فريسه للماضي


الفصــل الثانـي والثلاثـــون (الأخير الجزء الثاني ) ..
فريســـة للمـاضــي
ـــــــــــــــــــــــــــــ

بعـد مـــرور سنــوات قلائــل ….

قادت بنفسها أمور الشركة بعدما ترأس زين المنتجعات الأخري التي انشأها بمفرده وانغمس في العمل فيها وترك مقاليد العمل بيد زوجته لتضحي هي بمفردها المتحكمة في ادارتها وذلك بعدما انهت دراستها وتفرغت للعمل وبيتها وابناءها ، بدأت نور في مُسايرة أمور الشركة وبدت معروفة في عالم الأعمال بعدما اثبتت قدرتها في مجال ادارتها نظرًا لتفوقها الدراسي والذي ساعدها في الوصول لهذا المركز لتواجه رجال الأعمال ذي الصيت المعروف ببراعتهم ، جمعت نور اشياءها الخاصة ووضعتها في حقيبتها بعدما انتهي يوم عملها لترجع بعدها إلي الفيلا التي قطنوا فيها لخوفها علي اطفالها من المياة حيث طاردتها هواجس لسقوط احدهم في المياة ، ترك عمها الفيلا لهم وذهب ليسكن في العوامة هو وزوجته السيدة فاطمة وكان ذلك بمثابة السعادة بالنسبة له حيث تغير عن ذي قبل كأن لهذه العوامة سحرًا خاص بها لتجعل من يسكن فيها كأنه ولد من جديد ، ابتسمت نور وهي تحرك رأسها بسخرية عندما كانت تتذكر حياتهم هناك وتنهدت بعدها بعمق ونهضت وإذ به يدخل عليها كعادته في الأونة الأخيرة للمغادرة سويًا ، اقترب منها زين بابتسامته الساحرة التي تلهب مشاعرها ، وقف قبالتها لتطوق عنقه وتحدق فيه بنظرات حب عشق تمني وهي تقول :
– بحبك قوي ، اليومين دول انشغلت عني وأنا عاوزة آخد حقي .
ضحك بشدة وهو يرد بقبلة خاطفة علي ثغرها :
– دا أنا اللي هتجنن علشان الشغل واخدني منك ، ابتسمت نور وتابع وهو يدنو منها ويهمس بالقرب من وجهها :
– النهاردة عندي ليكي مفاجئة هتعجبك قوي .
ردت بفضول ونظرات شغوفة :
– قول مفاجئة ايه ؟ ، انا عاوزة اعرف .
حرك رأسه بنفي ورد بجدية :
– الليلة مفاجئتي ليكي ، علشان حاجة مش هتخطر في بالك .
عبست تعابيرها وتأففت مما جعله يبتسم ، بينما هي قالت بمكر وهي تحاول اغراءه كما تفعل دائمًا حيث قامت بتقريب شفتيها من وجه لتقول باغواء :
– يعني مش هتقول لنانو حبيبتك ، قول وأنا هديك بوسة .
ابتسم بخبث في نفسه ورد هو بخداع :
– مش هقول وهاخد البوسة ، ثم انحني عليها يقبلها بلهفة جعلتها تبادله إياها بحب كأنها أصبحت مدمنة لقبلته التي تأخذها لعالم آخر متناسية لذلك العالم من حولها ، ابتعد زين عنها وهمس بصوت متقطع :
– الليلة هنروح العوامة ، هخلي بابا يجي يقعد مع العيال وهضحك عليه ونروح احنا ، ضحكت نور عاليًا ليتابع هو بمغزي :
– اصل ببقي مبسوط قوي معاكي وأنا هناك .
توقفت عن الضحك وهي تهمس بدلال :
– انا بقي ببقي مبسوطة معاك في أي مكان…..
___________________________

بعد وصولهم للفيلا اوقف سيارته امام البوابة الخارجية مما جعل نور تستغرب الأمر ، هتف زين بتعابير غامضة :
– يلا يا حبيبتي هننزل هنا .
ردت وهي تنظر إليه بعدم فهم :
– انت هتقف هنا ، مش هتدخل بالعربية .
رد نافيًا باقتضاب :
– لأ ، يلا انزلي .
ترجل من السيارة وسط تعجبها من الأمر وترجلت هي الأخري غير مكترثه لما يحدث ، ولج الإثنان مشيًا علي الأقدام نحو الداخل ، وقف خلفها ليُغمض عينيها بكفي يده فهتفت بتعجب :
– زين فيه ايه انا مش فاهمة حاجة .
رد بهمس في اذنها :
– علشان المفاجئة يا قلبي .
زمت شفتيها للجانب وابتسمت بفرحة عندما بدأ بالسير بها نحو الداخل ، قتلها فضولها لتعرف ماهيتها بعدما يزيح يديه من علي عينيها ، وصل بها لحديقة الفيلا وهو يبتسم بشدة ثم ابعد يديه لتتمكن من الرؤية ، تفاجئت نور بالجميع من حولها ويبتسمون لها ومنهم من يلوح لها ، ووجهت بصرها لحديقة الفيلا التي تزينت بأروع الورود والأنوار الجذابة ، لم تجد كلامًا لتتفوه به من فرحتها التي استحوذت عليها ، وتفاجئت به يهمس بحب :
– عيد ميلاد سعيد يا حبيبتي ، يا أم ولادي .
استدارت نحوه ولم تخجل مما حولها حين قبلته بقوة كانها ترسل له امتنانها علي ما يفعله من أجلها ، حملق الجميع في هذا المنظر الرومانسي ومنهم من هام فيه وآخر خجل واستدار للناحية الأخري ، ومنهم من يحسده بمكر ومن غيرهم حسام ومعتز الذين استشاطوا غيظًا فلم ينعم أيًا منهم بلحظة كتلك ، لم تبتعد نور عنه ولكنه ادرك الموقف وابعدها بهدوء وهو يهمس :
– مش هنا يا مجنونة ، اما نروح العوامة ، ابتسمت بخجل تريد ان تتواري عن نظرات الجميع من فعلتها الجريئة امامهم ، ولكنها مثلت القوة كأنه زوجها ولتفعل ما تريد ، تابع زين وهو يسحبها نحو الداخل ليهتف الجميع معًا في صوت واحد :
– عيد ميلاد سعيد يا نور .
ضحكت نور بسعادة غطت وجهها وضمها زين إليه وهو يهمس :
– يلا يا حبيبتي علشان نطفي الشمع ، تابع بمكر :
– خلينا نخلص ونكمل سهرتنا سوا.
قبلته من وجنته بحب وتنهدت بارتياح شديد فلم يعلم احد كم شعور السعادة المتملك منها ، اطفئت الشموع والتي تحمل عمرها من الأعلي ” الخامس والعشرون ” ، بارك الجميع لها ولكنها لم تري امامها سوا زوجها حبيبها من بينهم ، أتي ابناءها
ليهتفوا بتهليل :
– كل سنة وانتي طيبة يا مامي .
انحنت نور لهم وجثت علي ركبتيها امامهما وهي ترد بحنان :
– حبايب مامي وحشتوني ، اقترب أيان الابن الأكبر منها وقال وهو يمد يده بهدية ما :
– كل سنة وانتي طيبة يا مامي ، انا قولت لدادي هات هدية علشان اديها لمامي .
ضمته نور وهي تضحك علي برائته وهتفت بنبرة حنونة سعيدة :
– حبيب ماما ، تابعت بتساؤل :
– ويا تري الهدية دي فيها ايه ؟ .
رد بجهل وهو يرفع كتفيه الصغيرين الأعلي :
– مش عارف اسألي دادي ، هو اللي جبها .
رفعت نور رأسها ناظرة لزين الذي يبتسم لها ، رد بمكر :
– اوعي تفتحيها دلوقتي ، الناس حولينا ، نظرت له بغيظ فهي بالتأكيد هدية من هداياه الوقحة ، زفرت بقوة ونظرت بعدها لطفلتها الثانية “مريان” ، حدثتها نور وهي تقبل وجنتها :
– وانتي يا حبيبة مامي جبتي ايه ؟ .
لم تتحدث ولكنها مدت يدها بهدية ما صغيرة ، ابتسمت لها نور وهي تتناولها وشرعت في فتحها ، فسبقها زين وهو يقول :
– ودي كمان اوعي تفتحيها ، شهقت وهي تصر اسنانها ببعضهما ، فابتسم لها ببلاهة وهو يبرر بخبث :
– اومال عايزاني اجبلك لعبة ، انا جايبلك حاجة تظبطنا احنا الإتنين .
تأففت ونهضت للترحيب بالجميع ، بدأت الحفلة وسط مرح ولعب الأطفال سويًا في جو عائلي ، حيث رُزقت مريم بابنة تدعي “لين” ، اما الأخرين فأكتفوا بأثنين عكس ديما وأمير التي انجبت ولدًا وحامل حاليًا في طفلها الثاني والذي لم تعرف جنسه حتي الآن ، في احدي الزوايا وقف حسام ومعتز يتهامسون وهم يتطلعون علي نظرات العشق بين زين ونور بهيام ، تنهد حسام بحرارة وسأل معتز الواقف بجانبه :
– انت مراتك بتعمل معاك كدة ، حرك رأسه بنفي وهو يرد :
– عمرها ما دلعتني كدة ، تابع بمعني :
– يا بخته ، هو اللي بيتجوز صغيرة بيبقي دا حاله ، عايش متهني ومدلع .
اومأ حسام برأسه وهو يؤكد :
– صغيرة ولكن…..
قاطع حديثهم فاضل الذي تسمع عليهم ، وهتف بحنق :
– يا نهاركوا اسود ، انتوا عمالين تحسدوا في ابني .
التفتا الإثنان نحوه وبادر حسام وهو يبرر بتلعثم :
– لا يا عمي ، دا ..دا احنا بنشكر فيهم اصلهم حلوين اوي .
ابتسم فاضل بتهكم وهو يرمقهم بانزعاج ، تروي في الرد وحدثهم بجدية متعقلة :
– المفروض انتوا الإتنين متبصوص علي اللي في إيد غيركم ، واحمدوا ربنا علي اللي قدامكم ، نظر لهم وتابع بمعني :
– يعني انتوا مش مبسوطين في حياتكم ، ولو واحدة من مراتك انت وهو سابتك هتبقوا مبسوطين .
نكسوا رؤوسهم في خزي ورد معتز بندم :
– لا يا عمي انا بحب مراتي قوي ومش هستحمل تبعدي عني .
اعجب فاضل برده ، بينما هتف حسام ببلاهة وهو يشير علي معتز :
– وانا زيه بالظبط .
قال فاضل بحدة زائفة :
– من هنا ورايح كل واحد يخليه في بيته ومبيبصش علي اللي في بيت غيره ، لأن مش كل الناس زي بعض ، وحياتكم اللي مش عجباكوا دي غيركوا بيتمناها ، سامعين…….
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اسند مالك سارة لكي تجلس علي المقعد فقد اقترب موعد ولادتها في طفلتهما الأولي ، فقد اراد الله عدم انجابها في الفترة الماضية لمشيئته في ذلك ، ارتضي الإثنان بما قسمه الله وحملت سارة بعد محاولات كثيرة وها هي تحمل ابنتها التي ستلدها بعد اسابيع قليلة جدًا ، جلس مالك بجانبها وهو يقول بحنان جلي :
– كويسة يا سارة ، انا شايفك تعبانة .
ابتسمت بتعب وهي ترد نافية :
– انا كويسة يا حبيبي ، انا بس ما نمتش كويس ، بس شوية وهبقي حلوة .
ربت علي ظهرها بلطف وهمس بمغزي :
– بس تصدقي شكلك حلو وانتي حامل ، ابتسمت بهدوء فتابع بامتنان :
– الحمد لله ان ربنا رزقنا ببنتنا اللي هتيجي ، ما تعرفيش انا فرحان قد ايه ان هيبقي عندنا بنت .
ردت بابتسامة باهتة :
– الحمد لله ، وان شاء الله نربيها كويس …..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وقفت جني ابنة ميرا تحدق في زين ونور وهو يلاعبها ويعطيها الشوكولاتة ، اغتاظت الطفلة منه لاهتمامه بها وعدم مبالاته بمن حوله فقد كانت تحقد علي نور رغم صغر سنها ، لاحظت ميرا ابنتها العابسة تحدق في شىء ما ، دنت منها وحملتها علي ذراعها وهي تسألها بلطف :
– جني يا حبيبتي بتبصي علي ايه .
ردت بغيظ طفولي :
– الواد زين بيلاعب نور ومش بيلاعبني يا مامي ، ولما اروح العب معاه بيقولي لأ وهيلعب مع نور بس .
لم تعرف ميرا لما راودها ذلك الشعور بأنها تري نفسها في ابنتها عندما كانت تراهم سويًا من قبل ، فقد كانت تحقد عليهم لمجرد الغِيرة فقط ، شردت بفكرها بأن تصبح طفلتها مثلها وكلحت تقاسيمها مجرد التفكير في حدوث ذلك ، حركت رأسها رافضة ووجدت ان من واجبها كأم ان تغرس بداخلها بعض القواعد لتتحاشي ان تؤذي نفسها في المستقبل كي لا تنساق وراء اوهام قد تطيح بها ، وعيت لابنتها التي تحملها وقبلت وجنتها بهدوء ، حدثتها ميرا بنبرة جدية واضعة في اعتبارها صغر سنها :
– جني يا حبيبتي انا مش عوزاكي تزعلي ، ترضي تلعبي مع حد مش بيحب يلعب معاكي ، هتبقي مبسوطة وقتها .
حركت رأسها بنفي ، فابتسمت ميرا وهي تتابع بحنان :
– يبقي نلعب مع اللي بيحبنا احسن ، وقتها هيبقي اللعب حلو وهنبقي فرحانين ، فهمتني يا جنو .
اومأت رأسها بنعم وردت :
– هو انا هستني كتير حد يحبني العب معاه زي نور كدة ، ردت ميرا بابتسامة هادئة :
– ادعي ربنا وهو هيبعتلك اللي يحبك ويلعب معاكي ،هتفت الطفلة ببراءة :
– يا رب ، تابعت بعبوس طفيف :
– ممكن اروح آكل جاتوه يا مامي ، ميرا وهي تضعها علي الأرضية :
– أكيد يا حبيبتي ، كلي جاتوه وانبسطي ، ركضت جني لتلك الطاولة وما ان رآها مراد ابن أمير حتي ركض نحوها وحدثها :
– تعالي يا جني نلعب سوا ، نظرت له بعبوس وردت بلا مبالاة:
– روح ، انا مش عاوزة العب معاك .
حزن مراد وكاد ان يستدير ليعود ادراجه ، ولكنها تذكرت حديث والدتها ونادته وهي تسأله بطفولة :
– انت عاوز تلعب معايا يا مراد ، اومأ رأسه وهتف بابتسامة فرحة :
– ايوة يا جني ، تعالي نلعب سوا ، ردت جني بمعني :
– تعالي ناكل جاتوه وبعدين نلعب ، توجه مراد معها وتناولوه سويًا ثم توجوا بعدها للعب معًا ….
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وقفت نور مع زين يتبادلان الاحاديث وكانت تلومه احيانًا لهداياه فهي كانت عبارة عن ملابس داخلية لها ، انتهي الموضوع بضحكهم ومزاح زين الدائم معها وحبه العميق الذي لم يبخل امام أحد باظهاره ، تأفف زين فقد استمرت الحفلة وقتًا طويلاً كَلّ من الاصوات الصاخبة يريد أخذ زوجته بعيدًا عن أعين الجميع ويختلي بها ، لم يزيح نظراته التي تتأملها بتمني طوال الحفل ، ادركت نور نظراته نحوها واقتربت منه لتقول بهدوء :
– ايه يا حبيبي ، انتي زهقت من الحفلة ولا ايه ؟!.
رد وهو يتطلع عليها بحب :
– يلا يا نور نكمل سهرتنا في العوامة ، هما لما يزهقوا هيمشوا ، تابع وهو يهمس بخبث :
– اصل بصراحة كدة عاوز كمان عيل ، ابتسمت نور وردت بدلال:
– طيب يلا علشان نروح ، اتسعت ابتسامته وسحبها من يدها ليذهب بها ، ولكن ابنته اوقفته حين نادته “دادي” ، استدار زين ونظرت لها نور التي ركضت نحوها وحملتها علي ذراعها قائلة بلهفة بائنة :
– ماريان حبيبتي انتي بتتكلمي ، انتي قولتي دادي ، انضم زين هو الآخر فرحًا بمناداتها عليه وهتف بحنان :
– حبيبة دادي ، انتي بتنادي عليا .
ردت بتلقائية :
– دادي ، بادر زين بتقبيلها بشغف ونظر لنور قائلاً :
– اول ما اتكلمت نادت عليا ، ثم ضحك من فرحته وكاد ان يتحدث ولكنه وجد من يتشبث ببنطاله ويهزه بخفة ، انتبه زين ونظر للأسفل ليجد ابن اخته سلمي ريان يهتف :
– ممكن العب مع ميان “مريان” .
ابتسم له زين وانحني ليصل لمستواه قائلاً بمعني :
– عاوز تلعب معاها ، اومأ رأسه بنعم ، فتابع زين وهو يضعها علي الأرض :
– العب معاها بس خلي بالك منها ، امسك الولد يدها ورد :
– حاضر ، ثم ركضوا ليلعبوا من البقية وزين يتابعهم بابتسامة حالمة ، وجه بصره لزوجته التي هتفت بمغزي ما أن نظر لها :
– بفكر اجوزهاله لما يكبر ، ضحك زين ورد بمكر :
– طيب يلا احنا الأول قبل ما حد تاني يمسك فينا…..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جلست سلمي مع اختها مريم التي كلما تنظر لابنتها وهي مع ابن اختها زين تنفجر غيظًا من حبهم لبعضهم ، وعن مريم فبقيت تضحك من قلبها وهي تقول بوجه مغتر :
– الحمد لله ، كنتي بتقولي بنتك هتطلع عين ابني ، بس ربنا وقف معايا وهما الأتنين بيحبوا بعض ومش بيلعب غير معاها .
صرت سلمي اسنانها بانزعاج وهي ترد :
– كان نفسي تطلع عينه بس ملحوقة .
نظرت لها مريم بلامبالاة وهتفت بتعالي :
– خلاص يا حبيبتي متزعليش نفسك ، هبقي اخلي ابني يتقل عليها ويطلع هو عينها .
تنهدت سلمي بقوة وهي تنظر لها هتفت بتمني :
– قادر علي كل شيء …
ركضت “لين” ابنة مريم الصغري خلف “ايان” ابن نور وهي تحدثه :
– تعالي يا ايان نلعب مع بعض ، استدار نحوها ليقول بتأفف :
– مبقاش غيرك والعب معاها ، امشي يا بنتي روحي العبي بعيد ، ولا شوفي عروسة العبي بيها .
ردت لين بعبوس :
– ليه مش بتلعب معايا ، ما انت بتلعب معاهم كلهم اشمعنا انا .
رد بضجر :
– انا همشي واوعي تيحي ورايا في أي مكان زي ما بتعملي ، مش هيحصلك كويس لو جيتي ورايا ، قال جملته وتركها تتبعه بغيظ وانتبهت لوالدتها حين نادتها ، مريم بصوت عالي :
– تعالي يا لين يا حبيبتي ، واقفة كدة ليه .
نظرت لها لين بتفكير واخذت قرارها بالذهاب خلف ايان لرؤية ماذا يفعل ….
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد وقت وصل زين الي العوامة بعدما استأذن من والدة لقضاء الليلة هناك ووافق فاضل علي مضض فطالما أحب المكوث فيها ، ترجل زين ونور وكادت ان تصعد هي ، فاستوقفها قائلاً :
– استني متطلعيش .
نظرت له نور باستغراب واستفهمت :
– ليه ؟ .
لم يجب عليها حيث وقف امامها وانحني ليحملها بين ذراعيها ، فضحكت نور وطوقت عنقه ، بينما هو هتف بهيام :
– معقول هسيبك تطلعي لوحدك يا قلبي .
صعد بعدها للعوامة وولج للداخل ولم ينزلها إلا داخل غرفتهم ، انزلها زين بهدوء ونظر لها بشوق وهو يسند جبهته بجبهتها ، همس بتوق :
– وحشتيني ، ابتسمت نور وتابع وهو ينظر حوله :
– انا لو مكنتش جيت هنا كنت هتجنن ، انا قفلتها علشان محدش يدخلها غيرنا .
نظرت له وهي تقول بعشق ظهر في نظراتها نحوه :
– علي فكرة انا عرفت عنك ميزة مش هتتغير فيك .
رد بجهل وهو يستفهم :
– ميزة ايه دي ؟.
ردت باغراء جعله يرغبها :
– انك بتاع كلام وبس .
رد وهو يشلح سترته ونظراته مسلطة عليها :
– الميزة دي من النهاردة مبقتش فيا …..
____________________________________
” للحب مستويات وحبك لزوجتك ليس ضعفًا فهو تقدير لها فأن منحتها إياه ملكتها وملكت قلبها ، معاملتك لها سيئة كانت ام حسنة ستنقلب ردة فعلها علي حياتكم معًا ، فقط افعالنا هي من ترسم سعادتنا ، المرأة كائن لطيف رقيق ، بكلمة تمتلكها وبكلمة أخري تخسرها وللأبد ، حافظ علي ما لديك فربما لم تشعر بذلك إلا حين الفراق “…
الهام رفعت : كاتبة قصص وروايات واشعار ومواعظ ..

ــــــــــــــــــــــتمــتــــــــــــــــــــــــ

error: