رواية مودة ورحمة تأليف شيماء عبد العزيز

(مودة ورحمة) الحلقة18

هبطت الطائرة على أرض مصر وتوجهت حلا للمنزل مع باسل
سلمت على الجميع وذهبت لتأخذ حمامًا لتزيل عناء السفر وتتوضأ وتصلي وتستعد للذهاب للشركة
وأثناء خروجها:
وفاء:ايه ده يا حلا انتِ نازلة؟!
التفتت لها حلا وأومأت بابتسامة:أيوه يا ماما عندي شغل مهم ولازم أنزل
وفاء متذمرة: بس انتِ لسه راجعة من السفر وملحقتيش حتى تريحي
قبلت حلا جبينها وهي تقول:معلش يا ماما أصل وعدت جدو إني هخلص الشغل ده النهارده
وفاء:طب استني مفيش نزول قبل ما تاكلي ..الأكل خلاص جهز مش ناقص غير يتحط على السفرة بس
حلا بعبوس:بس يا ماما….
وفاء:مبسش..اللي قولته يتنفذ يلا
أطاعتها حلا فتلك السيدة الحنون هي من أرضعتها وتولت رعايتها حينما توفيت والدتها فكانت لها الأم الحنون والحضن الدافئ ..إنها لن تستطيع أن ترد لها جزءًا مما فعلته معها
ذهبت حلا لتساعد وفاء في تجهيز المائدة ووضع الطعام

في ذلك الوقت خرج باسل ليجد والدته وحلا يعدان المائدة فذهب لمساعدتهما
فهو يعتبر الرسول صلّ الله عليه وسلم مثلًا يحتذي به فقد قال الرسول صلّ الله عليه وسلم(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)
(وقد سُألت عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلّ الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله-تعني في خدمة أهله-فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)
وبعد أن تم تجهيز المائدة جلس ثلاثتهم لتناول الطعام
باسل: هي ملك نزلت الشغل؟
حلا:أيوه سلمت عليّ ونزلت وقالت مش هتتأخر النهاردة
باسل:وانتِ لسه مصممه تنزلي الشغل؟ ما تريحي النهارده يا بنتي
وفاء:قولها يا بني دي ملحقتش تريح من السفر حتى
باسل:ما بلاش تنزلي النهاردة يا لولو وارتاحي شوية علشان متتعبيش
حلا:مينفعش….وبعدين يا ماما مش أنا قولتلك لازم اروح علشان الشغل اللي ورايا…وانتَ على معادنا متنساش(وغمزت له بعينها)
باسل وقد فهم تلك الغمزة وتهللت أساريره: خلاص سبيها يا ماما على راحتها..وأخفض صوته: يارب الموضوع يمشي على خير
لم تنتبه وفاء لآخر جملة قالتها حلا لباسل بسبب انشغالها بسكب الطعام لحلا:خلاص ماشي بس مفيش نزول غير لما تاكلي كويس
نظرت لها حلا بحنان:من عيوني…ربنا يباركلي فيكي يا ست الكل

وبعد أن أنهوا طعامهم توجهت حلا للشركة ودلفت غرفة ياسمين
فاجأت حلا ياسمين بقدومها:ياسو حبيبتي
رفعت ياسمين نظرها عن تلك الأوراق ففوجئت بحلا تقف عند باب المكتب
أسرعت إليها ياسمين لتحتضنها:لولو حبيبتي وحشتيني أنا عرفت إنكم وصلتوا النهارده بس متوقعتش تيجي قولت هتريحي النهاردة وتيجي بكرة
شددت حلا من احتضانها:كان عندي شغل لازم اخلصه النهارده ..وحشتيني يا قلبي
في ذلك الوقت دخلت الغرفة فتاة فقالت بمرح: احم احم شكلي جيت في وقت مش مناسب
التفتت الفتاتان ناحية الصوت وضحكتا من أسلوب تلك الفتاة التي يبدو على ملامحها المرح
ياسمين لحلا بهزار:أعرفك يا ستي آلاء جت واحتلت المكتب معايا وشكل كده مفيش سبيل أخلص منها
ضحكت حلا وآلاء على أسلوب ياسمين
ووجهت ياسمين حديثها لآلاء: ودي بقى حلا وتقدري تقولي عليها أنتيمتي
مدت حلا يدها لتسلم على آلاء بود:اتشرفت بمعرفتك
آلاء بابتسامة:الشرف ليا طبعًا
جاء اتصال لحلا من جدها فاستأذنت الفتاتان وذهبت حيث مكتب جدها

في مكتب الجد:
دلفت حلا وأسرعت لتحضن جدها الذي اشتاقت له واشتاق لها
وبعدها جلسا يتحدثان في أمور العمل
قصت حلا لجدها اتفاقهم مع الشريك الفرنسي وأن الثفقة تمت بنجاح بفضل الله تعالى
وبعد الحديث عن العمل والشركة
الجد:ها يا بنتي مش ناوية ترجعي الڤيلا..يا بنتي أنا خلاص أيامي في الدنيا معدودة وعايز أحس إنك جانبي
حلا: متقولش كده ياجدي أرجوك وإذا كان على رجوعي الڤيلا حاضر هرجع بس متقولش كده…وذهبت لاحتضانه
الجد وهو يربت على كتفيها ويقبل جبينها: ربنا يحفظك ليا يا بنت الغالي
حلا والدموع في عينيها: ويباركلي في عمرك يارب

قبل انتهاء دوام العمل بقليل:
هاتفت حلا باسل ليأتي كما اتفقا
وبعد انتهاء دوام العمل
هاتفها باسل وأخبرها أنه وصل بالفعل ومنتظرًا في الخارج كما اتفقت معه
حلا:تمام هخرج أنا وهي دلوقتي ..بس زي ما اتفقنا بصه واحده بس ها ..تشوف في قبول ولا لأ ..ومتجيش ناحيتنا ماشي
باسل:عارف عارف أي أوامر تانية؟
حلا بتعالي مزيف:لأ كده تمام..سلام

ذهبت حلا لياسمين: ها يا ياسو جاهزة؟؟
ياسمين وهي تلملم أشياءها:اه تمام جاهزة
وعندما كانا يسيران في الممر، سمعا صوتًا ينادي على ياسمين
السيدة هالة:ياسمين ياسمين
التفتت إليها ياسمين وحلا
(هالة سيدة في الخمسين من عمرها بدينة تمشي بصعوبة لذا تحتاج لمن يساعدها ويسندها)
هالة:معلش يا بنات ساعدوني اوصل برا باب الشركة لحسن مش قادرة امشي وابني مستنيني بره
ابتسمت لها الفتاتان ورحبوا بمساعدتها(فالله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه)
وعدما وصلوا إلى بوابة الشركة:
ياسمين:ياخبر أنا نسيت موبايلي على المكتب…معلش يا حلا وصلي انتِ مدام هالة عقبال ما أجيب الموبايل واحصلك
أومأت لها حلا وذهبت مع السيدة هالة لتوصلها

كان باسل منتظرًا خارج سيارته ينظر إلى بوابة الشركة منتظرًا خروج حلا مع صديقتها
وعندما كان يقف مترقبًا ..إذ به يرى حلا ولكن فمه انفتح من هول الصدمة وظل يفرك في عينيه… هل يعاني من مشكلة في النظر..هل ما يراه صحيحًا…ظل هكذا بعض الوقت إلى أن تدارك نفسه وأخرج هاتفه وهاتف حلا
(كانت حلا بجوار السيدة هالة تمسك ذراعها وتساعدها على السير)
وعندما ردت عليه سارعها بقوله:حسبي الله ونعم الوكيل…أنا عملتلك إيه يا شيخة.. حد قالك إني عنست علشان تجبيلي الحاجة اللي جنبك دي
لم تتدارك نفسها من الضحك..فقد ظن أن هذه السيدة العجوز العروس التي تحدثت إليه بشأنها:ههههههههه إهدى بس يا بيسو وافهم
باسل:أفهم ايه بس بقى انا تعملي فيا كده (ووضع يده على قلبه بحركة مسرحية) لا لا مش قادر ابص
في ذلك الوقت جاء ابن تلك السيدة ليأخذ والدته ويشكر حلا
الشخص:متشكر جدًا يا آنسة على مساعدتك لوالدتي
حلا:لا شكر على واجب حضرتك
هالة:ربنا يكرمك يا بنتي ويوقفلك ولاد الحلال…ابقي سلميلي بقى على ياسمين
حلا بابتسامة وهي تودع السيدة هالة:حاضر يوصل

كان باسل يتابع المشهد من بعيد ويسمع هذا الحوار على الهاتف فقد أنزلت حلا الهاتف من على أذنها ولكنها لم تغلقه
باسل لنفسه:أنا مش فاهم حاجة خالص
وفجأة وقع نظره على فتاة ترتدي فستان وحجاب كبير تتجه ناحية حلا
نظرت حلا إليها: هي اللي جاية دي يا أذكى اخواتك (وأغلقت الهاتف)
انفرج فمه أيضًا بحركة لا إرادية ولكن هذه المرة انبهارًا ولكنه تذكر غض البصر فأخفض نظره سريعًا وركب سيارته وانطلق بها إلى منزله منتظرًا حلا ليخبرها قراره

في الشركة في مكتب حمزة
آسر:ايه بقى ياعم أخبار السفرية طمني
حمزة بتجهم:زي الزفت
آسر باستغراب:ايه!بس أنا عرفت إن الثفقة تمت بنجاح والشريك كمان وافق على كل طلباتنا
حمزة بعصبية:متفكرنيش بالإنسان المستفز ده
آسر بعدم فهم:لا بقى أنا مش فاهم حاجة
حمزة وهو يترك المكتب ويغادر: عنك ما فهمت
بعد أن غادر حمزة المكتب
آسر يقلب كفيه:هو الواد ده اتجنن ولا إيه

في مكتب الجد في الشركة
طرق حمزة الباب فأذن له جده بالدخول
الجد:تعالى يا حمزة
حمزة:ازيك يا جدي وأخبار صحتك ايه
الجد:بخير الحمد لله
حمزة:جدي عملت ايه في الموضوع اللي كلمتك فيه قبل كده
الجد:قصدك موضوعك انتَ وحلا؟
أومأ حمزة برأسه:أيوه
الجد:بص يا حمزة أنا مش هغصب حفيدتي على حاجة… أنا مش عايز أكرر نفس الغلطة اللي غلطها زمان
حمزة:بس أنا مش عايزك تغصبها يا جدي أنا عايزك تفهمها إني بحبها
الجد:طب أجل الموضوع ده شوية يا حمزة..أنا أقنعتها إن هي ترجع الڤيلا ومش عايز اضغط عليها في حاجة تانية خصوصًا بعد اللي انتَ عملته معاها
حمزة:غلطت ياجدي واعترفت بغلطتي واعتذرت منها ومستعد أكرر اعتذاري لحد ما تسامحني
الجد:خلاص يا بني سيبلي الموضوع ده وربنا يقدم اللي فيه الخير

في مكان آخر:
الشخص:عرفت يا باشا إن الثفقة نجحت وإن اللي احنا خططناله علشان نوقع بيه الشركة مبقاش ينفع..دول هيرجعوا أقوى من الأول يا باشا
…..:متقلقش مش هسيبهم ولو هما فلتوا المرادي مش هيفلتوا المرة الجاية لسه حسابي معاه مخلصش.(وقال بحقد وغل) لسه هيشوف
…………………………………
ونكمل الحلقة القادمة إن شاء الله?

error: