رواية خلقت لأجلك
الحلقه السادسة من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ
تدور و تدور فى جميع المحلات فى المول .. لقد وجدت ضالتها لاجل عامر .. لكن هديتها لاجل زين لا تجدها .. نادين بملل ( يا بنتى .. كفايه بقى .. دورنا فى المول كله و مش لقينا اللى نفسك فيه .. ) .. فرح بدهشه ( مش انتى اللى قلتى لازم اشترى هديه تليق بيه .. ادينا بندور .. ) .. تاففت نادين بملل .. ثم قالت بتعب ( تعالى نقعد فى كافيه نشم نفسنا شويه .. ) .. فرح بابتسامه ( علشان التعب اللى على وشك ده ماشى .. يلا .. ) .. جلستا سويا من ان لبثت فرح .. حتى قالت ( فى حمام هنا ؟؟.. ) .. نادين ( اكيييد فى .. روحى اسالى ؟؟. ) .. فرح و هى تقوم من على الكرسى ( اوكى .. ) .. توجهت الى الحمام .. ثم خرجت و هى تمشى بهدوء .. لفت نظرها محل لبيع الهدايا .. دخلت به بهدوء .. وقع نظرها على قلم مصنوع من الفضه .. غايه فى الاناقه .. كما انه اثرى للغايه .. يقال ان ملكه ما قامت بالكتابه به .. ابتسم و قالت فى نفسها ( اخيرأ .. لقيت اللى بدور عليه .. ) .. التفت الى البائع ( excuse me !! I will take this ) … اشترت القلم و خرجت و الابتسامه تعلو شفتيها .. خبأت القلم فى حقيبه يدها .. و توجهت لتجلس مع نادين على طاولتهم .. نادين باستغراب ( اتأخرتى ليه يا بنتى ؟؟.. ) .. فرح براحة ( انا مش اتأخرت و لا حاجه .. يمكن انتى لما قاعده لوحدك بس .. ) .. نادين و هى تهب واقفه ( طب يلا نكممل تدوير على الهديه .. ) .. فرح بسرعه ( لا . ) .. نادين رافعه حاجبيها ( ليه بقى ؟؟.. انتى اشترتى و لا ايه ؟؟. ) .. فرح بتوتر ( و لا اشتريت و لا حاجه .. بس خلاص تعبت .. هبقى اشترى من مصر .. ) .. نادين بخبث ( طيب براحتك . .) .. ابتسم نادين بقرح .. فشكوكها تأكدت .. هى لم تذهب الى الحمام .. بل اشترت له هديه لوحدها .. فرح بارتباك لانها لاحظت نظرات نادين لها ( يلا .. مش فاضل على الطياره غير 4 ساعات .. يلا .. ) .. نادين بابتسامه ( يلا .. ) ..
استيقظ من نومه و الضيق يعلو ملامحه .. بسبب اسلوبه فى الحديث البارحه مع عمته .. لقد اخطأ فى حقها بقوه .. لقد كان وقح .. هتف و هو يحك مقدمه رأسه ( يا رب .. ) .. قام و توضا و صلى فريضه الفجر .. و جلس يقرأ القرأن بصوت عذب .. فأحس برأحه كبيره .. ثم قام و ارتدى ملابسه البسيطه المكونه من تيشرت اسود رمادى اللون و بنطال من الجينز .. رفع كم ليظهر ساعده القوى .. و رش عطره النفاذ .. ركب سيارته و خرج لمنزل عمته .. طرق الباب لتستقبله وجه زينب البشوش .. زين بابتسامه باهته ( صباح الخير يا زينب .. ) .. زينب بحبور ( صباح الخير يا زين بيه . ) .. زين بجديه ( فين عمتى ؟؟. ) .. زينب ( فى الاوضه .. تقريبا لسه مش صحيت .. ) .. زين ( و يزيد فين ؟؟. ) .. زينب ( فوق فى اوضته .. نايم .. ) .. زين ( ماشى .. انا طالع ليزيد .. و اذا عمتو صحيت .. مش تقولى ان انا هنا .. ) .. زينب ( حاضر يا بيه .. تشرب حاجه ؟؟ .. ) .. حرك رأسه رافضا.. ثم صعد راكضا على السلم .. لاى غرفه ابن عمته يزيد .. فتح الباب .. ليراه نائما على الفراش . فتح نافذه غرفته ليدخل الهواء النقى الى الغرفه .. هز يزيد بعنف كى يوقظه .. لكن لا حياه لمن تنادى .. فالوقت مبكر جدا على استيقاظ يزيد .. احضر كوب من الماء موضوعا على المنضده بجانب السرير .. سكبه كله على رأس يزيد ..لينتفض من مكانه .. يزيد بفزع ( احنا بنغرق و لا ايه ؟؟.. ايييييه .. ) .. زين بسخريه ( لا يا خفه .. ده انا حبيبك .. ) .. يزيد و هو يمسح قطرات الماء عن وجهه ( فى ايه ؟؟ يا زين عالصبح .. انت مش بتنام يا اخى ؟؟.. ) .. زين و هو يجلس بجانب يزيد على الفراش ( انا مخنوق يا يزيد .. ) .. يزيد و هو يتفت له و قال بنعاس ( اشمعنا يعنى ؟؟؟ ) .. تترقق الدموع فى عيون زين لكنه اخذ نفس عميق .. ثم قال بحزن ( انا اتخانقت مع عمتو حنان امبارح .. ) .. يزيد باستغراب ( عادى يا يزيد .. متكبرش الموضوع .. ) .. زين بغيظ ( انا اول مره احس انى يتيم بجد .. لما عليت صوتى على الست اللى ربتنى بعد لما بقيت لوحدى .. ) .. اخفض يزيد بصره قليلا .. ثم تنفس بعمق و قال بهدوء ( طب خلاص اهدى .. ماما هتسامحك .. اهدى بس و قولى اللى حصل .. ) .. زين بشرود ( انا عليت صوتى عليها امبارح و احنا بنتكلم لما سألتنى عن اللى حصل بينى و بين عمك مصطفى .. ) .. يزيد بدهشه ( طب و انت ايه اللى عصبك يعنى ؟؟. ) .. زين بغيظ ( حاجتين .. الاولى عمتو مخبيه علينا حاجه حصلت زمان بينها و بين عمك مصطفى و الموضوع كبير .. و امك مخبيه عليه .. و الثانى البيه عمك بيهددنى بأنى لازم ابعد عن فرح علشان هتبقى مرات ابنه .. ) .. ثم وقف فرح و قال بعصبيه ( فاكر نفسه مين هو ؟؟ ) .. ابتسم يزيد .. ثم انفجر ضاحكا .. لينظر له زين نظرات نظره ناريه .. تجعله يضع يده على فمه .. و هو يكاد يموت من الضحك .. ابتسم زين بزاويه فمه و قال ( اضحك .. اضحك .. ) .. فوقع يزيد على الفراش و هو منفجر ضحكأ .. و قال بصوت متقطع ( انتى بتغيرى يا بيضه .. بتغير يا زين .. لا لا و جاى تقولى انا .. ده انا اخوها يعنى المفروض اقوم اضربك دلوقتى .. ) .. زين بسخريه ( بس ياض انت .. انا دلوقتى عاوز اتكلم مع امك .. بس مكسوف اوى من البايخه بتاعه امبارح .. ) .. يزيد و هو يضع يده على كتف زين ( اعمل زى ما انا بعمل .. ) .. زين باستغراب ( اعمل ايه ؟؟.. ) .. قص يزيد ما يفعله على زين .. زين و هو يشير باصبعه فى وجه يزيد ( يا رب افكارك المتخلفه تجيب نتيجه .. ) .. يزيد بابتسامه ( هتجيب .. بس انت اتكل عالله .) .. خرج زين من غرفه يزيد .. و هو يردد ( عليه العوض و منه العوض فى الواد ده .. ) .. دق باب غرفه حنان برقه .. ليسمع الاذن بالدخول ( ادخل .. ) .. تنفس بعمق ثم فتح الباب بهدوء ..
يعلو صوت المنبه بقوه فى غرفته .. فرفع يده ليضغط عليه ليوقفه .. رفع الوسادة و الغطاء .. نظر الى الساعه وجدها 7صباحآ .. قام من نومه و توجه ليأخد حماما ينعش به جسدة بعد ذلك الحلم العجيب الذى ينتابه كل يوم منذ فتره .. فتاه ذات شعر بنى اللون تركض فى مكان يطل عالبحر و ترتدى فستان ابيض و عيونها العسليه .. تركض ثم تقف و تبتسم له .. فترتسم الابتسامه على شفتيه .. فيهز رأسه بغيظ و يقول ( ايه الغباء ده .. مجرد حلم .. بس البت حلوه .. .. يلا يلا بلاش هبل وراك شغل يا زياد بيه .. ) .. ركض الى حمام ليأخذ حمامه المنعش و خرج و ارتدى ملابسه الانيقه البدله الكحليه اللون و القميص الابيض من دون ربطه عنق .. و رش عطره الجذاب و خرج من الغرفه ليتناول فطوره مع الخادم الوحيد الموجود فى هذه البيت و هو عم صلاح .. زياد بتفاؤل ( صباح الخير يا عمو صلاح .. ) .. صلاح و هو يضع الطعام على السفره ( صباح الفل يا زياد بيه .. ) .. زياد بضجر ( يا عم صلاح انت مصمم تحبطنى كل يوم .. قلى زياد بس الله يخليك .. ) .. صلاح بابتسامه ( طيب يا زياد .. نمت كويس .. ) .. زياد بشرود ( اه يعنى .. ) .. صلاح باستغراب ( اه يعنى .. انت حلمت حلم و لا حاجه ؟؟. ) .. زياد و هو يهز رأسه ( لا لا و لا حاجه .. ان هأكل اى حاجه على خفيف و همشى علشان اتأخرت .. ) .. صلاح بدهشه ( يا بنى الساعه لسه 8 الا ربع .. ) .. زياد بابتسامه ( الطريق بيأخد بالظبط نص ساعه .. و انا كمان عامل حساب الزحمه و فممكن اوصل 8 و نص و كده اكون دقيق فى مواعيدى .. ) .. ابتسم صلاح فخرج زياد و اغلق الباب خلفه .. و هو يفكر فى ذات العيون العسليه و الفستان الابيض .. فتح سيارته و جلس على مقعد السائق .. فرن هاتفه .. فتح الخط ( صباح الخير يا زميل .. ) .. عامر بسخريه ( شكلك صاحى فايق .. ) .. زياد بضيق من سخريته و عدم رده للسلام ( و ايه المشكله .. و بعدين مش ترد الصباح يا بنى ادم انت …) .. عامر بهدوء ( خلاص يا عم حقك عليا .. المهم انا دلوقتى الوقت متأخر جدا فى لندن و انا عاوز انام اصلا انا فضلت مستنى علشان تكون صحيت … ) .. زياد بتركيز ( قول عاوز ايه عالصبح .. ) .. عامر بغيظ ( فرح نازله مصر .. او حاليا هى فى الطياره .. لازم تستقبلها فى المطار .. ) .. زياد بسخريه ( و انا مالى ؟؟.. مش عندها اخوها يجيبها .. انا مال امى .. ) .. عامر ( يا زياد علشان خاطرى .. مينفعش اخوها يجيبها .. علشان هيقعد يقول فين البيه مجاش ليه .. و سايبك و مش معبرك .. علشان خاطرى بس المره دى .. ) .. زياد بتذمر ( استغفر الله العظيم عالصبح .. طيارتها توصل كام ؟؟؟. ) .. عامر بابتسامه ( توصل بتوقيت مصر تقريبا 6 بالليل .. ) .. زياد ( طيب ماشى .. بقولك على فكره انا كنت عاوز اقولك على حاجه .. ) .. عامر ( حاجه ايه ؟؟. ) .. زياد بثبات ( انا عاوز اشترى نصيبك فى الشركه .. ) .. عامر و هو ينظر امامه بسخريه ( مفيش مشاكل .. لما انزل مصر نبقى نتكلم فى الموضوع ده .. ) .. زياد و هو يغلق الخط ( ماشى سلام .. ) .. اغلق الخط و نظر امامه و قال و هو يجز على اسنانه ( طيب يا زياد .. انت كمان .. ماشى .. كلكم هتشوفوا .. ) .. اما زياد فضرب مقود السياره بغيظ و قال ( ناقص انا ست فرح .. افففف .. و الله انت زباله يا عامر .. و لا تستاهل البت دى .. ) .. و انطلق الى عمله .. و هو عازم على فعل ما طلبه منه صديقه عامر ..
اطل برأسه من الباب و قال بمرح ( ممكن ادخل ؟؟.. ) .. لم ترد عليه بل تابعت قراءه جريده اليوم .. دخل و اغلق الباب خلفه .. حمحم بخجل .. فقلبت هى صفحه الجريده كانه غير موجود .. قال و يقترب ليجلس امام الكرسى الخاص بها ( انا اسف .. انا عارف انى اتعصبت امبارح .. و كنت قليل الادب .. بس لو سمحتى يا عمتو سامحينى .. انا بجد اسف .. مكنش قصدى و الله .. بس حسيت ان فى حاجه غلط مش مظبوطه و اصلا مصطفى بيه قال كلام عصبنى .. و حضرتك كنتى مصره تعرفى ففقدت اعصابى و اتنرفزت .. انا بجد اسف .. ) .. نظر الى تعابير وجهها .. فوجدها بدأ عليها التأثر .. فقال و هو يحاول الوقوف ( يا رب كان لسانى و ايدى يتقطعوا قبل لما اعلى صوتى و اقفل فى .. .. ) .. ضربته على رأسه بقوه .. و قالت بدموع ( بس يا غبى .. اوعى اسمعك بتقول كده تانى فاهم .. ) .. قابتسم بسعاده و قال ( يعنى سامحتينى .. ) .. ابتسمت و قالت بحنان ( ايوه سامحتك .. ) .. فقفز زين ليتعلق بحضنها بقوه .. فهى من تبقى له بعد وفاة والديه .. طالما كانت صديقته و والدته .. طالما حمد ربه انها بجانبه .. حنان بابتسامه ( قولى بقى كان عاوزك فى ايه ؟؟.. ) .. تأفف زين و قال ( يعنى مصره تعرفى .. ) .. اؤمات برأسها .. فقال هو بابتسامه بزاويه فمه ( هقولك بس بشرط .. ) .. رفعت احدى حاجبيها باستغراب ( ايه هو ؟.. ) .. زين بهدوء ( تقولى انتى خايفه من مصطفى بيه ليه ؟؟.. ) .. حنان بحزن ( بلاش يا زين .. ) .. زين بجديه ( يا ماما .. انا لازم اعرف .. انتى مش لوحدك .. انا معاكى و يزيد و كلنا موجودين .. لو مش عاوزه تقولى خلاص .. يبقى انتى مش شايفانى راجل ..) .. حنان و هى تلقى بالجريده ( الموضوع ملوش علاقه براجل و لا لا .. الموضوع كله ان … ) .. زين بترقب ( ها يا ماما .. قولى .. ) .. حنان باستسلام ( هقولك … اسمع .. ) .. قالت و هى تنظر من النافذه الى المناظر الخضراء الواسعه بحديقتها ( انت عارف ان مهاب مات فى حادثه عربيه صح .. ) .. اؤما زين برأسه ثم قال ( ايووه .. مظبوط .. الله يرحمه .. ) .. حنان بشرود ( اللى متعرفوش بقى.. ان فرامل العربيه كانت مفكوكه بفعل فاعل .. يعنى مهاب مات مقتول .. ) .. اتسعت حدقتى زين بصدمه .. و حدقتى يزيد الذى كان يقف خلف الباب يتابع حوار مصالحه حنان مع زين .. فقال زين بصدمه ( و مين اللى عمل كده ؟.. ) .. حنان بدموع ( مصطفى .. ) .. اقتحم يزيد الغرفه و الشرار يتطاير من عينه ( بتقولى مين ؟؟ .. ) ..
بقلم ايمان عبد الحفيظ