رواية خلقت لأجلك

الحلقة 20 من خلقت لأجلك
بقلم ايمان عبد الحفيظ
‏______________________________________
شاهى و هى تقترب من زين لتصافحه ( ازيك يا زين .. ) .. زين بتوتر و هو يراقب تعابير وجه فرح ( آآآ.. الحمد لله .. انتى ايه اخبارك يا شاهى ؟؟.. ) .. شاهى بابتسامه ( انا تمام .. شفت الايام لفت بينا و جمعتنا تانى علشان نكون سوا .. ) .. فرح بغيظ ( نعم ياختى ؟؟.. ) .. شاهى بزهول ( مييين دى ؟؟.. ) .. فرح بغيظ ( الميلامين يا ظريفه .. ) .. زين بابتسامه ( بس يا فرح .. ) .. ثم التفت الى شاهى و قال بابتسامه ( معلش يا شاهى .. دى فرح بنت عمتى .. و سكرتيرتى المؤقته .. اللى انتى هتأخدى مكانها النهارده .. ) .. فرح بصراخ ( نعممممم يا اخويا ؟؟؟؟.. هى مين الشرشوحه دى اللى تمسك مكانى .. ) .. ابتسمت شاهى على غيره فرح الملحوظه و الظاهره على زين منها .. لكنها جزت على شفتيها و قالت بغيظ مصتنع ( احترمى نفسك يا انسه انتى .. انا ساكته بس احتراما لزين لانه كان زميل ليا فى الجامعه .. ) .. كتم هو ضحكه بصعوبه و قال بجديه مصتنعه ( فرح .. عييب كده .. و شكرا يا شاهى لاحترامك ليا .. ) .. فرح بغيظ ( لا بقى .. انا عاوزه اعرف هى هتعمل اييييه ؟؟.. ) .. زين بهدوء ( بس يا فرح .. يلا قدامى .. ) .. فرح بغيظ ( لا انا هفضل واقفه هنا .. ) .. شاهى برقه مصتنعه ( زين ..هو مين هيفهمنى الشغل .. ) .. اذا اخبرها ان فرح هى من ستعلمها .. هذا خطر بكل المقاييس .. فترك فرح بجانب شاهى يعد بمثابه ترك البنزين بجانب النار .. فقال بتوتر ( نبدأ بعد يومين ان شاء الله تكون شاهندا جت علشان تفهمك الشغل .. ) .. شاهى باستغراب ( طب و ليه مش نبدأ من بكره ؟؟.. ) .. فرح بغيظ ( مستعجله اوووى يا بومه .. ) .. زين بابتسامه ( ههههه عسل فرح دى .. لا بس شاهندا عروسه و مش هتيجى غير بعد يومين .. ) .. اؤمات شاهى رأسها بتفهم .. ثم قالت لتثير استفزاز فرح ( بس هى بنت عمتك مالها متعصبه كده ليه ؟؟.. ) .. زين فى نفسه ( دى مصممه تلعب فى عداد عمرها .. ده انتى عمتى موصياكى على الاخر .. ) .. فرح بغيظ ( و انتى مالك اتعصب و لا اتجنن و لا اشد فى شعرى .. انتى مالك يا بارده .. ) .. شاهى بعصبيه ( الحق عليا عاوزه اطمن عليكى .. انتى حره .. ) .. فرح بغيظ ( ايووووه حره .. عندك اعتراض .. ) .. شاهى بغيظ ( هو حد قالك غير كده يا مجنونه .. ) .. فرح بعصبيه ( انا مجنونه يا …… ) .. وضع يده على فمها ليكتمه .. زين بابتسامه ( بس يا فرح .. ) .. ثم حاوطها من خصرها و كبل يدها و توجه بها الى مكتبه .. فعضت هى يده بغيظ .. زين بتألم ( يا عضاضه .. ) .. فرح بعصبيه ( سبنى و الله لربيها انا مجنونه .. بنت المجانين دى .. ) .. زين ( بس يا فرح .. عيب كده .. ) .. فرح بغيظ ( سيبنى عليها و لا انت مش عاوزنى اتخانق مع حبيبه القلب .. ) .. زين بزهول ( حبيب القلب .. فرح انتى اتجننتى و لا ايه ؟؟.. ) .. فرح و تلوح بيدها بعصبيه و صوت عالى ( ايووه اتجننت .. مش دى اللى كنت حضانها فى الجامعه زمان زى ما تكون حبيبتك .. طبعا ما انت ظبطت كل حاجه علشان ترجع و تشتغل معاك و تكملوا قله ادبكم هنا سوا .. ) .. امسك زين معصمها بقوه ( فررررررح .. احترمى نفسك .. و مترميش الناس بالباطل .. و وطى صوتك ده .. ) .. تألمت فرح من قبضته ( اوعى ايدك يا زين .. انا محترمه مش زى الاشكال اللى بره .. الى جايه ترمى نفسها عليك .. ) .. زين بعصبيه ( و انتى مالك ؟؟.. يهمك فى ايه .. احبها و اجيبها تشتغل معايا يهمك فى ايه ؟؟.. ) .. فرح بغيظ ( يهمنى علشان انا ….. ) .. علقت باقى الجمله فى الهواء .. صمتت لتستوعب ما هى على وشك ان تقول .. ابعدت نظراته عنه لتتسع حدقتى عيونه .. ماذا يخصها ؟؟.. لقد استيقظ ذلك الشيئ الذى دفنته منذ سنين .. هى تحبه.. قال زين بهدوء ( ما تردى و لا القطه اكلت لسانك ؟؟. ) .. ركضت خارج مكتبه بل خارج الشركه كلها .. مستحيل الذى مات فى قلبه رجعت له الحياه مجددا .. ركبت سيارتها و علامات الدهشه على وجهها .. ادارت محرك السياره لتهذب الى مكان تريح به عقلها .. الملجأ الوحيد و هو النيل …
‏_______________________________
استيقظ من نومه فزعا الى الماء الذى تساقط على وجهه .. عامر بفزع ( اييييه فى ايييييييه؟؟؟. ) .. مصطفى بعصبيه ( قوم يا حيوان .. نايم هنا و لا على بالك حاجه .. ) .. عامر بضيق ( اففف .. فى ايه عالصبح .. ) .. مصطفى ( صبح ايه يا ابو صبح .. الساعه دلوقتى 12 الظهر يا روح امك .. ) .. عامر ببرود ( طب انت عاوز ايه يا بابا دلوقتى .. اتفضل قول .. ) .. مصطفى بغيظ ( يا برودك يا اخى .. انت عارف فى ايه النهارده ؟؟. ) .. عامر ببرود ( فى ايه ؟؟.. ) .. مصطفى بغيظ ( فى حفله عيد ميلاد البت اللى المفروض تخليها تحبك و تجوزك .. و انت و لا كلمتها من يوم ما رجعت .. فالح بس صياعه مع بنات الشوارع .. ) .. عامر بانفعال ( كل ما اكلمها تقولى مش فاضيه او تعبانه انا زهقت .. و بعدين عيد ميلادها هعملها ايه يعنى غير انى هروح الحفله بالليل و هجيب معايا هديه و خلاص .. ) .. مصطفى بجديه ( يا غبى هى مش فاضيه .. حاول تقرب منها ابعتلها هديه .. روحلها مكان شغلها .. لكن قاعد معايا .. ) ..زفر عامر بضيق ( طيب يعنى اعمل ايه دلوقتى ؟؟.. ) .. توجه مصطفى الى هاتف عامر .. اخذه و القى به اليه و قال بحزم ( كلمها دلوقتى .. ) .. امسك عامر الهاتف و دق رقم فرح .. لكنها لم ترد .. و مره و الثانيه فالثالثه و لم ترد .. عامر بضيق ( مش بترد .. اعمل ايه انا ؟؟. ) .. مصطفى بعصبيه ( و لا حاجه .. متعملش حاجه خالص .. ) .. ثم خرج من الغرفه بانفعال .. و ترك عامر يزفر بضيق من فرح و تصرفاته الغريبه…
‏_____________________________________
تأفف من تصرفاتها التى تجعل الاخرس ينطق .. الغبيه لا تريد الاعتراف بما فى قلبها .. ترفض البوح بما هو محجوز داخل صدرها .. ما اخره كل هذا الكتمان .. لقد كانت على وشك ان تقول الحقيقه اليوم .. لكنها مع الاسف تمالكت نفسها قبل ان تقع بلسانها .. حقا عمته كانت محقه عندما اصرت بأن تأتى بشاهى لتعمل معه .. هى ام تعرف نقاط ضعف اولادها .. اخرجه من التفكير صوت طرقات الباب .. قال بهدوء ( ادخل .. ) .. دخلت منه شاهى و هى تبتسم بهدوء .. زين بجديه ( انتى لسه هنا .. ) .. شاهى بابتسامه ( صراحه حبيت اعرف نتيجه اللى عملته .. بس واضح كده انى ضعيت الوقت عالفاضى .. ) .. زين باستغراب ( ليه بتقولى كده ؟؟.. ) .. شاهى ( لانى شفتها و هى خارجه من الشركه بتجرى .. ) .. زين بحيره ( انا نفسى مش عارف هى هربت ليه؟؟؟.. ) .. شاهى بابتسامه ( اتصدمت .. ) .. زين بزهول ( من ايه ؟؟. ) .. شاهى بهدوء ( من غيرتها عليك .. من حبها ليك .. اعتقد انك لما خدتها و دخلت المكتب هى انفجرت فيك صح .. ) .. زين بهدوء ( صح .. بس انتى اييه اللى عرفك انها بتغير عليا ؟؟؟… ) .. شاهى بابتسامه ( انا بنت زى زيها .. انا فاهمه هى حاسه بأيه .. صدقنى كلها شويه و هتيجى و تقولك كل اللى هى مخبياه جوه قلبها .. ) .. زين بترقب ( انتى اييه اللى خلاكى توافقى على عرض عمتى ؟؟.. ) .. وقفت عن المقعد فتحت باب الغرفه و قالت بابتسامه ( بحاول اعمل حاجه صح .. يمكن الاقى سعادتى ..و فعلا بدأت احس بيها .. ) .. ثم خرجت من المكتب و ابتسامه التفاؤل مرتسمه على وجهها .. هى فعلا وجدت السعاده لانها بدأت تحرك قلب فتاه تمكن العند منها ليمنعها من الاعتراف بما تخبئه بين ضلوعها ….
‏________________________________
اوقفت السياره على كورنيش النيل .. تنهدت بعمق ربما هذا يريحها قليلا .. سمعت رنين الهاتف مره اخرى .. زفرت بضيق شديد .. قالت بغيظ ( مش وقتك خالص .. اففف .. ) .. اغلقت الهاتف و القت به بجانبها .. هى تحتاج الى الراحه قليلا .. تحتاج لتفكر بعمق الى ما وصلت اليه .. الحب القديم خرج من تحت الانقاض .. ليطالب بالظهور .. ليطالب بأن تعترف به .. هى فعلا تحبه .. و اذ لم تكن تحبه كيف اذن كانت على وشك الفتك بسميه اولا .. ثم على وشك قتل شاهى من الغضب .. لحظه كيف عادت شاهى مجددا ؟.. قالت بغيظ ( مش عاوزه افتكر اسمها .. بتعصبنى .. انا مش فاهمه ايه اللى رجعها تانى .. خطافه الرجاله عاوزه تأخده .. لحظه لحظه و انا زعلانه ليه ؟؟.. بلاش هبل يا فرح انتى بتضحكى على نفسك و لا ايه ؟؟.. انتى كنتى هتولعى من حرقتك من سميه و من زفته الطين شاهى .. ) .. قالت بتوتر ( انا بحبه بجد !!!! .. ) .. شعرت براحه نفسيه شديده للغايه .. حين اعترفت بذلك من شفتاه .. فارتسمت الابتسامه على وجهها تلقائيا .. فقالت بابتسامه ( انا بحبه .. ) .. رددت مثل المجنونه و بدأت تضحك ( انا بحب زين .. انا بحبه بحبه بحبه .. ) .. ثم ادارت محرك السياره لتتجه الى الفيلا الخاصه بهم لتستعد الى حفل الليله …
‏_______________________________
وقف امام المرآه يتأمل نفسه بهدوء ..و هو يغلق ازرار قميصه الكحلى اللون .. ابتسم بهدوء حين خطر على باله ما فعلته اميرته المجنونه الصغيره .. لقد كادت ان تقتل شاهى لولا وجوده .. حمدا لله ان عمته اخبرته قبل وقوع الكارثه .. نظر الى فراشه فوجد ذلك الصندوق الكبيره باللون الوردى الهادئ .. و به فيونكه كبيره باللون الابيض .. كان رقيق للغايه مثلها .. كان اسفل خيط الفيونكه الابيض اللون موضوعه ورده باللون الاحمر ذات رائحه رائعه .. ابتسم بهدوء داعيا ربه ان تنال هذه الهديه اعجابها .. ثم اكمل ارتداء ملابسه التى تتناسب مع بشرته القمحيه اللون .. رش عطره الجذاب .. و خرج من منزله و هو يحمل ذلك الصندوق الكبير الحجم …
‏___________________________
كان يقف امام المرآه و هو يعقد ربطه عنقه الكحليه اللون .. كان يدندن بتناغم شديد .. ( فى حضن عينك .. لقيت نفسى و هفضل ليك .. ده انا طول عمرى مستنيك .. حياتى بحالها ملك ايدك .. سنين بتفوت .. سنين تجرى حبيبى هعيش .. بعد عمرى ما تبعدنيش .. علشان خاطرى مليش بعديك .. ) .. اقتحم ذلك الصوت الرقيق ليكمل هو الاغنيه ( و انا وياك وصلت لاخر الاحلام .. ااااه .. خلاص مبقتش اخاف من الدنيا و الايام .. ااااه فى حضن عينك .. ) .. ابتسم هو له بحنان .. جذبها برقه ليحتضنها بهدوء .. فهى شقيقته الصغرى .. قره عينه و اميرته الصغيره .. قبل وجنتها بهدوء و قال بحنان ( اااه يا اروبه ..كبرتى و بقى عندك 24 سنه .. عقبال مع اشوفك فى الكوشه يا رب .. ) .. فقال بمرح ( ياااا رب .. قولى امييين .. ) .. فرح بضحك ( يااااا رب .. ) .. يزيد بمرح ( يطعلك ضب . ) .. فرح بغيظ ( يا تقل دمك .. ) .. امسكها من اذنها ( يا بت احترمى نفسك ده انا العريس .. ) .. فرح بتالم ( سيب ودانى بقى ..) .. تركها بضحك ( يلا يا طفله من هنا .. ) .. ثم قال بسخريه ( قال 24 سنه قال ..ده انتى اخرم بعقليتك دى 12 سنه .. ) .. فرح و هى تضع يدها على خصرها و تهز قدمها بغيظ ( ليييه ان شاء الله .. ده انا حلوه و زى القمر .. مش لسه كنت بتدعيلى اتجوز .. ) .. يزيد بمرح ( انتى صدقتى .. ده امه داعيه عليه قصاد الكعبه اللى هيتجوزك .. ) .. فرح بسخريه ( هي هي هيى .. يا دمك يا غلس .. يا ابنى ده هيأخد ثروه قوميه .. ) .. يزيد بضحك ( ليه هنجوزه ابو الهول .. و لا الملكه نفرتيتى .. ) .. فرح بغرور مضحك ( احلى يا بابا .. ) ..يزيد بابتسامه ( يلا يا بت من هنا .. خلينى اروح اجيب حبيبتى شاهندتى .. ) .. فرح بغمزه ( الله يسهلوو .. ) .. ضحك يزيد و خرج من غرفته و توجه الى محبوبته ليحضرها لتصبح خطيبته امام الجميع …
‏____________________________________
الجميع وصل الحفله و الموسيقى بدأت تصدع فى الاجواء .. فاليوم الفرحه ليست واحده بل اثنين .. عيد ميلاد فرح و خطبه يزيد .. السعاده مرتسمه على وجهه الجميع .. و الله وحده يعلم ما خلف تلك الابتسامه .. كانت حنان تقف فى مقدمه الباب لتستقبل الضيوف .. و كان بجانبها زين .. رحبوا بجميع الضيوف حتى اتت الوجهه الذى يبغضها كلاهما .. نعم عامر و والده .. همس زين لحنان ( اهدى يا عمتو .. يا تعاملى عادى ماشى .. ) .. مدت عامر يده ليصافح حنان .. فصافحته بهدوء .. فانحنى بجذعه قليلا حتى يقبل يدها فابتسم له ابتسامه صفراء .. فدخل هو و والده الحفل .. بينما علامات الاستغراب ترتسم على وجه مصطفى لان حنان لم تحاول طرده كالمعتاد .. جاءت اللحظه التى تنتظرها حنان .. و هى وصول يزيد و شاهندا .. كانت شاهندا جميله للغايه بفستانها الدهبى اللون الذى يتناسب مع شعرها البنى و عيونها العسليه اللون .. كانت جميله للغايه .. ابتسمت حنان برضا على اختيار ابنها لزوجته .. فهى لديها الخبره الكافيه لتعرف الناس .. جاء موعد الاميره الثانيه .. الاميره فرح الذى خرجت من باب الفيلا بفستانها الاسود اللون .. الذى جعلها ملاك هبط من السماء ليتحرك بخفته بين الحضور .. كانت تضع احمر شفاه مما اظهر شفتيها بشكل رائع و انثوى للغايه .. نظر لها العاشق المتيم بحبها بعشق شديد .. جعلها تخفض بصرها خجلا .. توجهت لتقف بجانب والدتها بخطوات هادئه .. جعلت الاعين الحاسده تتمنى ربع ما لديها .. زين بابتسامه ( ايه القمر ده .. ) .. فرح بخجل ( شكرا .. ) .. كانت هى تنظر له بطرف عيناه لانها اصبحت تخجل النظر اليه بعد اعترافها لنفسها بحبه .. وقف يزيد و شاهندا ليتناغموا مع موسيقى الرقص بحب شديد يقفز من عيونهم لبعض .. همس زين بابتسامه لفرح و هو يمد يده لها ( تسمحيلى .. ) .. وضعت يدها بيده و الابتسامه الخجله ترتسم على وجهها .. تشاركت معه الرقصه و هى تضع رأسها على كتفه .. هذه اسعد لحظه فى حياته لانها بجانبه و تشعر بدقات قلبه .. توردت وجنتاها خجلا منه .. فقال فى اذنها بمرح ( بلاش تتكسفى اوى كده .. ليقولوا انى بقولك قله ادب و لا حاجه .. ) .. ضربته هى بخفه و ضحكت برقه .. فارتسمت الابتسامه تلقائيا على وجهه لرؤيته لها سعيده .. توقفت الموسيقى فرجع الجميع الى مكانها .. سوف اتت لحظه تقطيع ترورته عيد ميلادها .. كانت التورته من 3 ادوار كلها بالشوكلاته .. و عليها صوره لفرح و هى بعمر ال 5 .. كادت ان تطفى الشمع .. فصاح احدهم ( اتمنى امنيه الاول .. ) .. اغمضت عيناه و ضمت يدها و دعت بصدق من قلبها .. تمنت امنيتها لهذا العام عسى ان تتحقق .. ثم نفثت بهدوء لتنطفئ الشمعات .. فصاح الجميع ( كل سنه و انتى طيبه يا فرح .. ) .. ضحكت هى بطفوليه ( شكرا يا جماعه .. ) .. بدأ تدفق الهدايا عليها .. حتى اتى دور يزيد بمرح ( بصى انا معرفتش اجبلك ايه .. فجبتلك دى ) .. كانت هديته عباره عن اسواره هديه من الذهب الخالص .. كانت بها علامه ما لا نهايه .. ضحكت هى بسعاده و حضنته بقوه ( ربنا يخليك ليا يا حبيبىى.. ) .. تقدمت شاهندا و بيدها علبه صغيره بها ساعه رقيقه مطبوع بظهرها اسم فرح .. احتضنتها و هى تقول ( سلفتى حبيبتى .. شكرا جدا ليكى .. ) .. تقدمت تلك الفتاه ذات العيون الخضراء .. نعم صديقتها المخلصه نادين .. فرح بصراخ ( نااادين .. ) .. احتضنتها بسعاده شديد .. نادين بضحك ( بس يا مجنونه فرجتى علينا الناس .. ) .. فرح بابتسامه (كنتى وحشانى .. ) .. نادين و هى تمد يدها بهديتها ( كل سنه و انتى طيبه و عقبال الميه يا رب .. ) .. فرح و هى تلقى لها بقبله فى الهواء ( حبيبتى .. ) .. فتحت فرح هديتها لتجد لوح من الخشب الذى توضع عليه اوراق الرسم .. محفور به بالاسفل توقيع باللغه الانجليزيه لاسم (( فرح عز الدين .. ) .. اتسعت ابتسامتها و احتضنتها بقوه .. فهذه الصداقه قويه للغايه بينهم .. جاء دور الام الحنونه .. مدت حنان يدها لفرح بعلبه كان من الخشب .. كان بها تابلوه به عده صور لها مع ابيها منذ الصغر و عده صور اخرى مع يزيد و مع حنان .. تلالات عيونها بالدموع ..و احتضنت والدتها بقوه و هى تقول بدموع ( يا حبيبتى يا ماما .. انا بحبك اوووى .. ) .. تحسست على شعرها بحنان شديد .. قالت بحنو ( و انا كمان بحبك يا عيون ماما .. ) .. جاء دور عامر .. الذى قال و هو يقبل يدها ( كل سنه و انتى طيبه يا فروحتى .. ) .. ابتسمت له بتوتر فهى لم تحسب حسابه اليوم .. بل لم تتوقع حضوره مطلقا .. قالت بتوتر ( ميرسى يا عامر .. ) .. عامر و هو يمد يده بعلبه باللون الكحلى اللون بداخلها سلسله بها حرف ‏f .. ‎‏ .. ابتسمت هى ابتسامه صفراء فهى تكره ذلك النوع من السلاسل .. و اخير جاء دور من ينتظره الجميع .. زين النجارى .. ابتسمت هى بحب له .. كان يحمل ذلك الصندوق الذى كان بغرفته .. قال بحب ( سندريلا ..كل سنه و انتى طيبه ) .. مد يده لها بالصندوق .. تلامست اصابعهم لتحمله منه .. فسرت القشعريره على طول جسدها .. لم تستطع حمله كاد ان يقع لولا ان زين ظل متمسك بالصندوق .. يزيد بمزاح ( انت جايب ايه فى البتاع ده .. البنت مش قادره تشيله .. ) .. فرح بضحك ( بس يا يزيد .. خلاص يا زين نزله على الترابيزه دى و انا هفتحه .. ) .. وضع الصندوق على الطاوله .. فتحته هى بفضول و لهفه طفوليه .. اتسعت حدقتى عيناها حين وجدت ما بداخله .. لقد كان ما تتمناه اى فتاه مثلها .. كان الصندوق يحتوى على صندوق صغير موضوع فى زاويه يحتوى على جميع انواع الشوكلاه التى تفضلها فرح .. سوف وجدت جميع ادوات الرسم التى كانت تنوى شرائها .. من اقلام و دفاتر للرسم .. و الوان مائيه .. و حقيبه لحمل الاوراق التى ترسم عليها .. لم تشعر بنفسها الا و هى تحتضنه بقوه و قبلته على وجنته .. قالت بسعاده حقيقه ( شكرا خالص خالص يا زين .. دى احلى هديه جاتلى فى حياتى .. ) .. حاوطها بهدوء و الابتسامه السعيده مرتسمه على شفتيه .. نظرات التفاؤل و الامل اشتعلت فى عيون الجميع ما عدا عامر الذى تسلل اليه شعوره بأنه يفقد فرح و تتسرب من بين يده كحبات الرمال .. فقال بابتسامه ( ايييه رايك يا طنط حنان .. تسمحيلى اخرج انا و فرح لوحدنا شويه .. ) .. حنان بابتسامه ( لا مش هسمح لوحدكم .. ) .. ثم قالت بابتسامه ( بس فكره اخرجوا كلكم سوا يا شباب .. ) .. خيبات الامل تدفقت فوق رأسه كان يود الانفراد بها لينفذ مخططه لكن لا حياه لمن تنادى .. فحنان اصدرت قرارها بخروج الجميع معهم .. بينما ظلت فرح مبتسمه لوالدتها لانها منعتها من الخروج مع ذلك عامر .. يتسلل الكره تدريجيا الى قلبها تجاه .. لانها تدريجيا تزداد عشقا لزين …
‏___________________________
كان يقف فى زاويه هادئه فى الحفله .. يراقبها و هى تتحرك بهدوء بين الحضور .. كان يفكر ما هو ردها على ما قاله .. ماذا سوف تخبره اليوم ؟؟. هل وافقت ام لا .. لا يمكن الا توافق لان ذلك يعنى انها ممكن ان تتعرض لاى خطر من عامر .. لكن السؤال الاهم : اهتمامه بحياه نادين هو كأنسانيه منه لكن لم عرض عليها الزواج ؟؟.. لو كان الاهتمام بحياه الناس و خصوصا الفتيات لكان ضباط الشرطه تزوجوا كل فتيات مصر .. لكن لاول مره يشعر بأنه تائه لا يفهم نفسه .. لا يعرف ماذا يريد ؟؟. لكن اذا تزوج نادين ربما لا يعطيها حقها .. وقتها فقط سوف يكون جنى عليها وظلمها معه لكن هو يريد حمايتها ليس هناك ظلم فى هذا .. تنهد بعمق عله يرتاح قليلا .. شعر بيد وضعت على كتفه .. التفت باستغراب وجدتها نادين .. زياد بابتسامه ( يا اهلا يا اهلا .. بالناس اللى بتهرب .. ) .. نادين ( قاعد لوحدك ليه ؟؟.. ) .. زياد بهدوء و هو ينظر لها نظرات ذات معنى( بفكر .. ) .. ارجعت خصله شارده خلف اذنها بتوتر ( طيب انا .. آآآنا .. كنت .. ) .. زياد بترقب ( مالك يا نادين ؟؟ .. ) .. نادين بقلق ( ااااه .. انا .. كنت عاوزه .. ب.. ببخصوص .. الموضوع ..اللى انت قولتلى عليه … ) .. زياد باستهبال ( موضوع ايه ؟؟.. و مالك متوتره كده ليه ؟؟.. ).. نادين بزهول ( انت . انت مش فاكر .. ) .. زياد بصعوبه لكتم ضحكه ( لا خالص .. موضوع ايه بقى .. انا مش فاهم حاجه . ) .. نادين بغيظ و هى تقف عن مقعدها ( خلاص .. ان شاء الله عنك ما افتكرت .. ) .. امسك يدها و قال بحب ( خلاص يا ستى بهزر معاكى .. تعالى . ) .. نادين بغيظ ( مفيش هزار فى المواضيع دى .. ) .. زياد بابتسامه ( طيب يا نادين .. قولى موافقه تتجوزينى و تكملى بقيه عمرك معايا .. موافقه تبقى مراتى يا نادين .. موافقه انى اعبرلك على حبى تحت سقف واحد و تكونى معايا العمر كله .. ) .. كلماته جعلتها تنسى ما كانت تود قوله كله .. احمرت وجنتاها بشده مما جعلها تخفض بصرها و تقول بتوتر ( ز.. ززياد .. انا نسيت .. ) .. زياد بدهشه ( نسيتى ايه ؟؟.. .. نادين بطفوليه ( نسيت كنت هقول ايه يخربيتك .. ) .. زياد بضحك ( لا افتكرى و بلاش بيتى الله يخليكى .. ) .. ضحكت نادين برقه ثم قالت ( طيب انا .. انا .. ) .. زياد بترقب ( ها .. انطقى .. ) .. نادين بخجل ( موافقه .. ) .. زياد بمرح ( ابو الهول نطق .. ) .. القت عليه منديلها الذى كانت تحمله بيدها و ذهبت و هى تقول ( يا غتت .. انا ابو الهول .. ) .. بينا ظل هو يضحك على طفولتها .. هو لم يخطا حين قرر ان يتزوجها حتى لو لم يكن يحبها فالتاكيد سوف يحبها مع مرور الايام …


بقلم ايمان عبد الحفيظ

error: