رواية خلقت لأجلك

الحلقه الرابعه من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ


( يا ماما .. انا يعنى شايفك مشغوله بموضوع فرح و زين .. عاوزانى انا بكل برود اقولك يا ماما تعالى اخطبيلى .. ) .. اخفضت حنان رأسها فى خجل .. لقد قصرت فى حق صغيرها .. ثمره حبها الاولى من زوجها .. انشغلت بالفتاه التى تعبت قلبها .. و تناست من كان باراّ بها دوما .. تأوهت فى داخلها غيظا من نفسها .. شعورا منها بالذنب تجاه ولدها الصغير .. قالت بهدوء ( يزيد .. انا فعلا مقصره فى حقك .. بس حبيبى انا دايما عندى وقت لابنى الوحيد .. ) .. ابتسم يزيد و قام من كرسيه و توجهه الى والدته التى دوما كانت صديقه ليس فقط والدته .. جلس القرفصاء امامها و قبل يدها و قال بحب ( امى .. انت اعظم شخص ام فى العالم .. انا احبك .. ) .. حنان و هى تملس على شعره بحنان ( حبيبى .. انتوا اللى ليا فى الدنيا .. انت و فرح .. انت طول عمرك راجلى و سندى .. بصرف النظر ان زين كمان ابنى .. لانه وصيه من اخويا احمد الله يرحمه .. انا بحبكم انتوا التلاته .. ) .. يزيد بمرح ( تصدقى ان احنا قلبنا الموضوع دراما .. ) .. ضربته برفق على رأسه ( بس يا ولد .. ) .. يزيد بمرح ( يا حنون يا عسل .. بقولك ايه انا هروح اطب البت دى من امها ) .. حنان باستغرا ب( من غيرى ؟؟. ) .. يزيد ( الله .. امال عايزينهم يقولى عليا مش راجل .. ساحب امى ورايا .. ) .. اؤمات حنان برأسها مع ابتسامه خفيفه .. ثم قالت ( ماشى يا يزيد .. معاك حق .. اعمل اللى انت عاوزه .. ) قبل وجنتها ( حبيبه انتى .. و الله مش عارف بابا استحمل ازاى يجيب انا و فرح بس .. مش كان خلف 5 او 6 .. ) .. ضربته بقوه فتأوه من الالم .. فهتفت بغضب ( انت قليل الادب .. مش عارفاه انا جبتك ازاى ؟؟.. مهاب كان محترم مش فاهمه انا انت جايب قله الادب دى منين ؟..) .. يزيد بخفوت ( هو لو كان محترم .. كان جابنا .. ) .. حنان بعصبيه ( بتقول ايه يا ولد ؟؟.. ) .. قبل رأسها بحب ( و لا حاجه يا حبيبتى .. يلا بقى انا هروح اقولها ماشى .. ) .. حنان ( روح .. و انا عن نفسى هروح لزين شويه بعدين هروح انام .. و اصحى احضر لاختك الحفله بمناسبه رجوعها .. ) .. يزيد بقلق ( ماما .. تفتكرى الخطه بتاعتك دى هتنجح ؟؟.. ) .. حنان بخبث ( مش تقلق .. هتنجح .. دى بنتى و انا عارفاها .. )


جالسه تشاهد التلفاز بضيق شديد من تصرفات صديقتها الروحيه التى هى بمثابه اختها . اتت فرح لتجلس بجانبها .. التصقت بها .. فابتعدت نادين قليلا .. فالتصقت بها فرح مره اخرى .. نادين بتذمر ( يا رب على الغلاسه بقى .. ) .. فرح بدهشه ( انا غلسه .. طب خدى بقى .. ) .. اخذت فرح الوساده من جانبها و ضربت نادين بها .. نادين بالم ( يوووه .. بس بقى يا فرح .. ) .. فرح و هى تضربها مره اخرى ( بس .. انا هوريكى الغلاسه ..) .. و بدأت حرب الوسادات بين الفتايات الجميلات .. ثم انفجرتا الاثنتان ضحكا .. ثم وقعتا على الاريكه سويا .. فقالت فرح بخجل ( انا اسفه يا نادين .. بجد انفعلت و طلعت عصببيتى فيكى .. انا بجد اسفه .. ) .. نادين بحزن ( حبيبتى انا مش زعلانه .. انا بس قلقانه عليكى ..) .. فرح بابتسامه ( يا بنتى .. انا مش عيله صغيره علشان تقلقى .. ) .. كادت نادين ان ترد عليها لكن اوقفتها فرح بيدها قائله ( اششش .. كفايه كلام .. جهزتى شنطتك ؟؟.. علشان الرحله بكره بالليل .. ) .. نادين ( ايووه جهزتها .. ) .. فرح بابتسامه (تمام .. يلا بقى ننزل نشترى هدايا لحبيبى .. ) .. نادين باستغراب ( قصدك مين ؟؟؟.. ) .. فرح بابتسامه ( عامر طبعا .. و علشان خاطرك انتى هشترى هديه لسى زين بتاعكم ده .. يلا يلا .. ) .. نادين بترقب ( بجد !!! هشترى هديه لزين ؟؟.. ) .. فرح بخبث ( طبعا .. ده الغالى ابن خالو احمد .. ازاى يعنى ده يبقى عيب فى حقى لو مش اشتريت هديه لى .. ) .. نادين فى نفسها ( طالما قلتى كده .. يبقى ربنا يستر .. ) ..فرح بابتسامه ( يلا جهزى نفسك بقى .. و هننزل بكره قبل ما نروح المطار .. ) .. نادين بخفوت ( ربنا يستر و مش تعملى مصيبه يا فرح .. ) .. فرح باستغراب ( بتقولى حاجه ؟؟.. ) .. نادين بابتسامه ( لا طبعا يا حبيبتى .. تصبحى على خير .. ) .. فرح بابتسامه خبيثه ( و انتى من اهل الخير .. ) ..ثم قالت حين رأت الباب قد اغلق ( ماشى .. احلى هديه لزين بيه .. ) ..


طرق خفيف على باب مكتبه .. قال بصوت حازم ( ادخل .. ) .. فتحت الباب و دخلت .. رفع بصره بعد ان انزل نظاراته الطبيه ( اهلا .. اهلا .. ) .. حنان بابتسامه ( وسهلا يا حبيبى .. الشغل ايه اخباره ؟؟.. ) .. زين بعمليه ( تمام .. بس فى حاجه غريبه حبتين .. شاغله بالى .. ) .. حنان باستغراب ( حاجه ايييه ؟؟.. ) .. زين بابتسامه ( ايييه الفضول ده يا عمتو .. لا مش هقولك .. انا هحلها .) .. حنان بدهشه ( براحتك .. لو مش حابب تحكى .. بسس خلى بالك .. ) .. زين باستغراب ( اخلى بالى من ايه ؟؟. ) .. حنان ( حبيبى .. تخلى بالك من الشركه .. من الناس اللى بتثق فيهم .. و بعدين متنساش انك داخل على حرب جامده .. ) .. زين رافعا حاجبه ( حرب ؟؟. ) .. حنان بابتسامه ( حربك ضد عامر .. لازم تكسبها .. ) .. اوما برأسه مع ابتسامه خفيفه ( حاضر يا عمتو .. ) .. حنان بابتسامه ( طيب يا حبيبى .. انا هقوم امشى .. علشان تعبت .. ) .. زين بقلق ( خير .. فى حاجه تعباكى .. اجبلك دكتور .. نروح مستشفى .. ) .. حنان مبتسمه ( بس يا ولد .. كل ده .. انا كويسه بس تعبت من اللف و الدوران معاك انت و الواد التانى ده .. ) .. ابتسم زين براحه .. فدخل يزيد من الباب برأسه ( انا جيت .. بتجيبوا فى سيرتى صح .. ) .. زين مبتسما ( تعال .. تعال .. ) .. دخل يزيد فقامت والدته لكى تذهب . قال يزيد مبتسما ( هو اذا حضرت الشياطين و لا ايه ؟؟.. ) .. حنان بعتاب ( بس يا ولد .. لا انا بس تعبت هروح ارتاح .. ) .. يزيد بخضه ( انتى كويسه يا ماما .. اجبلك دكتور .. ) .. حنان بغيظ ( بس بقى انتوا الاتنين .. مش تعبانه انا زى البومب .. ) .. يزيد بغيظ ( الله .. بتخضينا ليه طيب ؟؟.. ) .. حنان و هى تجز على اسنانه ( يزييييد.. ) .. قاطع يزيد طرق على الباب .. قال زين بصوت اّمر ( ادخل . ) .. دخلت شاهندا .. قالت بصوت عملى ( زين بيه .. معادك مع مصطفى بيه فاضل عليه نص ساعه .. و بعد كده جدولك يكون خلص .. ) .. التفت نظرات حنان و يزيد لتلتهم زين بنظرات مندهشه .. اؤما زين برأسه ( تمام يا شاهندا .. شكرا .. تقدرى تتفضلى .. ) .. خرجت شاهندا .. فنهالت اسئله حنان القلقه و يزيد المستغرب .. حنان بخوف ممزوج بدهشه ( عاوزك فى ايه يا زين ؟؟.. ) .. زين و هو يزم شفتيه ( و الله مش عارف .. بس انا نفسى مش مطمئن ..) .. حنان بقلق ( حبيبى .. خلى بالك من نفسك .. لان اللى بيحصل دلوقتى هو نفسه اللى حصل من كام سنه .. ) .. زين رافعا حاجبيه ( عمتو .. انتى بتتكلمى بالالغاز ليه .. ) .. حنان بشرود ( نفس اللى حصل بيتعاد .. ) .. زين واضعا يده على كتف حنان ( عمتو .. متقلقيش عليا .. انا زين النجارى .. مش هخاف من السيد مصطفى عز الدين .. اصلا مش هيقدر يعمل حاجه .. ) .. حنان بخوف ( زين .. انت مش عارف مصطفى عمل ايه زمان .. انت فاكر انه سهل .. تبقى غلطان .. مصطفى ده ثعبان .. ممكن يعيش فى دور الطيب الغلبان .. لكن هو فى الاصل اكتر من عقربه .. ) .. زين بحنان ( متخافيش .. انا معايا ربنا .. و بعدين احنا الشقاوه فينا بس ربنا هدينا .. ) .. يزيد بمرح ( .. لا لا ايه التطور ده ؟؟. ) .. زين بمرح ( نحن نختلف عن الاّخرون .. ) .. حنان بابتسامه خفيفه ( انا همشى .. محدش يجى ورايا .. ) .. خرجت حنان من مكتب زين مسرعه .. لن تستطيع المواجهه الان .. يجب ان تعيد جمع شتات نفسها التى هاجمتها حين تكرر نفس الحديث .. مصطفى ينوى القضاء على عائلتها الصغيره مره اخرى .. همست بدموع تلألأ فى مقلتيها ( انت فين يا مهاب ؟؟.. قد ايييه محتاجك تكون معايا .. نضحك زى زمان على شقاوه يزيد و فرح و زين .. قد اييه وحشتنى .. قد ايه وحشتنى يا حبيبى .. ) .. ركبت السياره ليتحرك سائقها مسرعا .. خرجت السياره من مبنى الشركه الضخم .. لتدخل السياره الاخرى .. ليهبط هو منها الرجل الذى يظهر علامات الوسامه عليه .. وجهه ينطق بالخبث .. دخل مقر الشركه بحذائه اللامع الذى يصدر صوتا يعبر عن مدى ثقته بنفسه .. ليقف امام مكتبها ( مساء الخير .. ) .. رفعت رأسها ( افندم ؟؟.. اؤمر يا فندم ؟؟.. ) .. الرجل بابتسامه ( فى ميعاد مع زين بيه ممكن اقابله .. ) .. شاهندا بابتسامه ( حضرتك مصطفى بيه عز الدين .. ) .. مصطفى بخبث ( ايووه انا .. ممكن اقابله .. ) .. شاهندا و هى تقف عن مكتبها برقه ( ثوانى يا فندم .. اساله .. ) .. طرقت الباب و دخلت ( زين بيه .. ) .. التفت لها زين ( ايوووه يا شاهندا .. ) .. شاهندا ( مصطفى بيه بره .. ) .. يزيد بصدمه ( ايييه .. دلوقتى .. ) .. شاهندا باستغراب لدهشه يزيد ( ايووه .. ادخله و لا لا ؟؟.. ) .. زين بعمليه ( دخل…,, ) .. يزيد مقاطعا ( لا لا .. استنى شويه و بعدين دخليه .. ) .. زين رافعا حاجبه بدهشه ( ليه بقى ؟؟. ) .. يزيد بجديه ( روحى يا شاهندا اعملى اللى قولت عليه .. دخليه فى معاده الساعه 2 مظبوط .. ) .. شاهندا باستغراب من قلق يزيد و خروج السيده حنان منذ قليل ( حاضر .. ) خرجت حشاهندا .. التفت زين الى يزيد مندهشا ( ايييه .. يا بنى مش عاوزه يدخل ليه ؟؟.. ) .. يزيد بجديه ( لسببين .. ) .. زين بتركيز ( الاول .. ) .. يزيد بجديه ( انا مش برتاح لما بشوفه .. بحسه غريب .. و كمان مش عاوزه يشوفنى .. ) .. زين ( التانى .. ) .. يزيد بقلق ( الراجل الوحيد اللى شوفت ماما بتقلق منه عليا و على فرح هو عمى مصطفى و ده فى حد ذاته بيخلينى احس ان فى حاجه مش طبيعيه فى مصطفى بيه .. ) .. زين بجديه ( معاك حق .. انا اول مره اشوف عمتو قلقانه اووى كده .. ) .. يزيد بقلق ( و ده اللى مخلينى اخاف منه .. ) .. زين بثقه ( خلينا مع ربنا .. يلا اخرج من الباب اللى ورا .. و انا هششوف ايه اخرة عمك ده . ) .. خرج يزيد و القلق تتصاعد السنته فى قلبه على زين و على والدته ..


جالسه تبكى خوفا على ما تبقى لها فى الحياه بعد وفاة زوجها .. ممسكه بأخر صورة تم التقاطها مع العائله جميعها .. هى .. مهاب .. فرح .. يزيد .. زين .. احمد .. هويدا .. هؤلاء ال6 افراد هم كل حياتها .. لكن شاء القدر ان يحرمها من اخيها احمد و رفيقه عمرها وزوجه اخيها هويدا .. ثم حرمها القدر مره اخرى من زوجها و رفيق دربها مهاب .. ارتفعت شهقاتها الباكيه .. قالت ببكاء ( مهاب .. قد ايه كنت محتاجك جنبى دلوقتى .. تفتكر هيعمل حاجه و لا لا .. تفكتر هيدمر كل حاجه زى زمان و لا لا ؟؟.. انا مليش اى حد فى الدنيا دى غير فرح و يزيد و زين بس .. مش هقدر استحمل انهم يبعدوا عنى زيك و زي احمد و هويدا .. انا مش هقدر على اكتر من كده يا مهاب .. ارجوك يا رب احميى ولادى من الشيطان ده .. احميهم منه .. انا مليش غيرك يا رب .. احميى فرح من ابنه .. احميهم من شره .. كفايه اللى عمله فى مهاب .. ثم توجهت الى الحمام قاصدا الوضوء لتؤدى فريضتها .. ارتدت حجابها و سجدت باكيه تطلب الحمايه من الله سبحانه و تعالى لحمايه اولادها يزيد .. فرح .. زين ..


زين بصرامه ( ادخل .. ) .. فتح الباب ثم دخل منه ذلك الرجل الذى حذره الكثير منه . مثلما توقعه بالظبط .. ينبض منه الثقه و الغرور و الشر .. فيه شبه كبير من عمه مهاب رحمه الله .. كمان ان يزيد يشبه قليلا .. زين بمجامله ( اتفضل يا مصطفى بيه .. ) .. جلس مصطفى ثم وضع قدم فوق اخرى .. شبك زين اصابعه كى يسيطر على اعصابه ( اهلا وسهلا يا مصطفى بيه .. ) .. اشعل مصطفى سيجارته البنيه اللون و نفس منها دخانه .. ثم نطق اخيرا بمجامله ( اهلا بيك يا زين .. ) .. زين ضاغطا على اصابعه اكثر ( احب اعرف سبب الزياره اللطيفه دى .. ) .. مصطفى مبتسما ( مفأجاّه صح .. ) .. زين و هو يجز على اسنانه من برود مصطفى ( الصراحه مفاجأه غير متوقعه .. بس برضوه احب اعرف سببها .. ) .. مصطفى بثقه ( هما طلبين .. ) .. زين بابتسامه ( ده اللى هو ازاى ؟.. ) .. مصطفى بابتسامه واثقه ( هطلب منك و تنفذ ..) .. زين مبتسما ببرود ( سامع .. اتفضل .. ) .. مصطفى و هو يلتفت الى زين بثق شديده ( الاول عامر ابنى لما ينزل من لندن مع بنت اخويا مهاب هيشتغلوا هما الاتنين فى الشركه هنا .. و الطلب التانى تبعد عن فرح لانها هتكون مرات ابنى .. ) .. ثم تابع حديثه بتهديد ( مفهوم كلامى و لا لا ؟؟؟… ) .. زين (………..


ايمان عبد الحفيظ

error: