رواية خلقت لأجلك

الحلقة 18 من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيط
‏_______________________________________
كانت تجلس شاردة فى مكان عملها .. حتى انها لم تشعر بخطوات يزيد الذى دخل مكتبها .. هى كانت شاردة فية هو .. كانت الابتسامه العاشقه على ملامحها .. ابتسم هو بحب و هو يتأمل خصلات شعرها التى تطاير حول وجهها .. كانت كاللوحه الفنيه التى يصعب على اى فنان رسمها او وصفها .. هكذا هى قلوبنا حين نعشق .. كم هو يعشقها بشدة .. يتمنى ان تصبح زوجته بأسرع وقت .. تقدم تجاهها على اطراف اصابعه حتى لا تشعر به .. ضرب على المكتب بقوه و قال حازمآ ( قفشتك .. بتفكرى فى ايه يا هانم ؟؟ .. ) .. شهقت هى بفزع و قالت بخضه ( يخربيتك يا يزيد خضيتنى .. ) .. يزيد بضحك ( تانى .. شكلك ناويه تخربى بيتك قبل ما يعمر اصلا .. ) .. شاهندا بابتسامه ( هى بتطلع كده منى .. ) .. يزيد بحب ( طب انا عندى فكره .. احنا نعمر البيت ) .. شاهندا باستغراب ( مش فاهمه ؟؟.. ) .. يزيد بحب ( يعنى نعمل البيت و نتوكل عالله .. و لسه هنتعرف و الجو ده .. ) .. شاهندا بخجل ( اتلم يا يزيد .. ) .. يزيد بضحك ( بتفهمينى صح ليبييه ؟؟؟.. ) .. ثم قال بابتسامه ( قلتلك انا انى هجيب امى و نجيلك بكره .. ) .. شاهندا بضحك ( ايييوه قلت .. ) .. يزيد بابتسامه ( انا بأكد بس .. يلا قومى علشان اوصلك .. ) .. شاهندا بابتسامه ( هتوصلنى بس و لا هتودينى مكان تانى .. ) .. يزيد بابتسامه ( انتى قولى عاوزه فين و انا عيونى .. ) .. شاهندا بخبث ( اى مكان ؟؟.. اى مكان .. ) .. يزيد بحب ( اى مكان ؟؟؟.. ) .. شاهندا بمرح ( عاوزه اروح كنتاكى .. ) .. يزيد بصدمه ( نعممم !! .. ) ..شاهندا بمرح ( لو مش عاجبك .. نروح ‏‎ .. ( Cook door ..‎يزيد بغيظ ( همك عالاكل .. طب قومى يا شوشو نروح .. ) .. شاهندا بغيظ و هى تضرب بقدمها الارض ( مش بحب الاسم ده .. قولى شاهندا او شاهى .. ) .. يزيد باستفزاز ( طب يلا يا شوشو .. ) ..ضربت الارض بغيظ ثم مشيت امامه بعصبيه .. بينما ضحك بقوه و اخذ يترقص بجسده و هو يقول بضحك ( قال كنتاكى قال .. استنى عليا يا شوشو .. ده انا هوديكى مكان عمرك ما تحلمى بيه .. و يلا اكسب فيها ثواب و اربيها .. ده انا يزيد و الاجر عالله .. ) ..ثم ابتسم بخبث و خرج خلفها و هو يتوعدها لاخراجها له من اللحظه .. فهذا هو عشقهم طفول مثلهم .. ..
‏______________________________________
كان كل فتره من الزمن .. يشرد كلاهما سارحا فى الاخر .. نظراتها البريئه و مرحها الطفولى .. لطفه هو و مزاحه مع الاطفال .. هو فعلا يشعر باولئك الاطفال .. لاحظت لمعه عيونه الحزينه على طفل حزين لفراق والديه .. هى ايضا شعرت بمراره اليتم حين توفى والدها .. ترقرت الدموع فى عيونها بحزن لتذكرها والدها الحنون .. لكن الالم كان يتضاعف حين ترى زين .. فكانت تضربه بخفه على كتفه ليلتفت لها .. فتبتسم له برقه .. فيبادلها هو الابتسام .. لفت نظرها ذاك الطفل الصغير الذى يجلس بعيدا عن الجميع .. وحيدا لم تراه يتحدث معها او مع زين .. فقط جالس وحيد يبكى بهدوء .. وقفت عن الاطفال الاخرين .. و اتجهت له بهدوء تحت انظار زين المتعجبه ؟؟.. جلست بجانب الطفل و نظرت له باهتمام .. مسح الطفل دموعه مسرعا حتى لا تراها تلك الشابه .. فرح بحزن ( بتعيظ ليه يا بطل ؟.. ) .. لم يلتفت له و لم يجيبها ايضا .. ادارت بصرها الى الاتجاه الاخر .. قالت بابتسامه ( انا عارفاه سبب حزنك .. ) ..لاحظت بطرف عيونها ان الطفل ينظر لها باهتمام .. فتابعت هى بحزن ( اقولك انا على سبب حزنى .. انا زي زيك معنديش بابا .. ) .. نظر لها الطفل بدموع ..لقد شعر بالحزن تجاهها فهى مثله تماما .. وقف الطفل و احتضنها بشده .. فاحتضنته هى بسعاده . . فقال الطفل ببكاء ( انا بعيط علشان محدش افتكر عيد ميلادى .. لو كان عندى بابا و ماما كانوا هيعملوا عيد ميلاد ليا .. ) .. نظرت فرح له بحزن .. ثم صمتت قليلا لتفكر فى شيئ ترضى به الطفل .. اضاءت فى عقلها تلك الفكره .. فابتسمت للصغير بحب .. قالت بابتسامه ( انت اسمك اييييه ؟؟.. ) .. الطفل و هو يمسح دموعه ( اسمى امير .. ) .. .. مسحت هى دموعه .. و وضعت يدها على شعره ببراءه فرح بابتسامه ( اسمك حلوو اووى .. بس انا هجبلك هديه علشان عيد ميلادك .. ) .. امير باستغراب ( هديه اييييه ؟؟.. ) .. ادارت هى بصرها الى زين الذى كان يراقبها ماذا تفعل مع الصغير .. تركت الصغير و توجهت الى زين .. جذبته من ذراعه و اخرجته خارج الدار كله .. زين باستغراب ( ايييييه .. وخدانى على فين ؟؟.. ) .. فرح بضحك ( هخطفك .. ) .. زين يسخريه ( هاهاهاها .. ظريفه .. ) .. ثم قال بجديه ( عاوزه تروحى و لا اييييه ؟؟.. ) .. وقف امامه و هزت رأسها بالنفى .. ثم قالت بسعاده ( بالعكس .. انا عجبنى المكان اوووى .. بجد احلى حاجه فى الدنيا انك تجى تقعد مع الاطفال دى .. انا ابتسامتهم بس خلتنى انسى الدنيا و ما فيها .. انا بجد بحسدك انى بتيجى هنا و هم بيحبوك .. ) .. كانت يتأملها و هى تتحدث .. و يتخيل كم انها سوف تصبح ام جميله و رائعه للغايه .. تخيلها و هى ترتدى مريله الطبخ .. و عاقده شعرها بقلم كما تعود ان يراها و هى صغيره .. و هى تركض خلف طفلته التى تشبهها كثيرا .. يتمنى ان تتحقق تخيلاتها .. اخرجته هى من تخيلاته على تحريك يدها امام وجهها .. و هى تقول باستغراب ( الووووو .. الخط فصل و لا ايييه ؟؟.. ) .. زين بابتسامه ( لا و لا حاجه .. بس سرحت شويه .. ) .. فرح باستغراب ( فى ايييه ؟؟.. ) .. زين بشرود ( فيكى   .. ) .. اكتسى الخجل ملامحها .. لكنها ادعت عدم الفهم ( مش فاهمه ؟؟..) .. ادار هو وجهه للجهه الاخرى حتى يبتسم لانه يعرف انها سمعته فهو لاحظ تورد وجنتيها .. ثم التفت و قال بابتسامه ( لا و لا حاجه .. المهم كنتى بتقولى ايه ؟؟.. ) .. فرح بابتسامه ( انا عاوزه اعمل حفله عيد ميلاد للولد ده .. ) .. زين باستغراب ( اى ولد .. اللى كنتى قاعده معاه من شويه .. ) .. اؤمات براسها له .. فقال بابتسامه ( و اييييه المطلوب منى ؟؟.. ) .. فرح بابتسامه خبث ( تساعدنى .. ) .. زين رافعا حاجبه ( اساعدك ازاى ؟؟.. ) .. ابتسمت هى بخبث .. ثم وضعت يداها على كتفيه و لفته و دفعته لداخل الدار .. لا يعرف لما يشعر كأنه يحترق من لماستها .. لماساتها كانت عفويه .. لكنها تعذبه كثيرا .. فأصعب شعور حين تجد من تحبه امامك لكنه لا تستطيع ان تعبر عن حبك او حتى ان تلمسه …
‏__________________________________
كانت تجلس تسترج ما قضته مع حبيب عمرها مهاب .. شارده فى كل لحظه قضته معه .. حين اخبرها يوم كتب كتابهم بانه يحبها .. حين طلب منها يوم زفافهم ان تقبل به كزوج و حبيب و اخ و صديق .. طلب منها ان تقبله كشريك حياتها .. فحملها و دار بها حين وافقت .. تذكرت يوم اخبرته بحملها بيزيد .. فكانت اسعد لحظات حياته .. يوم ولادتها ليزيد .. يوم معرفتها بخبر حملها بفرح .. كم اشتاقت اليه .. كم اشتاقت ان تلقى بنفسها فى حضنه و تحكى له تفاصيل يومها كما تعودت دائما .. طرقت الخادمه زينب باب غرفتها .. مسحت حنان دموعها مسرعه .. حنان بتوتر ( ادخل .. ) .. دخلت الخادمه زينب و قالت بقلق ( حنان هانم .. ) .. حنان بابتسامه ( ايووووووه يا زينب .. فى حاجه ؟؟.. ) .. زينب بتوتر ( فى ناس تحت مصممين يقابلوكى .. ) .. حنان باستغراب ( ناس ميييين ؟؟.. ) .. زينب و هى تبلع ريقها ( الاستاذ مصطفى اخو مهاب بيه الله يرحمه و ابنه .. ) .. اتسعت حدقتى عيون حنان بضيق و غضب .. قالت بعصبيه ( عاوزين ايييه ؟؟.. انزلى اطرديهم يا زينب .. ) .. زينب بخوف ( و الله يا مدام حاولت .. بس هما مصممين يقابلوكى .. ) .. زفرت حنان بضيق .. وقفت ارتدت عباءتها و لفت حجابها الطويل الاسود اللون .. هبطت سلم منزلها .. مصطفى بابتسامه ( يا اهلا بمرات اخويا .. ) .. حنان بضيق ( اخلص يا مصطفى و انطق عاوز ايييييه ؟؟. ) .. عامر بابتسامه ( مش عيب عليكى كده يا مرات عمى .. اكون لسه راجع من السفر.. و مش تسلمى عليا .. ) .. حنان بضيق ( حمد لله على السلامه يا ابن مصطفى .. ) ..ثم جلست و هى تتأفف ( خير .. ايه اللى جابكم هنا انت و ابوك ؟؟.. ) .. مصطفى بهدوء ( احنا جاين نصفى اللى بينا كله .. و نرجع حبايب .. و كفايه خلافات بقى .. ) .. حنان بسخريه ( و احنا من امتى كنا حبايب علشان نرجع .. ) .. عامر بابتسامه ( خلاص بقى يا مرات عمى .. نصفى اللى بينا بقى .. ) .. حنان بسخريه ( ده بأماره اللى ابوك عمله مع زين من كام يوم .. صح .. ) .. ثم قالت بعصبيه ( بقولكم ايييه ؟.. انت لسه من شويه يا ابن هويدا عملت مصيبه بين ولادى ..لكن الحمد لله اتحلت .. و انت يا مصطفى جيت و خربت الحفله امبارح .. بس بقولكم اييه .. و رحمه مهاب بينى و بينكم مفيش صلح لحد ما ادفن فى تربتى .. ) .. عامر بعصبيه ( بقولك ايييه يا ابله حنان .. انا كده كده هتجوز بنتك برضاكى بقى او غصب عنك هتجوزها .. و انا و ابويا كنا خايين نطلب ايدها .. ) .. حنان بغضب ( ده على جثتى لما تتجوزها .. بنتى مش هتتجوز غير اللى بتحبه و هو زين .. و يلا بررررره من غير مطرود .. ) .. عامر بتهديد ( انا قلتلك افتكرى ان بنتك ليا مش لحد غيرى .. ) .. حنان بغضب ( بررررررره .. ) .. خرج كلاهما من المنزل .. فزفرت هى بضيق .. لكن القلق تسرب الى داخلها .. عامر لن يتركها ابدا .. و المشكله الاكبر انها تثق به .. يجب على فرح ان ترى الفرق بين عامر و زين .. يجب ان ترى حب زين الحقيقى لها .. فهى ترى نظرات مهاب لها فى زين حين ينظر لفرح .. لكن كيف تفعل ذلك و تجعل ابنتها تكره عامر .. فرح عنيده و لن تكره الا لترى بعيونها .. لكن هذا لن يحدث الا اذا تألمت و حزنت .. عذرا ابنتى يجب ان نتألم حتى نتعلم …
‏_________________________________
كان يقف فى شرفه منزله .. يتناول كوب من الشاى .. كان ينتظرها لتخرج حتى يتحدث معها قليلا .. لكن لا حياه لمن تنادى لم تخرج .. زفز بضيق .. لكنه سمع صرخه فتاه تستنجد بشخص ليساعدها .. نظر للاسفل تجاه الصوت .. فوجد نادين و هى تحاول التملص من شاب يضايقها .. وقع منه كوب الشاى ..ركض مسرعا من شقته تحت نظرات صلاح الذى يناديه ليعرف ما به .. لكنه اتبعه فى صمت .. وجدها تصرخ و هى تضرب ذلك الفتاه بقدمها بين قدميه بقوه .. ثم قالت بغضب ( يا واطى .. يا معفن .. انت تقلبنى انا و الله لوريك استنى عليا .. ) .. ثم انحنت بجسدها للاسفل .. نزعت حذاءها من قدمها و نزلت به على جسد ذلك الشاب الذى كان يحاول ان يسرقها .. ظلت تشتمه و تضرب به و الشاب يحاول ان يتخلص منها لكنه لا يستطيع فبقى يصرخ ( كفااااايه .. خلاص مش هعمل كده تانى .. ) .. ضحك هو بقوه على منظرها .. ثم توجهه لها و حاول دفعها عن الشاب قائلا ( خلاص يا نادين كفاييه .. ) .. نادين بغيظ ( و الله لوريك .. اوعى كده يا زياد .. ).. جذبها من خصرها و هى تحرك اقدامها فى الهواء لتضربه .. صرخ بها زياد و هو يكتم ضحكه بمعجزه ( بس بقى الواد هيموت .. ) .. ثم قال بسخريه ( قال و انا اللى نازل اخلصها من الواد .. شوف انا خلصت الواد منها .. ) .. نادين و هى تلهث ( بتقووول ايييه.؟؟.. ) .. زياد بابتسامه ( لا مش بقول يا وحش .. ) .. نادين باستغراب ( وحش ؟؟.. ) .. نظر لها بابتسامه ثم توجهه للشاب الملقى على الارض و همس له ( يا ابنى مش تختار اللى هتقلبهم .. اديك وقعت فى واحده طلعت عين اهلك .. ) .. الشاب بتألم ( يخربيتها .. جسمى وجعانى .. ) .. زياد بعصبيه ( احترم نفسك ياض انت .. ) .. الشاب باسف ( انا اسف يا باشا .. ) .. ثم قال بحزن ( و النبى خلونى امشى .. انا عمرى ما سرقت دى اول مره .. انا خريج كليه تجاره .. ) ..زياد بدهشه ( خريج تجاره .. و بتسرق ليييه ؟؟.. ) .. الشاب بندم ( الحياه كده يا بيه .. لو معملناش كده مش هلاقى اكل امى و اخواتى الاربعه .. ) .. صمت زياد يفكر قليلا .. ثم قال بابتسامه ( طب قوم .. ) .. ساعده زياد ان يقف و ينفض الغبار عن ملابسه .. ثم قال بجديه ( لو كل واحد قال مش لاقى شغل زيك و قال الحياه صعبه .. يبقى الشعب كله هيبقى حرامى و كل هيسرق من كله .. جربت تدور على شغل .. لازم تحاول بدل المره الف .. لان لولا المحاولات مكنش هيبقى في اى اجهزه او اختراعات حتى المصباح ده اديسون اخترعه بعد 99 مره قعد يحاول فيها .. و فى المره الميه نجح و اللمبه نورت .. انت فكرك اول لما هتدور على شغل هتلاقى من غير ما تتعب .. ده حتى ربنا لما خلق العالم ده كله خلقه فى سبع ليال .. انت بقى عاوز اول لما تدور تلاقى شغل .. ربنا بيقول اسعى يا عبد و انا اسعى معاك .. انت ربنا بيحبك انك وقعت معايا .. انت اسمك اييه ؟؟.. ) .. الشاب بابتسامه ( اسمى حسام .. ) .. اخرج زياد من جيبه بضع نقود ( خد دول .. و امسك الكارت ده .. و بكره الصبح تيجى على العنوان الى فيه .. و معاك شهاده التخرج بتاعتك و ال ‏C.V ..‎‏ مفهوووم .. ) .. ابتسم حسام بفرح .. اخذ النقوذ و ركض سعيدا لان الله انقذه من ان يفعل شيئ خطئ .. بينما نادين كانت تبتسم بحب لشهامه زياد مع ذلك الشاب الفقير .. عطفه كان كبييير جدا عليه .. لكن ماذا قصد زياد بكلمه وحش .. قالت بصوت مرتفع ( ايييه وحش دى ؟؟. ) .. زياد بضحك ( لا دى كلمه بنقولها احنا الشباب مع بعض لو حد فينا ضرب حد او حاجه .. ) .. نادين بزهول ( وحش ..هااااا ) .. ثم ضربته فى كتفه بغيظ و ركضت لشقتها .. بينما هو وقف يضحك على طفوليتها فى بعض التصرفات .. حتى اختفت ضحكه حين سمع صوت يعرفه جيدا يناديه ( زيااااااد .. ) .. التفت بدهشه ليجد عامر امامه .. فنظر له بترقب و ثبات و عزم على الغاء الشركه بينهم .. فهو لا يستحق الشراكه مطلقا ..
‏______________________________________
تحققت امنيته فعلا .. لكن الامنيه كانت فى الدار .. كانت هى تقف وضعت قلم تلوين فى شعرها .. و ارتدت مريله المطبخ .. و كانت تلعب بالدقيق و السكر و الالوان الصناعيه مع الاطفال فى المطبخ .. كان هو ايضا يلعب معهم لتحضير تلك التورته التى تتكون من 5 ادوار .. اخيرا جاء وقت التزيين .. فقالت فرح بمرح و هى تصفق بيدها ( يلا يا حلوووين .. يلا علشان تغيروا هدمكم .. علشان الحفله يلا .. ) .. ركض جميع الاطفال لتغير ملابسهم .. بينما ظلت هى و زين فقط .. بدأت فى تزيين الطبقه الخارجيه بالكريم الملون باللون الازرق .. شعرت بالارهاق .. فمسحت بيدها على جبينها .. فلطخت وجهها بالكريم .. فافلتت ضحكه من زين .. فقالت باستغراب ( بتضحك على اييه ؟؟. ) .. اشار لها على وجنته .. حركت وجهها بعدم فهم .. فتقدم هو تجاهها .. و رفع انامله ليمسح وجنتها ببطء .. فاغمضت هى عيونها تستشعر لمساته .. لتعيش تلك اللحظه بكل جوارحها .. ابتسم هو بحب لانها مستسلمه له .. ابتعد عنها و قال بحب ( تعرفى ان شكلك حلوو و انتى بالمريله .. ) .. توردت وجنتيها بخجل شديد ( بس .. ) .. ثم تنهدت بارهاق .. قالت بتعب ( انا تعبت .. ) .. قال بابتسامه ( هاتى اساعدك .. ) .. فرح بدهشه ( هتعرف !! ) .. زين بثقه ( انا مفيش حاجه مش بعرف اعملها .. اوعى بس .. ) .. افسحت له المجال ليتقدم هو .. قال بابتسامه ( انتى هتكتبى عيد ميلاد سعيد يا امير صح ؟؟. ) .. اؤمات برأسها .. فكتبها هو بالكريم بخط مائل انيق و جميل .. كانت الكعكه جميله جدا .. صفقت هى بسعاده طفوليه ( هيييييييييه .. خلصنا .. امير هيفرح اووى لما يشوفها .. ) .. نظر لها بابتسامه عاشقه .. متى ستعرف انه يعشقها ؟؟.. متى ستصبح له متى ؟.. خرج كلاهما و هما يغنيان الاغنيه لذلك الطفل الذى شعر بسعاده لم يشعر بها من قبل .. بسبب تعاون اصدقاءه لرسم البسمه على وجهه .. و اخيرا انتهى اليوم .. و وقفت السياره امام منزل فرح .. فرح بابتسامه ( بجد شكرا اووى اوووى .. يا زين انا بجد انبسط اوى النهارده .. ) .. زين بمرح ( عدى الجمايل بقى .. ) .. فرح بضحك ( هعدها حاضر .. يلا تصبح على خير .. ) .. زين بلهفه ( فررح .. ) .. التفت له باستغراب ( اييه ؟؟..) .. كاد ان يقع بلسانه و يخبرها مدى حبه .. لكنه قال بترقب ( انتى لييه صممتى تعملى عيد ميلاد للولد .. ) .. فرح بابتسامه ( لسببين .. ) .. زين بترقب ( الاول .. ) .. فرح بحزن ( فكرنى بنفسى لما كنت بستنى بابا يجى يقولى كل سنه و انتى طيبه بس مكنش بيجى .. ) .. زين بحزن ( الله يرحمه .. ) .. ثم قال بابتسامه ( و التانى ؟؟..) .. فرح و هى تنظر مباشره الى عيونه ( شفتك فيه .. ) .. زين بدهشه ( اناااا ؟؟.!!! ) .. فرح بابتسامه ( ااااه انت .. شفت حزنك و انت بتبص عليه .. شفت حزنك فى عيونه .. انت و هو شبه بعض اووى .. و يمكن علشان حسيت انه بيشدنى ناحيته .. حسيت ان قلبى وجعانى لما شفتك زعلان .. مش عارفه ) .. ابتسم لها بخبث ( قلبك بيوجعك هااا .. ) .. فرح بتوتر ( اييه اللى انا بقوله ده .. ) .. ظل هو يرمقها بنظراته المبتسمه التى تجعل جسدها ينتفض .. فقالت و هى تركض من السياره ( تصبح على خير… ) .. فقال هو بضحك و هى يشاهدها ترحل مسرعه من توترها ( اهربى.. اهربى .. انا وراكى و الزمن طويل .. ) .. ثم ادار محرك سيارته .. و اتجه الى منزله ليرتاح من عناء اليوم ….
__________________________________
بقلم ايمان عبد الحفيظ
error: