رواية مودة ورحمة تأليف شيماء عبد العزيز

(مودة ورحمة) الحلقة19

وصلت حلا إلى المنزل فوجدت وفاء تخرج من المطبخ
وفاء:حمد لله على السلامة يا حبيبتي.. شكلك مرهقة.. ادخلي ريحي شوية وهصحيكي لما الأكل يجهز
حلا بابتسامة:لا يا ماما ربنا يباركلك.. أنا هدخل لباسل هو جه؟
وفاء:أيوه لسه داخل قبليكي بحاجة بسيطة
حلا:طب أنا هروح أغير وبعد كده أروحله
وفاء:على راحتك يا بنتي (ودخلت المطبخ مرة أخرى)

ذهبت حلا إلى غرفتها واستبدلت ملابسها بأخرى مريحة للمنزل ثم ذهبت إلى غرفة باسل

في غرفة باسل :كان يجلس شاردًا إلى أن أفاق على صوت طرق الباب
ظنها والدته فقال:اتفضلي يا ماما
فتحت حلا الباب:طب ينفع أنا اتفضل
فوجئ باسل بوجودها:إنتِ جيتي
حلا بهزار:لأ لسه مجتش
باسل:بطلي هزار وادخلي واقفلي الباب وراكي يا زفتة
دخلت حلا:وكمان بتشتم بس هعديهالك المرادي لكن المرة الجاية
باسل بشراسة:هاااااااا
حلا بوداعة:هعديهالك برضو ده انتَ حبيبي يا بيسو…المهم سبع ولا ضبع
باسل بتلاعب:مش شايفة إنها كبيرة عليا دي أد أمي يا شيخة لأ وإيه طالعالي سانداها
حلا:إنت بتهزر؟ أنا مش قاصدي على مدام هالة أنا قصدي على ياسمين ماتستهبلش
باسل:منك لله يا شيخة ده أنا كان هيجيلي ساكتة قلبية لما شوفت مدام هالة دي… أنا قولت البت حلا بتسلمني تسليم أهالي
ضحكت حلا:عيب عليك بس منظرك الصراحة كان مسخرة هههههههه
ألقاها باسل بالوسادة بغيظ
حلا وهي تحاول إيقاف ضحكاتها:خلاص خلاص خلينا في المهم إيه رأيك في يا سمين
باسل يتصنع اللا مبالاة:مأخدتش بالي أوي بس تمام مش هي صاحبتك خلاص موافق
حلا:لا يا شيخ أمال عينك اللي كانت راشقة فيها دي إيه ده لولا إنك افتكرت غض البصر ونزلت عينك علطول كان هيبقى ليا معاك تصرف تاني
باسل ببراءة:لا ما أنا لحقت نفسي
حلا:تمام..يعني نقول مبروك؟
باسل بمرح: هكمل بقى المشوار وأمري لله
حلا:طب أنا كنت عايزه أقولك حاجة
باسل:ارغي
حلا بتهتهة: أنا ..أنا كنت يعني عايزه أقولك إن ياسمين ماكنتش محجبة أول اما اتعرفت عليها
بس لما كلمتها عن الحجاب ومواصفات الزي الشرعي وإنه فرض إقتنعت وفعلًا بدأت تغير من طريقة لبسها واتحجبت
وأكملت بسعادة:مش بس كده دي كمان بقت تسمع دروس دينية وتقرأ كتب دينية وتناقشني في اللي بتقرأه..بجد أنا فرحانة بيها جدًا لإنها بتعمل كل اللي تقدر عليه علشان تقرب من ربنا…ربنا يزيدها علم ويثبتها وينفع بيها يارب
ثم نظرت إلى باسل بحزن: أنا عارفة إن الكلام اللي قولته ده يعتبر ماضي وإني مش من حقي أقوله وعارفة كمان إن لو حصل نصيب هي مش ملزمة تقولك كل ده لإن انتَ ليك هي بقت إيه مش كانت إيه…أنا حكيتلك علشان عارفة مواصفات البنت اللي انتَ بتتمناها تكون زوجة ليك..وعارفة إن ياسمين كاتت هتقولك كل ده…بس أنا حبيت أقولك قبل ما تتقدملها علشان لو مش موافق متجرحهاش
باسل:ششش…أيوة أنا كنت عايز أتجوز واحدة ملتزمة على دراية كبيرة بأمور الدين.. بس مين قالك إن المواصفات دي مش موجودة في ياسمين…بالعكس كلامك ده بينلي أد إيه هي بتحب ربنا وعايزه ترضيه وهو ده الأساس
حلا بفرحة:يعني انتَ موافق وهتساعدها وتبقى سند ليها وهتكون معاها خطوة بخطوة
باسل:بصي يا حلا انتِ من ساعة ما قولتيلي على الموضوع ده وأنا بصلي استخارة والنهاردة قبل ما أنزل صليت استخارة ولما شوفتها حسيت براحة
وأكمل:أنا عايزك تكلميها وتاخديلي ميعاد من والدها وأنا برضو هفضل أصلي استخارة وربنا ييسر الأمر
احتضنته حلا:ربنا ييسرلك الحال يا حبيبي..وتكون ياسمين طريقك للجنة
وهبت واقفة:طب أنا هروح بقى أبلغ ماما
باسل:ماشي..وخدي الباب في إيدك وانتِ خارجة

ذهبت حلا لوفاء لتقص لها ما حدث منذ البداية
في البداية تذمرت وفاء لإخفاءهم الأمر عليها.. لكن حلا أخبرتها أنها لم تخبرها بالأمر حتى لا تعطيها أمل فهي لا تعرف النتيجة ربما ينجح هذا الأمر وربما يفشل…وأنها كانت لا تريد أن تسبب لصديقتها الإحراج إذا ما لم يتم الأمر
في النهاية اقتعت وفاء وفرحت لأن ابنها مقبل على الزواج فهو أول فرحتها وكم تمنت هذا اليوم فهي تريد أن تحمل أبنائه وكم دعت الله أن يبارك في عمرها حتى ترى ذلك اليوم
وأثناء حديثهم:
وجدوا من يفتح باب المنزل ويدلف ويلقي عليهم التحية
ملك:السلام عليكم ورحمة الله
وفاء وحلا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
دخلت وجلست على الأريكة بإنهاك
وفاء:حمد لله على سلامتك يا قلبي
ملك بإرهاق:الله يسلمك يا ماما
وفاء بسعادة:كويس إنك جيتي دلوقتي …عرفتي إن أخوكي باسل ناوي يخطب؟
ملك وقد انتبهت للكلام ونظرت إلى والدتها بتركيز:هيخطب مين وإمتى ونعرفها ولا لأ
حلا مقاطعة:على مهلك يا موكا واحده واحده وماما هتحكيلك كل حاجة…أنا داخلة أوضتي أخلص شوية شغل على اللاب وانتِ خلصي وغيري وابقى تعاليلي الأوضة علشان عايزاكي
ملك:ماشي

بعد أن قصت لها والدتها ما حدث: سعدت لأخيها جدًا وتمنت له الخير ودعت أن يوفقه الله

وبعد أن أخذت حمامًا دافئًا لتزيل إرهاق وعناء اليوم:
ذهبت لغرفة حلا وطرقت الباب
فأذنت لها بالدخول
دخلت وأغلقت الباب خلفها وأسرعت إلى حلا وارتمت في أحضانها وأجهشت بالبكاء
شعرت حلا بالقلق عليها وظلت تربت عليها برفق:مالك يا حبيبتي فيكي إيه
ملك وما زالت تبكي:أنا غلطت يا حلا وأغضبت ربنا
حلا:إهدي بس واحكيلي إيه اللي حصل
ملك:أنا حبيت
حلا بهدوء:ها وبعدين
ملك ببعض العصبية:هو إيه اللي ها وبعدين..بقولك حبيت سيف المريض اللي حكيتلك عنه قبل كده ومش عارفة أشيله من دماغي كل ما حاول أبعده عن تفكيري أفتكر موقف حصل بيننا..كلامه…تعليقاته..نظرته وهو حزين وأد إيه بتموتني…عيونه لما بيضحك بحس إن عايزه الدنيا تقف وافضل بس أبصله
حلا:بصي يا ملك إحنا بشر عندنا قلب بنحب وبنُعجب بأشخاص…بنقوم ونقع ونقوم تاني وهكذا إحنا مش ملايكة إحنا بشر لينا أخطائنا بس لازم لما نغلط منستسلمش..من رحمة ربنا بينا إنه خلى باب التوبة مفتوح
ربنا أمرنا بغض البصر ومنع الصداقة بين الولد والبنت والمفروض مايكونش فيه تعامل بينهم إلا للضرورة لإن ممكن بسبب التعامل ده قلب حد فيهم يميل للتاني..والغرض من ده كله حفظ قلوبنا للي يستحقها بس
وأكملت: إنتِ غلطي يا قلبي وغلطتك إنك مغضتيش بصرك وده اللي خلى قلبك يُفتن..غض البصر مش للرجال بس ده للنساء كمان
قال تعالى(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون*وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)
حبيبتي الحب مش حرام بس تحبي حلالك هو ده الوحيد اللي يستحق قلبك ويستحق إنك تحفظي على قلبك ومشاعرك علشانه
ملك:طب اعمل إيه
حلا:هو ماينفعش دكتور تاني يكمل معاه العلاج بدالك؟
ملك:ينفع هو أصلًا بدأ يتحسن وقرب يخرج من المستشفى
حلا:تمام يبقى تخلي دكتور بدالك يكمل معاه علشان ميفضلش أدامك وتتعلقي بيه أكتر..وحاولي تشغلي وقتك بالعبادات والشغل وادعي ربنا كتير وداومي على الأدعية دي(اللهم لا تعلق قلبي بغيرك) ( اللهم لا تعلق قلبي بما ليس لي)
وافتكري دايمًا: من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
ملك:خلاص هعمل زي ما قولتيلي وهروح للدكتور بكره وابلغه إنه يخلي دكتور غيري يكمل معاه
حلا:أيوه كده…وربنا هيعوضك خير إن شاء الله
ملك بابتسامة:إن شاء الله
تذكرت حلا فجأة:أنا لازم أجهز حاجتي وابلغهم بره إني لازم ارجع الڤيلا بكره
ملك بإندهاش:ليه؟!
حلا:جده طلب مني كده وبعدين شكله تعبان ومش بيهتم بصحته وأنا لازم أكون جانبه
ملك بإشفاق على الجد:شفاه الله وعافاه…يبقى أنا كده هبات معاكي النهارده علشان هتوحشيني(واحتضنتها)
احتضنتها حلا أيضًا وقالت بمداعبة:الأوضة هتضلم….قصدي هتنور هههههههه
انتزعت ملك نفسها من أحضان حلا وضربتها على كتفها قائلة:رخمة
وأثناء ذلك سمعا صوت وفاء ينادي عليهما لتناول الطعام
…………………………………
ونكمل الحلقة القادمة إن شاء الله?

error: