رواية مودة ورحمة تأليف شيماء عبد العزيز

(مودة ورحمة) الحلقة21

لم تفهم حلا معنى النظرة ولماذا يبدو حزين ومتألم إلى هذا الحد تذكرت حلا أنه لا يجوز أن تنظر إليه هكذا فغضت بصرها سريعًا واستغفرت ربها
الجد:حمدلله على سلامتك يابنتي
حلا بابتسامة:الله يسلمك ياجدي
رحب بها الجميع ماعدا فاتن زوجة عمها فقد شعرت بامتعاض بسبب رجوعها
الجد بحنو: تعالي يا بنتي خلينا نطلع أوضتي لإن لسه ما أخدتش الدوا
حلا:حاضر يلا بينا..عن إذنكم يا جماعة (وحملت حقيبتها)
أسرع حمزة قائلًا:سيبيها أنا هطلعهالك
امتعضت فاتن وأحست هايدي بالضيق
فاتن:ما فيه خدامين يشيلوها ولا انتَ الشيال بتاعها
نظر إليها حمزة بضيق قائلًا:أنا قولت أنا اللي هطلعها
ردت حلا بحرج:مفيش داعي أصلًا خفيفة
رد عليها حمزة مادًا يده:مفيش الكلام ده هاتيها
وعندما همّ بأخذ الحقيبة كادت يده تلامس يدها فأسرعت وتركتها له

في المستشفى
ملك:زي ما قولت لحضرتك يا دكتور هو بيتحسن بس ياريت تخلي أي دكتور تاني يتابع معاه
الدكتور:يا دكتورة انتِ اللي طلبتي تبقي مسئولة عن الحالة دي وأول ما يبدأ يتحسن تطلبي دكتور تاني يتابع معاه! طب ليه متكمليش معاه فهميني دي حالتك انتِ
ملك:معلش يا دكتور كده أحسن لإن فيه حالات محتاجة وقت إضافي وكده هيبقى عندي الوقت اتابع معاهم …وخلاص يا دكتور هو في طريقه للشفا وعادي ممكن أي دكتور يكمل معاه مش هيبقى محتاجني في حاجة
الدكتور:خلاص اللي يريحك طالما مافيش تأثير على المريض.. هخلي الدكتور شريف يتابع معاه
ملك:شكرًا لتفهمك يا دكتور
الدكتور:على إيه.. أنا هكلم دكتور شريف دلوقتي وهخليه يروحله
ملك:تمام..عن إذنك يا دكتور علشان عندي حالة لازم اروحلها
الدكتور:اتفضلي

في الڤيلا
قام حمزة بإدخال الحقيبة إلى غرفة حلا ثم التفت إليها فوجدها تقف بجوار جدها
حمزة باشتياق وحزن:حمدلله على سلامتك
حلا:الله يسلمك..شكرًا تعبتك
حمزة بابتسامة بسيطة:مفيش تعب ولا حاجة ..عن إذنكم(وخرج من الغرفة)
التفتت حلا إلى جدها:يلا بقى يا جدو علشان اديك الدوا
الجد:يلا
بعد أن أعطته الدواء وجدته شاردًا يبدو على وجهه الحزن
حلا:جدو…جدو
أفاق الجد من شروده:ها كنتي بتقولي حاجة؟
حلا:مالك يا جدو شكلك زعلان ومش انتَ بس ده تقريبًا كل اللي في الڤيلا هو فيه حاجة؟
ربت الجد على كفها:هحكيلك يا بنتي على كل حاجة السبب في كل ده هي هايدي
حلا باستفهام:حضرتك تقصد هايدي خطيبة حمزة
أومأ الجد برأسه علامة الموافقة:القصة إن عمك وأبو هايدي كان بينهم مشاكل في الشغل كتير والموضوع كان كبير لدرجة إن كان لازم المشاكل دي تتحل في أسرع وقت وإلا الشركتين كانوا هيعلنوا إفلاسهم بسبب المشاكل اللي بيسببوها لبعض ، وعلشان يحلوا المشاكل دي قرروا يناسبوا بعض واتفقوا إن حمزة يخطب هايدي ويتجوزها ويضموا الشركتين لبعض ،وفعلًا حمزة خطب هايدي وبدأت المشاكل بينهم ، حمزة مكنش بيحب طريقة لبس هايدي وطريقة حياتها اللي كلها سهر وسفر ،حمزة مطقش كل ده وحاول يكلمها كذا مرة بس هي ماكنتش بتستجيب لحد ما في يوم حمزة جابها من نادي ليلي وكانت سكرانة وبترقص مع واحد ،أخدها وداها لابوها وفسخ خطوبته منها وقال إنه مستحيل يكمل معاها وباباها ما قدرش يفصل شركته عن شركتنا بسبب الأرباح اللي زادت بسبب حمزة وتاني يوم من فسخ الخطوبة لما قررباباها يقولها جالها انهيار ورفضت فكرة إن حمزة سابها لإنها ماتعودتش إن حاجة ملكها تروح منها.. هايدي كانت بتحب حمزة بس حب تملك..ودخلت في غيبوبة وباباها سفرها لمستشفى كبيرة برا وفاقت من أسبوع ومش فاكرة المشكلة اللي حصلت.. باباها خاف يقولها تحصلها انتكاسة وكلم عمك واترجاه إن محدش يجيب لها سيرة الموضوع ده لفترة لحد اما تتحسن وميبقاش فيه خطر عليها لإنه خايف عليها والدكاترة حذروه من حاجة تضايقها أو تضغط عليها ..وهي دلوقتي فاكره إنها لسه خطيبة حمزة
حلا:ياه ده الموضوع كبير أوي
الجد:فعلًا..ربنا يكون في عون حمزة
حلا:يارب(وأكملت):هروح أنا بقى أصلي علشان مأخرش الصلاة .لأنه(صلّ الله عليه وسلم) لما سُئل:أي العمل أحب إلى الله؟قال:(الصلاة على وقتها) أي: في أول وقتها
الجد:ربنا يباركلك ويحفظك يا بنتي..وانا كمان هقوم اصلي
حلا بابتسامة: وماتنساش تدعيلنا يا جدي
الجد:أكيد(وقام بتقبيل جبينها)

في غرفة سيف في المستشفى
طُرق الباب فأذن سيف للطارق بالدخول وكاد أن يطير فرحًا ظنًا منه أنها ملك ولكنه خاب أمله عندما رأى الطارق
الدكتور شريف:السلام عليكم
سيف:وعليكم السلام ورحمة الله..اتفضل
دلف شريف داخل الغرفة وجلس على الكرسي المجاور لسرير سيف قائلًا:أحب أعرفك بنفسي:دكتور شريف هتابع مع حضرتك مكان الدكتورة ملك لإنها اعتذرت بسبب حالات تانية
سيف بصدمة:إيه؟ اعتذرت؟؟!!
شريف:أيوه بس حضرتك متقلقش ده مش هيأثر معاك في حاجة أنا اطلعت على ملفك ولقيتك ماشاء الله بتتماثل للشفاء
سيف بعصبية:ازاي تعتذر..أنا لازم اشوفها واتكلم معاها
استغرب شريف من موقف سيف وعصبيته:مينفعش هي مشغولة دلوقتي
سيف وقد ازدادت عصبيته:بقولك لازم اشوفها ودلوقتي
خاف شريف من تلك العصبية:طب طب ثواني هشوفها(ونهض سريعًا متجهًا خارج الغرفة)

في غرفة حلا
بعد أن أدت صلاتها هاتفت باسل
باسل:السلام عليكم
حلا:وعليكم السلام ورحمة الله
رد باسل بسرعة:ها كلمتيها
حلا بمرح:ماتستعجلش يا عريس هحكيلك كل حاجة
باسل بنفاذ صبر:انجزي
ضحكت حلا: شكلك مستعجل أوي..ماشي يا سيدي هرأف بحالك واحكيلك..بص يا سيدي أنا كلمتها وقولتلها تاخدلنا ميعاد مع والدها بس هي قالتلي هتتكثف تكلمه واديتني رقمه فأنا هديهولك وانتَ اتصرف وكلمه
باسل:طب لايميني عليه
حلا بامتعاض:لايميني!!تصدق إنكم لايقين على بعض..فعلًا ما جمع إلا اما وفق
باسل بغيظ: بقولك اديني الرقم خليني اكلمه مش فاضيلك انا
حلا:خلاص خلاص خد………

في حديقة الڤيلا
يجلس الجميع(حمزة/ هايدي/ آسر/ الأب/ الأم)
كان آسر شاردًا يتذكر الموقف الذي حدث بينه وبين آلاء
Flash back
دخلت آلاء مكتبه وهي تبكي
آسر بقلق:خير في إيه؟
آلاء ببكاء:بعد إذنك لازم امشي دلوقتي والدتي تعبت ونقلوها المستشفى وهي مالهاش حد غيري لازم اكون معاها
سيف: أكيد اتفضلي ولو تحبي أوصلك لإنك كده مش هتعرفي تسوقي
آلاء وهي تتجه مسرعة نحو الباب لتخرج:لأ شكرًا لحضرتك هعرف اسوق
نهض آسر أيضًا والتقط سترته:طب على الأقل همشي وراكي بعربيتي علشان اطمن(لكنها لم تسمعه فقد خرجت سريعًا)
كان آسر يسير خلفها بسيارته يتابعها إلى أن صفت سيارتها أمام المستشفى ونزلت تركض متوجهة نحو الاستقبال لكنها قابلت في طريقها جارتها
آلاء وهي تلهث من الركض:خالتي ماما فين وعاملة إيه
الجارة:ماتقلقيش يا حبيبتي الدكاترة أسعفوها وبقت بخير وهي دلوقتي في أوضة رقم 3بس ما تأخذنيش يا بنتي لازم امشي دلوقتي لحسن ده ميعاد رجوع العيال من المدرسة ومفيش حد في البيت
آلاء:كتر خيرك يا ام محمود كفاية اللي انتِ عملتيه مع ماما مش عارفة اقولك إيه
أم محمود:ميجيش من بعد خيرك ياحبيبتي انتِ والست والدتك..يالا روحي لمامتك علشان تطمن بوجودك
جاءت لتصعد السلالم وجدت من يناديها التفتت لترى من؟
آلاء:انتَ!!..جيت ازاي
آسر:كنت ماشي وراكي بالعربية علشان اطمن لإن حالتك كانت وحشة فاضريت أتابعك بعربيتي لحد اما توصلي…مامتك عامله ايه
آلاء:الحمد لله الدكاترة أسعفوها…عن إذنك لازم اطلع أشوفها
آسر:اتفضلي..لو احتاجتي أي شئ اتصلي بيّ(ومد يده بالكارت)
آلاء بحرج:شكرًا بس مفيش داعي أنا هعرف اتصرف
آسر بابتسامة:معلش خليه معاكي
مدت يدها بتردد وأخذت منه الكارت وتمتمت:شكرًا(وصعدت الدرج سريعًا)
ابتسم آسر على خجلها وانصرف بعد أن اطمئن من الدكاترة على حالة والدتها
عودة للواقع:
فاتن:سرحت في إيه ياحبيبي
آسر:ها ولا حاجة أنا قايم أنام لحسن جاي من الشغل تعبان
فاتن:روح يا حبيبي شكلك مرهق أوي
آسر لهايدي بابتسامة صفراء:عن إذنك يا هايدي معلش اصلي تعبان من الشغل
هايدي بابتسامة مجاملة:ولا يهمك أكيد اتفضل

في غرفة سيف
دخلت ملك مع الدكتور شريف
سيف موجهًا كلامه لشريف:ممكن لو سمحت اتكلم معاها على انفراد
شريف:أكيد عن إذنكم(وخرج)
ملك:خير
سيف بنظرة عتاب:ليه سيبتيني واعتذرتي
ملك بجمود:لإن حضرتك خلاص في طريقك للشفا وفي حالات تانية محتاجاني
سيف بحزن ولوم قائلًا بخفوت:وأنا كمان محتاجلك
ملك وهي تحاول أن لا تضعف:ماتقلقش دكتور شريف من أكفأ الأطباء هنا وهيساعدك كتير
سيف:بس انا مش عايز دكتور غيرك
ملك:وانا آسفة ما ينفعش أكمل مع حضرتك(وخرجت سريعًا قبل أن تبكي أمامه، وأغلقت الباب خلفها وحينما خرجت من الغرفة سمحت لدموعها بالهطول ثم تذكرت ما قالته لها حلا فدعت ربها قائلة(اللهم لا تعلق قلبي بغيرك)
ثم توجهت لغرفة بسنت
ولكن كان هناك شخص ما رآها وهي تبكي؟

بعد أن قضت هايدي بعض الوقت مع حمزة وأسرته ودعتهم وذهبت
ذهب حمزة إلى غرفة جده بعد أن طلب رؤيته
الجد:ها يا حمزة قولي ناوي على إيه
كان حمزة يبدو مرهقًا من كثرة التفكير
حمزة لجده:أنا فكرت كتير يا جدي ثم أردف قائلًا بحزن: وقررت………..
…………………………………
ونكمل الحلقة القادمة إن شاء الله?
شيماءعبدالعزيز

error: