حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى
الفصل الخامس عشر
…..في اليوم التالي….
يفتح فارس عينيه و ينظر للسقف ثم يعتدل و يتمطع ثم ينظر للأريكة فلا يجد جانا .. تنهد فارس و هو يتذكر ليلة امس كم يتألم من هذا التجاهل و البعد .. لكن هذا هو ما يجب حدوثه كما يظن … ازاح الغطاء و انزل قدميه و وقف و اتجه الى المرحاض …..
…………
في الاسفل …
كانت جانا ترتب السفرة مع سندس و تجلب الاطباق و بعد دقائق ات الجميع عدا عاصم و فارس بينما انتهت جانا و معاها سندس من ترتيب السفرة و جلسن و بعد ثواني ات فارس و جلس بجانب جانا التي لم تعطيه اي اهتمام و لم تنظر له (احسن ?…… بينما نظر هو لها ثم نظر الى الطعام .. كان الجميع يتناول الفطور بهدوء تام و كان فارس ينظر لجانا نظرات سريعة بينما كانت هي لا تنظر له و تعطي له اي اهتمام لاحظ ذلك عدنان و استغرب فقرار ان يقطع هذا الصمت ….
عدنان بتساؤل :مالكوا في ايه ساكتين اكدة ليه و فين عاصم
عايدة :عاصم سافر انهاردة البلد علشان في شوية حاجات محتاجة تخولص
عدنان : واه ومجاليش ليه
عايدة :مخابرش والله يا حاج
عدنان :ماشي و انتوا …. كان ينظر لفارس و جانا … مالكوا ساكتين ليه انتوا متخانجين ليه
فارس :لا يا عمي مش متخانقين
عدنان :اومال عمال تبصلها من تحت لتحت ليه
كتمت عايدة و سندس ضحكاتهن بينما شعر فارس بالحرج و شعرت جانا بالضيق …
سليم :ايه ده يا خالو انت بتعاكس جوجو من تحت لتحت
و هنا ضحكت عايدة و سندس بشدة بينما شعرت جانا بالضيق اكثر فهم لا يفهموا شي .. فأستأذنت و قامت دون ان تكمل فطورها تتابعها نظرات فارس الحزينة و نظرات الباقي المستغربة…
نظر عدنان لسندس و عايدة و قال بعتاب :كان لازم تتضحكوا يعني
عايدة باستغرب :اني مكنتش خابرة انها هتضايج
سندس :و لا انا
نقل عدنان نظره لفارس و قال :مالها مارتك يا فارس
لم يعرف بماذا يجيب له ففضل ان يهرب و قال :مالهاش يا عمي بعد اذنكوا انا هتخرج على الشغل عن اذنكوا
و قام و اخذ هاتفه و مفاتيحه و غادر تحت نظرات الجميع المندهشة ….
سندس بأستغرب :مالهم دول
عايدة :اظهر اكدة انهم متخانجين او زعلانين من بعض
عدنان بتنهيد :استغفر الله العظين ربنا يهديهم
الاثنتان :يا رب
اكمل الباقي الفطور و عندما انتهوا غادر سليم الى مدرسته و لمت سندس الاطباق و معاها عايدة بينما اتجه عدنان الى حديقة الفيلا حتى يرى جانا …..
في الحديقة …
كانت جانا تجلس امام المسبح شاردة و حزينة .. ات عدنان و جلس بجانبها و لم تنتبه له مما جعله يستغرب اكثر فنادى على اسمها ففاقت ونظرت له و…..
جانا :ايه ده عمي انت هنا من امتى
عدنان :من بدري
جانا :اسفة ماخدش بالي من حضرتك
عدنان :مالك يا بت اخوي ايه الحوصل ليه باين عليكي انك مهمومة جوي حوصل ايه
جانا بارتباك :مفيش حاجة يا عمي
عدنان :واه هتضحكي علي اني ده اني اللى مربيكي
جانا :مخنوقة يا عمي شوية و كمان المشاكل مضايقني
عدنان :على العموم انا عارف انك مش هتحكي بس لازم تكوني خابرة ان مهما حوصل انتي جانا .. جانا الشناوي البت اللى اني ربتها و شوفت قوتها و عنادها اوعكي .. اوعكي تضعفي او تتأثري بحاجة و اسعي
نظرت له قليلا ثم هزت رايها بمعنى سوف افعل ذلك … ابتسم لها ثم قام و اتجه الى غرفته حتى يستريح …بينما ظلت هي و شردت مرة اخرى و قالت في نفسها : عمي عنده حق انا جانا الشناوي اللى محدش قدر يوجعها علشان كدة انا لازم مسمحش لده يحصل ابدا حتى لو على حساب قلبي …
انتهاء شرودها على قرار تم اخذه و هو ان كما يتجاهلها سوف تتجاهله هي ايضا ….
(الدرة ولع خلاص?)
مر النهار سريعا دون حدوث اي شي ….
ات عاصم من سفريته و كان مرهقا من تلك السفرية و ات فارس من عمله و جلس الجميع في غرفة المعيشة ……
قال عدنان لعاصم بتساؤل :ليه مخبرتنيش انك مسافر الصعيد يا ولدي
عاصم :مفيش يا حاج كل الموضوع ان كان لازم اسافر انهاردة و كمان انا ملاحقتش اقولك علشان كنت مشغول اوي
عدنان :ربنا يعينك
و هنا دخل فريد و معه ابنته و هما يلقوا السلام على الجميع فاتجاهت لهما جانا بفرح و عانقتهما بسعادة و سلموا على الجميع و جلسوا ….
عدنان :كيفك يا جردة انتي
جنة بضحك : الحمدلله يا عمي
فريد :قردة ايه بقى ما خلاص
عايدة :واه ليه ايه اللى حوصل
فريد :جنة كبرت و جالها عريس
و كان عاصم في ذلك الوقت يشرب و عندما سمع ذلك فتح عينيه على وسعها و شرق و ظل يسعل بشدة و اتجه فارس له بسرعة و ظل يضرب على ظهره و الجميع ينظر له بدهشة و عندما هداء نظر لجنة التي تنظر له باندهاش و قال عدنان …
عدنان :انت كويس يا ولدي
عاصم بغضب مكتوم :كنت .. كنت كويس
عدنان : و دلوج مش كويس
فارس الذي كان يحاول كتم ضحكاته :معلش يا عمي اظهر انه تعبان شوية هاخده نتمشى في الجنينة
عدنان باستغرب :ماشي
اخذ فارس عاصم الذي كاد ينفجر من الغضب و الجنون???? بينما نظرت جانا لجنة و هي كذلك و ضحكت جانا بينما لم تفهم جنة لماذا فعل ذلك و لماذا حدث ذلك …..
اكمل فريد و قال :المهم الدكتور بتاع جنة طالب ايدها
عدنان :خبر حلو جوي بس انتوا وافجتوا
فريد :لا لسة
جانا في نفسها :الحمدلله انكوا لسة موافقتوش احسن لو حصل عاصم احتمال يقتل العريس و اختي الغبية مش فاهمة …..
بينما في الحديقة….
كان فارس يضحك على عاصم الذي كان يكاد يجن من الذي حدث و من ضحكات فارس و….
عاصم بغيظ :انت بتضحك طبعا لازم تضحك اهااااا هتجنن جالها عريس جالها عريس يا فارس طب انا اعمل ايه اقتل العريس ايوا اقتل العريس
فارس بضحك :تقتل مين يا مجنون اهدا بس
ضرب بقبضة يده الحائط و قال بغضب و غيظ :اهدأ ايه هااا اهدأ ايه بيقولك عريس عارف يعني ايه عريس انا خلاص لما هرتكب جناية لما هخطفها
فارس :يا عم و بطل جنان و فكر بعقل
عاصم بغيظ :عقل .. مستحمل اسبوع و شوية و مش بكلمها علشان متضايقش مني و في الاخر عريس اعمل ايه همم اعمل ايه
فارس :حد قالك انها وافقت و لا عمي وافق انت كمان
عاصم :و مش هتوافق ده انا اقتلها قبل ما تفكر حتى
فارس :ايه يا عاصم انت لدرجة دي بتحبها
عاصم :ايوا بحبها مش عارف ازاي حبيتها و امتى لكن كل اللى اعرفه اني بتجنن كل ما افكر ان ممكن حد تاني يمتلكها او تحبه هي مجرد تفكير بس تفكير بس بيخليني اتجنن ببقى عايز اروح لبيتها و اصرخ و اقول اني بحبها و ان هي مش لغيري و لا انا لغيرها بحبها بحب ابتسامتها بحب عنادها بحب جنونها بحب طفولتها بحبها اوي يا فارس
(انا عايزة من ده ?)
فارس بدهشة :واااو معقولة كل ده
عاصم :شوفت بقى و جاية تقول عريس بنت الشناوي على جثتي لو اتجوزته او وافقت عليه
فارس :بأيدك تلاحقها يا عاصم بأيدك تقولها انك بتحبها
عاصم :عندك حق يا فارس انا لازم اقولها قبل ما حد تاني يأخدها لازم ان انا بحبها لا انا بعشقها لازم تعرف ان الايام اللى فاتت لما مكنتش بكلمها كنت حاسس بخناقة اوي و ضيق لازم تفهم انها امتلكت قلبي انها بقت جوهرتي طفلتي الشرسة العنيدة
فارس بشرود :الحب ده غريب بيخلي الواحد تايه
عاصم :و بيخليكي تحس بان حياتك بقت احلى
فاق فارس من شروده و قال :عاصم لو بتحب جنة بجد متستناش و اقولها دي نصيحتي الوحيدة ليك ماشي عن اذنك
و تركه و هو يفكر كيف يقول لها بأنه يحبها و بعد دقائق يجدها تخرج من الفيلا و تتمشى و لم تنتبه له فاخذ نفسا و اخرجه و اتجه لها ….
عاصم :جنة
وقفت جنة مكانها و نظرت له و تقدم هو لها و….
جنة ببرود :نعم
عاصم :ممكن افهم ليه مش بتكلميني
جنة :ممكن تبعد عني يا عاصم و تسبني
و هنا لم يقدر ان يتحمل و قال بغضب :لا مش ممكن و جاوبي على سؤالي
جنة :اعتبره ايه ده ان شاء الله
عاصم بغضب :امر .. اعتبريه امر و كمان مين اللى طالب ايدك هااا مين
جنة :شي ميخصكش
عاصم بغضب :لا يخصني و يخصني اوي كمان انطقي مين
جنة ببرود :المعيد بتاعي في الكلية
عاصم بغضب :ماشي و السؤال الاول جاوبي عليه
جانا :عاصم ابعد عن طريقي
لم يقدر ان يتمسك اكثر من ذلك فصاح بصوت عالي …..
عاصم بغضب :بقالي اكتر من اسبوع ساكت و مش قادر اكلمك علشان متزعليش و في الاخر تقوليلي ابعد عني
جنة :عاصم انا مش عايزة اسمعك و بعدين في ايه لكل ده و بعدين ايه اللى مضايقك اوي كدة هااا
عاصم بغضب :بتقوليلي المعيد بتاعك طالب ايدك و مش عايزيني اضايق
جنة بخبث :الله هو عيب و لا حرام و بعدين و انت يهمك في ايه مين اتقدم و طلب ايدي ده في الاخر و في الاول راي و قراري
امسكها عاصم من ذراعها بغضب و صاح بصوت عالي :ايوا يهمني .. يهمني اعرف مين و ليه و ازاي يهمني اعرف عارفة ليه لانك بتهميني عارفة ليه بتهميني لان انا بحبك .. بحبك يا جنة
كان ينظر لها نظرات غضب بينما هي تحولت نظراتها من نظرات باردة الى نظرات صدمة و دهشة .. لا تصدق ما سمعته الان .. يحبها .. دقات قلبها تدق بقوة حتى اصبح يستمع هو لها كما تستمع هي لدقات قلبه تركها عاصم و رحل بعيدا عنها و غادر الفيلا بينما ظلت هي كالتمثال لا تعلم ماذا تفعل لكن تدريجيا ابتسمت .. و نظرت لأثره بسعادة اتت لها فجاة و في هذا الوقت ادركت انها تحبه نعم تحبه بل تعشقه … وضعت يدها على قلبها حتى تشعر بقلبها وجدته يدق بشدة .. صارت تضحك بشدة و بسعادة شديدة…….
……………
ظل يسوق و هو يشعر براحة عجيبة فقد قالها و لكن ليس بالطريقة الذي يتمنها لها فشعر بالسوء لذلك .. غادر من امامها خائفا من ان تجرحه او تقول له شي لا يقدر عليه … توقف و ارجع راسه و اغمض عينيه مر بعض الوقت و هو على حالته يتخيل محبوبته و لكن فاق على اهتزاز هاتفه معلنا عن اتصال فاخرج الهاتف و اجا دون ان ينظر لاسم المتصل ….
عاصم :الو
الشخص :انت فين يا عاصم و بعدين في حد يقول بحبك كدة
فتح عينيه و ابعد الهاتف عن اذنه و راى ان المتصل يكون فارس .. فأعاد الهاتف و قال…
عاصم :انت كنت متابع بقى
فارس :هههههه اها الصراحة بس بجد في حد يقول بحبك كدة بس اقولك على مفاجاة
عاصم :ايه
فارس :جنة كانت فرحانة اوي و فضلت تضحك لما انت مشيت
عاصم بلهفة :احلف
فارس :هههههه والله
عاصم بسعادة :ده معنى انها ممكن تكون بتحبني هي كمان صح
فارس :ده مش ممكن و بس لا ده اكيد يا ابني
عاصم بسعادة :ربنا يفرحك و يطمن قلبك يا فارس زي ما فرحتني و طمنت قلبي
فارس بتنهيد :يارب
عاصم :انا جاي حالا
فارس بسرعة :لا اتقل يا عاصم
عاصم بأستغرب :يعني ايه
فارس :يعني زي ما انت قولت انك بتحبها يبقى هي كمان تقولك فاصبر و متجيش غير لما يمشوا
عاصم :نعم لما يمشوا بس هي كدة ممكن تضايق
فارس :لا ان شاء الله مش هتضايق
عاصم :طب و حكاية العريس
فارس :اكيد مش هتوافق
عاصم :طيب لما يمشوا اديلي رنة
فارس :تمام سلام
عاصم :سلام
اغلق الخط و الابتسامة على وجهه كان يشعر بسعادة بالغة فكلام فارس اسعده بشدة …..
………………..
و بالفعل بعد رحيل كلا من فريد و ابنته رن فارس على عاصم حتى يأتي و بالفعل بعد نصف ساعة ات عاصم ….
……..
صعدت عايدة و معاها زوجها الى غرفتهم حتى يناموا و صعدت سندس لابنها و اتجه عاصم الى غرفته حتى ينام هو ايضا بينما ذهبت جانا الى الحديقة و لكن قبل ان تخرج نادى عليها فارس فنظرت له و …..
جانا :نعم عايز ايه
فارس :رايحة فين
جانا :ليه
فارس :هو ايه اللى ليه
جانا :ليه بتسأل
فارس بتنهيد :جانا جاوبي على سؤالي
جانا بعناد :و لو مجاوبتش هتعمل ايه
فارس بتحذير :جاوبي يا جانا احسن لك
جانا :طالعة اقعد برة عندك مانع مخنوقة فقولت اخرج برة
فارس :انا كمان هخرج برة يلا
جانا :لا اسفة انا عايزة اقعد لوحدي مش عايزة حد يقعد معايا
فارس :صبرني يا رب انا هتمشى مش هقعد يعني مش هزعجك في حاجة
جانا :اتمنى ده
نظرت له نظرة اخيرة ثم التفتت و اتجهت الى الخارج .. بينما تنهد هو و اتجه هو ايضا الى الخارج ….
…….
في فيلا ابراهيم …
كان ابراهيم يجلس على مكتبه و شارد .. كان ينظر لصورة ابنه الوحيد الذي رحل نتيجة غباءه و شره ينظر للصورة بحسرة و يشعر بألم شديد في قلبه فمهما حدث هو اب و يظل الذي رحل ابنه …. تذكر اخر حوار بينه و بين اشرف فهذا اليوم لم و لن يخرج ابدا من خاطره …..
فلاش باك ……
دخل ابراهيم كالإعصار غرفته ابنه و وجده يجلس على سريره و يعمل على الاب و لكن نظر له عندما دخل و…..
ابراهيم بلهفة :يلا جوم بسرعة اهرب روح اي مكان
وقف أشرف و اتجه له و قال ببرود :ليه في ايه
ابراهيم بقلق و رعب :هيقتلوك يا ولدي هيقتلوك
أشرف ببرود :بجد طيب اهلا و سهلا
أبراهيم بغضب :بجولك هيجتلوك انت فاهم انا بجول ايه
أشرف ببرود :اها فاهم و بعدين انت قلقان اوي ليه كدة
أبراهيم بغضب :كيف مجلجش و هم عايزين يجتلوا ولدي الوحيد
ضحك أشرف بسخرية و قال :ما انت قتلت اخوك و كان الوحيد بردو
أبراهيم :أشرف احب على يدك اهرب انا مش هجدر استحمل اي حاجة تحوصلك انت ولدي الوحيد و كل حاجة في الدنيا ليا انا خسرت اختك جبل اختاه مش عايز اخسرك انت كمان
نظر له قليلا و يراى الترجي في عيون ابيه و لكن قال : انا مش ههرب و لا هبعد انا هفضل و هوجه بس مهما حصل انا عمري ما ههرب انا خلاص فوقت و مش عايز اضيع تاني بسببك و عن اذنك علشان ورايا حاجات لازم اعملها
ظل ينظر له بصدمة بينما لم يبالي به و التفت و اغلق الاب خاصته و اتجه الى خارج غرفته بعدما نظر لابيه نظرة كأنه يقول له (يا خسارة يا ولدي ) ثم غادر ……ظل أبراهيم واقفا يشعر بأن هذا هو اخر لقاء له مع ابنه و هذا ما جعله يكاد يجن و عندما حاول الاحق بأشرف وجده ركب سيارته و رحل و كما شعر حدث غاب عنه اسبوع و اكثر ليعود له جثة مذبوحا …
باك….
نزلت الدموع كالعادة ثم قال …..
أبراهيم ببكاء :ربنا عاجبني في ولادي اول مرة عاجبني في بنتي اللى ماتت بسبب حادثة و هي في عز شبابها و تاني مرة عاجبني في ابني اهاااا يا ولادي سامحوني .. سامحني يا رب اهئ اهى بس انا هجبلكوا حجوا و مش هخلي حد فيكوا ميت في تربته و هو مضايج و انا وعد بأكدة يبجى لازم انفذ…