رواية مودة ورحمة تأليف شيماء عبد العزيز

(مودة ورحمة) الحلقة17

حلا:عمر!!!!
فقد وجدت عمر الصغير يفلت من يد والده (أمجد)ويأتي إليها مسرعًا.( ظلمتوها…طلع عمر عيل صغير??)
(عمر طفل عنده 6 سنوات ، جميل يشبه الأجانب إلى حد كبير بشعره الناعم البني الذي يغطي جبهته وبشرته البيضاء التي تميل إلى الحمرة ولون عينيه البنية التي اكتسبها من والده)
ذهبت إليه سريعًا وقامت باحتضانه ووجها مرسوم عليه السعادة والاشتياق
عمر: لقد اشتقت إليكِ كثيرًا وكنت دائمًا أسأل والدي عنكِ وأطلب منه أن يأخذني إليكِ
حلا:وأنا أيضًا اشتقت إليك يا صغيري واليوم سوف أقوم بتعويضك عن غيابي
عمر بسعادة: حقًا؟؟
حلا وهي تقوم باللعب في شعره:حقًا.. لكني أراكَ تتحدث معي بالفرنسية..ألن نتفق من قبل أن نتحدث بالعربية؟
عمر وقد عاد للتحدث بالعربية: أيوه.. آسف حلا نسيت
حلا:ولا يهمك حبيبي
أمجد: لما عرف إنك هنا أصر يجي معايا يشوفك
حلا:كويس إن حضرتك جيبته لإنه كان واحشني جدًا..ولو تسمح أخده أنا وباسل نفسحه شوية وأقضي معاه شوية وقت قبل ما سافر
أمجد: إنتوا هتسفروا إمتى؟
حلا:بكره الصبح
أمجد:هو انتم لحقتم تقعدوا علشان تسافروا بسرعة كده
حلا:النهارده آخر اجتماع ولازم نبقى موجودين في الشركة بكره إن شاء الله
أمجد:طب هجهزلكم عمر وتعدوا عليه
حلا:تمام هنعدي عليه الساعة 4
أمجد:خلاص هيكون جاهز
في ذلك الوقت كان حمزة يراقب ما يحدث بتجهم منذ وصول عمر حتى وقوفهم ثلاثتهم ..عمر الذي يمسك بيد حلا وحلا التي تتحدث مع أمجد ..ولكنه لم يستطع سماع حديثهم ..إلى أن فاض به الكيل وذهب إليهم
حمزة لأمجد: أهلًا أستاذ أمجد…مش تعرفنا ( وشاور على الصغير)
أمجد: عمر إبني.. أصر يجي معايا علشان يشوف حلا لإنها وحشته
حمزة ينظر إلى أمجد وعلى وجهه ابتسامة صفراء: ما هو واضح ده حتى مش راضي يسيب إيديها لحد دلوقتي
ثم التفت إلى عمر ووجه إليه الحديث: ازيك يا بطل ( ومد يده ليسلم عليه)
لكن الصغير تمسك أكثر بيد حلا وخبأ وجهه خلف ذراعها
أمجد:آسف يا أستاذ حمزة بس إبني عنده مشكلة بيخاف يتعامل مع الناس اللي ميعرفهاش ومبيعرفش يتعامل غير مع الناس اللي قريبة منه ..وحاليا بخليه يتابع مع أخصائي علشان يساعده يكون اجتماعي
حمزة: ولا يهمك…طب خلينا نبدأ الاجتماع
بدأ الاجتماع وأصر عمر على الجلوس بجانب حلا ووالده بجانبه مما جعل حمزة يشعر بالغضب والغيرة
وبعد انتهاء الاجتماع أراد حمزة أن يتحدث مع حلا
حمزة:حلا ممكن ثانية في أوراق مهمة عايز رأيك فيها
جاءت حلا كي تتحرك معه إلا أن الصغير تمسك بيدها وقال بصوت يظنه هو منخفض لكنه وصل إلى أذن حمزة بوضوح
عمر: لأ يا حلا مترحيش مع عمو الشرير ده
حمزة: عفوًا!!!
حلا:عيب كده يا عمر ينفع تتكلم على الناس اللي أكبر منك كده؟
عمر وقد شعر بخطأه ونظر إلى الأرض: لأ بس هو علطول مش بيضحك وبيفضل يبصلك ويتك على سنانه كده( وقلد حمزة وهو يكز على أسنانه)
وحينما التفت إلى حمزة شاور عليه:
عمر بحماس: اهو بصي بيعمل ازاي
فقد كان حمزة يكز على أسنانه وهو ينظر إلى عمر ويسمع حديثه لكنه أدرك نفسه حينما صاح عمر لينبه حلا لتنظر إليه وابتسم ابتسامة صفراء
نظرت حلا إلى حمزة فوجدته يبتسم ابتسامة صفراء لكنه على وشك أن يلقي بعمر في البحر
التفتت حلا إلى عمر: عمر عيب كده يلا اعتذر
عمر لحمزة:آسف
حمزة: اعتذارك مقبول..ممكن بقى اخد حلا شوية صغيرين تشوف الشغل وتجيلك تاني
أومأ له عمر بالموافقة:بس متأخرهاش
حمزة وقد أوشك صبره على النفاذ: حاضر…أي أوامر تانية سيادتك
هز عمر رأسه علامة النفي
حمزة: بعد إذن جنابك… ومد يده أمام حلا يوجهها إلى الطريق
وأثناء حديث حمزة وحلا ومناقشتهم في أمور العمل..أتى إليهم أمجد وعمر
حمزة بصوت منخفض: أووووف بقى مش هنخلص
حلا:عفوًا
حمزة بابتسامة صفراء شاورلها على أمجد وعمر المقبلين عليهم
عمر بفرح:صحيح يا حلا هنتفسح النهارده
حلا بابتسامة: اه يا حبيبي يالا بقى روح مع بابا واجهز وانا وباسل هنعدي عليك الساعة 4 ونقضي باقي اليوم سوا
عمر بسعادة:ماشي هكون جاهز وهستناكي الساعة4 بالظبط (وحضن حلا)
أمجد:يلا يا عمر علشان تلحق تجهز..يلا قولهم مع السلامة
عمر وهو يمسك بيد أبيه ويستعدا للذهاب: سلام
ووجه كلامه لحلا:متتأخريش هستناكي
حلا بابتسامة:حاضر عيوني
وذهب كل من أمجد وعمر
حمزة موجهًا كلامه لحلا: هو انتِ فعلًا هتخرجيه النهارده؟ ده السفر بكره بدري
حلا:اه هقضي معاه باقي اليوم النهاردة لإني بقالي فترة مشوفتهوش ووحشني جدًا وكمان عايزه أعوضه عن غيابي عنه
حمزة: هو للدرجادي متعلق بيكي!!
أتت حلا لترد عليه لكن أتاها اتصال
حلا: هو كده فيه ورق تاني محتاج يتراجع
حمزة: لأ خلاص كده
حلا:طب عن إذنك علشان لازم ارد
حمزة:اتفضلي
غادرت حلا وهي تتحدث على الهاتف مع ملك وذهبت غرفتها

في شركة القاسم
كان آسر يسير في الممر متوجه لمكتبه إلى أن استوقفه ذلك المنظر
كانت الاء تقف منتظرة المصعد وحينما جاء المصعد تقدم رجل نحو المصعد فتراجعت الاء وسمحت له بالدخول وسمع الحوار الآتي
الاء:اتفضل حضرتك
الرجل:هو حضرتك مش طالعة
الاء:لأ منتظرة شوية
استغرب الرجل ورد عليها قائلًا: على راحتك ( وصعد المصعد)
بعد أن سمع آسر ذلك الحوار تقدم وأتى من خلفها
آسر:مركبتيش ليه
الاء بخضة:هيييي ( ووضعت يدها على قلبها)
وبعد أن استدارت وعرفت أنه آسر:خضتني
آسر ببرود:مجوبتنيش على سؤالي… مركبتيش ليه
الاء:لإنه ميصحش اركب معاه لوحدينا دي تعتبر خلوة
تفاجأ آسر بردها ولم يعرف بماذا يرد إلى أن لحق نفسه فقال: شايفك يعني استلمتي الشغل
الاء: اه اتصلوا بيا امبارح وقالولي إني ممكن أبدأ من النهاردة
لم يتفاجأ آسر لأنه كان يعلم بأمر عملها فهي كانت أكفأ من تقدم للوظيفة وعندما أخبره مازن أمس باسم من تم قبوله بالوظيفة شعر آسر بالفرحة ولا يعرف لماذا فهو قد اشتاق لاستفزازها
آسر:.آه مبروك بس ياريت بقى تهدي ومتعمليش مشاكل في الشركة مفهوم
الاء بعصبية:قصدك ايه.. يعني انا مجنونة
آسر بأسلوب مستفز: أنا مقلتش كده إنتِ اللي قولتي
الاء بنفس أسلوبها: كلامك بيوحي بكده وانا مسمحلكش
نظر آسر إلى ساعته وقال لها ببرود: عندك تأخير 10 دقايق وده أول يوم ليكي وكده مش في صالحك..( وتركها وذهب)
ضربت الاء الأرض بحذائها عدة مرات نتيجة أسلوبه المستفز معها ثم استدارت إلى المصعد مرة أخرى تضغط على الزر لكنه تأخر فلم تجد سبيل آخر إلا أن تصعد السلم

عند الساعة الرابعة:
كان باسل وحلا ينتظران عمر أمام السيارة إلى أن ظهر عمر أخيرًا يركض نحوهما
باسل: بطلي وحشتني عامل ايه
حضنه عمر وقال: وانتَ كمان وحشتني يا بيسو
حلا:طب كفاية أحضان بقى وخلينا نلحق نستمتع باليوم
عمر بحماس:يلا بينا على الملاهي
باسل: نعم!!! لأ متفقناش على كده
حلا: لا لا بليز يا بيسو بقى ودينا الملاهي
عمر:آه يا بيسو عشان خاطري
باسل باستسلام: أمري لله يلا بينا
ضربت حلا كفها بكف عمر ( دليل على التوفيق في إقناع باسل)
وبعد أن قضوا يومًا رائعًا في الملاهي وركبوا معظم الألعاب المناسبة لسن عمر..إلى أن شعر عمر بالنعاس قرروا العودة
في السيارة
عمر لحلا بحزن: هو انتِ خلاص هتسفري بكره ومش هشوفك تاني كده
حلا:لأ طبعًا مقدرش مشوفكش هجيلك وانتَ كمان لما بابا يجي ينزل مصر هيجيبك معاه ونقضي أيام حلوه زي النهارده كده
عمر:وعد
حلا:وعد..وبعدين مش انا اديتك نمرتي وأخدت نمرتك..يعني هنكلم بعض علطول وانتَ أول ما تعوز تكلمني هتتصل بيا علطول صح
عمر:صح
باسل:يلا يا بطل وصلنا
احتضن عمر كل من باسل وحلا:هتوحشوني أوي
باسل وحلا:وانتَ كمان
وودعهم واتجه إلى أبيه الذي كان ينتظره عند البناية..ثم التفت إلى حلا قائلًا:هشوفك تاني؟؟
أومأت له حلا والدموع في عينيها
ربت باسل على كتف حلا قائلًا:متعيطيش يا لولو هنشوفه ونتواصل معاه علطول
أومأت له حلا وركبا السيارة متجهين إلى الفندق

في الفندق
كان حمزة في الاستقبال حينما وجد حلا وباسل يدلفان إلى الفندق وآثار الدموع على وجه حلا
أسرع حمزة إليهم
حمزة موجهًا كلامه لحلا: حلا إنتِ كويسة ؟ بتعيطي ليه
باسل بعصبية: وانتَ مالك بيها…بص بقى انتَ علاقتك بيها الشغل وبس متدخلش في أي حاجة تخصها
نظر له حمزة شزرًا وكان يريد أن يتشاجر معه
إلا أن حلا كانت تشعر بالإرهاق ولا تستطيع الوقوف فقالت موجهة حديثها إلى حمزة كي تنهي الموضوع: أنا كويسة بس مرهقة شوية ممكن تعدينا بقى
حمزة:سلامتك….تحبي أوديكي المستشفى
تأفف باسل: هو انا كنت بكلم نفسي يعني
لم يعيره حمزة اهتمامًا ونظر إلى حلا منتظرًا جوابها
حلا:الموضوع مش مستاهل بقولك شوية إرهاق يعني يكفي إنك تعدينا عشان اروح استريح
أتاح لهم حمزة الطريق وظل ينظر إليها إلى أن اختفت عن ناظريه

في اليوم التالي صباحًا في المطار
حمزة لحلا:عامله ايه النهارده بقيتي كويسة
حلا: الحمد لله.. عن إذنك
وحينما التفتت وجدت من يسرع إليها ويقوم باحتضانها
عمر بدموع:حلا متسيبنيش خليكي معايا
حلا بدموع أيضًا وتقوم باحتضانه بشدة:مقدرش حبيبي لازم اسافر..وبعدين احنا امبارح اتفقنا على ايه
عمر:طب انا عايز أجي معاكي
حلا:وتسيب بابا لواحده
كان أمجد يقف بالقرب منهما ويستمع إليهما
نظر له عمر ثم وجه حديثه لحلا:خليه يجي معانا
حلا:بس هو عنده هنا شغل وأول ما هيخلصه هيجيبك وتيجوا مصر ونقضي أنا وانتَ أحلى وقت مع بعض زي ما اتفقنا امبارح موافق
نظر عمر إلى والده ليتأكد من أنه سيفعل ذلك ، فأومأ له والده علامة الموافقة
التفت عمر إلى حلا وقال:موافق
حلا بابتسامة: طب يلا بقى امسح دموعك يا بطل عايزه اشوفك وانتَ بتضحك
مسح عمر دموعه وضحك
قبلته حلا وشددت من احتضانه إلى أن جاء موعد قيام الطيارة
كل هذا وكان حمزة يتابع الموقف ويود أن يعرف لماذا هذا الطفل متعلق بحلا إلى هذا الحد
ودعته حلا وأخبرته أنها سوف تتصل به حينما تصل إلى مصر
…………………………………
ونكمل الحلقة القادمة إن شاء الله?
شيماءعبدالعزيز

error: