رواية مودة ورحمة تأليف شيماء عبد العزيز
(مودة ورحمة) الحلقة14
حلا باندهاش:إيه ده!
فقد وجدت الغرفة مليئة بالورود والبلالين ولوحة كبيرة مكتوب عليها (أنا آسف ياريت تقبلي تسامحيني) والإمضاء حمزة.
حلا: إيه الحركات دي..هو فاكر إن كده هسامحه يعني..يبقى بيحلم
ووجدت اتصال من رقم غريب على هاتفها فلم ترد
ولكن الهاتف لم يتوقف عن الرنين
حلا وهي تنظر إلى الهاتف: ده رن كتير أنا هرد يمكن حاجة مهمة وضغطت على زر الفتح
حلا:السلام عليكم
الشخص: وعليكم السلام..حلا أنا بجد آسف
حلا وقد تفاجأت أنه حمزة: إنتَ ازاي جبت رقمي وازاي أصلًا تسمح لنفسك تكلمني وبصفتك إيه
حمزة: مش مهم تعرفي ازاي..أما بالنسبة لصفتي فصفتي هي زوجك المستقبلي
حلا: نعم ! زوج مين…إنتِ بتحلم.. وياريت ما تتصلش عليا تاني إنتَ فاهم( وأغلقت الخط)
حلا لنفسها: قال زوجي قال اتجنن ده ولا إيه
في غرفة حمزة:
حمزة يحدث نفسه: هعمل المستحيل علشان تسامحيني يا حلا ومش هسيبك تضيعي مني (وبابتسامة) يا زوجتي المستقبلية
في المستشفى وتحديدًا في غرفة بسنت:
بسنت تقص لملك قصتها ببكاء: والدي جاتله أزمة قلبية ومات في اليوم اللي اتخانق معايا فيه..عرفت بعديها بيومين.. تعبت جدًا وأغم عليا واضطر حازم إنه يجيبلي دكتور..والدكتور قاله إني لسه حامل..عملت نفسي نايمة بعد ما الدكتور مشى وحازم نزل يقابل سالي..انتهزت فرصة إنه مش موجود ونزلت روحت لوالدتي علشان احضر عزا بابا واطمن عليها.. كنت خايفة أقابلها وازاي أصلًا هوريها وشي بعد اللي عملته وكنت السبب في موت بابا..كنت عايزاها تعمل فيا اللي هي عيزاه بس تخليني جنبها ومعاها..لما روحت لقيت والدتي تعبانة جدًا وتقريبًا مكنتش معانا كانت في دنيا تانية مبتتكلمش ومبتعيطش وملهاش أي رد فعل..جيبتلها دكتور وقال إن عندها انهيار عصبي بسبب صدمة موت بابا الله يرحمه..وفضلت على الحالة دي أسبوع وفي يوم كنت داخلة أصحيها علشان اديها دواها كانت( وقد ازدادت في البكاء ووضعت يدها المرتعشة على فمها) ماااااتت…ماتت وسابتني لوحدي أواجه مصيري
بعد الدفنة والعزا لاقيت نفسي لواحدي قاعدة في بيت أبويا وفضلت كده لمدة شهر.. وفي يوم لاقيت الباب خبط قومت فتحت لاقيت اتنين ستات لابسين اسود سألتهم هما مين..قالولي معارف والدتي الله يرحمها وجايين يعزوا دخلتهم وقفلت الباب وفجأة لقيتهم اتحركوا ناحيتي.. واحدة كتفتني وكتمت صوتي والتانية بتضرب فيا وفي بطني..حاولت استنجد بحد من الجيران معرفتش..وفضلت تضرب فيا لحد اما مبقتش قادرة أقاوم ونزفت جامد وفجأة لقيت كل شئ حواليا بيتحول لسواد..ولما فوقت لقيت نفسي في مستشفى وعرفت إني كنت في غيبوبة بقالي يومين وإن الجيران هما اللي جابوني لما لقوا باب الشقة مفتوح وانا مرمية على الأرض بنزف..اتصلوا بالإسعاف ونقلوني المستشفى..ولما سألت الدكاترة على إبني قالولي بكل بساطة إني وصلت متأخر ومقدروش ينقذوا الجنين انهارت ومفوقتش إلا تاني يوم ولقيت الشرطة عندي علشان يحققوا معايا في سبب الضرب اللي موجود في جسمي..كنت متأكدة إن اللي عملوا كده هما سالي وحازم ولما قولت للشرطة..قالولي هنحقق معاهم
وبعدها بيومين لقيت حازم جاي يهددني علشان مفتحش الموضوع ده تاني وإنهمم قدروا يخرجوا من الموضوع بكل بساطة بسبب علاقاتهم (بضحكة متألمة) جاي يهددني بس هو ميعرفش إن مبقاش في حاجة أخسرها أو اخاف عليها ..قررت إني أول ما هطلع من المستشفى هنتقم منهم زي ما دمرولي حياتي وقتلوا إبني وكانوا السبب في موت أمي وأبويا..وفعلًا بعد ما خرجت حاولت أقتل حازم.. بس معرفش حراسه جم ازاي وأنقذوه مني..لإنه كان سكران واتحبست أربع أيام على ذمة التحقيق وكانت حالتي النفسية وحشة فقرروا إنهم يدخلوني مصحة لما المحامي وصل الكلام ده لأبو حازم قرر يتنازل عن القضية وهو اللي جابني المستشفى هنا علشان اتعالج وابقى تحت عنيه ومقربش من ابنه
ملك بحزن عليها.وتأثر: أنا المرادي مش هديكي مهدأ.. أنا عيزاكي تقومي تصلي واشكي لربنا فضفضي واحكي كل اللي في قلبك وادعيه إنه يزيل همك ويخفف عنك ويسامحك ..ادعي بكل حاجة نفسك فيها
بسنت: بعد كل اللي حكيتهولك ده متخيلة إني أقدر أقف أدام ربنا وادعيه كمان ..بأي وش ها بعد ما عصيته
ملك: باب التوبة مفتوح لأي حد أهم حاجة تبقي صادقة في توبتك.
أنا هسيبك دلوقتي وياريت تعملي اللي قولتلك عليه وأنا شوية وهجيلك تاني
في شركة القاسم:
يخرج آسر من مكتبه على صوت ضوضاء بالخارج فيخرج ليكتشف ما الأمر؟.. فيجد مازن يتحدث إلى فتاة يبدو عليها أنها غير مقتنعة بما يقوله ويجتمع حولهم عدد كبير من الموظفين يشاهدون هذه المشكلة
مازن: يا آنسة افهمي وقت المقابلة خلص.. حضرتك اللي جيتي متأخرة وأنا لازم امشي دلوقتي معنديش وقت
الفتاة: حصلت معايا مشكلة في الطريق علشان كده اتأخرت.. أرجوك حاول تفهمني أنا محتاجة الشغل ده أنا فيا كل المواصفات اللي الشركة طالباها.. ممكن تعملي المقابلة دلوقتي وبعد كده حضرتك تروح الحته اللي انتَ عايزها
مازن:ا…
تقدم إليهم آسر:.خلاص يا مازن انا هجري المقابلة معاها
كانت تنظر إلى الأرض وعندما التفت ليراها رفعت رأسها إليه
آسر بدهشة: إنتِ!!
الفتاة في نفس الوقت: إنتَ!!
مازن للفتاة: ده أستاذ آسر اللي بيدير الشركة حاليًا ..انتِ تعرفيه؟
الفتاة: لأ وأكملت وهي تعيد نظرها إلى الأرض وبصوت منخفض: هو اليوم باين من أوله يلا خربانة خربانة..اترفدت من قبل ما اشتغل والحمد لله
سمعها آسر وحاول أن يكتم ضحكته وقال بصوت أجش: بتقولي حاجة
الفتاة بسرعة: لا لا بقول إني لازم امشي علشان اتأخرت
آسر بضحكة: مش انتِ جاية علشان تعملي مقابلة وبقالك ساعة ماسكة في الراجل الغلبان ده علشان يعملهالك دلوقتي اتأخرتي!!
يلا يا أستاذة على مكتبي أنا اللي هجري معاكي المقابلة.. وحضراتكم ياريت كل واحد على مكتبه
في الفندق جاء وقت العشاء مع الشريك الفرنسي تجهز جميع الموظفين لحضور ذلك العشاء
كان قد استأذن باسل من حلا أن يذهب لرؤية بعض الأصدقاء في فرنسا
تجمع الموظفين حول مائدة العشاء ومعهم حمزة
حمزة في نفسه: هي اتأخرت كده ليه
وما لبث أن يكمل جملته حتى وجدها تدلف إلى القاعة في أبهى صورها.. كان حمزة يتطلع إليها ويبتسم وكأنه لم يرى امرأة قبلها فهي ملاكه التي ستكون ملكه ولن يسمح لها أن تكون لغيره..وفي هذه اللحظة تذكر أنه ليس هو فقط الذي يتطلع عليها فيوجد في القاعة الكثير من الرجال فتجهم وجهه وشعر بالغضب رغم أن ملابسها محتشمة ولا تصف جسدها ولا تضع تلك الزينة على وجهها ولكنه أحس بالغيرة فكان يريد أن يخبئها عن أعين الناس ويود أن يقول للجميع لا تطلعوا إليها إنها ملكي إنها ملاكي أنا
وفجأة سمع صوت على المائدة يهتف باندهاش: حلا!!!!!
…………………………………
ونكمل الحلقة القادمة إن شاء الله?