فريسه للماضي

الفصــل العاشـر
فريســة للماضـي
ـــــــــــــــــــولج ماجد غرفتـه وجدها بانتظاره كما أمرها ، سلط بصره عليها واثنی ثغره بابتسامة إعجاب ثم أقترب منها بخطوات محسوبة وهو يطالعها كليًا ، كانت هانا جالسة علي الفراش ومرتديه ثوب نوم عاري ومظهر لمفاتنها بطريقة مثيرة كما امرها ، وقف ماجد امامها ومد لها يده ، فنظرت لها ومدت يدها هي الأخري ليمسك بها بقــوة ويسحبها من علي الفراش لتقف أمامه ، وقفت هانا امامه بتعابير جافة وهي تنظر اليه ، سحبها ماجد بقوة نحوه لترتطم بصدره ، شهقت بخفة ونظر هو لها قائلاً :
– ايه !، انتي زعلانة ولا ايه يا حبيبتي ، هي أول مرة تلبسيلي كده ، ولا تبقي مستنياني.
ثم وجه بصره لشفتيها والتهمهما في قبلة عنيفة وهو يضع يديه علي جسدها ويمررهم عليه بطريقة توحي بتمنيه لها ، فلتت دمعة شاردة من عينها أشعرتها بمدی دونيتها ورخصها في عينيه ، ولم يتوانی ماجد في لمسها ليشعرها بمدي إمتلاكه لها، ثم ابعدها قليلاً عنه واستطرد وهو يصك اسنانه ببعضهما :
– عرفتي بقي انك ملكي ، ومش هتقدري تسيبيني ، ولو عملتيها يا هانا هيبقي آخر يوم في عمرك ، ومن هنا ورايح انتي لمزاجي وبس ، وجوازي منك هيبقي برضه بمزاجي ، فهمتيني يا حبيبتي ولا أعيد تاني .
تسارعت عبراتها في الهطول علي وجهها واومأت رأسها بطاعة ، فابتسم لها باعجاب ، ثم وجه بصره لجسدها مستكملاً بوقاحه :
– يلا دلوقتي علشان عاوزك……….
_____________________________

صف سيارته امام إحدی المستشفيات القريبة وترجل منها وعجل في خطواته تجاهها ، بادر مالك بحملها بين ذراعيه وهو يرتعد خوفًا عليها ويحدق فيها بقلقٍ مزعور من إصابتها بما لا يحمد عقباه ،هرول لداخل المستشفي حاملا إياها ويديه وملابسه ملطخة بدماءها ، نظر حوله وصرخ بهيستيرية :
– انتو يا بهايم يااللي هنا ، حد يلحقني بسرعة.
هرع بعض الممرضین تجاهه وهموا بأخذها منه ، وبادروا في وضعها علي السرير النقال ، تقدم طبيب المشفی ورآها هكذا فهتف متسائلاً :
– حصلها ايه ؟.
هدر مالك بعصبية :
۔ انت بتسألني ، وانت شغلتك ايه هنا .
زفر الطبيب بقوة وهتف في المسعفين بعملية :
– علي غرفة العمليات بسرعة ، وكلمولي دكتورة النسا والتوليد تيجي علي هناك ، يلا أتحركوا .
قاموا بدفع السرير النقال مهرولين بها لغرفة العمليات و خلفهم مالك وهو يرتاع من حالتها السيئة المتدهورة ، دلفوا بها للداخل واوصدوا الباب خلفهم ، وتوجس مالك من أنقلاب الأمر لذلك الوضع المريب ، وحدق امامه زائغا فيما فعله معها، فهو المذنب الأول لما حدث ، وجه بصره ليديه وهي تكسوها الدماء وجزع من الموقف برمته وبرر بأنه لم يلمسها قط وهذا ما زاد حيرته فيها ، تأني لحين خروج الطبيب لفهم ما تمر به ، وارتمي علي المقعد امام الغرفة منتظرًا خروج الطبيب وطمأنته عليها….
_____________________

وقف امام الشاطئ بعدما شعر بالوهن من كثرة البحث عنها ولم يجد لها أثرًا في أي مكانٍ يمكنها التوجه اليه ، نظر زين امامه علي مياة البحر الساكنة والظلام الدامس المعيق لرؤيه مداها وأحس بانقباض صدره كأنه يستشعر تألُمها ، تنفس بصعوبة ووجل من حدوث شيئًا سيئ لها ، نظر في ساعه يده فقد قاربت الساعة علي التاسعة وهو يبحث عنها ، أغمض عينيه محاولاً استيعاب الموقف ، ومتذكرًا رؤيته لها في الصباح وتوديعها له ، تلألأت الدموع في عينيه وحرك رأسه لينفض تلك الأفكار التي تخالجه في إصابتها بمكروه ما ، وقف حسام من خلفه محدقًا به وذلك الحزن الجلي علي هيئته ، وأدرك ضيقه وشعر بمدی حزنه علي ما حدث ، دنا منه قليلاً لمحاولة تهدئته والتخفيف عنه وحدثه بهدوء زائف :
– زين …….زين اللي بتعمله ده ما فيش منه فايدة ، أكيد هي كويسة ، ويمكن راحت مكان وكانت عايزه تقولك وانت مردتش عليها ، مش مخطوفة يعني علشان نكبر الموضوع واحنا لسه مش متأكدين من حاجة ، خصوصًا انها خارجة بمزاجها يعني.
حرك زين رأسه بعدم إقتناع ورد عليه بصوت متحشرج :
– فيه حاجه حصلت ، بس مش قادر اعرف ايه هي ، الصبح كانت معايا كويسة ، وهي كانت تعبانه ، ولازم يكون فيه حاجة كبيرة حصلت تخليها تسيب العوامة بالشكل ده رغم تعبها ، استأنف معنفًا نفسه :
– انا غبي ، ازاي متصلتش بيها ، كل يوم بكلمها وبتكلمني ، ازاي اخلي حاجة تشغلني عنها .
حسام بتفهم وهو يربت علي كتفه :
– يا زين احنا كان عندنا إجتماع مهم ، وانت سايب حارس قدام العوامة ، مش سايبها لوحدها يعني ، هي خرجت بس احنا منعرفش مكانها ، او يمكن حد كلمها قالها حاجة خلتها تخرج بالشكل ده .
زين بضيق وهو يهتاج من الداخل :
– الحارس الغبي ، ازاي يسيبها ويمنعهاش ، دا حتي هو كمان اتصل بيا ونسيت أشوف تليفوني بسبب الإجتماع .
قال حسام بنبرة ذات معني :
– طيب يا زين هنعمل ايه دلوقتي ، احنا لما روحنا القسم قالوا لازم يعدي اربعة وعشرين ساعة علي أختفاءها .
هدر زين بانزعاج جم :
– ايه القانون الغبي ده ، يعني نستني لما يكون عدي الوقت ويكبر الموضوع ، ولا يكون حصلها حاجة ومستنية تلاقيني جمبها ، انت متعرفش يا حسام انا كنت هتجنن قد ايه لما كانت مخطوفة قبل كده ، انا كنت هموت من الخوف عليها .
حسام بتأني وهو يهدأه :
– طيب يا زين أهدي ، وان شاء الله خير ، انا حاسس بيك صدقني .
رد زين بحزن جلي ونبرة وشيكة علي البكاء :
– لا يا حسام ، محدش حاسس بيا ، انا ممكن يجرالي حاجه لو مشفتهاش قدامي وكويسه .
هتف حسام بتعقل :
– طيب تعالي ندور عليها في المستشفيات ، ونسأل ، يمكن يجيب نتيجه ..
اومأ زين رأسه بموافقه ، وقام حسام بإمساكه من ذراعه متوجهًا للسيارة واستطرد بجدية :
– خليني انا اسوق يا زين ….انت شكلك تعبان ……
____________________

ظل عدة ساعات مرابطًا أمام غرفة العمليات ، وقف مالك منفعلاً من كثره إنتظاره ولم يجد احدًا يطمأنه علي حالتها ، نظر حوله بغضب وهو يحدق بذلك الباب متخيلاً الأطباء وهم يطببون جراجها ، تجهمت تعابيره مجرد تطور الأمر للأسوأ ،وماذا سيفعل بعدها ، فحتمًا ستكون نهايته معها ، نكس رأسه في حزن وعنّف نفسه علي ما فعله ، فهو من أوصلها لحالتها تلك ، سمع صوت باب الغرفة ينفتح ، فرفع رأسه ناظرًا له ، وهب واقفًا من مكانه وهرول للطبيب المعالج لها عندما رآه يخرج ويبدو عليه أنتهاءه من العملية ، حدثه مالك بلهفة واضحة :
– خير يا دكتور ، هي كويسه ..صح .
رد الطبیب بنبرة عملية :
– الحمد لله هي كويسه ، وقدرنا نوقف النزيف وحالتها مستقرة
قال مالك متنهدًا بارتياح :
۔ الحمد لله يا رب ، استطرد مستفهمًا :
– واللي حصلها دا من ايه .
الطبيب بأسفٍ زائف :
– للأسف ! ، احنا مقدرناش ننقذ الجنين ، لأن النزيف كان شديد قوي عليها ، ولأن جسمها ضعيف ، وباين مكلتش حاجة
وقف مالك يستمع له مصدومًا ، فلم يتخيل حملها منه ، فقد وضع نفسه في كارثة عظيمة ، وفطن مقت الجميع له عندما يعلمون بما أقترفه ، لم يستمع لباقي حديث الطبيب له ، حيث أصبح كالمغيب ، فهو بمفرده معها ، وربما قلق الجميع عليها الآن ، نظر مالك امامه عازمًا علي إخبارهم بما حدث ، فعلي الرغم من وضعه الحرج والذي سيجعله مبغوضًا امامهم ، إلا انه لم يجد حلاً آخر أمامه ، أخرج هاتفه من سترته وأعتزم الإتصال به ليبلغه بوجودها معه ، ضغط ارقام هاتفه بثقلٍ وهو يرتعد مما هو قادم ، أتاه صوته بنبرته المتلهفة والتي توحي بقلقه عليها ، فأجابه مالك بتردد :
– زيــن …….تعالی بسرعة …….
______________________

وضع بعض من ملابسه الضرورية ، نظرًا لمكوثه أغلب الوقت في الخارج ، خاصةً بعد تكليفه هو وزويه بعده مهام ، ومنها تأمين المداخل الرئيسية والسرية في المدينة ، اوصد معتز حقيبته الصغيرة بعدما أتمّم علي ما بداخلها ، ثم حملها واسندها علي الطاولة ليتهيأ بالذهاب ، حدقت فيه سلمي وهي تزرف دموعها في صمت لبعده المفاجئ عنها ، وجه معتز بصره لها ، ورفع حاجبيه في إستغراب ، وبدأ في الإقتراب منها ، ثم حملق فيها بعدم فهم ورفع وجهها بيده قائلاً :
– سلمي حبيبتي ، انتي بتعيطي !.
سلمي من بين بكاءها :
– انت هتسيبني ، عاوزني افرح يعني .
رد معتز باستنكار :
– أسيبك ايه يا حبيبتي ، انا بس هفضل بره اكتر الوقت ، لان عندنا مهمة كبيرة قوي ، وهبقي آجي كل فتره أطمن عليكم .
قالت سلمي بنحيب :
۔ برضه مش هتقعد معانا كتير ، شغلك هياخدك مننا .
قال معتز وهو يضمها اليه :
– لا يا حبيبتي ، انا هبقي آجي كل يوم اطمن عليكي وامشي تاني ، تابع غامزًا :
– وهطول المدة شويه علشان نبقي براحتنا .
أحتضنته سلمي بقوة وحدثته بحب :
– بحبك قوي يا معتز ، انت بتوحشني قوي لما بتكون بعيد .
ابتسم معتز وقبل رأسها ورد :
– عمري ما حبيت حد غيرك انتي، تابع وهو يبعدها قليلاً:
– أوعديني تخلي بالك من نفسك ، ومن نور الصغيرة ، ثم وجه بصره لبطنها ووضع يده عليها واستطرد بمغزي :
– ومِن معتز الصغير .
قالت سلمي مضيقه عينيها :
۔ لسه زي ما انت يا معتز .
هتف معتز بضحك :
– انا بهزر معاكي يا حبيبتي ، اللي يجيبه ربنا كويس ، وانا راضي بيه .
قالت سلمي بسخط :
– أما أشوف ، تابعت بجدية :
۔ خلينا في المهم ، لو مدام رودي جابت العقود ، انا همضي واشاركها ، خلاص يا حبيبي .
معتز بابتسامة محببة :
۔ اللي يسعدك يا حبيبتي اعمليه .
هتفت سلمي بدعاء :
۔ ربنا ما يحرمنا منك يا حبيبي يا رب……
________________________

ولجت غرفة ابنتها وجدتها مستلقية علي الفراش وتستمع لبعض الأغاني وتدندن معها ، ثم حدجتها باستغراب وهي تقترب منها ، اغتاظت فاطمه من تغير ابنتها المفاجئ كونها لم تعطي الأمر أهمية او نسبة بسيطة للقلق علي صديقتها المقربة ، اقتطبت تقاسيمها وهي تحدجها بقسوة نظرًا لقلق الجميع من حولها وحزنهم لما حدث ، رغم انها علمت بالأمر لم تبدي أستعطافها لأعز رفيقه لها ، وأستنبطت بحسها الأمومي غِيره أبنتها منها ، لحب مالك لها وعدم إكتراثه بها ، فهي علي معرفة بحب أبنتها له ، ولذلك اخذت قرارها بابعاده عن هنا ، حتي لا يتطور الأمر بينهم ، وقفت فاطمه لبعض الوقت وهي تحدجها بأعين زائغة ، انتبهت لها ساره واعتدلت قائله بتعجب :
– ماما ! …انتي هنا من زمان .
نظرت فاطمه لها وردت بامتعاض :
– هي اللي مش عارفين مكانها دي ، مش تبقي صاحبتك برضه .
تنحنحت ساره وردت بتوتر :
۔ آه يا ماما ، ليه ؟ .
ابتسمت بتهكم ، ثم توجهت لهذا الكاسيت واغلقت بعنف وهتفت معنفة إياها :
– انتي من امتی وانتي كده ، انت شايفه اللي حواليكي زعلانين وهيتجننوا علشان نور اللي مش عارفين هي فين ، وسيادتك ولا انتي هنا ، وبتسمعيلي الزفت ده ، ايه عدم الإحساس اللي انتي بقيتي فيه ده .
هتفت ساره بتأفف :
۔ يعني اعملها ايه ، ما كفايه الكل هنا بيحب الست نور وخايف عليها ، هتيجي علي حبي انا .
لم تتحمل فاطمه حديثها الفظ ، حيث رفعت يدها وصفعتها بقوة وهتفت بتعنيف :
– بنت قليلة الادب ، كل دا علشان الزفت مالك بيحبها ، حبك ليه غيرك علي اعز أصحابك بالشكل ده .
نظرت لها ساره بعدم تصديق وردت بحزن :
– بتضربيني يا ماما علشانها ، هي بنتك ولا انا ، تابعت بضيق:
– وانتي عارفة اني بحبه ، وبعدتيه عني ، عاوزه مني ايه تاني ، سيبيني لوحدي بقي ، احبها أكرها ، الموضوع هيغير ايه يعني ، ولا هيفرق في حاجه عندها ، كفايه حب جوزها ليها ، هتعوز ايه تاني .
هتفت فاطمه باستنكار :
– انا مش عارفه اقولك ايه ….ربنا يهديكي ……
______________________________

ركض زين في ذلك الرواق المؤدي لغرفة العناية المشدّدة ، وهو مزهول من وجودها هنا ، وازدادت حيرته بأنه من ابلغه بوجودها ، ظلّ زين غير متفهمًا لما يحدث حوله ، ولكنه أجّله قليلاً حتي يطمئن علي زوجته ، ركض حسام هو الآخر خلفه وحدثه مشيرًا بيده :
– من هنا يا زين ، مالك واقف أهو .
رآهم مالك وأنسابت مفاصله وبات غير قادرًا علي الوقوف ، فحتمًا سينكشف أمامهم بخدعته لها ، أزدادت ضربات قلبه واقسم داخليًا بأنه يستمع لها ، ولكن لابد من وجوده هنا ، إحتراسًا عليها ، تقدم منه زين وسأله بقلق :
– مالك ، نور حصلها ايه ؟ .
نظر له مالك بتوتر ، فهو لا يعلم حتي الآن بأنه السبب فيما حدث ، ورد عليها بنبرة متوترة مرتعدة:
– نو..نور..كويسة …الدكتور طمني .
زين متسائلاً بلهفة :
– متعرفش حصلها ايه ؟ ، وايه اللي عندها ؟ .
رد مالك بتوتر : اسأل الدكتور .
زين بضيق :
– طيب هي فين ؟ ، عايز اطمن عليها .
أشار له علي غرفه العناية المشددة ورد بارتجاف :
– هما دخلوها ..هنا .
نظر زين للغرفة واقترب من تلك النافذة الزجاجية وحدق فيها جيدًا ، ونظر لها متعجبًا من حالتها ، ولكنه ظنّ الأمر بسيطًا كونها كانت تشعر بالتعب الفترة الماضية ، فربما زادت حدته عليها ، جاء حسام ونظر لها هو الآخر وربت علي كتفه قائلاً :
– الحمد لله يا زين ، أهي قدامك اهيه ، وإن شاء الله هتبقي كويسة .
قال زين بحيرة :
– انا مش عارف عندها ايه ، لازم أسأل الدكتور واطمن عليها ، شكلها وهي نايمة كده مش مريحني .
حسام بتفهم :
– انا هبعت اشوف مين الدكتور المسؤل عن حالتها … وهنعرف منه كل حاجه .
قال زين وهو يتطلع عليها باشتياق :
– يا تری كنت حاسه بأيه يا حبيبتي ، وانا مخدتش بالي …..
_________________________

تنهدت هايدي بارتياج جم بعدما دلفت من المرحاض ونعمت بحمامٍ بارد في ذلك المغطس التي اشتاقت للمكوث فيه ، ثم تقدمت بضع خطواتٍ متهادية من الراقد علي الفراش ونظرت له بابتسامة سحرته وجذبته للتطلع عليها بلهفة أشتاق لها ، زمت شفتيها للجانب وهي ترمقه بنظرة دلال منها ، ثم جلست علي طرف الفراش وأولته ظهرها ، لم يتوانی الأخير في الإقترب منها ومحاوطة خصرها من الخلف وهمس في أذنها :
– مبسوطة مني يا حبيبتي ، عملتلك كل اللي طلبته ، وزي ما وعدتك ، خرجتي في لمح البصر .
ادارت رأسها للجانب لتتمكن من النظر اليه وردت بهمسٍ مغري:
– مبسوطة يا حبيبي ، ومن النهارده انا كلي ملكك .
ادارها اليه بعنف وانهال عليها بالقبلات مشتهيًا للمزيد منها ، بادلته هايدي حبه لها ، وبدأ الإثنان في ممارسة المحرمات دون حياء، خاصه عدم وجود علاقه تجمع بينهم .
بعد انتهاءهم سويًا من ممارسة الرذيلة ، تشدقت هايدي بدلال :
– يا ريت بقي تكمل جميلك وتخلصني من اللي كانوا السبب في اللي وصلتله ده .
سامي مؤكدًا بخبث :
– دا انا هخلصك منهم ومن اللي يقربلهم ، بس انتي حني عليا كده علي طول ، هتلاقيني بين إيديكي الحلوين دول .
ثم دنا من يديها وقبلهما بحرارة ، نظرت له هايدي بابتسامة ذات مغزي ، كونها من وجدت من يساعدها ، ثم ادعت الضيق وتحدثت بعبوسٍ زائف :
– بس انا خايفه ، ممكن يكتشفوا اني هربت ويدوروا عليا ، ووقتها هرجع تاني ، بس مش المستشفي ، هيبقي السجن ، خصوصًا لما هيتأكدوا اني كنت بمثل ، وكمان هيلبسوني موت الست اللي رجالتك قتلوها .
قال سامي مطمأنًا إياها بجدية :
– متخافيش يا حبيبتي طول ما انتي معايا ، انا هغيّر اسمك وهعملك ورق تاني خالص ، ولا الجن الازرق هيعرف يمسكك تاني .
هتفت هايدي بفرحة:
۔ بجد يا حبيبي ، هتحميني .
رد سامي بحب :
– بجد يا حبيبتي ، آه لو تعرفي بحبك قد ايه يا هايدي ، كنت هموت لما عرفت من أمين انك أتجوزتي .
قال هايدي بضيق :
۔ متفكرنيش ، أهو انا ريّحته علي الآخر .
قال سامي بخبث :
– في داهية اللي يزعلك ياروحي ، ونرجع انا وانت يا جميل ، ونطير من البلد القرف دي ، ونروح نعيش باقي عمرنا بره في النعيم .
هايدي بتساؤل : معاك فلوس ؟ .
سامي بمغزي : معايا كل اللي انتي عوزاه ، وهيبقی معايا أكتر لما تخلص الصفقة الجديدة دي .
سألت هايدي بفضول : صفقة ايه؟ .
سامي برغبة لم تهدا بعد قال :
– بعدين يا روحي….تعاليلي بقی علشان مشتاق……..
______________________

هاتفت مريم حسام وأخبرهم بأنها متواجدة في المستشفی ، ولا يعلم حالتها حتي الآن ، وان مالك من دلهم علي مكانها ، فرحت مريم قليلاً ثم أنهت معه الإتصال ، حدق فيها والدها المنتظر بلهفة أن تخبره بما حدث ، فاردفت مريم براحة بعض الشيء :
– نور لقيوها ، وهي دلوقتي في المستشفی وتعبانة .
سأل فاضل بقلق :
۔ عندها ايه يا مريم؟ .
ردت مريم بجهل :
– حسام بيقول انه ميعرفش حاجة لسه ، وزين عند الدكتور بيسأله .
قالت فاطمه بامتنان :
۔ الحمد لله يا رب ، أطمنا عليه ، والمهم اننا عرفنا مكانها
فاضل بموافقة : ايوه الحمد لله .
قالت مريم بحيرة:
۔ بس ايه دخل مالك بوجودها في المستشفي ، حسام بيقول انه هو اللي اتصل بزين وقاله .
سأل فاضل باستغراب :
۔ مالك ! ..هي كانت مع مالك ؟.
زمت مریم شفتيها بعدم معرفه ، بينما شرد فاضل قليلاً ، وتقلبت الأفكار في رأسه متذكرًا حديث أخته بأنه ما زال يحبها ، وغير وجودها في المستشفی فيدل علی إرتباطه بالأمر ، توجس فاضل من معرفة زين لذلك ، وربطه للأمور بطريقة تجعله غير قادرًا علي التمييز ، وربما حدوث مشادة بينهم تصل الأمور لمستويات مستهجنة ، لذلك هتف فاضل بحدة:
– يلا بسرعة علی المستشفی دلوقتي….
ثم هرعوا جميعًا للخارج متجهين للمستشفی ، وسط نظرات ساره الواقفة بالأعلی وهي تتسمع لحديثهم الذي أجج بداخلها غِيره لا تتمني وجودها يومًا لأعز أصدقائها ، استشاطت غيظًا كونه له صله بأمر أختفاءها ، وفطنت فعله لحماقه ما معها ، ربما تبعده عنها للأبد ، جزعت إقترابه منها ولمسه لها ، فبالتأكيد ستنقلب الأوضاع ، وانتقام زين القاسي منه ، وكل ذلك مدلول لحبه لها ، وعدم مبالاته فيمن حوله ، أغرورقت الدموع في عينيها وتسابقت في تغريق وجهها ، ثم اخرجت أنين البكاء وتوجهت لغرفتها متحسرة علی حالتها………
________________________

وقف زين امام الطبيب غير مستوعبًا ما حدث لزوجته ، وحدق فيه بحيرة عن أي طفل يتحدث ، فأخبره انها كانت حاملاً ، لم يكن زين او هي علی علم بالأمر ، وعاد لذهنه مرضها في الفترة الماضية ، حزن زين عليها ولم يعي حتي الآن سبب وصولها لما هي فيه ، وجاوب علي أسئلته جمله هتف بيها الطبيب وتسللت لداخل آذانه وجمدته موضعه :
– لو مكنش الأستاذ اللي معاها جابها في الوقت المناسب ، كان ممكن يجرالها حاجة مش كويسة ، دي كانت غرقانة في دمها وهو شايلها ، نتيجة النزيف اللي كان عندها ، بس هي الحمد لله حالتها مستقرة ، ومافيهاش أي حاجه .
انضم لهم حسام وتسمع لحديثه بصدمة جلية ، ثم بادر بالنظر لزين المتجمد موضعه وناظرًا للفراغ بشرود ، وأستنبط حسام إرتباط مالك بالأمر وربما هو المسؤل عن حالتها المتدهورة ، وخشي إرتكاب زين لجريمه نكراء ، ولكنه تصلب موضعه عندما حدث الطبيب بسؤال قاسي عليه ولم يتخيل نطقه به :
– فيه حد لمسها ؟ .
سأل الطبيب بعدم فهم :
۔ تقصد ايه حضرتك ؟.
هدر زين بنبرة منفعلة :
– انا كلامي واضح ، فيه حد لمسها علشان تجهض ابني .
رد الطبيب نافيًا بشدة :
– لا متعرضتش لأي حاجة ، دا ناتج عن مجهود عنيف منها ، تابع بتوضيح :
– يمكن كانت بتجري ، او بذلت مجهود قاسي عرضها للإجهاض .
سأل زين بنظرات قاتمه :
۔ هتفوق إمتی؟ .
رد الطبيب بعملية:
۔ المفروض تفوق بكره ان شاء الله .
نهض زين من امامه وتوجه للخارج بدون كلمة أخري ، هدج حسام خلفه متفهمًا ما سينتويه معه ، ولكنه امسكه من ذراعه ومنعه من التحرك قائلاً بجدية :
– انت رايح فين يا زين .
زين بنظرات شرسة :
– الكلب ده كان عاوز يغتصب مراتي ، وهو اللي وصلها للحالة دي ، انا مش هسيبه يا حسام ، وهيموت النهاردة ……………………..……
_______________
___________
_______

 

error: