رواية مودة ورحمة تأليف شيماء عبد العزيز

(مودة ورحمة) الحلقة6

حمزة:طب اتفضلي اقعدي وشوفي الورق ده
أمسكت حلا بالورق وعند شروعها في قراءته اعتلت ملامحها الصدمة
حلا:بس جدي عمل كده ليه
حمزة:ده حقك يا حلا عمي الله يرحمه تعب كتير في الشركة دي ومأخدش نصيبه فجدي عملك انتِ الشراكة دي وده نصيبك في الشركة
حلا:بس أنا…..
حمزة:مفيش مجال للاعتراض(وبضحكة)دي قرارات عليا من السيد قاسم ولازم تُنفذ
حلا:بس انا مفهمش حاجه في الشغل ده وبعدين أنا بحب شغلي
حمزة:هتفهمي مع الوقت يا حلا ومفيش مشكلة خليكي زي ما انتِ والأرباح اللي هتطلع من الشركة هتتحط في حسابك في البنك
حلا:الأول هتكلم مع جدو
حمزة:ع العموم جدي هيجتمع بالعيلة كلها النهارده ع الساعة8 علشان يعرف الكل بقراره
حلا في نفسها:أنا لازم اشوف جدي قبل الاجتماع والتفتت إلي حمزة وقالت:طيب عن إذنك
حمزة:اتفضلي

(وبعد انتهاء وقت العمل استأذنت حلا من جدها وذهبت حلا وياسمين ليقوما بالتسوق كما اتفقتا)
ياسمين:ايه رأيك يا حلا في ده
حلا:تحفة يا ياسو وكمان واسع
وبالفعل قامت ياسمين بقياسه وكان يبدو رائعا عليها
حلا: جميل أوي..تُبلى ويَخلََِف الله تعالى
ياسمين: ايه الدعاء ده
حلا:ده دعاء تقوليه لما تشوفي حد لابس جديد وبالنسبالك انتِ قولي ورايا(اللهم لك الحمد أنتَ كسوتنيه، أسألك من خيره وخير ما صُنِع له،وأعوذ بك من شره وشر ما صُنِع له) ده بقى تقوليه لما تلبسي لبس جديد
رددت ياسمين هذا الدعاء وهي سعيدة بما تعلمت
ثم استأنفت:استني هشوف الطرحة دي عليه
(ووضعت الحجاب على رأسها فازدادت جمالا على جمالها)
ياسمين:ها ايه رأيك
حلا بفرحة:سبحان الله وشك نور بالحجاب..تعالي بصي كده
(تطلعت ياسمين إلى نفسها في المرآة وأعجبها شكلها كثيرا
ياسمين:حلا أنا هخرج كده دلوقتي باللبس والحجاب ده أنا فعلا حاسه إني ملكة
حلا بابتسامة:انتِ دلوقتي فعلا ملكة…ملكة بحجابك وحياءك وعفتك
(واشترت ياسمين العديد من الملابس المحتشمة والقيمة أيضًا وذهبا إلى مطعم ليتناولا وجبة الغداء)
ياسمين ببعض الحزن:تعرفي يا حلا أنا كنت بخرج واتفسح ولبسي زي ما كنتي شايفه بس عمري ما صاحبت ولد بابا كان سايبني براحتي بس كان مفهمني إن الولاد خط احمر وكنت لما اجي أفكر إني اتحجب كنت بقول لنفسي اني كده صح واني أحسن من غيري لإن فيه بنات كتير محجبة وبتكلم شباب والحجاب بالنسبة لهم موضة أو عادة مش أكتر وكنت بشيل فكرة الحجاب من دماغي وبرغم كده ما كنتش بحس بالراحة وعلطول كنت مخنوقة لكن دلوقتي أنا حاسه براحة غريبة
حلا:فعلًا زي ما انتِ قولتي فيه كده بس تعرفي إن كلمة كتير دي هي اللي مضيعانا مش معنى إنهم كتير يبقوا هم اللي صح أو إن المحجبات كلهم كده…لو جينا بحثنا عن (أكثر الناس) في القرآن هنلاقيهم(لا يؤمنون -لا يشكرون-لا يعلمون) ولو جينا بحثنا عن(أكثرهم) هنلاقيهم (فاسقون-يجهلون-معرضون-لا يعقلون-لا يسمعون) فخلينا احنا مع القليليين اللي القرآن قال فيهم (وقليل من عبادي الشكور)(وما آمن معه إلا قليل)(ثلة من الأولين وقليل من الآخرين)
*قال ابن القيم -رحمه الله-
عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين
وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين
ياسمين:بس احنا كدا هنكون غربا وسط الناس
حلا بابتسامة:متنسيش يا ياسو طوبى للغرباء
ياسمين بحماس:أنا فرحانة وحاسه إني مرتاحة كده بصي مش عارفة أوصفلك إحساسي بس انا مبسوطة أويييي
حلا :لسة كمان حياتك هتتغير 180 درجة لما تواظبي ع الصلاة والقرآن
ياسمين بحماس: إن شاء الله هبدأ من النهاردة
(وبعد تناولهما الغداء ذهبت كل منهما إلى منزلها)

ذهبت حلا إلى جدها لتتحدث معه
حلا:جدو أنا عايزه اتكلم مع حضرتك في موضوع الشراكة ده
الجد:خير يا حبيبتي
حلا بهدوء:جدو أنا مش عايزه أكون شريكة ..كفاية إني بشتغل في الشركة
الجد:بس ده حقك يا بنتي والدك الله يرحمه اشتغل وتعب في الشركة دي وده نصيبه ودلوقتي بقى نصيبك انتِ
حلا:يبقى أنا مش هاخد غير نصيبي اللي الشرع حدده من ميراث بابا الله يرحمه لإن عمي وحضرتك كمان ليكم نصيب فيه
الجد: بس يا بنتي
حلا:أرجوك يا جدو أنا مش هاخد غير حقي الشرعي
الجد:طيب يا بنتي أنا هتصرف مع المحامي روحي انتِ أوضتك دلوقتي وابقي جهزي نفسك علشان انا عامل اجتماع للعيلة الساعة8
حلا: طيب معاد الدوا جه هديهولك واروح
وبعد أن أعطت العلاج لجدها واطمأنت عليه ذهبت إلي غرفتها ووجدت اتصال من ملك
حلا:السلام عليكم
ملك:وعليكم السلام..لولو عندي ليكي خبر بمليون جنيه
حلا:اشجيني
ملك:هننزل مصر الشهر الجاي ونستقر فيها
حلا بدهشة وفرحة:بجد الكلام ده يا موكا
ملك:بجد..وحاليا بابا بيصفي أعماله هنا وبيرتب أمورنا في مصر
حلا بسعادة:مش مصدقة يعني خلاص هنكون كلنا سوا تاني
ملك:لا ياختي صدقي وخدي باسل عايز يكلمك
حلا:بيسو أنا فرحانة أوي ومش مصدقة نفسي
باسل:لا صدقي كلها شهر وهاجي أرخم عليكي
ملك:رخم براحتك المهم تكونوا معايا
وبعد أن أنهت اتصالها صلت فرضها واستعدت لحضور الاجتماع

اجتمعت العائلة على طاولة العشاء وبعد الانتهاء جلسوا جميعا وأخبرهم الجد بقراره بشأن شراكة حلا
فاتن:بس يا عمي هي متفهمش حاجة في الشغل
الجد:ده حقها ونصيبها من ابوها الله يرحمه وانا كنت ناوي أديلها نصيبه كله اللي متسجل باسمه بس هي صممت تاخد نصيبها الشرعي بس ومتقلقيش أوي كده جوزك طلعله نصيب …حد تاني عنده اعتراض على اللي قولته
حلا:جدي اهدى علشان صحتك
حمزة وآسر:لا طبعا يا جدي حضرتك عندك حق
عاصم:لا يا بابا ده فعلا اللي المفروض يحصل
(أما فاتن كان يبدو عليها الغضب والغيظ)
وبعد أن صعد الجميع كلٌ إلى غرفته ما عدا حمزة فكان يتحدث على الهاتف ووالدته تنتظره لتتحدث معه….وبعد أن أنهى اتصاله
حمزة:خير يا أمي
فاتن:انتَ ازاي توافق على حاجه زي كده وتخليها شريكة معاكم
حمزة:ده حقها يا أمي
فاتن:لا طبعا انتَ واخوك وباباك اللي تعبتم في الشركة دي وهي تيجي تاخد كل حاجة ع الجاهز!
حمزة:متنسيش يا أمي ان عمي الله يرحمه تعب برضو في الشركة وده نصيبه ..دي حتى مرضتش تاخد نصيب باباها اللي جدي فعلًا كان هيديهولها وأخدت حقها الشرعي بس
فاتن:اووووف انتم أحرار بكره تعرفوا ان ده كله تخطيط وبتمثل علينا دور البراءة علشان تكسب جدها في صفها وتكوش على كل حاجة دي…..
حمزة:ماما لو سمحتي متتكلميش عليها كده لأنها مبتفكرش بالطريقة دي
فاتن:هي أثرت عليك انتَ كمان
حمزة:هي معملتش حاجة عشان ابقى ضدها بالعكس من ساعة اما جت ما شوفناش منها حاجة وحشة…بعد إذنك عشان عندي شغل الصبح بدري

وبعد مرور شهر لم يحدث فيه جديد سوى أن ياسمين أصبحت أكثر التزاما وتشعر بالراحة والسكينة وأصبحت علاقتها هي وحلا أقوى من ذي قبل
أما حمزة فصار يشعر بالإعجاب نحو حلا ومشاعره تزداد يوما بعد يوم واعترف لنفسه بأنه أحبها وبدأ يغير من طريقته ويبتعد عن شدته وقسوته حتى نحو موظفيه

وفي يوم جاء اتصال إلى حلا وهي في مكتبها وأبلغها أن جدها طلب رؤيتها وعليها التوجه فورا إلى الڤيلا،فشعرت بالقلق على جدها وذهبت سريعا إلى حمزة لتستأذنه في الانصراف مبكرا لرؤية جدها

وعندما رأى حمزة على وجهها الخوف والتوتر هب واقفا
حمزة بقلق واضح:حلا مالك طمنيني
حلا بخوف:الدادة اتصلت علىّ من القصر وقالتلي ان جدو عايز يشوفني ضروري وانا قلقانة عليه لأنه الصبح كان شكله تعبان
حمزة بقلق ويلتقط سترته:طب يلا بينا
وذهبا سريعا وتوجهت حلا لسيارتها
حمزة:انتِ رايحة فين
حلا:هركب عربيتي
حمزة:لا طبعا انتِ هتيجي معايا في عربيتي لإنك مش هتقدري تسوقي وانتِ بالشكل ده
حلا: مش هينفع اركب معاك
حمزة وقد فهم أن هذه تعتبر خلوة:السواق معانا وهيوصلنا يلا (وفتحلها الباب الخلفي وركب هو بجوار السائق )

في السيارة
حمزة:متقلقيش إن شاء الله مفيش حاجة
حلا:يارب

وصلا إلى الڤيلا ودلفا سريعا وعند الباب وقف حمزة وحلا ويبدو على وجهيهما الصدمة والدهشة
فما الذي أدهشهم
………………………………..
ونكمل الحلقة القادمة ان شاء الله ?

error: