رواية خلقت لأجلك

الحلقه الخامسة من خلقت لاجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ


انتفضت من نومها نتيجه لحلم غريب هاجمها .. بصقت على شمالها ثلاث مرات كما هى العاده حين نحلم حلم بشع .. ثم سمت بربها و شربت مياه .. اخذت انفاسها مسرعه و بتعب .. لقد رات حلما بشعا .. كانت واقفه فى منتصف صحراء لا احد فيها .. و يلتف حول جسدها ثعبان على وشك ان يلدغها .. و هى تصرخ و تصرخ و الجميع حولها و لا احد يسمعها .. ظلت تصرخ حتى ذهب صوتها من كثره الصراخ .. حتى تدريجا ابتعد الثعبان عنها .. و ظهر ظل شخص محاط بنور كثييير و قال لها ( انا معاكى يا فرح .. ) .. تنفست الصعدا بقلق .. لكن نبضات قلبها تزداد خوفها .. قلقا .. حبأ فهى تعرفت على نبره الصوت .. هى نبره صوت حبها الاول زين .. كم اشتاقت له حقا .. ثم هتفت بضيق ( بس بقى يا فرح .. انتى خلاص نستيه .. بس معنى الحلم ده ايه ؟؟.. يا رب ساعدنى .. )


زين بثقه و ابتسامه ( خلصت كلام .. و لا لسه ؟؟.. ) .. مصطفى بثقه ( خلصت .. مستنى منك الموافقه على كلامى .. ) .. زين ببرود ( و مين بقى الاهبل اللى قالك ان انا هوافق على الكلام ده .. ) .. مصطفى بصدمه ( نعم !! .. ) .. زين مبتسما ( بص يا مصطفى باشا .. انا مش بتهدد .. طلباتك دى ترميها البحر .. اما بالنسبه لفرح .. انا مش هبعد عنها .. لاسباب و اهمها انا بحبها .. فرح بتاعتى .. و معلومه اخيره .. لو فكرت ان تأذى حد من عيلتى هتندم .. ) .. مصطفى بسخريه ( ايه الثقه اللى بتكلم بيها دى .. ) .. زين مبتسما ( انا اللى فى موقف قوه دلوقتى مش حضرتك .. ) .. مصطفى باستغراب ( مش فاهم .. ) .. زين بجديه و ثقه شديده ( انت فى نص مكتبى يعنى ممكن اعمل فيك اللى انا عاوزه و اقول كنت بدافع عن نفسى و كل اللى فى الشركه هيشهدوا معايا .. ) .. مصطفى مندهشا من ثقه ذلك الشاب ( اسمع بقى انا طلباتى تتنفذ مفهوم .. ) .. زين بعصبيه ( فرح بتاعتى .. فرح حبيبتى و هتبقى مراتى قريب .. ) .. قبل ان يكمل مصطفى كلامه .. صرخ به زين بغضب ( يلا من غير مطرود .. ) .. مصطفى و هو يغلق ازرار بدلته ( هتندم يا ابن احمد النجارى .. ) .. زين بثقه ( انا مش بقول كلام انا بنفذ بس .. و يلا بره .. ) .. كاد مصطفى ان يفتح باب المكتب .. فاوقفه زين قائلا ( نصيحه اخيره من واحد قد ابنك .. رغم انه اكبر غلط انى اشبه نفسى بابنك .. متتصرفش بثقه اوى كده كأنك ابن رئيس الجمهوريه .. متنساش ان انت شركتك هتعلن افلاسها الشهر اللى جاى.. ) .. مصطفى مصدوما ( انت عرفت ازاى؟؟؟ . ) .. زين واثقا ( مش هبقى زين لو مش عرفت .. و ملحوظه اخيره .. عيلتى لو لمست شعره منهم انت اللى هتندم و اهمهم فرح .. لانها مراتى و بتاعتى لوحدى … ) .. خرج مصطفى من المكتب .. و هو يسب و يلعن فى زين و ثقته الشديده بنفسه ..


ارتفعت دقات قلبها .. نبضاته تزداد .. لا تعرف ماذا يحدث .. لما هى تشعر بالفرح هكذا .. تشعر كانها تحلق فى الفضاء .. ابتسامه خافته ارتسمت على شفتيها .. مر بذاكرتها زين .. ابتسامه حنين له .. لماذا تشعر بان قلبها على وشك الخروج من مكانها .. همست بخفوت ( زين .. ) .. ازدادت دقات قلبها .. ازدادت حراره جسدها .. رفعت يدها لتحرها امام وجها لعلها تخفض حراره جسدها .. اى حر تشعر به و الجو بارد هكذا فى لندن .. قالت بتوتر ( اهدى يا فرح .. اهدى .. ايه اللى بيحصل ده يا ربى .. قلبى بيدق كده ليه .. ليه صوره زين بتنط فى بالى .. هو فى ايه .. انا ليه حاسه بالفرح اووى كده ليه ؟.. هو فى ايه .. انا اخر مره حسيت بكده لما زين قال قدام ماما و يزيد ان انا جميله اوى .. هو فى ايه اللى بيحصل .. يا رب .. اذا كان انا بيحصلى كده و انا هنا .. اومال لما انزل و يبقى وشى فى وشه هعمل ايه ؟.. انسى يا فرح .. زين دلوقتى ماضى .. الحاضر هو عامر .. يلا بقى فكرى فى الهديه اللى هتجبيها لزين .. اللى هتخليه يقطع علاقته بيكى لما يشوفها .. انا قولتها كلمه يا ابن خالو احمد .. يا انا يا انت يا حبيبى السابق ..


استيقظ من نومة .. فهو تغيب عن العمل بسبب تعبه الشديد .. فشريكة فى الشركة يعتمد عليه فى كثير من الامور .. لقد تهرب من العمل بأعجوبة .. لكنه مهما كان فهو صديقه العزيز .. هو عامر صديقه المقرب منذ اكثر من 10 اعوام .. بصرف النظر عن اختلافهم فى كل المعتقدات و التفكير .. وضع كبسوله الدواء فى فمة ثم شرب الماء حتى يعطى لنفسه فرصه للتفكير فى مشكله صديقة .. يجب ايجاد حل بأسرع وقت .. لا يجب ان يخسر صديقة فرح .. فهى جوهرة فى نظرة .. حتى ان عامر لا يستحقها اصلا .. كم هى طيبه و هادئه حسب كلام عامر عنها لكن من سذاجه عامر يدعى انها غبيه بسبب طيبتها الزائده .. هل الفتاه اذا كانت طيبه كثيرا و بريئه تصبح فى نظر الشاب سذاجة و غبيه ؟؟.. لا لا يجب محاولة ايجاد حل .. و يجب ايضا ان يسترد صحته حتى يرجع لشركتة التى اسسها مع عامر لكن له هو النسبة الاكبر .. اجفلة صوت الخادم يقول بأدم ( صباح الخير يا زياد بية .. ) .. زياد بتعب و هو يحك رأسه بتعب ( صباح النور يا عم صلاح ..) .. صلاح ( تحب احضر لحضرتك الغداء .. ) .. زياد بابتسامه ( يا عم صلاح قول فطار .. ده انا لسه صاحى .. ) .. صلاح بحنيه ( يا بنى ده احنا بقينا العصر .. ) .. زياد بدهشة ( بجد !! .. ده انا ولا حسيت انى نمت ده كلة .. ) .. صلاح بلوم ( يا بنى .. انت بترهق نفسك اووى فى الشغل .. ارتاح شويه و شوف حياتك بقى .. ) .. زياد باستسلام ( يعنى اعمل ايه ؟؟ .. ) .. صلاح بابتسامه ( يعنى تتدور على بنت تحبها و تتجوزها .. ) .. زياد بملل ( يعنى هو انا لقيت .. و قلت لا .. ) .. صلاح بهزار ( هتضحك عليا يا زياد بيه و لا ايه .. ده انت نص بنات مصر تتمنى اشاره منك .. ) .. زياد بمرح ( ما هى دى المصيبه .. انا عاوز واحده تدينى بالجذمة .. تبص عليا كده كأنى هواء .. فاهمنى يعنى مش عاوز واحده اقولها يمين يبقى يمين .. شمال يبقى شمال .. انا عاوز راجل لا مؤاخذة .. ) صلاح بدهشة ( نعم يا خويا .. اول مرة اشوف واحد عاوز واحدة كده .. الناس بتبقى عاوزة بنت زى الصلصال تلعب بيها تشكلها زى ما هى عاوزة . انما انت بسم الله ما شاء الله عليكى عكس البشر .. ) .. زياد بمرح ( نحن نختلف عن الاخرون .. ) .. ثم استطرد بقوله بجديه ( يا عم صلاح .. انا عاوز واحده تشاركنى المسئوليه .. واحده تحبنى .. واحده ارجع من شغلى الاقيها بتقولى وحشتنى .. استنيتك على الغداء .. كده .. انما اللى موجودين حواليا دول .. الواحده من دول بعد الجواز هتلاقى كل اللى فى دماغها اللبس و الحفلات و شكلنا قدام الناس .. و اهم حاجه عندها هتبقى المستوى الاجتماعى .. و انا مش عاوز كده .. ) ثم التفت الى عم صلاح الذى يبتسم لعلاقنيته ( فهمت يا راجل يا طيب .. ) .. اؤما صلاح برأسة .. مع ابتسامه فخوره بمن كان يحملة منذ اكثر من 20 عاما .. ها هو قد اصبح شاب .. لكم هو يعتز به و يعتبره مثل ابنه .. لكنة يدفن نفسه فى عمله .. قال صلاح بحنان ( ربنا يكرمك يا بنى باللى تستحقها يا زياد بيه . ) .. زياد بغيظ ( مش بحب كلمة بيه دى و النبى .. ده انت كنت بتغيرلى الكفولة زمان .. بيه ايه ؟؟.. ) .. ضحك صلاح عندما تذكر كم كان زياد فى صغره شقيا .. لكم من ثياب قد خربها بافعاله .. فقال بضحك ( برضوه .. العين مش هتعلى على الحاجب .. ) ..وضع زياد يده على كتف عم صلاح الذى يعتبره بمسابة والده بعد سفرة ( حاجب ايه يا عم صلاح .. ده انت اللى مربينى .. اقولك يلا نطلع نتفسح شويه .. بما انى مش رايح الشركة .. يلا يلا .. بللا غدا بلا فطار يلا . ) .. اؤما صلاح برأسة و هو يركض ليغير ثيابه ليخرج مع من اعتبرة والده من كثير من الاوقات .. فرفع صلاح يدة للسماء و قال بتضرع ( ربنا يبعتلك السعادة يا زياد يا ابنى … انت تستاهل واحده تحبك و تعشقك .. )


خلع جاكيت بدلتة و القى بة بعيدا على الفراش .. تنفس الصعداء بقوه و راحة .. رفع يدة ليلعب بخصلات شعره قليلا .. جلس على الاريكة و فتح التلفاز .. لكن لا يشاهدة فعقله مشغول بما وراء رده على مصطفى .. ماذا سيفعل مصطفى ؟؟.. السؤال الاهم لماذا عمته حنان تخاف من مصطفى كثيرا ؟؟.. شبك اصابعه خلف رأسة محاولة منة لأعادة ترتيب افكارة للحصول على نتيجة .. قاطعة رنين هاتفة .. نظر الى شاشة الهاتف فوجد رقم حنان .. زفر فى ضيق .. فهو لال مره يشعر بانها تخفى شيئ عنه .. فتح الخط ( سلام عليكم يا عمتو .. ) .. حنان بلهفة ( زين حبيبى .. انت كويس .. عملك حاجة .. قالك ايه ؟؟.. قولتله ايه ؟؟.. حصل ايه ؟؟.. ) .. زين بتذمر ( اهدى .. اهدى يا عمتو . محصلش حاجه .. ) .. حنان بحزم ( كان عاوزك فى ايه يا زين ؟؟. ) .. زين و هو يجز على اسنانة ( و لا حاجه يا عمتو .. هبقى اقولك بكرة .. ) .. حنان بضيق ( زين .. قولى دلوقتى كان عاوزك فى ايه ؟؟.. ) .. زين بعصبية ( عمتو انا تعبان .. و عاوز انام .. تصبحى على خير .. عن اذنك .. ) .. اغلق الهاتف فى وجهها .. لماذا تخفى علية شيئ .. لا لا هذا ليس ما يزعجة .. بل السبب ما قاله مصطفى ( ابعد عن فرح .. دى هتبقى مرات ابنى .. ) .. اعتصر قبضه يدة بغضب شديد .. لن تتزوج غيرة .. هى فقط له وحده وحده هو فقط .. فرح سوف تصبح زوجة لزين حتى لو بعد الف عام .. سوف يصبح اسمها فرح زين احمد النجارى .. و استسلم لسلطان النوم .. فالليل قد جاء بهمومه و احلامة …


و فى الصباح الباكر فى لندن .. فاليوم يوم اللقاء بينهم .. يوم مقابلة الاميرة فرح للامير زين .. يجب الاستعدادا .. هكاذا قالتها نادين فى نفسها .. قفزت على صديقتها بقوة ( فرررررررح .. ) .. انتفت فرح من نومهاا ( اييييه بقى يا نادين .. يخربيت اليوم اللى قعدت معاكى فيه .. ) .. ضحكت نادين بقوه .. ثم قالت بتقطع من شده الضحك ( قومى يلا .. هنروح نشترى هدية لحبيبين .. ) .. فرح رافعة حاجبها ( حبيبن !!! .. ) .. نادين بابتسامه ( ايوووه .. اتنين .. زين و عامر .. ) .. ابتسمت فرح ( لا يا حبيبتى .. عامر و زين .. ) .. اؤمات نادين برأسها بخبث ثم قالت ( ماشى يا حبيبتى .. المهم قومى يلا .. ) .. فرح بتأفف ( طيب .. طيب . ) .. دخلت فرح للحمام لاخذ حمام منعش .. فقالت نادين و هى تحك ذقنها بفرحة ( هى كلامها صح .. عامر و زين .. علشان حاليا عامر .. و المستقبل زين .. برافو يا فرح .. بتقولى الحقيقه دايما و انت مش مركزة .. ) ..اما فرح فتقف امام المرأة مبتسمة للهديه التى اختارتها لزين فى مخيلتها ( طيب .. و الله هوريكى .. انا قلت الصح انا هشترى هدية عامر فى الاول لانه اهم عندى منك يا زين .. ) .. ثم التفت الى بانيو الحمام و فتحت الماء .. و قالت بحماس و هى تحك يدها الاثنتان ( بدأنا اللعبه يا زين … )


بقلم ايمان عبد الحفيظ

error: