حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى

الفصل التاسع
فريد :مرحب بيك يا خوي
قام عدنان من مكانه و هو يبتسم له و اتجاه له بخطوات ثابتة و هادئة ثم عانقه بأشتياق و بادله فريد العناق تحت انظار الجميع و ابتعد عدنان عن فريد و يقول :نورت البيت يا خوي
فريد بأبتسامة :ده نورك
جانا بصدمة :بابا
نظر لها بأشتياق و حب اما هي فركضت عليه و رمت نفسها في احضانه فعناقها بحب و حنين شديد و……
جانا بأشتياق :وحشتني اوي يا بابا اوي
فريد :وانتي كمان يا حبيبتي وحشتيني اوي
ابتعدت عنه و هي تقول بتساؤل :جنة اخبارها ايه
و هنا ات صوت اختاها التي كانت تقف خلف ابيها تتابع :زي القردة الحمدلله
نظرت لها بأشتياق و اتجهت لها و عناقتها بحب و هي كذلك ثم ابتعدا و قالت جانا : ماشي يا قردة يا رب دايما وحشتني لماضك يا كلبة
جنة :و انا وحشتني طولة لسانك يا قلبي
فضربتها بخفة على راسها و هي تضحك و جنة ايضا
عدنان :اتفضل اجعد
اتجه فريد و معاه جنة و جانا و جلسوا على يسار عدنان …. كان فارس مصدوما من مجيئة فريد و ابنته الصغرى و ما صدمه اكثر كلمة (خوي) ماذا يعني .. هل من الممكن ان يكون عدنان اخيه لكن كيف .. فاق فارس على صوت عدنان و هو يقول …..
عدنان :دلوك الكل مستغرب التجمع ده مش اكدة
فارس :عمي ليه قولت ان
عدنان مقاطعا :فريد بيكون اخوي بس مش شجيج اخوي من امي
سندس و فارس وجانا و جنة بصدمة :ايه
عدنان : الحكاية بدأت من وقت بعيد جوي من وقت ما امنا هربت مع عزيز الشناوي ابو فريد … كان وقتها الراجل في الصعيد يتزوج بت عمه لكن امي قابلت عم عزيز رحمة الله عليه و عليها و حبوا بعض عم عزيز اتقدملها لكن جدي موافجيش و جال ان مخطوبة لأبوي اللى هو واد عمها اترجاته انه يوافج لكن مرضاش لحد ما جرروا انهما يهربوا و يتزوجوا و فعلا هربوا و غابوا سنين ساعتها جدي كان مش جادر يصدج ان بنته اللى بيحبها اكتر من اي حد تعمل اكدة و بعد تلات سنين رجعت و معاها فريد و عم عزيز كان مات في حادثة جدي جال لامي انه هيوافج تقعد معاهم لكن على شرط و كان الشرط انها تتزوج ابوي و فعلا اتزوجته بس كان علشان فريد يتربى وسط اهله و في نفس الوقت كان صفوت اتولد و كان في نفس سن فريد بعد سنة و نص حملت امي بي و جيت اتسميت على اسم جدي عدنان و بعد ولدتي بكام يوم ابو صفوت مات لانه كان مريض بالجلب فجأله أزمة و مات مارت عمي كانت لستها صغيرة و عدة سنة و اتقدملها عريس و كان اسمه سالم الهواري ابو ابراهيم و وافجت علشان صفوت و جيه ابراهيم بعد سنتين اتربينا مع بعض انا و فريد و صفوت و ابراهيم كان فريد و صفوت توام كانوا بيحبوا بعض جوي لكن انا و ابراهيم كنا مش متفجين واصل و كان دايما بيحط نفسه في مشاكل و ابوه يضيج منه و صفوت كان اكتير بيتعاقب لانه كان دايما بيخبي عن اللى بيعمله ابراهيم لانه كان خايف عليه و احيانا كان بيقول انه هو اللى بيعمل اكدة عم سالم كان بيحب صفوت جوي لانه كان عاجل و طيب و حنين و كان بيعتبرني انا و فريد ولاده لكن كان دايما يضيج من ابراهيم لحد ما كبر صفوت و فريد و راحوا الجامعة اللى في مصر و اتعرف فريد على واحدة و حباها جوي و هي كمان و لما انه يتزوجها ابوي رفض و عمل اللى عمله جدي فهرب و بعد عنينا و صفوت اتزوج اميرة و انا اتزوجت عايدة و ابراهيم اتزوج بياسمين و انقطعت اخبار فريد فترة طويلة و جيت انتي يا سندس و بعديها انت يا فارس و عاصم و اشرف و سمية بتي و مات ابوي و هو حزين علشان مشافش فريد و سافر صفوت و ابراهيم و عيالهم و مارتتهم علشان شغلهم لكن انا بجيت في الصعيد علشان اشوف الشغل هناك و بعد سنين ظهر فريد و اتقابل بصفوت و ابراهيم و جيت انا و عاصم مصر مخصوص علشان اشوفه و اشوف بته جانا كان عاصم عنده 10 سنين و جانا 5 سنين كانوا الاتنين مش ضايجين بعض و ناجر و نجير لكن اللى فرحني ان عاصم كان بيخاف عليها مش جادر انسى يوم ما كان في ولاد بيضيجوها عليها ساعتها عاصم كان عنده 15 و هي 10 و كنا بنزورهم في الاسكندرية كل سنة مرتين المهم جنة و كانت حلوة زي اختها بالصبط مرت سنين و كل حاجة كويسة لكن ابراهيم كان دايما صاحب للمشاكل و للاسف ولده طلع زيه محدش من ولاد صفوت و لا ولاد ابراهيم شافوا بنات فريد لانهم كانوا عايشين في اسكندرية و فريد كان بيشتغل مع صفوت في نفس الشركة فضل ابراهيم يرمي سمه على فريد و كان بيعملوا وحش جوي و صفوت كان دايما يتخانج معاه لحد ما فريد عرف حاجة صدمته جوي و قالها لصفوت على طول و ان ابراهيم بيشتغل في اعمال مشبوه و انه بيدخل تجارة الشركة بتجارة تانية عارفين كانت تجارة ايه ..تجارة مخدرات صفوت هدده و جاله انه هيبلغ البوليس لو مرجعش عن اللى بيعمله و انه هيساعده و انه هيخرجه من الموضوع لكن ابراهيم صدمه لما جاله انه مش هيرجع عن اللى بيعمله و انه ميدخلش و ان فريد كداب و ان تجارته تعتبر تجارة مساحيق تجميل و الحاجات دي و اتهم فريد انه بيكره و عايز يفرق بينه و بين صفوت علشان يستولى على الشركة لكن صفوت اتخانق معاه و قاله ان فريد عمره ما يعمل كدة و حصلت خناقة كبيرة لدرجة ان صفوت طرد ابراهيم و حذره و اداله مدة يومين انه يرجع عن اللى بيعمله و إلا هيبلغ البوليس غاب ابراهيم لحد ما في ليلة لاجيت فريد بيتصل بي و بيقول ان صفوت و اميرة اتجتلوا و ان الكل مفكر انه هو اللى قتله و ابراهيم اتهمه لان فريد وجت قتل صفوت كان رايح يزوره و لاجه مجتول هو مارته بعد الحادثة بأسبوعين فارس بقى هو اللى ماسك الشركة و طرد فريد و لكن اللى اني استغربته ان فارس مبلغش و فريد رجع اسكندرية و اختفاء ابراهيم استغل كدة و فضل يحط سمه هو و اشرف في دماغ فارس و يوهمه ان فريد راس المصايب كلها لحد ما فارس اتعمى و صدجه مرت السنين و فارس اتغير و بجى قاسي و بارد و انا كنت كل يوم بفكر في الغايب عنا خصوصا انه غير مكانه في اسكندرية لحد ما ظهر و اتصل بي و قالي على مكانه و جالي على كل حاجة و ان بعد الحادثة بتلات سنين مارته ماتت و جانا بجت بشمهندسة و جنة في فنون و جالته يرجع القاهرة و ان لازم نكشف الحجيجة و فعلا رجع و كان في مشاكل في الشغل هناك في الصعيد فمجدرتش انزل وجتها و انه يصبر و كل حاجة هتتحل لكن كنت انت اسرع يا فارس و بدأت انتجامك لكن اللى مكونتش متصوره انك تنتجم من بنته الكبيرة و تعمل اكدة الحاجة الوحيدة اللى احنا منعرفهاش مين اللى جتل صفوت رغم اني شاكك لكن مش هظلم حد و كمان مستعد احلف على المصحف و ربنا يكون شاهد على كلامي ان فريد عمره ما يجتل عمره
كان كلا من فارس و سندس و جانا و جنة على وجههم علامات الصدمة و ……
جانا بصدمة :يعني انت عمي عدنان
عدنان :اها يا جردة
جانا :ياااا يا عمي و انا اللى بشبه عليك انت و الواد ده
و اشارت لعاصم
جنة بفرح :الله طلع عندي عم
جانا :عندك اياكي تعكسي خطيبي فاهمة
عدنان :واه لسة فاكرة
جانا :طبعا هي دي حاجة تتنسي يا خطيبي
عايدة :واه انت بتخوني يا حاج مع الجردة دي
جانا :الشرع محلل اربعة يا خالة
عايدة :واه ما تتكلم يا فارس
بينما فارس في عالم اخر لا يصدق ما قاله … هل يعقل ما قاله لماذا يشعر انه تائه … و الان هو ايضا ظلم جانا .. نظر للجميع و قال :انا .. انا اقول ايه .. اقول ايه … انا متلغبط معقول عمي كدة بس لو هو كدة يبقى اكيد هو
عدنان مقاطعه :متظلمش يا فارس احنا مش هنظلم حد الا بالدليل
فارس بندم :عمي فريد انا اسف بس انا كنت اعمى و الانتقام عميني
فريد مقاطعا :فارس انا اللى ربيتك و عارف انك عملت كدة بسبب ان الانتقام عماك
فارس :انا اسف
فريد :انسى يا ابني زي ما انا هنسى و انا مسامحك
جانا :بس انا بقى مش مسامحه و عمري ما هسامحه
و قامت و اتجهت خارج الغرفة و على وجهها ابتسامة خبيثة بينما شعر فارس بالضيق اما عن عايدة و سندس فنظرا لبعض بدهشة و استغرب …..
فريد :فارس جانا طيبة بس عنيدة بس انا بأكدلك انها هتسامحك
فارس :انا مستعد لاي حاجة منها يا عمي مستعد
عدنان :المهم دلوك احنا لازم نعرف مين اللى جتل صفوت
فارس بعزم :هنعرفه …. هنعرفه يا عمي و وقتها هيندم
…………
اما في غرفة فارس
كانت جانا جالسة على طرف السرير و شاردة و قالت في نفسها : مش بالسهولة دي هقول اني سامحتك صحيح انا جوايا مسامحة لكن بردو لازم اربيك علشان تفوق بعد كدة و هدفعك تمن الدموع و الانهيار يا ابن الحديدي و هتشوف …..

(البت دي دماغها جذمة قديمة������)

………..
رحل فريد و ابنته و ذهب كلا منهم الى غرفته و ساعد عاصم فارس انه يصل الى غرفته و دق الباب و بعد ثواني فتحت جانا الباب و وجدتهم و….
جانا :اهلا و سهلا يا ايها الوغد الحقير
ضحك عاصم و قال :ارحمي اهلي يا عنيدة انتي
جانا :انسى هتفضل الوغد الحقير
عاصم :و انتي هتفضلي العنيدة ام دماغ جذمة قديمة
فارس بضيق :انا رجلي وجعتني
جانا باستفزاز :اوه سوري ماخدش بالي منك اتفضل
و افسحت الطريق له و كان هو ينظر لها بغيظ و كان يتمنى ان يكسر دماغها ….
دخل فارس و ساعده عاصم على الجلوس و رفع قدميه الاثنين على السرير ثم استأذن و غادر كادت جانا تتجه الى الاريكة لكن امسك فارس يدها فنظرت له و….
فارس بندم :انا اسف
نظرت له قليلا و قالت :صعب يا فارس صعب اوي
فارس :انا مستعد لاي حاجة علشان تسامحيني
جانا :سيبها للربنا
فارس :فوض امري ليك يا رب
جانا :ممكن بقى تسيب ايدي لان انا عايزة انام
فارس بتردد :احم .. اها احم هو انتي نسيتي ….
جانا بأستغرب :نسيت … نسيت ايه
فارس :جانا زاد
و هنا فهمت مقصده و قالت :هو انت ليه بتحسسني انك طفل
فارس :لو هزعجك مش مشكلة
جانا :لا مش هتزعج سيب بقى ايدي علشان اجيب الكتاب
و هنا ترك يدها و ذهبت هي حتى تجلب الكتاب و عندما اتت كادت تجلس على طرف السرير و لكن توقفت عندما قال فارس :من راي تيجي تقعدي و تسندي على المخدة بدل ما طهرك يوجعك ….
ترددت جانا و لكن هزت راسها بنعم و اتجهت الى الجهة الاخرى و جلست و اسندت ظهرها على الوسادة و هو نام على جانبه ليكون امامها و فتحت هي الكتاب و بدأت تقرا حتى احست انه نام فنظرت له و وجدته نام فعلا فأغلقت الكتاب و كادت تقوم لكن تفاجأت به ماسكا يدها و لا يريد تركها حاولت ان تسحبها دون ان تيقظه فلم تعرف فوضعت الكتاب على الكمودينو و فاردت نفسها و نامت على جانبها و وجهها امام وجهه ظلت تنظر له حتى غلبها النعاس فنامت …..نتابع

error: