتقوليلي ابدأ و لا لا
خديجة : اسفة
ادم :المهم نبدأ في الشغل
بدأ الاثنان يتحدثا عن العمل و التصميم لذلك نتركهما يتحدثان و نذهب الى فارس و جانا …..

….. في مكتب جانا…
كانت تقف جانا امام زجاج يظهر ما في الخارج و تبكي بصمت و قد خلعت نظارتها لتظهر عيونها التي تحمل الألم و الوجع … تمسكت لكن لن تقدر ان تتمسك لذلك تركت دموعها تتحر و تنزل … فتح فارس الباب فجاة فتفيق من شرودها و تمسح دموعها بسرعة و تلبس النظارة و تلفت و هي تقول :خديجة الت… لم تكمل كلامها عندما راته امامها ينظر لها بأشتياق .. دخل فارس و اغلق الباب خلفه و اتجه لها و وقف امامها و قال :ازيك يا جانا
نظرت له بضيق و حاولت ان تظهر له قوتها و قالت :احسن منك
فارس : يا رب دايما .. اتغيرتي قصتي شعرك و لبستي نضارة و بقيتي تشتغلي
عاقدت جانا ساعديها و قالت بهدوء عكس ما في داخلها :اومال فاكر انك هترجع تلاقيني منهارة و مدمرة ..
قطعها فارس و قال :ابدا انا عارف انك قوية و مش بتنهاري
جانا :كويس انك عارف ده
فارس بحب :وحشتيني
تحولت نظرتها الى غضب و قالت :وحشك لما يلهفك اطلع برة المكتب انت غريب عني و انا مش مستعدة ان حد يتكلم عني بسببك
فارس بأبتسامة غامضة :و مين قال ان انا غريب عنك انا جوزك
جانا :كنت
قطعها بثقة و غموض :و مازلت
نظرت له بصدمة و قالت :مازلت يعني ايه
تقدم تجهها و هي ترجع للخلف حتى صدمت بحائط ليحاصرها فارس و يقترب من اذنها و هي تغمض عينها بقوة و قلبها يدق بشدة .. همس فارس في اذنها و قال :ايوا يا مدام جانا انت مازلتي مراتي انا مطلقتكيش
فتحت جانا عينيها بصدمة و نظر فارس لها و هو يبتسم و هي تنظر له بصدمة ….

error: