رواية ملك القاسي

الفصل الثالث عشر : حب ام عذاب
______________________
وقفنا البارت فقول ادم انه مش هيحب يارا وفقدانها الوعي
ياترى ايه اللي هيحصل؟
__________________________
ادم بصراخ : يااااااراااااا !!!!
اوقف ادم سيارته بسرعة كان لم يخرج بعد من حديقة الفيلا خرج وحملها وذهب لمنزله فوالدها الان في الشركة.
رن جرس الباب بصعوبة فيارا الان بين يديه وبعد ثواني فتح الباب وظهرت حنان
حنان بهلع : يارا!! مالها ايه اللي حصل
ادم بهدوء وهو يدخل : هي كويسه تعبت شويا بس…….هطلعها اوضتي
كانت رهف جالسة مع زهرة وسليم في الصالة ورأوا ادم وهو يحمل يارا فوقفوا بفزع
رهف بقلق : يارا مالها يا ابيه
لم يجب ادم وصعد الدرج فصعدت خلفه حنان وايضا رهف وزهرة وبقي سليم في الاسفل
دلف ادم لغرفته ووضعها على سريره كانت خفيفة لدرجة انه لم يشعر بوزنها تنتفض بخفة حتى وهي نائمة
ادم ببرود : اقعدو معاها انا رايح للشركة ولما تفوق اتصلو بيا
رهف بحيرة : بس مش فاهمة انت لقيتها فين وازاي وقعت كده اصل من المبارح وهي سرحانة
زهرة : جايز يكون توتر من الفرح متجلجوش هنفضل معاها اهنيه
رن هاتف ادم وفتح الخط وقال : السلام عليكم خير يا مازن
مازن بقلق : ادم احم تعالا ع الشركة بسرعة
ادم : في ايه
مازن : عمك وعمر هنا
صر ادم اسنانه بغصب وقال ببرود : انا جاي حالا
اغلق الخط ونظر ليارا وقال : خدو بالكم منها
اومأت حنان فخرج ادم بسرعة ركب سيارته وتذكر منظرها وهي بين يديه
ادم بداخله : معقول كلامي ده اثر فيها للدرجة فيه بعدين هي كانت هتقلي ايه قبل ما توقع…استغفر الله العظيم كنت ناقص عمر كمان ماشي
انطلق بسيارته وبعد مدة وصل دلف للشركة فنهض جميع الموظفين بتوتر واستغراب فهو لثاني مرة لا يحضر للشركة وهذا ليس من عادته فدائها مايسبب وجوده حالة هلع كبيرة ويعملون بطاقة اضافية ايضا لكي لايتم طردهم من هذا البارد الغامض
اما ادم فلم يكترث بنظراتهم ولا نظرات الفتيات التي تخترقه وتذوب بفعل رائحته الرجولية الرائعة وحضوره الطاغي دلف لغرفة مكتبه وجد مازن جالسا ينتظره وسرعان ماوقف عندما رآه
اقترب ادم وقال ببرود : سي زفت فين
كتم مازن ضحكته وقال : مع ابوه بمكتب عمو ابراهيم هههههههه
ادم من بين اسنانه : وده جا مع مين
مازن بضحكة : مع ابوك فجاة لقيته قدامي وقالي ديه شركتي زي ماهي شركة ادم
ادم ببرود : لا والله…..تعالا معايا
خرج ادم من مكتبه وذهب لمكتب والده طرق الباب ودخل وجد لبراهيم جالسا مع احمد و علي وطبعا عمر
ابراهيم : في حاجة يابني
ادم بنبرة هادئة : لا مفيش بس هطلع دلوقتي مش محتاج حاجة
ابراهيم : لا سلامتك قاعد مع عمك
نظر عمر ل ادم بابتسامة استفزاز وبادله ادم نظراته الباردة وخرج مع مازن
ادم بهدوء : مازن قول لمحمد يلغي كل الاجتناعات النهارده وياجل الشغل للاسبوع الحاي
مازن بصدمة : انت بتهزر
توقف ادم ونظر له وقال بجمود : وانا من امتى بهزر انجز
مازن بحيرة : و ربنا مش عارف انت مين طول عمرك قاتل الكل هنا بالشغل ودلوقتي هتاجل شغلك يلا انا رايح كمل شغلي اسيبك بقى
ذهب مازن وخرج ادم من الشركة ركب سيارته وقاد بسرعة جنونية متجها لصغيرته مجددا
______________________________
فتحت يارا عيناها وجالت بنظرها في الغرفة لم تتعرف عليها فعقدت حاجبيها بتعجب واستغراب اين هي ومالذي حدث….تذكرت حوارها مع ادم فنزلت دموعها بغزارة وحدثت نفسها : لا اعلم ان كان هذا…… حب ام عذاب…….بس انا فين
في هذه اللحظة دلفت رهف وعندما وجدتها مستيقظة اقتربت منها بسرعة وقالت بقلق : يارا حبيبتي انتي كويسه ايه اللي حصل بس
يارا بخفوت : الحمد لله تعبت شويا متقلقيش بس انا فين
رهف ببساطة : ف اوضة ابيه ادم
انتفضت يارا بعنف وفتحت عيناها باتساع وقالت :اييييييه وانا ايه اللي جابني هنا
رهف : معرفش ايه اللي حصل بالضبط بس شفت ادم وهو شايلك وواخدك على اوضته سألته مالها قال تعبت شويا هو ايه اللي جرى وانتي ازاي وقعتي وفين وليه ابيه ادم قالك حاجة
وصعت يارا يدها على رأسها وقالت : بسسسس دماغي وجعتني طلعيني من هنا بسرعة
نهضت رهف وقالت : هنادي ماما واتصل ب ادم
خرجت رهف بسرعة وتركت يارا تبكي صمت ركبتيها لصدرها وتلقائيا وضعت رأسها بينهما تبكي بقهر وتنتفض بقوة كلامه قتلها ومزق قلبها دون رحمة اخطات جدا عندما تعلقت به لكن لم يكن بيدها وهل يستأذن الحب عندما يدخل لقلب احدهم هو يأتي بدون موعد ويلعب بالمشاعر عندما نحب لانعلم لماذا احببنا ومالذي جذبنا للمحبوب فعندما نحب نحب لأسباب مجهولة وهي لم ترى منه سوى القسوة والكلام الاذع والضرب والاتهام جذبتها عيناه السوداء الحادة وشخصيته القوية جذبها ذلك الجانب اللطيف الذي لايظهره الا عندما يرى دموعها ويرى ضعفها مجنونة…..هي مجنونة حقا كيف خلقت لديها كل هذه الاحاسيس في غضون يومان وماذا يسمى هذا الشعور لا تعلم هي حقا لاتعلم لكن ماتدركه جيدا انه لا يكن له مشاعر ابدا سوى انها حمل ثقيل على كاهله يريد التخلص منه بسرعة.
رفعت رأسها وجالت بنظرها في الغرفة…..غرفة رائعة فخمة بكل المقاييس اثاثها جميل للغاية كصاحبها تماما مدت يدها وتحسست الافرشة الناعمة ولم تشعر بنفسها الا وهي تستلقي وتدفن وجهها في وسادته تشم رائحته التي تأخذ بعقلها وقلبها في آن واحد……فتحت عيناها فجأة وتيبست مفاصلها عندما شعرت بانفاسه الساخنة بجانبها ورائحته تزداد شيئا فشيئا
__________________________
وصل ادم للفيلا خرج بسرعة ودلف وجد رهف تنزل من الاعلى
رهف : ماما يارا فاقت وعايزة تنزل
نهضت حنان وقالت : هطلع شوفها
ادم ببرود : لا انا هطلع شوفها واطمن عليها
نظرت له حنان و لم تجب فصعد ادم بخطوات ثابتة وقبل ان يفتح باب غرفته سمع صوت شهقاتها وبكائها شعر بغصة مؤلمة تؤلمه حد الجحيم لايعلم السبب لكن لايتحمل رؤية دموعها اخذ نفسا عميقا وفتح الباب ببطئ وجدها مستلقية على السرير تتحسس الفراش وتدفن وجهها في وسادته وتنتفض بعنف اقترب منها وجلس بجانبها بقي يطالعها بجمود حتى فجأة انتفضت بقوة اكبر وادارت رأسها اليه لتفتح عيناها باتساع
نهضت يارا بسرعة وحاولت مدارات دموعها لكن كالعادة قنواتها الدمعية دائما ماتصر على كشفها شعرت بالخوف والارتباك كيف سيفكر بها الان بعد الذي رآه والمشكلة الاكبر كيف ستفسر ماتفعله وهي لاتستطيع تفسيره لنفسها
بقي ادم يطالع توترها ووجهها بأكمله محمر لايدري امن البكاء ام الخوف ام الاحراج ام شئ اخر!! لكن دموعها تجعل عيناها تلمعان لتزداد جاذبية
ادم بهدوء : انتي كويسه
يارا بصوت مبحوح : ايوة شكرا
كادت تنهض لكنه امسك معصمها واجلسها مجددا وقال من بين اسنانه : لما بكون اتكلم بتقفي وبتسمعيني
يارا بنبرة متألمة : لو سمحت سيبني ايدي بتوجعني
تركها ادم وقال : انتي وقعتي ليه
يارا بتوتر وخجل : اااانا….بس يعني…احم كنت تعبانة من المبارح يعني علشان كد….كده اه علشان كده بس
نظر لها ادم نظرة ادركت من خلالها انه لم يصدق كلامها فابعدت نظرها بسرعة وقالت بخفوت : عايزه اقوم معلش
لم يتكلم ادم فنهضت بسرعة وقالت بهدوء : متشكرة اوي عاللي عملته مكنش لزوم تتعب نفسك…عن اذنك
خرجت يارا بسرعة قبل ان تنهمر دموعها ثانية وتركت ادم ينظر لفراغها على السرير بشرود زفر وحدث نفسه : انت ليه مش قادر تنساها ليه بتشوف صورتها فكل حته ليه ضحكتها مش بتفارقك فيها ايه حاجة مميزة عن التانيين هوما بس يومين قعدت فيهم معاها بصفتنا متجوزين وحصل كل ده فوق لتفسك يا ادم فوق بقى بس هو ممكن بعد ماطلقها ياخدها غيري ويمكن يكون عمر……صر اسنانه بغضب واحمرت عيناه الدامية مجرد تخيله انها ستكون في حضن رجل آخر غيره نهض بسرعة وشد على شعره وصرخ بغضب : ده هيكون اخر يوم فحياتها
استدرك نفسه ودلف للحمام اغلق الباب بعنف وهو يقول : اووووف
________________________
خرجت يارا من غرفته وقلبها يكاد يخرج ايضا اخذت نفسا عميقا ونزلت للاسفل وجدت حنان ورهف وزهرة جالسات مع سليم
يارا بمرح : ايه ايه قاعدين بدوني
حنان : هههه تعالي ياغلباوية بقيتي احسن
يارا وهي تجلس : انا ميه ميه اهو متخافيش
رهف بمكر : كنتو بتعملو ايه لوحدكم جوا ها ها ها
احمرت وجنتيها وقالت : بس ياقليلة الادب
زهرة : يابت عيب
ضحكت رهف ويارا فقال سليم بحنان : تعالي يابتي جربي ليا
نهصت يارا وجلست بجانبه فاحتظنها وقال بهدوء : ربنا يسعدك
ابتسمت يارا وبادلته الاحضان وقالت : ياارب
في هذه اللحظة كان ادم قد نزل وعندما وجدها تحتضن جده جز على اسنانه وتمتم : وديه لازقة فيه كده ليه الصبر يارب هاين عليا اديها قلم يرجع دماغها
لمحته حنان فقالت : تعالا يا حبيبي
ابتعدت يارا بسرعة عن سليم ونظرت له وجدته يطالعها بحدة مخيفة توترت اكثر ونهضت
يارا بارتباك : احم لازم روح زمانه بابا جاي
حنان : ايه الكلام ده اقعدي تتغدي معانا
يارا وهي تخرج : لا لازم تطلع ااقصد يعني لازم ارتاح سلام
خرجت يارا وتركت الجميع ينظر للباب بتعجب
رهف بخفوت : للدرجة ديه خايفة من اخويا هييه بقى ربنا يكون فعونك ياختي
______________________
دلفت يارا للفيلا ومنه لغرفتها استلقت على السرير وقالت بانفاس متسارعة : انا عملت ايه هيقول عليا ايه دلوقتي لما لقاني قاعده على سريره وبعيط…..طب انا كنت بعيط ليه معقول علشان قالي انه مش هيحبني طب انا ايه اللي ضايقني ما انا كنت ميتة علشان اطلق منه يارب ايه اللي بيحصل معايا ياارب ارحمني برحمتك بكره الفرح ومعرفش هبقى اتعامل معاه ازاي
نهضت من سريرها ودلفت للحمام اخذت حماما طويلا ترتاح به من افكارها تلك
__________________
في المساء ذهبت حنان ورهف وزهرة لمنزل يارا يحتفلون معها ويهتمون بها كان الجميع سعيدا الا هي شاردة وضائعة في الذي حدث وسيحدث
_____________________
يوم الفرح
ايقظت رهف يارا وجهزتها هي وحنان اما ادم فذهب ليتجهز مع مازن هو ايضا لم يستطع النوم من التفكير ترى مالذي سيحدث لاحقا
________________________
في المساء
اقيمت حفلة زفاف كبيرة في احدى القاعات الفخمة طلبت يارا من ادم ان يجعله فرح منفصل لكنه لم يسمع كلامها واصر على يكون مختلط
كان الحضور مجتمعا ويتكلمون منهم من يتعجب من زواج اكبر رجال الاعمال بين ليلة وضحاها ومنهم من يروي قصة حبهم من الطفولة ومنهم من يستغرب ان فتاة بعمر صغير تزوجت من ابن عمها
دلفت يارا وهي تتأبط ذراع والدها كانت ترتدي فستان زفاف جميل للغاية ضيق عند الخصر ويتسع بعدها باتساع جميل مرسوم في الصدر قلب كبير يحتوي على فصوص لامعة وفصوص في ذيل الفستان وحجابها ملفوف بعناية فائقة وضعت الكحل و ملمع شفاه فكانت غاية في الجمال ولفتت انظار المعازيم
وايضا ادم لم يكن اقل منها ارتدى بدلة سوداء وقميص ابيض وحذاء اسود وصفف شعره بشكل رائع فكان خاطفا للانفاس وانصدم كعادته من هذا الملاك الذي يراه امامه الان
اقترب منها ببطئ وامسك بيدها فسرت قشعريرة في جسدها وشعر هو بصدمة كهربائية تسري في جسده ايضا
ادم بداخله : جمالك لاحدود له
خطف انفاسي من الوهلة الاولى
لا اعلم نهايته
لكن ما اعلمه اني وقعت في جمال عيناكي
ماذا يسمى هذا الشعور لا ادري
لا ادري ابدا ان كان حبا….ام عذاب
________________