فريسه للماضي
فريسـة للمــاضي
ـــــــــــــــــــيتصفح الأخبـار علي حاسوبه النقـال بفتـور شديد ، ومل من جلسته الخادرة، نهض مالك من مكانه وتوجه للشرفة قليلاً ، وقف فيها ناظرًا حوله بتأفف جلي ، ولج شخص ما غريب الفيلا ولمحه سريعًا ، انتفض موضعه ودلف للداخل راكضًا ومتلهفًا لرؤيته ، هبط الدرج مهرولاً اليه ، وولج الرجل هو الآخر الفيلا ، تقدم منه مالك قائـلاً بلهفة :
– عملت ايه …..أحكي بسرعه .
رد الرجل بجـــدية :
– استنيت لما مشي ، وهي دلوقتي لوحدها في العوامــة .
هتف مالك بحـدة :
۔ متأكيد ، شوفته بعينك وأتأكدت انه هو .
الرجل مؤكدًا :
– ايوه يا بيه ، انا شايفه بعينه ، حتي قعدت فتره قدام العوامة علشان لو رجع تاني ولا حاجة ، بس هو خلاص مشي .
قال مالك بارتياح :
۔ برافو عليك ، كده مهمتك خلصت .
قال الرجل بابتسامة زائفة :
۔ متؤمرنيش بحاجه تانيه يا بيه؟ .
تفهم مالك ما يريده وأخرج حافظه نقوده ، سلط الرجل بصره عليها بشغف ، واعطاه مالك حزمة كبيرة من النقود وحدثه بمغزي :
– خـد ، مش خسارة فيك .
التقفها الرجل بلهفة ورد بابتسامة فرحة :
– ربنا يخليك لينا يا بيه ، اي خدمة تانية؟.
رد مالك بابتسامة خبيثة :
۔ متشكرين ، لو أحتاجتك في حاجه هكلمك
استأذن الرجل بالذهاب ، وابتسم مالك بخبث ونظر حوله بحماس متأهبًا للخطوة التالية ، وعليه ان يبذل قصاري جهده في إقناعها بالمجيء اليه دون اجبار ..
أمسك مالك هاتفه ونظر اليه بمكر وهو يطالع رقم هاتفها الذي أمامه وتروي قليلاً في وضع سيناريو محكم ليخيل عليها ما ينتوي فعله معها ……
_______________________
قام بعمل إجتماع خاص لمناقشه مشروع المنتجع بتروي منعا لوجود ثغرات لم يكتشفوها بعد ، ليتم باحكام ، نظرًا لضخامته ، نظر زين اليهم وتشدق بنبرة عملية :
– مين اللي هيبقي مسئول عن استقبال الوفد الأجنبي لما يوصل ، بس يكون متفرغ للموضوع ده .
ردت مريم بحماسٍ :
– انا عايزه يا زين اتعامل معاهم ، انا بتكلم لغات كويس ، ومش صعب عليا اتحاور معاهم .
نظر لها حسام بعدم فهم ، بينما سألها زين :
– وانتي فاضية للموضوع ده يا مريم .
قال حسام بمعني :
۔ والولد يا مريم ، انتي نسيتيه ولا ايه .
ردت مريم بتعجب :
– يعني هفضل ليل ونهار معاهم ! ، اكيد هفضي وقت ليهم ، وانا حابه اقابل ناس اجانب ، فين المشكلة .
ماجد متدخلاً وهو ينظر اليها بابتسامة ذات معني :
– علي فكرة الوفد محتاج حد بيفهم زي مريم ، خصوصًا انها بتعرف تتعامل مع الناس ، وتتحب بسرعة .
حدجه حسام بجمود ، وادارت هانا رأسها نحوه ونظرت له بتعجب من بَزَاغَته في الحديث غير مبالي بوجود زوجها او بوجودها ، بينما نظرت مريم لحسام وخشيت نشوب مشادة حادة ، وقررت إلغاء تلك المهمة، ولكن صوت أخيها سبقها حين تحدث بموافقه :
– خلاص يا مريم ، المهمة دي من اختصاصك انتي .
ابتسمت بتصنع وضغطت علي شفتيها معاتبة نفسها علي حماستها الزائدة ، نظر لها حسام بلوم ، فسوف تسنح له الفرصة للإختلاط بها ، خاصةً أنه من تطوع لإحضارهم والمشاركة معهم في المشروع ، تحامل علي نفسه من تماديه في مدح زوجته دون حياء ، ولكنه اعتزم إلقانه درسا في الوقت القريب..
جلست هانا بينهم كالحه التعابير ، منفعله داخليًا من عدم مبالاته بوجودها هي الأخري ، خاصةً كونها كانت المسؤله عن انجاز مثل تلك المهمات في عمله السابق وهو علي علم بذلك ،ولكنه لم ينسب لها تلك المهمة كما يفعل دائمًا وقررت مفاتحته في تلك المسألة لان شعورها كامرأة يبلبل في مثل تلك المواقف …..
______________________
لم تصدق حديث أخيها في عدم فرحته لأمر حملها ، فركت ديما يديها بغيظ من عدم سؤاله عنها ، نهضت من الفراش منفعلة من عدم مبالاته بالأمر ، ووقفت في منتصف الغرفة مستنكرة ذلك ، ثم حركت رأسها بحيرة ، فدائمًا ما يفاتحتها في ذلك الأمر وهي تتصدی له غير راضية بالإنجاب في الوقت الحاضر ، تنفست هي بهدوء وقررت الإتصال به ، امسكت هاتفها وهمت بمهاتفته ، وانتظرت رده عليها …
اعتلی وجهه ابتسامة متسلية وهو يطالع رقمها علي شاشة هاتفة ، ظل امير لفترة متعمدًا عدم الرد عليها ، هاتفته هي عدة مراتٍ متتالية ، وقرر في النهاية الرد عليها راسمًا نبرة البرود الزائفة في رده عليها :
– عايزه ايه .
قالت ديما بنبرة منفعلة :
– كل ده يا أمير ، انت عارف اتصلت بيك كام مرة .
رد امير مدعي الا مبالاة :
– كنت نايم ومسمعتش ، عايزه ايه خلصيني .
ديما بعدم تصديق :
– ايه دا يا امير ، انت مش فرحان اني بكلمك ، استأنفت بنبرة دمثة :
– طيب مش مبسوط اني حامل ، انا هجيبلك بيبي يا امير
ابتسم امير بشدة وحاول جاهدًا السيطرة علي فرحته ورد بجمود زائف :
– يعني ، كويس انك حامل ، مبروك .
هتفت ديما باستنكار :
۔ بس كده ، مش هتيجي تشوفني ونرجع سوا.
رد امير بضيق :
۔ انتي اللي سيبتي البيت ، ولو عايزه ترجعي براحتك .
قالت ديما بنبرة حزينة :
– اخص عليك يا أمير ، هونت عليك تنساني بالسرعة دي ، انا ديما حبيبتك .
شعر بوخزة في قلبه لمعرفته بحبها له ، ولكن عليها تأديبها لما بدر منها مؤخرًا ورد عليها بهدوء ظاهري :
– انتي نسيتي اللي عملتيه ، وازاي مسمعتيش كلامي .
ديما بندم : أسفه ، معقول مش فرحان انك هتبقي اب .
امير داعسًا علي قلبه رغما عنه رد :
۔ لا مش فرحان .
قالت ديما بصدمة :
۔ معقول يا امير ! ، انا مش مصدقة .
رد امير بجدية :
۔ لو عايزه ترجعي ، يبقي توافقي علي شروطي .
تنهدت ديما بضيق ، متعجبه من تغيره المفاجئ وتحكماته الغير مرضية لها ،ردت بغيظ :
– براحتك يا امير ، بس بكره انت اللي هترجعلي .
رد امير بسخرية :
۔ هنشوف يا ديما ، انا قولتلك علي شروطي وانتي حره
هتفت ديما بغيظ : مع الف سلامة .
ثم اغلقت الهاتف واستأنفت بانفعال :
– طيب يا امير ، هتشوف مين اللي هيحتاج التاني…
_______________________
وقفت امام باب شقتها وقامت بقرع الجرس ، وتأهبت لملاقاتها واخبارها بقرارها الحاسم في تلك المسألة التي تعني لها الكثير ، فتحت لها الباب وهتفت مرحبة بفرحة:
– مش معقول ، مدام سلمي بنفسها عندي .
سلمي بابتسامة مصطنعة :
– أهلا يا مدام رودي .
رودي مرحبة بشدة :
۔ اتفضلي ادخلي ، نورتي شقتي المتواضعة .
اومات سلمي برأسها وولجت للداخل بتروي متفحصة المكان ببصرها ، اوصدت رودي الباب وتقدمت امامها واشارت لها بأن تجلس في ذلك الصالون المطل نسبيًا علي البحر وتشدقت بمعنی :
– تعالي نقعد هنا أحسن ، بيجيب هوا يجنن .
ابتسمت لها وجلست ناظرة علي مقتنيات الشقة ، فهي غالية الی حدما ويبدو عليها البرخ ، ثم وجهت رأسها نحوها وردت بتردد :
– انا كنت جاية علشان السنتر ، ونتفق وكده ، تابعت بتوتر :
– ولا انتي غيرتي رأيك .
ردت رودي بنفي قطعي :
– أبدًا ، هو انا هلاقي أحسن منك يشاركني فيه .
سلمي بابتسامة فرحة قالت :
– ميرسي قوي ، متعرفيش انتي فرحتيني قد ايه .
قالت رودي بخبث دفين :
۔ دا مافيش اسعد مني انا .
قالت سلمي بمعني :
۔ انا كنت جايه علشان لو هنمضي العقود .
ردت رودي بتوتر ونبرة متلعثمة :
۔ تمضي ..ا..اصل جوزي مش هنا .
قالت سلمي بعدم فهم :
۔ يعني ايه الكلام ده .
ردت رودي بتوتر :
۔ اصله نزل القاهره وهو اللي معاه الورق .
سلمي زاممه شفتيها :
۔ اوكيه ، ابقی آجي وقت تاني ، علی ما يكون جه وجهزتي الورق .
ردت رودي بضيق زائف :
۔ اوعي تكوني اتضايقتي ، اول ما يوصل علي طول هبلغك .
قالت سلمي بابتسامة زائفة : طيب أستأذن انا .
رودي بشهقة وهي تمسك بيدها :
– ابدًا …لازم تشربي حاجة الأول……….
______________________
قامت بتمشيط شعرها الطويل وأسدلته علی ظهرها ، ثم وضعت بعض مساحيق التجميل البسيطة علي وجهها والتي اعطت لها جمالاً فتانًا ، نظرت نور لنفسها باعجاب قائلة:
– يخرب عقلي أجنن .
تم استدارت تاركة الغرفة راغبة في تحضير الطعام بنفسها اليوم ، توجهت للمطبخ وامسكت ذلك الكتاب الخاص بفنون الطهي وحملقت في رسومات الأطعمة به ، ثم عبست بوجهها واردفت بعدم اقتناع :
– هو انا برضه هعرف اعمل الكلام ده ، ممكن الشكل ، بس الطعم مفتكرش .
وضعت يدها أسفل ذقنها وفركته بتفكيرٍ عميق وهتفت بحماس :
– خلاص هعمل مكرونة ، سهله واكيد طعمها هيبقي حلو
وبدأت في تجهيز الأدوات والمكونات التي ستحتاجها لتنفيذ مهمتها ، ثم صدح هاتفها معلنًا اتصال أحدهم ، ظنّته زوجها ولذلك ركضت اليه لتجيب عليه .
امسكته نور الهاتف وهي تتفرس هوية المتصل وعبست تقاسيم وجهها لمعرفتها بشخصه ، واضطرت للرد قائلة بتأفف :
– ايوه يا مالك…خير .
ابتسم مالك بسخرية مستنبطًا عدم رغبتها في الرد عليه ، وافتری علی نفسه لاتمام مهمته الفاصلة لحياته كما يسميها ، ورد بمكرٍ وحقد داخلي :
– مش خير يا حبيبتي للأسف .
قالت نور بعدم فهم :
۔ قول يا مالك عاوز ايه علي طول .
رد مالك بنبرة ماكرة :
– علشان أقولك يا نور وتصدقيني ، شوفي جوزك المحترم اللي بيحبك مع مين دلوقتي .
هتفت نور باهتياج :
۔ انت كداب ، وصلت بيك توقع بيني وبينه بالكدب ده ، بس مش هيحصل يا مالك .
رد مالك بضيق :
۔ انتي حره يا نور، بس زي ما بقولك كده ، جوزك مع واحده دلوقتي ، انا كنت مراقبه علشان اكشفه قدامك ، استأنف بخبث :
– ووقع خلاص يا حبيبتي ، ناقص بس تروحي وتمسكيه معاها قبل ما يمشي .
شردت نور في حديثه واعتلی وجهها حزن جلي ورددت بعدم تصديق :
– انت أكيد بتكدب عليا ، زين ما يعملش كده ، زين بيحبني قوي ، وعمره ما يخوني .
قال مالك بسخرية:
۔ ودي اول مره يعني ، ما ياما خانك قبل كده .
نور بتوتر وملامح متجهمة :
– مش مصدقاك ، ومتبقاش تتصل بيا تاني ، انت سامعني .
ثم اغلقت الهاتف وضغطت عليه بقوة مستنكرة حديثه ، اغرورقت الدموع في عينيها وشعرت بدوار يكسو رأسها ، وقررت اثبات مدی كذبه وجاء عل ذهنها الإتصال به ، همت نور بمهاتفته بأنامل مرتعشه وجسد يرتجف ، فقد نجح في إرباكها وتملك الشك منها ، وضعت هي الهاتف علي اذنها منتظرة الرد ، وظلت تضرب بقدمها الأرض متلهفة لرده عليها….
____________________
ظل الإجتماع معقود لبضع ساعاتٍ متواصلة ، انهمك خلالها الجميع ، ولم ينتبه زين لهاتفه حيث وضعه علي وضع الصامت ، لأهميه الإجتماع كما المعتاد في الإجتماعات المهمة ، تناقش الجميع حول المشروع بجديه ، ولم تخلو جلستهم من اختطاف ماجد بعض النظرات الي مريم ، وتحامل حسام علي نفسه نظرًا لأهميه الإجتماع ، وظلت هانا تشتعل غيظًا وغضبًا مما تراه في عينيه ، لم تكن نظراته بالهينة نحوها ، ولكنها تفضح عما بداخله ، واعهدت نفسها بمحادثته في الأمر بعد الإنتهاء من الإجتماع .
____________________
توجهت ساره لفيلته لإتمام عملها ، ولكن البواب استوقفها عند بوابه الدخول ، تعجبت منه وحدجته بانزعاج ، ثم هتفت في وجهه بضيق :
– فيه ايه ….عديني .
رد البواب بتهكم :
۔ هتخشي ليه ، ما البيه مش جوه .
سألت ساره بعبوس :
۔ أومال راح فين؟ .
رد البواب باستهزاء :
۔ متزعليش قوي كده ، الأيام جايه كتير ابقي تعاليله .
تطلعت فيه ساره غير متفهمة مقصد كلماته ، وتأففت بنفاذ صبر لما يتفوه به ، وتسائلت بامتعاض :
– متعرفش راح فين .
البواب وهو يرمقها كليًا لاويا شفتيه رد:
– مقالش ، مش المفروض تكوني متفقه معاه انك هتشوفيه .
نظرت له شزرًا ، وزاغت بفكرها عن أي مكان توجه اليه ، ولم تجد ردًا لأفكارها المتأرجحة ، ثم وجهت بصرها لهذا الرجل الفظ وحدثته بضيق :
– طيب عديني علشان أكمل شغلي .
رد البواب متعجبًا : شغل ايه ! ، ما البيه مش هنا .
دُهشت ساره من حديثه وفطنت أخيرًا معني كلماته المكنونة ، رمقته بغيظ وردت باهتياج :
– انت فكرك راح فين يا حيوان انت ، انا مهندسة محترمة وجايه هنا علشان شغل ، انت كنت فاكرني ايه .
قال البواب بسخط :
– عليا الكلام ده ، ما قدام عنيا البنات داخلة وخارجة، واللي تقولي دا زميلته ، وانا صاحبته ، عايزاني اصدقك بأي ناحية .
صدمت ساره وصرت علي اسنانها لمجرد تخيلها له مع إحداهن ، واكد هذا البواب السمج ما كانت تشك بأمره ، زفرت ساره بقوة وقررت ترك الفيلا والعودة لاحقًا ، وتركت ذلك الأحمق واستدارت عائدة وهي شاردة في وجوده مع فتاة ما حاليًا…..
______________________
انهی زين الإجتماع وعاد كل منهم ادراجه ، وجلس هو بمفرده يطالع بعض الاوراق ويدون فيها شيئًا ما ، ولم ينتبه لتلك الساعه لهاتفه الذي لم يتوانی عن إتصالاتها المتكررة ، ووضع فكرة فيما يقوم به ..
خرجت مريم وحسام من الإجتماع وسارت بصحبتة راغبة في الحديث معه بشأن ما حدث ، ولجت مكتبه بهدوء زائف لمحاولة التفهم حول ذلك الأمر ، وعن حسام فهو عكسها فلم يتحمل الكثير حيث اهتاج امامها والقی من حوله كل ما تطاله يده قائلاً بتعابير متشنجة :
– شوفتي الحيوان ده بيبصلك ازاي ، ولا أكنه شايفني .. ولا حتي عامل حساب للست اللي قاعدة جمبه ، وهي كمان كانت واخده بالها منه .
اقتربت مريم منه بتعابير مقتطبة وحدثته مهدأة إياه :
– حسام يا حبيبي ، مش أحنا أتكلمنا في الموضوع ده خلاص ، لسه هنفتحه تاني و…
قاطعها باعتراض :
– لا يا مريم ، انا لو سكت ابقي مش راجل ، وكمان معنديش دم ، حتي لو انتي بتحبيني ، بس مش هسكت علي اللي بيعمله ده ، ولازم اوقفه عند حده .
قالت مريم بتروي :
– طيب اهدي كده ، ونستني لما المشروع يكمل علي خير ونبقي نشوف الموضوع ده .
ضغط حسام علي فكيه محاولاً منع انفعالاته في الخروج ، وكتمها رغمًا عنه ، منتظرًا حتي يحين الوقت لإلقانه درسًا….
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وقفت امامه بملامح جافة ، نظر لها باستغراب من تغيرها المفاجئ وسألها بعدم فهم :
– ايه يا هانا ، بتبصيلي كده ليه؟ .
ردت هانا بتجهم ونبرة ساخرة :
۔ بجد مش عارف ايه اللي مضايقني .
ماجد باستنكار :
– وايه اللي يضايقك ، ما احنا كنا حلوين من شويه ، ايه اللي حصل يعني غيرك كده .
ردت بامتعاض جم :
– ايه اللي بينك وبين مريم يا ماجد .
نظر لها ماجد وضيق عينيه نحوها بنظرة ساخرة تفهمتها علي الفور ، ورد هو بنبرة قوية :
– وانتي مالك .
حدقت فيه مصدومة، وحركت رأسها باستنكار وردت بضيق :
– يعني ايه انا مالي ، انا خطيبتك ، وهبقي مراتك .
قال ماجد بانزعاج :
۔ لما تبقي مراتي وقتها ابقي أتدخلي زي ما انتي عاوزة .
سألت هانا بتهكم :
۔ وهبقي مراتك امتي علشان امنعك تبص لواحدة متجوزة؟ .
باغتها ماجد بصفعة قوية علي خدها ، دفعتها لا إراديًا للخلف خطوة وكادت ان تسقط ، وضعت يدها تتحسس وجنتها التي احمر لونها بفضل صفعته القاسية ، ثم رفعت بصرها ناظرة اليه بصدمة ممزوجة بالغضب، وعفويًا أنسابت بعض العبرات الشاردة علي خدها ، حدجها ماجد بنظرات نارية وهتف بانفعال :
– اوعي تنسي نفسك وانتي بتكلميني ، ومش كل مرة هفكرك انتي كنتي ايه ، واي واحدة مكانك مكانتش تحلم بده ، انتي سمعاني .
تغيرت تعابيرها للحزن ، وتركت المجال لدموعها في النزول ، ولم يحرك ساكنًا وهو يحدجها بنظراته القاتمة الغاضبة ، مسحت هانا دموعها بكف يدها وردت بصوت مبحوح :
– عندك حق يا ماجد ، انا مسواش حاجة ، خصوصًا لما ضيعت شرفي علشان ابقي جمبك .
تأفف وتذمر وهو يهتف :
۔ سيبك بقي من الكلمتين دول ، كل اما ازعلك تقوليهم ، وفي الآخر متلاقيش غيري قدامك وترجعيلي .
ردت هانا بنظرة منكسرة :
– طيب يا ماجد ، انا همشي ومش هرجع تاني ، ودا وعد
انفعل من حديثها ، فسبق وتركته مريم قبل مرة ، لم يتحمل كلماتها حتي هتف باهتياج جلي :
– انا ما فيش واحدة تسبني ، انا اللي اسيبها ، وكمان لما ازهق منها ، انتي سمعاني .
ردت هانا بضيق : بس انا……..
قاطعها بنبرة حادة :
۔ اللي سمعتيه تنفذيه ، وياريت تروحي تهدي كده وتاخديلك شاور يفوقك وتستنيني في السرير علي ما أجيلك .
نظرت له مدهوشة ، وفي تلك اللحظة شعرت بمدي انكسارها وانحطاطها في نظره ، واجبرت نفسها علي طاعته ، وتأنت في قراراتها لتأتيها فرصتها في الإبتعاد فيما بعد…….
_______________________
هاتفته لتخبره بما حدث في غيابه، ووقوعها في شباكهم بسهولة ، ظلت رودي بعض الوقت منتظرة رده عليها ..
وقف سامي مع بعض الأشخاص المتنكرين في زي أطباء ، وحدثهم بنبرة جادة :
– انا مش عايز غلط ، زي ما فهمتكم بالظبط تنفذوا ، فاهم انت وهو ، ولا أعيد تاني .
قال رجل ما : فاهمين يا باشا ، وان شاء الله هنهربها من غير ما حد هيحس بحاجه .
رد سامي بسخط :
۔ اما اشوف ، استطرد بمعني :
– احنا هنستني شويه لحد ما الجو يهدي كده ، والكل يروح يتغدي ، هتبقي السكة فاضية علشان تنفذوا .
قال رجل آخر بضيق :
۔ ما كنا ننفذ بليل أحسن .
رد سامي باستهزاء :
– علشان نتمسك علي طول ، دا أفضل وقت نهربها فيه ، لان محدش هيشك ان حد يهرب بالنهار كده .
قال الرجل باعجاب : طول عمرك برنس تفكير .
سامي بابتسامة ساخرة : ماش يا اخويا .
اعلن هاتفه عن إتصال ، ونظر له وتذمر قائلاً :
– ودي بتتصل عاوزه ايه دي .
زفر بقوه واجاب عليها بنفور :
– عاوزه ايه يا رودي .
رودي :…….
رد سامي بضيق :
۔ قولت خلاص ، هوضب الورق وآجي علي طول ، تابع بامتعاض :
– ويا ريت متتصليش تاني علشان مش فاضي دلوقتي ، سلام .
ثم أغلق الهاتف واستأنف متأففًا :
– خلاص بقي دورك راح ……وهتيجي هايدي ……
______________________
ألقت تلك المزهرية الموضوعة امامها بعنف فتهشمت إلي أجزاء صغيرة ، نظرت نور حولها بهيستيرية في حركات أعضاءها المتشنجة ، أخرجت أنينًا يوحي ببكاء قادم ، لم تتمالك نفسها في عدم رده عليها ، وربما انشغاله مع احداهن كما أخبرها ذلك الوقح ، حدقت بالهاتف الممسكة به وقررت مهاتفته ، ضغطت ارقامه بإيدٍ مرتعشه غير قادرة علي التحمل ، اضطرت للجلوس علي ذلك المقعد لضعفها العام ووعكتها الصحية التي تمر بها ، هاتفته ليخبرها بمكان وجوده ، اتاها صوته البغيض وهو يردد علي مسامعها ما كان يمليه عليها قبل قليل ، ولم تتحمل البقاء هكذا حتي أسرعت نحو الخارج ، فلم تكن بالمرة الأولی لإحتقاره لها والتقليل منها ، فتحت الباب وتركته مفتوحًا وهمت بالذهاب ، لم تكترث لحديث ذلك الحارس ، او بالأحری لم تكن تسمعه .
أغزت في السير الي الطريق العام ، ووقفت منتظرة سيارة ما ، اشارت لواحدة وقامت بإستقلالها متمنية كذب حديثه ، جلست بالسيارة ترتجف ، فهي لم تتهيأ بعد لمقابلته في ذلك الموقف مرةً أخري ، فبالتأكيد انفصالهما الحتمي ، شعرت بوخزة عنيفة في قلبها لمجرد تركها له ، انسابت عبراتها وهي تلعنه لمجرد كذبه عليها وعدم إهتمامه بأمرها ، وظلت تحدث نفسها بوعيدٍ متحجر :
– آه يا زين لو كلامه مظبوط ….انا مش بعيد أقتلك …
_______________________
ظل يكركر بهيستيرية لدخول لعبته عليها ، وضع يده علي صدره ليتنفس بهدوء ، مخففًا خروج ضحكاته المتواصلة التي سحبت انفاسه معها ، جلس مالك علي المقعد متنهدًا بحبورٍ جم وهو ينظر امامه بنظرة إنتصار في تنفيذ مهمته ، وأخری متشفيه فيه وانتقامه منه ، لأنه من سلبها منه وتملكها بمفرده .
نظر حوله في تلك الشقة التي أبتاعها خصيصًا في السر لتنفيذ مهمته دون وجود ما يعيق اكمالها ، استند علی تلك الطاولة وهو يردد بتمني رحيب :
– تعاليلي بقی يا نور …انتي لو تعرفي انا بحبك قد ايه…….
_______________
___________
________