رواية ملك القاسي
الفصل التاسع : قاسي وظالم لكن مميز……
_________________________
وقفنا البارت فعمر لما اتضرب
ياترى مين اللي ضربه
__________________________
كاد يذهب لكن يد قوية سحبته لتستقر على وجهه بعنف وتفجر الدماء من انفه
عمر بألم : اااااااااااااااااه
نظر لصاحب تلك اللكمة العنيفة وجده ادم يقف امامه وينظر له بشر وعيون مخيفة للغاية وقبل ان يتكلم جذبه ادم من ياقة قميصه وقال بهمس مخيف : هوما كلمتين مش اكتر كلام مع مراتي مفيش نهائي بصلها بطرف عينك بس وهقتلك سامعني هقتلك وانت عارف كويس اني مش بهدد
عمر بالم : انت مجنون كيف تضربني اكده
ادم : لا انا كنت بسلم عليك بس لسا معملتش وياريت تفهم كلامي كويس لاني تاني مرة مش هكون مسؤول عن افعالي…….مراتي خط احمر ممنوع تكلمها او تتكلم عليها او حتى تضحك معاها واللي شفته النهارده الصبح ياريت تنساه يارا ليا انا وهخلص على اي حد يقرب عليها
اومأ عمر بسرعة فهو الان يريد فقط التخلص من يد هذا الوحش الذي يقف امامه يعلم جيدا ان ادم لن يرحم اي شخص يقترب من ممتلكاته وهو الان يتلاعب معه بواسطة زوجته
دفعه ادم بقوة فوقع على الارض رمقه بنظرة باردة وقال بهدوء : اطلع من وشي
نهض عمر ونظر له بغيظ وغضب مكتوم وخرج وهو يحدث نفسه : اما نشوف
زفر ادم واغلق الباب جلس على كرسي مكتبه و هو يفكر في انجذابه ورغبته التي تزيد يوما بعد يوم ترى ماستكون نهاية هذه المشاعر المختلطة……تنهد وتذكر ملامح يارا الجميلة وخجلها المفرط ودموعها التي تجعل عيناها تلمعان ومرحها وطيبتها لاحت ابتسامة جانبية شفتيه وحدث نفسه :
“لديك سحر خاص
سحر يجذبني اليك
لا اعلم ماهو بالضبط
لكن مااعلمه انني وقعت في الاعيبك الانثوية
فتلك العينان المشبعة بلون العسل الصافي
و ذلك الثغر الذي من ذاقه مرة ادمنه
وخصلات شعرك الفحمية كسواد ليل قاتم
وبشرتك البيضاء الناعمة من لم يصرح بسحرها فهو لنفسه ظالم
ومن جاءته فرصة للاقتراب منك ولم يقترب فهو للعشق كاتم”
__________________________
في صباح اليوم التالي
استيقظت يارا بنشاط دلفت للحمام استحمت وخرجت ارتدت ملابسها جيب احمر واسع وبلوزة بيضاء وجاكيت احمر وحجاب احمر فكانت غاية في الروعة…..نظرت لدبلتها وابتسمت بتلقائية وحدثت نفسها : ياترى هقول ايه لصاحباتي عنك…غامض وقاسي وغيور ولا متملك
افاقت من شرودها وحملت حقيبتها وكتابها وخرجت لم يكن لها متسع من الوقت لتفطر فخرجت مباشرة وذهبت لمنزل رهف لتذهب معها للجامعة
__________________________
في فيلا ادم
استيقظ ادم ودلف لحمامه استحم وخرج ارتدى بنطال اسمر و قميص ابيض وجاكيت اسمر صفف شعره وارتدى حذاءه جمل مفاتيحه وهاتفه وخرج
كان الجميع مجتمعا على طاولة الافطار نزل ادم وقال بهدوء : صباح الخير
رد الجميع الا عمر الذي ادعى عدم المبالات لم يهتم به وكاد يذهب لكن حنان اوقفته
حنان : مش هتفطر ياحبيبي
ادم ببرود وهو ينظر لساعة يده الفخمة : هبقى افطر بالشركة سلام
ابراهيم : لسا بدري هتروح دلوقتي
ادم : في اجتماع مع العميل الجديد لازم نخلصه علشان نبدا بالشغل
سليم : ربنا يوفجك ياولدي
اومأ ادم في نفس الوقت الذي رن فيه الجرس نهضت رهف وفتحت الباب لتدلف يارا
يارا بمرح : صباح منعنع يا احلى رهف بالشرق الاوسط وضواحيه
رهف : هههههه صباحو يامجنونة تعالي افطري
يارا : انتي لسا هتفطري الوقت تاخر
رهف باستغراب : انتي سخنانة يابنتي ليه انتي من امتى بتحضري محاضرات بالجامعة
يارا : في وراق هسلمه للعميد النهارده ولازم روح امشي
اقتربت حنان وقالت بابتسامة : يارا حبيبتي ازيك
يارا : الحمد لله يا ماما
حنان : تعالي اقعدي معانا شويا
ذهبت يارا معهم والقت السلام على العائلة لم يتجرأ عمر وينظر اليها فأخفض بصره سريعا بينما ادم لم يهتم بها او بوجودها فمطت يارا شفتيها بحنق
يارا : مش هتيجي بقى
ضربت رهف رأسها وقالت : يادي النيلة انا مش هحضر النهارده صاحبتي هتيجي
يارا : ماشي مع انك ضيعتي وقتي بس يلا مع السلامة وانا هسلم الاوراق وهرجع
حنان : ربنا يوفقك عايزين مجموع كويس زي كل مرة تمام
رهف : مش تكون تروح للجامعة الاول والله معرفش ازاي طلعتي الاولى بالدفعة بتاعتك
يارا بضحكة : الله اكبر ياشيخة يلا بقى سلام
خرجت يارا من الفيلا وذهبت للموقف تنتزر تاكسي لكن لمحت سيارة كبيرة تقترب منها عرفتها على الفور و ارتبكت توقفت السيارة امامها واخفض زجاج النافذة وقال ببرود : اطلعي
يارا بخفوت : شكرا هستن…..
قاطعها ادم بحزم : انا مش باخد رايك اطلعي بسرعة هتأخر
بلعت يارا ريقها بصعوبة وتقدمت منه فتحت الباب الخلفي فقال : على فين
يارا : هقعد من ورا
ادم بهدوء : لا والله سواق الهانم انا اركبي قدامي مش فاضيلك
زفرت يارا وفتحت الباب الامامي وركبت بجانبه واول ماجلست اجتاحتها رائحته الرجولية الساحرة التي تعرفها جيدا عضت على شفتها السفلى بخجل ونظرت للنافذة
اما ادم فلاحظ توترها ولمحها وهي تعض على شفتها فأغمض عيناه وحدث نفسه : الصبر يارب
انطلقت السيارة بسرعة وطوال الطريق لم يتكلم احدهم ادم مشغول بالقيادة ويارا تلعب بيديها بتوتر واضح فهذه أول مرة تكون قريبة منه بهذا الشكل وفي مكان واحد ولمفردهما
بعد دقائق توقفت السيارة نظر ادم ليارا وقال بهدوء : هتخلصي امتى
يارا بخفوت : بعد ساعة هخلص واطلع
ادم بهدوء : تمام….انزلي وبعد ساعة بالضبط هتطلعي ومش عايز تعامل مع اي شاب والاستاذ مبتتكلميش معاه خالص
يارا باستغراب من تصرفاته : حاضر
نزلت يارا ودلفت للحرم الجامعي وادم يراقبها حتى اختفت تماما
امسك هاتفه وطلب احد الارقام رن رن ثم فتح الخط
ادم بهدوء : خالد الغي كل الاجتماعات النهارده مش هاجي الشركة
اغلق الخط وتحرك بسيارته وذهب
__________________________
دلفت يارا وكانت تمشي بسرعة لمحت صديقاتها فاقتربت منهن
يارا بابتسامة مرحة : السلام عليكم
فرح : وعليكم السلام يا عملي الاسود….صمتت ثواني واردفت بغمزة : هو مين المز اللي وصلك
يارا بتوتر : هاا….اه ده ابن عمي اخو رهف
سها : هههه طب خايفة كده ليه و…..ايه ده دبلة انتي اتخطبتي
فرح بدهشة : بجد يا يارا اتخطبتي
يارا بخجل : اه المبارح اتكتب كتابي
سهى بدهشة اكبر : بجد بجد الف مبروك بس مقلتيش ليه يا وحشة ومين اللي امه داعية عليه علشان يرتبط بيكي
يارا : اخرصي يا ذيل المعزة لحسن مزعلكيش
فرح : هااا مين ده
يارا بخجل : اللي شفتوه معايا من شةيا
فرح : واااو المز ده جوزك يابختك بيه
يارا بضيق : طب وربنا حيوانة قاعدة بتعاكسيه قدامي
ضحكت الفتاتان ودلفن للمدرج جلست يارا وبعد مدة دلف العميد سلموا له الاوراق وخرجوا
يارا : انا رايحة دلوقتي
سها : مش هتحضري الباقي
يارا بضحكة : انتي بتشتميني على فكره انا بحضر محاضرات من امتى
فرح : اه مانحنا عارفينك يلا سلام
ضحكت يارا وخرجت من الجامعة ونظرها في الارض لكن فجأة اصطدمت في جسد احدهم فشهقت ونظرت له وجدته شاب لاول مرة تراه
الشاب : انا اسف مقصدش
يارا بخفوت : ولا يهمك عن اذنك
الشاب : على فكره اسمي محمد وانتي
لم تتكلم يارا و ابتعدت عنه نظر لها محمد ولمح فتاة فقال لها : القمر ديه اسمها ايه
الفتاة : ديه يارا ليه
محمد : لا مفيش
_________________________
توقف ادم امام الجامعة ونظر من النافذة ينتظر ان يراها لكن وجدها واقفة تتكلم مع شاب………نظر لها بقوة وقبض على يده وهو يشعر ببراكين الغضب تنفجر في عروقه كل مايفكر به من ذلك الشاب ولماذا وكيف تتحدث معه وجها لوجه الم يحذرها على عدم التعامل مع اي رجل غيره
ضرب المقود بعنف وخرج من السيارة في نفس اللحظة التي رأته يارا فيها
يارا باستغراب : ادم؟! كان ينظر لها بغضب وحدة مميتة توترت وخافت كثيرا كادت تذهب اليه لكن صوت احد ناداها : يااااراااا !!!!
التفتت يارا وجدته نفس الفتى الذي رأته منذ قليل
احمد بابتسامة : بشوفك بكره…وغمز لها
شهقت يارا ونظرت ل ادم بسرعة حاولت النطق بحرف لكن لسانها لم يساعدها
اما ادم فلا احد يشعر بما يشعر او الشياطين التي يراها بين عينيه منظره وهو يغمز لها وينادي بإسمها لايزال عالقا في ذاكرته نظر لها بحرقة وتوعد واقترب منها بخطوات سريعة وامسك معصمها بعنف حتى كاد يسحق عضامها
تأملت يارا كثيرا ونزلت دموعها بخوف لم تتكلم لم تتجرأ حتى ان تنطق بحرف فجذبها و دفعها للسيارة بعنف شديد وركب هو ايضا بدون كلمة وحدث نفسه : بقى على اخر الزمن تجيلي عيلة وتلعب عليا لا وعاملة عليا الشريفة ماشي يا****
كانت يارا تبكي بصمت تحاول التفسير له لكنها لاتقوى على الكلام زاد ادم من سرعته الفائقة فشهقت بفزع وقالت بصوت متقطع : خفف السرعة
لم يسمع لها ادم وزاد في سرعته فهو يعلم انها تخاف كثيرا من سرعة السيارة المفرطة
يارا ببكاء اكثر : ادم انا خايفة
ادم بهدوء وعيون مشتعلة من الغضب : وانتي لسا شفتي حاجة استني شويا بس
انفجرت يارا في البكاء وتوقفت السيارة فجأة فاندفعت للامام صرخت بفزع ونظرت للمكان وجدت نفسها امام شقة تابعة لعائلة الشافعي
يارا بخوف : انت جبتني هنا ليه
نزل ادم من السيارة وانزلها ايضا جذبها بقوة وفتح باب الشقة ودلف نظر لها وجز على اسنانه
يارا بتوضيح : ادم صدقن اااااااااااه
لم تكمل لأن ادم صفعها بعنف فسقطت على الارض وقد فقدت شفتاها القدرة على التحرك
نظر لها ادم ببرود بوجه خالي من المشاعر شعر بالكره والحقد اتجاهها ليس بسبب الحب او ماشابه لكن كرامته تحطمت بسبب مافعلته……
اما يارا فوضعت يدها على وجنتها بصدمة تذوقت طعم الدماء في فمها لكن ماينتظرها اكثر
جذبها ادم لتقف فترنحت لكنه ثبتها وصرخ بقوة هزت جدران الشقة : بقى انتي ياحيواااااااانة تعملي معايا كده مين اللي كان واقف معاكي
يارا ببكاء : انا معرفوش صدقني
ادم بغضب : كذاااااااابة مبتعرفيش مين طب هو عرف اسمك منين وكنتي واقفة معاه ليه وغمزك ليه…..تذكر ماحدث فرفع يده ليصفعها لكنها صرخت وتراجعت للهلف وقالت بأنفاس متقطعة : انا خبطت فيه بس متكلمتش معاه ومعرفش ازاي عرف اسمي والله معرفش
ادم بحدة : على اساس اني هصدقك
جلست يارا على الارض وقالت : والله معرفوش ديه الحقيقة بتضربني لليه
تطلع لها ادم وهي تضع يدها على وجهها وتجاهد لتتكلم مسح على شعره ببطئ واقترب منها انخفض لمستواها وجد شفتها تنزف ووجهها متورم نظر ليده وقبض عليها بغضب وحاول تمالك نفسه مد يده ليلمسها لكنها انتفضت وتراجعت للخلف بسرعة
امسك ادم كتفيها وقال بهدوء : بس بس متخافيش اهدي
نظرت له يارا وابعدت كتفها وقالت بصوت مبحوح : انت بتضربني دايما كده ليه
ادم بحدة : وهعمل ايه لما اشوفك واقفة مع راجل غريب وبيعمل اللي عمله ولا شايفاني كيس جوافة انا هصدقك دلوقتي بس تاني مرة……..
قاطعته يارا ببكاء يمزق القلب : مش من حقك تضربني امتى ماتعوز حتى بابا مضربنيش ودايما ظالمني
امسك ادم وجهها وقربها له نظر لها بهدوء ومشاعر عديدة تخالجه همس بصوت رجولي ساحر : بصيلي يا يارا
رفعت يارا رأسها ونظرت له بخجل وخوف وارتباك مد ادم يده ومسح دموعها برقة تعاكس حاله منذ قليل و نظر لشفتيها تلك الفراولة الشهية اغمض عيناه وقرر المجازفة وليكن مايكن….
____________________