حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى
حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى
هي تكون بريئة و لكن قوية لا تخاف من احد قلبها طيب و مليئا من الحنين عنيدة و لكن لا تعرف الحب و لا طريقه دائما تجعل عقلها هو الفائز في اي تحدي بينه و بين قلبها نظرتها نظرة كبرياء لا يهمها كلام الاخرين و لكن رغم كل هذا يوجد بعينها حزن دافين …
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هو يكون قاسي عنيد قوي لا يخاف من احد و يخاف منه الجميع قلبه اقوى من الحجر بارد و مستفز و لكن رغم هذا نظرة الحزن لا تفارقه و لكن لماذا؟
الفصل الاول
…..تفتح تلك الفتاة عيونها البنية و تنظر لسقف و يكون غريبا عليها فتغمض عيناها مرة اخرى و بدات فتغير موضعها و كانت تشعر بدوار شديد و عندما فتحت عيناها وجدت نفسها على سرير ما و بدات نظراتها تتجول في تلك الغرفة و لكن فجاة تسقط على ذلك الشاب الذي كان جالسا على الاريكة واضع قدميه على المنضدة و ساند وجهه على كف يده و كان عاري الصدر على وجهه ابتسامة مليئة خبث و شر … فانفزعت هي و شهقت و نظرت للنفسها و تجد ان ملابسها ممزقة و كتفيها عاريان و شعرها منسدل على ظهرها فتشعر بفزع اكبر و تحس بوجع شديد في عظامها فتنظر له بصدمة و فزع و تجمعت الدموع بعيونها …. انزل قدميه من على المنضدة و وقف و هو ليزال محتفظا بتلك الابتسامة و ينظر لها بشر و خبث و نظرة حادة وصل اليها و جلس بجانبها و هي حاولت ان تهرب منه لكنه امسك معصمها و قربها منه و جعل عيونه في عيونها التي كانت تحمل الفزع و الخوف و الدموع تهطل و هو كان مستمتعا كثيرا بهذا و قال بصوت اشبه بلهيب النيران :صباحية مباركة يا عروسة
نظرت له بعيون واسعة و نظرات غير مصدقة و غير مدركة ما يقوله احست ان الصدمة شلت لسانها و يكمل هو بخبث و شر :طبعا مش فاهمة ازاي و امتى و انا مين صح
انا هقولك امتى .. امبارح ازاي .. فدي حاجة متخصكيش ابقى انا مين
اقترب منها و همس في اذانها و قال بشر :انا جحيمك
اللى مش هتقدري تبعدي عنه ابدا لانه مش هينتهي الا بموتك اللى هتتمنيه
ابتعد و نظر لعيونها و كانت على حالتها و قال :انا فارس الحديدي يا بنت الشناوي
رفع يده و امسك بذقنها بقوة ألمتها و اكمل بوقاحة :استمتعت جدا معاكي بس اوعي تفتكري اني هسيبك تؤ.. تؤ ..تؤ مش هسيبك علشان لسة العذاب مبدأش يا بنت الشناوي
و ترك ذقنها بقوة و كادت تقع لولا انه كان مازال ماسكا معصمها ..نظرت له غير مدركة ما يحدث و كلماته تدخل اذانها مثل السم ازداد الدوار و اغلقت عيونها و غابت على الوعي .. نظر لها فارس نظرة طويلة مليئة بكره و الشر و التواعد و لا يوجد اي رحمة بها رفع يده و امسك راسها و وضعها على الوسادة و ابتعد عنها و واقف و اتجاه الى الحمام و اغلق الباب بعنف …… وقف امام الصنبور و فتح الصنبور و بدأ برمي المياة على وجهه و بعدها اغلق الصنبور و نظر للنفسه في المرآة و قال :لسة اللعبة مبدأتش يا بنت الشناوي لسة متعرفيش مين هو فارس الحديدي ……..
………………………
في مكان اخر ..
يظهر رجل كبير في السن و على وجهه ملامح القلق و يقول :عامل اتصل عليها و مش بترد انا قلقان عليها اوي يا جنة
جنة بقلق :انا كمان يا بابا هموت من القلق عليها جيب العواقب سليمة يا رب
فريد :اختك مجتش من امبارح يا رب انا مكنتش عايز اجي القاهرة هي اللى صممت
جنة :اهدا يا بابا ان شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة و جانا هتيجي
فريد في نفسه :يا رب جيبها بالسلامة هي ملهاش ذنب يا رب …….
…………….
عند فارس …
خرج فارس من الحمام و اغلق الباب خلفه و نظر لتلك المسكينة التي كانت لا تشعر بشي غائبة عن الواقع بعد تلك الكلمات السامة .. نظر لها فارس نظرة طويلة و اقترب منها بخطوات بطيئة و لكن توقف و غير اتجاه الى المنضدة و امسك كاس به مياه و نظر لها مرة اخرى و اقترب منها و وقف بجانب السرير و نظر لها ثم رمى المياة في وجهها لتفيق بفزع و هي تصرخ و عندما نظرت له صرخت بفزع و امسكت باللحاف و لفت به نفسها و صدرها يعلو و يخفض بخوف اما هو فلم يتأثر بأي شي و ظل كما هو .. كانت جانا تنظر له بخوف و الدموع تهطل دون توقف و….
فارس :اسمع انك قوية و عنيدة لكن …و اكمل بسخرية .. شايف ادامي انسانة ضعيفة جبانة
ظلت تنظر له بخوف و هو ينظر لها بشر و نظرة حادة و فجاة بدأت جانا بالصراخ بهسترية به و تقول :لييييييه … ليييه عملت كدة ليه .. ليه
و وقفت امامه و بدأت بضربه على صدره و تصرخ بهسترية و الدموع لا تتوقف و لكن امسك فارس بأيديها و نظر لها بكره و قال :علشان ده اللى تستهليه علشان تتعذبي علشان تموتي الف مرة بس لا متقلقيش ده مش حاجة باللى هعمله فيكي
جانا بهسترية :ليه انا عملت لك ايه
فارس :ذنبك الوحيد انك بنته ده ذنبك
جانا بصريخ :انت انسان مريض و مجنون
فارس :صح انا مريض و مجنون شكرا على المعلومة حاولت ان تفلت ايدايها منه و لكن كانت قبضته قوية ….
جانا بضعف و بكاء :سيب ايدي و سيبني امشي مش انت عملت اللى انت عايزه سيبني امشي
فارس :هو انتي فاكرة اني هسيبك لو ده تفكيرك احب اقولك لا انا مش هسيبك انا هخليكي هنا هخليكي تتعذبي هنا .. انتي هنا مسجونة
جانا بصريخ :انت عايز مني ايه حرام عليك
فارس :قولت و انا مش بحب اعيد كلامي
ترك يداها بعنف فتأوهت هي بألم و امسكت معصمها و هي تبكي و…
فارس :انا هسيبك دلوقتي اقعدي شوية مع نفسك و هتلاقي هدوم في الدولاب بس متفكريش انك ممكن تهربي لان ببساطة مش هتعرفي
و التفت هو و اخذ اشيائه و القى نظرة اخيرة عليها و اتجاه الى الباب و خرج .. اخذت هي تبكي بشدة و الشهقات تعلو …. ظلت تبكي و تبكي حتى اخرجت كل ما في قلبها التي تم انهياره بنجاح كبير .. واقفت و نظرت الى الغرفة و اخذت تنظر لها بعيون باكية و تسقط عيناها على التسريحة فتقترب منها بخطوات بطيئة و عندما تصل و تنظر للنفسها في المرآة تشهق من منظرها ملابسها ممزقة من كتفيها و فخادها و اثار ايدي في ذراعها لم تتحمل من ذلك المنظر فأمسكت بالزجاجة و القتها على المرآة و هي تصرخ و تبكي بحرقة نظرت لقطع المرآة التي انهارت كم انهارت هي و بدون وعي امسكت بقطعة و وضعتها على معصمها و هي تبكي و كادت تتنحر و لكن تنتبه صوت المؤذن و هو يكبر بالله معلنا عن اذان العشاء فنظرت هي الى تلك النافذة و تبعد قطعة الزجاج عن يداها و عندما تصل الى النافذة تفتحها و تنظر للعالم و تجد المسجد امامها و لكن بعيدا عنها فأغمضت عيناها بألم و انهارت جالسة على ركبتيها و تبكي و تقول :يا رب .. يا رب .. يا رب
فتحت عيناها و نظرت للسماء بعيون دامعة و قالت :انا عملت ايه لكل ده انا عملت ايه يا رب .. يا رب انا عمري ما اذت حد و لا كان ليا عدواة مع حد ليه يحصلي كدة ليه .. ليه يا رب
اغمضت عيونها مرة ثانية و اخذت نفس و وقفت بصعوبة ثم اتجاهت الى الدولاب بخطوات بطيئة و فتحته لتجد ملابس منها للنوم و منها للخروج بحثت على شي محتشم حتى وجدت فستانا طويل و اكمامه طويل و قماشته من القطن و لونه ازرق اخرجته و بحثت على شي اخر و وجدته و يكون شال قطن صغير لونه وردي … اخذتهم و اتجاهت الى الحمام ……
………….
كان فارس يقود سيارته و هو شارد في الايام الماضية و لكن يقطع شروده رنين هاتفه فيمسكه و يرد ….
فارس :الو
سندس بقلق :انت فين يا فارس من امبارح بتصل بيك و مش بترد و مختفي
فارس :انا اهو
سندس :انت فين
فارس :رايح مشوار
سندس :طب هتيجي امتى
فارس :بكرة
سندس :في ايه يا فارس مال صوتك
فارس :مفيش يا سندس هقفل دلوقتي سلام
سندس :استنى يا
و لكن لم يستمع لها و اغلق الخط و رمى الهاتف على المقعد المجاور و رجع لشروده مرة اخرى ……
……………
عند جانا …
خرجت جانا و هي ترتدي ذلك الفستان و لفت الشال حول كتفياها وعيونها حمراء و الهالات السودة تحت عيناها نظرت للغرفة مرة اخرى و حاولت ان تسترجع اي ذكرى حتى تفهم اي شي كل الذي تتذكره هو انها كانت ذاهبة الى بيتها و لكن فجاة احست بشي احد رشه على وجهها و غابت عن الوعي نظرت للباب و اتجهت له بخطوات بطيئة و هي تشعر بألم في جسدها و عندما وصلت الى الباب رفعت يدها و أمسكت المقبض و فتحت الباب و تخرج من هذة الغرفة التي كرهتها بشدة ……
اخذت تنظر لذلك المنزل الذي عبارة عن غرفة معيشة يوجد به تلفاز كبير بعض الشي و اريكة كبيرة و غرفتين نوم واسعين و مطبخ واسع و حمام …
جلست على تلك الاريكة تنظر للنقطة فارغة تشعر ان كل شي انهار تماما لا تصدق ما حدث .. تتمنى من كل قلبها ان يكون كل هذا ليس الا كابوس اغمضت عيناها بألم و بدات الدموع تتجمع و لكن فجاة تذكرت جملته الذي قالها :ذنبك انك بنته …
ماذا يعني بهذا الكلام و ما داخل ابيها في ما حدث ….
جانا :بابا .. بابا ايه اللى داخله معقولة يكون يعرفه لكن ازاي و ليه و عمل كدة ليه انا مش فاهمة حاجة انا حاسة بنار في قلبي و تعبانة اوي يا رب يطلع كل ده كابوس اصحى منه ……
نزلت دموعها مرة اخرى و احست بان كل شي من حولها قد اسودت ……..
…………………………
مر الوقت و اتت الساعة 12 …
داخل فارس المنزل و نظر للمنزل و اخذت عيونه تبحث عنها فوجدها على الاريكة نائمة فاقترب منها و وجدها نائمة بوضيعة لا تريح ابدا حيث كانت نائمة على يداها و ضامة قدميها و وضعهم على الاريكة ..كانت اثار الدموع على خدودها و شعرها منسدل على كتفيها بإهمال و هناك بعض الخصلات على وجهها … ظل يتأملها قليلا و اخيرا احس ببعض الندم و لكن برار لنفسه و قال :كل اللى عملته علشان اخد حقهم و انتقم منه
ليرد عليه قلبه :و لكن هي ذنبها ايه
نعم ما ذنبها سأل نفسه هذا السؤال و لكن سرعان ما سيطرت عليه القساوة و العناد و قال :ذنبها انها بنته
….. رمى المفاتيح على المنضدة لتصدر صوت عالي ايقظها بفزع لتنظر له بفزع و تقوم و هي تنظر له بفزع و ابتعدت حتى اصبحت عند الجهة الاخرى من الاريكة و…..
فارس :شايفك غيرتي لا شاطرة سمعتي الكلام
بدأ سيف بالاقتراب منها و بدأت هي بالرجوع حتى اصطدمت بالحائط و حاصرها هو بين ذراعيه و بدأ بالاقتراب منها و هو ينظر لعيونها نظرات حادة و قاسية و هي تنظر له بخوف و صدرها يعلو و ينخفض و……
فارس : اظاهر ان الناس كانت غلطانة لما قالوا لي انك قوية و متخافيش حد لكن نظرات الخوف اللى في عيونك كدبتهم
استجمعت جانا بعض من الكلمات و قالت بهدوء و خوف :انت مين و ليه عملت معايا كدة انا اذاتك في ايه و بابا عملك ايه علشان تعمل كدة معايا
فارس :انا فارس الحديدي ابن صفوت الحديدي اللى ابوكي السبب في موته
جانا بصدمة :مستحيل
فارس :تؤ مش مستحيل ابوكي هو السبب في موت ابويا هو السبب
جانا :انت كداب .. و تحولت نبرتها الى صريخ …كداااب بابا مستحيل يعمل كدة
و هنا فقد فارس اعصابه و مسك ذراعيها بقوة و قال بكل كره :لا مش كداب مش كداب ابوكي هو اللى قتل ابويا و امي و انتي بتدفعي تمن اللى عمله انا حالف اخد حقهم منه بكل شر علشان كدة انتي هتشوفي الجحيم .. الجحيم يا بنت الشناوي
جانا ببكاء :مستحيل انت تكون بنى ادم انت ايه قلبك حجر
فارس : انا انيل من الحجر
احست جانا ان كل شي حاولها قد اسودت و بدأت الارض تدور و اغمضت عيناها و تسقط راسها على صدره غائبة عن الوعي … لا يعلم لماذا احس بشي بداخله و لكن تجاهله و ترك ذراعيها و قام بحملها و اتجاه بها الى الغرفة و داخلها و يتفاجأه بالزجاج الذي على الارض لذلك خارج من الغرفة و داخل الغرفة الثانية و لم تختلف كثيرا عن الذي قبلها فقد انها كانت مرتبة اتجاه الى السرير و وضع جانا عليه ثم التفت و خرج من الغرفة ……..
…………………..
في منزل جانا…
كان فريد مازال على حالته هو و جنة و…..
جنة بقلق :لا بقى كدة كتير انا هموت من القلق يا بابا
فريد :انا هنزل ادور عليها
جنة :الساعة 12 يا بابا
فريد :يا رب اعمل ايه انتي فين يا بنتي بس
جنة : يارب رجع جانا لينا يا رب …..
………………..
عند فارس و جانا …
كان فارس جالس على الاريكة و مغمض عينه و…
فارس في نفسه : انا اللى بعمله صح ايوا صح انا بأخد حقي و حق اختي
و هنا تبدا الصراعات الداخلية ……..
القلب :لكن هي ايه ذنبها
العقل :ذنبها انها بنته
القلب :اديك قولتها بنته يعني مش هي السبب في موتهم
العقل :لكن هي اكتر حاجة هتوجعه
القلب :حرام عليك بطل القساوة دي
العقل :خليك في حالك
و هنا صاح فارس و نظر نظرة قاسية و حادة و قال :بس بقى هي ذنبها انها بنته و لازم تتعذب علشان هو يتعذب ايوا انا مش غلطان ايوا
و هنا يعلن العقل بالفوز بينما يقول فارس :انا مش هسكت على انتقامي و هاكمله يعني هاكمله و صدقيني يا بنت الشناوي لهخليكي تندمي انك بنته و بكرة تشوفي……