رواية مودة ورحمة تأليف شيماء عبد العزيز
(مودة ورحمة) الحلقة2
وقبل صلاة الظهر بنصف ساعة صدع منبه الهاتف ليعلن أنه قد حان وقت الاستيقاظ
استيقظت حلا بتكاسل وأغلقت هذا الصوت المزعج ووجدت أن صلاة الظهر بعد نصف ساعة من الآن وهي لم تصلي الضحى بعد، فالصلاة بالنسبة لها الملاذ والراحة والسكينة ،فهي موعدها لتقف بين يدي الله لتبث له شكواها فمن غيره قادر على مداواة الألم والجراح ،من غيره يبث في قلوبنا الاطمئنان، من غيره يعطينا القوة لمواجهة تلك الدنيا القاسية المليئة بالفتن المتعبة..نعم هذه الدنيا هي دار الشقاء
لقد سئل الإمام أحمد: متى يجد العبد طعم الراحة؟ فقال: عند أول قدم يضعها في الجنة.قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)
ذهبت حلا كي تتوضأ…وبعد أن أنهت صلاتها سمعت صوت الآذان يخبر الناس بحلول وقت الصلاة
(هل سمعت الآذان يومًا بقلبك؟ نعم قلبك وليس أذنك فقط! هل رددت كلمة التوحيد بقلبك وليس بلسانك فقط؟ هل سمعت المؤذن وهو ينادي حي على الصلاة حي على الفلاح؟ أي: أقبل، نعم فالصلاة هي الفلاح ،الصلاة هي النجاة، يا أمة محمد لبوا نداء الله فأنتم من تحتاجون لتلك الصلاة)
وبعد أن رددت حلا الآذان خلف المؤذن سمعت صوت هاتفها يعلن عن وجود اتصال
حلا:يا تري مين اللي هيرن عليا دلوقتي واخدت الفون لقت مكالمة من خارج مصر
ملك:لولو يا ندلة
حلا:موكا حبيبتي وحشتيني أوي
(ملك هي بنت (عادل) صاحب والد حلا….. صاحبة حلا المقربة..في نفس عمرها تعيش مع أسرتها في فرنسا ،في نفس البناية التي كانت تسكن فيها حلا والعائلتان قريبين من بعضهما البعض وهذه الأسرة مصرية أيضًا تعيش بالخارج.لدى ملك أخ يدعى باسل ووالدتها تدعى وفاء)
ملك:وحشتك ايه يا ندله مش قولتلك اول اما توصلي كلميني
حلا:اسفه يا موكا بس بجد كنت تعبانة جدا ومحستش بنفسي ونمت
ملك:ماشي ياستي سماح المرادي..استنى يا باسل شويه..بقولك يا حلا خدي باسل معاكي لحسن صدعني
(باسل الأخ الأكبر لملك ويكبرها هي وحلا بعامين )
باسل:لولو حبيبتي أخبارك ايه ؟انتِ كويسة ؟وأهل باباكي عاملين معاكي ايه ؟اوعي يكون حد ضايقك
حلا:اهدى يابيسو وخد نفسك وخليني اجاوب على كل الأسئلة دي..أنا يا سيدي بخير الحمد لله وأهل بابا شكلهم كويسين ومحدش ضايقني بالعكس متقلقش
باسل:اوووه طمنتيني..تعرفي يا لولو فرنسا ملهاش طعم من غيرك
حلا:ليه يا خويا كنت ملح وانا معرفش?
باسل:لا سكر يا سكر?
حلا:احم احم أخجلتم تواضعنا
باسل:ماشي يا ست المتواضعة خدي ماما عايزة تطمن عليكي
وفاء:لولو طمنيني عليكي يا قلبي
حلا:أنا كويسة يا ماما اطمني مش ناقصني غيركم
وفاء: هنيجي نزورك قريب يا حبيبتي علشان نطمن عليكي
ملك:هاتيها يا ماما انا ملحقتش اتكلم معاها وشدت السماعة
ملك:حلا قوليلي جدك عامل معاكي ايه
حلا:الصراحة أنا كنت خايفة منه جدا بس لما شوفته لقيته طيب جدا وحسيت في حضنه اني في حضن بابا الله يرحمه
ملك:الله يرحمه كده انا اطمنت عليكي
حلا:يا خبر الصلاة.. موكا انا هقفل دلوقتي عشان الحق اصلي وهبقى اكلمك تاني سلميلي ع اللي عندك كلهم يلا سلام
ملك:من عيوني سلام يا قلبي
(خلي بالكم باسل يبقى أخو حلا في الرضاعة لأن وفاء رضعت حلا وملك سوا لأن والدة حلا رقية كانت تعبانة بعد الولادة وعشان كده بتتعامل مع باسل عادي لأنه كده يبقى أخوها)أنا قولت اقولكم عشان متظلموهاش
أغلقت حلا الهاتف وأدت فريضتها في خشوع وبالطبع لم تنسى سنة الظهر قبله وبعده ووجدت طرقات على باب غرفتها وكانت الدادة رحمة
حلا بابتسامة ودودة :اتفضلي يا دادة
رحمة:انتِ صاحيه من بدري يا بنتي
حلا بنفس الابتسامة :لا أبدا لسه صاحيه من شويه
رحمة: قاسم بيه كان بيسأل عليكي وعايزك تروحيله عبال ما الغدا يجهز
حلا:حاضر هروحله
رحمة: ماشي يا بنتي مش عايزه حاجه
حلا:ربنا يباركلك يا داده شكرا
وبعد أن تجهزت ووضعت حجابها وخرجت من غرفتها وبينما كانت تسير في ذلك الممر المؤدي لغرفة جدها كادت أت تصطدم ب…….
…………………………………
ونكمل الحلقة القادمة إن شاء الله