فريسه للماضي
فريســـة للمـاضــي
ــــــــــــــــــــــــــ
بعــد مرور شهــور قليلـة …..
انتهت من علبة الشوكولاتة التي جلبها لها قبل قليل ، وضعتها نور بعدما تناولت ما بداخلها علي الكومود بجانبها ، اشتهت ان تتناول شىء آخر فهي ما زالت جائعة ، زفرت بقوة وهي تحدق بساعة الحائط فقد شارفت علي الرابعة صباحًا ، زمت شفتيها للجانب وهي تنظر إليه فقد كان نائم ويبدو عليه الإرهاق فقد عذبته معها طوال حملها بطلباتها الكثيرة ، تنهدت نور بهدوء وهي تحدق به ودفعها شعورها بالجوع لإيقاظه ، دنت نور من وجهه وهمست منادية عليه برقة:
– زين حبيبي.. أصحي يا بيبي .
لم يفتح عينيه ولكنها لاحظت ملامحه المنزعجة والعابسة ، تفهمت أنه يريد النوم بشدة ولكنها ظلت تهز فيه كي يفيق ، وأخيرًا أفاق زين من نومه وهو يتأفف بقوة لمعرفته بما تريده ، فقد أرهقته في الفترة الماضية بطلبات بعضها تكون مستحيلة جعلته غير قادرًا علي التحمُل ، اعتدل زين ورد عليها علي مضض يريد النوم:
– عاوزة إيه يا حبيبتي ، انا مش جبتلك الشوكولاتة اللي انتي قولتي عليها ، فيه ايه تاني .
ردت بنبرة متأسفة ممزوج بالدلال :
– أسفة يا حبيبي ، أصلي جعانة لسه .
زفر بقوة وابتسم بتصنع وهو يسألها بسخرية :
– وعايزة تاكلي ايه يا حبيبي ؟ .
ردت ببراءة مصطنعة :
– دا مش أنا اللي عايزة آكل ، وضعت يدها علي بطنها الكبيرة وتابعت :
– دا ابنك اللي جعان ، هو أنا كنت باكل كتير قوي كدة يعني .
زيف ابتسامة وهو يسألها بغيظ داخلي :
– وابني نفسه في ايه بقي ؟.
ردت مُدعية الطيبة :
– عاوز فراولة ، هاتلي فراولة يا زينو .
كلحت تعابيره وهو يهتف باستنكار :
– بس دا مش وقت فراولة خالص ، تابع بحنق :
– وفراولة ايه اللي عاوزة تاكليها ، علي فكرة الوحم بيبقي في الشهور الأولي ، وسيادتك تعباني معاكي علي الفاضي .
نكست رأسها بعبوس وهي ترد بنبرة حزينة :
– كدة يا زينو ، بتستخسر فيا الأكل ، خلاص مش عاوزة .
تأفف زين من نفسه وقال بحب وهو يملس علي شعرها :
– خلاص يا حبيبتي هجبلك اللي انتي عوزاه ، تابع بضيق :
– ويا تري هلاقي فراولة ولا لأ ، دا مش وقتها أصلاً .
ابتسمت له بترجي فتنهد بقوة ونهض ليرتدي ملابسه وهو يلعن من بين شفتيه ببعض الكلمات المُنزعجة ، تتبعته نور بلا مبالاة وهو يصفق الباب خلفه بعنف دليل علي انزعاجه ، اشارت بيدها بمعني أنها لم تكترث له ، ابتلعت ريقها فهي تشعر بالجوع ، تنهدت بقوة وقررت النهوض بتقاعس لتتناول شيئًا ما يسد جوعها إلما يعود ….
__________________________
في الصباح….
استيقظ معتز ليتفاجىء بابنته التي اكملت عامًا ونصف العام واقفة امام التلفاز تمارس بعض التمارين كما يُعرض عبر الشاشة ، تحرك ليقترب منها وهو مُسلطًا بصره عليها بتعجب وصدمة علية وكأنه يري زوجته فيها بوجهها الجميل فهي ليست سوي نسخة مُصغرة منها ، ابتسم معتز عفويًا وهو يطالعها بحب فقد كبرت عن ذي قبل ، دنا معتز منها وجثا علي ركبتيه ليصل لمستواها وهو يردد بنبرة محبوبة لطفة :
– حبيبة بابا بتعمل ايه ؟.
نظرت له الطفلة وابتسمت له ببراءة وهي ترد بعفوية :
– بعمي تماييم يا بابي (بعمل تمارين يا بابي ) .
ضحك لها معتز وهو يتابع بتساؤل :
– وأنتي بتحبي تعملي تمارين ؟ .
اومأت رأسها وهي تقول بجدية اضحكته بشدة :
– بحبها قوي يا بابي ، لما اكبي هبقي زي مامي .
ضحك معتز علي حديثها فاقتربت سلمي منهم وهي تبتسم لحديثهم وضحك معتز علي الطفلة ، دنت منهم وجلست علي الأرضية ، ونظرت له بعبوس لتدعي ضيقها وهي تحدثه بحنق زائف :
– وايه بقي اللي بيضحك في أنها عاوزة تبقي زيي .
رد مبررًا ليتحاشي ضيقها :
– يا حبيبتي مش قصدي ، انا بس بضحك علي انها لسه صغيرة في انها تتكلم وكمان عاوزة تبقي زيك .
ابتسمت سلمي لها وهي تضمها إليها وأردفت وهي تقبلها :
– حبيبة مامي شاطرة وبتفهم بسرعة ، وان شاء الله لما تكبر هتبقي احسن مني .
هتفت نور بابتسامة بريئة :
– بجد يا مامي ، يعني هيبقي عندي مكان كبي اعمي فيه يياضة
كتم معتز ضحكته وهتف بصعوبة وهو يسحبها ليقربها منه :
– بابي بقي هو اللي هيعملك المكان دا بنفسه ، شيدي حيلك انتي واكبري ، قبلها من وجنتها فهتفت بسعادة :
– بابي حبيبي ، ثم ركضت تجاه العابها وعرائسها ، راقبها معتز وهو يبتسم بحبور فكم كبرت وبدأت تتحدث رغم صغر سنها ، التفت لزوجته وجدها تحدق فيه بحب فابتسم لها وقالت سلمي :
– بحبك قوي يا معتز ، نهض من علي الأرضية وهو يسحبها معه وقربها منه وهو يقول بجدية :
– وانا بحبك أكتر ، وبحب بنتي علشان حتة منك .
احتضنته سلمي وهي تردد بتمني :
– ربنا ما يحرمنا منك يا حبيبي .
تنهد معتز بعمق وهو يضمها إليه ، تسائل بعدها بعدما تذكر :
– فين ريان ؟ ، انا مشفتوش من ساعة ما جيت انبارح .
ردت بتذمر خفيف :
– سيبوا يا معتز ، دا نايم وباين عليه هيطلع شقي قوي .
رد غامزًا بعينه :
– هيجيبوا من برة ، هذا الشبل من ذاك الأسد…….
__________________________
جلب لها ثمار الفراولة بعدما جاب جميع الأماكن ليبحث عنها ، وجدها بصعوبة فهي ليست في موسم حصادها ، تنهد زين بضيق ليدخل بعدها العوامة واصدًا الباب خلفه واستدار ليعود للغرفة وهو يسير بتقاعس وكاد ان يغفي في الطريق فعينيه كانت ناعسة للغاية ، فتح باب الغرفة ليجدها نائمة ، تأملها للحظات وابتسم براحة وهو يردد في نفسه “وأخيرًا نائمة ” ، وضع ثمار الفراولة بحذر علي الطاولة الصغيرة في زاوية الغرفة وعاد ليعاود النوم فهو يحتاجه بالفعل ، تسطح بحذر شديد بجانبها وغط في ثبات عميق فور ان وضع رأسه علي الوسادة ، تنملت نور وشعرت به فنومها في الفترة الأخيرة متقطع لتوترها الشديد من قرب ولادتها حيث بات ذلك الأمر يجعلها ترجف من الخوف ، اعتدلت قليلاً في نومتها لتتمكن من الجلوس ، اخرجت تنهيدة قوية لمعاناتها في تدبير شئونها بنفسها ، اتسعت ابتسامتها حينما سقطت انظارها علي ثمار الفراولة الموضوعة علي المنضدة وعلي الفور نظرت إليه بحب لتفانيه في اسعادها وعدم تراخيه في جلب ما ترغب به ، دنت منه وطبعت قبلة طويلة علي وجنته شاكرة لما يفعله معها ، مسحت علي شعره بعدها لتحدثه بمعني :
– اصحي يا زين علشان تروح شغلك ، معقول هتنام دلوقتي .
لم تجد ردًا منه فمطت شفتيها للأمام بتعجب وهي تسأل نفسها:
– هو ماله ده عاوز ينام كدة ليه ، مش المفروض عنده شغل .
تنهدت بقوة وهي تعاود ان توقظه بصوت أعلي وهي تهزه بقوة:
– زين هتتأخر علي الشغل بتاعك ، انت بقيت كسلان قوي .
نهض مفزوعًا وهو يهتف بحنق :
– فيه ايه هتولدي .
حدجته باستغراب وهي ترد :
– هولد ايه بس ، انت عندك شغل ونايم ، مش المفروض تصحي بدري وتروح شغلك .
أحد إليها النظر يود الفتك بها فهو لم ينعم بالنوم مطلقًا طوال الليل بسبب طلباتها الكثيرة ، صر علي اسنانه بغيظ وكتم ضيقه حتي لا يضطر لتكسير رأسها ، رد بابتسامة زائفة :
– انا أديت لنفسي اجازة وهنام النهاردة .
سألته بطريقة استفزته :
– ليه يا حبيبي بقيت كسلان كدة وعاوز تنام .
لم يتحمل طريقتها التي اثارت حنقه وودفعها بيديه لتتسطح مرة اخري علي الفراش ، هتف من بين اسنانه وهو فوقها ويثبتها من كتفيها :
– انا خلاص مبقتش قادر استحمل ، اولع في نفسي علشان ترتاحي خالص ، انا قولت قبل كدة موتي علي إيدك .
انفجرت ضاحكة وهي تري غضبه ، هتفت لتهدئته :
– طيب أنا اسفة يا حبيبي ، انا بس مش جيلي نوم وعايزاك تصحي معايا ، توقفت عن الضحك وتابعت بدلال زائف وهي تغريه بشفتيها حين قربتها لتلامس وجهه ليكف عن تعنيفها :
– انا نانو حبيبتك ، مش…
قاطع حديثها حين اطبق علي شفتيها وقبلها للحظات قليلة ، ولاحظت بعدها ثقل جسده عليها وكادت ان تختنق ، ابعدت وجهه بصعوبة وجدته نائم ، شهقت بتعجب وحدثت نفسها :
– انت نمت ! ، تأففت بقوة وعاودت الحديث بعدم فهم :
– هو ماله اليومين دول بينام كتير قوي ..
شعرت بيده تخنقها فصرخت بضحك :
– أسفة……
__________________________
وضعت ما بيدها علي الاريكة وهي تنظر له بغيظ ممزوج بالتعجب لحبه الكبير لابنتهما الصغري ، زفرت ميرا بقوة فكانت تشعر بالغِيرة من ابنتها كأن الزمن يعاود نفسه حين كانت مُنشغلة عنه في الإهتمام بابنهما الأكبر ، هدأت نفسها وبدأت تقترب منهم ، هتفت وهي ترسم الهدوء حين سألته :
– مش هتروح الشغل ولا إيه ؟ ، من ساعة ما صحيت وأنت شايل البنت وبتلاعبها .
نظر لها وليد باستغراب وهو يرد بعدم فهم :
– ايه يا حبيبتي وفيها ايه لما الاعب بنتي شوية ! .
ردت كاتمة ضيقها ولكنه ظهر في نبرة صوتها :
– اصل من ساعة ما ولدت وانت علي طول شايلها بالشكل ده ، دا حتي الولد بقي بيغِير منها وانت مش بتشيله زيها .
ابتسم بخبث داخلي مُدركًا لغِيرتها هي من ذلك ، زم شفتيه وهو يضع ابنته بحذر علي سريرها الصغير ،استدار ليتجه نحوها وهو يظلم عينيه بمكر ، كانت ميرا ضاممة ذراعيها حول صدرها ووجهها عابس بعض الشىء ، وقف امامها وابعد ذراعيها عن بعضهما ليسحبها من خصرها ويضمها إليه وهو يبتسم بخبث ، تنهدت بعدم اكتراث مما يفعله وهي تتلوي بين ذراعيه لتبعده ، ولكنه كان يحكم يديه حولها ، غمز بعينه وهو يقول :
– واضح كدة انك انتي اللي بتغِيري .
توترت وهي ترفض ما هتف به :
– ومين قال كدة ، انت فاهم غلط علي فكرة .
دنا منها ليكون وجه في مقابل وجهها وقال بخبث :
– طب عيني في عينك كدة .
رمشت بعينيها وحاولت ابعاده لتقول بانزعاج ممزوج بالتوتر :
– ابعد يا وليد ايه الكلام ده ، ابتسم بسعادة وهتف بنبرة مُوحية جعلت قلبها يرقص فرحًا :
– انا عاوز ومش هروح الشغل النهاردة .
تدللت في الرد عليه وهي تلعب بأزرار قميصة تريد خلعه :
– ما انت انبارح سيبتني وقعدت تلاعب جني .
كتم وليد ضحكته وهي تفتح قميصه ، هتف ليغيظها :
– دا انتي واقعة خالص وماصدقتي .
شهقت بتوتر وبررت ما تفعله :
– أ .أصله وسخ وبخلعهولك علشان اغسله .
ضحك بأعلي صوته وأكمل خلعه والقاه علي الأرضية وهو يردد برغبة اشتاقت لها :
– وأنا عايزك بقي دلوقتي …..
__________________________
أتت سارة للفيلا برفقة مالك بعدما تزوجا الإثنان من أسابيع ، رحب فاضل بهما بشغف وهو يري سعادتهم امامه ، هتف بنبرة محبوبة :
– وحشتوني يا ولاد ، اخيرًا حنيتوا علينا شوية ، تابع بمكر :
– ولا شهر العسل مش عاوز يخلص وخلاص نسيتونا .
نكست سارة رأسها بخجل ، وابتسم مالك وهو يرد بمكر أشد :
– والله لو عليا مش عاوزو يخلص خالص ، بس سارة عايزة تشوف مامتها .
لكزته سارة في ذراعه وضحك فاضل عليها وهو يقول :
– سيبيه يا سارة ، مالك بيحبك والمفروض تكوني مبسوطة بكدة
ردت بتردد :
– حاضر يا انكل ، تابعت بتساؤل وهي تنظر حولها :
– ماما فين ؟ ، دي وحشتني قوي .
رد بضيق طفيف :
– هتكون فين يعني ، في المطبخ زي العادة ….
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ولجت سارة عليها المطبخ واحتضنتها من الخلف وهي تقول بتنهيدة حارة :
– وحشتيني يا ست الكل .
شهقت فاطمة بفرح وهي تستدير لتري ابنتها ، هتفت بفرحة جلية وهي تحتضنها :
– وحشتيني قوي يا سارة ، تابعت بعتاب ممزوج بالحزن :
– كدة يا سارة ، شهرين بحالهم مشوفكيش .
ردت بابتسامة رقيقة وهي تضمها بحب كبير :
– سامحيني يا ماما ، انا بس انشغلت شوية .
ضحكت فاطمة وهي تهتف بمغزي :
– والجواز حلو بقي علي كدة علشان ياخدك مننا .
ردت بابتسامة خجلة :
– حلو يا ماما ، مع مالك وبس ، ابتسمت فاطمة بفرحة وردت بعدها متسائلة بفضول :
– ومافيش حاجة كدة جاية في السكة .
سارة بتوتر وهي تقول بمعني :
– لسة يا ماما ، احنا لسة متجوزين ، ومش مستعجلين علشان لسة بندرس .
ردت باحتجاج وعلي وجهها ابتسامة لطيفة :
– هاتي انتي ولاد وأنا هربيهم ، ومش عايزاكي تشيلي هم حاجة وانا موجودة ، اومأت سارة رأسها بموافقة ، فابتسمت فاطمة وهي تتابع بحنان :
– ربنا يا بنتي يسعدك واشوف ولادك قريب يا رب….
__________________________
في مساء احدي الأيام …..
استند بظهره علي الوسادة منتظرًا خروجها من المرحاض الذي طال ، تأفف زين وقرر النهوض من علي الفراش ليري ما بها فقد قلق عليها ، كاد ان ينهض حتي خرجت هي بهيئه جعلته يتجمد موضعه ، كانت نور ترتدي ثوب نوم مغري ورغم حملها وبطنها الكبير ووزنها الذي ازداد قليلاً لم تتخلي تلك العنيدة عن جمالها الذي جعله يركض خلفها ، اقتربت نور منه بتقاعس ويعلو ثغرها ابتسامة مغرية ، حاولت قدر الإمكان أن تسرع في خطواتها ولم تستطع ، ابتسم لها زين وكاد ان يضحك ، فتذمرت قائلة بحنق :
– بدل ما تضحك عليا تعالي خد بإيدي .
ضحك بشدة وهو ينهض نحوها ، وقف امامها وهو يحدق فيها برغبة وحب بائن وانحني ليضع يده اسفل ركبتيها والأخري خلف ظهرها وهم بحملها بين ذراعيه وأتجه ليضعها بحذر علي الفراش ، ابتسمت نور بسعادة وهي تنظر إليه ، اسند جبهته علي جبهتها وهمس بشوق وتمني :
– كل يوم بحبك أكتر ، انتي بتعملي فيا ايه .
ضحكت بخفة وهي تطوق عنقه ، ردت نور بدلال ماكر :
– يلا بقي احنا هنقضيها كلام ، انتي وحشتني .
ابتلع ريقه برغبة بائنة وانهال عليها بقبلات شغوفة متمنيًا منها المزيد ، ولكنها صرخت متألمة حين هتفت بخوف :
– الحقني يا زين ، انا تعبانة قوي .
اسرع في الإبتعاد عنها وهو يهتف بقلق بائن :
– حبيبتي حاسة بأيه ؟ .
ردت بألم ممزوج بالبكاء :
– انا هولد ، بطني بتوجعني قوي ، الحقني بسرعة .
نهض علي الفور ناظرًا حوله بحيرة ولم يجد امامه سوا انه حملها ليركض بها وهو يردد بخوف وقلق لرؤية صراخها المتألم :
– اهدي يا حبيبتي ، انا هوديكي المستشفي ، انتي أكيد بتولدي
ردت ببكاء :
– هموت ، بطني بتوجعني قوي .
لم يتحمل زين ألمها الشديد وظل يركض بها ووضعها في سيارته بحذر وهو يهدأها ببعض الكلمات ، استقل السيارة وادارها وهو يسرع بها علي المُستشفي لتنجدها عما هي فيه..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لاحقًا وصل الجميع عندما اخبر زين حسام ومعتز ليقفا معه ، ولم يتواني الإثنان في اخبار الجميع بذلك حيث جاء فاضل وفاطمة وكذلك مريم وسلمي ، جلسوا مُرابطين امام غرفة العمليات مُنتظرين خروجها بطفلها بين الحين والآخر ، وعن ظل اخذ الرواق ذهابًا وإيابًا ويبدو عليه القلق وظل يهتف ببعض الأدعية لتخرج له سالمة ، كتم الجميع ضحكه عليه لرؤية حالته المُبالغ فيها فهو بالأمر الطبيعي ، ولكنه كان قلقًا بالفعل عليها لأنه لم يتحمل رؤيتها تتألم هكذا ، بعض وقت من الإنتظار خرجت الطبيبة ليهرع تجاهها وهو يسألها بقلق جارف :
– مراتي عاملة اية ؟ .
ردت بابتسامة هادئة :
– الحمد لله هي كويسة قوي وولدت ولد زي القمر وشوية وهيخرجوه دلوقتي .
تنهد زين بارتياح وهو يضع يده علي صدره ، استدار للجميع ليهتف بسعادة :
– انا بقيت أب يا بشر .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لم يبتعد عنها فور خروجها من العمليات وظل جالسًا بجانبها ويمسح علي شعرها بلطف ، همس بحب :
– زي القمر يا حبيبتي ، يخربيت جمالك .
ابتسمت نور بوهن ، تسائلت بشغف بعدها :
– عاوزة اشوف ابني ، انا مشفتوش لحد دلوقتي .
تفهم عليها ونهض ليجلبه لها من والده الذي لم يتركه من احضانه فور خروجه ، حتي هو إلي الآن لم يحمله قط ، زفر بقوة منزعجًا وهو يتقدم منه ليحدثه بتردد :
– ممكن الولد يا بابا .
ضم فاضل الولد لأحضانه وهو يرد متسائلاً بضيق :
– عاوزو ليه ؟ .
زين باستغراب :
– يعني ايه عاوزو ليه ، نور عايزة تشوفو ، مش دا حقها ولا ايه.
رد بحنق :
– هي تعبانة دلوقتي ، سيبو معايا علي ما تبقي كويسة .
زين بضيق داخلي :
– هي عايزة تشوفو ، وبعدين ابقي خده تاني .
كان الجميع صامتون وهو يشاهدون ما يحدث وكاتمون لضحكاتهم ، بينما تأفف فاضل ووافق علي مضص وناوله الطفل وهو يقبل فيه بشغف كبير لا يريد تركه ، تناوله زين بابتسامة واسعة وهو ينظر لوجهه الصغير وقبله هو الآخر بحب ، سار به ناحية زوجته وناوله لها وهو يقول :
– شايفة ابننا حلو ازاي يا حبيبتي .
حملته نور بحذر وهي تتأمل وجهه ، هتفت بفرحة جلية :
– حلو قوي يا زين ، شبهك قوي .
اومأ رأسه بتأكيد ورد بمغزي :
– شبهي ، واضح انك كنتي بتفكري فيا كتير .
ضحكت بخجل بينما تدخل حسام في الحديث الدارج بينهم وهو يقول بجدية بلهاء :
– احنا مش سمينا زين ، سمو انتوا كمان حسام .
نظر له زين شزرًا واشاح بوجهه عنه ولم يعلق بينما تدخلت مريم وهي تسحبه من ذراعه :
– ايه الكلام دا يا حسام تعالي اقعد .
حسام بغيظ :
– خليهم يسموا حسام .
تأففت مريم منه وهتفت لتجعله يكف عن الحديث :
– اوعدك لو جبت ولد هسميه حسام .
حسام بابتسامة واسعة :
– بجد يا مريم لو جبتي ولد هتسميه حسام ؟! .
ردت بابتسامة زائفة :
– أكيد يا حبيبي ، كانت مريم بداخلها تعلم بأنها حاملاً في أنثي لإختلاف حملها هذا عما كانت حاملاً في طفلها الأول ، وقالت ذلك لتتحاشي بلاهته التي يفتعلها في بعض المواقف..
ظل زين ونور يتأملون ملامح طفلهما التي تشبه زين إلي حد كبير ، همس لها زين وهو ينظر للطفل :
– هنسميه ايه يا نانو .
ردت بجدية ذات معني :
– أيان ، انا بحب الأسم دا قوي .
رد وهو يوافقها الحديث :
– خلاص يا حبيبتي زي ما تحبي ، هنسميه أيان……
__________________________