حب وانتقام لكاتبة هالة الحسينى
الفصل الرابع عشر
… في قصر الحديدي في الصعيد..
كان الجميع يجلس في مجلس العائلة و كان يراس المجلس الحاج عدنان … كان يجلس على يمينه زوجته و ابنه و فريد و فارس بينما تقف جانا هي و اختها و سندس بجانبهم اما على يساره أبراهيم و زوجته التي كانت لا تشعر بشي ابدا فوجهها اصفر و عيونها اغلقت من كثرة البكاء اما عن أبراهيم لم يختلف عنها كثيرا …..
بدأ عدنان بالكلام و ..
عدنان بنبرة حزن :دلوج أشرف اتجتل و محدش فينا خابر مين اللى جتله .. أبراهيم ولدك اتجتل كيف و ليه
أبراهيم بهدوء عكس ما في داخله :و انا اعرف منين يا عدنان
عدنان بشك :انت متاكد انك مش خابر مين اللى جتل ولدك يا أبراهيم
أبراهيم :واه و انا اعرف منين مين اللى جتل ولدي اوعاك تكون بتشك فيا
عدنان :اني مجولتش اكدة لكن اني عارف و متاكد كومان ان انك خابر مين اللى جتل ولدك لكن خايف تجول
أبراهيم بتوتر : و انا لو خابر مين جتل ولدي هسكت ليه هااا
عدنان :يا أبراهيم انت ايه اللى اتجتل ده ولدك مش هتأخد حجه من اللى جتله
أبراهيم :عدنان جولت اني مخابرش مين اللى جتل ولدي
فارس بغضب مكتوم :سيبه يا عمي ما هو اللى يقتل اخوه ميفرقش معاه حق ابنه و لا حق حد
هب أبراهيم من مكانه و قال بتوتر واضح :لا بجى اكدة كتير جوي اني مش هجعد اهنه دجيجة و بعدين الجاتل الحقيقي موجود و انت اللى ساكتله
و نظر لفريد بحقد و كره …
عدنان بصياح :أبراهيم .. جولت جبل اكدة ان فريد عمره ما يعمل اكدة و فوج بجى من كدبك ده كفياك عاد ايه انت مبتحسش واصل نفسي افهم ليه الحجد و الكره اللى في جلبك ده ليه
أبراهيم بغضب و صياح :بس انت اكدة طول عمرك اكدة انت و صفوت تدافعه عنه حتى لو غلط و دلوج جاي تسألني عن جاتل ابني و بتتهمني بطريجة غير مباشرة مش اكدة
عدنان :انا متهمتكش بجتل ولدك انا بس عارف كويس جوي انك تعرف جاتله
أبراهيم :يوووه انا همشي من اهنه انا اللى غلط اني جعد من الاول من الاصل
ثم ننظر ياسمين زوجته و قال :يلا بينا يا ام أشرف
نظرت له ياسمين بغضب و كره ثم وقفت و قالت ببكاء و زعيق :بس.. بس كفياك عاد بجى انت ايه انت اييه انت شيطان … انت مستحيل تكون انسان من لحم و دم مستحيل انت ايه يكون من معلوماتك ولدي اتجتل بسببك انت ايوا انت محدش غيرك المذنب اهنه انت يا أبراهيم سبب موت ولدك انت اللى جتلت ولدي انت اللى جتلت ولدي
ظلت تقول كل هذا بهيستريا و الدموع تنزل لا تتوقف اما هو فلم يقدر يتحمل فخرج دون اي كلمة بينما اتجهت عايدة الى ياسمين و اخذتها في حضنها و ياسمين تبكي بشدة و تقول بين دموعها :هو السبب انا عايزة ولدي عايزة ولدي يا عايدة
شفقت عايدة على اختها و بدات هي ايضا تبكي و تقول :لا حول و لا قوة الا بالله لا حول و لا قوة الا بالله
شفق الجميع على حالة ياسمين و امر عدنان عايدة ان تأخذها الى غرفتها حتى ترتاح قليلا فنفذت طلبه و ذهبت معاها سندس و جانا و جنة بينما ظل فارس و عاصم و فريد مع عدنان ….
بعد مغادرتهن قال عدنان ….
عدنان : بعد جتل أشرف لازم نعمل حاجة جبل ما يحصل حاجة تانية
فارس :معاك حق يا عمي قتله ده مفاجاة للجميع انا انصدمت اوي
عاصم :انا زيك يا فارس و كمان طريقة قتله طريقة بشعة اوي
فريد بشفقة :اها رغم اني مكنتش برتاح ليه لكن طريقة قتله بشعة جدا سبحان اللى بصبر امه بذات
عدنان :ربنا يرحمه و يغفرله
الجميع :امين
فريد :بس تفتكروا ابراهيم يعرف فعلا مين اللى قتلوا أشرف
فارس :انا مش فاكر ده و لا شاكك لا انا متاكد انه يعرف بس مش عايز يقول
عاصم :عمتا الايام جاية كتير و خبر انهاردة بفلوس بكرة يبقى ببلاش المهم حاليا نطمن على خالتي
عدنان :معاك حج يا ولدي
فارس :انا من راي نتصل بدكتور ليها
عدنان : لو مهديئتش نجيب ضاكتور ليها
فارس :ماشي …
………
في غرفة ما في القصر …
ظلت عايدة تقرا القران و هي تمسح على راس اختها الصغرى التي نامت من كثرة التعب و الارهاق بينما ظلت الفتيات واقفن بهدوء ينظرن الى ياسمين بشفقة و عندما انتهت عايدة قامت و وضعت غطاءا على اختها و اتجاهت هي و الفتيات الى خارج الغرفة بعد ما أطفئت الضوء ……
اتجاهوا الى غرفة عايدة و عدنان و جلسن فيها و كلا منهن تفكر في اشياء كثيرة و لكن قطعت الصمت و التفكير عايدة عندما قالت ….
عايدة :لحد دلوج مش جادرة اصدج اللى حوصل يا بنات
سندس :ولا انا يا خالة اللى حصل صدمنا كلنا
جانا :انتوا شوفتوا نظرات ابراهيم لما عمي سأله عن قاتل ابنه
سندس :اتوتر لكن كان بيحاول يباين انه هادي
جنة :انا مش مرتاحة ليه نهائي الصراحة
جانا :يعني مين مرتاح ليه يا جنة
عايدة بحزن :خوفه و طمعه و غبائه عمينه لدرجة دي اخص عليه
سندس :لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
جانا :طب دلوقتي ايه اللى هيحصل في الجاي
عايدة بتنهيد :لا يعلم الغيب الا الله سبحانه و تعالى هنشوف ايه كتبهولنا ربنا
جنة بقلق :ربنا يستر من الجاي
الجميع :يا رب …
…………………….
خرج أبراهيم من قصر الحديدي و ذهب الى قبر ابنه و جلس بجانب القبر و دموعه تنزل مثل الشلال و يقول :سامحني يا ولدي سامحني انا السبب سامحني انا السبب في موتك و انت في عز شبابك انا السبب يا ولدي سامحني انا خابر انك مش هتسامحني و انك زعلان جوي مني حتى جبل ما تموت بس انت اللى غلط ليه مسمعتش كلامي هاا كنت دايما بتسمع الكلام ليه مسمعتش دلوج يا ريتك سمعت و مسبتنيش لحالي يا ولدي يا ريتك سمعت و مسبتنيش يا ولديييي
قال اخر كلمة و هو يبكي بشدة و صوته يرتفع من البكاء فاق على صوت شخصا ما و عندما نظر له وجد انه حارس المقابر و….
حارس المقابر :ربنا يرحمه و يجعل مثواه الجنة
أبراهيم :في ايه
حارس المقابر :بص يا حاج مينفعش تجعد لحالك اكدة في المجابر غلط و خصوصا في الليل ده فانا بنصحك تجوم دلوج تروح بيتك و ترتاح و تبجى تعود بكرة
ابراهيم :معاك حج
قام أبراهيم من مكانه و غادر المقابر و اتجه الى سيارته و ركبها و انطلق ……
….. مرت الايام و عاد الجميع الى القاهرة و اخذت عايدة اختها ياسمين الى فيلتهم كما امر عدنان … كانت ياسمين جسد بلا روح كانت تأكل بصعوبة و يترجها الجميع و من ضمنهم جانا التي شعرت بالحزن الشديد عليها فمهما كان المتوفي فهو ابنها الوحيد … عاد أبراهيم ايضا الى القاهرة و كان لا يختلف عن ياسمين بل كان اسوء فهو كان يشرب سجاير كثيرا و كان لا يأكل الا قليل لدرجة انه فقد الكثير من وزنه و اصبحت ذقنه كثيفة و حزم الامر ان يعود الى القاهرة حتى يأخذ حقه بنفسه و لا يجعل احدا يتأذى بسببه مرة اخرى فهو خلال تلك المدة شعر بالذنب لدرجة انه في يوم ذهب الى قبر اخيه الراحل و ظل يبكي و يترجاه ان يسامحه و وعده ان كل شي سوف يتغير و انه سوف يأخذ حقه و حق زوجته و ابنه و قد حزم امره على ذلك (لولولولولولي مبروك يا اخويا بس بعد ايه هاااا بعد ايه يا اخويا )
و في يوم ……
في فيلا الحديدي ….
كانت جانا تجلس في الحديقة و شاردة في تلك الاحداث التي مرت لا تعلم لماذا يحدث كل هذا تشعر بأن اصبحت المصائب تطردها هي كل احبائها بكل الطرق الممكنة …… قطعت شرودها اختها و تقول و هي تجلس….
جنة :الجميل سرحان في ايه
تنهدت جانا و قالت :سرحانة في اللى بيحصل لينا مش ملاحظة ان اللى بيحصل لينا كتير
جنة :كل ما يصبنا الا ما كتب الله لنا
جانا :صدق الله العظيم يا رب قوينا على الجاي علشان انا مش مطمئنة
جنة :ربنا يستر
جانا :انا هقوم اطمن على طنط ياسمين و اشوف سندس
جنة :ماشي
قامت جانا و تركت اختها تجلس لوحدها لكن لم يطول ذلك لان عاصم ات و جلس مع جنة و….
عاصم :مساء الخير
جنة :مساء النور ايه يا اخ فينك من بدري
عاصم بخبث :وحشتك و لا ايه
جنة بكسوف :مين ده لا طبعا انا بس استغربت قولت يعني رجعت البلد
عاصم :لا متقلقيش قاعد على قلبك
جنة :علشان بارد
عاصم :لم لسانك يا ماما
جنة :لا انا مامت حد
عاصم :و هو انت تطولي تبقي امي اصلا
جنة بنفاذ صبر :صبرني يا رب
عاصم :اومال جانا فين
جنة بغيظ :مش هقولك هااا
عاصم :يا سلام ده على اساس انا عايز اعرف منك
جنة :لو مش عايز تعرف مني مكنتش سألت يا ذكي
عاصم :بسأل روحي الله انتي ايش داخلك
جنة :يعني مجنون يا حرام
عاصم :يا بنتي لمي نفسك
جنة :انا كدة عجبك و لا مش عجبك
عاصم :الصبر يا رب
جنة :يا رب
(يلا يا ولاد المجانين����)
رن هاتف جنة و عندما نظرت للشاشة الهاتف ابتسمت ابتسامة واسعة و قامت و ابتعدت عن عاصم قليلا و ردت هي تقول بصوت مسموع …..
جنة بسعادة :زيزو فينك يا راجل و فين اراضيك
و هنا شعر عاصم بالغليان (على راي انجالي بدأت التسلية������������)
و نظر لها و أكملت هي :ههههه انا كويسة و انت …. دايما يارب فينك يا عم مش ظاهر خالص ليه ..هاا يا وحش كدة تصيف من غيري
و هنا صاح عاصم و قال :نعم يا اختي
انفزعت جنة من صوته و نظرت له بفزع و لكن انتبهت لمعتز زميلها و قالت :لا مفيش ده ابن عمي بس
عاصم بغضب :اقفلي السكة حالا
جنة متجاهلة :المهم يا زيزو هتعمل ايه في الفاينال الجاي و…
و هنا اخذ عاصم الهاتف من يدها بغضب و اغلق الخط فتغضب و تقول له :انت مجنون ازاي تأخذ الموبايل كدة و ازاي تقفل السكة في وش معتز
عاصم بغضب :لمي لسانك بدل ما قطعهولك و بعدين معتز ده كمان و يتصل بيكي بصفته ايه
جنة بغضب و صوت عالي :قطع ايدك و رجلك قبل ما تلمسني و بعدين انت مالك معتز مين انت مش ولي أمري
عض شفاه السفلى بغضب شديد و من شدد غضبه رمى الهاتف على الارض فيتحطم .. تشهق جنة عندما تحطم الهاتف و نظرت لعاصم بغضب شديد و قالت بصوت عالي :انت مجنون ازاي تكسر الموبايل بتاعي كنت اشتريته حضرتك و لا هو تخلف و غباء من سيادك
غضب كثيرا من كلامها و ان قالت كلمة زيادة سوف يفقد عقله و يضربها كفا حتى تتعلم كيف تتكلم لكن قبض على يده بشدة و قال….
عاصم بصوت عالي :جنة غوري من وشي بدل ما اعمل حاجة متعجبكيش
جنة بتوتر لكن اخفته :والله هتعمل ايه يعني
عاصم بصياح عالي :قولتلك غورييي
قال ذلك و هو ينظر لها بغضب شديد اما هي فارتعبت من نبرته و فضلت ان تغادر المكان و اتجاهت الى الداخل و في نفس الوقت سمعت جانا و معاها فارس صوتهم العالي فخرجوا لهم في نفس الوقت التي داخلت فيه جنة ….. اتجه كلا من فارس و جانا الى عاصم الذي كان يقف بغضب و عيونه تخرج منها شرارة من الغضب …..
جانا بقلق :في ايه صوتك عالي ليه و مالها جنة
فارس :ايه يا عاصم في ايه فزعتنا يا ابني بصوتك ده
نظر لهما بعيون حمراء من الغضب فيندهشا و ….
جانا :يا نهار ابيض في ايه يا عاصم ايه اللى حصل لكل ده
عاصم بغضب :الهانم اختك بتكلم شاب
جانا بعدم فهم :هااا
قص لها و لفارس ما حدث و كان كلا منهما ينظرا بصدمة له و عندما انتهاء ….
جانا :عاصم احب اقولك انك غبي
عاصم :جانا حصلي اوختك لو هتعصبيني اكتر ما انا متعصب
جانا :لا بجد والله انت غبي اولا علشان تسرعت و اتصرفت بالشكل ده تاني حاجة احب اقولك ان معتز ده جارنا في اسكندرية و عنده 15 سنة و متربي معايا انا و جنة و بنعتبره اخونا الصغير
(هههههه هههههههههههه ههه ههههههههههه����������)
نظر لها عاصم بصدمة بينما كتم فارس ضحكته و….
جانا بغضب مكتوم : اولا انا مسمحلكش انك تزعق لأختي بالشكل ده مهما كانت الاسباب ثانيا ارجو قبل ما تظلم حد و تفكر فيه بطريقة خطأ فكر قبليها و ادي اعذار ثالثا اختي لو بتكلم زميلها يبقى صديق و اخ بس لكن اختي عمرها ما هتتخطئ حدودها مع حد اذا كان ولد او بنت و كل واحد ليه حدوده حتى انت فأرجو تلتزم بالحدود دي و نصيحة مني و تحذير بلاش تتعرض لأختي بأي شكل لا خير و لا شر و مالكش دخل بيها لان ساعتها مش هرد بس يا عاصم أرجو تكون فهمت
و عندما انتهت من كلامها لم تنتظر رده بل تركتهم و اتجهت الى داخل الفيلا حتى تلحق بأختها بينما عاصم فقد احس بالذنب و الضيق من ما فعله و كلام جانا بينما فارس فقد اعجبه ما فعلته جانا لانها اثبتت له انها تكون مثل الام عندما تشعر بأن اختها بها شي و تكون مثل النمر عندما يقترب احد من ابنائه … نظر لعاصم و قال….
فارس :الصراحة انت غلطان يا عاصم و بعدين يعني نفترض انها فعلا بتكلم زميلها ايه اللى ضيقك اوي كدة
نظر له عاصم بضيق و ايضا شعر بالارتباك و لم يعلم كيف يجيب فتركه و اتجه الى سيارته و كل ما في خاطره هو لماذا غضب هكذا …..
عندما غادر عاصم ظل فارس يفكر فيما به و لكن استنتج من ذلك انه غار على جنة فضحك و قال :قطع دراعي من هنا ان الواد غار على جنة ههههه صحيح اتلم تنتون على تنتن واحد نتن و التاني انتن اتفو عليكوا عيال تجن
(اخدها من لساني والله يا اخ فارس����������(
في نفس الوقت
بحثت جانا على اختها و لكن لم تجدها فظلت تفكر اين يمكن ان تكون حتى تذكرت انها عندما تحزن تذهب السطح و تجلس على السور فأتجهت الى سطح الفيلا و بالفعل وجدتها و هي تبكي بسكوت .. فاتجهت لها و جلست بجانبها و هي تضم قدميها و……
جانا :اخد لك حقك
نظرت لها و قالت بصوت باكي :انا مغلطش مش كدة
جانا بحنية :لا مغلطيش و انا عارفة كدة كويس
جنة بصوت باكي :بس هو كسر الموبايل اللى جبتهولي في عيد ميلادي
جانا :مش مهم فدأكي الف موبايل و بعدين انا هنا هجبلك واحد جديد
جنة :ربنا يخليكي ليا و ميحرمنيش منك ابدا
اخذتها في حضنها بحنين و قالت بأبتسامة :و لا منك يا حبيبتي طب احكيلك حاجة هتضحكك
جنة و هي على وضعها :احكي
جانا :في مرة و انا في الكلية روحت المحاضرة متاخرة و داخلت بعد الدكتور و لما داخلت الدكتور قال لي مش المفروض يا بشمهندسة تبقي قبلي قولتله لا طبعا يا دكتور بقى ينفع حتة طالبة تبقى قبل الدكتور تؤ.. تؤ هذا لا يليق بمقامك
ضحكت اختها ضحكة صغيرة و قالت : وبعدين دخلك
جانا بضحك :اها داخلني و ساعتها كل اللى في المدرج ضحكوا و هو كمان شوفتي اختك بتقدر تسيطر ازاي
جنة :يا مسيطر انت
جانا :طب اقولك نكتة
جنة :اقولي
جانا :مرة واحد راح يجيب فول لا المحل مقفول
جنة :تؤ قديمة شوفي جديد
جانا :لا انا اصلا مش بعرف اقول نكت
جنة :جانا المكان ده مش بيفكرك بحاجة
جانا :بيفكرني بايه
جنة بمزاح :يوم ما اتقابلنا يا حبيبي
جانا بضحك :يلا يا بت من هنا
و ظلت الاثنتان يضحكن و يمزحن ……
انا عن عاصم …
فظل يسوق و هو شارد في افكاره كل ما في مخيالاته هي جنة لا تخرج من تفكيره ابدا حتى اصبح يحلم بها لا يفهم ما يحدث له لكن كل ما يفهمه ان جنة لا يجب ان تصبح لغيره مهما حدث و ان جنة قد اخذت عقله و تفكيره و كل شي .. كم يعشق ان يعاندها كم يعشق مشاجرتها و كلامها الطفولي معاها يشعر بأشياء جديدة لم يشعر بها من قبل هل يمكن ان يكون احبها هل يمكن ان تكون قد امتلكت قلبه هل يمكن …..
لمجرد ان شعر بدقات قلبه و ابتسامة تتزين على وجه يشعر بأنه يحلق في السماء كم هذة المشاعر عجيبة تحيرك و في الوقت ذاته تجعلك تطير في السماء و هذا ما يشعر به عاصم .. توقف عاصم انام كورنيش النيل و خرج من سيارته و وقف امام النيل و نظر للنيل و لكن لا يرى مياه بل يرى وجه جنته حبيبته نعم نعم اعترف بأنها محبوبته و لكن هل يعقل ان تكون لا تحبه هي ايضا و عندما شعر بأنها لا تحبه اختفت الابتسامة و تائه و لكن حزم امره الا لا تكن لغيره ابدا ……..
في فيلا أبراهيم …
كان أبراهيم يجلس على مكتبه شاردا في اخر ايام ابنه معاه …
فلاش باك ….
يظهر أشرف و هو ينظر له بأستغرب و يقول :قصدك ايه يا بابا
ابراهيم بهدوء :اسمعني كويس جوي يا ولدي يمكن الحديث اللى هجوله هيصدمك لكن ده الحجيجة
أشرف بعدم فهم :حقيقة؟ حقيقة ايه
أبراهيم :انا بشتغل تاجر مخدرات و سلاح
نظر له بصدمة و واقف و هو يحاول ان يدرك ما قاله والده الان فأكمل أبراهيم :الحكاية بدأت من سنين طويلة اوي و بدأ يحكي له كل شي حتى اعترف انه من قتل اخيه و زوجته .. مما جعل أشرف يشعر بانه في حلم ليس علم نعم هذا حلم لا كابوس هل يعقل كل ما يقوله هذا الرجل الذي يسمى والده …عندما انتهاء أبراهيم قال أشرف ….
أشرف بصدمة :تاجر مخدرات و سلاح .. قتلت اخوك و مراته .. يتيمت اتنين ملهومش ذنب غير انك عمهم و انا .. انا خلتيني فاكر انهم واكلين حقنا و ان فريد هو اللى قتل عمي معقول انت تعمل كل ده .. طب ليه .. ليه تقتل اخوك الوحيد .. ده انت طول عمرك بتقولي اوعى تتخلى عن اختك اوعى و انت قاتل اخوك ده انا كرهت فارس و سندس و عيلة الحديدي كلها علشانك انت علشان انت قولت لي انهم اخدوا حقك .. و انت اللى قاتل اخوك و يتيمت فارس و سندس لا و مسكتش عن كدة ده انت خلتيني كنت هأذي فارس انا مش قادر اصدق بقى صاحب المبادئ و القيم اللى كان بيعلمني بيها يطلع كدة لا و كمان هو السبب فأن انا فيه انت عارف عملت ايه انت خليت الكل بيكرهني خلتيني وحش في نظر الكل خلتيني وحيد انا مصدوم .. مصدوم فيك اوي
أبراهيم :اني خابر انك مصدوم بس دي الحجيجة المهم دلوج انا عايزك تكون معايا في الشغل
أشرف بعزم :تبقى بتحلم
أبراهيم بغضب :بتجول ايه
أشرف :انا صحيح في نظر كتير زبالة لكن انا مش زبالة لدرجة دي انا مستحيل اعمل اللى بتطلبه مني
أبراهيم : بص يا ولدي الشغل ده مفهوش هزار واصل و كمان انت عرفت كل حاجة يبقى مش قدامك غير خيارين يا توافج و تكون معايا يا هتموت و ده مش هسمح بيه واصل
أشرف بسخرية :ليه ما انت قتلت اخوك اكيد مش هيبقى صعب عليك انك تقتل ابنك
أبراهيم :اني هسكت دلوج و هديك يومين تفكر فيهم كويس جوي و افتكر اني مش هسمح لحد يأذيك
أشرف :انسى انا عمري ما هكون معاك
أبراهيم :لسة المدة زي ما هي و دلوج روح نام
نظر له بخيبة و حسرة و غادر الغرفة بينما ظل أبراهيم يشعر بالضيق من نظرات ابنه و يندم انه ادخله تلك المعركة و لكن هذا ما يجب حدوثه كما يظن ….
باك….
اغمض أبراهيم عينيه و اخذ نفسا و قال :وحياتك يا ابني لأخد حقك و حق عمك وحياتك لأنتقم منهم كلهم ….
في فيلا الحديدي ….
رحل فريد و ابنته الى منزلهم و قابلهم عاصم و هو يدخل و نظر لجنة التي لم تنظر له بتاتا طلب من عمه ان يوصله هو و جنة فوافق فريد و اوصلهم عاصم و كانت ينظر لجنة من الحين للاخر و هي لا تنظر له و لا تعيره اي اهتمام مما جعله يشعر بالضيق و بدأ فريد بالتحدث معه في مواضيع عديدة و عندما وصلوا نزلت جنة اول شخص و اتجهت الى داخل العمارة دون ان تودع عاصم بينما ودع فريد عاصم و خرج هو ايضا و اتجه الى داخل العمارة … شعر عاصم بالضيق من تصرف جنة و لكن عذرها فالذي فعله ليس قليل .. شغل المحرك و انطلق عادا الى الفيلا …
…..
صعد الجميع الى غرفتهم و منهم من نام مثل سندس و عايدة و عدنان و منهم من يزال مستيقظا مثل فارس و عاصم و جانا ….
في غرفة فارس …
عزمت جانا امرها ان تواجه فارس و تفهم لماذا يعاملها هكذا و يجب ان تأخذ منه اي شي يرضيها …. كانت جالسة على طرف السرير منتظرة خروجه من الحمام و عندما خرج وقفت و تقدمت له و قالت …
جانا :عايزة اتكلم معاك
نظر لها فارس بتساؤل و قال :في ايه
جانا :فارس انت مالك هو انا ضايقتك في حاجة انا زعلتك فى حاجة ارجوك اقول
فارس بتجاهل مصطنع :لا ليه بتسألي كدة
جانا :فارس انت مبقتش تخليني اقرا روايتك و لا بقيت تكلمني زي الاول و لا بتعبرني اصلا بتعملني أكني شي مش موجود ممكن افهم في ايه
صمت فارس قليلا ثم قال بتنهيد :مفيش حاجة يا جانا بس المشاكل و كدة واخدة عقلي
جانا :بس الحكاية دي من قبل ما أشرف يموت
فارس بتجاهل مصطنع :جانا انا تعبان و عايز انام ممكن تسبيني انام
تجمعت الدموع في عيونها و قالت بضيق و خنقة مكتومة :اسفة على الازعاج على العموم كنت عايزة اقولك اني … و لا خلاص مش مهم
ثم نظرت له بعيون مهددة بالبكاء و قالت بنبرة تحمل الضيق و الحزن :تصبح على خير
ثم تركته و اتجهت الى الاريكة و نامت و هي تعطيه ظهره و بدأت تبكي دون اي صوت اما هو فقد شعر بالضيق من اجلها و لكن ما يفعله هو الصحيح لها و له فهو يحمل نيران في قلبه يغشى ان تحرقها او تؤلمها و هو لا يريد ذلك ابدا بل يريدها ان تكون سعيدة و لكن لا يعلم ان تتألم بسبب ما يفعله بها .. اتجه الى السرير و نام هو ايضا و هو ينظر لها و ما هي الا مدة و ناما الاثنين..